“قلم رصاص” – السعودية تحاول سدّ الفراغ

مقابلات تلفزيونية 23 فبراير 2007 0

س- لقد قامت السعودية بحل المشكلة بين الفلسطينيين وفتحت خطوط إتصال مهمة مع إيران، ولها دور مؤثر في لبنان، إنما أليست للقيادة مقوّمات أكبر، مقوّمات تاريخية وجغرافية وحضارية وثقافية وكل هذه العوامل تلعب في مصلحة مصر.
ج- أعتقد ان تعبير القيادة غير دقيق، الملك عبدالله بن عبد العزيز يتصرف في لبنان وفلسطين والعراق تصرّف المدافع عن عروبته وعن إسلامه وعن أمنه، وهذه مسألة أساسية، أعتقد ان التعبير الأصح هو: هل تملك السعودية مكوّنات قيادة العالم العربي أو العالم الإسلامي؟.

وجهة نظري الشخصية ان السعودية لم تكن تملك الخيار في هذا الموضوع، ومصر لم يلغها أحد، إنما القيادة المصرية هي التي ألغت دور مصر، هناك إشاعة عند المصريين معمّمة منذ عام 1977 بأن الوضع الإقتصادي سوف يتأثر بشكل دراماتيكي، لو قامت مصر بأي دور تاريخي أو بأي دور خارجي ، فتبين ان هذه الإشاعة غير صحيحة على الإطلاق، لكن هذا لا يعني ان القيادة المصرية إستطاعت أن تستعيد الدورالذي تستحقه مصر كدولة، وكواقع وكشعب وكمجموعة إسلامية كبرى متنوّرة وحضارية، هي تملك من التاريخ ما لم يملكه أحد، لكن الظروف ألزمت السعوديين بالقيام بهذا الدور، وقد قاموا به بشكل جدي وإيجابي، وفي الوقت الذي تراجعت فيه مصر عن دورها لسوء الحظ.

س- ماذا كانت تستطيع مصر أن تفعل في لبنان أكثر ما تفعله الآن؟
ج- ما هي مقومات الدور السياسي لأي دولة عربية كبرى مثل مصر؟ أولا في تاريخها وفي أرشيفها في وزارة الخارجية، هناك العديد من الملفات التي إستطاعت مصر ان تلعب فيها دورا إيجابيا . وثانيا الدور السياسي هو دور معنوي، بمعنى ان القدرة على التأثير على الأطراف المتنازعة ان تلتقي وتتوصل الى حل مقبول من كل الأطراف، وهذا ليس إبتكارا ، وما أقوله ليس جديدا، فكل الناس الذين تعاملوا في الشأن السياسي يعلمون ذلك. السعودية تحاول القيام بهذا الدور، لأن السعودية تعلم أن أي شيء يجري في لبنان بالمعنى السلبي، وخاصة الموضوع المذهبي والطائفي موضوع مسيء، لبنان أصبح الآن لسوء الحظ دولة مصدّرة للفتن إذا لم يتم تدارك الأمور داخله. فالقيادة السعودية تقوم بدور لصالحها أيضا ليس فقط لصالح اللبنانيين.

أنا لا أريد أن أخوض في التفاصيل عن الدور المصري، الكل يعرف ان غزة على حدود مصر، بمعنى أن هناك أربعة حدود لمصر، السودان واحدة منها، وغزة واحدة منها، ومنابع النيل واحدة منها والبحر الأحمر الرابع، قلما نجد ان مصر ليس لها دور معنوي في دارفور وغزة، سوف نشعر بالأسى ونشعر ان هناك حالة فقدان حقيقية لقدرة القيادة المصرية على القيام بدور إيجابي تجاه محيطها ، ليس فقط من أجل محيطها ، بل من أجل أمنها الشخصي ومن أجل أمنها السياسي.

س- أشار الاستاذ كرم الى إستخدام المال لحل المشاكل ، هل يقدّر دور السعودية لأنها تملك هذا المال؟
ج- أنا لا أعتقد ان الفلسطينيين ذهبوا الى السعودية لأن السعودية دفعت لهم المال، لأن حجم المشكل أكبر من أن يحل بأن يدفع فلان لفلان أو لا يدفع. ثانيا، السوريون لم يقولوا للفلسطينيين إذهبوا الى السعودية ولا تذهبوا الى مصر. وانا هنا لا أدافع ، لأن الفلسطينيين إتفقوا في السعودية. أنا ما يهمني أن يحصل هذا الأمر خاصة عن طريق مصر. فالمسألة ليست مسألة مال ، والأكيد ان هناك غياب للدور السياسي المصري، الذي يجعل دولة مثل ليبيا مثلا تدعو الى إجتماع أفريقي للبحث في مشكلة دارفور بديل عن الإجتماع الذي عقدته القيادة المصرية في اليوم السابق.