“كـــــــــلام النــــــاس” – ما بعد حرب تموز: شرخٌ يتعمّق

مقابلات تلفزيونية 20 فبراير 2007 0

مع نهاد المشنوق والنائب حسين الحاج حسن

س- أستاذ نهاد ماهو تعليقك على المشاهد التي شاهدناها في هذا التقرير؟ ( عن التفجيرات التي حصلت في لبنان والضحايا)

ج- رغم كل ماشهدناه وما نشاهده كل يوم انا مازلت مؤمنا بان الوطن قائم.

الأمر الثاني: الذي أريد قوله هذا عنف سياسي، وليس جريمة عادية مثل حادث سيارة أو باص وقع في الوادي أو فلان أطلق النار على فلان بسبب خلاف ما ، هذا عنف سياسي جزء من العنف الدائر منذ تشرين الأول 2005 عند محاولة إغتيال الوزير حماده حتى اليوم وهو إستكمال لمقتل الوزير بيار الجميل وإستكمال لمقتل جبران تويني وسمير قصير وإستكمال لاغتيال الرئيس الحريري وجورج حاوي وكل الشهداء الذين اغتيلوا .

نفس النتيجة، ونفس المفعول، ونفس الجهات المنفذة، هذا إحتمال أنا لا أستطيع أن أقول ان هذه الجهة معنية أاو غير معنية، الإتهام السياسي ممكن ولكن الإتهام الجنائي يلزمه أدلّة ومستمسكات .

الأمر الثالث: ان هذه الجريمة السياسية، أفادت بأمر لم ينتبه له الناس، وهو الكلام الذي قاله دولة الرئيس ميشال المر في مكان الحادث، والذي عبّر فيه فعلا ليس عن رأي الناس فقط بل عن تعبه هو من الصيغة السياسية التي يعيش فيها، سواء مع هذا الفريق أو ذاك أو أي فريق، كان واضحا من كلامه انه بداية قراءة وسطية للعمل السياسي في البلد لأن كل الأطراف واصلة ليس للمأزق، كل الجهات السياسية موصلة الشعب اللبناني للمأزق، وبالتالي لم يعد مهما رمي التهمة على هذا الطرف أاو على ذاك الطرف، والمهم هو كيف يمكن تخليص الناس . إذا كان هذا فعلا نفس الجهة التي تنفذ منذ حادثة الوزير حماده حتى اليوم، وهذا إافتراض فأعتقد ان المحكمة هي الوسيلة الوحيدة لحماية الأمن السياسي.

كلنا نعرف وكلنا قرأنا وكلنا تربينا على إن الأمن في لبنان هو أمن سياسي، وليس امناً امنياً لأن المزيد من قوى الأمن والمزيد من الجيش لا تمنع حدوث جريمة، والدليل ان كل الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها منذ تشرين الأول 2005 حتى اليوم لم تمنع ولا لحظة حصول جريمة سياسية ضد شخص معني ومقصود وينتظر إغتياله أو إصابته أويمارس ضده ما أسميه أنا العنف السياسي .

الحاج حسن- في ظل الإنقسام السياسي الحاصل في البلد هناك من يدخل على الخط للتفجير لكي يقسّم اللبنانيين أاكثر وأاكثر ويحرّضهم على بعضهم، ولكن من هو للأسف الشديد كل هذا الحشد من الأجهزة الأمنية لم يصل الى نتيجة، علما انه حتى الآن هناك 15 جريمة تفجير.

المشنوق – اولاً انتم كحزب أعتقد عندكم جهاز أمني جدي على الأقل من حيث السمعة، أما من حيث التنفيذ فلا أعرف هذا الأمر ولا أريد ان أعرف الكثير عن هذا الموضوع .

الحاج حسن- فعلاَ نحن نعمل ضد اسرائيل …

المشنوق- أنا أعرف الجهاز الأمني للحزب، متخصص باتجاه معيّن وبموضوع معّين، الذي هو العدو الاسرائيلي، ولكن هذا لا يمنع انه موجود في البلد، ويستطيع ان يعرف أو على الأقل يستطيع المساعدة بامكانية معرفة خيط من هذه الخيوط .

س- لكن وليد جنبلاط وصل منذ حوالي شهر او شهر ونصف، الى إتهام “حزب الله” ببعض الإغتيالات ؟

ج- وليد بك قال ايضاً في وقت من الاوقات انه لا علاقة لـ”حزب الله” في هذه الجرائم ، لكن ليس هذا هو الموضوع . وليد بك يتكلم بالسياسة، فعندما يريد ان يعارض بشكل حاد يخلط السياسة بالمسألة الجنائية، وعندما يريد التكلم سياسيا أخرجهم من موضوع الجرائم .

نقطة ثانية: أريد ان أوضحها، فأنا عندما أقول هذا هو العنف السياسي، أنا أقصد السوريين ولا أقصد احداً آخر، ليس لأنني لا أستطيع القول انهم السوريين إنما لأن الإتهام السياسي يقول، بأن سوريا هي الجهة المستفيدة .

الحاج حسن – بماذا إستفادت سوريا ؟

المشنوق- الموضوع ليس بماذا إستفادت، أنا أعرف ان هناك مشكلة جدية وكبيرة بيننا وبين النظام السوري، ولانستطيع إنكارها وان نتصرّف على ان ما يحصل في البلد لا علاقة له بالخلاف، ما يحصل في البلد أحداث من ضمن هذا الخلاف .

أما الكلام عن إحتمالات الإتهام وتوجيهه الى الإسرائيليين والأميركيين برأيي ان كلامك يا أستاذ حسين عن جهاز “حزب الله” الأمني يفترض ان تكونوا على اطلاع مثلما إستطعتم بالصدفة متابعة قصة الأخوين مجذوب في صيدا .

يعني يستطيع ان تقولوا كيف تساعد ولكن ليس هذا الموضوع ، وأنا لا أريد ان أدخل في المسألة الجنائية، ولكن بالمسألة السياسية واضح ان هناك مشكلة كبيرة جداً عمرها سنتين وربما ثلاث سنوات بين مجموعة من القوى السياسية وبين النظام السوري، وبالتالي لا يمكن معالجة الوضع دون النظر الى هذه المشكلة، وإلا نكون نتغاضى عن أمر سياسي لا يمكن رؤية المنظر اللبناني بدون الإعتراف ان هناك مشكل كبير بين القوى السياسية المسماة 14 آذار من تشرين الأول 2005 لليوم ، وهو مستمر ولم يتوقف، وبالتالي أنا لا أستطيع رؤية المنظر الأمني سارياً، دون ان أقول ان هذا المشكل يؤدي الى هذه النتائج الأمنية التي أصابت فلا ن وفلان .

ايضا هناك نقطة تحدث الدكتور حسين عن ما أسماه المسيحيين والأمن الذاتي والفيدرالية .

أنا أقول لا يوجد شيء اسمه مسيحيين وأمنهم الذاتي وفيدرالية، لأنه ولا واحد عند المسيحيين أو المسلمين يستطيع الوصول الى البيت، وليس الوصول الى فيدرالية أو الوصول الى أمن ذاتي، هذا كلام نسمعه من الـ1975 ولم يستطع المسيحيون الوصول اليه لمدة 20 سنة، هل سيصلوا الى هذا الأمر اليوم؟ .

أنا أقول هذا كلام غير منطقي، لا يطال لا المسيحيين ولا المسلمين، هذه مسألة كبرى ولايمكن أن تقررها مجموعة قيادات مسيحية أو الجمهور المسيحي. أكثر من ذلك كل مسيحيي الشرق لا يستطيعون إقامة أمن ذاتي ، هذه قرارات كبرى تتعلق بتقسيم المنطقة .

أيضا تعرف لو كان لبنان يتأثر بهذا المعنى الفيدرالي او الأمن الذاتي لكان تأثر منذ العام 1976 عندما كانت القوة المسيحية بعزها ولم يستطيعوا الوصول الى أبعد من المتحف ، عندما إنتخب بشير الجميل رئيساً، في اليوم الثاني أصبح وحدويا وميثاقياً لأنه لا يستطيع أن يحكم البلد بغير هذه الطريقة، وبالتالي لو كان يستطيع إعلان مشروع التقسيم في ذلك الحين كان أقدم على ذلك .

يا دكتور أنت من طائفة، وأنا من طائفة، وتعرف ان عددنا وإمتدادنا ما شاء الله مافينا نتجاوز الحي الذي نسكنه، كيف إذا كنا نريد إقامة د ول .

الحاج حسن- أولا، ولا جريمة من الجرائم التي وقعت خدمت سوريا، أو إستفادت منها سوريا، ولا ننسى ان جريمة إغتيال الرئيس الحريري أخرجتهم من البلد بالطريقة التي خرجوا فيها وإغتيال النائب جبران تويني سرّعت بإقرار المحكمة، وجريمة إغتيال الوزير بيار الجميل سرّعت إقرار مشروع المحكمة .

أما في مشروع التقسيم فأنا لن أقول انه سيحصل غداً، ولكن مشروع التقسيم للمنطقة مشروع جدي .

أما في موضوع الأمن الذاتي للمسيحيين، هل يمكن أن تفسّر لي الخطابات التي تصدر من قبل بعض المنظّرين، أمثال جوزف ابو خليل وسجعان القزي حول هذا الموضوع؟ .

أيضا في أكثر من سهرة لي خلال الأسابيع والأشهر الماضية مع رجال اعمال ومفكرين مسيحيين، وجدت ان هناك مخاوف عند المسيحيين جزء ماحصل في البلد، وبالتالي يتحدثون اننا كمسيحيين لا يمكن أن نكمل بهذه الطريقة، وبالتالي يتم دفعهم من خلال هذه التفجيرات الى خلق إعادة إنتاج المخاوف التي كانت موجودة .

المشنوق- تقول انهم يفكرون، أنا أسأل هل عندك شك ان السُنة لايفكرون بهذا الأمر؟ أو هل عندك شك ان الشيعة ايضا يفكرون بهذا الموضوع؟ اذاً الضرب يطال كل الناس وليس المسيحيين فقط .

الحاج حسن- أنا أقول هذا يُنتج عند الناس ردات فعل تتراكم مع الأيام، لإنتاج ثقافة سياسية وثقافة إجتماعية قد تؤدي في لحظة من اللحظات، الى إستخدامهم من قبل أصحاب مشروع الشرق الأوسط الجديد، ومشروع الفوضى البناءة للتقسيم على طريقة انتاج أماكن خاصة بهم.

المشنوق- يادكتور مشروع الشرق الأوسط الجديد إنتهى في تموز من الجنوب، انت تتكلم عن مشروع لم يعد موجودا .

الحاج حسن- أنا لا أقول إنتهى أنا أقول، إنتصار المقاومة في تموز وجه ضربة قوية لهذا المشروع .

المشنوق- على ذمتي أنا أقول لك إنتهى المشروع بعد حرب تموز 2006 .

الحاج حسن- أما في موضوع سلاح “حزب الله” فهو ليس للداخل، هو فقط للمقاومة ضد العدو الإسرائيلي .

المشنوق- انا عندي طلب من قيادة “حزب الله” أتمنى لو تنقله يا دكتور حسين ، هناك تقريبا بمعدل مرة في الإسبوع واحد من قيادات الحزب بما فيه سماحة السيد،يقول ان هذا السلاح لن يُستعمل في الداخل . يا سيدي، أولا اذا كان لا يُستعمل في الداخل، فهذا جزء من رصيدكم، وليس من رصيد تعطونه للناس .

أنت يا دكتور تقول، نحن نتمسك بهذا السلاح الى حين إجراء كذا وكذا وكذا بالموضوع الإسرائيلي، هذا الموضوع الأساسي أنا أرى ان هذا منطق إنقسامي في البلد يا دكتور، وأنا واحد من الناس الذين وقفوا الى جانب المقاومة في حرب تموز، ولكن عن قناعة، ومقتنع اليوم وغداً وكل ساعة، ولكن هذ المنطق أصبح اليوم منطقاً إنقسامياً بين اللبنانيين، فعندما تقولون انكم تتمسكون بالصيغة السابقة لصدور القرار 1701 واستنادا لبيان مجلس الوزراء يفرض هذا الأمر، انكم لم توافقوا على القرار 1701 ولكنكم وافقتم على القرار 1701 الذي يقول إنتشار وحصر السلاح والسلطة بالدولة اللبنانية .

إذاً عندما يسود هذا المنطق فهذا يعني:

1- إنقسام في الداخل

2- مواجهة للخارج

3- المطلوب من لبنان أن يكون وحيداً في مواجهة إسرائيل، اذا حدثت مقاومة بعد 30 سنة، في وقت كل الجبهات العربية مقفلة، وبذلك نطلب من اللبنانيين أن يتحملوا أكثر بكثير من طاقتهم .

س- هذا المنطق من يخدم ؟

ج- هذا يخدم وجهة نظرهم، لا خدم احد لـ”حزب الله” وجهة نظر متكاملة في مسألة الصراع العربي – الإسرائيلي .

س- تكلمت عن المشروع الأيراني وعن المشروع الأميركي، هل “حزب الله” في الجنوب يخدم المشروع الإيراني؟

ج- انا لا أحب استعمال تعبير يخدم، أنا أعتقد ان “حزب الله” لا يمكن تحالفه مع المشروع الإيراني الا ان يخدم نفسه، أما ان يستفيد الإيراني أو لا يستفيد هذه مسألة ثانية.

انا ما أريد قوله ان منطق “حزب الله” يخدم وجهة نظره . “حزب الله” مجموعة حزبية – دينية ملتزمة عندهم وجهة نظر محددة للصراع العربي – الإسرائيلي، وبمسألة الدولة الفلسطينية وغير الدولة الفلسطينية، وهم في نصهم السياسي منفصلين عن المبادرات العربية التي تقول بدولتين متجاورتين سلماً بعد توقيع اتفاقية سلام .

الحاج حسن – في موضوع السلاح، نحن ليس لدينا مشروع هجومي، نحن لدينا حالة دفاعية في ظل انقسام داخلي وعدم بلورة رؤية وطنية جامعة لهذا الدفاع، في ظل وضع عربي بحالة انحدار .

إذاً هذا الوضع الذي يحيطني سواء في لبنان او في المنطقة ليس إنتاجي ولا إنتاج غيري لوحده، كلنا مشاركون بنسبة ما في الوضع الداخلي، أما الوضع الإقليمي فهو الأنتاج الأميركي – الإسرائيلي الذي ساهم في تضخيمه الوضع القائم في العالم العربي .

المشنوق- حضرتك تفضلت وقلت انك تريد إعادة إنتاج السلطة، ولكن من أي إنتاج سلطة؟ من حقك المطالبة بانتخابات نيابية مبكّرة، ولكن هذ ا الأمر لا يعني انه لتحقيق هذا الهدف تنزل الى البلد الى مدينة مثل بيروت ، وتمكث لمدة 75 يوما وتقول مرة نريد الدخول الى السراي، ومرة خطاب حاد، ومرة خطاب معقول، لايجوز التعرض للناس بكل هذا الضغط وبكل هذه القسوة، حرام ما يجري في البلد، حقكم ان تطالبوا بانتخابات نيابية مبكّرة، ولكن هناك قضية أهم من الإنتخابات النيابية المبكّرة، تهم أشخاص معنيين اسمها المحكمة، لماذا لم ينزلوا واحتلوا طريق المطار لكي يقولوا نحن نريد المحكمة.

يا دكتور هناك وسائل أفضل للمخاطبة في بلد حساس مثل لبنان، مختلفة عن التي نقرأها في الكتب .

الحاج حسن- أكيد مختلفة عن خطاب وليد جنبلاط بالامس .

المشنوق- أكيد ولا لزوم لأن تقنعني في هذا الموضوع .

الحاج حسن- اليوم هناك أربعة مواضيع مطروحة هي: الحكومة – المحكمة – الرئاسة والإنتخابات النيابية المبكّرة . نحن في المعارضة لنا موقف من كل نقطة من النقاط، والموالاة عندها ايضاً موقف من هذه لنقاط .

الآن الوسطاء يعملون على تظهير إتفاق حول هذه النقاط، فاذا سألتني عن هذه الملاحظات لن أجيب على أي سؤال، لأنه أي كلام قد نقوله سيعتبره الطرف مطالب سورية، وأنا أقول لك بكل وضوح نحن لدينا ملاحظاتنا بمعزل عن السوريين.

أما في ما خص المحكمة الدولية، فنحن لدينا قراءة لمسودة مشروع هذه المحكمة، بما يتناسب مع مصالح لبنان كدولة سيدة ومستقلة، ولمنع الإستخدام السياسي محلياً او خارجياً .

المشنوق- لماذا لم تقدّمو هذه القراءة قبل ثلاثة أشهر؟

الحاج حسن- عندما قيل في الحادي عشر من الشهر الجاري على طاولة الحوار ان مشروع المحكمة سوف يصل غداً، طُلب من الشيخ سعد في هذه الجلسة تشكيل لجنة مشتركة من “حزب الله” وحركة “أمل” و”تيار المستقبل” لوضع الملاحظات، ورفعها الى الحكومة بشكل مشترك. وافق الشيخ سعد على ذلك، وكنا ننتظر نهار الجمعة أن يوجد الرئيس بري تخريجة معينة لتشكيل هذه اللجنة، ولكن وصلت مسوّدة مشروع المحكمة بعد ظهر الجمعة ، وتم توزيعها على الوزرء الجمعة مساءاً، وتحدّد موعداً بدون علم الرئيس بري بعد يومين، في حين لم نتوافق على اللجنة ولا على النصوص ولا على التفاصيل، وأكثر من ذلك لم يبلّغ الرئيس السنيورة أثناء جلسة الحوار يوم السبت في 11 الجاري، لم يبلّغ الرئيس بري بأنه حدّد جلسة لمجلس الوزراء يوم الإثنين أيضاً في وقت كان الاستاذ وليد جنبلاط عند الرئيس بري مساء الجمعة، وتم إتصال مع الرئيس السنيورة لعدم عقد جلسة يوم الإثنين .ما أقصده اننا كنا جاهزين من ذلك اليوم لمناقشة مسودّة مشروع المحكمة .

المشنوق- سأوافق على كل ما قلته وأقول لك كل كلامك صحيح، ولكن ليس هذا هو الموضوع، المسألة أعقد بكثير، وأنا أعرف ان موقفكم بالتأكيد لم يكن نتيجة غياب فؤاد السنيورة عن السمع، والقيام بقيامة كبرى بعقد مجلس وزراء ، ولا موقف الاستاذ وليد جنبلاط بعد زيارته للرئيس بري بعد الظهر.

المحكمة مسألة سياسية كبرى في المنطقة، ليس في مجلس الوزراء ولا في ساحة النجمة ولا في كل لبنان، هي أوسع من لبنان .

الحاج حسن- لماذا مسألة كبيرة في المنطقة؟

المشنوق- ياسيدي عندما يجتمع مجلس الأمن الدولي أربع مرات، من أجل مسألة من هذا النوع، فهذا يعني ان المسألة لا تتعلق بحضور الوزراء اللبنانيين أو عدم حضورهم .

أنا أقول ان “حزب الله” إستقال من الحكومة مع حركة “أمل” ليس بسبب الغاء الخطأ الشكلي الذي حدث من الرئيس السنيورة او من غير الرئيس السنيورة ، ولكن إستقال الوزراء لأسباب سياسية لاعتقادهم ان هذه الطريقة بمعالجة الأمور توحي بأنهم غير مستعدين للموافقة على المحكمة .

يا دكتور حسين كان لك تصريحات بالأمس عن المحكمة، مع بعض التعديلات ولكن كان يجب كرمى للناس،وكرمى للبنانيين، وليس كرمى للرئيس السنيورة، ان تناقشوا هذه التعديلات والملاحظات منذ ثلاثة أشهر .

الحاج حسن- ماذا تغيّر من ثلاثة أشهر حتى اليوم؟ .

المشنوق- خربت بيوت الناس مما حصل في البلد بسبب الإعتصام .

أيضا ذهب وفد من “حزب الله” الى السعودية مع إحترامي وتقديري الكبير للإدارة السعودية، وللشيخ نعيم قاسم والوزير فنيش، الذي ذهب معه، هذا الأمر أعطى جو في البلد بأن الأمور تحسّنت .

من جهة ثانية، الاستاذ سعد الحريري وهو واحد من العصب الرئيسي للوضع السياسي في البلد الآن، حتى اليوم أعلن أكثر من عشر مرات انه يريد الإجتماع بالسيد حسن نصرالله.

أنا أقول لابأس من اجتماعهما حتى لو إختلفوا، ولكن الأفضل أن يجتمعوا ، هل يعقل هذه الصورة التي نشاهدها على التلفزيون كلما حصل مشكل في البلد؟ هل ترضى يادكتور حسين بصورة يوم الثلاثاء او بصورة يوم الخميس؟ لذلك من الأفضل أن يجلسوا لتنفيس هذا الإحتقان والتوتر والعصبية وهذا الجنون الحاصل في البلد .

الحاج حسن- لاشك ان المحكمة الدولية لها أبعاد دولية، ولكن لها بُعد أساسي وهو انه مطلوب من مجلس النواب اللبناني أن يقر هذه المحكمة، ومطلوب من مجلس الوزراء اللبناني أن يقر هذه المحكمة .

عادة انت تعرف انه بموجب ديموقراطيتنا التوافقية، الأمور الأساسية حتى في أيام الرئيس الحريري، كانت تُطبخ خارج مجلس الوزراء بين الرؤساء الثلاثة، حتى لا يحصل خلاف داخل مجلس الوزراء، وبالتالي عدم إقرار هذه الأمور، أنا اسأل هذا الأمر لماذا لم يحصل؟

هذا الامر كان يجب تمريره بطريقة من ثلاث طرق:

1- أما الإتفاق حوله على طريقة الديموقراطية التوافقية بأن يلتقي الرئيس لحود والرئيس بري والرئيس السنيورة ويتفاهموا ، وبعدها تدخل هذه القوى الأساسية الى مجلس الوزراء وتقره بالإجماع ثم يُرسل الى مجلس النواب، ولكن هذا لم يحصل .

2- الطريقة الثانية: كانت تقضي بأن تطرح المسّودة على التصويت في مجلس الوزراء فاما ان نصوّت معهم من دون تعديلات، أما ان نقول لهم انا لا أقبل بهذه القرارات ونخرج من مجلس الوزراء.

3- اما أن تقول انه في ظل هذه الادارة السياسية التي لا تتناول المحكمة فقط بل لها علاقة بالتصويت أيام القرار 1701 ولها علاقة بما جرى وكاد يجري في جلسة 13 آب 2006 عندما دعا الرئيس السنيورة لجلسة للتصويت على تكليف الجيش بنزع سلاح المقاومة جنوب الليطاني وشمال الليطاني، وكان هناك إصرار على التصويت، لكن الجلسة تعطّلت في ذلك اليوم .

المشنوق- أنا أوافقك على التوصيف لكن لا أوافقك على الدعوة .

الحاج حسن- أنا أؤكد ان الرئيس السنيورة دعا الى جلسة في 13 آب وتم تاجيلها، وإنزعج وإستنكر وزراء فريق الرئيس السنيورة لتأجيل الجلسة . هذا اضافة الى قضايا اخرى.

الآن النقطة الأساسية بيننا وبين الشيخ سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط تحديداً، هي اننا إتفقنا على ان كل القرارات الكبرى تُطبخ خارج مجلس الوزراء ونتفق عليها، وبعدها تطرح على طاولة مجلس الوزراء، ولكن هذا الامر تنصلوا منه . إذاً الموضوع ليس المحكمة فقط بل كل القرارات .

المشنوق- الموضوع إعادة تشكيل السلطة السياسية هذا ما تريدونه، فلماذا كل هذه التفاصيل؟.

الحاج حسن – أحسنت.

لنعود الى موضوعنا رغم كل ذلك وقبل ان تقرر المظاهرة في الأول من كانون أستمر الرئيس بري يدعو للوصول الى مخرج ولكن لم يتم ذلك .

أنا أريد ان أقول ان الإعتصام هو الوسيلة الوحيدة في يد المعارضة، اليوم ماذا تريد ان تفعل المعارضة هل تريدها ان تسلّمهم البلد .

الآن أنا أقول فلتحصل تسوية سياسية، وأنا كفيل بأن الإعتصام سيرفع خلال 24 ساعة .

س- هل تعتقد ان الكلام الذي أثاره النائب وليد جنبلاط امس، يساعد على تنقية العلاقات اللبنانية – السورية؟

ج- أنا أعتقد ان العلاقات اللبنانية – السورية فيها مشاكل من الأحجام الكبيرة جدا جدا، ولا يمكن ان ترجع الى طبيعتها تحت أي ظرف من الظروف السياسية، من دون إنشاء المحكمة الدولية، لأن الاتهامات التي تتبادلها الأطراف والتسميات وغيرها، جعلت الطريق بين بيروت ودمشق مليئة بالحفر وبعدم القدرة على الوصول، والعكس أيضا، الإخوان السوريين لم يقصّروا في هذا الموضوع.

هناك نقطة ثانية، فقد تحدث الدكتور حسين عن الخلاف الذي حصل على طاولة التشاور، مما أدى الى إستقالة وزراء “حزب الله” وحركة “امل” من الحكومة، وهذا كلام صحيح من حيث الوقائع صحيح، ولا أريد مناقشته، ولكن أنا أريد أن أسأل عندما نفترض ان هذه القصة تمت لوحدها وقبلها يوم خطاب الرئيس الأسد ، وقبلها ما قيل عن الرئيس السنيورة، هذا الكلام المعيب، وقد تفضل الدكتور حسين وقال ان “حزب الله” غير معني وغير مسؤول عن هذا الكلام.

أنا أريد أن أقول هل الامور بهذه البساطة ، وان سوريا غير موجودة في هذه القرارات منذ سنة حتى اليوم أو من سنتين حتى اليوم من 8 آذار حتى الآن ، أيضا لا يجوز أن نكون غير واقعيين في هذه المسألة، وبالتالي “حزب الله” لا ينكر ان علاقته بسوريا، تشجيعه على العلاقات مع سوريا وتأييد الموقف السوري الذي يؤيد موقف “حزب الله” في الحرب ويمدّه بالسلاح لفترة طويلة، كذلك لا يجوز ان نتجاهل ان سوريا موجودة، وانها معنية بهذه المحكمة، وسوريا رافضة لهذا المحكمة، وان سوريا تتهم ديتليف ميليس لفترة طويلة. لذلك لكي يكون المرء موضوعي وواقعي ويستطيع إفهام الناس ماذا يقول، يجب أن يقول ان التحالف بين الحزب وبين سوريا أوصل الحزب الى إستنتاجات سياسية، الحزب غير مُرتبك فيها ويعلنها علنا، وبالتالي يادكتور حسين، لا يمكن لكم أن تستغربوا أن يكون اللبنانيين الآخرين ضد هذا التحالف، وضد هذا الرأي وضد هذا السلاح.

أنا أفهم إنكم مسؤولون عن كل هذه الملفات ، ولكن هل تستطيعون أن تدافعوا عن كل هذه الملفات أمام باقي اللبنانيين، وبالتالي إنكم تُحمّلون أنفسكم أكثر من أي جهة ممكن أن تتحمّل، وليس أكثر مما أنتم تحتملون. فلا يوجد لبناني عاقل لا يريد علاقات طبيعية مع سوريا، لبنان لا يمكن أن يعيش دون علاقات طبيعية مع سوريا، ولكن وفق أي شروط وأي نظام ، فإذا كان كما تفضلت إعادة إنتاج السلطة اللبنانية، لأن السلطة اللبنانية لا توافق على مفهومك السياسي، أو غدرت بك نتيجة الإنتخابات، خاصة وان مسألة الحلف الرباعي عندكم مثل مسألة السلاح تتكرر في اليوم ثلاث مرات، على إعتبار ان هذه خيانة سياسية كبرى، ولكن لا أحد يخجل منها.

وعلى كلٍ، هناك رأي آخر يقول ان الحلف الرباعي أعطى في وقته نتائجه المرجوة، ولا يمكن أن يكون مستمرا لفترة أكثر من ذلك الوقت.

أعود وأقول لا يوجد لبناني عاقل، لا يحرص على علاقات مع سوريا، ولكن هذا اللبناني العاقل لم يعد صوته موجودا منذ 8 آذار 2005، هذا الصوت فُقد ولم يعد له عمل ولا صوت يصل بسبب السوريين، وبسبب اللبنانيين، يعني كلا الطرفين الحمدلله شارك بهذه القطيعة التي نعيشها والتي تكلفنا ثمن غالي ، وبالتالي لم يقصّر أحد من الطرفين بهذا الموضوع.

أما في موضوع التسويات والوساطات، فأنا لا أملك ما أقوله من هذا الموضوع، غير أني على قناعة بأن الوساطات لا تزال قائمة وان هناك مجالا كبيرا للوصول الى نتيجة وليس خلال فترة طويلة.

أيضا أنا أعتقد ان سعد الحريري أبدى بالأمس شجاعة فعلية بموقفه، شجاعة غير عادية، وبتوقيت غير مناسب لهذا الكلام، وباعتقادي هذا الكلام لا يؤدي الى إغلاق الأبواب، بل يؤكد ان الباب مازال مفتوحا.

أنا أملك معلومات ان الرئيس بري الذي أكرر دائما انه ضمانة وطنية للوضع السائد ، هو أكثر واحد الى جانب السفيرالسعودي والسعوديين عموما، الحريصين دائما على قيام تسوية معتدلة ومتوازنة بين الأطراف.

س- وأين الإيراني؟

ج- الإيراني مساعد طبعا.

س- تقول الإيراني مساعد ، السفير خوجه يقوم بدور عظيم، ولكن أين السوري؟ وهل إيران مستعدة لاتخاذ موقف متميز عن الموقف السوري؟

ج- إيران لا تأخذ موقف إلا بالتفاهم مع سوريا، هذه طبيعة علاقات عمرها 25 أو 30 سنة لن تتغير ، لكن هذا الموقف يحتاج الى وقت والى إقناع وخلاله ستحصل حوادث كثيرة وستحصل محاولات إقناع مختلفة. ولكن برأيي ان الأمور سائرة وستصل الى مكان معقول، خلال فترة ليست طويلة، وبتقديري قبل القمة العربية.

رد النائب الحاج حسن:الموضوع السوري يا استاذ نهاد ، أريد أن أقول لكل اللبنانيين نحن نأخذ قراراتنا بعد تحليل ودراسة، سواء تقاطعت مع السوري أم لم تتقاطع مع السوري، وفي أي موضوع من الموضوعات، عندما كان السوريين في لبنان وعندما خرجوا ، لذلك هذا الموضوع مشهودا لنا والكل يعرفه. ولكن في السياق أنا أسأل ماذا عن الأميركي في لبنان؟ وماذا عن الفرنسي بالأغلبية؟ وماذا عن تصريحات السفير الأميركي وتصريحات المسؤولين الأميركيين والفرنسيين التي فاقت تصريحات الأكثرية في لبنان، بعدم جواز إعطاء الثلث الضامن للمعارضة. قد تتقاطع الرؤي ما بين “حزب الله” والسوري أو بين “حزب الله” والإيراني، وتختلف مع الأميركي، ولكن أيضا فلينظر اللبنانيون الى المقلب الآخر ، الى رؤاهم فتتقاطع مع الأميركي ومع الفرنسي.

المشنوق: يا دكتورهذا الكلام الذي تتفضل فيه ودائما يتكرر. أنا أقول لكي أعترض على الأميركي والفرنسي أو أن أقبل فيهما يجب أن أعرف ما هو مشروعهم للبلد، وماذا يريد الفرنسي من البلد وعلى ماذا أتفق معه وعلى ماذا أختلف معه. الكثير الكثير من اللبنانيين يعرفون ما هي المشكلة بين لبنان والنظام السوري، ويعرفون تماما سواء واقعا أم وهما الإتهامات التي يوجهونها للسوريين، على القيام بهذا العمل أو ذاك، ويعرفون ايضا ان ميليس كتب أربع أو خمس تقارير، قال فيها ان السوري هو من نفّذ عملية إغتيال الرئيس الحريري، وليس بالضرورة أن يكون هذا الكلام صحيح، لكن هذا الرجل هو رئيس لجنة تحقيق.

ما هو المشروع الفرنسي للبلد؟ هو باريس-3 فإذا عمل الفرنسي والأميركي على عقد باريس-3 فهل هناك من مشكلة بيننا وبينهم؟ المشروع الأميركي- الفرنسي للبلد المحكمة الدولية، المشروع الأميركي- الفرنسي للبلد 1559 ، انا لا أرى ان هذه الأمور تضر البلد. أنا ما يضّرني عندما أرى الأميركي والفرنسي يؤيد الإعتداء الإسرائيلي الذي حصل على لبنان.

الحاج حسن: إذا وضعنا باريس-3 والمحكمة الدولية والقرار 1559 في الميزان ، وفي مقابلهم العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي غطاه جورج بوش 33 يوما، وقال لأولمرت لو أردت أشهرا فلك ما تريد. أما الفرنسي فكان دوره ضربة على الحافر وضربة على المسمار، إذا وضعنا هذه العناصر في الميزان ماذا تستنتج من المشروع الأميركي؟

المشنوق: انا مستعد ان أوقع لك على ورقة أمام المشاهدين ان المشروع الأميركي في المنطقة فاشل ولا قيمة له.

الحاج حسن: وتخريبي ايضا.

المشنوق: طبعا، تخريبي كيف يمكن أن يكون بناءا، هذا ليس موضع خلاف بيننا. أنا أقول جديا ان هناك في المنطقة الآن مشروع أميركي- إسرائيلي، ومشروع إيراني مُعلن ولم يعد سرا. وهناك مشروع القاعدة وتنظيم الظواهري الذي أصبح أمرا جديا. وبالتالي يجب ان نعترف ان ما حدث منذ إغتيال الرئيس الحريري حتى الآن هو كبير وكبير جدا.

أيضا يا دكتور حسين سمعتك في أجاباتك على إتصالات المشاهدين تتكلم عن الإعتصام مرة ومرتين وثلاث مرات ، أنا أريد أن أسألك بالميزان الذي تحدثت عنه، هذا الإعتصام أيا تكن نتيجته هل يعادل التوتر المذهبي الحاصل في البلد؟ وأنا أسأل أيضا هذا التوتر المذهبي ما هو تأثيره على الدول العربية التي تضم شيعة وتمايز مذهبي؟.

س- هل تقصد ان التصّرف السياسي الشيعي ممكن أن يعرّض الشيعة العرب؟

ج- طبعا سيعرضهم لمشكلة في الدول التي يعيشون فيها. هذا التوتر الحاصل الآن في لبنان، سوف ينتقل ولبنان اصبح دولة مصدّرة ، ولم يعد دولة مستوردة كما كان سابقا، منذ العام 1975 لبنان أصبح دولة مصدّرة للتوتر، ومن اجل ذلك نرى التحرك السعودي والإيراني ، لأن الإيراني والسعودي أكثر من جديين لمنع التوتر المذهبي.

س- ماذا عن الدور التركي؟

ج- أنا من دعاة هذا الدور لأني من دعاة إيجاد توازن للمفاوضات، لأنه عندما يكون هناك توازن في المفاوضات باستطاعة الناس ان تتناقش بشكل طبيعي، ولكن يبدو ان الأميركيين لسبب أو لآخر، لا يوافقون على الدور التركي بسبب طبيعته الإسلامية.

س- هل”حزب الله” يخوض الحرب نيابة عن مشروع آخر؟

ج- أنا لا أوافق على القول بأن قيادة “حزب الله” عادت وإتخذت القرار بالتوتر المذهبي بالعكس، كانت هناك فتاوى التي أصدرهما السيد حسن نصرالله ، والتي لأول مرة نسمع بها بالخروج من الشارع، ولكن هذا لا يغيّر الواقع الوسخ الذي وقع في الشارع وفي البيت وفي كل مكان.

س- معركة “حزب الله” السياسية هل هي الأخيرة اليوم؟

ج- أنا رأيي ان هذه المعركة هي آخر معركة في البلد.

س- بين مًن ومًن؟

ج- بين كل الناس وكل الناس.

س- لكي يتوصلوا الى ماذا؟

ج- يا سيدي لا يوجد طرف وحيدا في البلد لا “حزب الله” ولا الآخرين.

س- ولكن الآخرين يتصرفون في البلد كأنهم لوحدهم؟

ج- هذا غير صحيح.

س- كيف غيرصحيح، الطرف الآخر يقول لك أنا أريد الشراكة، أين هي هذه الشراكة؟

ج- يا استاذ مارسيل مجلس الوزراء الذي نشتكي منه إتخذ قرارا بدون وزراء “امل” و”حزب الله” في حالتين فقط وبسبب المحكمة الدولية. الحالة الاولى في 12 /12 عندما إغتيل جبران تويني رحمه الله، وفي 13/11 عند مناقشة مسوّدة المحكمة. أنا أقول هذا الإعتصام سبّب أضرارا سياسية وطائفية ومذهبية وإقتصادية كبرى في البلد، ولا يمكن إعتبار هذا الإعتصام انه وسيلة سلمية صحيحة للوصول الى نتائج.

س- كيف قرأت كلام العماد عون لـ”لحياة” بشأن مشروع المحكمة وإستغرابه تغيير قوانين لبنانيه فيه، مؤكدا مشروعية شكوك بعض الوزراء والمواطنين، أليس ذلك مواقف جديدة للعماد عون من المحكمة أراد من خلالها رفع سقف موقفه من جهود السعي الى حل الأزمة السياسية؟

ج- أنا منذ فترة طويلة أعاني من إرتباك في فهم مواقف الجنرال عون، وذلك بسبب أنه يضع نفسه في إشتباك لا علاقة له فيه، وليس مؤهلا له، ولا حتى البيئة والمحيط وأهله يشغلون بالهم بهذا الموضوع. هذا لبنان صيغة وليس فقط أشياء مكتوبة على الورق، هذا لبنان دولة أقيمت في وقت من الأوقات للمسيحيين لكي يرتاحوا فيها ويقيموا فيها، عداك عن مسألة ان يحكموا أو لا يحكموا مثل ما قبل الطائف ، وبالتالي هناك روح للبنان موجودة من خلال هذه المجموعة من الناس. ما يجري الآن ان هناك خلاف بين طرفين سياسيين كبيرين، وبالتالي لا يمكن أن يضع نفسه في وسط هذا الموضوع مع هذا وضد هذا. أنا لا أقول انه يجب أن يلغي ورقة التحالف مع “حزب الله” ولكنه ليس مضطرا كل يوم أن يساهم في إثارة المزيد من الحساسيات خاصة بعد الذي حصل يوم الثلاثاء والذي تبيّن فيه ان العماد عون ليس عنصرا مقررا.

انا أقول انه أفضل بكثير للمجتمع المحيط بالجنرال أن يكون أهدأ ، وأن يكون في كلامه الخير ودعوة الى إلتقاء الناس أفضل من الدخول في مسائل خلافية، هو عنده رأيه بالمحكمة الدولية جيد، فليكن له رأي، ولكن لا يجوز أن يكون جزءا من الإشتباك.

الحاج حسن يرد: أنا أرى في هذا الكلام مصادرة لرأي العماد عون.

المشنوق: لكن ما أفترضه منه، أفترضه أيضا من الآخرين.

الحاج حسن: أنت حر، ولكن بهذه الطريقة أنا أفهم انك تصادر رأيه وموقعه. أما في موضوع الإعتصام، فانا أقول يا أستاذ نهاد انه وسيلة إضطرت اليها المعارضة بعد أن صمّت السلطة آذانها ولفترة طويلة، وتم التحريض على موضوع الإعتصام بشكل مذهبي لا داعي له.

المشنوق: هذه وجهة نظر.

الحاج حسن: لا ليست وجهة نظر.

المشنوق: أنا أستطيع أن أروي لك وقائع مخالفة تماما.

الحاج حسن: نحن قلنا بيروت مدينة مفتوحة .

المشنوق: قد يعلن ان المدن ، مدينة مفتوحة عندما يكون هناك إحتلال قادم اليها، فتعلن باريس مدينة مفتوحة أمام الجيش الألماني، وبالتالي تعبير مفتوحة غير دقيق، تستطيع أن تقول بيروت مدينة للجميع تحب كل أهلها وكل سكانها ، ولكن ليست مفتوحة.

الحاج حسن: بيروت مدينة لكل اللبنانيين تحب كل اللبنانيين، ومحبة لكل اللبنانيين، ويحق لكل اللبنانيين أن يعتصموا فيها وأن يعبّروا عن رأيهم فيها، وبالتالي فليلتقي كل اللبنانيين لحل المشاكل. أنا ما أقوله ان النائب سعد الحريري في خطابه بالأمس يعيد إنتاج طرح تم طرحه على طاولة التشاور، فإذا وافقنا على هذا الطرح على طاولة التشاور لماذا لم يتم ولماذا لم نصل الى نتيجة؟ الشيخ سعد يريد قرارات جريئة، وقال نحن أصحاب القرار الجريء، فلنتلاقى لنحل القضايا المطروحة على طاولة البحث . الآن هناك فرقاء وسطاء يتنقلون بين الأطراف ، باعتقادي ان الإجتماع يتم عندما يصبح هناك نتاج لهذا الإجتماع، لأنه إذا حصل الإجتماع ويقع الإختلاف فهذا إشارة خاطئة لا معنى لها، لذلك لندع الوسطاء ينضّجون الموضوع ، وبعدها اللقاء.

أنا أعود الى كلام الشيخ سعد هو قال: “المحكمة هي الممر الإجباري” حسنا إتفقنا هي الممر الإجباري، ولكن ماذا عن الحكومة وماذا عن رئاسة الجمهورية وماذا عن الإنتخابات المبكّرة؟

المشنوق: أنا أعتقد ان التقائهم إذا إختلفوا يختلفون بالسياسة ولكن ينزعون الفتيل المذهبي من الشارع.

الحاج حسن: لو إفترضنا انهم إلتقوا اليوم وإستمر الخلاف، وعدنا الى التصعيد من جهتنا أو من جهتهم ماذا نكون فعلنا ؟ بالتالي الإعتصام نتيجة وليس سبب. أما بالنسبة للعماد عون، فأنا أريد أن أعترض بشدة على توصيف الأستاذ نهاد ، لأن العماد عون هو رئيس تيار ورئيس كتلة نيابية كبيرة يعرف كيف يختار مواقفه السياسية، ويعرف أين يختار وكيف يختار وأين يعقد تحالفاته ، وحقه مثل حق الآخرين، وبالتأكيد يوم الثلاثاء لم يكن التيار ملحقا لا بالقرار ولا بالتنفيذ، وأستطيع أن أؤكد هذا الموضوع.

أيضا هناك تيارات أقل حجما من تيار العماد عون في المعارضة يُحترم رأيها، وعلى نفس قدم المساواة باتخاذ القرارات، وأنا مسؤول عما أقول وهم يعرفون ذلك.

المشنوق: بالنسبة للعماد عون أنا لم أتوقع منك غير هذا الكلام. أما بالنسبة للقوى التي تعتقد المعارضة انها منضمة لها وبحجم أصغر، أنا سأحترم رأيك ولن أجيب على هذا الطرح.

الحاج حسن: بالنسبة للإعتصام ، أنا أقول فلتلاقينا الموالاة على حل، ونحن نفك الإعتصام. وبدون حل الإعتصام موجود ، وإذا إضطرينا للتصعيد فلا مانع من ذلك لأننا نريد الوصول الى حل.

المشنوق: هذا ليس في السياق الذي قلته ، نحن نستطيع الوصول الى حل بدون إعتصام.

الحاج حسن: أعطنا الحل، ما هو البديل طالما ان الرئيس السنيورة مُصر على عقد جلسات مجلس الوزراء بدون الوزراء الشيعة؟.

المشنوق: هذا خطأ أنا أقر بهذا الأمر، هذا خطأ.

الحاج حسن: أيضا يعقد السنيورة جلسة ويقر قانون المحكمة الدولية، وأيضا تتحول السراي الى مكان للتحريض.

المشنوق: لقد حصل هجوم على السراي

الحاج حسن: لم يحصل هذا الأمر، فلو كنا نريد تطويق السراي أو الهجوم عليها لكنا فعلنا ذلك.

المشنوق: يا استاذ حسين أنت تبدأ بالدعوة للتسوية وتنتهي بأن هذا الأمر لم يحدث، أنا أقول لك تطويق السراي حدث وأمام عيني وانا نزلت الى السراي، ولكن هذا الأمر لا يتم بالعضلاتت، هذا قرار سياسي.

الحاج حسن: لو كنا نريد تطويق السراي لفعلنا ذلك، ولكن نحن لا نريد تطويق السراي.

المشنوق : هذا يلزمه قرار سياسي، وأنت تعرف حجم القوى السياسية التي ترفض تطويق السراي.

الحاج حسن: نحن نقرأ سياسة صح، ونقدّر حجم الأضرار، لذلك لم يذهب أحد لتطويق السراي.

المشنوق: أنا أقول لقد تعبنا من الإتهامات، فترانا نجلس ساعات نتحدث عن موضوع ونتجاهل موضوع سوريا وعندما ندخل فيه على سوريا، نبدأ التحدث عنها مرة بدعمها ومرة باتهامها.

برأيي، انه لم يعد ممكنا أن تستمر حياة اللبنانيين بهذه الطريقة، ولم يعد ممكنا مناقشة موضوع سلاح المقاومة وسط هذه الإستنتاجات التي لا تجمع اللبنانيين بقدر ما تفرّقهم، ولم يعد باستطاعتنا الإستمرار في الحديث عن المحكمة وسط تعديلات أو إستنتاجات قد تكون ضرورة مئة بالمئة، لكن طبيعة طرحها وتوقيت طرحها يعطي الإنطباع، بأن هناك إشتباكا مقبل أكثر مما هو هناك حل مقبل. يكفي ما حصل ، فما حصل في البلد بشع جدا لا يشبه اي شيء حصل سابقا في البلد، ولا يشبه أي شيء حصل بين بيت وبيت، ولا يشبه أي ضرر اصابنا نصدر منه للعالم العربي، ولا يشبه أي شيء باستطاعتنا تحمّله.

أنا أعرف ان اللبنانيين تحمّلوا الكثير من الحروب، ولكن لا أعتقد أبدا انهم مستعدين للتحمل أكثر لوحدهم، وأعتقد يجب أن يكون معهم شريكا.

س- نهاد المشنوق ، السيد حسن نصرالله في كلمته عبر “السفير” يقول للرئيس الحريري: “نعتذر اليك ان غبنا عن إحياء ذكراك مع المحتشدين في ساحة الشهداء العام الماضي ، وفي هذا العام ، لأن ذنبنا الوحيد اننا نرفض أن نُتهم بلا دليل وأبينا أن ندين بلا حجة الخ..” ماذا يعني لك هذا الكلام؟

ج- أولا أنا قلت خلال الحديث وهذا يجعلني أكثر قدرة على فهم الرسالة بالتقدير للعمل الصادق بالفتويين اللذين أصدرهما السيد نصر الله، والغاية منهما فعلا هي وقف هذه الفتنة البشعة المعيبة القاتلة للجميع. بالنسبة لهذا الكلام الذي نشر في “السفير” أولا هو نص جميل وأنا أحب النصوص الجميلة وأقدّرها. ثانيا: أنا أعتقد اننا أصبحنا جميعا ملوّثين بالأحقاد وبالأغراض، ولم يعد هناك جهة دون جهة معنية بهذه البشاعات، بعد الذي حصل في بيروت.