“كلام الناس” – أهل السنّة يصارعون للحفاظ على اعتدالهم

مقابلات تلفزيونية 17 ديسمبر 2013 0

بعد تقرير عن سجن رومية

س- ما تعليقك على التقرير؟

ج- فُتح هذا الموضوع من زمان، وللحقيقة لا أملك تفسير منطقي ولم أسمع ولا مرة تفسير منطقي في العشر سنوات الأخيرة، لماذا لم يتم بناء سجن جديد؟ لا يوجد أي سبب. تمويل السجون هناك الكثير من الدول تُساعد فيه باعتباره جزء من الأمن الإجتماعي إضافة الى انه هناك أملاك للدولة يمكن بناء سجون عليها، وأنا متأكد انه حتى القطاع الخاص مستعد للمساهمة في هذا الموضوع ولا أملك أي تفسير لماذا لم يتم هذا الأمر في وقت من الأوقات؟ وأذكر اني ناقشت الوزير بارود، الوزير الصديق زياد بارود في هذا الموضوع منذ فترة وكان عنده حماس وأفكار لم يُنفّذ منها شيئاً ولا أعرف ما هي الظروف؟ ولكن ليس هناك من ظروف تمنع خلال عشر سنوات من معالجة مسألة حيوية لهذه الدرجة، إضافة الى ان السجن بحد ذاته هو تعبير عن مشكل باعتبار ان هناك عدد كبير جداّ منن الموقوفين أو السجناء الذين لم يتم بعد محاكمتهم، ووضعهم ليس طبيعياً لا القانوني ولا الشخصي ولا الإنساني. لا شك ان هناك تقصير شديد في هذا المعنى من قبل كل الحكومات التي تعاقبت على هذا الموضوع.

س- ما دمنا نتحدث عن موضوع السجن، هناك جزء منه قاربه غازي العريضي، كيف يقرأ نهاد المشنوق خطوة غازي العريضي بالإستقالة، والإعتكاف عن تصريف الأعمال؟

ج- أقرأها بأنها تعبير عن غضب ولا أقرأها أكثر من ذلك، يعني الوزير العريضي يعرف النظام اللبناني ويعرف طبيعته، ويعرف مشاكله، ويعرف حسناته منذ زمن بعيد، وبالتالي لا مفاجآت جدية ظهرت أمامه تمنع استمراره.

س- ماذا حصل معه؟

ج- لا أملك معلومات، وأعتقد انه كان واضحاً ان خلاصة الكلام ان الأمر أصبح بيد القضاء، أي بيد النيابة العامة المالية، بالتالي لا بد من انتظار كلام النائب العام المالي بدلاً من رمي الإتهامات أو التفسيرات غير الواقعية وغير المنطقية التي تملأ البلد، ونحن مررنا في ظروف كثيرة كانت تطلع فيها قضايا تكبر وتكبر وبعدها يتم إقفالها.

س- هذه كانت في مرحلة عهد العماد لحود في بداياته؟

ج- صحيح ذاكرتك أحسن من ذاكرتي.

س- ما قاله الأستاذ غازي العريضي أليس مؤشراً على مرحلة الفساد التي وصل اليها البلد، وواضح انه كان هناك نوع من الضغوط، ونوع من صراع داخلي عاشه غازي العريضي بين أن يقول أو لا يقول؟

ج- لذلك، أنا أقول ان هذه مرحلة غضب لا علاقة لها بالدستور ولا بالقوانين، هذه مرحلة غضب عبّر عنه بمشكل كبير، أنا لا أعرف طبيعته، لذلك أنا أفضّل التحفظ على هذه المسألة الى حين، لأن الأمر عند القضاء بدلاً من الدخول بالكلام الكبير والإتهامات التي يمكن أن يكون بعضها صحيح.

س- لمحّت أوساط غازي العريضي الى دور لبعض مجموعة “تيار المستقبل” في سجن رومية وان هناك بعض المتعهدين يتلقون الدعم والغطاء من مجموعة في “تيار المستقبل”؟

ج- أولاً هو يقول ان وزارة الأشغال لا علاقة لها بموضوع السجون، وقال ان هذه مسؤولية قوى الأمن وبعض الضباط. وبالتالي الأمر لا يحتاج لا لدعم من “تيار المستقبل” ولا من غيره، لأنه ليس بمواجهة مع الوزير العريضي، أعود وأقول ما دامت كل المسائل موضوعة على طاولة النائب العام المالي لا يجوز التعامل معها إلا بما يقوله القضاء بهذا المعنى سواءً بحق ما قاله الوزير العريضي، أو بحق ما قاله الوزير الصفدي، أو بحق ما سُرّب عن دعم مجموعات على الأقل الذين أعرفهم في “تيار المستقبل” لا يعرفوا بهذا الموضوع ولا يتابعونه ولا مُفترضين بأنهم تفتيش مركزي لكي يعرفوا تماماً ما هو الصح وما هو الخطأ، مادام الموضوع في القضاء، فالقضاء سيقول كلمته. وواضح ان النائب العام المالي بادر بنفسه، وواضح ان في الأمر تعقيدات كثيرة، فهناك شركات مُتعدّدة وجهات عديدة معنية بالموضوع، حسب ما قرأت هناك وزارة الأشغال ووزارة المالية وشركة “مينز” وهناك مُتعهد لا أعرف اسمه، والمضخات التابعة لا أعرف لأي جهة، يعني هناك الكثير من التفاصيل الحسم فيها أو الجزم فيها أعتقد انه تجاوز لدور القضاء، فليقل القضاء كلمته بشكل واضح وصريح، وهذه ليست أول قصة، فنحن منذ سنة حتى اليوم أو أكثر من سنة نعيش في جو فضائح منها فضائح الجمارك وفضائح الأدوية.

س- والمحكمة الدولية؟

ج- كلا هذا أمر آخر.

س- في سياق التصعيد الذي بلغته مواقفك في الفترة الأخيرة إن كان يوم ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن وصولاً اليوم كلمتك في معراب، سنناقش هذا الكلام، ولكن دعنا نبدأ أولاً بما حصل اليوم في الهرمل بعد ظهر اليوم من إطلاق صواريخ غراد على الهرمل مما يوحي وكأنه استهداف للجيش اللبناني، والدليل إصابة ثكنة الجيش والجرحى من الجيش اللبناني، هل بدأت عملية مُمنهجة لاستهداف الجيش اللبناني من قِبل مجموعات سنية مُتطرفة، خاصة ان سرايا مروان حديد وهو القيادي في الإخوان المسلمين في سوريا الذي كان أول واحد واجه حافظ الأسد بين العام 76 و82، نحن عملياً الى أين ذاهبون إن كان في حادث الأحد ضد الجيش اللبناني في صيدا وصولاً الى ما جرى اليوم في الهرمل؟

ج- أنا أعتقد ان المشكلتين لهما طبيعة مختلفة، ولكن يصبان في نفس الإتجاه، ما حدث في صيدا يوم الأحد بتقديري من بعض الروايات التي سمعتها والجدية بأنه كانت محاولة لتهريب شخص مُعيّن أو تمرير شخص مُعيّن على الحاجز دون أن يتم التدقيق معه، والأرجح ان هذا الأمر قد تم.

س- ماذا تعني بأنه لم يتم التددقيق معه؟

ج- نعم، لأنه عملياً في اللحظة التي سارت السيارة فيها المُفترض ان الشخص الأساسي أو المهم في المجموعات المُتطرّفة فيها، قام أحد الشباب في السيارة الأولى وحمل القنبلة وحصل الإشتباك بينه وبين الجيش، وبعدها نشر الجيش حواجزه في كل مكان، وقد هرب شخصان واستنجدا بشخص أخذهم، وأعتقد انه ابن الظريف، وأيضاً علقوا على حاجز آخر بعد تبادل النار، وأيضاً نزلوا بالقنبلة وأطلقوا النار، وعلى الحاجز الثاني كانت الأمور تشهد تشدّداً أكبر من الجيش.

س- ولكن عملياً كانت استهداف للجيش اللبناني؟

ج- دعني أقول انه الإستعداد للمواجهة مع الجيش اللبناني، فاستهداف الجيش اللبناني شيء آخر، لأن الإستهداف تكون قد قررت القيام بعملية، بمواجهة الجيش اللبناني. أما الرواية التي سمعتها هي انها كانت عملية لتمرير شخص مًعيّن أو تأمينه بحيث لا يتعرض للتساؤل أو لكشف شخصيته أو أوراقه على حاجز الأولي، ومن بعد ذلك عندما تم نشر حواجز الجيش في كل مكان كان إثنان اللذان فرّا أطلقا النار والثالث قُتل، واستنجدا بصديق لهما وعلقوا على الحاجز الثاني في مجدليون، وصار الإشتباك حيث كان الجيش أكثر استنفارا وأكثر يقظة وتم قتل الثلاثة، وعملياً لا يوجد أحد الأن تسأله.

ماحصل في الهرمل ليس جديداً، يعني إطلاق النار من الجانب السوري على الجانب اللبناني ليس بجديد، فقد مارسه النظام ومارسته المعارضة ومارسه الجميع لفترات طويلة، الجديد ان إطلاق النار عن قصد أو غير قصد أصاب ثكنة للجيش واستشهد أو أصيب عدد من العسكريين، وهذا أمر مؤسف ومُدان في طبيعة الحال، ولكن يجب الإعتراف بأن هناك مشكلة كبيرة في البلد.

س- مشكلة بين مَن ومَن؟

ج- ليس بين مَن ومَن، هناك مشكل كبير في البلد يتراكم منذ سنوات. أنا عندي سؤال ودعنا ندخل الى الموضوع مباشرة، هذا الشخص الذي لا يجد أمامه سوى الموت والإنتحار للتعبير عن رأيه لماذا وصل الى هذه الحالة؟ أولاً أنا بالنسبة لي كل هذه العمليات مُدانة لكي لا نُناقش مسألة الحق والباظل لا السفارة الإيرانية ولا أي عملية يقوم بها أي انتحاري لأي سبب من الأسباب، وهذه مسألة مبدئية لا تخضع للنقاش، ولكن لا أحد يريد أن يسأل، كلنا نتحدث بالنتائج ولا أحد يريد أن يسأل ما هي الأسباب؟.

يا استاذ مارسيل ما الذي سبّب هذا الإحتقان الذي راكم كل هذه السنوات ووصل الى ان الناس تتصرف بهذه الحدّة العسكرية، وهو أمر غير مسبوق عند الجماعات التي تقوم الآن سواءً بموضوع الجيش أو بموضوع السفارة الإيرانية في لبنان، وسأكون واضحاً أكثر، عند سنّة لبنان هذا أمر غير مسبوق، لم يحدث إنه قاموا مجموعة لبنانيين بعمليات انتحارية داخل لبنان أو ربما حتى خارج لبنان، حصلت مرة في أميركا لأي سبب من الأسباب، ولكن ما الذي أوصل الأمور الى هذا الحد؟.

س- ما الذي أوصلها؟

ج- دعني أكون صريحاً معك، المسألة تتعلق بأمرين، تتعلق بالجانب العسكري وتتعلق بالجانب السياسي، سوف أبدأ بالجانب السياسي: هذا التراكم السياسي الذي حدث منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى اليوم، حصار سنة ونصف لأول رئيس حكومة في السرايا، ثم 7 أيار واتفاق الدوحة وإسقاط وإقالة سعد رفيق الحريري من رئاسة الحكومة، المباهاة بأنهم باستطاعتهم المجيء بمن يريدون لرئاسة الحكومة ساعة يريدون وبالشكل الذي يريدون، السيطرة على الدولة والكلام الكبير.

س- أنت استعملت اليوم تعبير الإحتلال الإيراني؟

ج- هذا موضوع آخر، سنصل إليه، أنا أتحدث عن التراكمات التي أدت الى ظهور هذا التطرّف بالشكل الذي يظهر به، يجب الإعتراف بأن هناك أزمة كبرى سببها ان هناك تراكم من الظلم والقهر والإحساس بالمشكل.

وآخر مشكل في عبرا، أنا أسأل هل تم توقيف شخص واحد من “حزب الله”؟ لنفترض واحد خالف السير أو ارتكب حادث سيارة أو دخل بالغلط بالمشكل.

س- وأنتم أوكلتم 30 محامياً لمن تعرّضوا للجيش اللبناني؟

ج- 37 محامياً، ولكن ماذا يُغيّر هذا؟.

س- كيف ماذا يُغيّر؟ فهذا التعرّض لكسر هيبة الجيش مرة بعد مرة يوصل الى انه أياً كان يتعرض للجيش؟

ج- لنترك الجانب العسكري، فأنا ما زلت أتحدث عن الجانب السياسي الآن، أنا أقول ان هناك مجموعات من الناس تم توقيفها، معظمها عن حق ناس ساهموا بالقتال وربما قُتلوا وربما أصيبوا وربما وربما وربما، ولكن ألم يجدوا من الجانب الآخر الذي شارك بشكل أو بآخر، ألم يتم العثور على شخص واحد؟.

س- حضرتك قدّمت محطة 2005 يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وأنا إذا أردت العودة للتاريخ، وحتى إنه اليوم في بيان “كتلة المستقبل” تتحدثون عن تدخل “حزب الله” هو الذي أدى الى تصعيد موجة الإرهاب في سوريا؟

ج- يبدو إننا ننتقل من موضوع لموضوع، فهناك تسلسل للأمور، ففي كل محطة، حتى هذه المحطة كان واضحاً ان اتجاه الدولة الممثلة بمؤسساتها الأمنية والقضائية كلها الى جانب “حزب الله” بشكل أو بآخر، هذه وقائع ليست شتائم ولا تعرّض، أنا لست في وارد التعرّض للناس، أنا أريد وصف الوضع منذ سنة 2005 حتى آخر دقيقة في عبرا، إذاً هناك نظرة واضحة عند الناس بأن هذه الدولة لا تُعاملهم بالعدل والقسطاس. بعض الناس يجلسون في منازلهم ويشتكون وبعضهم يتصرفون على أساس حل المشكلة ، وبعضهم يريدون المصالحة، الناس تذهب في اتجاهات مُتعدّدة، ولكن هناك ناس يذهبون الى التطرّف نعم وذهبوا الى التطرّف،ومؤخرا القشة التي قسّمت ظهر البعير كان التدخل العسكري العلني المُفاخر به والذي له نظريات عسكرية وسياسية ما أنزل الله بها من سلطان، ليس فيها شيء من الواقع ولا المنطق ولا العقل الإعلان عن الجهاد العسكري الى جانب النظام السوري بمواجهة شعبه الذي يُطالب بالحرية، قبل هذا الإعلان هل أتت سيارة مُفخخة الى لبنان خلال سنتين هل أتت سيارة الى لبنان؟.

س- لكن كان هناك أجواء لهذا العمل التكفيري؟

ج- أنا لم أقل ان الجو غير موجود، أنا أقول الممارسات العُنفية التي فيها قتل وفيها انتحار وفيها عمليات، هل حدثت في السنتين الماضيتين قبل تدخل “حزب الله” في سوريا؟.

س- ولكن هذا في سياق المناخ باتهام السيد حسن نصرالله الدور السعودي الجديد في هذا الموضوع؟

ج- هذا موضوع آخر، أرجوك دعنا نسير بالتدرّج.

س- أنا أسير بالتدرّج، أنا إذا أردت الكلام قبل مسألة السيارات المُفخخة، إذا تحدثنا عن أحداث الضنية في العام 2000 هل كان “حزب الله” في سوريا؟ وهل كان هناك جو سيطرة من “حزب الله على الدولة؟ وفي العام 2004 أحداث مجدل عنجر والتفحيرات عام 2003 و2004 بعد حرب العراق ومن قتلوا نزار الحلبي؟

ج- إذا أحصيّنا كل هذه الأحداث منذ سنة 1992 حتى سنة 2005 يكون عندك خمسة أو ستة حوادث، في جو طبيعي موجود التطرّف عند كل الناس وبشكل مضبوط، وكان الرئيس رفيق الحريري – رحمه الله- أول احد واجه مسألة الضنية وتصرّف حيالها بشكل تبيّن في ذلك الحين انه ليس لصالح النظام السوري لأنهم لاموه كيف أتى بالمشايخ وأخذهم الى منطق الإعتدال.

الآن يتكرر نفس المشهد فلماذا نهرب منه؟ دعنا ننظر بنفس العين، يوجد هذا التراكم الذي عمره سنوات منذ سنة 2005 حتى اليوم، هل يمكن أن يؤدي الى خلق حالة تطرّف نعم أم لا؟ هذا السؤال الذي يجب طرحه، وهذا ما يجب أن نبحث عن إجابة له. لا يجوز رمي الأمور باعتبار ان الأزمة واقعة بالإنفجار أو بالإنتحاري أو بما حصل في صيدا الأحد أو بما حصل اليوم في الهرمل، هذا كله سياق واحد يحتاج الى معالجة، وأنا أقول الآن كلاماً دقيقاً يحتاج الى معالجة حكيمة وواقعية من كل أطراف الدولة اللبنانية المعنية وأولها الأجهزة الأمنية، وأول الأجهزة الأمنية الجيش اللبناني.

نحن ليس عندنا أي خيار لا للحظة غير دعم الجيش اللبناني والوقوف الى جانب الجيش اللبناني، لأن هذا خيارنا وليس أمامنا أي خيار آخر، فنحن لا نملك لا السلاح ولا الجيوش ولا التنظيمات، عندنا الجيش اللبناني الذي هو الذراع الأمنية للدولة اللبنانية، يعني الذراع الأمنية الأولى للدولة اللبنانية، ولكن هذا الجيش يجب أن ينظر الى الناس ولماذا حصل المشكل.

س- ما هو المطلوب من الجيش اللبناني؟

ج- معالجة واقعية وحكيمة ومنطقية، يستطيع القول هذه ليست مسؤوليتي، هذه مسؤولية لقيادة السياسية وباستطاعته أن يتولاها هو مباشرة إذا وجد ان ذلك ممكناً، ولكن يجب أن نعترف بأن هناك جو عالٍ جداً محدود العدد، ولكن تأثيره كبير من التطرّف خاصة في طرابلس وصيدا وربما في أماكن أخرى، ويجب أن نعترف ان ما حدث في طرابلس عندما تم تفجير السيارتين وقُتل 51 شهيد و500 جريح ودمار وفي النتيجة انبرى أشخاص سياسيين يعملون مع المخابرات السورية لشتم طرابلس وشتم الناس وشتم القضاء واتهام ضباط المخابرات بأنهم إسرائيليين وتحليل دم شعبة المعلومات، وتصدر مذكرة بحث وتحرٍّ بحقه لا يتم تنفيذها ومذكرة بحق والده لا يتم تنفيذها، فماذا تنتظر من الناس أن تفعل؟ هذا الدم على الأرض.

س- انتبه على كلام وكأنك تُبرّر هذه العمليات؟

ج- أنا لا أُبرّر، أنا أقول ان هناك مشكلة مُعقدة تحتاج الى معالجة حكيمة وواقعية ومنطقية وتأخذ الناس بالقانون لأن القانون هو الحل للمشكل.

س- يقول وليد جنبلاط ان انكفاء البعض قوّى التكفيريين، هو يتحدث عنكم؟

ج- وليد بك الإثنين يقول شيء والثلاثاء يقول شيء، برأيي ان هذا كلام نرفزة، هو يعرف اننا لسنا منكفئين، وإذا كان يقصد الرئيس الحريري فهو يعرف تماماً الظروف التي تمنعه من العودة الى لبنان لا يحتاج الأمر الى شطارة، هو بإمكانه رفع سماعة الهاتف ويقول هذا الكلام للرئيس الحريري دون إصدار بيان لا يصل الى مكان ولا يُعبّر عن منطق صحيح، إن الإنكفاء يقوّي التكفيريين، ولكن المشكل يبدأ مع المُتطرّفين وليس مع التكفيريين بخلال هذا الضغط الكبير الذي تعرّضت له هذه الطائفة من 8 سنوات حتى الآن من اتفاق الدوحة للحصار و7 أيار والتكلم بالإصابع وصولا ًالى التهديدات وتفجير طرابلس ومخطط سماحة-مملوك الى الى الى… وصولاً الى اغتيال وسام الحسن، يعني حجم من الأشياء إذا أردنا أن نتذكرها.

س- إذا كان “حزب الله” هو الهدف لماذا استهداف الجيش اللبناني؟ لماذا تشكيل بيئة ضد الجيش؟

ج- أنت تتحدث معي وكأني أنا أضع الخريطة العسكرية للمتطرّفين، أنا أقول ان هناك أزمة كبرى لا أفترض ان “حزب الله” باستطاعته معالجتها ولا مؤهل لمعالجتها ولا منطقه يعالجها، بل بالعكس منطقه زادها وجعلها تكبر أكثر وأكثر وأكثر، هناك حريق كبير في سوريا، هل يمكن نكران ذلك؟.

س- أبداً؟

ج- لنرجع الى الكلام الذي قلته في الذكرى السنوية لاستشهاد اللواء وسام الحسن، كان الكلام واضح وصريح، وهذا ليس اعتداءً، هذه وقائع لا يمكن تغييرها لا بالجغرافيا ولا التاريخ، التدخل العسكري الى جانب النظام في سوريا من قبل “حزب الله” سيؤدي الى انتقال تدريجي للحريق السوري الى لبنان وسيؤكد نزاعاً مستقبلياً بين الشعبين السوري واللبناني أياً كان حاكم سوريا، ولو لا سمح الله بقي بشار الأسد نفسه، سيقف الى جانب شعبه ضد اللبنانيين الذين تورّطوا في الحرب في سوريا، هذا استنتاج لا علاقة له بالخصومة أو بالعداوة أو بالريح والخسارة، هذا استنتاج طبيعي، هذه نتائج طبيعية للجهاد العسكري المُنظّم الى سوريا لدعم النظام وبقرار كبير إيراني.

س- هنا يسألك شخص هل عدنان المحمد الفلسطيني ينتقم للإحباط السياسي السني في لبنان؟ وهل ابو أيوب العراقي يُفجّر نفسه على الأولى انتقاماً للتراكم السياسي؟ وهل ترسل النصرة وداعش انتحارييها كرمال عيون سعد الحريري؟

ج- لا علاقة للرئيس الحريري ولا لـ”تيار المستقبل” بهذا الموضوع، هم لا ينتصرون لـ”تيار المستقبل” ولا للرئيس الحريري، هم ينتصرون لما يعتقدونه إنه يُناسب منطقهم وعقلهم، يجب الإعتراف بهذا الأمر لأنه إذا خلطنا الأمور ببعضها لن نصل الى نتيجة، هذا العراقي والفلسطيني، أنا قلت منذ البدء هؤلاء يقومون بعمل لتمرير شخص مُعيّن الى داخل صيدا وكفى ربط هذا بأمور أخرى، ولكن هذا التراكم من الضغط بدأ الآن يتحول، يجب أن نعترف بدأ يتحول عن قصد أو غير قصد باتجاه الجيش اللبناني، لذلك هناك مشكلة بحاجة الى معالجة ليس بشتم الناس هذا لا يحل المشكلة ولا بأن “تيار المستقبل” أو غير معني، “تيار المستقبل” والست بهية والرئيس السنيورة وحضرات النواب كلهم والرئيس الحريري يؤدون صلاة يومية دعماً للجيش، هذا لا يُغير بشيء من طبيعة المشكل.

س- الوزير مروان شربل يقول انه كانت هناك معلومات منذ 20 يوماً بأن هناك عمليات ضد الجيش اللبناني؟

ج- طبعاً وزير الداخلية يعرف ولكن أنا هنا أتحدث بالجو السياسي الذي يؤدي الى هذه النتائج، أنت تتحدث عن النتائج أنا أتحدث بالأسباب.

س- هل تُدين ما حصل اليوم فجراً في اللبوة؟

ج- يا سيدي كل عمل يطال أي مواطن لبناني مدني أو أي سفارة أو أي مؤسسة أمنية أو أي مؤسسة رسمية هو أمر مُدان مُدان مُدان لو كان الأئمة وراءه وليس المتطرّفين فحسب، أنا ليس عندي خيار سوى الدولة، لا يمكن أن تقيمني بأني أريد الدولة أو لا أريدها، أنا لا أريد غير الدولة. السؤال هذه القوة العسكرية والأمنية والسياسية التي تضع يدها على الدولة وتُعطّلها وتوقفها منذ سنوات حتى اليوم، كل مرة تحت عنوان مختلف، مرة بإقالة سعد الحريري ومرة بمحاصرة فؤاد السنيورة – مع حفظ الألقاب- ومرة بوضع اليد على الجمارك ومرة بالكابتاغون ومرة بالسلاح وأخيرا بالذهاب الى القتال في سوريا بوجه شعب يعتبر جزء كبير من اللبنانيين بأنهم معنيين بحريته.

س- اليوم حضرتك حمّلت “حزب الله” مسؤولية كل هذه الأمور، اليوم تحدثت عن الفتوى الإيرانية في أذن السيد نصرالله، وحمّلت السيد نصرالله مسؤولية تشريد الأطفال السوريين النازحين؟

ج- دعنا نقرأ الكلام بدّقة، أنا قلت الفتوى الإيرانية استناداً لكلامه العلني، هو يقول “بأنني أنا جندي صغير في جيش ولاية الفقيه”، قال ذلك في ذكرى عاشوراء منذ أسبوعين، وقال “نحن لا نستعمل عقولنا نحن عندما نأخذ قراراً في مسألة ما نذهب الى علمائنا وفقهائنا ونسألهم الرأي ونعتمد ما يُقررونه”، هذه بالتالي فتوى.

ثانياً: أنا لم أقل بأنه مسؤول عن تشريد الأطفال، أنا قلت هل هؤلاء تكفيريين أم مواطنين أبرياء عُزّل هجّروا من سوريا ونزحوا الى لبنان. في ظروف ماتت طفلة عمرها 21 شهراً من البرد، هل هذه تكفيرية؟ والإمرأة التي لا تستطيع الوصول الى الماء للوضوء هل هذه تكفيرية؟ أنا سألت وأنا لم أحمّله مسؤوليتهم، بل قلت هو يدعم النظام الذي تسبّب بما يحصل لهؤلاء الناس.

س- اليوم خلطت شعبان برمضان، تكفيريين بحزب الله بالنازحين بدور “حزب الله” في سوريا؟

ج- هو يعتمد المنطق السوري بأن كل ما يجري في سوريا هو حرب بين الإعتدال والأمان والنظام وبين التكفيريين، أليس هذا ما يقوله بشار الأسد منذ اليوم الأول والذي نظر على أساسه كل الوقت؟

س- ولكن الأمور أثبتت كلام بشار الأسد؟

ج- كلا.

س- احمد سلوم، باسم قاسم، محمد زكي يسألونك: علم المعارضة في يدك هل هو وطنية لبنانية؟

ج- سأجيب على هذا السؤال، ولكن قبل ذلك سأكمّل الفكرة التي كنت أتحدث عنها قبل الإعلان، أنا أتحدث بمنطق ان السيد نصرالله وقيادة “حزب الله” يتبنون بالكامل منطق النظام السوري منذ اليوم الأول الذي يقول أن الحرب في سوريا ليست بين شعب يريد الحرية ونظام قمعي، بل هو بين معتدل مسؤول عن النظام وبين تكفيريين وإرهابيين الذين هم حوالي 17 او 18 مليون سوري، اليوم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تقول ان هناك سبعين ألف أسرة سورية نازحة الى لبنان من دون آباء، وهناك 3700 طفل نازح غير مصحوبين لا أب ولا بأم، وهناك 842 ألف شخص مسجلين نازحين سوريين في لبنان، كل هؤلاء هل هم متطرفين وكفّار أو إرهابيين؟

س- ولكن للحرب تداعياتها ونتائجها؟

ج- جيد، ولكن الحرب التي تُهجّر ثلاثة أو أربعة ملايين مواطن الى تركيا والأردن ولبنان إضافة الى التهجير في الداخل والنزوح في الداخل، أنا لا أنكر وجود تطرّف في سوريا ولكن تحويل الأمر بأنه لا مشكلة في سوريا، مشكلة مستمرة منذ ثلاث سنوات بدأت ستة أشهر دون إطلاق رصاصة واحدة سلمية سلمية سلمية، ثم تحوّلت الى مواجهة عسكرية مع شباب من كل الأصناف، ثم مع الجيش الحر، ثم مع داعش، ثم مع النصرة، ثم مع جيش الإسلام ثم ثم ثم.

س- ولكن لم يقل أحد انه ليس هناك مشكل بل المشكل موجود؟

ج- زميلك الأستاذ حازم الأمين كتب في “الحياة” منذ اسبوعين وهو خبير، قال: كل أمراء النصرة وأخطرهم ابو مصعب السوري الذي هو مصطفى الست مريم وابو محمد الجولاني وبهاء الباش وحسين عبدالوهاب ومحمد الزمار كل هؤلاء كانوا في السجون السورية وخرجوا بعفو رئاسي في العام 2012 فلماذا يخرج من السجن عشرات من المتطرّفين الذين لهم صفة قتالية معروفين وملفاتهم مليئة فضلاً عن مئات كانوا يتدربون في سوريا ويذهبون الى العراق لمقاتلة الأميركيين.

س- إذاً لمن تعمل داعش والنصرة والجبهة، هل يعملون لبشار الأسد؟

ج برأيي بالنتيجة كل هؤلاء يعملون لصالح النظام لأنه هو أخرجهم من السجن، وهو يعرف ان باستطاعتهم أن يقوموا بهذه الأمور، وبالتالي أصدر عفواً رئاسياً وخرجوا وتصرّفوا يما يعرفونه ولم يتصرفوا بأي أمر آخر.

س- ولكن الغرب وقع في هذا الفخ اليوم؟

ج- الآن نقلنا على الغرب، قبل أن نصل الى الغرب، نحن نتحدث هنا، ولكن الغرب يًفتش عن سبب لاستمرار النزيف في سوريا، وبالتالي هل قبل داعش كان الطيران الغربي والدبابات الغربية والقوى الغربية كانت تُقاتل في السماء السورية وتمنع طائرات النظام من القصف بالبراميل المُتفجّرة على المدن وآخرها ما سمعناه عن قصف حلب بصور فظيعة؟.

أنا أقول كلاماً واضحاً ومُحدّداً النظام السوري بشار الأسد استقبل مجموعة لبنانيين منذ أسبوعين وقال لهم “نحن نتّبع سياسة الدمار التدمير الكامل “لسؤ الحظ إنه أكمل الجملة” هذه مسألة يجب أن ننظر اليها كما هي، نفترض انه هو يريد تحويل نظر الغرب ويستمر بالقتل والتدمير، ولكن “حزب الله” لماذا يشارك في هذا الأمر وهو يعرف ان هذه مسألة انقسامية حادة في لبنان وفي العالم العربي؟ لمصلحة من يقوم بذلك؟ لمصلحة هذا النظام؟ هل هناك تفسير آخر لهذا التصرّف؟ هذا من جانب.

س- لكن السيد نصرالله برّر ذلك أكثر من مرة؟

ج- هو برّر ذلك في نفس المضمون وهو تسبب بانقسام داخل الشعب اللبناني، كما تسبب بانقسام حاد عند العرب وعند اللبنانيين.

س- لكن وقوفكم مع هذه الثورة، بغض النظر عن أي نوع دعم، ألا يتسبب بهذا الإنقسام ايضاً؟

ج- كلا.

س- كيف كلا؟

ج- لأننا موقفنا سياسي لا نملك تنظيم عسكري ونرسل آلاف الناس، وكل يوم تعود جثامين الشباب الضحايا.

س- ولكن هذا الإنقسام السياسي فرز البلد بين مع وضد؟

ج- الدم شيء والكلام شيء آخر، انت تساوي بين الدم والكلام، نحن نعتقد منذ اللحظة الأولى ان قيام نظام ديموقراطي في سوريا هو خدمة للبنان ولأمن لبنان، عانينا كثيرا كل اللبنانيين من النظام الأمني السوري، وهذه التي ألبسها في يدي هي دعم للنظام الديموقراطي وليس دعماً لطائفة في سوريا، ولا دعم لمذهب في سوريا، بصرف النظر عن اعتزازي وفخري بأني من هذا المذهب أو ذاك، هذه مسألة تفصيلية الأمر يتعلق بأمن لبنان واستقرار لبنان ومستقبل لبنان، نعم ديموقراطية سوريا وطنية لبنانية.

س- أنتم تتحدثون عن السيد نصرالله وكيف يتحدث بولاية الفقيه، ولكن أيضاً كأنك تسمع فتوى سعودية اليوم بالدفاع بهذه الطريقة عن المملكة العربية السعودية والتعرّض لإيران، يعني تحدثت عن احتلال إيراني للقرار السياسي اللبناني، وسنُخرج هذا الإحتلال كما خرج الإحتلال السوري، أليس دفاعك عن السعودية اليوم بنفس وتيرة دفاع “حزب الله” عن إيران؟

ج- أولاً ليس في السعودية ولاية فقيه على أي من اللبنانيين، نحن أحرار ونتصرف وفق قناعاتنا ومصالحنا ومبادئنا، والسعودية لم تطلب منا ولا مرة عكس ذلك أو غير ذلك، السعودية دولة تريد أمن واستقرار والعدالة لكل اللبنانيين، ونحن جرّبناها في الـ2006 جرّبها “حزب الله” شخصياً، نحن نسينا ماذا فعلت السعودية للبنان بعد الإجتياح السوري.

س- تقصد الـ800 مليون دولار؟

ج- لا أريد تعداد الأرقام، هم لا يتحدثون بالأرقام، أنا أتحدث بالمسألة المبدئية زائد أنت تعرف ان السعودية لا تعتبر لبنان جزء من أولوياتها ولا تتصرف على هذا الأساس، ولا تهتم ما أقوله وغيري ماذا يقول وماذا نفعل وما لا نفعل، هم عندهم أولوياتهم المحدّدة يتصرفون على أساسها سياسياً وأمنياً ومساعدات، لبنان ليس على الخارطة السعودية منذ خمس سنوات.

س- لكن السيد نصرالله يقول”السعودية تحارب بالواسطة في سوريا والعراق وإيران ولبنان؟

ج- دعنا نكون واضحين هو يستطيع أن يقول ما يشاء لأنه يعتبر انه لا أحد يسائله، ولكن عندما يجلس أشخاص عًفّال يناقشون هذا الموضوع، نعم السعودية تُقاتل في سوريا أو كانت تُقاتل وتدعم في سوريا حرية الشعب السوري وهذا ليس سراً، هذا مُعلن من الملك شخصياً.

الأمر الثاني يتعلق بإيران، هل السعودية تُقاتل في إيران، وتقاتل في العراق؟ السعودية عندها خريطة مُحدّدة الأولوية في اليمن والبحرين، ومن يقول غير ذلك يكون لا يعرف السعودية، وبعدها سوريا وطبعاً النظام الأردني باعتباره نظام ملكي صديق للسعودية، ويقاتلون قدر الإمكان ويفعلون بالسياسة وغير السياسة ما يُدعم خيارات الشعب السوري، لبنان ليس على خارطتهم وكفى مبالغة ونفخ وتكبير.

س- قرار تشكيل الحكومة هنا أم في السعودية؟

ج- قرار تشكيل الحكومة هنا، وأنا أتحدّى أي مسؤول لبناني يقول انه سمع من مسؤول سعودي واحد أياً كان اسمه كلمة واحدة بموضوع تشكيل الحكومة لهذه الجهة أو لتلك الجهة، الرئيس الحريري هو شخصياً من يتولى النقاش في هذا الموضوع، وأنت تعرف انه ناقش فخامة الرئيس عندما زار السعودية في هذا الموضوع، وقال له وجهة نظره، ورئيس الجمهورية أخذ بوجهة النظر أم لم يأخذ ليس هذا موضوعنا.

لبنان ليس على سلم أولويات السعودية كفى نخلق أوهاماً من إننا نُعيّن عدواً ونبدأ بإطلاق النار عليه، بأن السعودية هي من تحمي الشيخ احمد الأسير، وهي أرسلت لتفجير السفارة الإيرانية.

هم كتبوا معلّقات عن دعم قطر لاحمد الأسير، قالوا في قطر ما لم يقله مالك في الخمرة، وأول أمس جلسوا مع السفيرالقطري بشكل طبيعي وعادي.

س- هذا الجو القطري هل نكاية بالسعودية؟

ج- أولاً في قطر هناك أمير جديد يحاول انتهاج سياسة جديدة، والسؤال ليس عن الجو القطري، السؤال عن جو “حزب الله” وماذا يقول للقطري، وهذا القطري هو نفسه الذي يدعم كل التنظيمات الإسلامية في ليبيا ومصر وسوريا وفي كل مكان، فلماذا ليس له خلاف معه؟ ولماذا لا يكون القطري المُتهم بالسفارة الإيرانية؟.

س- لماذا القطري فتح على “حزب الله”؟

ج- لا أعرف، هناك امير قطري جديد يعتبر ان هذه سياسة جديدة.

س- لا يمكن أن لا تعرف في وقت تُحلل موقف “حزب الله”؟

ج- أنت تسألني موافق أم لا، أقول لك لست موافقاً، ولكن ان تسألني لماذا يفعل ذلك فهو أمير يعتقد انه عليه انتهاج سياسة جديدة.

س- أنت لا تريد التعرّض لقطر؟

ج- أنا أريد أن أقول الوقائع، أنا لا اريد التعرّض لا لقطر ولا لغير قطر، أنا أقول الوقائع كما هي، أنا أقول لبنان ليس على خارطة أولويات السعودية، والسعودية تصرّفت دائما بمسؤولية تجاه لبنان، أتى الملك بنفسه وهو رجل في التسعين من العمر الى دمشق وأحضر بشار الأسد الى لبنان، وكذّب عليه بشار الأسد وسار في المخطط الذي يقول نعم لإيران لا للسعودية، لأن كل المصالحة التي كان منوي إجراؤها كانت إيران ليست جزءً منها، الآن انتقلنا الى مكان آخر فهناك وضع يد دولية على المنطقة نحن صغار فيها فلماذا الإدعاء؟.

س- كيف وضع يد دولية؟

ج- واضح ان هناك اتفاق اميركي-روسي على التنسيق بكل المسائل المتعلقة بسوريا وربما بغير سوريا.

س- لماذا لا تستسلمون طالما ان هناك وضع يد؟

ج- لماذا نستسلم؟.

س- لماذا تقاومون؟وماذا ذهب الأمير بندر بن سلطان يفعل في روسيا مع بوتين؟ هل ذهب لخرق هذا الإتفاق أوتعديله؟

ج- ما قرأته ان الرئيس الروسي اتصل بالملك السعودي الذي أبلغه بإرسال الأمير بندر لذلك هو ذهب بصفته كممثل للملك واستقبله، إذا لاحظت بالصورة على الطاولة، بروتوكولياً على نفس المستوى من جانبي الطاولة.

أما ماذا فعل في الزيارة؟ فالواضح من كل الكلام الذي سمعته، وأنا لا أملك معلومات دقيقة، هل ان المفاوضات تتعلق بعقد مؤتمر جنيف وبدعم مصر عسكريا وتتعلق باستثمارات سعودية في روسيا، كل ما استطعت سماعه هو كلمة واحدة للحقيقة، ان المحادثات التي جرت هي محادثات جدية فقط لا غير ولم أسمع كلمة أخرى، لأن الإنطباع عن الزيارة الأولى كان سلبياً لدرجة إن كلمة جدية تعني انه فعلاً استطاعوا تجاوز مرحلة المفاوضات الأولى وانطلقوا من أول وجديد، خاصة ان هناك تجربة ناجحة أمامهم، وهي تجربة دولة الإمارات التي تستثمر خمسة مليارات دولار في روسيا ولها علاقات ممتازة وتدير المفاوضات.

الروس بالكلام العلني معنيين ومُعترفين ومؤكدين بضرورة التسليم بالدور السعودي في المنطقة والتفاهم معه حول كثير من التفاصيل. ولكن تسألني هل تفاهموا على جنيف أقول لا أعرف، أو تفاهموا على الموضوع السوري اقول لا أعرف، أو تفاهموا على مواضيع أخرى تتعلق بمصر او بالإستثمارات فأنا لا أعرف. ولكن أعتقد ان كل هذا بُحث بشكل واضح إنه إيجابي، والدليل إقامة الأمير بندر في السعودية حيث إنه حتى لأيام مضت كان مازال موجوداً في موسكو دون إعلام ولا شيء رسمي أو علني، ولكن بقاءه دليل ان هناك شيء يتم بحثه باستمرارية ومتابعة لكثير من العناوين السعودية منذ 9-11 من أيلول.

س- عم تحارب الإرهاب؟

ج- ولا تعمل أي شيء تاني، هناك منظومة دينية أمنية سياسية عسكرية كبرى اليوم لا همّ لديها سوى محاربة التطرّف.

س- لكن عندما أقرأ رئيس الإستحبارات الفرنسية السابق يقول في “السفير” 9 كانون الأول ان “بندر بن سلطان يسلّح الجهاديين في لبنان، وقطر تستخدم جمعيات خيرية” فماذا تُسمي هؤلاء؟

ج- سمعة الأمير بندر ووهج سمعته، أنت تعرف مثلاً الناس القلائل العرب ربما ما عدا السادات وربما عرفات-رحمهما الله- هو الثالث أو الرابع عربي يُكتب عنه عشرة كتب.

س- تقصد الآن سيُكتب الكتاب الـ11؟

ج- أنا ما أحاول قوله إنه أياً كان يقول عنه، شوما كان والناس تصدّق، وأنا وأنت ممكن أن نُصدّق بأن هذه الأسطورة قادرة على فعل أي شيء، ولكن بالحقيقة أعود وأقول لبنان بجهادييه ومُتطرّفيه ومعتدّليه ومواطنيه ليس على سلم أولويات السعودية، أنا لا أعرف فقط هذا الشيء، أنا أكيد وأنا قلت لك في هذه الأستديو منذ ثلاث سنوات عن موضوع جمعية المقاصد التي منذ خمس سنوات تبيع أملاكها، وغيرها وغيرها، ومن يريد أن يدعم فليبدأ بالمؤسسات التعليمية والصحية قبل أن يذهب الى المتطرّفين.

س- إذا كان ليس للسعودية علاقة بموضوع تشكيل الحكومة اللبنانية، من بيده قرار تشكيل الحكومة اللبنانية؟ وقد كنتم في زيارة للرئيس الحريري في باريس الأسبوع الماضي حضرتك والرئيس السنيورة والدكتور غطاس خوري والأستاذ نادر الحريري، وأعتقد أيضاً الأستاذ محمد شطح، هل عدتم بضوء أخضر لتشكيل الحكومة؟

ج- أنا حضرت جزء محدود من الحديث لأني سافرت بعد ذلك، حيث كان عندي مناسبة اجتماعية في دبي، وهم بقيوا في السعودية لليوم التالي، يعني كان تشاور عادي وتقليدي يحصل كل شهر تقريباً أو أكثر أو أقل، نتشاور نحن والرئيس سعد الحريري.

س- هل فعلاً كما فهمنا ان الرئيس الحريري ترك لرئيس الجمهورية توقيت مسألة تشكيل هذه الحكومة، وإعلان حكومة أمر واقع أو حكومة حيادية، مثلما فُهم أو مثلما سُرّب؟

ج- الرئيس الحريري منذ اللحظة الأولى ترك لرئيس الجمهورية الخيار في أمرين: في أمر الدعوة الى الحوار، وفي أمر تشكيل حكومة بما يراه مناسباً، شرط عدم تكريس اتفاق الدوحة المُخالف للدستور والمُعطّل للنظام، والدليل كل الحكومات التي كان فيها ثلث مُعطّل.

س- يعني أنتم تشجعون اليوم رئيس الجمهورية على إعلان حكومة؟

ج- دائماً منذ اليوم الأول ولا شيء آخر.

س- ماذا يعني حكومة حيادية؟

ج- غير حزبيين، الرئيس السنيورة وكل الإخوان المساهمين في هذا الموضوع استعملوا تعبيراً دقيقاً وهو حكومة من غير الحزبيين، يعني ناس “عالريحة”. بالسياسة معروف اتجاههم ومعروف هواهم، إنما لا انتماءً ولا التزاماً، ليأتوا ويهتموا بأمور الناس وترك المسائل المُتفجّرة لطاولة الحوار والإهتمام بنفق المطار بالشتاء وبالكهرباء وبالماء، وبكل حاجات الناس، نحن مازلنا أمام سنة صعبة جداً، أنت تعرف وتقرأ أكثر مني بأننا على الأقل أمام سنة صعبة سواءً على سوريا أو على لبنان.

س- يعني حضرتك عندك خوف من أحداث أمنية أو ماذا؟

ج- بطبيعة الحال عندي خوف من كل شيء، ولا أعتقد ان هذه الحكومة قادرة، لذلك أنا قلت ان خيارنا هو الجيش ودعمنا لقائد الجيش سواءً ما قامت به السيدة بهية أو ما قاله الرئيس الحريري في أصعب الظروف.

س- لكن في هذه الظروف الصعبة هل باستطاعة حكومة حيادية لا طعم ولا نكهة لها أن تُدير الأمور؟

ج- أنت تستعمل تعبير أنا لم أذكره، أنا قلت حكومة غير حزبية وأي ناس جديين باستطاعتهم أن يتصرفوا.

س- من هؤلاء الناس الجدّيين؟

ج- لن أدخل في لعبة الأسماء، ولكن البلد مليء بالناس الجدّيين بكل المواضيع وبكل الإختصاصات.

أنا أسألك الآن ماذا تعتبر الوزير مروان شربل، هل هو حزبي؟ وهذا الرجل يحاول القيام بامور كثيرة.

س- تعني انه وزير جدّي؟

ج- نعم وزيراً جدّياً وهناك مثله الكثير الكثير في كل المجالات ليأتوا ويستلموا الموضوع، ويتصرفوا بدون حسابات وبدون حساسيات وبدون انفجارات سياسية.

س- قيل ان وليد جنبلاط أبلغ رئيس الجمهورية إنه لا يسير بحكومة لا تضم “حزب الله” في لقائه معه الأسبوع الماضي، بما معناه إنه لا يسير بحكومة حيادية؟

ج- موقف وليد جنبلاط ليس جديداً، وبالتالي نحن لم نكن نتكل على وليد جنبلاط منذ البدء بأنه سيسير بالحكومة.

س- لكن هكذا حكومة لن تنال الثقة؟

ج- هذا موضوع آخر، والوقت مازال مبكراً لاستباق الأمور، بمعنى ان هذه الحكومة لن تسير ولن تأخذ الحكومة وغير ذلك. ونحن منذ ثمانية أشهر مازلنا في هذا النقاش، وأي شخص ينتظر اكتمال الظروف للقيام بأي عمل فهو لن يقوم بذلك في حياته، هناك شيء اسمه شلل التحليل، بمعنى تحلل وتحلل وتحلل وبعدها لا تفعل شيء.

س- ولكن شلل التحليل سيوصلنا الى مرحلة الفراغ أكثر وأكثر؟

ج- أنا متأكد بأن رئيس الجمهورية سيشكّل حكومة أسميها حكومة الممكن قبل 25 آذار، قبل فترة الرئاسة، وكل هذا الكلام الذي نسمعه اليوم.

س- تقصد من الرئيس بري أو من نعيم قاسم؟

ج- من كل “8 آذار” كلام لا يُقدّم ولا يؤخر.

س- لا يُقدّم ولا يؤخر فكيف تردون عليه؟

ج- لا يُقدّم ولا يؤخر لأنه عملياً رئيس الجمهورية سيتصرّف، وتصرّف منذ فترة بمسؤوليته الدستورية الوطنية، ومسؤوليته الدستورية تقول بأنه يجب أن يُشكّل الحكومة وتسليمها البلد.

س- جيد يعني حضروا أنفسكم لـ7 أيار جديد؟

ج- لمن 7 أيار، هذه الايام انتهت وإذا قاموا بـ7 أيار، فسبعة أيار أدى الى الدوحة، الآن لا دوحة ولا أحد يحمل قلماً للتوقيع.

س- ولكن عمل أمني كبير، تغيير جذري في قواعد الإشتباك في البلد؟

ج- قواعد الإشتباك ماذا تغيّر بالعمل العسكري، هذه المرحلة انتهت.

س- لماذا انتهت أنتم ذهبتم إليها مثل الشاطرين وغيرّتكم وعدتم باتفاق الدوحة؟

ج- يومها كانت تركيا وفرنسا وقطر وربما روسيا وإيران كلهم موجودين ويقفون الى جانب سوريا، فمن تبقى من هؤلاء؟ فالظروف ليس نفسها، لقد تغيّرت. أنا لا أقول انهم لا يستطيعون النزول بعمليةعسكرية، ولكن لا يمكن أن يحصلوا على نتيجة سياسية.

س- أنت تقول انه يجب أن تُشكّل الحكومة قبل 25 آذار وهناك بدء للمحاكمات في قضية اغتيال الرئيس الحريري؟

ج- سوف نشهد مفاجآت كبرى كبرى كبرى في هذه المحكمة التي انتظرناها طويلاً.

س- ماذا تعني كبرى؟

ج- بصراحة لا أستطيع أن أقول، ولكن سنسمع بأمور كثيرة، وسنرى أمور كثيرة، كل الناس تتصرّف بجدية تجاه المحكمة، لقد شتموا المحكمة وخوّنوها وطلعوا ونزلوا، كل المُتهمين عندهم محامين واتصال بمحاميهم والعمل ماشي، وهناك غرفة عمليات أمنية وحقوقية وسياسة خارجية، وكل التفاصيل من أجل المحكمة ولم يتركها أحد، ولذلك سنشهد بعد انتظار طويل ان هذا العدل سيأخذ مجراه، أعتقد الوقت طويل، ولكن سنرى الكثير من المفاجآت مثل أي محكمة دولية ولكن سنرى الكثير من المفاجآت.

س- لكن رأينا إشارات للتشكيك بصدقية المحكمة حتى ولو كان الموضوع فيه إدانة لـ”حزب لله” ولسوريا، المحقق السابق ديتليف ميليس اتهم وشكّك بدور اللواء الشهيد وسام الحسن في هذه العملية، وقالها بالصوت والصورة، هذا ألا يُزعزع ثقة الناس بهـذه المحكمة؟

ج- دعني أكون واضحاً، جواب المحكمة وجواب ميليس وأنا قرأتها كلها، وبصراحة كنت مسافراً، كلام واضح ومُحدّد هناك ثلاثة محققين دوليين حضروا الى لبنان، المحقق الأول حقق مع الشهيد وسام الحسن وسأله وأجابه بالوقائع والإثباتات وأين كان وكيف ولماذا، هو كان قد ذهب الى الجامعة ليُسجّل نفسه لأنه بصراحة هو كان يعتقد بأن الرئيس الحريري عائد الى رئاسة الحكومة، وكان عنده رغبة بتعيينه مديراً عاماً للمراسم، وهذا أقوله لأول مرة، ولكي يتم تعيينه يحتاج الى أن يحمل شهادة، ومن رتّب له الموعد هو صديق مشترك هو الدكتور رضوان السيد ويعرف اين كان وفي أي ساعة ومع من كان.

وعندما أتى المحققون بعد ذلك تعاونوا مع رئيس شعبة المعلومات باعتباره ضابطة عدلية تابعة للجنة التحقيق الدولية، وعملوا معه ونسقوا معه تناولوا العشاء معه وناموا معه وقاموا معه.

س- إذاً لماذا نبش القبور اليوم في هذا التوقيت؟

ج-إنها محاولة سخيفة وفارغة وليس لها أي قيمة، حتى ديتليف ميليس أجاب ولم يبقَ أحد إلا وأجاب بأن هذا الكلام ليس له أي معنى.

س- ما الهدف منه في هذا التوقيت؟

ج- الهدف منه محاولة التشكيك، ولكن محاولة ضعيفة لن تُحقق أي نتيجة، وبالتالي التشكيك بالميت حرام. فلو كان موجوداً كان بالأمر كلاماً، فالأن أصبح اللواء شهيداً في دنيا الحق والكلام عنه لا يجوز.

س- دخلت الى موضوع المحكمة لكي أسألك السؤال الثاني، ماذا لو “حزب الله” وفريق “8 آذار” قرر أن يواجه هذه الحكومة بعمل أمني ما، هل تفضّلون تشكيل الحكومة بعد المحكمة الدولية، وعندها عمل أمني ما ربما يُضيّع كل مسألة المحكمة الدولية؟

ج- المحكمة الدولية تعمل منذ سنوات وحصلت حروب ولم تضيع ولم تتوقف، وهي مستمرة بعملها، والمحكمة لا علاقة لها بالتطورات.

س- أيضاً أنتم لن تجلسوا مع بداية المحاكمة بجريمة الرئيس الحريري مع “حزب الله” في الحكومة، يعني لا يمكنكم في نفس الوقت تبدأ المحاكمات وأنتم معهم في الحكومة؟

ج- كلامنا واضح، نحن لا نستطيع إلغاء شرعية انتخاب الناس لـ”حزب الله” لذلك قلنا إننا نذهب الى الحوار ونناقش معه كل المواضيع، والرئيس الحريري قال عندما يدعونا رئيس الجمهورية للحوار سنحضر، هذا أولاً.

ثانياً ما يتعلق بالحكومة فنحن رأينا بأن الحكومة تكون من غير الحزبيين، نحن في مرحلة انتقالية في لبنان وفي سوريا، ووجود حكومة حزبية في البلد تُخرّب البلد وتُخرّب الوضع السياسي أكثر مما هو مُخرّب.

س- سمعنا تهديدات بعدم تسليم الوزارات، سمعنا كلاماً للشيخ نعيم قاسم يقول فيه “ان تشكيل حكومة جديدة ترعى الإنتخابات الرئاسية حتى ولو لم تحصل على الثقة أمر مُخالف للدستور”؟

ج- أنا لا أعتقد ان الشيخ نعيم يُفتي بالدستور أيضاً، فأي حكومة بدون ثقة مادام صدر المرسوم بتشكيلها وإقالة السابقة التي استقالت تُصبح هذه الحكومة المُشكّلة .

س- يعني يصبح بإمكانها إجراء تعديل دستوري؟

ج- لماذا تفترض انه مطلوب منها إجراء تعديلاً دستورياً؟.

س- للتمديد لرئيس الجمهورية؟

ج- أنا لا أعتقد ان الرئيس يريد التمديد، ولا أعتقد بوجود جو تمديد في البلد.

س- هل يمكن أن نعرف أين أصبحت التحقيقات في اغتيال اللواء وسام الحسن؟

ج- أستطيع أن أقول تقدير، ولكن لا أملك معلومات جاهزة.

س- لماذا تبكي؟

ج- أستطيع أن أقول تقدير، وأعتقد ان شعبة المعلومات عندها تحقيق كامل، وهي تختار التوقيت المناسب لإعلان ذلك.

س- العام الماضي لمحّت لدور بعض عناصر “حزب الله” في مسرح الجريمة؟

ج- وفي وقتها نصحني السيد نصرالله بأن أضع المعلومات عند الجهة المُحققة وأنا فعلت ذلك.

س- ماذا حصل؟

ج- لا أعرف، فأنا لا أشارك في التحقيق، ولكن أنا أعرف تلميحاً بأن التحقيق مُكتمل، ولكن توقيت إعلانه يعود لظروف غير متوفرة حتى الآن.

س- كيف الظروف لا تسمح؟

ج- لا أعرف ولم أسمح لنفسي ولا مرة أن أناقش عميقاً في هذا الموضوع لأني إذا بدأت بالمناقشة لن أتركهم قبل أن أعرف، وإذا عرفت لن أسكت.

س- هل نفس الجهة المُتورّطة بأسمائها هي نفسها الآن؟

ج- لا أعرف، ولا أملك أي فكرة، ولكن بالتأكيد ليسوا ألماناً ولا فرنسيين وبالتأكيد ليسوا أطباء تجميل ولا تجار.

س- يعني لبنانيين حزبيين؟

ج- بصراحة لا أعرف، ولكن من يقتل عادة يكون يُشبه بعضه.

س- لكن تتجنبون إعلان نتائج التحقيق؟.

ج- هذه مسؤولية الدولة وليست مسؤوليتنا، أنا أقول لا أملك معلومات، ولكن عندي اعتقاد بأن التحقيق مُكتمل بالتفصيل الممل، وبالتالي التوقيت عائد لجهة التحقيق.

س- يعني عُرفت الجهة المُنفّذة؟

ج- بالتأكيد، المعني بالتحقيق يعرف، ولكن أنا لا أعرف ولم أسأل لأني كما قلت إذا سألت فلن أسكت .

س- ونحن لن نسكت؟

ج- بالتأكيد هذا وسام لا يجب أن ننسى .

تقرير عن راهبات معلولا، وبعد التقرير

س- ما هو تعليقك على هذا التقرير؟

ج- هذا ظلم وقهر، ولكن سؤالي هو متى النظام ترك معلولا؟ ومتى المعارضة دخلت معلولا؟ وبالتالي النظام الذي يستطيع أن يفعل ما لا يفعله أحد لم يستطع حماية معلولا، هذه المعارضة التافهة السخيفة والمُدانة تصل الى أن تأخذ راهبات رهينة لأي سبب من الأسباب، هذا كلام ناس مرضى وليس ثوار، زائد ان معلولا جزء من الذاكرة الفنية التشكيلية في سوريا، كل الرسامين الكبار رسموا معلولا والصغار أيضاً.

س- كنت توحي بأنه لا تمديد ولا تعديل للدستور؟

ج- نحن بطبيعة الحال كحركة سياسية نريد الذهاب باتجاه الإنتخابات.

س- لكن إذا الظروف فرضت بأنه لا خيار إلا التمديد لميشال سليمان ووافق الطرف الآخر مع ان الأمور لا توحي بذلك، ماذا تفعلون؟

ج- هذا استباق لأمور غير متوفرة، أنت تعرف ان الميزان السياسي الداخلي والخارجي لا يُشجع على أي تعديل للدستور ولا على أي تمديد، بل بالعكس يريد لآليات النظام الديموقراطي أن تسير بشكل سليم.

س- يعني لا عسكر ولا رياض سلامة، علماً ان هناك دراسة لمحمد المجذوب بأن رياض سلامة لا تسري عليه تعديلات الدستور؟

ج- هذه أول دراسة، ولكن قد تصدر عشر دراسات من الآن وحتى انتخابات الرئاسة، ولكن لا أعتقد اننا في جو تعديل دستور ولا في جو تمديد، نحن في جو انتخابات طبيعية.

س- ماذا عن دراسة هادي حبيش؟

ج-قرأت عنها والأستاذ هادي يعمل على دراسة تتعلق بالتزام النواب بحضور الجلسة وهذا لا يعني لا تعديل ولا تمديد بل يعني انتخابات، وهذه الفكرة موجودة في دول أخرى في قبرص مثلاً، أنا أعرف من لا يحضر للتصويت تفرض عليه ضريبة أو جزاء مالي يسجّل على رقمه الوطني، فالفكرة للنقاش لا أرى انها بعيدة عن المنطق بالعكس إذا لعب المجلس بدوره الكامل بدون حق فيتو مُتبادل، بمعنى حضور الجلسات ليس من الخطأ مناقشته.

س- يقول ميشال عون لجريدة “الأخبار” انه يُقاطع انتخاب رئيس غير قوي مسيحياً؟

ج- سبق وأجبت على هذا الموضوع، ماذا يعني تعبير القوة، هل هو التمثيل الشعبي؟.

س- نعم عنده كتلة نيابية كبيرة؟

ج- أقصد هل هذا هو تعبير القوة؟ أنا رأيي انه يجب أن يكون قويا بلبنانيته وقادر بالدستور وليس بعدد نواب بمعنى انه باستطاعته المجيء بـ15 نائباً مسيحياً، وبالتالي هذا حقه بأن يكون رئيس الجمهورية، يجب أن يكون واضحاً تماماً ان دور رئيس الجمهورية في لبنان مختلف تماماً عن دور رئيس المجلس النيابي وعن دور رئيس مجلس الوزراء، القوة هي قوة معنوية، والدليل ان الرئيس سليمان في السنتين الأخيرتين من عهده تصرّف بكل قواه تجاه كل القضايا السيادية، وأنا أعتقد انه رئيساً قوياً، فإذا كان الرئيس سليمان لا يملك 20 نائباً يُعتبر انه ليس رئيساً مسيحياً قوياً، أنا أعتقد انه رئيس لبناني قوي وهو يُعبّر عن سيادة واستقلال لبنان، ويُعبّر عن التوازن في لبنان، وهو لم يأخذ لبنان الى المواجهة ولا مرة، هو دائماً كان يسعى للأمن وحتى للأمن السياسي، ولكن في ذات الوقت دون التنازل عن الكرامة ولا السيادة ولا الإستقلال.

س- وهذا هو جو الناس حيث الجواب على أي رئيس جمهورية تُفضّل 94 بالمئة يريدون رئيساً توافقياً؟

ج- أنا أعتقد ان الرئيس الياس سركيس من أقوى الرؤساء الذين مروا في لبنان، على عكس كل الشائع- رحمه الله.

س- 94 بالمئة تريد رئيساً قوياً و6 بالمئة توافقياً؟

ج- أنت قلت العكس.

س- صحيح أنا أخطأت لا تواخذني، وهذا أمر غريب؟

ج- بطبيعة الحال، أنا لا أرى ان ذلك مفاجىء، ولكن ماذا تعني القوة، هل تعني الصوت العالي؟ هل تعني العضلات أو ان صليبه أكبر من غيره، ماذا تعني القوة؟ هل هي التمثيل الشعبي دعنا نتوقف عند تعريف القوة.

س- “حزب الله” يقول ان عون هو مرشح “8 آذار” للرئاسة أو بدأ يُلمّح لهذا الموضوع من هو مرشح “14 آذار”؟

ج- بدأ يُلمّح، أنا لم أسمع ذلك سوى من الوزير فرنجية الذي قال كلاماً مباشراً أم ان كلاماً نقلاً عن ، فأنا لا أعرف ذلك.

س- ولكن عندما يقول الوزير فرنجية مرشحنا سيكون ميشال عون، وبدأت الأمور توحي بذلك، أو ربما ذلك بالون اختبار، فلو افترضنا ميشال عون، من هو مرشحكم هل هو سمير جعجع؟

ج- لا يوجد اتفاق على مرشح لـ”14 آذار” حتى الآن.

س- هناك كلام بأنكم ستطرحون سمير جعجع كسقف عالي لتساوموا في ما بعد على رأسه؟

ج- جيد و”حزب الله” يطرح العماد عون كسقف للمساومة على ماذا؟.

س- هل ممكن أن تطرحوا سمير جعجع لتساوموا على رأسه في مرحلة قادمة؟

ج- أولاً الدكتور جعجع ليس معروضاً للمساومة وللحركات السخيفة بالسياسة، وأنا أعتقد انه لا اتفاق على مرشح حتى الآن.

س- لكن هل يمكن أن تطرحوه؟

ج- ممكن ذلك إذا اتفقنا عليه، يعني عملياً أنت تسألني عن شيء غير مُقرر بعد.

س- إذاً من هو مرشحكم؟ هل هو بطرس حرب؟

ج- لم يحصل أي نقاش جدي.

س- متى سيبدأ هذا النقاش؟

ج- لا أعتقد قبل أسابيع.

س- هل ستجري انتخابات الرئاسة أم لا؟

ج- برأيي وبصراحة لن تجري وأعتقد انه طالما علاقة النظام السوري مع “حزب الله” قائمة على ما هلي عليه الآن، فالنظام السوري أبلغ انه لا يريد أي تعديل في لبنان وأي انتخابات في لبنان قبل جلاء الصورة في سوريا، وكل الناس الحلفاء معه يوافقون على هذه القاعدة.

س- ولكن هو لا يرضى على الرئيس سليمان، وبالتالي هل يُعقل أنه يريد بقاء رئيس جمهورية لا يرضى عليه؟

ج- هو لا يستطيع أن يُغيّر في هذه المعادلة سوى بالضغط باتجاه الفراغ.

س- عظيم إذاً الفراغ سيفيده؟

ج- الفراغ هو ما يريده وليس ما يُفيده.

س- من يملأ هذا الفراغ؟

ج- أنا قلت الحكومة وان الرئيس سيُشكّل حكومة، وأنا متأكد انه سيُشكّل الحكومة.

س- وإذا كانت حكومة سيرفضها “حزب الله” ؟

ج- بطبيعة الرئيس سليمان لن يُشكّل حكومة معادية لـ”حزب الله” ولا حكومة أزمة، سيُشكل حكومة إمكانية التفاهم مع الكثير من الناس بالقدر الممكن، بما يمكن تسميته حكومة الممكن، أعجبني تعبير للدكتور جعجع اليوم حكومة الممكن، وحكومة الممكن بطبيعتها يجب أن تهتم بشؤون الناس.

أعود وأقول أنا متأكد ان رئيس الجمهورية والرئيس المُكلّف سيُشكّلان حكومة الممكن غير المواجهة وغير المعادية لأحد قبل 25 آذار.

س- ورد في الصحف ان الرئيس السنيورة يلتقي مع الرئيس بري في ترشيح النائب السابق جان عبيد لرئاسة الجمهورية؟

ج- وأنا قبلهم.

س- معروف محبتك وصداقتك للاستاذ جان؟

ج- أكيد ولكن لا أعتقد أبداً إنه تم طرح هذا الموضوع.

س- سمير جعجع ضد رئيس توافقي كما فهمنا؟

ج- هو لا يوافق على التعبير، ولكنه يقول انه يجب وجود رئيساً قوياً، أنا أقول دعنا نتفاهم ما معنى تعبير القوة، لأنه إذا كان تعبير القوة هو عدد النواب فقط، فعند الدكتور جعجع مشكلة في ذلك، وهو بالتالي لا يبحث عن تأمين النصاب للعماد عون.

س- إذا كانت الأمور ذاهبة بشكل رمادي، والأمور غير محسومة في سوريا، الإيراني لا يريد مشكلة في البلد؟

ج- هناك حكومة بدون انتخابات رئاسية، لن تكون هناك انتخابات رئاسية.

س- اليوم قرأنا مصادر خارجية في “السفير” الفراغ سيستمر أعواماً في لبنان؟

ج- أعتقد ان في ذلك مُبالغة، وأنا قلت في البداية اننا أمام سنة صعبة على لبنان وسوريا، ولكن بالنتيجة هناك وضع يد دولية على المنطقة وستُنظم الأمور بشكل أو بآخر ستخلق وقائع جديدة تتحكم بالأمور وتُقرر فيها، والى أن يحدث هذا الأمر يجب أن يكون هناك حكومة في لبنان، ويجب أن يكون هناك شيء من هيئة انتقالية في سوريا، وبشار الأسد لن يحكم في سوريا مرة أخرى، يستطيع أن يقتل وهو يتمتع بذلك ليلاً نهاراً ولكنه لن يحكم سوريا، وأصبح من الماضي، أي في اللحظة التي ينعقد فيها جنيف يكون قد تقرر بأن سوريا المستقبل ليست سوريا الأسد لا شخصاً ولا عائلة.

س- هل تعتقد ان إيران مع الأجواء الدولية لا تريد مشكلة في لبنان ومع لبنان، لذلك ستطلب من “حزب الله” افتعال أزمة على خلفية تشكيل حكومة أمر واقع؟

ج- افتعال أزمة على أثر تشكيل الحكومة، لا أعتقد لأنهم مازالوا يتصرفون بأن كل تفرعاتهم الدولية السياسية والإرهابية هي أوراق بيدهم لن يتخلّوا عنها.

إذا تتذكر انه منذ أسبوع او عشرة أيام كتب الصحافي دافيد اغناتيس مقالاً وهو صحافي موثوق على الأقل في الـ”سي.اي.أي” يقول فيه “ان الموضوع النووي نوقش مع الرئيس روحاني،ولكن موضوع الإنتشار الإيراني في كل مكان بالمعنى السلبي وليس الإيجابي هذا يُفاوض عليه مع قاسم سليماني الذي يأخذ من النفط العراقي ما قيمته 6 مليارات دولار في السنة من مال الشعب العراقي، لتمويل الحركة السياسية والأمنية الإرهابية والعسكرية في كل مكان تطاله يده في العالم العربي”، مما يعني يؤدي الى الكثير من المشاكل التي نراها الآن.

س- بكلمة واحدة “حزب الله” أعاد تعريف أعداءه والسعودية بالواجهة، هل يمكن أن يتهم السيد نصرالله المملكة إذا لم يكن عنده إثباتات؟

ج- أنا أذكر انه في زمانه عرض علينا بيروت غير بيروت التي نعرفها بأدلة الطيران التي تشرح كيف حصل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ركّب صور ظهرت فيها بيروت غير بيروت التي نعرفها وفي غير زمانها وفي غير تواريخها، فأعتقد ان الأدلة التي تتعلق بدور السعودية مُماثلة للأدلة المُخترعة التي تتعلق ببيروت. السعودية كل الناس تعرف ليس هي الدولة المعنية بإرسال انتحاريين وتفجير سفارات خاصة في بيروت والسفارة الإيرانية.