شروق و غروب

قالـوا عنه 12 مايو 2014 0

أسبوع حافلٌ يبدأ «اليوم» يواجه فيه لبنان استحقاقين مهمين ليسا بطارئين.

الإستحقاق الرئاسي الذي بلغ، حتى إشعار آخر، طريقاً مسدوداً ينذر بالفراغ.

والإستحقاق الاجتماعي الناجم عن سلسلة الرتب والرواتب التي بلغت حداً من التأزم غير مسبوق.

في الاستحقاق الرئاسي الجميع يحذر من الفراغ… ولكنه يتقدّم بخطى ثابتة، غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يقول: لا نقبل بالفراغ دقيقة واحدة. ويبدو أنّ لدى صاحب النيافة الكاردينال الراعي كثيراً من المعلومات والهواجس وحتى المخاوف ممّا يمكن أن يستجر الفراغ من تداعيات.
بل يذهب كثيرون الى حدّ توقع تطوّرات أمنية إذا تعذّر انتخاب رئيس في الأسابيع المقبلة… بعدما بات الجميع مقتنعاً بأنّه لا أمل في انتخاب رئيس للجمهورية من ضمن ما تبقى من المهلة التي تفصلنا عن شغور الموقع الرئاسي ابتداءً من الخامس والعشرين من أيار الجاري.
ولكن الحكومة الحالية تبقى المتنفّس الوحيد كون تركيبتها ميثاقية من جهة، وكون ما بدر منها (عموماً حتى الآن) يحمل تباشير أمل.
صحيح أنّ الإستحقاق الرئاسي يسرق الإنتباه عن القضايا الملحة الداهمة، وما أكثرها، لولا أنّ في هذه الحكومة مجموعة من الوزراء الذين تأتي تجربتهم في الحكم لتعطي السلطة التنفيذية زخماً إستثنائياً، بإنصراف كل منهم الى شؤون وزارته بمسؤولية وجدية ودأب.

ومن باب الإنصاف نقول إنّ هذه الحكومة أدخلت في السلطة التنفيذية مفهوماً غير مألوف إنّ من حيث الإجتهاد في العمل أو من حيث تحمل المسؤولية. وهذا ما أظهره الرئيس تمام سلام، وباقة من الوزراء نذكر منهم (مثالاً وليس حصراً) الوزير نهاد المشنوق الذي يذكرنا بالوزراء الكبار الذين شغلوا حقيبة وزارة الداخلية مثال الراحلين المرحومين سليمان فرنجية وكمال جنبلاط وريمون إده. وفي تقديرنا أن أحداً ما كان بقادر على أن يقود وزارة الداخلية والبلديات، في هذه المرحلة الحساسة، كما يقودها نهاد المشنوق بكثير من الحزم، وبكثير من استيعاب المرحلة، ودائماً بالجدية. وفي الإمكان دفع عشرات الأمثلة. صحيح أنّ التفاهم الذي إنبثقت منه هذه الحكومة سهّل مهمّة المشنوق وزملائه، ولكن الأمر لا يقتصر على إيجاد الطريق الممهّد بل خصوصاً على معرفة سلوك الطريق. ولقد أثبت نهاد المشنوق أنه فنان في هذا المجال.

ومع ذلك، فنحن نرى أنّ الحكومة لا يمكنها أن تسدّ الفراغ الرئاسي، وإن كنا نأمل بأنها ستكون قادرة على مواجهة التداعيات سواء ما كان منها ناجماً عن تطوّر أزمة السلسلة أم عن تعذّر انتخاب رئيس الجمهورية.