عشـيـقات الشـيخ بيـار ….

مقالات 19 نوفمبر 2007 0

لم استغرب ما سمعته الخميس الماضي عن المظاهرة التي قام بها أفراد من القوات اللبنانية الى تلفزيون L.B.C، احتجاجا على إلغاء حلقة من “كلام الناس” تستضيف الدكتور سمير جعجع.
فالشيخ بيار الضاهر الذي أصدر قرار إلغاء الحلقة السياسية مجبول على استدراج التحدي. كأنه ولد من أجله وليس من أجل أي أمر آخر. هذا طبعه وقدره في الوقت نفسه.
حين كان الأول من اللبنانيين في ادارة تلفزيون محلي سياسي، حزبي، تعبوي، فعل ذلك على انه امتحان تحد سياسي وليس مجالاً لاظهار كفاءة شاب يعتز بمشيخته المتوارثة في منزله العائلي في قرية شمالية لا يعرف اسمها إلا من كان منها او حولها. رغم ذلك أثبت انه يستطيع ان يتجاوز كل من سبقه من العرب حداثة ومعرفة وعصرية، جعلت من شاشته المثال، قبل ان تكون الأولى.
بدخول البث التلفزيوني الفضاء العربي، حارب الشيخ بيار وساوم وفاوض واستهلك كل ما في قدرته من قوة حتى الاعتداء لكي يكون الأول على الفضاء العربي. فعل ذلك وسط غابة من الاشتباكات السياسية مربعة الزوايا. أولها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ثانيها الرئيس نبيه بري. ثالثها الرئيس الياس الهراوي رحمه الله، ورابعها وهنا الأخطر والأهم الزاوية السورية.
حاول كل واحد منهم الامساك بالشيخ الشمالي. وهو يعطي كلا منهم يوما من الوصل لتصبح أيام الأسبوع موزعة مداورة. كلهم يدّعون الصلة به. لكن ولا واحد منهم يستطيع تسجيله على لائحة مريديه الدائمين.
تجده في دمشق حين تكون بعيدة المنال. تصادفه في عنجر حين تتقطع به السبل. يلبس رداء بكركي حين يريد الصلاة. يدور على الرئاسات الثلاث باعتباره صاحب حق لا طالب تضامن. ثم ينطلق الى السعودية وباريس والولايات المتحدة وفي كل مكان يعرض جديدا في صناعة التلفزيون.
يفعل ذلك بشغف الراغب الولهان بأن تستمر شاشته في ألوانها مضاءة.
شهدت له وعليه لسنوات ما لا قدرة لبشر على تحمّله. ظلم الأجهزة الأمنية. افتراء عملائها. طمع كبارها المعنوي والمادي، الزامه بالتقدير السياسي، وربما كتابة ما تيسّر من مقدمات وقفلات. يئس الجميع منه إلا انه لم ييأس من شاشته. صبر وتجالد وتحمّل واستمر في اندفاع كفاءته. كأن ما يتعرض له جزءا من برنامجه اليومي.
لم يفعل ذلك لوحده بالطبع. كل من عمل معه تحمّل نصيبه ولكن ليس مثله.
لو قابلته في مناسبة اجتماعية، لما وجدت في تصرفه وقسمات وجهه وحتى حركة يديه، ما ينبئك برغبته في الاشتباك وقدرته على التحمّل، وعناده لتحقيق هدفه.
في هذا ـ أي هدفه ـ لا يحلّل ولا يحرّم. الشاشة أولا مستمرة. وغير ذلك تفاصيل، حتى الاتهامات.
رسمت له صورة شفهية في يوم من الأيام، على انه الشاب الوسيم الذي له من العشيقات ثلاثاً. يعطي كل منهن مفتاحاً لشقته. بالصدفة يعلمون قصته مع كل واحدة منهن. يذهبن الى الشقة لانتظاره ومحاسبته على ما فعل. فلا يأتي.
فعل ذلك لاحقاً مع عصام فارس وسليمان فرنجية. انضم الدكتور جعجع إلى لائحة المنتظرين يوم الخميس الماضي. لكن الشيخ بيار على عادته. لن يأتي. لأنه يعلم ان التلفزيون يملكه من يصنعه وليس لمن فكّر به في يوم الأيام وأحال الى معاونيه وعائلته تحصيل ثمن أفكاره وقد فعلوا.