“عودة الروح إلى الديمقراطية؟” في “النهار”

اخترت لكم 10 مايو 2016 0

 

وداعاً للتأجيل والفراغ واليأس، مرحباً أيتها الانتخابات، لعلّك تكملين مشوارك بزيارة غير خاطفة لقصر بعبدا حيث يعشِّش الفراغ منذ سنتين…

المرحلة الأولى من الانتخابات البلديّة والاختياريّة تقول لنا بالعربي المشبرح “هذا هو لبنان المغيّب”، يعود إليكم وفي جعبته الكثير من الهدايا التي ينتظرها اللبنانيّون بفارغ صبر.
وها هي بيروت تؤكّد ترحيبها بالرئيس سعد الحريري، و”لائحة البيارتة”، و”زيّ ما هي”، كمؤشّر لمتغيِّرات في طريقها إلى البلد المعطَّل. ولكن، على دفعات، ويواش يواش.
نجحت الديموقراطيّة اللبنانيّة في امتحانها الجديد، وبرهنت منذ البداية والخطوة الأولى انها لا تزال عند وعدها والتزامها موجبات النظام البرلماني، وانطلاقاً من القاعدة.
لقد بذل وزير الداخلية نهاد المشنوق جهوداً فعّالة، وعلى مختلف الصعد، بل على مستوى الجغرافيا اللبنانيّة، جعلت الناس يفركون أعينهم مراراً كي يصدِّقوا أنهم ليسوا في حلم ليلة صيف.
وحرصاً منه على المساواة في المعاملة، والتدابير، والاجراءات الأمنيّة والقانونية، قام بجولة تفقّدية شملت كل المناطق الواردة في برنامج المرحلة الأولى.
ولم يفته، رداً على كلام بعض الفرحين بعودة الروح الى الحياة الانتخابيّة، أن يعلن أن هذه الانتخابات ليست هي، وبكل مراحلها، عرس الديموقراطيّة في لبنان. إنما هي بمثابة خاتم الخطبة.
فالعرس يتمُّ، ويفرح به كل لبنان، يوم يكتمل النصاب الدستوري، ويتمُّ انتخاب رئيس للجمهورية. عندئذ العرس، والزغاريد، والفرحة الكبرى، وقرع أجراس عودة الوطن والنظام والدولة من الأسر…
إلا أن ذلك لا يمنع من المجاهرة و”المفاخرة” بأنّ لبنان الزمن الجميل لم يهجرنا الى الأبد. وها هو يعود من لجج أيَّام الوصاية، وأيّام الفوضى، وأيّام الفراغ، وأيّام الانصياع، الى صندوق الاقتراع. وكأن شيئاً لم يكن…
صحيح، أنّ الفساد على موعد شبه دائم مع الفضائح، وفي غابة سائبة لكل قويٍّ، أو فاسد، أو محمي الظهر، أو مدعوم من هذه المرجعية أو تلك الفئة. ولولا وجود رجل دولة، ورجل نظيف الكف، حريص على تطبيق القوانين وحفظ المال العام، كالرئيس تمّام سلام، لكان البلد قد انفرطت أسسه، ومواثيقه، مع صيغته وتركيبته ونظامه. وقد تحمّل، وصبر، وعالج، وأصرَّ على مواقف ساهمت جميعها في إبقاء لبنان تحت المظلَّة الدولية.
وفي هذا السياق، كما بالنسبة إلى الانتخابات والمظلّة والاستقرار، لا بدَّ من التوقّف طويلاً عند الدور الوطني الكبير الدائم الحضور لحكيم عين التينة الرئيس نبيه بري، الذي كان ولا يزال صمّام أمان لا تغفل له عين.