عسيري للقيادات اللبنانية: الأخطار تزداد ولبنان يحتاج الإنقاذ

الأخبار 21 مايو 2016 0

أقام سفير المملكة العربية السعودية الدكتور علي عواض عسيري مأدبة عشاء في دار السكن في اليرزة، مساء اليوم، حضرها ممثل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري وزير المالية علي حسن خليل، رئيس الحكومة تمام سلام، الرئيسان أمين الجميل وميشال سليمان، الرؤساء: حسين الحسيني، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وسعد الحريري، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس بشارة الراعي المطران بولس مطر، السفير البابوي غابريللي كاتشا، رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب العماد ميشال عون، قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المطران الياس عودة، رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، طوني سليمان فرنجية، إضافة إلى حشد من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والروحية وعدد السفراء العرب وبعض سفراء الدول الغربية ووزراء ونواب حاليين وسابقين ورؤساء أحزاب وشخصيات من مختلف القطاعات توزعوا على طاولات حملت اسماء المدن السعودية.

tar-3-2

وألقى عسيري كلمةً قال فيها: «هذا هو لبنان الذي تعرفه المملكة العربية السعودية والتي حرص قادتها وصولاً الى خادم الحرمين الشريفين الملك
سلمان بن عبد العزيز حفظه الله على التمسّك به وبقيَمه وتاريخه ورسالته العربية والدولية، ولم يوفّروا فرصة إلّا ودَعوا خلالها الأشقاء اللبنانيين الى الوحدة والحوار والمصالحة والحفاظ على العيش المشترك واللقاء الاخوي كما يحصل اليوم، لأنّ الوفاء وإرادة الخير للأشقاء هما طبع المملكة ومواقفها التي اتخذتها في مختلف المراحل، قبل «اتفاق الطائف» وبعده على الصعد السياسية والاقتصادية المختلفة أكّدت أنها في طليعة الداعمين للبنان وشعبه وأن لا هدف لها سوى مصلحة هذا البلد وتقدمه وأمنه واستقراره».

وأضاف: «أعرف أنّ في داخل كل منكم كماً كبيراً من الحس الوطني والمسؤولية الاخلاقية والحرص اللامتناهي على مصلحة لبنان. فلهذه المشاعر أتوجّه وأوجّه نداء صادقاً أن يقوم كل واحد منكم بخطوة نحو الآخر من دون انتظار من سيكون البادئ، وأن تبادر القيادات الى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه «إنقاذ لبنان» لأنّ الوقت يمر والاخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدّد، ولبنان لم يعد قادراً على التحمّل، لا بل يتطلع الى همّتكم وقراراتكم الشجاعة بعدما عانى ولا يزال من ضرر سياسي واقتصادي كبير بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب «حامي الدستور» الذي يعتبر انتخابه المدخل الأساسي الى كلّ الحلول والى مرحلة جديدة تستكمل فيها الخطوات الدستورية لينتظم عمل المؤسسات وتستعيد الدولة قدراتها والحياة السياسية حيويتها من اجل خدمة الوطن والمواطن».

وأضاف: «تعرفون أنّ اشقاءكم العرب وفي طليعتهم ابناء السعودية يواكبونكم بقلوبهم ويتطلعون الى اللحظة التي يتم فيها التوصل الى الحلول السياسية التي تريح الوضع العام في لبنان، فحبذا أن يشكل هذا اللقاء فاتحة هذا الامر بحيث تتخذ الحكومة اللبنانية مزيداً من الخطوات السياسية والامنية التي تطمئن السيّاح العرب والأجانب وتؤكّد أن السلطات اللبنانية لا تألو جهداً في اتخاذ كلّ الاجراءات التي تشجّع جميع محبّي لبنان على المجيء اليه، الأمر الذي سينشّط الدورة الاقتصادية ويعود بالنفع على قطاع الخدمات والوضع المالي العام، وقبل كل ذلك وبعده سيبقي لبنان في دائرة التواصل الطبيعي مع اشقائه العرب الذي تسعى بعض الجهات جاهدة الى بَتره وتشويه تاريخ العلاقات اللبنانية العربية وتغيير وجه لبنان وهويته وانتمائه».

ali-awad-assiri

وأوضح عسيري أنّ «بعض الاصوات التي تستعمل أساليب التجييش وارتفاع النبرة لا تخدم مصلحة لبنان ولا تريدها أصلاً، وجلّ ما فعلته انها استجلبَت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعلى الوضع اللبناني عموماً بعدما ربطت نفسها بشؤون اقليمية ومحاور لا تقيم اعتباراً إلّا لمصالحها الخاصة، فيما مصلحة الوطن تتطلّب خلال هذه المرحلة إبعاده عن كلّ الملفات والتجاذبات الاقليمية وعدم ربط مصيره بمصير أي طرف، إنما الانصراف الى معالجة قضاياه الداخلية واستنباط الحلول المفيدة بمعزل عمّا سيؤول اليه وضع نظام هنا او نظام هناك».

واكد «أنّ السعودية بجميع قياداتها كانت وستبقى الداعم الأساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والامني في لبنان ولصيغة العيش المشترك الاسلامي المسيحي، وغير صحيح ما يُشاع أنها تخلّت عن لبنان، فهذه ربما أمنية البعض التي لن تتحقق، لأنّ العلاقات السعودية – اللبنانية متجذرة في التاريخ وفي البعد الانساني الذي يجمع الدول والشعوب»، معتبراً «أنّ المطلوب من لبنان في المقابل أن يبقى أميناً لتاريخه، منسجماً مع ذاته ومع محيطه ليتصدى لكلّ ما قد يواجهه من مخطّطات ومشاريع نعرف سلفاً أنها لن تُحقّق ما تتوخّاه لأنّ الشعب اللبناني بكل طوائفه يعرف تماماً ماذا يريد وأين تتحقّق مصلحة بلاده».

وختم: «رجائي، كما رجاء كل محب للبنان، أن يشهد هذا المساء الحدّ الفاصل في القرارات. نعم للبنان الوحدة. نعم للبنان العيش المشترك. نعم للبنان المصالحة.

نعم للبنان الرئيس الجديد. نعم للغد المشرق والسلام والاستقرار والازدهار، مع الأمل أن تكون الانتخابات البلدية التي تجري بكل رقي وديموقراطية فأل خير وخطوة في اتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية».