على العرب دعم المقاومة اللبنانية العربية بوجه المشروع الإيراني

الأخبار 21 فبراير 2016 0

أكّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ “الموقف الخليجي الأخير الذي أعاد النظر بالعلاقة مع لبنان جاء متأخراً، وكان يجب أن يأتي قبل ذلك”، مشدداً على أنّه “مؤشّر إلى ضرورة زيادة المقاومة في لبنان وتحسين القدرة على منع تحويل لبنان وحرف بوصلته إلى أيّ اتجاه أو محور غير عربي”.
وتابع، خلال حديث تلفزيوني: “لا أرى في هذه الخطوة إلا إعلان مواجهة وليس انسحاباً من لبنان”، ووعد بأنّه “غداً سيكون هناك إعلان كبير من بيروت بحضور كل القيادات والجهات المعنية، بحضور الرئيس سعد الحريري”، وقال: “نحن نتشاور في الخطوات يوما بيوم، وانشاء الله ستكون النتائج معبّرة عن عروبة لبنان وعن وفاء غالبية اللبنانيين للسعودية والإمارات والكويت، ولكلّ الذين هم جزء أساسي من عروبة لا نملك غيرها وسندافع عنها بكلّ ما استطعنا”.
وذكّر بأنّ “أحرار لبنان يدفعون الثمن دما في هذه المواجهة، وقد دفعنا شهداء وقدمنا الكثير من التضحيات في هذه المسيرة الطويلة من المواجهة والمقاومة”.
ودعا الوزير المشنوق العرب في المقابل “إلى انتهاج سياسة عربية واضحة ومحددة وليست آنية ولا ظرفية”، وأضاف: “إذا كنّا قصّرنا فبسبب خلل في التوازن العربي ربما، الذي كان قبل الآن، والحمد لله الآن بات هناك قيادة واضحة وسياسة عربية واضحة تستحقّ من كل العالم العربي أن يدعمها وأن يفعلوا كل ما يستطيعون لإيصالها إلى برّ النجاح”.
وأضاف: “من واجباتنا أن يذهب وفد منّا إلى الرياض بعد اجتماع الحكومة، للاعتراض على خطوة لا يعترف بها اللبنانيون، وهذا الكلام عن أهل السنّة والعرب والسعودية لا يمثّل إلا جزءً محدوداً من اللبنانيين”.
وأشار إلى وجود “معركة واضحة منذ 10 سنوات حين اغتيل الرئيس رفيق الحريري لفتح الطريق أمام هذا المشروع في لبنان وقاومنا وسنستمر في المقاومة. ولن نقبل أن يكون لبنان شوكة في خاصرة العرب ولن نستسهل ولن نتخلى عن عروبتنا بسبب هذا السلاح أو ذاك الحزب بل سنقاوم ونقاوم ونقاوم وانشاء الله سيكون النصر للعروبة”.
وكرّر المشنوق القول إنّ “ما فعله وزير خارجية لبنان لا يعبّر عن رأي الحكومة اللبنانية بل عن جزء منها ورئيس الحكومة تمام سلام سيعالج هذا الخلل خلال الأيام المقبلة”.
وذكّر وزير الداخلية بأنّه طالب “رئيس الحكومة تمام سلام بعقد جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة سياسة لبنان الخارجية، لكن على العرب أيضاً، خصوصاً دول الخليج، أن يعلموا أنّنا مقاومون ولسنا مستسلمين وهناك فرق بين الحالتين”. وأكمل: “حين نشعر أن العرب يقفون إلى جانب مقاومتنا فحينها سنعمل بشكل أفضل وستكون لدينا قدرة أكبر على التحرّك”.
وعن ردود الأفعال والخيارات التي يمكن أن تشهدها بيروت قال الوزير المشنوق: “خياراتنا تتعلق بمقاومتنا السلمية السياسية. لن أعلن عنها لكن أنا متأكد من أنّ العرب سيرون منّا كل عرفان بالجميل سياسياً وواقعياً وعملياً”.
وعن دعوات استقالة الحكومة اللبنانيية أجاب: “هذا الأمر أيضاً خاضع للمناقشة وهو واحد من الخيارات. أولا يجب أن ندخل إلى مجلس الوزراء كي نناقش سياسة لبنان الخارجية ثم تقرّر الخطوة المطلوبة”.
وتعليقا على تصريح وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش، قال الوزير المشنوق إنّ “لبنان بوصلته عربية وبيروت لا زالت عربية ولن تكون ايرانية تحت أيّ ظرف من الظروف”. وتابع: “قاومنا ودفعنا دماً وشهداءً لسنوات طويلة، ونقوم بهذا العمل يومياً، نقاوم هذا المشروع ونعمل على منع تحويل بوصلة لبنان من العروبة إلى أيّ مكان آخر، أما القول إننا تحرّكنا الآن ففي هذا ظلم لنا. نحن نتحرك كل الوقت ونقاوم كل الوقت. أحياناً ننجح وأحياناً لا ننجح”.
وتابع: “في لبنان الأمور مرتبطة كلياً بالأوضاع في سوريا، وهذا يعطي القوى الحليفة لإيران القدرة على رفع الصوت عالياً، لكنّ مقاومتنا دائمة ومستمرة في وجه المشروع الإيراني، ولبنان سيبقى عربياً، وقرارنا السياسي ليس محتلاً، فما حدث مع وزير خارجية لبنان في القاهرة وجدّة هو حادث وليس سياسة ثابتة، وهو لم نوافق عليه وأعلنا ذلك مراراً وتكراراً”.
وأكّد الوزير أنّ “تعليق الهبة السعودية للجيش اللبناني ليست مسألة مالية، بل هي في الأساس مسألة معنوية لأنّ السعودية كانت دائما تقف إلى جانب لبنان وأمنه واستقراره ومصلحته، وكانت دوماً إلى جانب كل اللبنانيين وكل تاريخها السياسي كان مع مصلحة لبنان”.
وتابع المشنوق: “تجري الأمور بالتدريج، وستكون هناك أفعال وستكون هناك ردود فعل لبنانية خلال أيام قليلة، وسيرى الجميع أنّ مقاومة المشروع الإيراني في لبنان قادرة وصامدة ومقاومة كما كانت وكما دأبت على أن تفعل منذ 11 سنة حتى الآن”.
وأكّد: “نحن دائماً في حاجة إلى المساعدة والسعودية والإمارات وغيرهم من العرب لم يقصّروا يوماً في دعم القوى والأجهزة الأمنية وتفعيل نجاحاتها، وفي المقابل لن يكون لبنان شوكة في خاصرة العرب، ويجب أن يكون هذا واضحاً للجميع”.
ووعد أنّه “خلال أيّام سنقرّر وسيرى العرب أنّنا حاضرون وصامدون ومتحركون ومحافظون على عروبة لنبان ومدافعون عن عروبتنا التي هي تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا”.
وختم: “بمعنى أو بآخر خطوة مجلس التعاون متقدمة وستكون هناك مواقف لبنانية تدعم الموقف السعودي لكن الأهمّ أنّه سيكون لأحرار لبنان ومقاومي المشروع الإيراني والمتمسكين بعروبة لبنان ما يجعل العرب واثقين من عروبة اللبنانيين، الغالبية العظمى من اللبنانيين. هي مسألة أيام فقط”.