“صالون السبت” مع وردة – “حزب الله”: لتغليب المصلحة اللبنانية على ما عداها

مقابلات اذاعية 27 يونيو 2009 0

س- نعم انه رفيق الحريري عدا عن الدمعة في العيون والأمل والثقة بمن يكمّل المسيرة ماذا تقول نهاد المشنوق بين الأمس واليوم، وفي خضم الإستحقاقات اللبنانية والألغام؟
ج- أولا أقول صباح الخير وشكرا إنك أرجعتنا الى صوت جميل وكلام أحلى، وعلى هديته بالكلام وبالتأكيد اشتقت له. وعلى كل حال بالتأكيد هو مرتاح لما هو حاصل.

س- في صبيحة اليوم الثاني من استشارات التكليف إستعدادا للتأليف قراءة عبر صالون السبت في كل الإستحقاقات وخفايا العقد والتوازنات الإقليمية والدولية مع سعادة النائب الاستاذ نهاد المشنوق من موقعه البرلماني المضاف الى سجله الصحفي والسياسي الغني عن التعريف، فهو كما كتب عنه الاستاذ طلال سلمان يتقّم نحو الندوة البرلمانية باعتباره ثمرة إتفاق الدوحة، أي انه نائب التوافق العربي والدولي بما يرضي فيه غرور الإستقلالية والتفرّد وهذه العبارات للأستاذ طلال سلمان، مجددا أستاد نهاد صباح الخير.
ج- دائما طلال سبّاق بالوصف بالتقدير، وعلى كل هو له فضل بمساحة الحرية التي أخذتها في “السفير” لمدة أربع سنوات كتابة ، وسبق وأنا قلت إنها إحدى التجارب في حياتي التي فيها الكثير من القدرة ومن الحرية ومن الجمال والإختصاص والقراءة.

س- الرسائل التي كنت تريد ايصالها هل وصلت ، وما هو ردّك على زميلنا الكبير الاستاذ طلال سلمان المحروم دائما والموعود دوما، ولا أعرف من تقديم خبراته في جنة النيابة او الوزارة؟
ج- أولاً، الرسائل وصلت طبعا وأنا سبق وتكلمت بهذا الموضوع ، ولكن إذا سألتني الآن أقول “السفير” أفضل ، وأعتقد ان منبر “السفير” لا يقل أهمية أبدا عن أي منبر سياسي آخر، تحديدا “السفير” منبر قادر على توصيل رسالته السياسية بالطريقة المناسبة وبالتوقيت المناسب، وبالإتجاه الذي يراه هو مناسبا ، وهذه تجرية ناجحة لأني عاصرت الأيام الاولى أو الأشهر الأولى لصدور “السفير” وشعرت في المدة الأخيرة ماذا يعني استمرار جريدة في الصدور لمدة 35 أو 36 سنة ، وهذه مسألة ليست سهلة.

س- و”النهار” أيضا 75 سنة؟
ج- طبعا، هذا لا ينكر “النهار” ولكن أنا أتحدث عن “السفير” بذاتها، وانا عندي تجربة سابقة في “النهار” وعندي صورة وأنا أنام على رفوف الورق في المطبعة في حرب ال1982، ولكن الآن أنا أتحدث عن “السفير” بمعنى انه ليس سهلا أبدا أن يستطيع شخص بمفرده تحمّل كل التغييرات وكل المسؤوليات وكل المشاكل وكل المصاعب وكل الحسنات وكل القدرات لفترة 35 سنة في جريدة سياسية جديدة ، والحمد لله تبقى موجودة وقادرة وثابتة على الإستمرارية ، وأنا طلبت ان لا يأخذ أحد كرسيي في “السفير”.

س- سوف أسألك عن مستقبل سياسي أو تستمر أو تعود للصحافة؟
ج- أولاً السياسة والصحافة لا يختلفان عن بعضهما وأنا منذ البدء كنت دائما في البقعة المتداخلة بين السياسة والصحافة.

س- في إطار عبارات ووصف الأستاذ طلال سلمان، هل حضرتك ثمرة اتفاق الدوحة، أي نائب التوافق العربي والدولي، وكيف تنتج مثل هذه الصناعة وكنا نعتبر ان إختصاص الدوحة هو صناعة الرئاسات فقط وليس النيابة؟
ج- تم الإتفاق في الدوحة على أن لا تكون الدائرة الثانية في بيروت نقطة إشتباك ، وبالتالي المرشحين في هذه لدائرة أو لنواب الذين سيمثلوها سيكونون تعبيرا عن تزكية وتوافق سياسي ، هذا الأمر تمّ بالنسبة للمرشحين الأرمن والمرشح الشيعي، إنما بالنسبة لي لم يتم وما تعهدوا به لم يوفوا به لا عهدا ولا ميثاقا ولا وفاءا، وبالتصويت تبيّن ان هذا الأمر لم يتم. وعلى كل حال رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم قال “انتهت مفاعيل الدولة وهذا الأمر إذاً أصبح وراءنا، ولكن أريد أن أقول ان ما تم هو إنتخابات طبيعية قابلت خلالها وطبعا بمساعدة الشيخ سعد الحريري ما يقارب العشرة آلاف شخص خلال خمسة أسابيع .
وعلى كل حال كانت التجربة جديدة ولكن الحمد لله الناس لبّت وصوتت وكان هناك نسبة تصويت عالية في الدائرة الثانية، وكان الفارق بالأصوات بيني وبين المرشّح المنافس حوالي تسعة آلاف صوت، وبالتالي حصلت إنتخابات ولم يتم تنفيذ الجانب المتعلق بي رغم كل العهود والوعود والبيانات، ولكن هذا الأمر أصبح وراءنا.

س- لا شك 67 على 97 حصيلة استشارات أمس ، سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وكانت المفاجأة ان “حزب الله” لم يسمِ الحريري، وهناك تناقضات في 8 آذار، وكذلك الجنرال عون لم يسمِ النائب سعد الحريري، ولكن من بعد جلسة ولقاء السيد نصرالله وسعد الحريري، كان البعض يتوقع شيء آخر، ولكن هناك يبدو تناقض ، هناك مناورة وغيره ، لكن قبل الدخول على الملف الحكومي والإستشارات التي ستستكمل اليوم، أريد منك صورة من نهاد المشنوق المحلل قبل أن تكون نائبا ، ماذا قرأت في الحصيلة الأخيرة لنتائج التصويت للرئيس ونائب الرئيس الى هيئة المكتب وأميني السر؟
ج- أنا لم أعطِ أهمية لما حصل في جلسة الإنتخاب، لأن هناك مبالغة بالتعامل معه باعتباره الصورة المقبلة للوضع السياسي، أنا لا أوافق على انه هذه هي الصورة المقبلة، وما حدث في مجلس النواب هو تأكيد على ان هناك أزمة سياسية جدية في البلد، وليست مفتعلة ، وبالتالي لا بد من البحث فيها والدخول في تفاصيلها والحوار حولها ومعالجتها، وهذا الأمر الذي كان واضحا منذ اللحظة الأولى لإعلان نتيجة الإنتخابات في قريطم، عند النائب سعد الحريري، يعني لم يكن مفاجئا ، وأنا لم أعتبر ان ما حصل في المجلس هو القاعدة التي يُبنى عليها ، وبالعتقادي ان ما حصل في المجلس هو استمرار للأزمة السابقة بشكل أو بآخر، للتوتر السابق أو الحالي ، ولا أعتقد انه مازال حاليا ، ولكن دعينا نسميه السابق بشكل أو بآخر ، ولكن لا يُبنى عليه.

س- ولكن ما سبب هذه المبارزة، وهل هناك تباين في الأكثرية؟
ج- لماذا نعطي لموضوع أكثر من أهميته، الىن الرئيس بري هو رئيس مجلس النواب اللبناني والشيخ فريد مكاري هخو نائب رئيس مجلس النواب اللبناني وأعضاء المكتب هم أعطاء مكتب مجلس النواب، وبالتالي هذه حادثة وليست مساراً.

س- حُكي عن ضمانات غير منظورة لإعادة إنتخاب الرئيس بري ، هل الأوراق البيضاء من ضمن سيناريو؟
ج- تقولين غير منظورة ، أنا أعتقد انه حصلت مفاجأة كبيرة بانتخاب الرئيس بري، ومن إنتخب بالورقة البيضاء كان معروفا ومعلناً ، وهم أعلنوا مسبقا انهم سينتخبون بورقة بيضاء سواء كتلة القوات أوكتلة الكتائب أ وكتلة بيروت الأولى وجزء من كتلة الأرمن، على الأقل ثلاثة أو أربعة نواب أرمن، وبالتالي كل من أعلن عن ورقة بيضاء ونفّذ ذلك ، والكثير ممن تعهدوا بالتصويت صوّتوا . لذلك لا يجب أن نبالغ بهذا الأمر باعتبار ان كل الذين لم يصوّتوا هم من كتلة المستقبل، وأنا أعتقد اننا نستطيع توزيع الأصوات على ثلاث كتل: كتلة اللقاء الديموقراطي، كتلة جزين، ربما جزء من كتلة العماد عون وكتلة المستقبل، فإذا وزعنا الثأر على الكتل الثلاثة فسوف يخف أثره كثيرا.

س- يعني هناك إختفت الأصوات؟
ج- أنا أعتقد هذا ولكن لا يجب إعطاء أهمية جدية لهذه المسألة.

س- لكن يبدو ان لها إنعكاسات على موضوع التكليف والتأليف؟
ج- انا لا أعتقد ان هذا الأمر مرتبط بذاك، وأنا أرى إن الأزمة السياسية المتعلقة بتشكيل الحكومة هي أزمة جدية لها علاقة بما يحدث داخلها، وليس بما حدث في مجلس النواب، وهذه مسألة منفصلة تماما عن ما حدث في مجلس النواب ، لأن ما حدث في مجلس النواب هو إعلان عن إستمرار الأزمة السياسية بشكل أو بآخر، ولكن الحكومة مازالت في بدايات ساعاتها الأولى، ولا يستطيع أي كان أن ينكر ان هناك أزمة سياسية، وأعتقد ان كل ما يجري الآن حول وسائل الحوار حول هذه الأزمة وإيجاد مخارج وطرق للتحاور حولها بشكل طبيعي، بدون توتر وبدون إنفعالات وبدون رد فعل وبدون إتهامات وبدون إعلان مسبق عن رغبات حادة.

س- لكن برأي المعارضة ان التوافق السياسية الذي تم قبل الإنتخاب قد أصيب بالإبتزاز والمعارضة أو على الأقل البعض منها غير مقتنع بالأسباب ، هل توضح هذا الإلتباس في لقاء السيد نصرالله والنائب سعد الحريري هذا الإلتباس، وهل أزيلت الأسباب؟
ج- بالتأكيد تمّ توضيح هذا الأمر ولكن أعود وأقول ان ما حصل في مجلس النواب يتم استعماله وكأنه هو “بورت شابو” او علاّقة الإشتباك السياسي وأنا لا أوافق على هذا الأمر.

س- هل نحن أمام مرحلة شد حبال؟
ج- الأمر طبيعي بالنسبة لتشكيل الحكومة ان يحصل نوع من شد الحبال، ولكن ما حدث في مجلس النواب ليس هو الصورة المقبلة للوضع السياسي في البلد، هناك ازمة سياسية يجب ان يجلسوا على الطاولة لمناقشتها بشكل او بآخر.

وباعتقادي ان موضوع تشكيل الحكومة منفصل تماما عن الذي حدث في مجلس النواب، لان ما حدث في مجلس النواب هو حادث يعبّر عن استمرار الأزمة السياسية وتحتاج الى حوار ومناقشات طبيعية وهادئة وعاقلة والى حد ما عادلة ، وأعتقد ان الجميع ورغم ما حصل أمس وأول أمس رغم عدم التسمية ، الجميع يضع نفسه على هذه السكة لأن هذه السكة هي الوحيدة المتاحة ومن يعتقد ان لديه سكة أخرى غير الحوار يكون كمن يضيّع وقته.

س- قلت في حفل استقبال المهنئين ان ثمة غطاءا عربيا دوليا إيجابية يعزز التفاهم والحوار، والرئيس بري تحدث عن لحظة إقلمية دولية مؤاتية يجب ان تستثمر لبنانيا في حكومة وحدة؟
ج- أنا لست مع تعبير الإستثمار لأنه تعبير تجاري.

س- دعنا نقول ترجمتها ولكن هذا المواطن اللبناني يسأل ما المقصود بذلك، هل ما يجري هو خارج الحوارات اللبنانية وما كتب قد كُتب؟
ج- لا طبعا، ليس خارج خيارات اللبنانيين ، فإذا أتيح للبنانيين لحظة استقرار إقليمية بشكل أو بآخر ، هم يبحثون عنها ولا يخرجون الى خارجها، لنكن واضحين ، أنا قلت هذا الكلام مقارنة بالعام 2005 حيث كان لنتائج إنتخابات عام 2005 رعاية وحماية عربية ودولية كبرى، ولكن كانت باعتبارها منصّة للوجوه وليست مكانا للتفاهم، أما الرعاية العربية والدولية الآن لنتائج إنتخابات عام 2009 فهي رعاية ايجابية بمعنى انه يُراد لها ان تكون مجالا للحوار والتفاهم والإستمرار بالحوار حتى الوصول الى نتائج معقولة وعادلة ومرضية لأكبر عدد ممكن من الناس، وبالتالي هذا هو الفرق بين الحماية العربية والدولية السابقة ، والحماية العربية والدولية الآن.

ايضا إعتبار اننا جزيرة معزولة ، وبالتالي كلما سمعنا خبرا عنا في غير لبنان نعتبر ان هذا تدخلا ، هذا كلام قديم ، فالدنيا كلها مفتوحة على بعضها الآن، ونحن جزء من منطقة تقع على خط زلازل وهناك مشاكل في المنطقة نتأثر بها، وهناك إيجابيات في المنطقة نستفيد منها ونستثمرها، والآن توجد فرصة معقولة وإيجابية الى حد ما وطبيعية ممكن أن نستفيد منها في لبنان إذا قررنا ان الحوار هو الوسيلة الوحيدة للوصول الى نتيجة.

س- سؤالي لك أين ستؤلف الحكومة والكلام عن زيارة موفد سعودي مرتين الى دمشق ، هذا السؤال مبني على مانشيت في “السفير” هذا الأسبوع:”الحريري الى نادي رؤساء الحكومة بالتوافق العربي” واليوم معلومات نُشرت في صحيفة “السفير” تقول انه في إطار معادلة سياسية وبعد لقاءات سعد الحريري في السعودية تقدّمت السعودية من سوريا بورقة مطالب لبنانية معظم نقاطها ما تم التوافق عليه في جلسات طاولة الحوار 2006، لتكون أرضية صالحة لتفاهم لبناني- لبناني، لكن الجانب السوري نأى بنفسه عن كل ما يخرج عن عنوان العلاقات الثنائية بما في ذلك موضوع سلاح المقاومة، تاركا للمعارضة اللبنانية ان تتوصل الى ما تراه مناسبا حسبما جاء في “السفير” ، نهاد المشنوق ماذا يقول عن صحّة هذه المعلومات وأي علاقة لموقف المعارضة؟
ج- أنا لا أريد مناقشة المعلومات، ولكن أولاً هذا هو اسلوب العمل السوري، ولا جديد في ذلك فعندما تعرض عليه المواضيع يترك الخيار أمام حلفائه اللبنانيين، وعند الضرورة القصوى إذا وجد الطريق مغلق يتدخل ليرى كيفية معالجة الأمور.

كيف حصل إنتخاب رئيس الجمهورية؟ لماذا عندما أتى الرئيس ساركوزي الى دمشق وقبله جاء الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان يرافقه مسؤول آخر في الإليزيه الى دمشق ، وتم الإتفاق على الكثير من الأمور التي تحققت حتى الآن أولها إنتخاب رئيس الجمهورية، أي تسهيل إنتخاب رئيس جمهورية، ومن بعدها عدّة أمور أهمها إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، فلماذا لم يٌعتبر هذا الأمر خارج لبنان، فالأمر طبيعي ان يكون هناك تشاور لأن الوضع اللبناني وضع حساس ويهم الدولة العربية وأوروبا والأميركيين بشكل طبيعي ويهم السوريين قبل الآخرين لاننا نحن على حدودهم، فمثلما يهمهم عدم الإستقرار في وقت من الأوقات، يهمهم الإستقرار في وقت آخر.

إذا كان لبنان جزء من توافق أو من تقدّم في العلاقات السورية – السعودية أو بالعلاقات السورية- الأميركية، لأنه إذا أخبرتك منذ شهر بأنه سيصدر عن البيت الأبيض بيان يقول فيه ان سوريا عنصر من عناصر الإستقرار الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط، وسياستها قائمة على تحقيق هذا الإستقرار لما كنتِ صدّقت ذلك، ولكنتِ إعتبرتِ ان هذا من عجايب الدنيا.

على كل حال ما هو حاصل في العلاقات السورية- الأميركية وفي العلاقات السعودية – السورية وما هو حاصل حتى في تعاطي الفرقاء اللبنانيين مع مسألة الحكومة، أعتقد انه ممكن أن نقول ان الجانب الأول من الشق الخارجي إيجابي وأن نقول ان الجانب الداخلي هو على حدود ، على حافة الإيجابية لأنه كان من السهل أن يقولوا لم نسمِ ولا نقبل الخ.

إذاً نستطيع أن نقرأ ذلك انه على حافة الرفض ونستطيع ان نقرأها انها على حافة التعاون ، برأيي ان ما نراه يفرض على جميع الناس التعاون، كل الأفرقاء اللبنانيين لهم مصلحة بأن يكونوا على حافة التعاون وأن يتقدموا تدريجيا، بعضهم بحذر وبعضهم بقلق وبعضهم بهدؤ وبعضهم باطمئنان ، وأن تسير الأمور بشكل طبيعي.

س- المهم بالنسبة للكلام الذي صدر في السفير عن التوافق العربي وزيارة موفد سعودي مرتين الى دمشق وورقة سعودية الى دمشق ورفضها من قبل دمشق او ترك الحرية للحلفاء؟
ج- لقد قلت لك ان الكل على حافة التعاون وان لا نذهب الى رفضها وعدم التسمية، باعتقادي ان الأمور موضوعة في وضع ان جهات عندها قلق وجهات عندها مطالب وجهات عندها شبق وزاري.

س- دمشق ترحب بتولي سعد الحريري رئاسة الحكومة؟
ج- طبعا وهذا الموقف ليس جديدا ، إنما صدر منذ أكثر من اسبوعين الترحيب بتوليه الحكومة، وبالتالي هذا يسهّل مهمة سعد الحريري ولا يصعّبها ، فمجرّد الترحيب بترك المجال للحوار الداخلي الهادىء ولا يعقل ان لا نستفيد مما يحصل بين الأميركيين والسوريين ولا يعقل ان لا نستفيد مما يحصل بين السعوديين والسوريين، ولا يعقل ان لا نستفيد من الهدوء لفترة نعيشها ونتقدّم فيها بشكل او بآخر بكثير مما يطلبه الناس. لذلك لا يجب ان نستعجل لأن ما نراه كله بدايات، ولكن ليس بالضرورة ان نأخذ كل هذه البدايات الى المنحى السلبي، والأرجح انها بدايات بالإتجاه الإيجابي في كثير من المناطق الداخلية والخارجية.

س- في ضوء استشارات القصر أمس والتناقضات التي لاحظناها وكلام النائب محمد رعد لم نسمِ أحد لرئاسة الحكومة ولكننا لو وصل الحريري سنكون متعاونين ، برأيك نهاد المشنوق لقاء الحريري-نصرالله لم يحدّد تماما وجهة التكليف؟
ج- لقد تم تحديد ما هو أهم من التكليف في هذا اللقاء، وهو استمرار الحوار بشكل إيجابي وموضوعي، وبالتالي يجب ان نأخذ بعين الإعتبار ان الحزب لديه قلق جدي مما يحصل في المنطقة ، ومن يقول غير هذا الكلام يكون يبالغ أو يتجاهل وقائع حاصلة، هناك أزمة كبرى في النظام الإيراني في قلب النظام الإيراني، وفي قلب المؤسسات من أولاد هذا النظام، من أولاد هذه المؤسسات، وليس من الخارج، لأن قصة ان الخارج يستطيع التأثير على ستة من قياديين أو مؤسسين للثورة الإيرانية أمر مضحك.

على كل الأحوال، هناك أزمة ليست ظاهرة ، ولكن بالتأكيد هناك ترقب إيراني للتقارب لسوري – الأميركي وللتقارب السعودي- السوري، مما يفرض على الحزب حالة من الترقب والقلق ويفرض على الآخرين التعامل مع هذه الحالة بطريقة تطمئن اكثر من أن تسبب المزيد من القلق أو التوتر، وأعتقد ان هذا هو الإتجاه العام. وأنا أريد أن أقول ان هناك بدايات في كل مكان لإمكانية التعاون، بدايات جدية وإيجابية ومنطقية ليست عاطفية بل تستند الى مصالح. فللحزب وضعه في المنطقة وعنده مشاكله في المنطقة، ولكن هذا لا يمنع ان يكون لديه قدرة على الحصول على ما يطمئنه أو ما يبدّد قلقه بشكل أو بآخر. وأعتقد ان كل الجهات المعنية التي سميناها الآن عندها رغبة بأن تطمئن لا أن تثير قلق أحد من الأطراف.

س- وبانتظار صعود دخان التكليف وقد بدأ ولكن عند البعض انقشاع في الرؤية مثل حضرتك، وعند لبعض الآخر ضبابية وغيوم، حتى انه قرأنا في جريدة “الحياة” للاستاذ داوود الشريان تحت عنوان “تريّث ياسعد” وهذا حصل في وقت سابق ثم أطلق هذه المقولة من جديد جميل المغربي ايضا في “الحياة” ؟
ج- طبعا انا قرأت الإثنين وقرأت غيرهما، واعتبرت ان هذا الامر ظاهرة صحية انه من باب الحرص على سعد الحريري ان تتم مناقشة هذا الأمر علنا، ولا يجب ان ننسى مدى ارتباط صورة النائب سعد الحريري بالقيادة السعودية، باعتباره أحد اولادهم، وباعتباره يعبّر بشكل او بآخر عن رغبتهم بالإستقرار وبالهدوء في لبنان، وبتحسّن الوضع، وهذا الأمر يجب ان يكون جزءا من الحوار السعودي الداخلي والعلني. وأنا أعتبر ان هذا الأمر صحي ، وأنا قرأت الإثنين وأعتقد ان كلامهما معقولا ويمكن الاجابة عليهما بطريقة معقولة ومنطقية ربما تكون مقنعة أو لا تكون مقنعة.

س- ربما من خوفهم من زرع الألغام في طريق سعد الحريري؟
ج- بطبيعة الحال هذه الألغام موجودة دائما في لبنان. أنا كنت في السابق دائما أقول اذا كان عندي مسألة شخصية مثلا، هذا الوقت ليس مناسبا وأكرر ذلك، وبأن الوضع صعب ولا يسمح ، ولكن يتبيّن بعد عشر سنوات بأن كل الأوقات كانت صعبة وان التأجيل لم يؤد الى نتيجة، ولكن هناك أمر لا بد من ان يؤخذ بعين الإعتبار ، وأعتقد ان الأخ داوود والأخ جميل ايضا لهما مصلحة منطقية بأن يأخذ الأمر بعين الإعتبار ، وهو ان ما جرى في 7 حزيران هو إنتخاب سعد الحريري، فهناك فرقا بين إنتخابات الـ2005 وإنتخابات الـ2009 ، فالأولى قامت على دم أو على إغتيال الرئيس الحريري، وبالتالي تجاوبت الناس ومن باب عاطفي ومن باب وطني واستقلالي

أما ما جرى في إنتخابات الـ2009 هو إنتخابات قامت بجزئها الأكبر على تجربة سعد الحريري وشخصيته، ان تتفق معه أو تختلف معه هذه مسألة ثانية، ولكن هذا واقع ، فالإنتخابات في كثير من المناطق التي حققوا فيها تقدّما او انتصارات ، هذا الأمر يجب ان يُسمى كما هو. هذه انتخابات سعد الحريري، وبالتالي غير مطلوب منه بعد الذي تحقق في الإنتخابات أن يقول الآن فرصة غير مؤاتية أو الوضع غير جيد أو هناك مشاكل، فالمشاكل كانت موجودة دائما وهو تحمّلها سواءا كان في الداخل أو في الخارج.

س- ماذا يعني سعد الحريري رئيسا للحكومة وأي حكومة سنرى وماذا عن المعادلات التوافقية وارضاء الرغبات ، والى ماذا تستند نهاد المشنوق بقولك ان الحكومة المقبلة لا أكثرية لاغية ولا ثلثا معطّلاً لأي طرف؟
ج- بكل الأحوال هذا هو الطبيعي والمنطقي، وأنا أعتقد ان ما قاله الرئيس بري منذ أيام عندما قابل رئيس الجمهورية بعد إنتخابه رئيسا للمجلس حيث قال المطلوب حكومة ليس فيها ميّزة لأي من الطرفين، لا الى 8 آذار ولا 14 آذار ، يعني نفس النتيجة ولكن بتعبير آخر، ولكن سنسمع كلاما كثيرا سنطلع الى السماء وننزل ونذهب الى البحر ونرجع ونسافر بالبر ونرجع ، وفي النهاية سنرجع الى الأمر الطبيعي والمنطقي الذي يقول انه ليس هناك ثلثا معطّلا ولا أكثرية لاغية، ولا توجد بالتالي طريقة أخرى.

س- لكن سنكون أمام مرحلة استنزاف ؟
ج- ماذا تعني بالإستنزاف ومن سيستنزف مَن؟

س- بمعنى تضييع الوقت؟
ج- دائما كنا نضيّع الوقت بتشكيل الحكومات، وهذا ليس بجديد ولا يجب ان نبالغ بهذا الموضوع.

س- البعض برأيك عنده نيّة للوصول الى الفشل في التوافق خاصة ان البعض في المعارضة حُصر على لائحة مطالب ودفتر شروط أقله ما يسمّى بالثلث المعطّل؟
ج- الثلث المعطّل انتهى مفعوله مع إنتهاء مفعول اتفاق الدوحة.

س- هل يعود الى الحياة بالتمثيل النسبي مثلا والذي يطالب به العماد عون؟
ج- سوف نسمع الكثير من الكلام والكثير من الصوت العالي والأوهام والأحلام ورفع سقف وتخفيض سقف ونرفزة وانزعاج وتوتر ورفض وقبول، ولكن بالنتيجة هذه الرغبة الدولية والعربية الشاملة الإيجابية للوضع في لبنان ستؤدي الى تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري طبيعية ليس فيها إفتعال ولا ثلث معطّل ولا أكثرية لاغية، فيها إمكانية التفاهم وقاعدة للحوار، وفيها وزراء طبيعيون يقومون بأعمالهم بشكل طبيعي وبدون إفتعال ودون إنفعال ، هذا الأمر متى سنصل اليه، وكيف ؟ هذا يعود الى اللبنانيين وقدرتهم على أن يصلوا اليه بأسرع مما هو ظاهر. أنا برأيي لن نصل اليه بسرعة، ولكن سنضيّع الوقت ونضيّع الكلام ونضيّع مفردات وسنكتشف صفات جديدة بأشخاص كثر، وبعدها سوف نصل الى ما كان بالإمكان الوصول اليه خلال اسبوع بشكل طبيعي.

لا بد ان ما حدث في اللقاء بين الشيخ سعد الحريري وبين السيد نصرالله هو بداية حوار لا اقول انها حققت نتائج، ولكنها حققت استمرار للحوار أو لا.
ثانيا: حققت ما هو أهم من ذلك ان هناك تفهم عربي ودولي وداخلي وعند النائب سعد الحريري تحديدا بأنه لا بد من معالجة مسألة القلق عند “حزب الله” بشأن التطورات في المنطقة وبشأن سلاح المقاومة، هذا العنوان الرئيسي المختلف عليه أو الذي لم يُقر بعد بشكل نهائي، ويجب ان نجد ما يطمئنه وما يخفف من توتره، ما يجعل وضعه داخل النظام طبيعي وما يجعل مشاركته أمر ممكن وبهدوء وبما يحقق مصالح اللبنانيين. برأيي اننا سنصل الى هذه النتيجة ، ولكن الفرق هو متى سنصل.

س- هل ان التعطيل أو التأخير الذي سنشهده او نعيشه بسبب جلاء غيوم الخارج هو شهية الداخل؟
ج- نستطيع دمج السببين بعضهما ببعض، ولكن بالتأكيد ان الحصة الأكبر هي للوضع الداخلي.

بالنتيجة اذا قرأنا الكلام الذي يُقال اليوم وغدا وبعد غد والى متى شئنا ، نجد انهم يقولون لسعد الحريري صحيح انك نلت 71 مقعدا ولكن نريد منك تشكيل حكومة على اساس انك نلت 61 مقعدا يعني حتى ما دون النصف ، وهذا أمر غير طبيعي ولكن يجوز ان التفاوض بدأ بهذا الشكل ولكن ليس طبيعيا ان ينتهي بهذا الشكل.

س- لكن من فاز بالإنتخابات والبعض يقول وكأن المعارضة هي التي فازت؟
ج- انا قلت لك هم يقولون لسعد الحريري انك نلت 61 ونحن نلنا 67 وتفضل لكي نتناقش ولكن لا بأس هذه كبداية أمر طبيعي ان يكون لدى بعض الناس اوهاما من هذا النوع، لكن لا يوجد اصرار عليها مثلا حتى في المعنى السلبي ، عندما يقول الجنرال عون انه يريد تمثيلا نسبيا لا يكون بذلك يقول وكأنه فاز بالإنتخابات لأن من فاز بالإنتخابات لا يطالب بالتمثيل النسبي. لذلك يجب ان نرى الأمور ليس فقط بشكلها الخارجي لا يوجد تمثيل نسبي سوى في إنتخابات قائمة على قاعدة النسبة، وهذا كلام فولكلوري لا علاقة له بالبلد، ولا بطبيعته ولا بالطائف، ولا بتركيبته ولا بسياسته، هذا كلام لا يوصل الى نتيجة ولا شيء ، ولكن يجب ان يقولوه مثل الكلام الذي يقول ان الحزب لا يزال مصرا على الثلث المعطّل ومثل الكلام الذي يقول فلان يريد عدد كبير من الوزراء. سوف نسمع كلاما كثيرا ولكن هل يتحول هذا الكلام الى حقائق لن يتحول الى حقائق ، غير الأمر الطبيعي القائم على انه لا ثلث معطّل ولا أكثرية لاغية ، والضمان والتوازن عند رئيس الجمهورية ، هذه القاعدة هي قاعدة الحركة السياسية المقبلة.

س- وهل هذا تمني خارجي لضمان الإستقرار في لبنان؟
ج- لماذا القول انه تمني خارجي، هذا استنتاج طبيعي في ظل الأزمة التي نعيشها، لا بد من شخص أو مكان يكون فيه عامل الإستقرار والتوازن قائم مادام هناك جهتان متصارعتين الى هذا الحد ، ما هو الخيار الآخر، هل أن يتخلى احدهم عن الآخر؟ هذا لن يحصل ان يلغي واحد منهم للآخر ، هذا لن يحصل ايضا، ولكن ما سيحصل هو انه ستكون هناك نقطة توازن واستقرار وضمان ورئيس الجمهورية القادر ان يقوم بهذا الدور، وبالتالي هذا الامر لا يلزمه رغبة خارجية ولا وصفة من اوروبا . هذا أمر طبيعية ونتيجة طبيعية ، خلاصة طبيعية للأزمة التي نعيشها ونتيجة طبيعية للإبتكار اللبناني إنه اذا اردت الوصول الى استقرار توجد امامك هذه الطريق، فهل تحب ان تسلكها أم لا؟ في البلد قد تقول لا ، ولكن من ثم تذهب .

س- دعني أقرأ لك عن التيار الوطني الحر وعبر وسيلته الإعلامية ماذا يقول: “اما ان يتراجع الحريري عن معركة الشراهة فيستكمل حوار الضاحية ثم الرابية وطبعا عين التينة لتشكيل حكومة وحدة واما التعنت والذهاب الى حكومة اللون الواحد”؟
ج- لا أريد ان أجيب بقسوة ولكن أعتقد ان الشرعية هي في الكلام عن التمثيل النسبي، وأما لم أر شراهة عند النائب الحريري الذي يقول انه يريد ان يتحقق مع كل الناس ، واريد تشكيل حكومة كطبيعية وأريد ان اتفاهم مع كل الناس بمقدار ما أستطيع لانه لا يستطيع أيضا أن يرضي كل الناس، ولا يوجد شيء اسمه إجماع في السياسة ، هناك غالبية عظمى وهناك غالبية، ولكن ما حدث في الإنتخابات هو انتصار وليس ارباح وهو كبير لدرجة انه يجب إعطاء النس الوقت لكي تستوعب نتائجه.

قلت لك سوف نسمع كلاما كثيرا ولكن كل هذا الكلام لن يوصل الى نتيجة إنما ما يوصل الى نتيجة هو ببساطة واختصار لا أكثرية لاغية ولا ثلث معطّل ، عنصر التوازن والإستقرار والضامن موجود عند رئيس الجمهورية، فإذا كنا لا نقبل بأن يكون هذا العنصر موجود عند رئيس الجمهورية فسيكون هناك خطأ كبير في تفكير من يرفضه. فمرة نسمعهم يريدون تعزيز صلاحيات الرئيس، وبعدها يطلبون التسجيل في الدستور حقه في الثلث المعطّل، هذا كلام غير منطقي فلا يوجد ثلث معطّل لأن منطق الثلث المعطّل منطق خطأ.

س- يقولون اما ان تدخل مرحلة التأليف في عاصمة من التجاذب والتفاوض والضغوط في انتظار وحي، ما هذا الوحي وما العودة اليه وكيف؟
ج- هذا الوحي ما حدث برغبة الجميع بالوقوف على حافة التعاون لان لهم مصلحة في ذلك وليس بسبب وحي من الخارج، ان النائب سعد الحريري عندما تحدث عشية الإنتخابات ومد اليد وقال ان هذا يجعلني مصرّا اكثر على النظام وعلى الرغبة في الحوار، هل قام بذلك لأنه كان مطلوبا منه ذلك من الخارج، أم لمصحلته؟ وبالتالي هذه مصلحته ومصلحة البلد وهذه هي قناعاته وايضا باستطاعة التيار الوطني الحر ان يقول ما يريد ولكن بالنتيجة ليس مضطرا لاستعمال تعابير إذا اذا استندت الى وقائع ، أنا لم اسمع النائب الحريري تحدث عن اكثر أو عن أقل ، وبالتالي الكلام عن الشراهة للحقيقة كلام سخيف ولكن سوف نسمع منه الكثير الى ان يهدأ الجميع ويجدوا ان لهم مصلحة بصياغة هادئة.

س- ربما الإستباق في القراءة ليس في محله ولكن هذه المناخات في عمق الشوارع والطوائف مازالت ملبدة بالغيوم وانت تسمع في الصالونات وفي الجلسات انه نحن 5- صفر والآخرين 3-10 ولكن هناك تجارب ماضية مريرة لا اقول أكثر من ذلك ولا أقل؟
ج- ماحصل في الانتخابات كبيرة لدرجة وانا اسميه انتصار وانا متحفظ جداً باطلاق الخطاب والاوصاف .

س- لكن هناك نفوس مشحونة وقلوب مليانة وانا اتمنى لسعد الحريري بالتوفيق والنجاح ولكن هناك سؤال مررت عليه واعطيت تقريبا الجواب عليه ولكن اريد ان اكرر انه في اطار المصلحة العليا لجميع الفئات اللبنانية المشحونة او غير المشحونة، المضغوطة او غير مضغوطة، رابحة او خاسرة، كيف ترى المعادلة الحكومية التي تترجم كلامك عن نقطة توازن وضمان هي رئاسة الجمهورية ؟
ج- المعادلة هي التي ذكرتها لك وايضا نحن ننسى انه في فترة الانتخابات مارس التيار الوطني الحر هجوما مماثلاً في مسألة احتمال انضمام بعض النواب الى رئيس الجمهورية. الآن سيكررون نفس الموضوع ونفس الكلام ومن ثم سيعودون الى الطبيعي لانه ماهو خيارهم الآخر هل ان يبقوا خارج الحكومة؟.

س- إذاً الى أين يريدون الوصول ؟
ج- لا يمكن ان يصلوا الى مكان الى حيث يجب ان يصلوا وهو التوافق والتعاون بشكل طبيعي وبحكومة طبيعية وبالتالي القاعدة هي الآلية النابعة من الدستور والتي هي آلية مدروسة بدقة وتعطي كل الناس حقوقها حيث يجب ان يأخذوا، فلا يوجد ثلث معطل في الدستور ولا ثلثين لاغيين، ومنطق الطائف لايقوم على الالغاء بل على التفاهم وعلى الحوار ولكن ليس على قاعدة التعطيل .

س- هل من الطبيعي ان تكون المعارضة والموالاة في داخل الحكومة ؟
ج- لقد اخذ الطائف بعين الاعتبار احتمال التمثيل لأن المشرّعين افترضوا في ذلك الحين انه ممكن ان تكون نتائج الانتخابات مماثلة لما وصلنا اليه الآن بمعنى ان هناك طائفة كبرى متمثلة بحركة امل وحزب الله وغير موجودة بشكل جدي وتمثيلي في مكان آخر وبالتالي لايمكن الغاءها ويجب التعامل معها بشكل طبيعي ولكن التعامل معها بشكل طبيعي لايفترض الثلث المعطل وهذا الثلث قام لاسباب توتر في ظروف سياسية مختلفة ولا نريد العودة الى 7 أيار والدوحة، فرئيس الوزراء القطري أعلن في حديث للجزيرة انتهاء اتفاق الدوحة بكل مضامينه وتحدث عن الدائرة الثانية دون تسميتها بمعنى انه تابع مجرى الانتخابات في دائرة من الدوائر التي كان متفقا عليها .
على كل حال الثلث المعطل هو نتاج خطأ لمراحل سيئة وانتهى وتثبيته الآن جريمة بحق النظام وجريمة بحق اللبنانيين. هناك آلية طبيعية للنظام موجودة في الدستور تأخذ بعين الاعتبار التمثيل الطائفي لمجموعة كبرى لايمكن تجاهلها تكون موجودة في الحكومة وحقها محفوظ التمثيلي والسياسي والوطني وهناك منطقة يجب ان تضعها في الوسط وهي عنصر استقرار اسمها رئاسة الجمهورية فلا يمكن أن تكون حريصاً على رئاسة الجمهورية وفي نفس الوقت ترفض ان يكون الاستقرار والضمان والامان برئاسة الجمهورية .
وبالتالي مصلحتنا جميعا كلبنانيين ان يكون عنصرالتوازن والاستقرار والضمان السياسي لجميع الاطراف موجود عند رئيس الجمهورية .

س- 8 آذار تقول عند رئيس الجمهورية يعني عند 14 آذار ؟
ج- هذا كلام جزء من العجائب التي سوف نسمعها كثيراً ولكن هذا ليس كلاماً حقيقياً انا سمعت رئيس الجمهورية مرتين بشكل شخصي وغير الكلام العلني وانا استطيع التأكيد كمراقب وليس كنائب فقط هو حريص على التوازن وحريص على تنفيذ الدستور وعلى الاستقرار، والاستقرار لايكون بأن تقف مع جهة ضد جهة هذا غير صحيح .

س- إذاً اسم سعد الحريري رئيساً للحكومة يحدد مواصفات المرحلة المقبلة وطبيعة الاجواء المقبلة على لبنان ؟
ج- انا اعتقد ان صورته واضحة اولاً اعتقد انه واعد بمعنى انك تستطيع ان تتكلم عن مستقبله اكثر مما تتحدث عن ماضيه وبالتالي هو واعد ولديه قدرة وعنده تجربة ومرّ بمصاعب بتقديري ان غيره لم يكن ليصمد امامها .
السنوات الاربعة التي مرت عليه كانت صعبة جداً انسانياً وسياسياً وشخصياً وعائلياً كانت صعبة وبكل المعاني ومع ذلك صمد واستمر واستطاع الوصول الى ان يجري الانتخابات بنفسه باعتبارها انتخابات سعد الحريري وحقق فيها انتصاراً كبيراً .

س- ما الذي يدفع سعد الحريري الى الاعتذار عن تأليف الحكومة ؟
ج- ان لاتكون بعد الآن حكومات في لبنان .

س- لنفترض ذلك ؟
ج- هذا الامر غير وارد انت تتحدثين الآن عن منطق ازمة كبرى غير متوفرة .
اعود واقول هذه الرعاية الدولية الكبرى والعربية الاكيدة هي رعاية ايجابية اخذت بعين الاعتبار العلاقات اللبنانية – السورية وقلق حزب الله ونهم التيار الوطني والضمان والاستقرار الموجود عند رئيس الجمهورية .

س- عنوان آخر: تلقيح in vitro نيابي يعني تفقيس كتل البرلمان الجديد والنواب والكتل الجدد وبرلمان 2009 اي سيناريو تتوقع هل هناك خلط اوراق وخريطة جديدة للكتل ؟
ج- هناك اخراج مسرحي لما يفترض انه طاولة حوار مقبلة هذا يفترض نائبا وذلك يضم ثلاثة وآخر يتصّور معهم وعلى كلٍّ أعتقد ان من عنده فائض يستطيع ان يعطي منه وهو النائب سعد الحريري ولكن على كل حال هناك كتل طبيعية ولكن دعينا نرجع الى الطبيعي على ماذا قام الحوار ؟
طاولة الحوار وضعت من قبل الرئيس بري في مجلس النواب بعد انسحاب وزراء المعارضة وحزب الله وأمل والوزيرالمحسوب على رئيس الجمهورية في ذلك الحين يعقوب الصراف من الحكومة، باعتبار ان هذه ازمة تحتاج الى حوار ونعمل لها توليفة، وعاد الوزراء واستمرت الأزمة لان الصراع الجدي حصل في ذلك الحين على قصة المحكمة بعد اغتيال جبران تويني فتطوّرت طاولة الحوار الى ان صارت عند رئيس الجمهورية بعد انتخاب العماد سليمان وبعد اتفاق الدوحة لكن هذا الامر كله قائم على عناصر لم تعد متوفرة يعني طاولة الحوار قامت بديلا عن الحكومة وقامت بديلاً عن انتخابات مشكوك باكثريتها بمعنى نحن اعطيناكم الاكثرية بواسطة التحالف الرباعي وقامت على اساس ان هناك خلافاً لاحلّ له مع رئيس الجمهورية العماد لحود في ذلك الحين .

س- لكن نتائج انتخابات بعبدا برهنت ان هذا التحالف الرباعي فعل فعله في عام 2005 ؟
ج- انا اريد ان اقول شيء آخر الحلف الرباعي حقق غرضه في ذلك الحين وهو اجراء انتخابات دون ازمات كبرى ولم يحقق غرضه بان زاد من حصة فلان او انقص من حصة فلان وتمت طاولة الحوار واتفقوا على عناوين رئيسية منها العلاقات الدبلوماسية وترسيم الحدود وسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتمت بالاجماع ، بقي فقط الاستراتيجية الدفاعية لان كل النقاط الأخرى أُنجِزت من خلال موضوع العلاقات اللبنانية- السورية .
أما الآن فالوضع مختلف تماماً، الآن جرت انتخابات طبيعية لا احد يستطيع ان يدّعي انه اعطى احد ونتائجها طبيعية. هناك جهة حققت اكثرية واضحة لا لبس فيها وجهة اخطأت التقييم والناس قررت ان هذه هي نتيجة الانتخابات .رئيس جمهورية متفق عليه لا يوجد صراع حوله ولا معه بشكل حاد إذاً لماذا الحوار؟

س- والسلاح في كنف الدولة أين يتم التحاور به ؟
ج- هذا يتم التحاور فيه فمن لجان متخصصة اذا تم اقرار العنوان بشكل نهائي وهذا الامر يجب ان يرجع الى مجلس النواب فكيف يمكن اختراع طاولة حوار بديلة لمجلس النواب او طاولة حوار بديلة لحكومة امامها بعد نيل الثقة .
هل يعقل لشخص متاح له ان يقر اي مبدأ يريد اقراره بالبيان الوزاري وبتصويت مجلس الوزراء يقول كلا انا أريد طاولة حوار ، ان مايجري الآن هو مسرحية كتل لكي تصبح هناك منصات هجوم اكثر من طاولات حوار وانا لا اعتقد ان هذا الامر يوصل الى حوار بل الى مشاكل فما هو مبرر الحوار وما المبرر ان يكون فلان في الحوار يحق له ان يقول رأيه للنواب والآخر موجود في مجلس النواب ولا يحق له ان يقول رأيه .
لايجوز ان يكون هناك حوار بديل لمجلس النواب المنتخب من قبل الشعب اللبناني والذي انتخبوه بغالبية اصوات كبيرة تجاوزت نسبية في بعض المناطق الخمس والسبعين بالمئة
متى بدأ ترشيح العماد سليمان؟ ، لقد بدأ ذلك قبل وقت كبير من انتخابه ومر بامتحانات وبقطوعات ونجح في كل هذه الامتحانات واستطاع ان يُنتخب كرئيس جمهورية بصبره وبتعقّله وبتوازنه وبالنتيجة حاولوا في تلك الفترة تجريده وتجريد البلد من دور اساسي للجيش حيث ان وصوله لايكون ومعه دولة جيش.
الآن هناك ناس يعتقدون انهم يستطيعون ايصال سعد الحريري الى رئاسة الحكومة بعد افقاده روح الاكثرية او منطق الاكثرية او نتائج الانتخابات التي حصلت باشكال متعددة من المسرحية والصغائر الخ .. واعتقد انه يعرف هذا الشيء ولن يُقبَل بالوصول اليه ووضعه افضل بكثير من أن يستطيع احد دفعه الى الامر بدون صدام .

س- تقول لاجدوى من طاولة حوار طالما هناك مجلس نواب ؟
ج- انا لم اقل لا جدوى لها ولكن غير طبيعي الغاء مكان الحوار الطبيعي والحوار الطبيعي في النظام اللبناني هو مجلس النواب وتوضع السياسة اللبنانية في مجلس النواب والحكومة تنفذ سياسة تقر في مجلس النواب .

س- هل ستلغي هذه المعادلة او سوف تقول انه لاجدوى من طاولة الحوار مستقبلاً او تعدد الكتل وفتح الشهية لطاولة الحوار سيلغيها ؟
ج- انا اريد العودة الى الوضوع الرئيسي وهو ان هناك استراتيجية دفاعية مقرة من كل الاطراف الرئيسية السياسية المعنية في لبنان .
س- كيف سيصبح السلاح في كنف الدولة ؟
ج- هذا مجال البحث ولكن اصلا ً السلاح لايستطيع ان يعيش بمفرده على عكس الشائع لانه بمفرده يؤدي الى حروب اهلية ولمشاكل .السلاح من ضمن دولة ترعى شؤون جميع اللبنانيين وتأخذ بعين الاعتبار خصوصية هذا السلاح ودوره بمواجهة اسرائيل هي الحل الطبيعي ايضاً من يحمل السلاح بشكل طبيعي سيقلق ويتوتر وسيرى بشكل طبيعي ان التفاهم السوري – الاميري بالتأكيد ليس لصالحه وبشكل طبيعي سيرى ان السوري حقق خطوات كبيرة الى الامام بعد ضمان الحدود السورية – العراقية من وجهة النظرالأميركية ، وهناك مشروع يبدو لضمان الحدود اللبنانية- السورية بنفس المفهوم الذي هو منع الإرهاب وضبط الأمن . السلاح لا يجب ان يكون عبئاً، بل يجب ان يكون جزءا من تفاهم يجب ان يضعه خبراء وليس طاولة حوار.

س- هل يمكن ان يكون هذا السلاح عبئا على البيان الوزاري؟
ج- هو جزء طبيعي من البيان الوزاري حق اللبنايين بمقاومة الإحتلال ولا يعقل ان تكون ضد حقك بمقاومة الإحتلال الإسرائيلي.

س- وماذا عن كنف الدولة؟
ج- طبعا في كنف الدولة، ونحن نفتش على صياغة تآخذ بعين الإعتبار إمكانية الإستفادة من هذا السلاح في مواجهة اسرائيل المتعنتة التي اتخذت قرارا بإقامة دولة يهودية وإيجار ترانسفير للعرب الموجودين لديها وتوطين اللاجئين في أمكنة متفرقة، كل هذه السياسات لا يمكن مواجهتها بنزع السلاح بل تواجه بأن تضمن دور السلاح حيث يجب ضمانه وفي كنف دولة متفاهم على مسارها السياسي.

س- لكن سبق لـ”حزب الله” وقال عندما تصبح الدولة قادرة وعادلة وقوية اعترف بهذه الدولة؟
ج- ومن قال اننا نريد دولة غير عادلة وغير قادرة وغير قوية.

س- إذاً يجب البحث عن هذه الدولة؟
ج- كلا هو يقول يريد دولة قادرة وعادلة وقوية ولكن هذا لا يعني انه لا توجد دولة في لبنان أو قوى أمن أو جيش او قضاء، هذا غير صحيح، كله كلام يُقصد به تيئيس اللبنانيين ولكن بالواقع هناك دولة وقضاء وجيش وقوى أمن وأدارات .

س- وماذا عن قرار السلم والحرب؟
ج- عندما تقول في كنف الدولة هذا لا يعني ان الدولة تقرر بل هذا يعني انه لا بد من ايجاد صيغة تأخذ بعين الإعتبار كل هذه المفاهيم وتناقشها بهدوء. كيف يمكن لجهة ان تقول انها تريد اخذ قرار السلم والحرب في وقت هي موافقة على القرار 1701.

س- أنا أتذكر نسيب لحود عند كتابة البيان الوزاري لحكومة تصريف الأعمال اليوم كم من المعارك التي خاضها بسبب كلمة في كنف الدولة؟
ج- هذا أمر طبيعي في ظل ازمة كبرى بهذا الحجم لماذا نستغربها ، وطبيعي حصول جدل ونقاش حول طبيعة البيان الوزاري ، ولكن استطعنا الوصول اليه بطريقة ترضي كل الناس؟

س- 7 أيار ألا ترغمك نهاد المشنوق ابن بيروت ان تضمن هذا السلاح وان يكون في كنف الدولة حقيقة؟
ج- انا لا اريد الا ان يوضع في كنف الدولة ولا أريد ان أفكر ب7 أيار غير انها من اسوأ ايام تاريخ لبنان، ولكن انا لا أستطيع اعتبار 7 أيار بداية التاريخ وآخره بل يجب ان نتطلع الى الأمام، وماذا حققتُ في الإنتخابات وكيف يمكن الإستفادة من نتائج هذه الإنتخابات بتحقيق الإستقرار .

س- هل ردّيت على 7 أيار في 7 حزيران؟
ج- الناس ردّت وقررت ان التصويت والنجاح في الإنتخابات هو الرد السلمي الطبيعي بدون ان تدخل في منطق العسكر وما شاكل؟

س- إذاً الناس تريد “حزب الله” الشريك القوي في الدولة القادرة القوية؟
ج- جزء من هؤلاء الناس هم “حزب الله” ، وهذا الحزب ليس مستوردا وهو حزب لبناني ، كل اعضائه لبنانيين قاموا بتحرير الأراضي المحتلة سنة 2000 وإخراج الجيش الإسرائيلي وصمدوا صمودا كبيرا عام 2006 بوجه الجيش الإسرائيلي وكل لبناني شريك معهم بالذي حصل عام 2006 ولا أحد يستطيع أنت يقول انه يملك الحق الحصري لا بالإنتصار ولا بالصمود وكل اللبنانيين شركاء وبالتالي “حزب الله” بمجموع جمهوره والمنتمين اليه لبنانيون يريدون الحياة في دولة طبيعية قادرة وعادلة مثل كل اللبنانيين.

س- لكن شهدنا منظر قوة زعزعت ثقة الناس؟
ج- لماذا لا تنظرين الى نتائج الإنتخابات بل تنظرين فقط الى 7 أيار ، أنا أعتقد ان الـ71 نائب أهم بكثير مما حصل في 7 أيار.

س- لكن هناك معارضة تريد البقاء حيث هي؟
ج- تريد البقاء حيث هي بأي معنى، الآن يقول كل واحد رغباته القصوى، ولكن في النهاية سنصل الى قواسم مشتركة.

س- برأيك الرياح الجنبلاطية الى اين وأين ستستقر؟
ج- حيث هي الرغبة بالإستقرار واصرار على الأخذ بعين الإعتبار المعطيات الإقليمية والإستفادة منها والحذر من المخاطر المعرّضة لها المنطقة والحذر الجنبلاطي جزء طبيعي من اليقين السياسي، أو المراقبة السياسية الجقيقية لما يحصل في المنطقة ، لا اعتقد ان احدا يختلف معه على مبدأ الحوار ، وبالتالي صورة السيد نصرالله مع الشيخ سعد ليست مختلفة عن صورة وليد جنبلاط مع السيد نصرالله.

س- لكن مواقف جنبلاط متقدمة جدا؟
ج- هي مبكرة وليست متقدمة وصفته انه يستشرف مبكرا، انا صديق لوليد جنبلاط واحترمه وأحترم عقله كثيرا، ولكن هو يقرأ جيدا، وبالتالي لا يوجد “boule de cristal” هناك قراءة جدية ومتابعة جدية للوضع في المنطقة وقدرة على الإستشراف.

س- ما مدى ترجمة واقع وليد جنبلاط على الواقع اللبناني؟
ج- هو يحاول ولا يفترض انه سيحقق النجاح مئة بالمئة هو يرى ان هناك ازمة كبرى في إيران وان الصراع العربي- الإسرائيلي يتجه في مسار غير إيجابي ويرى خطاب نتنياهو الذي لا علاقة له بالتسوية ، وبالتالي تصرّف على هذا الأساس وبالتالي هذه شهادة له وليست عليه.

س- ولكن أين سيُترجم كل ما يراه؟
ج- هذا تم ترجمته في كل الصلات وفي كل الإجتماعات القائمة بين كل الأطراف المتخاصمة والحادة مع بعضها البعض، هذا الأمر تتم ترجمته الآن. كان هناك ازمة بعد انتخابات الـ2005 قائمة على ان التمثيل المسيحي بغالبيته العظمى لجهة دون أخرى، الآن هذا الأمر إنتهى أيضا والواضح أن هناك إنقسام صحي من وجهة نظري وجدي. علينا ان ننظر الى كل الأمور بمعناها الطبيعي فما يقوم به وليد بك والنائب سعد الحريري وخطابه ليلة نتائج الإنتخابات كلها مسار واحد يوصل الى امكانية الإستيعاب، ولكن كلاهما وليد بك والنائب سعد الحريري يعرفان تماما ان مشاكل تأليف الحكومة لا تقل وليست بعيدة عن كل المشاكل التي نشاهدها لا في المنطقة ولا في لبنان.

س- هذه الإيجابية العربية والدولية اذا تعوكرت أو تعوكر جوها ما هي انعكاساتها هل تتفجر الألغام اللبنانية؟
ج- في العام 2005 كان الصراع مع سوريا الآن الصراع على سوريا، هناك فرق كبير مع وعلى، بمعنى ان هناك رغبة معلنة للاتحاد الأوروبي ولفرنسا بشكل خاص وللإدارة الأميركية الجديدة وللإدارة العربية الدائمة بالتفاهم مع سوريا وتعزيز فرص التفاهم مع القيادة السورية وهذا ما يتم الآن.

ايضا لا يمكن ان نبالغ ونقول ان الصراع على سوريا يعني خروج تام على العلاقات السورية – الإيرانية ولكني أعتقد ان القيادة السورية حريصة على إستقلال دورها ، وعلى استقلال تعاملها مع المجتمع الدولي.

س- إذاً هذ إنتصار لحلقاء سوريا في لبنان؟
ج- أنا لا أجد ان هناك إنتصارات لأحد غير الاستقرار وغير السلم الأهلي إذا استطعنا الإستفادة من كل هذا الصراع على سوريا بالاستقرار وبهدوء وبتوازن نكون كمن يتصرف تصرفا صحيحا، وهذا ما يسعى اليه سواءً وليد بك أو الشيخ سعد أو الرئيس سليمان والآخرين تدريجيا ينتمون الى هذا المفهوم ، لانه يطال جميع اللبنانيين ويحقق لجميع اللبنانيين الإستقرار ولكنه يحقق قلقا لبعض اللبنانيين هذا امر طبيعي، ومن الطبيعي ان يكون “حزب الله” قلقا.

س- ومن برأيك مرتاح على وضعه اذا كان “حزب الله” قلقا؟
ج- لا يوجد من هو مرتاح على وضعه بل هناك من يرغب بالعمل. برأيي ان الجميع يرغبون ولكن الفرق ان هناك من يرغب بضمانات اكثر وهناك من يرغب بإزالة قلقه ولكن بالنتيجة ما يحصل في المنطقة كبير لدرجة انه ممكن الإستفادة منه، وممكن أيضا ان نقع في سلبياته فما يجري الآن هو محاولة الاستفادة منه بتحقيق الإستقرار.

س- برأيك في ظل رئاسة سعد الحريري للحكومة اللبنانية كيف يتم تصويب وترسيم العلاقات اللبنانية- السورية ، هل من علامات ظاهرة في هذا الإتجاه منذ اليوم؟
ج- أي رئيس حكومة واي رئيس سلطة تنفيذية وأي وزير في السلطة التنفيذية مُلزم دستورا ومنطقا وسياسةً بعلاقات طبيعية مع القيادة السورية أو مع الوزراء السوريين ، نجد ذلك في الحكومة الحالية حيث زار دمشق قائد الجيش ووزير الدفاع ووزير الخارجية ووزير الداخلية ومعه مدير عام الأمن الداخلي والأمن العام وكبار معاونيه وأيضا وزير الثقافة ووزير الإعلام، ولم يعترض أحد على هذه الزيارات، لأن هذه طبيعة عملهم . هناك فرق بين العلاقات الطبيعية وبين العلاقات السياسية التي تسبّب توتر وعدم استقرار، وهذه علاقات طبيعية.

أعتقد ان الرئيس سعد الحريري لا يستطيع ان يكون غير على علاقات طبيعية مع سوريا، هذا الأمر كيف تتم ترجمته؟ أعتقد ان لا شيء مسبق في هذا الموضوع، ولكن بالتأكيد لا يستطيع ان يكون في موقعه بمواجهة سوريا ولا معاديا لسوريا.

س- ما مدى انعكاس الـ س- س على العلاقات اللبنانية – السورية بصورة عامة؟
ج- انعكاس ايجابي، والدور السعودي دائما وأبدا يدعو الى الاستقرار في لبنان. لقد مارس هذا الدورالملك عبدالله بن عبد العزيز داعيا للإستقرار في المنطقة، ومارس هذا الدور في خطابه في الكويت عندما تجاوز كل الخلافات ، وفتح صفحة جديدة وبمسؤولية وليس برغبة عاطفية. القرار السعودي بعلاقات سورية – سعودية ممتازة ليس قرارا عارضا او عابرا، هذا قرار استراتيجية وهذا قرار يتم تنفيذه الآن، وهذا القرار يتسبب بمزيد من الإستقرار اللبناني، وهذا ما يسعى اليه كل الناس.

س- لكن حلفاء سوريا في لبنان والجنرال عون خاصةً سيقولون ان الطريق التي سلكناها ليست خطأ وانتم اليوم تسلكونها وفي 14 آذار انتم تتجهون لتفاهم مع “حزب الله” تمهيدا لتفاهم مع سوريا؟
ج- هناك فرق بين ذهاب القوى السياسية باعتبارها قوى متفهمة للسياسة السورية أكثر مما هي قابلة بالسياسة اللبنانية او بسياسة الحكومة اللبنانية، وبين قيام وزراء تنفيذيين بالسلطة بإقامة علاقات طبيعية مع سوريا. زيارة العماد عون لسوريا كانت زيارة عنوانها مسيحي لسوء الحظ ولم تكن زيارة طبيعية ولا رسمية. كانت زيارة لها عنوان حاد الطابع مسيء للبلدين، أما السلطة التنفيذية في لبنان فيجب ان تكون علاقاتاتها طبيعية مع سوريا رغبنا ذلك أم لم نرغب هذه مسألة ثانية، كيف يتم إخراجها هذا أمر آخر، الرئيس السنيورة لا يرفض العلاقات مع سوريا بل هو مرفوض، وهم لم يقبلوا استقباله، هو عرض ان يستقبلوه، على كل حال هناك إشكالية حول ذهابه الى سوريا او عدم ذهابه، ولكن كان هناك مشكلة شخصية الى حد ما.

س- لكن هل تتوقف العلاقات بين الدول امام مشاكل شخصية؟
ج- هذه ليست مشاكل شخصية بل مشاكل سياسية.

س- لكن انت قلت مشكلة شخصية وان الرئيس السنيورة مرفوض؟
ج- هم يختلفون معه وينظرون اليه بالسياسة بطريقة مختلفة عن نظرتنا اليه، ولنفترض انهم لا يطمئنون اليه، ولكن ذهب الى دمشق خمسة وزراء من حكومته وهو لم يعترض.

س- لكن عندما تقول دولة ترفض رئيس حكومة دولة؟
ج- ممكن اني لم أحسن التعبير، ولكن القصد انها لا ترفض ولكن هي لم توجه له دعوة.

س- أين الفرق بين أي رئيس ليس فقط الرئيس السنيورة وبين الرئيس القادم الى الحكومة سعد الحريري بنظر سوريا؟
ج- ياست وردة هذا سعد رفيق الحريري وهذا اسم كبير جدا لا يُقارن مع احد. هو خاض انتخابات نال فيها اغلبية واضحة وأنا لا اريد ان ادخل الآن في سياسة الأحجام.

س- لكن مسألة عدم الإستقبال نابعة عن الحجم؟
ج- مسألة عدم الإستقبال مسألة قديمة لا تتعلق بالأحجام يومها ولكن تتعلق بالخلاف السياسي وليس الخلاف الشخصي بمعنى الشخصي ونظرتهم السياسية للرئيس لسنيورة كانت نظرة بأنه لا يمكن التفاهم معه، وبالتالي قرروا عدم التحاور معه، ولكنهم تحاوروا مع خمسة وزراء من حكومته وبعضهم من اقرب الناس اليه.

أما موضوع الرئيس المقبل سعد الحريري فله طبيعة مختلفة وقراءة مختلفة ولكن كرئيس حكومة وكأي وزير بالسلطة التنفيذية هو مُلزم بعلاقات طبيعية مع سوريا. وليد بك مثلا قال انه يذهب واياه الى سوريا بعد صدور القرار الظني وآخرين لديهم ربما اخراج آخر يعني هناك عدّة سيناريوهات محتملة ولا اعتقد انها مستعجلة ولا ضروري ان تحصل الآن .يجب ان نأخذ بالاعتبار ان ماحصل في الانتخابات هو امر كبير جداً يرتب مسؤوليات اكثر مما يسبب فرح وابتهاج وشر اهة .

س- ابتهاج يذكرنا بضحايا الابتهاج ؟
ج- على كل حال الرئيس العتيد طلب في بيانه بعدم اطلاق النار ونتمنى ان يتجاوب الناس .

س- ياليت الرئيس بري كان قد استدرك الامر ببيان من هذا النوع ؟ على كلٍّ المعارضة تتجه نحو جبهة عريضة تنظّم التكتلات الكبيرة والصغيرة منها لاستيعاب نتائج هذه الانتخابات ماذا عن الاكثرية باية حال سنراها وقد ظهرت بالامس في مجلس النواب انها قادرة على مسك زمام الامور تصويتاً واخراجاً ؟
ج – طبيعي انها قادرة ولكن لن تتصرّف من منطق الغلبة بل ستتصرف بمنطق آخر وانا قلت لك ان الصورة التي ظهرت يوم انتخاب رئيس المجلس ونائبه ليست هي الصورة المقبلة للعلاقات السياسية . وقد ظهر ذلك عندما خرج الرئيس بري وقال انا اسمّي شرط ان تكون حكومة توافق يعني وضع نفسه بموقع وسطي بين الطرفين لكي يلعب دوره الطبيعي ؟

س- جمهور 14آذار من غير النواب والسياسيين يسأل عن كيفية استمرار وتفعيل قوى 14 آذار السياسية وكيف ستظهر؟ هل يتم ذلك عبر تنظيم مؤسساتي؟
ج- هذا كله موجود ولكن عندما يحصل خلاف سياسي يبدو انه غير موجود وهذا غير صحيح .

س- مع الاحتفاظ بخصوصيات كل حزب ؟
ج- النظام موجود وخصوصياتهم موجودة وهم متفاهمون على تسمية رئيس الحكومة في خطوة اولى.

س- البعض يسأل هل تكتل “لبنان اولاً” هو بديل عن 14 آذار ؟
ج- تكتل “لبنان اولا” ليس بديلاً بل هو جسم سياسي داخل آذار وليس خارج 14 آذار ويضم عدد كبير من المستقلّين وعدد كبير من نواب 14 آذار ويضم كتلة المستقبل يعني هناك ثلاثة انواع من القوى داخله ولكن هذا التكتل من ضمن 14 آذار وليس بديلاً ولابمواجهة 14 آذار .
وستظهر اكثر واكثر امكانية التعاون بين المجموعة الموجودة داخله وبين 14 آذار وهي ستزيد في الفترة المقبلة .

س- وماذا عن قصة الذوبان التي اطلقها الرئيس بري ؟
ج- هي لا اكثرية لاغية ولا ثلث معطل .

س- لكن 14 آذار تقول انه كان هناك خطأ بمسيرة الرئيس بري ؟
ج- ولكن رغم ذلك ذهبوا اليه وتحدثوا معه وتشاوروا معه وتناقشوا معه وتبيّن ان هناك نقاط تلاقي حول القوانين التي تتعلق بباريس 3 والتي تحقق تقدّما في الوضع الاقتصادي اللبناني وتبين ان هناك خلاف ايضاً حول نقاط اخرى وهذا امر طبيعي .

س- لماذا لم تأخذ الاكثرية خيارات اخرى في تجديد ولاية الرئيس بري ؟
ج- لم يترشح شخص آخر .

س- لماذا لم تحضّر الاكثرية خيار آخر طالما عندها مآخذ على الرئيس بري باقفال المجلس وبتعطيل المجلس ؟
ج- خلال النقاش الذي حصل داخل كتلة لبنان اولاً كان الواضح ان هناك ثلاثة بنود خلاف جدية مع الرئيس بري :
النقطة الاولى: تتعلق بالثلث المعطل ومدى التزامه به
الثانية: تتعلق بالقوانين التي تؤدي الى تنفيذ قرارات باريس-3
الثالثة: وتتعلق بمسألة ادارة المجلس في المرحلة المقبلة .
كان واضحَ في نتيجة اللقاء انه تم الاتفاق على النقطتين الاولين وبقي النقاش مفتوحاً حول المسألة الثالثة وهذا الامر ايضاً تمّ مع السيد نصرالله بان النقاش بقي مفتوحاً .
إذاً هناك مرحلة جديدة قاعدتها استمرار الحوار دون انقطاع ودون مواجهة .

س- يعني نبيه بري هو توافق الخارج على اعتدال داخلي واستقر ار داخلي في هذه اللحظة ؟
ج- ياسيدتي لا يوجد مرشح آخر .

س- لكنه تحدى ان من لم ينتخبه في الـ2009 سينتخبه بعد أربع سنوات؟
ج- هذه على طريقته بالتعابير اللطيفة.

س- طالما ان 14 آذار ضد هذه السياسة لماذا لم تحضّر مرشحا آخر؟
ج- 14 آذار لا تستطيع تحضير مرشح آخر لانه غير متوفر وما أريد قوله ان هناك جزءا من نضامنا طائفي يقرّ بأن الغالبية العظمى من هذه الطائفة ممثل بهاتين المجموعتين السياسيتين حركة “امل” و”حزب الله” وهذه الغالبية قررت ترشيح الرئيس بري فقط.

أنا لا أقول ان هذا الأمر صحّي ولكن هناك فرق بين الواقعية وبين المثالية وهذا من الأمور الواقعية وليس من المثالية، فالأمر الطبيعي هو ان يكون هناك منافس وسننزل الى الإنتخابات ولكن بالتصّرف الوقعي للمرحلة التي يعيشها في المنطقة وفي لبنان فرض هذا الخيار الذي لم يكن سهلا لكل الناس المعترضة في كتلة المستقبل او في غيرها على 7 أيار أو على النتائج السياسية لاتفاق الدوحة.

س- إذا كل طائفة لها اليوم مرشحها فقط لا غير؟
ج- كل غالبية طائفية تستطيع ان ترجّح مرشحها على مرشح آخر. أيضا الرئيس بري جزء من المعارضة وبالتالي لا يجب ان نفترض انه يقبل بشروط 14 آذار. هو جزء من المعارضة ويحاول تمييز نفسه في بعض الأحيان.

س- لكن بالأمس علي حسن خليل قال عكس ما قاله الرئيس بري؟
ج- انا لم اسمع هذا الكلام وانا قابلت الحاج علي يوم الإنتخاب وكان يؤكد على التوافق وعلى الحوار.

س- انا أقصد كلام علي حسن خليل بعد كلام الرئيس بري في قصر بعبدا امس؟
ج- طبعا ما من شك ان هناك ازمة وايضا هذا جزء من الأزمات التي نعيشها ولكنها جزء من الأزمات التي على حافة القبول.

س- هي أزمات او مناورات؟
ج- هي بين الإثنين على حافة الأزمات.

س- لكن هل تصبح عقبات؟
ج- نهائية كلا.

س- كم تعطي من الوقت لتأليف الحكومة؟
ج- يجب ان تكون أقل من شهر اذا لم يكن أكثر ربما والأمور ستأخذ بعض الوقت.

س- يبدو انك متفائل؟
ج- وهل تم تأليف حكومة في لبنان خلال يوم أو يومين، ولماذا اعتبار انها مدة طويلة؟.

س- ورد خبر في صحيفة “المستقبل” وهو أقرب الى اهتمامات النتاس واحوالهم “الحريري يتابع وضع الكهرباء بمنطقة الطريق لجديدة”؟
ج- جيد هو يعلن مسبقا عن إهتماماته بالحكومة المقبلة.

س- هل برأيك الذين انتخبوا الـ71 للأكثرية سيندمون في يوم من الأيام ولماذا؟
ج- برأيي لن يندموا وسيبدو مع الوقت ان خيارات سعد الحريري خيارات منطقية وتحفظهم وتسعى لتأمين استقرارهم. ولو لم يكونوا يؤيدون سياسته لما انتخبوه ، وبالتالي هو سيبقى على سياسته نفسها ولن يغيرها. وكذلك الناس لو لم تكن ترغب بالحوار لما انتخبتني والناس عندها رغبة بالإستقرار وهذا لا يتم تحقيقه إلا عبر الحوار وليس عبر السلاح.

س- كيف تصف الساحات الطائفية حاليا؟
ج- نرجع الى حديث الرئيس الحريري لذي بدأنا به ، هذا جزء من النكهة اللبنانية والساحات الطائفية ليست كلها مساوىء. النظام السياسي في لبنان لا يتطوّر ولا يتحسّن الا بشرط واحد وهو نظام إنتخابي وقانون إنتخابات عاقل قائم على النسبية ويحقق تدريجيا المأمول منه.

س- لكن البعض يتحدث عن مساوىء النسبية؟
ج- أنا سمعت من طرفين رئيسيين كانا داعمين لقانون إنتخابات الستين انهما نادمان ويعتبران ان خيار النسبية افضل ومنهم رجل دين مسيحي كبير، والنسبية تحقق إمكانية وصول مستقلّين لأن النواب سينجحون بتسلسل الأصوات، والمشكلة الوحيدة بالنسبية هي اللوائح المقفلة التي لا تسمح للناخب بالتشطيب .

س- أريد العودة الى الـ “س- س” والقمة الفرنسية – القطرية واللقاءات من خارج الخريطة الداخلية وهل هي من عناصر التغيير في الساحة الداخلية؟
ج- لا يجب خلط لأمور ببعضها البعض، القمة الفرنسية- القطرية ليست جزءا من عناصر التغيير ولا لتبدّل في الوضع المحلي.

س- إذاً هل نعود الى الطائف؟
ج- نحن أصلا في الطائف فكيف نعود الى الطائف والطبيعي هو الدستور اللبناني ، وهو الطائف الذي سنعود اليه .

س- هل برعاية اقليمية؟
ج- باهتمام كي لا نسميه رعاية ، برغبة إيجابية دولية وعربية، وهذا الأمر واضح لماذا نغمض أعيننا عنه ربما هذا الإنفتاح يسبب قلقا لطرف لبناني أو أكثر من طرف لبناني أنت مهمتك كرئيس حكومة مكلف، وكزعيم للغالبية واسمك سعد رفيق الحريري ان تقوم بالشيء ، وهو يقوم بذلك وهو محاولة طمأنة القلقين وإيجاد صياغة تضع الإستقرار والتوازن عند رئاسة الجمهورية.

س- هل عادت سوريا لتكون لاعبا مشاركا ام مشاغبا على الساحة الإقليمية؟
ج- أعتقد ان سوريا اتخذت قرار المشاركة وليس المشاغبة فمن اتخذ قرار تأمين الحدود العراقية بالتفاهم مع الأميركيين وتأمين الحدود اللبنانية – السورية بالتفاهم مع الأميركيين لا يمكن ان يكون مشاغبا.

س- وأين ايران في هذه الحالة؟
ج- إيران لديها ازمتها الداخلية وهي ازمة جدية وليست بسيطة ولكن هذا لا يعني ان الالتزام سيتغير، ولكن المشهد الإيراني اليوم ان هناك ازمة بين ابناء النظام فكل المتصارعين الآن هم أبناء النظام سواء محتشمي أو مير حسين موسوي اورضائي او مهدي كروبي او محمد خاتمي ، هؤلاء جميعا ابناء النظام وعندهم اعتراضات على مسار سياسي واقتصادي ذهب بالبلد الى وضع صعب.

أنا التقيت محمد علي ابطحي الذي كان نائب الرئيس خاتمي ولكنه اتى بزيارة للمشاركة بندوة في طرابلس حول الوسطية وهو مسجون اليوم وكان رأيه منذ ذلك الحين منذ اكثر من سنة ان الأمور السياسية والإقتصادية في إيران صعبة. هناك صراع جدي داخل النظام الإيراني ولكن هذا لا يعني سقوط النظام ، هناك شرخُ وقح يتمثل بما نراه كل يوم ، كذلك أبناء النظام وأبناء المؤسسة نفسها يعترضون بصوت عالي ويقولون كلاما كبيرا يتعلق بمحظورات لم يكن يُحكى عنها في السابق، وهي تمويل منظمات مسلحة في الخارج مثل “حزب الله” و”حماس” وبالتالي هناك كلام كبير داخل إيران اليوم يُسمع حول سياسة نجاد.

الأخطر الذي حصل في إيران هو ان المرشد الطرف المحايد بين جميع الأطراف اعلن بأن النظام لن يتراجع ولكن في نفس الوقت شكّل لجنة لمراجعة الطعون بالإنتخابات وقبل ذلك شكل لجنة حدّدت إمكانية الطعن بخمسة ايام وهو يحاول إيجاد مخارج، لكن لا يبدو ان أحدا يقبل بهذه المخارج، لذلك الواضح ان هناك مشكلة حقيقية ولكن النظرة الحقيقية للأمر ليس فقط المشكلة الداخلية ، القيادة الإيرانية وخاصة المرشد الآن على حد قول صديق عليم وخبير بالوضع الإيراني، بأن المرشد الآن يعتقد بأنه لم يحن الوقت حتى الآن للجلوس والتفاوض مع الأميركيين وبأن هناك مطالب أخرى لم تتحقق بعد ، اهمها ان كل مسألة الصراع العربي- الإسرائيلي والصراع في منطقة الشرق الأوسط، إيران ليس طرفا فيه حتى الآن ولم توافق اميركا لا على التفاوض معها ولا على الحديث معها.

س- اوباما يقول اليوم ان الحوار الأميركي-الإيراني سيتأثر بعد الإنتخابات بما جرى في إيران؟
ج- هو سيتأثر ولكنه حوار قائم على مسائل تتعلق بالعلاقات الإيرانية – الأميركية وليس على مسألة تتعلق بأزمة الشرق الأوسط، بمعنى الإمتداد الإيراني الى سوريا ولبنان، وإيران لديها رغبة بأن يتم التفاوض معهم حول هذه المسألة وأن يكونوا طرفا فيها وطبعا العرب لا يوافقون على ذلك، بطبيعة الحال اعتقد ان القيادة في سوريا لا مصلحة لديها بأن تكون جزءا من الملف الإيراني، لذلك نجد ان هناك مسارا سوريا منفصلا ومستقلا ويسير بأسرع مما نتصوّر ، وأعتقد ان قراءت اوباما ربما تكون خاطئة ، والأرجح انها خاطئة، هو يعتقد أنه ببقاء الرئيس نجاد ونفس القيادة ونفس السياسة يستطيع اخذ المزيد من الأرباح بحوار لم يحن وقته جديا مع الأميركيين خاصة في ما يتعلق بالتسوية في المنطقة.

س- أي انعكاس على الشعبية الداخلية اللبنانية لـ”حزب الله” بعد فظاعة ما جرى ويجري في إيران؟
ج- لا يوجد ربط كامل بين الصورتين هناك ربط بمعنى مدى التزام الحزب بالإستقرار اللبناني وليس مدى التزام الحزب بالصورة الإيرانية، وهذا الأمر سيظهر في المفاوضات حول الحكومة، ولكن هذه الصورة الإيرانية بالتأكيد تسبب له قلق ومن هنا فان مهمة الرئيس العتيد المكلف للحكومة المقبلة ان يعتبر ان هذا الأمر خاضع للعلاج وليس للتجاهل واعتقد انه يتصرف على هذا الأساس.

س- وايضا التجاوب والشراكة الحقيقية؟
ج- الشراكة الحقيقية لا تقوم إلا على تنفيذ الدستور ولا وجود لشراكة شخصية. والىن مهمة الجميع التأكيد على العودة لآلية النظام الطبيعي القائمة على الدستور وبالتالي نتائج هذه الآلية تعالج قلق القلقين وتطمئن الخائفين.

س- هل التناقض الأميركي – إسرائيلي ازاءعملية السلام العادل والشامل شيء شكلي أم فعلي وهل نحن في مرحلة لا حراك للتسوية؟
ج- الآن هناك حراك واستطيع ان اقول ان قرار المبعوث الأميركي بالغاء لقائه مع نتنياهو في باريس ليس امرا بسيطا وهذا قرار يراد منه التأكيد بشكل نهائي على معارضة الإدارة الأميركية لمسألة المستوطنات والعرب يتقدمون بموقفهم بمعنى انهم يتصرفون بهدوء وبروية سواء السوريون وحتى الفلسطينيين وقد لاحظنا ان رئيس المكتب السياسي ل”حماس” خالد مشعل قال اننا نوافق على حدود 4 حزيران والقدس عاصمة، وعودة اللاجئين وهذا كلام عظيم، ولكن هذا كلام يعترف باسرائيل وبالتالي اذا كان مطلوبا منه الإعتراف بإسرائيل لمزيد من الاعتراف الدولي به، فهو فعل ذلك واعتقد ان هذا جزء من مسار يراد به ان يكون هناك حوار بين القوى الدولية وبين “حماس”.ومنذ أيام كان هناك مقابلة مع جيمس ويلفنسون رئيس البنك الدولي السابق وهو احد المستشارين القريبين من الرئيس اوباما قال فيها ان فكرة عزل “حماس” وعدم التعامل معها فكرة سخيفة وانه حان الوقت للحوار مع حماس والتعامل معها.

س- ماذا عن مهلة السنتين التي اعطاها اوباما للسلام؟
ج- اليوم هناك فترة سماح عند الإدارة الأميركية ، بمعنى انه ليس الرئيس بوش المرفوضة صورته في كل انحاء العالم والمدانة سياسته بل هذا رئيس جديد عنده فترة سماح وقدرة على التفاوض والحوار مع كل الأطراف وهناك الكثير من الأطراف ترغب بالتعامل معه، وهناك اطراف راغبة بالتفاوض معه ، وأنا اعتبرت خطاب مشعل خطوة في هذا الإتجاه وبتقديري مع الوقت سنجد ان “حماس” جزء من الحوار العربي الدولي السائر في كثير من المناطق ولكن هذا لا يغير الموقف الإسرائيلي ولكنه يحسّن الصورة العربية ويشجع الإدارة الأميركية على الإستمرار في سياستها بإدانة المستوطنات وبالتالي هناك عملية سياسية ممكن لها ان تحسّن الصورة أكثر مما تحقق نتيجة ، وانا لا أجد ان في التسوية الجدية هناك تقدّم مقبل علينا، ولكن واضح ايضا ان هناك اشارة في حديث رئيس البنك الدولي السابق ان هناك شيء ما يجري في مكان ما لا نراه لا اعرف ما هو ولا أريد ان ادخل في استنتاجات وبالتالي رئيس البنك الدولي هو رجل عميق في السياسة وعقل راجح حتى اثناء وجوده في رئاسة البنك الدولية وهو كان صديقا للرئيس رفيق الحريري رحمه الله، وهو يقول كلاما سياسيا ويقول انه يعطي رأيه من موقعه كمواطن ولكنه معروف ان له توصيات للرئيس الأميركي بالمعنى السياسي وهو زار غزة وله اصدقاء فلسطينيون وهو قريب من تفهّم حق الفلسطينيين بدولتهم ، المهم ان نصل الى استقرار يحقق لنا امكانية المواجهة واكثر مع هذا العقل الإسرائيلي الذي يريد التوطين في كل مكان وترانسفير من الداخل الإسرائيلي.

س- ماذا عن فزاعة التوطين داخليا ولبنانيا؟
ج- نحن اتخذتا كل الإحتياطات الدستورية اللازمة لعدم الموافقة على هذا الامر ولا اعتقد انه مطلوب منا أكثر من ذلك، كل الإحتياجات الدستورية مأخوذة ولا أحد من اللبنانيين ولا من الفلسطينيين عنده رغبة بهذا الأمر ، وأنا أعتقد ان الكلام عن استمرار السلاح من ضمن دولة للجميع يساعد على منع التوطين.

س- بين الإعلام والرأي العام، بين الصحافة والسياسة ، “صالون السبت” و”المجالس بالأمانات” سيبقى يستقبل نهاد المشنوق، ولكن هل تمارس قليلا من النيابة بملاحقة امور الناس او التشريع او طرح قوانين باسم الناس وباسم الإعلام في المجلس النيابي؟
ج- هناك قانون انا معني به كثيرا وهو منح الأم اللبنانية حق الجنسية لاولادها وأنا سعيد جدا بالقرار القضائي وسعيد أكثر بدعم وزير الداخلية لهذا القانون والذي هو السبّاق بمسألة المجتمع المدني والحداثة، وكنت أحب أن يكون نائبا لأن عقله أقرب الى امكانية تنفيذ الكثير من القوانين.

وعلى كل حال هو قام بواجبه على أكمل وجه في كثير من المسائل، ولكن في هذا الموضوع بالذات اعتبرت نفسي شخصيا حققت تقدما لأنه من الجيد اعتبار الجنسية عنصر استثنائي لصالحك ، ولكن لا يجب ان تصبح اعتداءا عنصريا على أم لبنانية لديها اولاد من زوج متوفي ، لنفترض انه بدون جنسية او ان جنسيته لا تصلح وبالتأكيد سأتابع هذا الملف وانا واحد من المتحمسين الجديين لهذه المسألة.

س- المرأة تتبناها وزيرة في الحكومة ومن ترشح كوزيرة في هذه الحكومة؟
ج- هناك وزيرة في الحكومة موجودة اليوم، وهل هناك من يرشح مكان الست بهية؟.

س- حاليا هل لديها قابلية للاستمرار في الحكومة؟
ج- المهم ان يكون لديها قدرة الإستمرار والحمدلله عندها هذه القدرة ولكن هناك مسألة اخرى في بالي جدية هي الإقلاع عن قصة التعامل العنصري مع قانون الجنسية ، يجب ان نجد حل عاقل وعادل بدون تعامل عنصري مع المسائل وكأنه اي قانون يمكن ان يخرّب الديموغرافيا.

والمسألة الثانية التي يلزمها مناقشة لاحقة وهادئة جدا تتعلق بتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية أنا من دعاة البحث الهادىء اللاحق البعيد عن الأضواء بإمكانية تعزيز هذه الصلاحيات لتحقيق المزيد من الاهمية لدور التوازن والإستقرار المطلوب.

س- إذاُ سنحاسبك ونسائلك حضرة النائب نهاد المشنوق على دعم الأم اللبنانية وعدم التعامل العنصري في قانون الجنسية اللبنانية وايضا عن تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية وانت ستعمل فيها بهدوء من موقعك البرلماني؟
ج- هناك حديث شريف يقول اذا اتى احدكم عملا ان يتقنه فالإتقان جزء طبيعي واكيد ساتعاطى بخدمات المواطنين وفي نفس الوقت بالقوانين.

س- هل اجتاز التوافق عنق الزجاجة؟
ج- اعتقد ان كل الأطراف لها مصلحة بالتفاهم.

س- هل من خوف على الأمن وهل ولّى زمن الإغتيالات ووليد بك طلب سحب القوة الرسمية المخصصة لحمايته وحراسة المختارة؟
ج- انا لا أضع في ذمتي عناوين امنية ولكن الواضح ان الإغتيالات توقفت.

س- من يقرر هذا الشيء؟
ج- اتفاقات كبرى نحن لسنا اطرافا فيها بل نحن ضحاياها الإيجابيين الآن.

س- لكن سقط ضحايا شهداء كثر؟
ج- كل شهيد من هؤلاء الشهداء له فضل علينا بأننا مازلنا احياء واستطعنا اجراء الإنتخابات وله الفضل على كل إيجابية تحدث في هذا البلد رحمهم الله جميعا ، لولاهم ما كنا الآن هنا وحققنا اشياء كثيرة منها انسحاب الجيش السوري وتخفيف القبضة الأمنية السورية وتخفيف الوصاية السورية.

س- برأيك كلام جنبلاط وقرار سحب القوة هل هو يعني ضوء احمر لوقف الاغتيال حاليا؟
ج- اعتقد انا لا استطيع قراءة قرار وليد بك غير بهذا الإتجاه وهذه قرارات كبرى.

س- من يقرر اغتيال الناس؟
ج- عندما اعرف سأقول لك.
======