طرابلس والوزير المشنوق !

قالـوا عنه 03 أبريل 2014 0

هذه هي طرابلس، كما عرفها الكثيرون.
إنها تعود الى أصالتها والتقاليد.
هي مدينة العلم والعلماء.
وواحة للخُلق والأدب.
بفضل الجيش والقوى الأمنية تزدهر بعد جمود.
وفي رعاية وزير الداخلية نهاد المشنوق، تستظل بالاستقرار والتهدئة.
نهاد المشنوق نجح في أصعب مهمة أُسندت اليه.
منذ بداية حياته، امتشق الواقعية والنزاهة.
ولذلك، عرف الداء وأدرك الدواء.
ربما، لأنه عرف قصة طرابلس مع القانون، ومع الخارجين على القانون.
مبضعه كان قلمه.
وانفتاحه على الفكر، لا يضارعه أو يضاهيه سوى ايمانه بالانسان واحترام الانسان.
لا أحد يستطيع أن يزايد عليه، لا في وطنيته، ولا مواقفه.
ولا أحد أكثر منه ذاق مرارة الوصاية.
الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يدرك ذلك.
ونجله الرئيس سعد نشأ على هذا الواقع.
كان الرئيس سليمان فرنجيه يقول دائماً، إن ابن العيلة ثق به ولا تخف.
ويردف: اعطه صولة القانون، وخذ نجاحات.
وهذا ينطبق على نهاد المشنوق.
وعلى ابن عمه وزير البيئة محمد المشنوق.
يقولون الآن إن الجناة هربوا.
وغادروا الجبل وتركوا التبانة.
وبقي في الاثنين السكان الطيبون.

***
من أخبار العاصمة الثانية الجديدة، ان تظاهرتين انطلقتا من باب التبانة الى جبل محسن، وكاد المتظاهرون أن يختنقوا من شدة العناق.
ومن عاش في طرابلس لا يستغرب ذلك.
فهذه هي طبيعة المدينة الفاضلة.
والأفلاطونية عاشت فيها، وإن ظل أفلاطون بعيداً عنها.
قبل نصف قرن، كان أبناء باب التبانة يقضمون التخلف.
وكان المثقفون منهم يعشقون كارل ماركس، من دون أن يقرأوا كتابه رأس المال.
ويتعاطفون مع ياسر عرفات وجورج حبش ونايف حواتمه.
وكان أبناء جبل محسن يتعايشون مع روّاد علم حيث تقوم في رحاب القبة مدرسة الأميركان من دون أن يحبوا الأميركان.
الى أن حلت الوصاية مكان مدرسة الأميركان.
وبعد ذلك، بدأت الحرب، بين الأوصياء والأبوات.
وازدادت ضراوة المواجهات بعدما دفعوا الى المدينة بكل أنواع التكفير والتعصب الى المدينة الفاضلة.
عندما صدر القرار باستعادة طرابلس الى الدولة، عرف الوزير نهاد المشنوق كيف ينثر السلام على الناس، من دون ضربة كف.
بلى، كان هناك ضربة معلّم لا بد أن يهتدي الجميع الى صاحبها.