“ستوديو بيروت” مع جيزيل خوري – القمصان السود: تطويع النظام اللبناني؟

مقابلات تلفزيونية 20 يناير 2011 0

س- لقد كنت موجوداً في بيت الوسط أثناء إلقاء الرئيس سعد الحريري كلمته، هل كان هناك نوع من الحزن العاطفي يخيّم في هذا اللقاء؟
ج- أعتقد ان الرئيس سعد الحريري في كل كلمة يأتي فيها على ذكر والده الشهيد يغلب طابع الحزن والتأثر على كلامه، ولكن أستطيع التأكيد انه أعلن المواجهة السياسية، ولم يُعلن لا التراجع ولا الإستسلام ولا الموافقة على ما لا نستطيع قبوله أياً كانت هذه الموافقة.

س- هو قال أنه يقبل بالتسوية؟
ج- قال أنا وافقت على التسوية وذهبت الى الآخر، وكانت النتيجة الإستعمال المفرّط في الديموقراطية الى درجة الرد بطريقة بدائية بأننا لا نريد سعد الحريري رئيساً للحكومة.

س- ماذا تعني كلمة الى الآخر، يعني هل ما رُشح عما سمّي مبادرة س- س، يعني سحب القضاة وعدم التعامل مع المحكمة؟
ج- دعينا نقول الكلام كما هو، كان واضحاً ان هناك خارطة طريق سرية موضوعة تتضمن في ما تتضمنه عنوان يتعلق بتثبيت مرجعية الدستور والطائف، وعنوان يتعلق بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات واللبناني ما عدا سلاح المقاومة، وهناك بند يتعلق بالعلاقات اللبنانية الرسمية مع المحكمة، هذا الأمر كان موجوداً وكان بالإمكان التفاهم عليه باعتباره خارطة طريق تنفذ بعد إعلان القرار الإتهامي، بصراحة ووضوح هذا الأمر لم يتم لأنه برأيي وأكرر هذا الكلام للمرة العاشرة، هذا الإتفاق لم يكتب من أجل أن يُنفّذ، والدليل انني حتى اليوم رغم كل متابعتي وقراءاتي، لا أجد جواباً على سؤال محدّد، هذا الإتفاق جرى وضعه على الورق ربما بين 15 و20 آب الماضي، يعني منذ أربعة أشهر، لأنه في 5 أيلول أعلن الرئيس الحريري تبرئة سوريا، وهو كان على حق في ذلك وتبنّى مسألة شهود الزور.

س- ماذا تعني انه كان على حق؟
ج- كان على حق بتصرّفه تجاه سوريا، باعتبار انه كرئيس حكومة مهمته أن يقوم بترتيب العلاقات اللبنانية-السورية وهو تحمّل مسؤولية تبرئة سوريا باعتبارها تستند الى شهود الزور.

س- هو قال انه قام بكل هذا لكي لا تسيل نقطة دم؟
ج- ليس هذا فقط، بل قام بكل هذا باعتباره جزء من اتفاق.. بماذا أجابوه؟ هذا هو السؤال، بعد أربعة أشهر أجابوه بمذكرات توقيف، بعد حديثه للـ”الشرق الأوسط” أجابوه بتهديدات، بخطابات عنترية، بإدانة كل مرحلة والده السياسية والإقتصادية والتأكيد على أن كل القضية ليس فيها اغتيال ولم يُقتل أحد.

س- إذاً لماذا هذا الإتفاق؟
ج- هذا السؤال لا يوجّه إلينا، بل يوجّه لمن وضع هذا الإتفاق بالدِرج لمدة أربعة أشهر.

س- تذهبون الى الإستشارات نهار الإثنين لترشيح سعد الحريري رئيساً للحكومة، وهو قال وأشار بيده قائلاً بإذن الله.. بأنه ربما يمكن؟
ج- كلمة بإذن الله لا تعني يمكن، بل هي عادة عنده.

س- ولكن بالطريقة التي قالها فيها وكأنه ليس متأكداً، وربما هناك إمكانية لإرجاء الإستشارات النيابية، هل هذا صحيح؟
ج- أنا لست مع هذا الرأي، وإرجاء الإستشارات النيابية دليل حكمة ودليل إتاحة المجال أمام المزيد من المفاوضات.

س- وكذلك أمام المزيد من وقت للفتنة وللإغتيالات وللتفجيرات أيضاَ؟
ج- كلا، ليس بالضرورة، لمزيد من الوقت للفتنة بالعكس، هناك مزيد من الوقت للتفاوض، لأن ما يحصل في لبنان كبير لدرجة، وجدي لدرجة، وعميق لدرجة، ان المطروح هو العناوين الرئيسية لاستمرار هذا النظام السياسي، وليس المطروح عنوان المحكمة، لأن المحكمة آخر عنوان في المفاوضات وليس أول عنوان. المحكمة مسألة ظرفية تتعلق باحتمال اتهام جهة لبنانية باغتيال الرئيس الحريري، وربما اغتيالات أخرى من التي تمت من العام 2005 حتى الآن.
ما أحاول أن أقوله مرة أخرى، هذا الإتفاق وضع لكي لا يُنفّذ، لأن هذا الإتفاق لو أرادوا تنفيذه لما كانوا انتظروا أربعة أشهر، السيد نصرالله في آخر كلمة له قال “نحن وافقنا على بعض النقاط وننظر الى نقاط أخرى بعين إيجابية للمفاوضة حولها” فإذا كان هناك نقاط إيجابية وننظر الى بعض النقاط الأخرى باعتبارها ممكن التفاوض حولها بشكل إيجابي، فلماذا انتظر أربعة أشهر، يعني إذا كانت هذه المحكمة إسرائيلية ودولية وتهدف الى الفتنة المذهبية في لبنان والى خراب لبنان.

س- هو قال كلام آخر، قال “هذه المحكمة موجودة في تل أبيب وأميركا ومن يتعامل معها كأنه يتعامل مع تل أبيب ومع الأميركيين؟
ج- جيد، هذه تهديدات ليست جديدة، الجديد انه حدّد بأن هناك اتفاق موجود وفيه نقاط مُتفق عليها ونقاط خاضعة للتفاوض الإيجابي، فإذا كانت هذه المحكمة مُنشأة في تل أبيب وبقرار إسرائيلي وبقرار أميركي، هل تواجهها بوضع الإتفاق في الجارور لمدة أربعة أشهر من دون القيام بأي خطوة ولو شكلية تجاه الدفعة الأولى على الأقل؟ لنفترض ان الرئيس الحريري دفع الدفعة الأولى من خلال اعترافه بشهود الزور وتبرئة سوريا، ولكن ماذا قدّموا هم في أربعة أشهر؟ ماذا قدمت سوريا في الأربعة أشهر الماضية؟ قدّمت مذكرات التوقيف.

س- هذه مواجهة لـ”حزب الله” وسوريا مواجهة سياسية، خطابه اليوم خطاب أني أواجه بالسياسة، ولكن إذا أنتم تريدون الفتنة والنزول الى الشارع فتفضلوا؟ عندي سؤال لماذا ربطة عنقه كانت اليوم رمادية وليست زرقاء؟
ج- لا بأس تغيّر لون ربطة العنق .

س- لماذا رمادية؟
ج- لأن الوضع رمادي، على كل حال والحمدلله ليس أسوداً، ولكنه للحقيقة رمادي.
ولكن أنا ما أريد أن أقوله ان من وضع هذا الإتفاق في الجارور لمدة أربعة أشهر لا يريد تنفيذ الإتفاق.

س- ماذا يريد؟
ج- أعتقد أنه يريد ابتزاز قوى محدّدة في المنطقة حتى تستسلم له، وتأتي وتتشاور معه وتفوّضه بمسألة إدارة الإستقرار في لبنان، وحسب رأيي واستنتاجي، انه يريد موافقة أو تفويض أو تشجيع أميركي للقيام بدوره في حفظ الإستقرار في لبنان، ولن يقبل ذلك من أي طرف آخر.

س- هم لا يريدون سعد الحريري؟
ج- هذه مسألة أصبحت شكلية.

س- الأكثرية اليوم ليست معكم؟
ج- ليس بالتأكيد هذا أيضاً افتراض، ورأيي أنها ليست وقائع مؤكدة.

س- لم يُعلنها وليد جنبلاط نهائياً برغم التهديد الذي أتى عن طريق صحيفة “الرأي” الكويتية التي نقلت عن مصدر قريب من “حزب الله” نوع من التهديد لوليد جنبلاط؟
ج- أنا لم أقرأ ما جاء في صحيفة “الرأي” الكويتية، ولكن بالتأكيد وواضح انه سلّم بمنطق القوة، لا يمكن القول بأن وليد بك قام بهذا الأمر عن قناعة، سلّم بمنطق القوة وهو يعرف طبيعة الإتفاق، عرفها متأخراً، وهو يعرف ان أحداً لم يُنفّذ لا من السوريين ولا من جهة السوريين الذين كان يُفترض أنهم وحلفاءهم شركاء بالتعامل مع هذه الورقة بأنهم لم ينفّذوا أي شيء.
على كل حال، أعود وأقول ان ما قاله الرئيس الحريري له معنى واحد، وهو اننا مستمرين في المواجهة السياسية ولن نتراجع عن أي من قناعاتنا بمسألة الدولة وبمسألة السلاح ومسألة العلاقة مع سوريا، وبمسألة سلاح المقاومة، هذه الثوابت لن تتغير يوماً بعد يوم، هذه مسألة أصبحت محسومة، ونحن سنتابع هذه المواجهة السلمية بكل ما نستطيعه من قوة سلمية.

س- يوم الثلاثاء الماضي استفاق اللبنانيون على مسلحين في الشوارع وفي نفس الوقت وفي نفس النهار كان الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل قائد الجيش اللبناني، ما هو تعليقك على هذه الصورة؟
ج- للحقيقة أنا لم أفهم هذه الزيارة، ولكن قرأت في الصحف ان موعد اللقاء كان مُحدّداً مُسبقاً، وكان قائد الجيش قد طلبه منذ فترة، ولكن بالتأكيد توقيت اللقاء لا يخدم لا قائد الجيش ولا الصورة السورية في لبنان.

س- خاصة أنه لم يصدر أي بيان عن اللقاء؟
ج- بدون بيان أو ببيان أعتقد ان هذه المسألة، الشكل فيها مهم جداً بأن قائد الجيش اللبناني موجود عند الرئيس السوري، وهذا دليل بأنه حتى الآن لا يوجد اعتراف سوري بأن هناك حقائق في لبنان تغيّرت في السنوات الخمس الأخيرة، وأعتقد أيضاً ان قائد الجيش أيضا لا يوافق أن هناك أمور تغيّرت في لبنان، هناك حقائق تغيّرت في لبنان في السنوات الخمس الماضية يجب أخذها بعين الإعتبار عند كل الناس، وأي شخص يتجاهلها يرتكب المزيد من الأخطاء، ويرتكب المزيد من الشكليات التي لا توصل الى نتيجة.
س- هل هناك تفسير لهذه الزيارة؟ مثلاً تحييد الجيش، وماذا دار في لقاء الرئيس الحريري مع قائد الجيش الذي زاره بعد عودته من دمشق؟
ج- قراءتي في السياسة ان الزيارة يُقصد بها الطلب الى الجيش القيام بمزيد من الدور لتحقيق الإستقرار، أنا أفهم الزيارة بالسياسة على هذا النحو، ولكن بالشكل أنا لا أوافق عليها.

س- يعني الرئيس السوري بشارة الأسد يطلب من قائد الجيش اللبناني المحافظة على الإستقرار وليس رئيس جمهورية لبنان؟
ج- رئيس الجمهورية اللبنانية دائماً يؤكد على قائد الجيش ويطلب منه وهو قائده الأعلى.
على كل حال بمضمونها السياسي أنا لا تُقلقني هذه الزيارة، إنما بشكلياتها هي عدم اعتراف بكل ما حصل من تغيير في لبنان منذ العام 2005 حتى اليوم، وهذا تأكيد على ان هناك تجاهل لوقائع وحقائق وُجدت في لبنان في السنوات الخمس الأخيرة، تعبّر عن رغبة اللبنانيين جدياً وبكل المعاني باستقلالهم وسيادتهم وحريتهم، وهذا ليس كلام شعر، هذه قناعة موجودة عند الكثير الكثير من اللبنانيين، وبالتالي هذه الصورة لا تأخذ بعين الإعتبار هذه الحقائق التي كانت موجودة، والتي استفاقت في السنوات الخمس الأخيرة.

اتصال خلال الحلقة مع اسطنبول مع محمد غول

سئل: استيقظ اللبنانيون على ما يُسمّى سحب المبادرة القطرية -التركية، داوود اوغلو وزير الخارجية صرّح في أنقرة وقال: ان الأطراف اللبنانيين بعيدين جداً عن أي تسوية، ما هي أجواء تركيا بالموضوع اللبناني هل يأسّناكم؟
أجاب: مازال هناك وقت لليأس، فالأتراك مازالوا يتأملون أن يستعيد اللبنانيين أنفسهم بأن يكونوا جاهزين للجلوس الى مفاوضات حقيقية، هناك الكثير من الطلبات الجديدة غير التي كانت مطروحة ضمن إطار س- س، ربما كان هناك إعادة جدولة، أو إعادة ترتيب لهذه الأوراق، إلا أن هذه الأوراق ووجهت بطلبات جديدة ربما من المعارضة أو من الموالاة، حكومة جديدة، رئيس جديد كل هذه الأمور، لا الوفد القطري ولا الوفد التركي كان مستعداً للإستماع الى طلبات من هذا النوع، إلا أنهم لا زالوا متفائلين، الأستاذ احمد داوود اوغلو وصف الأجواء اليوم صباحاً بإنها إيجابية الى حد كبير، وان الوضع اللبناني في الوقت الحاضر أفضل بكثير مما كان عليه قبل يومين أو ثلاثة أيام، وان الأمر ربما سيتحسن في قابل الأيام، وان تركيا ستبذل قصارى جهدها في قابل الأيام مع أي طرف دولي ممكن للحديث والحوار في الشأن اللبناني، ربما الطرف الدولي مجموعة فيينا 5+1 التي ستجتمع غداً في تركيا من الممكن أن يُطرح الوضع اللبناني في اللقاءات البينية، اميركا وإيران ربما تتدخل في الموضوع بطريقة أو بأخرى.
ومن الممكن أن يتوجه الأستاذ احمد داوود اوغلو يوم الأحد القادم الى باريس للقاء الرئيس ساركوزي، في نفس الوقت الذي سيلتقي فيه ساركوزي مع عدد من الزعماء اللبنانيين على رأسهم الدكتور سمير جعجع وأمين الجميل. ضمن هذا الإطار تركيا ستدعم كل الجهود المبذولة لحل المشكلة اللبنانية بشرط أن يكون هناك تثبيت للإستقرار في البلد، وتهدئة للخطاب السياسي، وتمهيد لإيجاد القواسم المشتركة لإيجاد حكومة ربما يرأسها سعد الحريري.

سؤال من الإستاذ المشنوق: ماذا عن العلاقات مع دمشق وهنا بيت الأساس؟
أجاب: تركيا عندما دخلت الملف اللبناني بشكل عام، هي دخلت الملف من ثلاثة أبواب رئيسية مهمة جداً على رأسها علاقاتها الممتازة جداً مع سوريا من جهة، ومع إيران من جهة أخرى، وبالتالي مع “حزب الله” هذا الطرف الأول.
الطرف الثاني: علاقاتها المميزة مع الدولة القطرية ومع السعودية أيضا كطرف عربي، أيضاًُ علاقاتها المميزة مع مجموعة الإتصال السباعية التي ترأسها فرنسا. فتركيا تستطيع التعامل والتكيّف مع الجميع، هذه نقطة. النقطة الثانية: تركيا واضح انها وسيط في المنطقة أو وسيط في المسألة اللبنانية وليست طرفاً. احمد داوود اوغلوا عندما يقدّم نفسه لا يقدّم نفسه مثلاً كالسوريين أو السعوديين الذين يريدون التدخل في الملف اللبناني، هؤلاء كلهم ربما الى حدٍ ما في نهاية المطاف، ربما يدعمون فريق على حساب فريق آخر، إلا ان تركيا ليست في ذلك المكان أو في ذلك الموقف. على كلٍ الجميع في لبنان وفي العالم العربي يدعمون المبادرة التركية ربما ما عدا الشقيقة المصرية.

سئل: ما هي الإفكار الجديدة للمبادرة التركية؟
أجاب: ربما لا توجد أفكار جديدة حتى الآن واضحة بشكل واضح وصريح، أو ربما لا يريدون الإعلان عنها في هذا الوقت، على كل حال.

انتهى كلام محمد غول

بعد بث تصريح الأمير سعود الفيصل، سؤال للأستاذ المشنوق: تكلم باسم الملك وقال ان القضية بين الملك والرئيس بشار الأسد؟
ج- كلا، لم يتكلم باسم الملك، قال ان القضية عولجت بين الملك والرئيس الأسد مباشرة وانه لم يكن مشاركاً فيها، دعينا نكون دقيقين، هذه نقطة أولى. النقطة الثانية أنا قرأت اليوم في صحيفة “الأخبار” رأي للدكتور خالد الدخيل وقرأت رأي الأختصاصي بالجرأة الأستاذ طارق حميّد بشأن كلام الأمير سعود الفيصل، أنا أوافق على ان كلام الأمير سعود الفيصل هو رسالة تعبّر عن يأس سعودي عارم من المراهنة على التفاهم مع سوريا في لبنان، وعلى ان سوريا تلتزم بما تعهّدت به أمام السعوديين سواء في العراق، أو في الموضوع الفلسطيني وباتفاق مكة، ومؤخراً في لبنان، هذا تعبير عن يأس وعن أننا لا نستطيع الإستمرار في هذه الشراكة مع سوريا في لبنان.

س إذاً هي رسالة للسوريين؟
ج- نعم بتقديري هكذا هي الرسالة، والدكتور خالد الدخيل قال اليوم في تصريح له هذا الكلام.
النقطة الثالثة: وهنا أريد أن أقول ان العتب على قدر التقدير وليس على قدر المحبة، ما من شك ان معظم المتابعين ليس أنا فقط، عندهم تقدير كبير للأمير سعود الفيصل وخبرته ومعرفته وتجربته، ولكن بصراحة هو لم يكن موفقاً في التعبير عن أثر ذلك، أثر تعثُر هذه التسوية في لبنان، بمعنى التقسيم والقوميات والأعراف والأجناس والطوائف.
س- ربما هو قصد القول ان الوضع في لبنان خطير مما قد يدفع كل طرف أن يقيم كانتون؟
ج- نحن نوافق على خطورته وعلى يأسه ولكن أعود وأقول أمر يجب أن يكون واضحاً أمام السعوديين أولاً وثانياً وثالثاً، وأمام المصريين وأمام الأردنيين وأمام السوريين وأمام كل العرب، بأن الدفاع عن النظام العام في لبنان والإستقرار في لبنان، واستتباب الأمن في لبنان هو دفاع عن كل عاصمة عربية وليس عن لبنان فقط.

س- لكنهم حاولوا؟
ج- أنا لم أقل أنهم لم يحاولوا، ولكن لا يجوز اليأس في هذا الموضوع، ما لم يشعر العرب جميعاً بأن الدفاع عن لبنان، بمعنى استتباب نظامه العام واستقراره وأمنه، لا يمكن فهم ماذا يحدث. لبنان ساحة عظيمة لتصدير الفوضى الى العالم العربي، وليس ساحة عظيمة لتصدير الفوضى الى اللبنانيين فقط.

س- ربما لكلامه شق آخر لكي يقول ان الجهد الأقليمي بشأن لبنان لم يعد يجدي؟
ج- أنا لا أقول خلافاً لهذا، ولكن أنا أحدّر مرة أخرى بأن الدفاع عن استتباب النظام العام في لبنان، والإستقرار والأمن للبنانيين هو دفاع عن كل عاصمة عربية، لأنه ما لم يحدث ذلك سيتحول لبنان الى غرفة عمليات لتصدير الفوضى الى كل الدول العربية، يجب أن يكون ذلك واضحاً.

اتصال مع الأستاذ طارق حميّد رئيس تحرير صحيفة “الشرق الأوسط”

سئل: هل سمعت ما قاله الأستاذ نهاد المشنوق الذي تحدث عن ان دفاعكم عن النظام العام في لبنان هو دفاع عن كل العرب، وان سمو الأمير سعود الفيصل لم يكن موفقاً بالحديث عن تقسيم لبنان، ماذا كان يقصد برأيك عندما قال الوضع خطير وأن لبنان يمكن أن يُقسّم؟
أجاب: هناك نقطتان أساسيتان: النقطة الأولى أنا لم أسمعها في النقاش. أنتم انطلقتم من حديث الأمير سعود الفيصل، وانطلقتم من الموقف القطري ومن الموقف التركي اليوم أو أمس، لكن توجد نقطة جوهرية يجب الإنطلاق منها وهي تصريح المرشد الإيراني بأن هذه المحاكمة باطلة وصورية، وبالتالي أنا أتصوّر ان “حزب الله” أو غير “حزب الله” هم فريق مفاوض تحت رئاسة جهة أخرى، ومن هناك أُطلقت الرصاصة الأولى على كل الجهود التي بُذلت بالنسبة لكلام الأمير سعود الفيصل، لو كان كلام الأمير سعود الفيصل يهدّد لبنان لوافقت الأستاذ نهاد على ذلك، ولكن الأمير سعود الفيصل يحذّر لبنان.
أنا أعتقد ان اللبنانيين بكامل مشاربهم واختلافاتهم آن الأوان أن يسمعوا الحقيقة، وما الذي سيحدث بدون اتفاق وما الذي سيحدث بدون عقلانية.
ودعيني أكون واضحاً معك بدليل بارز اليوم ويؤكد كلام الأمير سعود، فاستمعي الى خطاب سعد الحريري واستمعي الى خطاب عون، فخطاب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري خطاب دولة ومنطق دولة، بينما نستمع في خطاب عون انحدار في الطائفية غير طبيعي، وهنا تكمن الخطورة.
اليوم عون قال “تقولون اننا نُهين السُنة بل أنتم تهينوننا عندما تضعون علينا شخص كهذا” ان شخص مثل هذا هو زعيم لطائفة موجودة في لبنان، فلذلك أنا أقول لو كان كلام الأمير سعود الفيصل هو تهديد فأنا أتفق مع الأستاذ نهاد، ولكن الأمير سعود الفيصل كان يحذّر، وأنا أعتقد انه آن الأوان أن تُقال الحقيقة للبنانيين.

سئل الأستاذ المشنوق: استاذ نهاد سمعنا ماذا يقول العرب ولا نريد أن نبقى ضمن هذا الموضوع، هناك سيناريوهات الجهود الدبلوماسية حتى الآن نستطيع القول فشلت، صحيح أمامنا 72 ساعة، ولكن هناك سيناريوهات أخرى تم الحديث عنها، حيث يُحكى عن سيناريو ان المعارضة ستستولي على كل الوزارات وتأخذ الحكم بالقوة، وهناك سيناريو بأنه سيكون هناك حكومة عسكرية في لبنان، ما مدى صحة هذا الموضوع؟
ج- هذا كلام غير جدي، والكلام الأول لا يؤتي نتيجة، لا توجد مشروعية سياسية ولا اعتراف بأي مشروعية سياسية غير لحكومة تأتي نتيجة استشارات نيابية طبيعية، فنحن لسنا جزيرة معزولة في العالم، وهناك قوى كثيرة دستورية تؤكد على مسألة اعتماد الدستور والقوانين، وسيلة وحيدة لانتاج حكومة عبر الإستشارات النيابية، وأنا لست متشائماً بهذا الأمر على عكس كل الشائعات.

س- لنفترض انهم سمّوا عمر كرامي أو عبدالرحيم مراد أو محمد الصفدي ماذا سيحصل؟
ج- يستطيعون تسمية من يريدون، ولكن هذا كلام فارغ لا يؤدي الى نتيجة، فليس باستطاعتهم تسمية شخص سقط في الإنتخابات، هذا قلّة احترام للمليون ناخب الذين نزلوا وصوّتوا بالإنتخابات، يوجد في كتلة “المستقبل” وحلفائهم 24 نائب سني من أصل 27 في مجلس النواب، فمن هو الذي سيخترعونه ويقولوا انه هو الذي يُمثّل السُنة في لبنان.

س- لكن عمر كرامي ليس اختراعاً بل زعيم سني؟
ج- مع احترامي للرئيس عمر كرامي ما دام هو ساقطاً في الإنتخابات فهو لا يُمثّل السُنة ولا يُمثّل اللبنانيين، هناك صندوقة انتخابات هي التي تحكم بين الناس طالما هذه الإنتخابات أنتجت هذا المجلس النيابي، فعلى المجلس النيابي الحالي أن يأخذ بعين الإعتبار البند الأول من الميثاق المتعلق بالعيش المشترك، وحقوق هذا العيش تنص على أن من يملك الأكثرية الساحقة والمطلقة والمتنوعة في كتلته النيابية مع حلفائه هو الرئيس سعد الحريري.

س- لنفترض الرئيس سعد الحريري لم ينل الأكثرية بالإستشارات النيابية ماذا يحصل؟
ج- دعينا لا نستعجل الأمور، نحن سنستمر بالمواجهة السياسية، عندما لا يأخذ الأكثرية ستكون هناك حكومة مخالفة لميثاق العيش المشترك، ومخالفة لطبائع الدستور ومخالفة للحياة السياسية اللبنانية.

س- وماذا لو حصل حلاً عسكرياً؟
ج- لو كان الحل العسكري يصلح في لبنان، لكان تمّ ذلك منذ 35 سنة، هذا كلام أوهام نسمعه كل يوم، وكل يوم ستظهر إشاعة جديدة لمزيد من الترهيب والمزيد من تخويف الناس، أنا أريد أن أقول للناس اننا مع المواجهة السياسية، وسنستمر بهذه المواجهة وسنربح هذه المواجهة رغم كل الكلام الذي نسمعه، وفي النهاية يوجد منطق يتعلق بالدستور هو الذي سيسود، وهذا المنطق ينص على العيش المشترك، وسمعنا كلام قاله وليد بك انه لا يجوز عزل طائفة دون أخرى.

س- لكن الإشاعة اليوم أو الخبر، ان وليد بك سيمشي مع المعارضة؟
ج- إذا هو سلّم بمنطق القوة، فنحن لن نسلّم إلا بمنطق الدستور.

س- هناك شيء تغيّر ما بعد القرار الإتهامي، وسمعنا بلمار ماذا قال عن القرار الإتهامي، فإذا كانت تسريبات القرار الإتهامي وتسليمه الى فرانسين أدى الى كل هذه المشاكل، فماذا لو أُعلن غداً ما هو القرار الإتهامي وفيه عناصر من “حزب الله” أو عناصر من الدولة السورية ماذا يحصل؟
ج- لا يحصل شيء، ببساطة تجتمع حكومة تصريف الأعمال، وتتخذ القرار المناسب لحماية أمن الناس وحياتهم وأرزاقهم وممتلكاتهم وتستمر الحياة.

س- من سيحمي الناس هل الجيش اللبناني؟
ج- نحن رهاننا لم يتغيّر لا على الجيش اللبناني ولا على القوى الأمنية، ليس لدينا خيارات أخرى ولا نحن نختار، نحن نختار المواجهة السياسية، ونسلّم شأننا الأمني وحياتنا وأرزاقنا وممتلكاتنا للجيش اللبناني وللقوى الأمنية، فلماذا علينا أن نبحث على من نسلّم ولمن نسلّم.
هذا العمل العسكري الذي يتحدث عنه كل الناس يومياً كيف يمكن تثميره سياسياً ليتك تقولين لي؟.

س- بالإنقلاب؟
ج- هذا الإنقلاب على مَن؟ هل على حكومة تصريف أعمال أم على رئيس الجمهورية؟.
س- على نظام، على حكومة تصريف أعمال؟
ج- من أين تأتي بالأكثرية؟ إذاً هذا كلام خارج الدستور.

س- في الفقرة التالية ستكون معنا السيدة كرمى خياط للحديث عما نشرته شاشة “نيو.تي.في” تحت عنوان “حقيقة ليكس” هل تضايقت مما قاله الرئيس سعد الحريري عنك؟
ج- أنا أجبت على هذا السؤال، وهذا الموضوع أصبح ورائي ولن أرجع إليه.

س- لو كنت تملك وسيلة إعلامية ووصلت إليك هذه الوثائق، هل كنت ستنشرها أم لا؟
ج- بالتأكيد كنت سأستعملها، وهذا إغراء لا أستطيع مقاومته.

الفقرة التالية من الحلقة مع كرمى خياط من “نيو.تي.في”
بعد عرض تقرير عن كلام الرئيس سعد الحريري للجنة التحقيق، والذي أوردته محطة “نيو.تي.في” وخاصة ما يتعلق بالأستاذ نهاد المشنوق.

جيزيل تقول: أنا عرضت المقطع هذا لأنه كان الأستاذ نهاد المشنوق ضيفنا، السؤال هل لديكم المزيد من التسجيلات؟
ج- لدينا تسجيلات، ولكن هنا أريد التعليق على موضوع الأستاذ نهاد الذي نُكن له كل احترام شديد، ولكن هناك نقطة أساسية صحيح هو نائب في كتلة الرئيس سعد الحريري، ولكن عندما يتحدث الرئيس سعد الحريري عن النائب نهاد المشنوق في جلسة مع لجنة التحقيق الدولية.

س- لكن هذا الكلام كان منذ أربع سنوات، حيث كان هناك خلاف بين الأستاذ نهاد والرئيس رفيق الحريري؟
ج- ولكن عندما يكون سعد الحريري يتحدث عن نهاد المشنوق لمحقق في لجنة التحقيق الدولية. فقد كان الحديث في سياق الرد على سؤال من المحقق للرئيس سعد الحريري بمن تشك من أمنك الداخلي الذي قد يُسّرب معلومات.

س- ربما أخذ يتذكر كل الناس الذين كانوا موجودين، وربما كان جديداً على السياسة ولا يعرف هؤلاء الناس، واسمحي لي أن أقول انه عندما يحصل الإغتيال تكون هناك شكوك بكل الناس، وفي ما بعد الشخص عندما يرتاح يمكن أن يرى الأمور بوعي أكثر؟
ج- تقولين يشك بكل الناس، ولكن لماذا يشك بجزء من الناس، ولا يشك بالجزء الثاني الذين هم من ضمن أمنه؟.

س- ربما هناك أسباب ونحن لسنا هنا لنحاسب؟
ج- أنا هنا لا أشك بالطرف الثاني، ولكن ما أريد أن أقوله، ان الكلام كان كلاماً سياسياً وهذا غير مقبول، وهذا دليل ان سياق التحقيقات التي كانت تحصل في المحكمة الدولية، هو سياق سياسي وما عرضناه هو إثبات على ذلك.