عودة الحقائق إلى “صباها” بين دمشق وبيروت

مقالات 17 أكتوبر 2005 0

الصورة الأولى.. في منتصف الثمانينات استقبل الرئيس حافظ الأسد وفداً من “اللقاء الاسلامي” برئاسة الرئيس تقي الدين الصلح.
لمن لا يعرف “اللقاء الاسلامي”: هو أهم الهيئات السياسية المعتدلة المدنية المحاورة خلال الحرب. راكم رصيداً جدياً هادئاً رصيناً في اوساط اهل السنّة. تناوب على ادارته المفتي الشيخ حسن خالد والرئيس تقي الدين الصلح. الأول يستعير طربوش تقي بك وما تحته من حكمة. الثاني يجرّب عمامة الإفتاء. الأول خطيب جماهيري، تسبقه عمامته نحو الموقف. الثاني متخصص بحفر الجبل بإبرة. فعل ذلك كثيراً منذ الاستقلال. آخر المرات كانت تركيبة “اللقاء الاسلامي” من رؤساء الوزراء، النواب، الوزراء السابقين والحاليين من أهل السنّة.
بلغ “اللقاء الاسلامي” في انتشاره وتأثيره المحلي والعربي حداً، اغتيل معه مفتيه ورئيسه ومحرّكه النائب ناظم القادري.
دخل الوفد على الرئيس الأسد: تقي بك بقيافته وأناقته المعهودتين، يفرفك يديه، يصلح جاكيته قبل أن يجلس الى يمين الأسد.
يلاطفه الرئيس الأسد الذي يحضر للعودة “المظفّرة” الى لبنان في نهاية الثمانينات. يسأله: أستاذ تقي. كم عمرك؟
يحمّر وجه البك، هو لا يحب هذا السؤال. لم يجب عليه قط، يتشاءم منه.. يجيبه: الخانم اي السيدة فدوى زوجته لا تترك لي تذكرتي في جيبي، ولا ذاكرتي تسعفني. على كل المشكل سوري. الخانم من حماه. لك ان تتوسّط لي عندها.
يضحك الرئيس الأسد وتظهر الصورة الشهيرة لضحكة الإثنين. الأول أي الأسد لقلة ضحكاته المصورة، الثاني أي البك لاهتزاز طربوشه الأحمر في المهاجرين حيث لا اعتراف بالطرابيش ولا بالألقاب.
وجّه الرئيس الأسد الحديث مرة ثانية الى البك. يقول له: الله يسامحهم الشباب في لبنان لو لم يستعجلوا الاستقلال لكنا الآن بلداً واحداً، اعتقدوا ان مصلحتهم مع الانكليز في مواجهة الفرنسيين. أخطأوا في الحساب. لو تمهّلوا قليلاً لكان وضع البلدين أفضل بكثير.
همّ البك بالجواب، لكن الرئيس الأسد أكمل كلامه بالحديث عن المخاطر التي تحيط بالبلدين، وبضرورة تبنّي “اللقاء الاسلامي” لضرورة التضامن مع سوريا… ثم ثلاث ساعات من السرد لوقائع الاجتياح الإسرائيلي العام 82 من وجهة نظر الرئيس السوري طبعاً.
الصورة الثانية: انتهى اللقاء. التقليد المتبع في ذلك الحين العودة للقاء “أبو جمال” عبد الحليم خدام بعد المرور لزيارته قبل المقابلة الرئاسية.
هناك تحصل الترجمة لما سمعوه في قصر المهاجرين: خونة، جواسيس، عملاء للإنكليز..
يريد رياض الصلح رئاسة الحكومة فيتخلّى عن الوحدة مع سوريا، كل مسلم يريد هذا المنصب يبيع عروبته وأهله من أجل الحصول عليه.
عند “أبو جمال” لا ضرورة للتهيّب. المهم أن تكون حاضراً للاشتباك. هو يقرأ تاريخ المسلمين على طريقته البعثية. لا يترك للإسلام مكاناً يتصالح فيه مع الحزب الحاكم في سوريا.
يتركه “البك” يكمل كلامه. ويبدأ هو الكلام مشترطاً عدم المقاطعة:
في العام 1936، جاء وفد من الكتلة الوطنية السورية زعيمة الحركة الاستقلالية. تجاهلوا زيارة زميلهم العروبي رياض الصلح. ذهبوا للقاء البطريرك عريضة. قالوا له الأفضل للبنان ولسوريا فصل مسار المفاوضات مع فرنسا من أجل الاستقلال. هكذا لا يتحمّل لبنان عبء تمردنا، ولا تتحمّل سوريا عبء مسايرتكم للفرنسيين. انشرح صدر البطريرك عريضة مرحّباً وموافقاً. هذا ما قاله وفد الكتلة الوطنية السورية. أما الحقيقة فهي أن سوريا كانت تعتقد ان لبنان يعرقل تقدّم مفاوضاتها مع الفرنسيين.
أحدث ذلك أزمة في العلاقات بين الزعيم رياض الصلح وزعماء الكتلة الوطنية شكري القوتلي، سعد الله الجابري، صبري العسلي، وغيرهم.
نزل المسلمون في بيروت وصيدا وطرابلس الى الشارع احتجاجا على تخلّي السوريين عن الوحدة مع لبنان.
(كانت المرة الأولى التي ينزل فيها الجمهور الإسلامي في وجه سوريا، المرة الثانية يوم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري).
حصل لبنان على استقلاله قبل سوريا في العام 1943. بدأت القيادة السورية آنذاك بشتم المسؤولين اللبنانيين وتحميل الزعيم رياض الصلح مسؤولية التخلّي عن سوريا. هذه هي القصة يا “أبو جمال”، قال تقي بك، فمن هو المخطئ؟ لن استعمل تعابير الخيانة. هي لا تليق لا بالجانب السوري ولا بالمسلمين الوطنيين. لك أن تقرّر مَن هو المستعجل على الانفصال.
الصورة الثالثة.. نالت سوريا استقلالها سنة بعد لبنان. المصالح المشتركة بين لبنان وسوريا تديرها فرنسا. لذلك كان لا بد من التفاوض مع الفرنسيين على تسليم تلك المصالح. اجتمع الجنرال كاترو عن الجانب الفرنسي، رياض الصلح وسليم تقلا عن الجانب اللبناني، جميل مردم وخالد العظم عن الجانب السوري.
أكدت الحكومة اللبنانية على متانة العلاقات اللبنانية السورية. كيف لا وجميل مردم، سعد الله الجابري. شكري القوتلي، كانوا شركاء رياض الصلح في تزعم “الكتلة الوطنية”.
الأمر الثاني الذي أكدته الحكومة اللبنانية هو تأكيد الاعتراف السوري بالاستقلال اللبناني.
بدأ البحث في المصالح المشتركة.
تروي الدكتورة هدى رزق في كتابها “سوريا ولبنان وحدة أم انفصال” أن رئيس الحكومة اللبنانية توجّه الى شتورا ومعه بعض المختصين اللبنانيين لدرس المسائل المشتركة المعلقة بين لبنان وسوريا. كذلك وصل جميل مردم وبعض الوزراء من دمشق عن الجانب السوري.
شنّت بعض الصحف السورية حملة منظمة على لبنان، إذ قالت عن اللبنانيين أنهم عبيد وصنائع الفرنسيين، وأنه بعد رحيل أسيادهم ستعرف سوريا كيف تؤدّبهم.
على الرغم من حملة الصحف السورية على الزعيم رياض الصلح بالتحديد، تواصلت الاجتماعات اللبنانية السورية لبحث سكة حديد بيروت دمشق والمسائل السياسية والاقتصادية المشتركة من اجل توحيد خطة مكافحة الغلاء وتخفيف الرسوم الجمركية والاتفاق على سعر القمح والمواد الرئيسية.
تكمل الدكتورة رزق ان لبنان في تلك الفترة 1947 1948 تعرّض لتحديات مصيرية. قامت إسرائيل على حدوده الجنوبية. سوريا على حدوده الشرقية الشمالية تسعى بجد ونشاط لإخضاعه لإرادتها السياسية والاقتصادية. يلجأ الكيان المستقل حديثاً الى الجامعة العربية للتخفيف من الضغط السوري.
الصورة الرابعة: العام 2005. صحيفة تشرين السورية الحكومية تفيد ان رئيس الحكومة السورية محمد ناجي العطري لم يرد على ثلاثة اتصالات هاتفية من السيد فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني.
السبب أن ذاكرة الرئيس السنيورة لم تُسعفه أثناء وجوده في الولايات المتحدة و”تعهداته هناك لأولي الأمر”. كما ان ممارسات السنيورة تشير الى اهتمامه بتسييس التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري. وتمسكه بالخط “السعدي” الذي لا يرضى عنه المرحوم رفيق الحريري لو كان حياً.
“السعدي” هنا نسبة الى سعد الحريري. صحيفة “الثورة” ذهبت نحو آل الحريري بدلاً من “السعديين”. ناصحة إياهم كمّ الافواه المشرعة على الاتهام، والألسن المتطاولة على القيم والمبادئ والاخلاقيات، والشروع في مساءلتها ومحاكمتها في ساحة الشهداء ولو في محاكم الشعب.
أعلن الرئيس السنيورة بحكمته انه لا يقرأ الصحف السورية، كذلك السيد سعد الحريري لو سئل. مجلة “الاقتصادية” المستقلة عن نفسها أضافت وليد جنبلاط الى الحريري والسنيورة في مجال التعرّض. هل هناك من “مجنون” في سوريا يرد “العاقلين” عن العرض لاثنين من أكثر السياسيين اللبنانيين شعبية وزعامة أي جنبلاط والحريري. أم أنه تخصّص في اثنين فقدا والديهما قتلا واغتيالا، وسهام الاتهام تذهب نحو دمشق.
أم ان “العاقلين” وأولهم رئيس الحكومة السورية قرأ ما توصل اليه “مركز بيروت للاستطلاع” الذي أعطى رئيس مجلس الوزراء اللبناني 77 في المئة من تقدير المستفتين لطريقته في ادارة الحكومة وازماتها، فقرر الرد عليه بتجاهل الاتصالات الثلاثة من السنيورة؟
الصورة الخامسة.. ينقل الزميل جهاد الخازن في “الحياة” منذ أسبوع عن الرئيس بشار الأسد أن الاتفاق بين الرئيسين جورج بوش وجاك شيراك على سوريا ولبنان بدأ في نورماندي في حزيران من السنة الماضية. علمت سوريا بذلك في آب. صار التمديد ضرورة لمواجهة معركة قرار مجلس الأمن 1559 الذي بدأ التحضير له في ذلك الوقت. اميل لحود هو الخيار الافضل لخوض المعركة معنا.
هذا أول الرواية. تتمتها ان تقريراً أعدّه مرجع أمني لبناني سجين هذه الأيام التقط أول الخيط عن التحرك الفرنسي وأضاف اليه ثلاثة عناصر:
الأول أن رفيق الحريري شريك في التحضير لمرحلة ما قبل القرار ومنسّق لمرحلة ما بعد القرار.
الثاني أن ورقة العمل الفرنسية تتضمّن اسم النائب نسيب لحود رئيساً مقبلاً للجمهورية.
العنصر الثالث أنه نقل عن مصدر استخباري في السفارة الاميركية في بيروت ان دولته غير معنية باحتمال التمديد للرئيس اميل لحود.
ذهب التقرير الى دمشق مباشرة، إذ ان المرجع الامني كان يعلم بموقف العميد رستم غزالة العارف بمخاطر التمديد للرئيس لحود وقد كتب بذلك الى الرئيس الأسد. إلا أنه نفّذ في النهاية تعليمات رؤسائه.
المصدر الثاني هو سياسي لبناني كبير، عزف عن ترشيح نفسه للانتخابات في منطقته. غادر لبنان. لم يعد حتى الآن. ربما لن يعود. التقى هذا السياسي جيمس بيكر وزير الخارجية الاسبق في عهد الرئيس جورج بوش الأب. نقل عنه ان الادارة الأميركية “غير مهتمة” بالتمديد للرئيس لحود.
المصدر الثالث هو سيدة لبنانية شابة تربطها علاقة اجتماعية بمارتن انديك المساعد السابق لوزير الخارجية الاميركية. خصصت لها وزارة الإعلام اللبنانية ميزانية كبيرة لتسويق السياسة اللبنانية الرسمية في الأوساط الأميركية.
نقلت هذه السيدة الانطباع نفسه عن الوزير الأسبق جيمس بيكر.
كانت قبل ذلك قد أمّنت موعداً لأنديك مع الرئيس الأسد بواسطة وزير الإعلام اللبناني آنذاك.
الرئيس الحريري، رحمه الله، ردّ في ذلك الحين على تقرير المرجع الأمني بالقول: “أولا إذا كان لي من تسمية لمرشح في المشروع الفرنسي، فهو بالتأكيد ليس نسيب لحود مع احترامي الشخصي له.
ثانياً لا اعتقد أنني من الاهمية بمكان للمشاركة في مشروع فرنسي أميركي.
ثالثاً أنا كتبت للرئيس الأسد عن المشروع مبكراً وعرضت عليه خدماتي السياسية لمواجهته.
فكيف أكون جزءاً من المشروع وأعمل على الوقوف في وجهه؟ ”
لا شك في أن المصادر المشار اليها سابقاً استطاعت استنفار الرئيس الأسد بتوتر حاد نحو التمديد، اذ ان صديقا له يعيش في لندن تعوّد على زيارته بين فترة واخرى يؤكد ان الرئيس الأسد قال له في بداية صيف السنة الماضية في حديث عن انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية إن بين يديه لائحة من خمسة مرشحين اولهم وأفضلهم جان عبيد. لكنّه متردّد بسبب الافتراض أنه لن يواجه رفيق الحريري كما يجب.
فإذا بالتمديد يصبح معركة في وجه قرار مجلس الأمن الدولي!
أما كيف لمصادر على هذا المستوى أن تأخذ الرئيس الأسد الى قرار التمديد فلا صديقه ولا عدوه يعرف الجواب.
الصورة السادسة.. طلب الرئيس بشار الأسد زيارة السعودية. وجد ديوان الملك عبد الله اسباباً وجيهة لتأجيل الزيارة. ذهب الرئيس الأسد الى مصر. تمهّل الرئيس حسني مبارك. استمع. تكلّم. وعد خيراً.
الرئيس الأسد يريد وساطة مع الإدارة الأميركية في شأن لائحة المطالب، أولها التوقف عن التدخل في العراق، ثانيها الامتناع عن التدخّل في لبنان، ثالثها ترك الموضوع الفلسطيني لأهله، رابعها التخفيف التدريجي من الثقل الحزبي في الإدارة السياسية لسوريا، خامسها التوقف عن لعب محطة العبور بين ايران و”حزب الله”، سادسها الانفتاح على سياسة ديموقراطية داخل سوريا، سابعها التجاوب الكلي مع لجنة التحقيق الدولية.
اتصل الرئيس مبارك بالرئيس الفرنسي جاك شيراك مستكشفاً طريق حركته. وجد أن الادارة الفرنسية على استعداد للتخفيف من حدّة موقفها شرط التجاوب الكلي مع التحقيق الدولي وعدم التدخّل في لبنان.
أكمل الرئيس المصري مسعاه. زار السعودية. تباحث مع ملكها المنهمك بالتدخّل الإيراني في العراق. اتفقا على العودة الى هذا الموضوع بالتعاون والتشاور، خاصة بعد أن هزم “جنرال” الوقت السعودية في معركة تعديل الدستور العراقي.
استمع الملك الحكيم العروبي الى مبارك. كان واضحا ان الرئيس مبارك يحمل معه تأكيدات سورية تتعلق بثلاثة ملفات: لا تدخّل في العراق، لا تدخّل في لبنان، التعاون الكلي مع لجنة التحقيق.
نجح الرئيس مبارك في مسعاه، وافقت السعودية على نظرية مصرية مؤلفة من نقطتين: الأولى ان لا مصلحة لأحد بتغيير النظام في سوريا. هذا سيؤدي الى فوضى تطال كثيراً من الدول المحيطة بسوريا. المنطقة الآن تكفيها الفوضى العراقية. النقطة الثانية إن تمديد عمل اللجنة الدولية حتى الخامس عشر من كانون الأول ديسمبر المقبل يفسح في المجال أمام وضع سوريا أمام التجربة. “تنجح او تفشل، عندها نقرّر”.
تجاوبت واشنطن مع المسعى المصري المدعوم سعودياً وفرنسياً، بعد إضافة بند المحكمة الدولية على جدول أعمال القبول السوري، وإلغاء اسم ضابط كبير سوري من لائحة “المطلوبين المتهمين السوريين”، على حد قول المستشار الرئاسي المصري الدكتور أسامة الباز.
دعت وزيرة الخارجية إلى تغيير “السلوك السوري”.
الصورة السابعة.. الرئيس الأسد يوافق على محاكمة دولية لأي “خائن” سوري تثبت إدانته في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. الحديث “للسي.ان.ان” الأميركية.
مع جهاد الخازن في “الحياة” الصورة مختلفة. التاريخ كذلك. يفصل بين اللقاءين عشرة ايام. الرئيس الأسد يقول لجهاد: النظام السوري قويّ من ناحية هرمية. لا أحد يشتغل على حسابه. لا ضابط يتصرّف وحده.
يدخل انتحار وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان في الصورة السابعة. جثمانه ينقل الى قريته عارياً من العلم السوري، بريئاً من التخطيط او المشاركة في اغتيال الرئيس الحريري. لجنة التحقيق الدولية تطلب من دمشق التحقيق مباشرة في عملية الانتحار. وتشريح الجثة. لم يأتِ الردّ بعد.
يوم الجمعة المقبل، يتسلّم لبنان تقرير اللجنة الدولية: توصيات، اسماء، اتهامات محددة، عناوين محددة في بيروت ودمشق. مدفن أبو عدس في سوريا بالعنوان المفصّل.
ماذا سيفعل الرئيس الأسد؟
هل يلتزم بما قاله للرئيس مبارك؟
ماذا سيفعل بهرمية المسؤولين عن الاغتيال إذا ثبتت إدانتهم.. الهرمية هنا صعوداً أم نزولاً؟
هل يتقمّص دور بائع السجاد في حليفه الإيراني؟
لم يستطع أحد تقليد السجاد الإيراني، ولا هو سيفعل.
هل سيتمسّك بواسطة حلفائه ب”الرجل الأفضل” “المبدئي” “الصادق”، اميل لحود، على حد تعبيره؟
أم أنه سيفتح صفحة جديدة.. إذا احتاج الأمر فليأخذ من كتاب والده..
للحديث صلة..