“ستوديو بيروت” مع جيزيل خوري – إما ادارة أزمة وإما اشعال فتنة: تاريخ سوريا مع لبنان

مقابلات تلفزيونية 29 يوليو 2010 0

اكد النائب نهاد المشنوق في حديث لقناة العربية ـ برنامج ستديو بيروت، أن كل الأطراف اللبنانية لم تعتد حتى الآن على انتهاء دورها الاقليمي، مضيفاً : “في فترات الصراع بين 2005 و2009، تصرفت كل الاطراف اللبنانية على اساس انها جزء من الصراع الاقليمي، واعترفت بعض هذه الاطراف بعد التسوية بانتهاء دورها الاقليمي ولم تعترف أخرى”.
واوضح المشنوق ان زيارة الملك عبد الله الى لبنان هي الاولى من نوعها بصفته ملكاً وزيارة الرئيس السوري لاول مرة الى لبنان بصفته صديقاً ومعنياً بالتعامل مع كل اللبنانيين منذ 2005 أي بعد 5 سنوات من الصراع السياسي.
ورأى المشنوق أن لهذه الزيارة صفة مختلفة عن الزيارة السابقة النزاعية، لافتاً إلى أنها من أجل إعطاء لبنان ضمانات لاستقراره وأمنه والانفتاح على كل الاطراف اللبنانية دون استثناء للتحاور معها وطمأنتها وتهدئتها وتبرير مخاوفها.
وقال: “من يعتقد أن الزيارة هي انتصار لفريق لبناني على آخر يكون مخطئاً ويفتقد للقراءة السليمة”.
من جهة أخرى أشار المشنوق الى أن حرب تموز 2006 واحداث ايار 2008 جرتا بالتفاهم والمشاركة بين حزب الله وسوريا معتبراً انه ليس هناك من حركة امنية او عسكرية او قرار سياسي استراتيجي للحزب دون التشاور مع السوريين. اضاف ان القرار في لبنان بالنسبة لحلفاء سوريا هو لدمشق، اما طهران فهي صاحبة رأي وليست صاحبة قرار. ولفت الى ان الدور السوري منذ بدايات العام 2009 تغيرت طبيعته في لبنان كما تغيرت قراءة سوريا لدورها في المنطقة، مشيراً الى ان سوريا التي دخلت في صراع لسنوات طويلة منذ العام 2005 تطابقت مع الموقف الايراني، ومن ثم اتخذت قراراً استراتيجياً باستعادة توازنها بالمنطقة فلاقت مبادرة الملك عبد الله حين كان ولياً للعهد في قمة الكويت واتفقا على احياء دور الدولة بمفهومها الشامل الضامن لإستقرار جميع اللبنانيين مؤكداً انه لا توجد قدرة او قراءة تسمح لحزب الله باتخاذ خطوة استراتيجية امنية او سياسية دون موافقة دمشق معتبراً ان هذه المواقفة غير متوفرة اليوم.
وعن كلام السيد نصر الله بأن الرئيس الحريري أبلغه بأن القرار الظني سيتضمن اسماء عناصر من حزب الله ولن يكون هناك اتهام بالكامل، قال المشنوق: “هناك اجتهادات حول طريقة الرواية، بالتأكيد جرى حديث حول هذا الموضوع ولكن بين انها واقعة وبين انها احتمال فهناك فرق كبير. الأهم هو ان هناك صيغة لم نعتد عليها ولا على ان نقولها باعتبار انه قد مرّ علينا من الأوضاع في العلاقات اللبنانية – السورية في السنوات الـ 25 الماضية بما يكفي”.
زيارة الملك عبد الله والرئيس الأسد سوياً الى لبنان تعني عودة الغطاء العربي وحيداً مسؤولاً عن الاستقرار في لبنان وادارة هذا الاستقرار.
اضاف: “ولقاء العاهل السعودي بالرئيس المصري تطرق الى موضوع العلاقات اللبنانية – السورية وبأن مصر لا تعارض ادارة سلمية، سوريا صديقة للاستقرار في لبنان، هذا يستلزم وقتاً لنعتاد على هذه الصورة الجديدة وعلى هذه التعابير”، لكن ذاكرتنا في العلاقة مع سوريا ومع الدور السوري مختلفة تماماً عن الطبيعة الحالية او الطبيعة المنتظرة منهم في المرحلة المقبلة، تاريخ سوريا مع لبنان إما ادارة أزمة وإما اشعال لفتنة.
وتابع المشنوق: السعودية وملكها يريدون القول للبنانيين بأن ادارة الاستقرار هي ادارة سلمية نزيهة سورية على غير عاداتها السابقة.هناك نظرة جديدة الآن برعاية عربية وبإدارة سياسية للاستقرار اللبناني يقوم بها الطرف السوري، وهذه القمة يفترض انها تعبير عن ذلك بأنه من غير المسموح اللعب بالاستقرار، وبأن العرب معنيون فقط باستقرار لبنان، الطرف السوري معني بالحوار مع الجميع دون استثناء والطرف السعودي يفتح الباب للحوار مع الجميع دون استثناء.
وذكر المشنوق بأنه “حين كان الملك عبد الله ولياً للعهد في العام 1997، وكان اول مسؤول عربي كبير من غير السورين يستقبل نواباً من حزب الله في منزل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويجري معهم لقاءاً علنياً”.
وتابع: “بتقديري، يوجد اطراف لبنانية دون ان يعلنوا ـ ومنهم حزب الله ـ وربما منهم الدكتور سمير جعجع وآخرين ـ يعتقدون ان للزيارة طبيعة الصفقة وان هناك تنازلاً سيعطى في موضوع ما لطرف على حساب طرف آخر، أؤكد من موقعي كمتابع أن هذا الامر غير وارد، ولفت الى ان “لا السعودية ولا سوريا ولا لبنان يملكون ان يجروا صفقة شاملة في موضوع المحكمة، مشداً على أن “المحكمة الدولية اقرت في مجلس الامن الدولي ومن ثم بناءاً على طلب الحكومة اللبنانية وبإقرار جميع المشاركين في هيئة الحوار، واوضح المشنوق أن التعامل مع المجتمع الدولي لا يتم ببساطة الاجتماع بين مسؤولين لبنانيين ورؤساء عرب، متابعاً: “مع احترامي الكبير والأكيد للعاهل السعودي وللرئيس السوري، لا يقررون في تلك الجلسة انهم يستطيعون اقرار صفقة شاملة تتعلق بالمحكمة أو بأي أمر دولي آخر.
ورأى المشنوق ان المرحلة السياسية التي كان فيها الاتهام موجهاً الى سوريا انتهت وان القوى التي كانت في المرحلة السابقة في حالة صراع مع سوريا انتقلت اليوم الى مرحلة حوار معها، مشيراً الى ان الاتهام او التبرئة موجود عند المحكمة الدولية وليس لدى الشعب اللبناني الذي لا يملك الوقائع أو الأدلة ليبني عليها ويصدر أحكامه، مشدداً على ان المحكمة الدولية هي الجهة الوحيدة القادرة على إتهام او تبرئة أي طرف في مسألة الاغتيال وأنه ليس هناك من مرجعيتين في هذا الخصوص.
وأكد المشنوق أن العباءة المعنوية للعاهل السعودي والقرب الجغرافي للرئيس السوري يستطيعان أن يعطيا الطمأنينة للبنانيين وإخراجهم من جو الاشتباكات الدائرة في أذهان البعض معتبراً في المقابل أن اتفاق الدوحة لم ينهار ولا يحتاج إلى إنقاذ وان ما يحصل هو اشتباك سياسي محدود.