“كلام الناس” – الثلث المعطّل: النظام المعطَّل

مقابلات تلفزيونية 11 نوفمبر 2010 0


س- طبعاً تابعت كجميع اللبنانيين كلام السيد حسن نصرالله الليلة، ما الذي استوقفك في كلام السيد نصرالله؟
ج- بصراحة، لم أستطع متابعة كل الخطاب رغم اهتمامي، لأني كنت أتنقل بين عدّة أماكن أثناء إلقاء هذا الخطاب. إستمعت الى المقطع الذي تحدث فيه عن رسالة الراحل ريمون اده ووزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، كما استمعت الى الكلام المتعلق بالسياسة الأميركية في المنطقة وحول ارتباطها بالمحكمة. بالصدفة أنا مطّلع على وثائق تلك المرحلة، وللحقيقة فإن النص المنقول عن السيد ريمون إده هو نص أكيد لأنه رسالة مفتوحة كانت نُشرت في ذلك الوقت الى وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، ولكن ردّ كيسنجر هو ردّ مركّب صحافيا، ويومها تم توقيعه بتوقيع “دكتور نو” في مجلة الحوادث.

س- تقصد مقالة الأستاذ سليم نصار؟
ج- نعم هو الذي كتب رسالة افترض انها إجابة كيسنجر على ريمون إده، وريمون إده أيضاً ردّ على ما نُشر انه رسالة من كيسنجر، وبالتالي نص رسالة كيسنجر غير دقيق، للتعليق عليها يجب العودة الى النص الأصلي، وهوالنص الذي لم يقرأه سماحة السيد.

س- لكن ماذا عن كلام السيد حسن عن حقيقة أمر الدور الأميركي والمشروع الأميركي بالواقع وبالحقيقة؟
ج- لا شيء جديد في المشروع الأميركي، وأنا أسمح لنفسي أن أتحدث عن كل الذين أعرفهم، وعن كل المعنيين بالخصومة مع الحزب في لبنان، أنهم شفيوا منذ زمن من المراهنة على المشروع الأميركي، وبالتالي الأمر لا يلزمه الكثير من الشطارة لكي تعرف ان المشروع الأميركي هو أما متآمر وأما متراجع.

س- من تقصد بالذين شفيوا من المراهنة على المشروع الأميركي؟
ج- كل المعنيين وكل الناس الذين اتهموا أو كل الناس الذين تحمسوا.

س- مع احترامي لما تقول، ولكن كان هناك كلام لكثير من الأشخاص القريبين من “14 آذار” فقد تحدث وليد جنبلاط عن بعض المراهنين في الداخل حول الدور الأميركي، والواضح ان هناك جرعة أعطاها فيلتمان، وأعطاها كوشنير، وتحذير أتى به جون كيري الى لبنان وسوريا، كأنه أعطى الجرعة لبعض المراهنين في الداخل؟
ج- علناً هذا الكلام صحيح، أما وليد بك فهذا رأيه على كل حال، وليس بجديد بعد آب الشهير وتغيير موقفه السياسي، ولكن أنا أدّعي أني متأكد انه ليس هناك أي مراهنة لبنانية في أي موقع من مواقع السلطة، أو القريبة لها، أو المناصرة لها، أو المؤيدة لها على السياسة الأميركية في المنطقة، فالأمر يلزمه قليل من العقل، ولا يلزم علم عميق لتعرف ان السياسة الأميركية على تراجع، وان السياسة الأميركية تعاني من مشاكل في أفغانستان واليمن والعراق.

س- لكن نلاحظ أنها تحاول العودة من جديد، فبماذا تفسّر زيارة جون كيري؟ وكيف يُفهم دور فيلتمان في المرحلة الأخيرة؟
ج- فليفعلوا ما يشاؤون، ولكن أنا لا أقول ان هناك تغيير في رغبة الإدارة الأميركية بالحركة تجاه المنطقة، ولكن هناك مسألتان ناقصتان:
– المسألة الأولى: إمكانية النجاح، وباعتقادي ان أي عاقل يعرف انها غير متوفرة.
– المسألة الثانية: غير صحيح ان مازال هناك مراهنين على السياسة الأميركية، وهذه القناعة لم تعد متوفرة عند أحد.

س- لماذا المسعى السوري-السعودي الذي تحدث عنه الليلة السيد نصر الله، بما معناه ان هذا المسعى جدّي وهناك آمال معقودة على هذا المسعى، وستظهر آثاره في القريب، وأي مسعى يرضى به الجميع ستقبل به إيران؟
ج- هذا موضوع آخر، موضوع المسعى السوري- السعودي شيء والإستنفار الأميركي والتجاذب اللبناني معه شيء آخر.
إسمح لي أن أوضح أكثر، فمنذ العام 2006 ضُرب المشروع الأميركي في لبنان، واستُكمل لاحقاً في كثير من الضربات السياسية في المنطقة، وبالتالي ليس هناك سوى المجنون يمكن أن يراهن على إمكانية دعم الأميركي لسياسته. أما معلوماتي وتقديري وتأكيدي ان المجموعة السياسية التي خاطبها السيد أو التي يعتقدها أو التي يتهمها، لأني لم أسمع بدّقة ما قاله السيد، إذا كان هذا الأمر على اعتبار ان هناك آخرين مراهنين على السياسة الأميركية، أو يتصلون بالسياسة الأميركية، أو يصدّقون السياسة الأميركية، فأنا أسمح لنفسي القول ان تقدير سماحة السيد خطأ مئة بالمئة، لآن الآخرين على الأقل حريصون على عقلهم، وحريصون على قراءة الصحف كل يوم، وبالتالي ليس من الضروري أن تكون متبحّر بالعلم لتعرف ان السياسة الأميركية ضُربت في المنطقة، وهي في تراجع، وأي عاقل بسيط يريد أن ينجح، ويريد أن يحقق لنفسه شيء، ويريد أن يحقق لسياسته التقدّم، لا يمكن أن يراهن على السياسة الأميركية.

س- ولكن هذا الضخ الأميركي لحظة بلحظة، وهيلاري كلينتون لها تصريح يومي بالنسبة للمحكمة الدولية؟
ج- هذا يتعلق برغبتهم بإظهار نفسهم بأنهم ما زالوا معنيين ومتدخلين ومفاوضين، ولكن كل هذا غير صحيح، والسيناتور كيري جاء من أجل موضوع يتعلق بالشرق الأوسط، وبالمفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية السورية وهو مرّ على لبنان ، هو لم يجىء الى لبنان، هو جاء الى سوريا مروراً بلبنان، حيث أكد على الموقف المبدئي الذي يمكن أن يكرره كل موظفوا الخارجية الأميركية، ولكن هل هذا الموقف يعني أني كشخص معني بالشأن العام وأقرأ جريدة، لا أقرأ كتاب، أستطيع الإتكال على هذه السياسة أو الإعتماد عليها؟ ألا يُقال “من جرّب المجرّب عقله مخرّب”.

س- لقد قرأنا منذ يومين سيناريو في صحيفة “السفير” ان الحرب الأميركية قد تصل الى اجتياح إسرائيلي لـ”حزب الله” بعد القرار الظني؟
ج- هذا سيناريو دائم ويُستعمل عند الضرورة ودائماً موجود.
س- من يستعمل هذا السيناريو؟
ج- يُستعمل من قبل سياسة تعتقد أنه بهذه الطريقة يمكن تحويل كل النقاش حول موضوع الإغتيال باتجاه آخر.

س- من يفعل ذلك صحيفة “السفير” أم مَن؟
ج- أنا أتحدث عن العرض وجريدة “السفير” جريدتي وهم زملائي وأصدقائي.

س- لكن من هي هذه السياسة؟
ج- ياسيدي ما هو موضوع شهود الزور؟ وما هو موضوع الإجتياح؟ نفس الشيء، فكل يوم كلما تأزمت الأمور في لبنان، يُنشر في الصحف سيناريو لاجتياح إسرائيلي قادم على المنطقة. أنا لا أدّعي العلم، ولكن أدّعي أني أتابع الأمور، فلا المنطقة في جو اجتياح إسرائيلي، ولا الإسرائيليين في جو اجتياح للبنان، ولا المجتمع الدولي كذلك. سماحة السيد قال عدّة مرات، وأنا أدّعي أني قلت ذلك مبكراً جداً، بأن القرار بالحرب على لبنان قرار أميركي-إسرائيلي، كان قراراً أميركياً نفذته إسرائيل في العام 2006. لذلك لا وجود لشيء اسمه حرب إسرائيلية بدون موافقة أميركية، فلا يجوز أن نبالغ بهذه الأمور، ونعطي المسألة أحجام مختلفة. الحرب في المنطقة يلزمها قرار أميركي، وأنا أجزم أنه لا يوجد قرار أميركي بالحرب لا باتجاه لبنان ولا باتجاه غير لبنان. السياسة الأميركية فعلياً وعملياً على تراجع وليس على تقدّم، ولكن هناك من يفترض أنها قادرة على التقدّم وقادرة على التأثير، ولكن جرّبوها اللبنانيين وجرّبوها “14 آذار” وجرّبوها كل الذين اعتقدوا أنهم يمكن أن يراهنوا على الدعم الدولي لهم، ولكن أين أصبح هذا الدعم الدولي؟ لذلك علينا احترام عقول الناس،
بمعنى أن من جرّب على الأقل لا يكرر التجربة، أقله بالعقل وبالحساب البسيط 1+1= 2، ” من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب”.
س- ولكن هل كان للصورة فقط اجتماع “14 آذار” في بيت الوسط؟ وهل كان للصورة فقط اجتماع مسيحيي “14 آذار” والقريبين منهم في بكركي؟
ج- اجتماع بكركي اجتماع وطني أشاروا فيه الى نداء البطريرك في العام 2000.

س- تقول وطني، هل يعني ان من غابوا عن هذا الإجتماع ليسوا وطنيين؟
ج- وطني بمفهومه وليس بحضوره، أولاً حضوره من طائفة واحدة، وبالتالي أنا لا أقول ان جميع اللبنانيين موجودين فيه، ولكن مفهوم البيان الذي صدر هو دق ناقوس المسؤولية تجاه كل الأحداث التي تتراكم، والتي تحدث وهم يرون ان هذه مسيرة، الغرض منها ضرب النظام وتعريض الكيان، وأنا سياسياً بصرف النظر عن شكل الإجتماع أوافق على مضمون البيان.

س- وماذا عن لقاء بيت الوسط؟
ج- هؤلاء حلفاء يجتمعون ويتناقشون.

س- لكن لماذا لم يصدروا أي بيان؟
ج- لا ضرورة لإصدار بيان.

س- هل لأن البيان يُحرج سعد الحريري تجاه سوريا؟
ج- هناك بيان يصدر يوم الثلاثاء عن “كتلة المستقبل” برئاسة الرئيس السنيورة، وبيان آخر يصدر يوم الجمعة عن “كتلة المستقبل” برئاسة الرئيس الحريري، وهناك بيان صادر عن بكركي ، وبالتالي يكفي صدور ثلاث بيانات.

س- السيد نصرالله قال “ملف شهود الزور سيوصل الى رؤوس كبيرة، وستكون أكبر فضيحة سياسية في تاريخ المنطقة”؟
ج- هذا جيد، ولكن ملف شهود الزور بالأمس واليوم أصبح في عهدة المحكمة الدولية، لا أحد يستطيع أن يقول ان ملف الشهود الزور لبناني.

س- لماذا نعتبره كذلك؟
ج- لأن رئيس المحكمة أعلن صلاحية محكمته لتسليم الملفات المطلوبة وخالف المدّعي العام.

س- لماذا لم يثره في جلسة مجلس الوزراء الرئيس الحريري؟
ج- لا أعلم، وأنا لا أملك محضر جلسة مجلس الوزراء ولم أسأل.

س- ألم يكن ذلك بمثابة مخرج؟
ج- ربما حصل ذلك.

س- كلا لم يحصل، فنحن قرأنا محضر جلسة الحكومة؟
ج- أنا لم أقرأ المحضر.

س- نحن قرأنا المناقشات ولكن لماذا لم يطرحه سعد الحريري؟
ج- أنا لا دخل لي بالمناقشات، ولكن أنا أتحدث بالظاهر، ولا أريد أن أدخل بما هو وراء الكواليس وتحت الطاولات، أنا لا أؤمن بهذه الأمور. لكن الظاهر الآن ان هناك مدّعي أمام المحكمة الدولية المتهمة بكل اتهامات الدنيا والآخرة، والقاضي أعطاه الحق بالحصول على الوثائق بأنه هو الجهة الصالحة بشروط لتسليم الوثائق المتعلقة بشهادات الزور،
أو ما يُعتقد أنها شهادات زور لها علاقة بتوقيف الضباط الأربعة، وبالتالي هذا الموضوع أصبح في مكان آخر.
أنا أعتقد ان كل هذا الكلام السياسي في البلد المتعلق بالسياسة الأميركية، او بالهجوم الإسرائيلي، او بشهود الزور، كل هذه افتعالات سياسية للهروب من الموضوع الرئيسي.

س- ما هو هذا الموضوع الرئيسي؟
ج- الموضوع الرئيسي انه منذ الإستقلال حتى الآن، وقعت 220 محاولة اغتيال ، منها 90 محاولة اغتيال تمت وهي اغتيالات سياسية وليست شخصية، ففي العشرين سنة الأخيرة هناك خمسة رؤساء حكومات اغتيلوا، وهناك رئيسا جمهورية اغتيلا، وهناك ستة نواب اغتيلوا وكذلك اغتيل وزير أو وزيرين، كذلك تم اغتيال رجال دين أمثال المفتي حسن خالد والشيخ صبحي الصالح.

س- يعني هل هؤلاء ستقول عنهم المحكمة الدولية؟
ج- كلا.

س- لكن الى أين تريد الوصول؟
ج- أريد الوصول لأقول ان هذه الإغتيالات السياسية مرّت كلها، وتكررت وتكررت لأنه ولا مرة تم التعرّف على الفاعل وعوقب، سواء كان هذا الفاعل جهة سياسية أو جهة شخصية، والمحكمة الدولية هي الحد الفاصل بين استمرار هذا النظام بقدرته على التعبير، وبقدرة المجموعات فيه على حرية الرأي والتعبير عن رأيها والحياة بشكل طبيعي، وبين أن تكون كلما اختلفت مع طرف آخر بالسياسة معرّضاً للإغتيال دون عقوبة، فهذه المحكمة مهمتها حماية الأحياء وحماية ما تبقى من هذا النظام.

س- هل تعتقد انه ليس للمحكمة أهداف سياسية، وهناك وجهتي نظر في البلد حول هذه المحكمة؟
ج- هناك عشرة آلاف مقال حول تسييس المحكمة، أنا لا أستطيع أن آخذ خياراتي بهذه المسألة كل يوم الصبح، أنا أخذت خيار محدّد كجهة سياسية وليس كشخص بأن المحكمة هي الحد الفاصل بمسألة حماية الذين يتعاطون الشأن العام من التعبير عن رأيهم والتصرّف بحرية، ولم يكن أمامي خيار آخر ولن يكون أمامي خيار آخر. هذه الحرية هي قلب لبنان، وعندما يكون النظام اللبناني بدون الحرية ، فالنظام لا يعود نظام، ولبنان لا يعود لبنان، فما قيمة لبنان إذا لم يكن هناك حرية تعبير؟ وبالتالي بماذا يختلف عن غيره؟.

س- دعني أسألك بالتسييس “وورلد ستريت جورنال”، “يديعون احرونوت”، “ديرشبيغل” وغيرها كيف يعرفون ما يدور في المحكمة الدولية؟
ج- أنا لا أعرف كيف يعرفون، ولست مسؤولا عن أجهزة الإستخبارات التي تعمل.

س- إذاً ألا يحق للسيد نصر الله أو أي مواطن أن يسأل: كيف عرف هؤلاء بمضمون القرار الإتهامي؟
ج- يحق لهم أن يقولوا ذلك الى أن يصدر القرار، ومن يستطيع أن يحزم أن هذا هو القرار، أنا لا أدّعي ولا يحق لي، وأنا لم أُدخل نفسي ولا مرة ، ولا سمحت لنفسي بالدخول في الروايات وبما نُشر وبما لم يُنشر، أنا سلّمت خياري وخيار حريتي السياسية وقدرتي على التعبير والعيش بكرامة الطبيعة السياسية الى حد فاصل اسمه المحكمة الدولية، لأنني لا يمكن أن أستمر بالتفرّج على السياسيين الذين يُقتلون ومن اتجاه واحد بسبب رأيهم السياسي، واحد تلو الآخر، بدون أي عقوبة أو بدون محاسبة، هل يمكن أن يكون هناك بلد في العالم اغتيل فيه خمسة رؤساء حكومات ومفتيين كبار ورئيسي جمهورية؟ وبالنهاية القول ان هذه المحكمة الوحيدة مسيّسة، في وقت كل المحاكم الأخرى لم تستطع أن تفعل شيء، ولم تستطع الإجابة على أي سؤال في الحل.

س- الرئيس التركي عبدالله غول في محاضرة له بلندن، وبالتأكيد تابعتها لأنك تتابع الشأن التركي، يقول “ان خسارة الحريري كانت كبيرة، ولكن يجب عدم تدمير الإستقرار في لبنان” وكأن هناك ثمن أخذه اللبنانيون وعليهم الإكتفاء بهذا الثمن وهو الإستقرار؟
ج- كل الجهات الدولية بما فيهم الرئيس غول، تُعبّر عن حرصها على الإستقرار في لبنان، أليس عنوان المسعى السعودي-السوري هو الإستقرار في لبنان؟ ولكن هذا لا يعني انه أما أن تتنازل وأما أن تخسر الإستقرار، أيضا هنا لا تجوز هذه المعادلة.

س- لكن نحن أمام هذه المعادلة شئنا أم أبينا؟
ج- كلا، نحن لسنا أمام هذه المعادلة، نحن أمام المعادلة التي تُحقق الإستقرار لكل اللبنانيين، وليس لجهة دون آخرى، ولا تحمي جهة دون أخرى، وحرية التعبير التي نتحدث عنها هي نفسها التي أعطت المنبر لـ”حزب الله” وللـ”التيار الوطني الحر” وللـ”القوات اللبنانية” وللـ”المستقبل” ولكل المستقلين، هذه حرية التعبير ليست لجهة دون أخرى، وليس للبناني دون آخر.

س- هل تعتبر ان المحكمة الدولية ستؤمن لنا حرية التعبير كلبنانيين؟
ج- أنا سأبقى أراهن على أن المحكمة الدولية، على الأقل مهمتها هي وقف الاغتيالات السياسي، وبالتالي هذه المحاسبة ستجعل أي جهة أو أي شخص يفكّر باغتيال سياسي لخلاف بالرأي، أن يفكّر مرتين قبل أن يقدّم على هذا العمل.

س- لنفترض ان القرار الظني صدر واتهم “حزب الله” أو عنصر في “حزب الله”، السيد نصر الله قال الليلة “لن نسلّم أي من عناصرنا، وسنقطع اليد التي تمتد لأي من عناصرنا” ماذا تقول؟
ج- أنا أعتقد ان السيد يتحدث عن قرار افترضه وحاسم بأمره، أنا لا أملك أي حسم بهذا الموضوع، ولكن أنا لا يمكن أن أتصرّف لا كدولة ولا كمواطن ولا كحكومة ولا كمنطق دولي، إلا استناداً للتفاهم مع المجتمع الدولي، فأنا لا أستطيع أن ألغي علاقة لبنان بالمجتمع الدولي، بسبب رغبة جهة سياسية تعتقد أنها مظلومة بالإتهام.

س- لكن هم يقولون نحن ذهبنا الى هذا المجتمع الدولي بعد انقسام وطني، حيث كانت الحكومة غائبة لا تجتمع، حيث رحلتم ، المحكمة الدولية؟
ج- لكن هل نحن اجتمعنا اليوم؟ فهذا هو الذي كان السبب الذي لا يزال متوافرا”، ولا تزال المحكمة هي الضرورة، لا يوجد خيارات أخرى. ولكن ما هو الخيار الآخر؟ لا أحد يعمل لتسوية، فكل القرارات وكل المقالات تطلب من أهالي كل الشهداء السياسيين بما فيهم الشهداء الأحياء، أن يتنازلوا عن حقهم بأن يعرفوا، وأن يتنازلوا عن حقهم بحماية حياة الباقين، وأن يتنازل المصابين بأن يروا ما إذا كان الآخرين مازالوا يستطيعون التعبير عن حرية رأيهم، كل ذلك مقابل ماذا؟.

إتصال من السيد وهبي يسأل الأستاذ نهاد: أنا أسأل الاستاذ نهاد هو الآن في أي موقف سياسي؟ فأنا أشعر أنه دائما يتقلب وكل يوم عنده موقف سياسي، لا يثبت على نفس الموقف، فأنا سمعته منذ فترة كان كلامه مختلف عن كلام اليوم كلياً؟
ج- أنا أولاً لم أقل كلاماً مختلفاً، ولا أعرف كيف قرأه، فكلامي هو ذاته في ما يتعلق بالمحكمة وموقفي هو ذاته، أما أنا مُلتزم وهذا شيء مُعلن، بكتلة “تيار المستقبل” وبسياستها وببياناتها وباجتماعاتها إلتزام كامل.

س- ربما هو يقصد كلامك الماضي في بعض الفترات السابقة التي كنت فيها على حرد مع “تيار المستقبل”؟
ج- أنا أتحدث عن “كتلة المستقبل” ليس عن “تيار المستقبل” فهما هيئتان سياسيتان معنويتان كل واحدة منهما تُكمل الأخرى، ولكن أنا أتحدث هنا عن “كتلة المستقبل” وليس عن “تيارالمستقبل”.

سؤال على “الفايسبوك” من المشاهد سامي البق: كيف ستكون المحكمة الدولية وهي تابعة للمجتمع الدولي الذي لم يجرؤ على إدانة الجرائم الإسرائيلي، فعن أي عدالة دولية تتحدثون؟
ج- أمر طبيعي ان ما يقوله صحيح، ولكن هذا يجعلني أطلب المزيد من الإدانة للجرائم الإسرائيلية، وليس التنازل عن حقي بأن أعرف من جهة قضائية سلمتها أمري منذ خمس سنوات، بإجماع لبناني وليس من جهة لبنانية ضد أخرى، وبإجماع كل الأطراف اللبنانية سواء بالبيانات الوزارية المتعاقبة التي شاركت فيها كل أحزاب المعارضة، أو في هيئة الحوار برئاسة فخامة الرئيس، كلها كانت مُلتزمة المحكمة، وحتى أربعة أشهر مضت كان كل النص اللبناني، والنص السياسي اللبناني موافق ومُلتزم بالمحكمة الدولية.

س- لنقل ان القرار الظني صدر عند التاسعة صباحاً، ماذا سيفعل سعد الحريري عند العاشرة صباحاً؟
ج- سوف يتحمل مسؤوليته كرئيس حكومة كل اللبنانيين.

س- ماذا سيقول؟
ج- يقول ماذا عن ماذا؟.

س- يقول مثلاً أنا لا أتبنى هذا القرار؟
ج- أنا لا أستطيع أن أجيب نيابة عنه، ولكن هو سيتصرّف بمسؤوليته عن كل اللبنانيين، وسيدّقق بالقرار ومدى مصداقيته ومدى جدية الكلام الذي ورد فيه، ومدى دقة الأدلة، ويقرر على أساسها موقفه من القرار، وعليه أن لا يقرر منفرداً، بل أن يقرر هو وكل الجهات السياسية المعنية بالإستقرار في البلد. ولكن هل النقاش الدائر الآن يوصل الى هذا الإستنتاج؟ فأنا لا أرى سوى عنوان واحد للنقاش اليوم، وهو أما الإدانة وأما التخوين وأما التهديد وأما الشتائم، وتعريض كرامات الناس.

س- أين تجد كل هذا؟
ج- في كل النص السياسي المتداول.
س- الأزمة نرى انه يتم تأجيلها في جلسات مجلس الوزراء من جلسة الى جلسة، ومن اسبوع الى أسبوع، اليوم الى ما بعد عيد الأضحى، وربما غداً الى ما بعد الإستقلال، وبالنهاية الحكومة معطّلة، وهذا ما حذّر منه الرئيس نجيب ميقاتي، السؤال تعطيل العمل الحكومي بانتظار ماذا؟ هل نتائج الإتصالات السعودية-السورية؟ أم هناك تضييع وقت بانتظار صدور القرار الظني؟
ج- يجب أن نعترف بحجم الأزمة، حجم الأزمة كبير لدرجة انها تستأهل أن نناقشها أكثر وأكثر، وأن نصل الى استنتاجات مشتركة أكثر وأكثر، وتستأهل أن يجتمع السيد نصر الله برئيس الحكومة وأن يناقش معه الموضوع.

س- لماذا لا يجتمع معه؟
ج- أنا لا أعرف، عليك أن تسأله هو، أنا لا أعرف ما هي مقاييسه وما هي اعتباراته.

س- لكن أيضا ما هي مقاييس واعتبارات الرئيس سعد الحريري؟ وهل سعد الحريري يرغب في لقاء السيد نصرالله؟
ج- الرئيس الحريري يتصرّف بانفتاح غير مسبوق، وبصبرغير مسبوق، وبهدؤ غير مسبوق، وبالتالي لا أعتقد ان لديه أي تحفظ على أي اجتماع، ولكن واضح ان هذا الأمر غير مطروح، وأن له شروط غير متوفرة ولا يمكن توفيرها.

س- الى متى ستبقى هذه الحكومة مشلولة لا تفعل شيئا، وسمعنا بالأمس كلام للجنرال عون، بما بمعناه اننا دخلنا في مسار سياسي جديد، وكأنه لم يعد هناك حكومة والحكومة لن تجتمع؟
ج- هذا جيد انه أصبح لديه متسع من الوقت ليتطلع الى الحكومة، لأني كنت أفترض انه متفرّغ لنبش القبور، وأنا آسف أن أسمع منه هذا الكلام، ردّ فعل على دعوى قانونية يريد أن يرفعها، مع ان هذا نقاش سبق وقاله منذ سنوات، وأنا ردّيت عليه والآن سأكرر الرد، لأن نبش القبور هذا كلام معيب له ولتاريخه ولمستقبله ولماضيه، ونبش القبور ليس سياسة.

س- لماذا لا تعتبر نبش القبور هي قراءة سياسية لمرحلة سياسية؟
ج- أبداً هو استعمل تعبير قال فيه “بدنا نشيل الميتين لنحاسبهم” والرد على هذا الكلام أعتقد يكون وهو ذاهب الى اليرزة، أن يشيل الشهداء الذين دُفنوا في حديقة وزارة الدفاع، ربما يرى كيف ماتوا، ويتصرّف بالسياسة على أساس ذلك.

س- هو ناقش “كتلة المستقبل” في لجنة المال والموازنة بالأرقام، فدخلوا عليه بالملفات الشخصية؟
ج- أبداً، فزميلنا الاستاذ عمار حوري دخل عليه بوثيقة وهو قال سيقيم دعوى قضائية، وهذا من حقه، والدكتور عمار عبّر عن استعداده لرفع الحصانة عنه وعن العماد عون والذهاب الى المحكمة، وبالتالي هذا لا علاقة له بنبش القبور.

س- لماذا تعتقد أنه تحدث عن نبش القبور؟
ج- أنا لا أعرف، ولكن أعتقد ان ردود فعله أصبحت خارج السياسة وشخصية لدرجة معيبة .

س- هل المشكلة هي “التيار الوطني الحر” والعماد عون اليوم؟ أم ان المشكلة “حزب الله”؟ ولماذا تنقلون الصراع من مكان الى آخر؟
ج- أنا لا أنقله من محل الى محل، فليس هناك أحد غير معني بالأزمة التي نعيشها، نحن نناقش وسائل مقاربتها وكيفية مناقشتها، وكيف تتعالج أنت وإياها، فلا يجوز أن تتعالج بأزمة بهذا الحجم أو بنقاش مالي يتعلق بقطع الحساب، فتصل فيه لنبش القبور، هذا كلام معيب ودليل انحطاط سياسي.
أنا أريد أن أقول، أنا شاهدت أول أمس على التلفاز الأستاذ ابراهيم كنعان، خلاصة كلامه بعد مناقشة اللجنة المالية، قال “ان هناك قانون مُحال الى مجلس النواب في 25 أيار 2006 وكانت الحكومة مكتملة برئاسة الرئيس اميل لحود في ذلك الحين والرئيس السنيورة، مهمة هذا القانون مراجعة وتدقيق حسابات الأشخاص المعنويين والعموميين،
المطلوب أن ينفذ منذ العام 2006، وهذا القانون المقر في مجلس الوزراء لم يُقر حتى الآن في مجلس النواب”، وبالتالي هذا فيه كل الأجوبة على كل الأسئلة.
أنا لست خبيراً مالياً ولكن يتم طرح الأسئلة بشكل تنكيلي وليس كسؤال لمعرفة جواب، أو كسؤال لتحصل على معلومة، فالأسئلة تُطرح بشكل مهين وتنكيلي وبعبارات شخصية وبإهانات وبشتائم، وبالتالي هذه ليست مناقشة سياسية، وإذا كان هناك من يعتقد أنه يستطيع نقل النقاش من الإغتيالات وحجمها وتأثيرها وضرورة وقفها الى شيء آخر هو مخطيء، وبالتالي من فتح ملف شهود الزور مخطيء، ومن فتح ملف المناقشة المالية المطلوب مراجعتها من حكومة العام 2006 برئاسة الرئيس السنيورةـ وباكتمال وزرائها حيث لم يكن وزراء “امل” و”حزب الله” قد خرجوا منها، أيضا مخطيء وهؤلاء يضيعون وقتهم.
هذه المحكمة هي من الثوابت لوضع حد فاصل للاغتيال السياسي للنظام اللبناني.

س- إذا وقعت مواجهات على الأرض ماذا ستفعلون؟
ج- نحن ليس لدينا أي رغبة ولا قدرة ولا تفكير بأي نوع من المواجهة، غير قول كلمة الحق وهذا القلم وليس لدينا أي شيء آخر.

س- إذا حصل تعطيل للمؤسسات هل يُناسب سعد الحريري أن يبقى على رأس حكومة أصبحت مشلولة لا تفعل شيء حتى تصريف الأعمال؟ أنت وجهت دعوة لسعد الحريري منذ ثلاثة أسابيع للإستقالة، هل ندمت على هذا الكلام وهل مازلت عند هذا الرأي؟
ج- دعني أوضح هذه النقطة، الرئيس سعد الحريري هو ربما أول رئيس حكومة منذ الإستقلال يمكن اعتباره بأنه رئيس وزراء مُنتخب لسببين:
– السبب الأول: انه رئيس أكبر كتلة نيابية التي تمتد في كثيرمن المناطق اللبنانية.
– السبب الثاني: هو السني الأول ولا يمكن أن ننكر ذلك وبانتخابات، ولذا وحتى انتخابات أخرى العام 2013 لا يوجد خيار انتخابي ديموقراطي، وبرأيي الشخصي أنه أُرغم على هذه الحكومة، هذه حكومة إذعان قامت على اتفاق سياسي بسبب استعمال السلاح الذي اسمه 7 أيار، هذه الحكومة لا يمكن أن تكون مُنتجة لأنها حكومة خصومة وليست حكومة وفاق سياسي.

س- لماذا وافق ولماذا ما زال مستمراً؟
ج- هذه مسألة ترجع لاعتباراته ومعطياته، أنا قلت أسبابي، أنا قلت ان الوضع السياسي وصل الى أفق مسدود، لذلك مطلوب أن ترفع ورقة الإستقالة بوجه كل الناس، وأنا قلت لا حكومة غير برئاسة سعد الحريري.

س- هل مازلت عند هذا الكلام؟
ج- نعم أنا مازلت عند هذا الكلام، ولكن للتفاوض. أنت قلت أننا متجهون نحو شلل الحكومة، لذا ما أهمية أن تتحرك الأمور وتذهب الى الشلل، وماذا تأخذ مقابل ذلك؟ الرئيس الحريري في كل مرة يتصرف تحت شعار الرغبة بالإستقرار، هناك نقاش قديم بين “تشمبرلن” السياسي البريطاني ونقاشه مع الألمان فيقول ” إذا تحدثوا معك بالتنازل والحرب، وقدّمت التنازل فإن الحرب ستلحقك، وبالتالي لن تحصل على أي شيء”. الرئيس الحريري قدّم من أجل الإستقرار أول مرة وثاني مرة وثالث مرة ورابع مرة دون أن يجد غير التهديد بالشلل، وهو رئيس مُنتخب وغير مُفتعل في منصبه، وبالتالي إذا كان هناك أزمة وجود داخل الحكومة فهي عند الآخرين وليس عنده، الحكومة هي ملجأ سياسي للآخرين وليس لسعد الحريري ولا لفريقه، هذا هوالفرق بينه وبين الآخرين.
أنا أريد أن أؤكد على أني قصدت من كلامي، أن تُستعمل ورقة الإستقالة كصدمة سياسية لكي يأتي الناس الى الطاولة للتفاهم على مسار عمل هذه الحكومة.
أنا أسأل ماذا حققت هذه الحكومة منذ سنة حتى اليوم؟ لا شيء. أنا أذكر أني عندما قلت منذ سنة أن هذه الحكومة لا تستطيع أن تنتج لأنها مختلفة سياسيا، اعتبر هذا الكلام وكأنه اعتراض مني، إنما هذا ليس اعتراض، بل هذا وصف، فهناك خطأ رئيسي في صياغة هذه الحكومة، وهذه الحكومة ليست من طبائع النظام وليست من نتائج الإنتخابات وليست من رغبات الناس، هذه الحكومة بثلثها المعطّل غير ناجحة .

س- إذاُ نحن أمام أزمة نظام؟
ج- طبعاً جزء منه الإغتيال السياسي.

س- نحن أمام أزمة نظام، ما الذي يغير هذه الصورة، جلسات حوار غائبة، لا جلسات للحكومة، ما الذي يحرّك الأزمة أو يغير هذه الصورة؟
ج- لا يوجد لدينا نص، اللبنانيون متفقون على نص واحد.

س- ما هو هذا النص هل هو الطائف؟
ج- طبعاً الطائف وهذا غير خاضع للجدل، أي حرف منه يجب تطبيقه كاملاً.

س- بعد القرار الظني هل هناك نظام جديد؟ هل تقبلون بطائف جديد؟ وهل هناك طائف2 أو طائف 3؟
ج- لا واحد ولا اثنين ولا ثلاثة، هناك طائف واحد موجود، وأي مناقشة لاتفاق الطائف يعني حرب أهلية جديدة، ويعني مئة ألف قتيل جديد، ومن يستعد أن يتحمل ذلك فليتفضل ويقول، أنا أتحدث عن الجهة التي أعنيها، وأنا ناقشت هذا الأمر مع دولة الدكتور الرئيس بري، وهو لايزال عند موقفه وعند رأيه، بأن الطائف يجب أن يُطبّق حرفياً وعدم التعرض لأي مجال من مجالات مناقشته أو تعديله، نحن نحتاج الى عشر سنوات من السلم الأهلي قبل أن نجلس ونناقش أي شيء.

س- تقول هناك أزمة نظام كيف سنخرج من هذه الأزمة؟
ج- بالأزمات لا يوجد حل سوى العودة الى النص، نرجع الى الكتاب كما كان يقول الراحل فؤاد شهاب.

س- أي كتاب، وهل صيغة الدوحة هي تطبيق للطائف؟
ج- ما بُني على باطل فهو باطل، أنا أقول فلنرجع للطائف.

س- لكن تم تشكيل هذه الحكومة على ضوء تسوية الدوحة، ويتم العمل في مجلس الوزراء على أساسها؟
ج- أنا أقول العودة الى الطائف نصاً وروحاً.

س- ولكن كيف العودة الى الطائف وهذه الحكومة قائمة على تسوية الدوحة؟
ج- هذه الحكومة قائمة على الخصومة السياسية وليس على خدمة الناس.

س- فلتغيّر بنوع هذه الخصومة السياسية، أنت اليوم أمام واقع رئيس جمهورية يدور الزوايا كل أسبوع، والسوريين حردانين ويوجهون كل يوم مئة رسالة الى سعد الحريري عبر أكثر من طرف، بما معناه إنه إذا لم يغيّر سياسته لن يستقبلوه وسيبقى الوضع فالت في البلد؟
ج- أولاً بالنسبة لرئيس الجمهورية مشكور على ما يقوم به، وهذا دوره الذي يجب أن يقوم به، أما بالنسبة للسوريين والرئيس سعد الحريري فأنا لا أعرف إذا كان نص هذه الرسالة صحيح، ولكن على كل حال، هناك ملفان مثار اشتباك ومناقشة:
– الملف المتعلق بالقرار الظني وما يُستتبع ذلك من استعمال السلاح في الداخل الذي تم في فترات متلاحقة في السنتين الأخيرتين.
– وهناك أزمة بالعلاقات اللبنانية-السورية، ولكن هذا موضوع وذاك موضوع.
العلاقات اللبنانية-السورية لا يمكن أن تقوم على سقف مذكرات التوقيف، ولا يُعقل أن تقوم العلاقات بين الدول على هذا الشكل، أيا ً كانت مبررات هذه المذكرات وأسبابها، ومن ورائها. هناك شيء تغيّر في لبنان، وشيء تغيّر في سوريا خلال الخمس سنوات الماضية، وهذا أمر يجب أن تواجهه القيادة السورية، كما يجب أن يواجهه اللبنانيون بعين جديدة وليس بعين وضع سقف للعلاقات هو مذكرات التوقيف، بعد تصريح قدّم فيه الرئيس الحريري اجتهاد قانوني في غير مكانه عن شهود الزور، وأشاد إشادة شديدة بضرورة العلاقات اللبنانية-السورية، بل هناك سقف لكي تقوم هذ العلاقات، هو الحوار والإحترام المتبادل والثقة المتبادلة.
أنا أسأل ماذا كانت ردود الفعل على حديث الرئيس الحريري لصحيفة “الشرق الأوسط” هل تقدر أن تقول لي ما الذي لم يُقل عنه بسبب حديثه عن شهود الزور؟.
الرئيس الحريري قدّم اجتهاد في غير اختصاصه وفي غير مجاله وفي غير مكانه، وكانت النتيجة المثل القائل “من لا يملك يعطي من لا يستحق” لا يزال رهان الرئيس سعد الحريري على المسعى السوري-السعودي، لا يزال هذا الرهان قائم، ولا يزال هذا الرهان صحي، ولكن هذا الرهان يحتاج الى قراءة سورية مختلفة، إدارة سعودية مختلفة وتجاوب لبناني مختلف.

س- ماذا تقصد بذلك؟
ج- طالما ان الفترة السابقة لم تستطع تحقيق أي شيء، فهذا دليل ان هناك أمر ما في الإدارة يجب متابعته أو معالجته.

س- هل سيوصل هذا الأمر الى مكان ما قبل أن ينفجر الوضع مع القرار الظني؟
ج- ان شاء الله لن ينفجر.

س- لكن لا جلسات لمجلس الوزراء؟
ج- أنا لا أعتقد ان جلسات مجلس الوزراء هي الأساس بالموضوع، باعتقادي ان الأزمة أكبر من ذلك، وآن الأوان لكي يُعالج الموضوعان الرئيسيان أو المواضيع الثلاثة بالأحرى:
1- الموضوع المتعلق بالمحكمة وبالتزام نتائجها.
2- الموضوع المتعلق بالعلاقات اللبنانية-السورية بوضع سقف سياسي طبيعي ومحترم ورصين للعلاقات بين البلدين.
3- الموضوع المتعلق بالاستراتيجية الدفاعية التي يجب العودة الى بحثها جدياً وليس الإنسحاب منها تحت شعار أننا لم تصل الى نتيجة.
هل تعتقد أن ما حصل في مجلس الوزراء بالأمس شيء طبيعي؟.
س- تقصد ما حصل بين الوزير نحاس والرئيس سعد الحريري؟ ولكن أنتم أوقعتم نحاس في الفخ؟
ج- لا والله، أعتقد انه ساعد الله تلاميذه، اعتقدنا انه يعلّمهم أحسن من هيك، ولكن إذا كان هذا ما يعلّمهم إياه فلا يؤاخذني.
مداخلة عن وضع مسيحيي العراق، بعد كلام لبطريرك السريان الكاثوليك البطريرك يونان.
الأستاذ نهاد يقول: مع احترامي لحكمة سيادة البطريرك وهدوء معالجته للوضع في العراق، أنا أعتقد ان الوجود المسيحي العربي في كل الدول العربية هو عنوان للعروبة، لأنه إذا لم يكن هناك وجود للمسيحيين فلا مبرر لكلمة عروبة، وإذا لم يكن هناك أمان واستقرار وحقوق متساوية بالمواطنية للمسيحيين، لا يكون هناك حقوق ولا أمان ولا استقرار للمسلمين.
أنا أعتقد ان ما حصل في كنيسة الكرادة وفي أي كنيسة، وقبل ذلك حدث في فلسطين والآن يحدث في العراق، لا يخدم أيا كان منفّذه، غير السياسة الإسرائيلية التي تريد تفتيت المجتمعات العربية، وتفريغها من الطاقات والعلم والأخلاق المسيحية.

س- لكن الطرف الذي ينفّذ هم مسلمون، طبعا مسلمون أصوليون من القاعدة، ومن أهداف القاعدة ضرب المسيحيين المتبقيين في العراق؟
ج- هؤلاء ليسوا من الإسلام بشيء، لا مسلمين ولا علاقة لهم بالإسلام، لا بالنص ولا بالروح ولا بالعلم ولا بالفهم، وبالإتجاه السياسي هم لا يخدمون بهذا العمل إلا الهدف الإسرائيلي الذي هو تفريغ المجتمعات العربية من وحدتها، ومن قيمها ومن مفاهيمها التي هي العنوان الرئيسي للاستقرار والآمان، والعنوان الرئيسي للإسلام هو حق المواطنين وحق كل الطوائف بالتساوي في مواطنيتهم، وأي كلام غير هذا الكلام أياً كان قائله ومهما كانت صفتهم لا يخدمون سوى الأهداف الإسرائيلية.