في وصف المطران لستريدا

مقالات 27 فبراير 2006 0

اختصر المطران البيسري دور السيدة ستريدا جعجع في كتابه “بين المطران والحكيم” بالرواية التالية:
كان هناك مخيم للمبتلين بالبرص. وكان يقع في ضاحية المدينة بعيداً عن الأماكن الآهلة بالسكان. المخيم كناية عن بناية ذات حيطان شاهقة يتوسطها بهو يجتمع فيه المرضى لتمضية وقتهم. كانوا وقد أخذ منهم اليأس مأخذه يمشون الواحد تلو الآخر. وجوههم المشوّهة الى الأرض. لا يتحادثون.
كانوا كلهم تتدهور صحتهم ما عدا واحداً منهم. أراد الطبيب المرافق أن يعلم سر صحة هذا الواحد. فراح يراقبهم.
لفت انتباهه توقف الذي يتعافى كل يوم وفي ساعة معينة من الوقت محدقاً بنظره الى أعلى السور المحيط بالبهو ويبتسم ابتسامة ناعمة. لاحظ الطبيب ان وجه امرأة كان يبتسم له من على السور. وكأني بهذه الأم او الزوجة او الأخت او الحبيبة تقول له لست لوحدك. اقتحم سور العدوى لأبرهن لك عن محبتي.
ترك المطران لمخيّلة القارئ أن تجتهد..