“كلام الناس” – الطائف: الضمانة

مقابلات تلفزيونية 10 يناير 2008 0

مع نهاد المشنوق وسفير الجامعة العربية في باريس ناصيف حتي

س-أستاذ نهاد ما تعليقك على الريبورتاجات التي شاهدناها؟

ج- أنا عندي ثلاثة تعليقات:

التعليق الأول على الريبورتاج العفوي الحقيقي الذي يتعلق برأي الناس بالمبادرة العربية ، فأعتقد ان مشاعر الناس حقيقية تعتبر فعلا عن اليأس من الطبقة السياسية التي تتولى الحوار في هذه الفترة وعلى الأقل الناس التي تتحدث بحياد.

النقطة الثانية التي أفرحتني إعلانك عن حلقة مقبلة حول اللبنانيين أحدهما اللبناني الذي وصل الى القطب الجنوبي والآخر العالم في الأبحاث السرطانية التي تؤكد ان لبنان بطن ولاّدة دائما دينامية وعباقرة في عملهم فهذا ليس من السهل على شعب صغير مثل لبنان أن نجد في كل سنة هناك إكتشاف جديد يقوم به شخص لبناني سواء في العالم المالي أو الإقتصادي أو الطبي أو الرياضي.

المسألة الثالثة التي تتعلق بالنقاش بين الشباب العونية والقواتية طبعا، عندما نسمع كلامهم وخطورته وخاصة خطورة عدم واقعية الكلام العوني ومبالغات غير دقيقة بتعابير شباب القوات، ولكن الأخطر هو الكلام المتعلق بالتعبئة العونية التي إستطاعت إقناع شاب من هذا النوع بأن الطائف خراب على البلد وان الرئيس المسيحي لم يعد يملك صلاحيات . طبعا هذا نتيجة كلام المسؤولين عنه في الحزب أو في تيارة ، وأنا سمعت قبل يومين كلام أكبر بكثير من هذا الكلام على التلفزيون، كلام غير مسؤول وعشوائي ، لن أسمّي من قال هذا الكلام، ولكن كان هناك أيام السلطنة العثمانية منصب بروتوكولي اسمه “الداماد” وهو عادة صهر السلطان. انا تابعت كل ما قاله هذا الشخص وأسمح لنفسي بأني قمت ببحث حول وضعية المسيحيين وحول وضعية رئيس الجمهورية وصلاحياته لكي أتأكد إذا كان هذا الكلام صحيح.

نحن خرجنا من تجربة من 15 سنة بعد الطائف كان فيها الإدارة العربية الدولية عمليا تمثلها سوريا والتي وضعت موديل بطريقة إدارة البلد، والتي مازالت حتى العقول مشوّهة بسببه، وتعتبر انه هو القاعدة التي يُبنى عليها للإقدام أو للتراجع، هذا وضع كان غير طبيعي فلا يُبنى على الخطأ لأنه ينتج خطأ أكبر.

س- هناك كلام للمطران الراعي يتحدث عن المسيحيين الذين جزء منهم مُلحق بالأكثرية وجزء مُلحق بالأقلية؟

ج- هذا كلام بالسياسة وليس كلاما بالإدارة.

س- كلام سياسي ولكن له تداعياته في الإدارة؟

ج- لم يتبيّن ان له تداعيات في الإدارة، هذا كلام غير صحيح.

س- المساعي العربية إنطلقت بتباعد سوري- سعودي فأتت المبادرة العربية بمصالحة سورية- سعودية على مستوى الوزراء أقله، فهل في هذه المصالحة حل على مستوى العلاقات اللبنانية – اللبنانية؟

ج- أنت تتحدث عن مصالحة سورية – سعودية ، معلوماتي ورأيي انه حصلت مصارحة لم تحصل مصالحة، حتى على مستوى الوزراء، حصلت مصارحة تمت في منزل امين عام الجامعة، عادوا فيها بالتاريخ الى حين اغتيال الرئيس الحريري، راجعوا العلاقات السورية -العربية حتى العام 2005 حتى اليوم ، وحتى إستشهاد الجنرال فرنسوا الحاج. وتمت مصارحة واضحة وصريحة ومحدّدة بما هو مطلوب من سوريا لعودة لمّ الشمل العربي في هذه الإجتماعات ، وكان الوزير المعلم يُقال الى حد كبير متجاوب، ولكن طلب أمرين: أولا ان تتم صياغة مقررات مؤتمر الوزراء على انه بيان وليس قرار، لأن القرار هو مُلزم، بينما البيان هو بيان سياسي للنقاش أكثر مما هو قرار مُلزم للوزراء، لأنه لا يمكن أن يجتمع22 وزير خارجية عربي وأن يُصدروا قرار ولا تلتزم به دولة من الدول، ويُطلب من الدول الأخرى أن تكون علاقتها بهذه الدولة طبيعية ، لأنه حينها لن يكون هناك مجالا حتى للحوار السوري- العربي، بينما البيان يبقى خاضع للأخذ والعطاء والنقاش.

النقطة الثانية أو المطلب الثاني هو أن يتعهدوا بالتسهيل من خلال صلتهم بحلفائهم، ولكن الواضح لكل من يتابع حركة الأمين العام للجامعة، أو من الإجتماعات التي تمت في القاهرة، وان نسبة التفاؤل في إمكانية النجاح في هذا المجال محدودة جدا، لأن هناك وقائع يتم الإنطلاق منها غير واقعية . فعندما يكون السوري هو الذي سيقوم بدور الوساطة السياسية وبنفس الوقت هو نفسه يقول نحن لا نقبل باحتكار السلطة، وبالتالي يُعتبر هذا موقف من مجموعة كبيرة ، كيف سيتفاهم معهم ما دام يتهمهم باحتكار السلطة سلفا.

أيضا ما جاء في كلام وليد المعلم عن صيغة العيش المشترك، فأنا لا أعتقد ان صيغة العيش المشترك مهدّدة بلبنان، مما يعني ان هناك قراءة سياسية غير دقيقة لما يحصل في لبنان وصياغة سياسية لا تساعد على دور مسهّل.

وكان قبل ذلك هناك التجربة الفرنسية، التي كان الواضح فيها أيضا ان قواعدها أو الأسس التي اتفقوا عليها بالبداية، ليست هي التي نُفذت في مرحلة لاحقة.

س- لقد كتب ابراهيم الأمين في “الأخبار” أمس ان السعودية كانت وراء إفشال الدور الفرنسي؟

ج- هناك كلام كثير يُقال في الإعلام وفي التلفزيون وفي الصحف، وهناك روايات سياسية متعددة لنفس الحدث، ولكن أسمح لنفسي القول وعلى قدر معرفتي ، ان الكلام الذي ينشر أو يُقال ليس دقيقا في هذه المسائل.

س- يقول ناصيف حتي ان قطار التسوية إنطلق ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل. وتكلم عن المواكبة العربية في هذا الموضوع، وتحدث عن حالة التعب التي أصابت كل الأطراف، ولكن هل فعلا السوري تعب وما سبب تبدّل الموقف السوري؟ وهل فعلا ان الجو باتجاه التدويل، وهذا ما كتبت عنه في مقال لك مؤخرا قد يكون بصدور قرار عن مجلس الأمن؟ هل فعلا وضعت سوريا أمام خيارين صعبين إذا لم تستجب للمبادرة العربية وهي صدور بيان عن مجلس الأمن حول ملف الرئاسة اللبناني، أو صدور بيان عن مجلس وزراء الخارجية العرب في الإجتماع المقبل في27 كانون الثاني، يحمّل سوريا مسؤولية عرقلة الإنتخابات الرئاسية وتاليا نقل مقر القمة العربية من دمشق؟

ج- الوقائع التي تفضَّل بها الاستاذ ناصيف ليست جديدة، وبالتالي لا يوجد موقف عربي عاد وأضاف لمضمونه بنود جديدة تشجعه على الحركة ، الموقف العربي هو نفسه المعني بالوساطة منذ بداية أزمة العلاقات حتى اليوم ، أو على الأقل منذ حرب تموز حتى اليوم، يعني أقل من سنة ونصف لم يتوقف عن الحركة ، لاقى صعوبات كثيرة ، ولكن ما حدث الآن انه بعدما فشلت الوساطة الفرنسية وكان فشلها فاضحا لدرجة ان السعوديين والمصريين إتفقوا على إعطاء فرصة جديدة لسوريا من خلال الوضع اللبناني، لأنهم يريدون إيجاد حل سلمي لهذه المنطقة المتفجرة التي اسمها لبنان، التي تصيب كل الناس إذا تفجرت.

لذلك إتفق السعوديون والمصريون على إستعادة المبادرة بدل الأوروبيين وطبعا بمواكبة أوروبية وأميركية وهذا ليس بجديد. السعوديون قرروا أن يتصرفوا بالموضوع اللبناني وأن يعودوا الى مواجهة سوريا سلميا، بالتعاون مع الدور المصري الذي إنتعش مجددا، وأتى وزير الخارجية المصري الى لبنان وساهموا بكل الحركة السياسية التي قامت منذ ثلاثة أشهر حتى اليوم ، على قاعدة التعامل مع التطورات وكيفية تطويعها أو إيجاد حلول لها.

إذاً حصل إتفاق بين الدور السعودي المتمايز عن الدور الأميركي، والذي أبرم إتفاق مكة في الموضوع الفلسطيني، وفي العراق أعلن موقف من الحكومة العراقية الحالية، وفي موضوع لبنان يعتقد انه يجب ترتيب الأمور بطريقة مختلفة عن النظرة الأميركية، والدليل تعاملهم مع “حزب الله” الذي نعرف رأي الأميركيين به ، علما ان الملك عبدالله منذ كان وليا للعهد، كان أول مسؤول عربي رسمي غير السوري طبعا، يجتمع بنواب ومسؤولين من “حزب الله” ، ثم دخل المصريون من جديد على الخط وتحالفوا مع السعوديين بعد فشل الوساطة الفرنسية وفشل الوساطة الأردنية ، ونحن ننسى ان الملك عبدالله الثاني ملك الأردن قام بزيارة سوريا وتلقى وعدا قبل مجيئه الى سوريا بتسهيل إنتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا لم يحدث لأسباب كثيرة رغم ان البيان السوري-الأردني المشترك إستعمل تعابير لها علاقة بالدور السوري الحريص على أمن وإستقرار لبنان، ومقابل ذلك أعتقد انه أخذ دعما لما سُمًّي ببيان السلطة الوطنية الفلسطينية.

الآن أتى المصري والسعودي ليقولا انه لا بد من إعطاء فرصة جديدة لدور عربي ما، ومناقشة السوري بهذا الدور ، وبطبيعة الحال شارك القطري في هذا الدور . إذا سألتني ماذا حدث في الموقف السوري؟ لماذا تغيّر الموقف السوري؟ أنا رأيي الشخصي بكل تواضع الذي يستند الى كثير من المعلومات والمتابعة والقراءة، إنه لم يطرأ أي تغيير جذري أو استراتيجي أو جدي بالموقف السوري من الموضوع اللبناني.

س- هل تعتبر ذلك تعبيرا تكتيكيا؟

ج- أنا أعتقد ان هناك تغيير كما كان سابقا مع الأردن، وكما كان مع الفرنسيين وكما كان مع الأتراك، ولا ننسى ان تركيا الدولة الأكبر الجارة الى سوريا أيضا تدخلت في هذا الموضوع، وحضر مستشار الرئيس التركي الى لبنان وضاع في التفاصيل والحكومة الخ..

النقطة الثانية التي أريد أن اقولها ان بيان الجامعة رغم غرابة تسمية العماد سليمان، وهذا ليس عرفا سياسيا أو دبلوماسيا أن تتم تسمية الشخص بالإسم، في بيان لـ22 وزير خارجية عربي أو حتى موضوع الحكومة أو حتى قانون الإنتخابات، ولكن إعتقدوا ان الصياغة الأخيرة أرادت أن تضع القيادات اللبنانية أمام الوقائع كما هي، بحيث لا يحصل تهّرب، والعودة الى مناقشة من هو المرشّح أو إذا كان هناك حكومة أو لا حكومة، فكان البيان وكأنه يقول المرشّح هو فلان ولا يمكن الإستئثار بالسلطة، ولا يمكن إعطاء الثلثين ولا الثلث المعطّل وقانون الإنتخابات للمناقشة.

إذاً بيان الوزراء العرب يقول ان هذه هي الوقائع الجدية والأكيدة التي يجب ان تناقشوا فيها يكيفية إنتخاب العماد سليمان، وكيفية تشكيل الحكومة. والآن دخلوا في سرداب لا نهاية له وسيظهر كل يوم أكثر فأكثر، بأنها مسألة كسب وقت لا أكثر ولا أقل.

س- قلت انها مرحلة كسب وقت ، أمس عندما تحدثت معك على الهاتف قلت في إدارة الأزمة أو صيانة الهدنة، هل نحن لسنا باتجاه تسوية للأزمة ولن ندخل على إنتخابات رئاسية ولماذا إعتبرت ان السوري يريد كسب الوقت؟

ج- لبنان مشكلته الحقيقية هي التفكير بأنك تستطيع أخذه بعد حرب تموز وبعد الذي حصل منذ سنة 2000 حتى اليوم ، تستطيع أخذه تحت أي ظرف من الظروف للحياد الإيجابي ، هذا أمر مستحيل ويستلزم تغيير كل جيرانه لكي تأخذه الى الحياد الإيجابي ، ولا يكفي القرار 1701 فقط.

س- الأكثرية حاولت أخذه الى الحياد الإيجابي؟

ج- هذا غير منطقي ، أنا لا أعرف إذا كانت حاولت أخذه ، ولكن إذا حاولت ذلك لا يمكن أن تنجح ، لأن هذا مخالفة لطبيعة جغرافية البلد وعلاقته بمحيطه.

أنا مع قول الأستاذ ناصيف، اننا دخلنا مرحلة جديدة ولكن بدون نتائج، المرحلة الجديدة هي انه لأول مرة هناك جلسة محاسبة بعد جلسة البيان، هناك جلسة في 27 كانون الثاني يفترض فيها أن تسمّي الأشياء بأسمائها ، أن يتفقوا أو يختلفوا أو أن يطوروا موقفهم أو يصعّدوا.

س- أو يقرروا مقاطعة القمة في دمشق؟

ج- ليس من الضروري أن يقاطعوا ، أنا أعتقد من مصادر جدية سياسية في دمشق، ان السوريين على الأقل لا يتصرفون على قاعدة انك تستطيع ان تلوي ذراعهم بمسألة عقد القمة العربية. السوريون يرغبون في عقد القمة عندهم ، ولكن إذا لم تُعقد لا بأس أن تكون في القاهرة، لكن لن يغيّروا موقفهم السياسي بسبب إجتماع طبعا له أهمية رمزية كبرى، ولكن بالسياسة لا يقرر أي شيء . لبنان بهذا المعنى جزء منه موضوع رهينة لحوار أميركي – سوري وما دون ذلك هناك الحوار السعودي- السوري الذي هو حوار بالواسطة، ولكن هذا غير متوفر حتى الآن على الأقل ، وبتقديري غير متوفر لفترة منظورة . أما الأميركي – السوري فهو غير متوفر إطلاقا ولن يتوفر على حساب لبنان أو على عنوان لبنان، رغم كل الكلام الذي يٌقال.

س- ماذا قالت صحيفة هآرتس امس؟

ج- هآرتس تحدثت عن كلام سوري – إسرائيلي وعلى ان بند من بنود زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة هي الخلاف مع إسرائيل، أوتخّوف بعض الإدارة الأميركية من ان إسرائيل تذهب في مفاوضاتها مع سوريا، الى درجة تحريرها من إلتزامات كثيرة، والسماح لها بدور سياسي أكبر في لبنان، مقابل التساهل في موضوع الجولان، وهذا أمر موضوع كل قراءتي تؤكد إنه لن يحدث . أما الحوار السعودي – السوري، فالسعودي عنده تجربة بالحوار لم تؤد الى نتيجة رغم كل المحاولات ورغم كل التسهيلات التي قدّمتها.

الأمر البسيط الذي حصل وهو طبعا مهم بذات الوقت، ان مبادرة الأمين العام للجامعة أعادت الإعتبار للقوى السياسية اللبنانية بعدما تبيّن انهم جميعا محتجزين في بيوتهم، ولم يعد مقر مجلس النواب في عين التينة نقطة إلتقاء القوى السياسية، ولم يعد السيد حسن نصرالله الذي كان منذ حرب تموز حتى الأمس يعتبر ضمانة للسياسة اللبنانية، لم يعد عنده هذا الدور، ولم يصبح سعد الحريري أكثر قبولا عند الجهات الأخرى، ولم يحقق وليد جنبلاط أي تقدّم بمعنى ان كل من هؤلاء جلس في مكانه، وأقفل على نفسه، وخاطب جمهوره مُعبئاً إياه على عناوين خاطئة.

الآن، الأمين العام للجامعة ممكن أن يعيد الحوار بينهم ، وربما هذا الحوار يعيدنا الى المربع السابق، وهو مربع التفاهم الفرنسي- السوري. وتبيّن انه عندما يكون هناك إدارة دولية للموضوع، كل الأطراف تلتزم على عكس الشائع بأن كلهم أحرار وكلهم قادرين.

س- كيف تم وماذا حصل؟

ج- إتفقوا على أن يخرج الرئيس لحود من بعبدا، ولا تتشكل حكومتين ولا تحصل إنتخابات بالنصف زائد واحد ويبقى الرئيس لسنيورة ، وهذا رأينا انه تمّ. وهذا حصل نتيجة تفاهم سوري- فرنسي وليس بالصدفة.

ولكن لماذا يمكن ان نقول ان الموقف السوري تغيّر؟ لا يوجد أي سبب أمامنا يبّرر التغيّر في الموقف السوري، فلا يوجد حوار سوري- أميركي ولا حوار سعودي – سوري، ولا يوجد تغيير بعقل القيادة السورية، وكل الكلام الذي صدر عن نائب الرئيس للسوري منذ شهر حتى اليوم ، وعن وزير الخارجية السوري لا يوحي أبدا ان هناك تفّهم أكثر لطبيعة تصالحية مع اللبنانيين، بالعكس فاروق الشرع قال “ما المشكلة إذا لم تحصل إنتخابات رئاسية في لبنان”، ووليد المعلم يقول “ان هناك خطر على صيغة العيش المشترك وان هناك إستئثار بالسلطة”، هذه ليس طبيعة تصالحية، بصرف النظر ان كنت معها أم ضدها، ولكنها ليست طبيعة تصالحية. كل المعلومات التي أملكها تؤكد بأن الامور مازالت على حالها، هناك محاولات للحوار ولا توجد أي تغييرات سياسية جدية تبرر وصول هذا الحوار الى نتائجه الحميدة حتى الآن، الجديد في المبادرة العربية نقطتين:

1- الأمين العام أعاد الحياة للحوار السياسي من جهة

2- هناك جلسة في 27 كانون الثاني للمحاسبة والمساءلة وغير ذلك لا أرى وقائع جديدة.

س- هل تراهن الأكثرية على حرب أميركية- إيرانية وهل تنتظر هذه النتائج ، وهل هذه المواجهة حكما حاصلة حتى تنتظرها الأكثرية؟

ج- أي رهان على السياسة الأميركية في المنطقة بالتوجه الذي يريدونه هو رهان خاسر، وباعتقادي ان العملية الوحيدة التي ساعدت السياسة الأميركية لبنان فيها فعليا، هي عملية المحكمة الدولية ، أما باقي الأمور كلها أمور فاشلة وغير منطقية وغير عاقلة.

أما في ما خصّ الحرب الأميركية – الإيرانية أنا أعرف عدّة أشخاص قابلوا الرئيس بوش، ودائما كان يقول بأن كل الخيارات موجودة على الطاولة بما يتعلق بالعلاقة مع إيران. جو القراءة الآن يوحي بأن هناك إشتباك أميركي- إيراني لا تزال الأمور على توترها العالي وإحتمال الإشتباك لا يجب رفعه أبدا عن الطاولة ، ولكن بالمقابل هناك إنفراج جدي بالعلاقات الإيرانية – العربية، ويجب ان نسجل ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز بادر الى إعتماد سياسة المصارحة معهم، والتعامل معهم والمناقشة معهم بكل المواضيع، والإيرانيين كانوا إيجابيين وهو كان إيجابيا ، ومؤخرا كانت زيارة مستشار المرشد الأعلى علي لاريجاني الى مصر وتفاهمه مع المسؤولين المصريين. هناك إنفراج وهناك حديث عربي تراجع كثيرا بالإعتراض على المسألة النووية الإيرانية ، لأنه عمليا إذا كانت إسرائيل بكل نوويتها تجلس على حدودك لا يمكنك فقط القول أنا لا أوافق.

هناك موقف عربي جدي ورصين ومُحترم من إحتمال الضربة الأميركية بعدم التدخل وعدم إعطاء قواعد إنطلاق أو قواعد إشتباك بالأراضي العربية مع إيران، وهناك تطوّر كبير بالإنفراج العربي- الإيراني ، ولكن في لبنان الوضع يختلف، في لبنان الرأي إيراني والقرار سوري، ماهو على عكس العراق، في العراق القرار إيراني والرأي سوري.

إتصال من مشاهد للاستاذ المشنوق: كيف ترفض قوى 14 آذار ميشال اده كرئيس توافقي وتقبل فجأة بالعماد ميشال سليمان؟ وحول المبادرة العربية لا أعرف إذا فشلت أم ستفشل ، ونحن باتجاه أيار 2009؟ أيضا عندي سؤال للاستاذ نهاد كونه محلل ومقرّب من 14 آذار هل يعتقد ان حربا أميركية – إيرانية ممكن أن تقلب المعادلة في لبنان؟

ج- بالنسبة للسؤال المتعلق بالاستاذ ميشال إده وبالعماد سليمان، لو كنت يا استاذ عباس تقرأ كتاباتي لكنت عرفت اني سألت هذا السؤال، وبالتالي لا أملك جواب عليه لأنني كنت أتمنى وصول ميشال إده باعتباره مدني وليبرالي وليس لأسباب شخصية ، وأصلا الاستاذ ميشال قيمة وطنية كبيرة.

نقطة ثانية ليتني كنت مقّربا من 14 آذار كنت أستطيع أن أرد عليه . على كل حال أريد أن اقول ان بالمبادرة العربية، تجاوزنا نقطة أساسية في كلامنا، هي بدأت في اللحظة التي رشّح فيها سعد الحريري العماد سليمان باعتبارها انها باب للتسوية مع كل القوى المعارضة ومع سوريا بالذات، والعماد سليمان معروف انه ليس قائدا للجيش فقط ، قام بدور ممتاز في الجنوب بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان أو بمخيم نهرالبارد مع “فتح الإسلام. المبادرة العربية بدأت بسبب مبادرة النائب سعد الحريري وتسمية العماد ميشال سليمان ودخل في مناقشات حادة مع 14 آذار للوصول الى هذا الأمر.

أما في موضوع الحرب الأميركية – الإيرانية فأنا أعتقد وانا مقتنع بأن الحرب الأميركية- الإيرانية ستتسبب بحروب كثيرة في المنطقة وبخراب كبير في المنطقة ، ولن تغيّر بالمعني الإيجابي ، وبالتالي لا رغبة ولا نية ولا قدرة على الحرب. ولكن على كل حال لا إيران ولا أميركا ستسألنا إذا كان عندهما قرار من هذا النوع ، او ما هي نتائجه، نحن فقط علينا تلقّي نتائجه التي بالتأكيد ستكون سلبية.

س- لماذا طرحت إحتمال التدويل؟

ج- المبادرة العربية هي نتيجة واقعية وعملية لتقدّم حصل في موقف الأكثرية بترشيح العماد سليمان المفترض انه تاريخيا أقرب الى المحور السياسي الآخر، مع انه واقعيا لم يتصّرف بهذا الشكل. أيضا المبادرة العربية أتت بعد إجتماع عُقد في باريس ونحن ننسى انه على هامش مؤتمر الدولة المانحة لفلسطين وللسلطة الوطنية عُقد إجتماع موسع بحضور الإتحاد الأوروبي واميركا والأمم المتحدة والسعودية والأردن والإمارات وبريطانية وبرعاية الامين العام للامم المتحدة، ووجهوا نداءا دوليا لانتخاب رئيس لبناني من دون شروط، وكانت هذه بداية إستكملت بالمبادرة العربية . فعندما لا سمح الله تفشل المبادرة العربية لسبب او لآخر قد يظهر بعد ذلك، بطبيعة الأمور انه لا يمكن ترك الوضع كما هو عليه وستذهب الأزمة الى مكان آخر.

س- كيف يطبّق هذا القرار في لبنان؟

ج- أنا لست خبيرا بالسياسة الدولية، ولكن على كل حال لنفترض اننا ذهبنا وحصلنا على قرار من مجلس الأمن ، يقول الاستاذ ناصيف ربما بعد الدول قد تضع فيتو على هذا القرار، أنا رأيي مخالف .

ناصيف- أنا قلت ربما فيتو وربما إمتناع.

المشنوق – أو إمتناع كما حدث بالنسبة للمحكمة الدولية، ممكن تكرار هذا الأمر.

ناصيف- المنطقة مليئة بقرارات مجلس الأمن عندنا تخمة بهذه القرارات لم تجد طريقها الى التطبيق.

المشنوق- لكن نفّذ منها جزء أساسي ورئيسي على الأقل المحكمة الدولية والـ1559 والـ1701 وإنتشار القوات الدولية في الجنوب وإنسحاب الجيش السوري.

س- لكن القرار 1559 لم يطبّق في شقه المتعلق بانتخابات الرئاسة والشق المتعلق بالمقاومة؟

ج- هناك موقف لبناني لم يأخذ حجمه ولا حقه ولم تقدّره المقاومة كما يجب، ولم تتعامل معه على إنه حقيقة واقعة، وبأن كل القوى المتهمة من قبلها أعلنت بشكل واضح وصريح بأن موضوع سلاح المقاومة هو شأن داخلي ويجب التفاوض عليه في الداخل.

هذا كلام لا يجب ان نستهين به، هذا كلام جدي وأعتقد ان المجتمع الدولي أخذ هذا الكلام بعين الإعتبار .

س- أنت ترى ان الأمور تتجه باتجاه قرار دولي؟

ج- أنا أقول إذا فشلت المبادرة العربية والوضع العربي هو نفسه سيساعدك على إتخاذ قرارات في مجلس الأمن الدولي ، هذه القرارات لا تتعلق فقط بدعوة اللبنانيين لانتخاب رئيس، هذه تتعلق بايجاد وسائل إتخاذ عقوبات بالقوى التي عرقلت إقليميا وليس محليا إنتخاب رئيس، هذه ليست رغبتي ولكن الوقائع توصل الى هذا الأمر.

س- تكريس حق رئيس الجمهورية من خلال المبادرة العربية بالصوت الوازن من خلال نص ألا يضمن إستمرار وجود هذا الحق مستقبلا كعرف؟

ج- أولا هذا ليس تكريسا ، هذا دواء لمشكلة أراد المجتمع العربي إظهار رغبته من خلالها ونيته الحسنة بتعزيز الدور المسيحي في لبنان الذي يعبر عنه الممثل الأول في السلطة رئيس الجمهورية.

أنا أقول ان المسيحيين في لبنان عنصر إستقرار وعنصر إطمئنان، حيث هم هناك إستقرار وحيث هم هناك إطمئنان في كل المشرق العربي. وفي كل مكان يهاجروا منه يكون هذا دليل عدم إستقرار، وليس دليل صحة، وقد رأينا تجربة العراق وتجربة فلسطين ومناطق أخرى.

أكثر من ذلك دور المسيحيين في لبنان بالأساس هو الدور الوازن وقد فقدوا هذا الدور بسبب التصرّف السياسي للمجموعات التي مارست هذا الدور السياسي خاصة في الفترة الأخيرة.

س- لكن هناك مسؤولية على جماعات أخرى غيّبت هذا الدور؟

ج- أبدا لا توجد مسؤولية غيّبت، هناك تجربة سورية بإدارة النظام السياسي اللبناني منذ سنة 1990 حتى 2005 ويجب ان لا نأخذ منها ولا قاعدة للتطبيق بعد ذلك. ان الإدارة الأساسية للوضع اللبناني بين سنة 1990 وبين سنة 2005 في إدارة سورية وليست لبنانية ، وكل المحاولات اللبنانية ، انا شاهد على كثير منها قام بها رحمه الله الرئيس رفيق الحريري، لكنه لم يوفّق ولم يستطع الوصول الى نتيجة جدية ، كان يعتقد انه يجب الوصول اليها.

الطائف يا أستاذ مارسيل اتفاق جدي ومدروس ومتوازن ومنطقي ، يأخذ بعين الإعتبار كل التغييرات الحاصلة في المنطقة وليس فقط في لبنان. لبنان وسوريا وكل الذين قاتلوا في فترة من الفترات عن خطأ أو عن صواب دفعوا الدم الكثير لكي نصل الى إتفاق الطائف ، فلذلك لا يجب تبسيطه ولا تسخيفه ، دعنا أولا نطبقة. ما يحدث الآن ليس تطبيق للطائف، الصوت الوازن بما يتعلق بالحكومة هو لرئيس الجمهورية.

في أول إجتماع عُقد بين الرئيس بري وبين النائب سعد الحريري إتفقا على مسألتين:

الأولى: لا ثلثان للأكثرية، ولا ثلث معطّل للمعارضة، وان رئيس الجمهورية هو الثلث الضامن بين الطرفين.

الثانية: الإبقاء على نفس النص الذي ورد في البيان الوزاري للحكومة الحالية بما يتعلق بسلاح المقاومة وعمل المقاومة.

س- وردنا الآن ان الإجتماع بين السيد حسن نصرالله وامين عام الجامعة العربية وكما فُهم من الأجواء ان المفاوضات يجب ان تتم مع الجنرال عون ما رأيك؟

ج- طبعا يجب ان تتم المفاوضات مع العماد عون لكي لا تجري هذه المفاوضات بالأصل، لأن من ينقل المفاوضات من عند الرئيس بري الذي يمارس هذا الدور منذ سنه بإعتباره رئيس مجلس وباعتباره رئيس حركة “أمل” وباعتباره ناطق باسم المعارضة ، من ينقل هذا الأمر الى الجنرال عون في الظروف السياسية الحالية يكون لا يريد الوصول الى مكان بالمفاوضات.

س- من الذي نقل هذه المفاوضات ولماذا؟

ج- المفاوضات نُقلت في فترة اُعتبر فيها ان الرئيس بري تراخى أمام شكل الحكومة ، أمام الوزير كوشنير والنائب سعد الحريري، فكان هناك قرارا ان التصلّب لا يكون إلا عن طريق العماد ميشال عون. أنا أعرف القليل مما حصل بين الأمين العام للجامعة والعماد عون اليوم.

س- ماذا حصل؟

ج- وضع أمامه خمس عقبات دستورية أمام إحداث أي تغيير ، بمعنى ان هناك خمس مخالفات دستورية كبرى للوصول الى نتيجة.

س- أليس هذا هو منطق التفاوض؟

ج- أنت تتفاوض مع امين عام الجامعة، وبالتالي هل العقبات الدستورية هي أمام العماد سليمان أو على الأكثرية وليس على المعارضة؟ العقبات الدستورية تسري على كل اللبنانيين، وعلى كل حال، هذه وجهة نظره ولكن بطبيعة علاقة العماد عون مع القوى الأساسية في الأكثرية عندما يُسمّى للتفاوض تكون وكأنك تقرر انك لا تريد الوصول الى نتيجة.

وأناأعتقد ان علاقته بالنائب سعد الحريري لا تسمخ بالتفاوض الجدي ولا علاقته بوليد بك تسمح في ذلك، وبطبيعة الحال مع الدكتور جعجع وأكثر مع الرئيس السنيورة.

إذا كان وزير الخارجية السوري يقول “ان المفاوضات مع العماد عون” فلماذا الدور السوري مطلوب إذا كان لا يستطيع أن يقدّم لنا شيئا. أيضا أنا أسأل هل القوى الرئيسية في المعارضة هي “التيار الوطني الحر” أم “حزب الله”؟

أنا أقول الرئيس بري وضع نفسه منذ سنة في موقع وسطي في معظم الأحيان بين كل القوى ، وكان قادرا ان يتداول معهم ، وهو لا ينقصه شيئا من الشطارة السياسية . أما الآن فانك تضعني أمام الحائط، وبالتالي لا شيء عندي أفاوض عليه.

س- حُكي عن اتصالات لعقد إجتماع بين النائب سعد الحريري والعمادميشال عون برعاية الأمين العام للجامعة الذي زار اليوم الرئيس بري في عين التينة، هل هذا الأمر ممكن أن يوصل الى مكان؟

ج- أنا لا أريد الدخول في تفاصيل إحتمالات الإجتماعات، لكن دعنا نرجع الى الحديث الأساسي: لقد كان لسماحة السيد في مطلع السنة خطابا قال فيه “جزما حسما لا إنتخابات رئاسية طالما لا نملك الثلث الضامن” وكرر هذا الكلام أكثر من مرة.

س- أيضا الوزير فرنجية قال ذلك؟

ج- أنا لا يهم ماذا قال سليمان فرنجية ، أنا أتكلم عن قوة رئيسية وأساسية في البلد مع إحترامي للوزير السابق فرنجية، أنا لست مضطرا للإلتزام بموقفه الى حين إجراء إنتخابات أخرى، لكن أنا أتحدث عن كلام السيد نصرالله.

السيد نصرالله أثار في هذا الخطاب ثلاث نقاط:

النقطةالاولى: لا إنتخابات رئاسية طالما لا نملك الثلث الضامن.

النقطة الثانية: طالب بتعديل بالنظام السياسي ولكن شفهيا باعتبار إستمرار حكومة الوحدة الوطنية حتى الإنتخابات المقبلة، وأي حكومة تكون على هذا الشكل . بمعنى تعديل للطائف ولكن شفهيا.

النقطة الثالثة: أعلن انه يريد إشراك وزراء دروز وسُنة من المعارضة في الحكومة فكيف يمكن أن يأتي بأشخاص سقطوا في الإنتخابات وإشراكهم في الحكومة ؟ وهل ممكن بهذا الشكل نذهب الى تسوية؟ إذا أنا ما أريد أن اقوله ان هذه النقاط الثلاث لا تؤدي الى منطق تسوية.

* إتصال من المسؤول الإعلامي في “التيار الوطني الحر” انطوان نصرالله حيث دار الحوار التالي مع الأستاذ نهاد المشنوق:

نصرالله- لقد تحدثت يا استاذ نهاد عن الدور المسيحي وأهمية هذا الدور بالحفاظ على الإستقرار ثم إنتقلت وكأنك ترفض أن تحاور الموالاة والمعارضة بواسطة العماد، فكيف يكون الدورالمسيحي دور إستقرار بدون العماد عون؟

المشنوق- أنا لم أقل أني أرفض، أنا قلت في البداية ان المرشّح التوافقي هو ما يعتبره المعترضون عليه بأنه توافقي وليس من يعتبر نفسه توافقيا.

أما في مسألة الحوار نفس الأمر ، فإن طبيعة علاقات العماد عون بالفرقاء المختلف معهم لا تسمح له بأن يكون محاورا لهم.

نصرالله- هل الكلام الذي صدر عن السيد حسن نصرالله وعن الرئيس بري يسمح بالتفاوض؟

المشنوق- أنا لم أذكر السيد نصرالله، أنا قلت الرئيس بري طبيعته السياسية وموقعه السياسي وطبيعته الشخصية، تسمح له بأن يكون محاورا لأنه بأسوأ الظروف حافظ على الصلة مع الآخرين.

نصرالله: يا استاذ نهاد هناك عقاب جماعي يتعرض له المسيحيين فعندما اتخذ المسيحيون ما سُمي الخيار الإسرائيلي مع الشيخ بشير الجميل عوقبوا ، واليوم عندما اتخذوا خيار ضد إسرائيل أيضا تجري معاقبتهم ؟

المشنوق- من يعاقبهم؟.

نصرالله- عدم التحاور مع العماد عون هذا عقاب.

المشنوق- من قال لا يتحاوروا مع العماد عون، انا قلت طبيعة العلاقات وهذه لا علاقة لها بالصفة التمثيلية للعماد عون ، العماد عون له صفة تمثيلية مسيحية مؤكدة وغير خاضعة للنقاش، ولكن طبيعة علاقاته مع المفترض ان يتحاور معهم لا تسمح بذلك.

نصرالله- سعد الحريري لا يريد أي دور للمسيحيين.

المشنوق- يا استاذ طوني هذا كلام لا علاقة به بما قلته، صحيح لا النائب سعد الحريري ولا وليد جنبلاط ولا سمير جعجع يستطيعون ان ينفوا عن العماد عون صفته التمثيلية، لكن طبيعة العلاقات معهم لا تسمح بأن يتحاوروا معه.

نصرالله- هناك إحساس بأن هناك عقاب على المسيحيين ، هذا العقاب يمنع التحاور أو التفاوض مع العماد ميشال عون وسأعطي أمثلة: هذه الأكثرية فضّلت تشكيل حكومة مع الرئيس لحود التي كانت تشكك بشرعيته ودستوريته على حساب العماد عون. وهذه الأكثرية تفاوض من تحت الطاولة بعض المسيحيين الضعفاء الذين فشلوا في الإنتخابات النيابية على حساب العماد عون، هذه الأكثرية ترفض مفاوضة العماد عون، بينما كل السفراء الذين يزورونه يتحدثون عن إيجابياته ، وآخر هؤلاء الاستاذ عمرو موسى الذي صرّح بعد لقائه بأنه كان إيجابيا جدا، وبالتالي أنا أرى ان المشكلة ليست في العماد عون ، بل في الدور المحوري للمسيحيين الذي تحاول هذه الأكثرية نفيه عن العماد عون. لقد كتبت يا استاذ نهاد تطلب من العماد عون أن يكون صانع الملك وليس الملك.

المشنوق- أنا قلت حراسة الجمهورية.

نصرالله- جيد لكن هل ترى انه لا يستطيع أن يحاور؟

المشنوق- أنا أتحدث عن مشكلة واقعية وليس عن تقييمي، وبالتالي يجب فصل مسألة التمثيل عن الحوار.

نصرالله- أنا أتحدث عن الدور المسيحي، وإستعادة الدور المسيحي لا تكون إلا بالحوار مع العماد عون.

المشنوق- العماد عون في هذا الحوار يمثل المعارضة ولا يمثل المسحيين ولا علاقة للدور المسيحي بهذا الأمر، أنا أقول ان هناك رغبة عربية ودولية مُلزمة لكل المحليين بتعزيز الدور المسيحي ليكون رائد للإستقرار والإطمئنان في المشرق وليس في لبنان فقط. وعندما تقول يا استاذ انطوان عقوبة جماعية كأنك تفترض ان العماد عون يمثل المسيحيين جميعا ، وهذا غير صحيح.

نصرالله- هل تريد ان اشرح لك عن العقاب الجماعي للمناطق المسيحية يا استاذ نهاد؟

المشنوق- هذا الكلام لا يؤدي الى إستقرار ولا إطمئنان هذا كلام الندب لا يؤدي الى نتيجة، يكفي هذا الندب وإعطاء الناس مشاعر غير صحيحة، أنتم لا تمثلون الإستقرار المسيحي ولا كنتم مرة تمثلون الإستقرار، أنتم تمثلون عقلا أقلّويا يفتح مشكل في منطقة المشرق وليس في لبنان، أنت يا طوني لا تستطيع ان تقول لي ان كلامك هذا يطمئن الناس أو يؤدي الى الإستقرار.

نصرالله- هل تصرفاتكم تطمئن الناس؟

المشنوق- انا ما عندي تصرفات وأنا لا أمثل أحد حتى تقول لي تصرفاتكم. أرجوك وجه حديثك الى الذين يمثلون.

نصرالله- سعد الحريري؟

المشنوق- هذا موضوع آخر، أنا أناقشك الآن بصفتي مواطن لبناني وكاتب سياسي.

نصرالله- وأنا أناقشك بصفتي مواطن لبناني أولا ومسيحيا ثانيا وثالثا مُلتزم.

المشنوق- أنا لا أوافق نهائيا على منطق الندب ، هناك فرق بين تمثيل العماد عون الذي لا يستطيع أحد أن يناقش في تمثيله للمسيحيين، وبين دوره كمحاور عن المعارضة، لا يمكن الخلط بين هذين الأمرين، وان نقول ان الإعتراض على هذا يصيب ذاك.

غانم يسأل- أين المسيحيين في الدولة اليوم؟

ج- أنا سمعت حديث جبران باسيل بما يتعلق بالإدارة والوظائف في الإدارة، هل تعلم ان موظفي الفئة الأولى مجموع المسلمين الموجودين فيها 29 ومجموع المسيحين الموجودين 32 والباقي شواغر، ولا يوجد أي منصب كان يشغله مسيحي أُعطي لمسلم ، بالعكس مركز مدير عام التنظيم المدني الذي كان يشغله الدكتورسعدالدين خالد والذي صدر حكم من مجلس شورى الدولة لصالحه، عّين مكانه جوزف عبدالاحد ثم فادي النمار.

نصرالله- وماذا عن تشكيل الحكومة؟

المشنوق- انا أوافقك يا استاذ طوني كليا بأن ما حدث في خلال تشكيل الحكومة هو خطأ كبير ، وأنا لا أناقش في هذا الموضوع، لذلك دعنا لا نخلط الأمور كلها ولنناقش كل نقطة على حدة:

1- التمثيل المسيحي للعماد عون غير خاضع للنقاش.

2- خطأ كبير ما حدث في تشكيل الحكومة، وأنا كتبت رأيي في هذا الموضوع.

3- تمثيل العماد عون للمعارضة في الحوار مشكلة معقدة تدخل فيها عناصر، وبالتأكيد تسمية العماد عون لا تساعد على نجاح الحوار مع الأطراف الأخرى، وهذا كلام سياسي وليس كلاما شخصيا.

4- أيضا بالتمثيل الطائفي في الإدارات العامة للفئة الثانية التي لا يتضمنها الدستور، لأن الدستور يتعلق بالفئة الأولى ، نجد ان مجموع المسلمين 148 ومجموع المسيحيين 101 بسبب الشواغر وباستثناء موظفي السلك الخارجي.

غانم يسأل- بالعودة الى كلام السيد حسن نصرالله عن الثلث الضامن إعتبر انه مع هذا الثلث الضامن لا توطين للفلسطينيين، ومعالجة رسمية للمشاكل مع سوريا، دعم استراتجية المقاومة وليس إنهيارها وإنهائها ، سياسة إقتصادية غير خاضعة للشروط؟

ج- أنا أقول الثلث الضامن بدأ بحماية سلاح المقاومة، وبالتالي عندما يصبح هذا الأمر مضمونا في البيان الوزاري، يصبح أي كلام لا مُبرر له.

نصرالله- الحكومة أضاعت فرصة تاريخية لإعادة تأسيس البلد بقانون إنتخابي غير عادل عندما إنسحب السوري من لبنان.

المشنوق- هذا ليس من مسؤولية الحكومة، وأنت تعرف ذلك، وبالتالي هل الحكومة إستفادت من هذا القانون والآخرين خسروا؟.

نصرالله: هل أنا إستفدت منه؟.

المشنوق- أنا لم أقل أنت ، إنما كل الذين خاضوا الإنتخابات ، أنت يمكن أن تقول هذا خطأ، ويجب ان ننجز قانون إنتخابات عاقل وعادل.

إنتهى الحوار مع انطوان نصرالله…

س- كيف تقرأ كلام الرئيس ميشال المر وهو المتحالف إنتخابيا مع الرئيس العماد ميشال عون؟

ج- دولة الرئيس المر هو سياسي وازن لبناني، يعرف تماتما ماذا يريد ويوقّت تماما أين يتحرك، وكيف يتحرك، وليس بالضرورة أن يصيب دائما ولكن دائما معه حق.

باعتقادي، ومن خلال مراقبتي للموضوع ان الرئيس المر كان يعمل كل الوقت على خلق قوة وسطية وسط هذه الإصطدامات الفاجرة عند القوى السياسية، لكي تكون قوة رئيس الجمهورية التي تُلجم بين الآخرين، وهو تبّنى العماد سليمان من اللحظة الأولى، ولكن الرئيس المر يعلم ان هناك قلقا وترددا كبيرا في موقف المعارضة من العماد سليمان، ولذلك تحاول المعارضة خلق زنار من الضمانات المطلوبة حول الحكومة والحديث عن التعيينات، وقائد الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية، بمعنى ان هناك شكوكا حول ثوابته عند المعارضة.

هناك حديث لوزير الدولة للشؤون البريطانية قال فيه “ان العماد سليمان يشعر بقرف كبير”، أيضا انا سمعت انه زار أحد كبار المعارضة وأبلغه إعتراضه على موقفهم المُتردد أو المُربك بالنسبة لترشيحه، وبأنه بالنتيجة بدأ رئيسا وأصبح مرشحا مطلوب منه سلة من الضمانات، لكي يسمحوا له بالوصول الى الرئاسة مثله مثل اي مرشّح آخر. الآن هناك إرتباك بالمفاجأة التي أطلقها سعد الحريري بتسمية العماد سليمان، وهذا خلق إرتباك عند المعارضة وقلق، فلجأوا الى طرح سلة الضمانات هذه.

س- هل ترى ايضا انه تم توجيه رسائل أمنية بهذا المعنى؟

ج- تم توجيه عدّة رسائل بدءا من كلام شاكر العبسي وإغتيال اللواء فرنسوا الحاج وتفجير سيارة قوات الطوارىء الدولية على مدخل صيدا، وبالتالي تم توجيه عدّة رسائل تعبّر عن قلق وإرباك، وبالتالي يتصرفون وكأن كل الناس مشكوك بأمرها ولا يوجد أحد سليم غيرهم، ولا وطني وسواهم، ولا مسؤول عن عدم التوطين سواهم.

س- كلمة أخيرة؟

ج- يجب علينا ان نتدّرج بالعودة الى المؤسسات، لأننا لا نتصّرف تصّرف مؤسساتي ولكن يجب ان نتدرج بالعودة الى المؤسسات. أنا رأيي ان لا نخاف ما نراه الآن ليس الصورة النهائية للوضع لا في لبنان ولا في المنطقة. نستطيع ان ننظر الى ما يجري نظرة سلبية ونستطيع كذلك بنظرة إيجابية. ما حدث حتى الآن نستطيع النظر اليه بشيء من الإيجابية ونعمل على صيانة الهدنة الى ان تنجلي الأجواء. نحن الآن في عين العاصفة قد تقول تعبنا، زهقنا، اقول لك صح.

س- لكن صيانة الهدنة لا تعني انه لن تحصل خربطات أمنية والكل يتخوّف من تفجيرات وإغتيالات؟

ج- أنا أعرف عدّة مسؤولين عرب قابلوا الرئيس السوري، وكلهم نقلوا عنه بأنه لن يحدث أي شيء أمني ، هذا أولا ، وثانيا لا أعتقد ان من مصلحة أحد أن يقوم بتفجير أمني، لذلك دعنا لا نبالع بالأمور.

س- أخيرا علينا ان نتأمل خيرا وقد رأينا انه رغم كل الذي جرى والأجواء المحتقنة التي مرت في الأسابيع الماضية، رأينا كيف ان هؤلاء اللبنانيين مع أول فرصة بدأوا يتوافدون على لبنان لتمضية الأعياد بلغ عددهم حوالي المليون؟

ج- أنا أسمع من الناس انه حصلت حركة تجارية في فترة الأعياد، ربما من أحسن السنوات حتى الآن، وهذا جيد رد فعل اللبنانيين ان يأتوا لتمضية الأعياد، وبالتالي نفرح بقدوم المغتربين.