شهادة حق في رجل المواقف الأصيلة

قالـوا عنه 02 فبراير 2019 0

:: بشار شبارو ::

يقتضي الوفاء أن تشهد لقامة بيروتية ووطنية حين تترجل من صهوة حصان المسؤولية، لتشهد على مواقفها الأصيلة والجريئة في الملمات، فعندها تكتسب الشهادة ثوب الموضوعية المجردة من الغائية والتملق. فنهاد المشنوق كان أكثر من نائب بيروتي ووزير داخلية في حكومتين متعاقبتين، إنه من صفوة الرجال الكبار الذين مثلوا البيارتة خير تمثيل، ومن نخبة الوزراء الذين شغلوا وزارة سيادية بمسؤولية وطنية عالية.
فقد كان من الدائرة القريبة من الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أعجب بجرأته وصراحته، وكلنا نعلم ثمن مواقفه الاستبعاد القسري خارج الوطن، وامتد وصله لدولة الرئيس سعد الحريري، وكان طوال سنوات غياب الرئيس الحريري القسرية من الثابتين على الوفاء له ولتياره وجمهوره، بالتعاون والتنسيق مع دولة الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس مكتب الرئيس الحريري الأستاذ نادر الحريري. وإثر إعلان الرئيس الحريري الاستقالة من المملكة العربية السعودية أعلن المشنوق من دار الفتوى موقفاً جريئاً وداعماً للرئيس الحريري عز نظيره. كما خاض الوزير المشنوق انتخابين نيابيين بشفافية وموضوعية، حتى كاد أن يخسر مقعده في الانتخابات النيابية الأخيرة، في الوقت الذي يتربع فيه على كرسي وزارة الداخلية المعنية بالانتخابات. ولا ننسى صدق تمثيل الوزير المشنوق لتيار المستقبل في الاجتماعات التي كانت تعقد مع حزب الله في مقر دولة الرئيس نبيه بري لتهدئة الأوضاع الأمنية والحد من النزاع السياسي بينهما.
وعلى صعيد الانجازات يمكننا التوقف أمام ما حققته الأجهزة الأمنية لقوى الأمن الداخلي في أيامه من كشف شبكات تجسس صهيونية وشبكات إرهابية كانت تخطط لإشعال الفتنة وتخريب السلم الأهلي.
وعلى الصعيد البيروتي فقد فتح الوزير المشنوق قلبه ومكتبه لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية، ورؤساء العائلات وسائر المواطنين، للاستماع إلى شكواهم والعمل على حلها، وليس آخرها الاستجابة لصرخة المواطن عمر شبارو لإدخال والدته إلى المستشفى.
وإذا كانت معضلة السير ثغرة لم يتمكن من تجاوزها بشكل كامل، فلقد تسلم الأستاذ نهاد المشنوق وزارة الداخلية والبلديات عن جدارة واستحقاق ويغادرها مرفوع الرأس، شامخ الجبين. وسيبقى يسكن قلوب البيارتة واللبنانيين الشرفاء الذين وجدوا فيه رجلاً متمسكاً بالمباديء وجريئاً في التعبير عنها.