رسـالة مـن “سـيد” إلـى “أسـتاذ” شبيب الأمين

مقالات 05 سبتمبر 2007 0

تلقيت رسالة من السيد شبيب الأمين حمّلني فيها أكثر مما أحتمل وأعطى لما كتبته من رسالة افتراضية من “الأستاذ” بري الى “السيد” نصر الله في الأسبوع الماضي معاني متشابكة لا أريدها لنفـسي ولا لمن كتبت باسمه دون استئذان.
هي رسالة تغلّبت فيها “الحرفة” على أصول المخاطبة فجاءت رسالة الأمين لتجعل منها اشتباكاً لا أسعى إليه.
من سيد بالصدفة، كما يصف نفسه شبيب، لا سيد بالإرادة، كما يصف سماحة السيد حسن نصر الله، رداً على الرسالة الافتراضية التي نشرت في “السفير” في 18-12-2006. قال فيه:
هي مرافعة للذود عنك، بعدما أصابك ما أصابك، حين زلّ سهمك دونما قصد على الأرجح، فأدماك أولا، وأدمى ظلماً من أردت أن تكاتبه، فكانت رسالتك افترائية لا افتراضية، كما شئتها، يا صاحبي.
ليس من سدّد ضرائب، بل إتاوات من عمِلَ معهم، نفياً من بلاد، ولم يلتفت الى نكران، تمّ قبل صياح الديك.
ليس أنت من يكاتب سماحة السيد حسن نصر الله، بعد حرب كاملة وحقيقية، بعد حرب لم نعهدها منذ حزيران أعمارنا المجمدة، أعمارنا التي طالما تُركت للريح وأعدائنا. بعد حرب أعادت ما كان مستحيلاً بالأمس الى الممكن.
ليس أنت يا صاحبي، من يصف ثقافة مقاومة إسرائيل بثقافة الموت، لتكاتب سماحته بلغة الإلغاء، كي لا أقول لغة الإعدام.
ليس أنت إذن، من يقف الى جانب من رأى في هذه الحرب كارثة حلت في البلاد، قام بها شذاذ، وبدأ يعدّ العدة لمحاسبة مَن صمد ودافع ومَن قال: لا.
ليس أنت مَن يقف الى جانب مَن لم ير في هذه الحرب سوى استثمار لحروب الداخل بين سنة وشيعة.
وليس أنت مَن يغيب عن باله، أن أحداً في لبنان بمقدوره رفض أو تعطيل المحكمة ذات الطابع الدولي، ولو كان يضمر عكس ذلك، إلا إذا كانت مهمة هذه المحكمة كما توحي سلطة اليوم ويعمل الورثة على أنها مناسبة لمحاكمة مَن قاوم في تموز وانتصر، لا مَن اغتال الشهيد الرئيس.
لبنان بأسره يا صاحبي مع محاكمة ومحاسبة من اغتال الرئيس رفيق الحريري، وعلى لبنان بأسره أيضاً أن يقف الى جانب من قاوم إسرائيل.
هي معركة الخيارات
وما تبقى من هوية
حين قرّروا خوض حربهم علينا
حين قرّروا في ليل، فخرج من خرج منا ليعاونهم وضح النهار.
هي زلة قلم لا قدم، حين وصفت سماحته في خطابه الأخير بالنزق أو اتهمته بمعاكسة إجماع الجماعة.
أؤكد هي زلة قلم ودونما قصد وبمقدوري وبوكالة انتزعها منك، بما أعرفه فيـك من حكمـة أولاً وباسم الصداقة ثانياً، لأرفع اعتذاري إلى سيد المقاومة.
شبيب الأمين
مع الموافقة:
نهاد المشنوق