رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين …

مقالات 18 يونيو 2007 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي خادم الحرمين الشريفين
لا أضيف الى صفاتكم، صفة جديدة، لو كتبت أو قلت، فأنتم منذ ان كانت اطلالتكم على الشأن العام العربي منذ عشرات السنوات من القلائل بين القادة العرب الذين احتفظوا بطبائعهم وصفاتهم. تقلبَت الأزمات وتغيَرت الوجوه واحتدَت السياسات ولم تستطع كلها ان تغيّر ما يعرفه الناس عنكم من صفات ملازمة لشخصكم. لذلك أرى، حين أكتب اليكم، انكم لم تنزعوا قميص العروبة عن قامتكم مهما بانت عليه الثقوب والاصابات.
أنتظر، كما غيري من اللبنانيين، ان يتسع صدركم لكلام آت من وطن يعاني أهله العذاب والقهر حتى بات من كثرة ضحاياه حفظكم الله لا يعرف من صور جموعه إلا الداخل الى، او الخارج من، محطة الجنازات.
هذه الرسالة ليست للشكوى من تردّد أصاب مسعاكم لا سمح الله. فسفيركم في بيروت أصبح متخصصا بتوزيع ابتسامات الرضا حين تشتد عليه وعلينا الأزمات. انما يقصد من ذلك دائما شحذ نفسه بالصبر، واللبنانيين بالتفاؤل، ليكمل ما تكلفونه به من مسعى. ووزير خارجيتكم يوصي دائما بالاجماع من دون إلزام، وبالتمهّل لا التسرّع، وبمسح الجراح السياسية والانسانية بمرهم الصبر والتعقّل والوعي.
ليست هي المرة الأولى التي يسعى فيها قلمي اليكم. فعلت ذلك مرات. مرة بالتحريض بين السعودية وايران كما اتُّهمت، مع انني قصدت من كلامي المواجهة السياسية التي تحقّق وأد الفتنة بين المسلمين. ومرة اخرى بالمعاكسة السياسية مطالباً بضبط الميزان العربي لحقيقة لبنان. ومرة ثالثة لإظهار التقدير، وربما الفرحة، بما قدّركم الله عليه من إجماع عربي في قمة الرياض على جدول أعمالها، وان كان قد بدأ الانقلاب عليها في بيروت، وجنوب لبنان بالأمس، وغزة الاسبوع الماضي.
يجد اللبنانيون في مسعاكم علامات الاستقرار ومؤشرات الطمأنينة والاستقرار في سعيكم، سندا لصبرهم. فلا تستغربوا الالحاح ولا المَطالب المتكررة بمزيد من القدرة على المبادرة.
***
لا أكشف جديداً اذا ما قلت ان لبنان يعيش منذ 30 شهرا، تاريخ اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، حالا من المواجهة السياسية الحادة، والمقلقة، والمطوّقّة بخطر شديد، مع سوريا الجارة الفاقدة لحرارة الأشقاء مع لبنان، والمتهمة بالتسبّب بقطع النظر عن حقيقة الاتهامات الجنائية الموجّهة اليها بالكثير من الاضطرابات الأمنية التي يعيشها اللبنانيون، والتي تكاد تودي بما تبقّى من رموز يرى الكثير من اللبنانيين في حركتهم سعيا حثيثا نحو سيادتهم واستقلالهم. هذا مع العلم بأن هناك وقائع لصلة الأجهزة الأمنية السورية بأحداث مخيم نهر البارد لا ضرورة لتكرارها.
تتصرف القيادة السورية بقلق ما بعده قلق، وبسياسة صدم ما بعدها حدّة، وبإحساس بالثأر لا تجاريه الأحلام، منذ صدور القرار 1559 عن مجلس الأمن الدولي في خريف العام ,2004 والقاضي بخروج القوات السورية من لبنان. تتصرّف على ان لبنان الرسمي فتح ابوابه للدخول الدولي الى قراراته وسياساته الهادفة اولا وأخيرا الى نشر الاضطراب السياسي في الأرجاء السورية، وان الحصار الدولي على سوريا بدأ في لبنان ويستمر في اي موقع تستطيع الدول الكبرى ان تصل اليه.
اعتبرت القيادة السورية ان من اللبنانيين، حلفاء للسياسات الكبرى في صراعها مع سوريا. فبدلا من السعي نحوهم، او قبول سعيهم نحوها بكرامة ورصانة، قررّت معاقبتهم على سياستهم المفترضة، معتمدة سياسة القصف في اتجاههم من دون التدقيق في ما اذا كانوا فعلا مسؤولين عمّا تسبّب في عزلة سوريا.
تعلمون ان لبنان بحكومته وأهله لم يكن طرفا فاعلا ولا مقرّرا في القرار .1559 كل ما فعله اللبنانيون هو التعبير الحاد عن الفرج بزوال الاحتلال السياسي لقرارهم. وهذا حق انساني لهم قبل ان يكون شأنا سياسيا.
لا احد يستطيع ان ينكر على اللبنانيين حقّهم في التعبير الغاضب عن فقدانهم زعيما بحجم الرئيس الحريري شهيدا مظلوما لم يبق من صورته التي يعرفونها الا اشلاء على قارعة الطريق، تجاور ما تبقى من رفاقه في رحلته الأخيرة.
أين العدل او العقل في مطالبة اللبنانيين بما لا قدرة لهم عليه من تجاوز او تجاهل لما لهم من حق في محكمة دولية ترعى مستقبل أمنهم قبل ان تحاكم قتلة الرئيس الحريري.
أليس هناك من مبالغة لا حد لها بالاعتقاد ان اللبنانيين أو حكومتهم تقدر لو رغبت أن تمنع قرارات يجري العمل عليها في العواصم الكبرى وفي السياسات الكبرى وفي الأقدار الكبرى، حيث مجلس الأمن هو الحاكم والحكَم؟
أليس من الظلم الكبير تحميل اللبنانيين وحكومتهم نتائج سياسة لا يشاركون في صنعها ولا في اقرارها، ولا تصل اليهم الا مغمّسة بدماء ابريائهم؟
***
صحيح أن الغالبية من اللبنانيين ترى في الاهتمام الدولي والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن دعما لسيادة حكومتهم وسندا لصمودها، لكن هذا لا يعني أن هذه القرارات أو هذا القدر من الاهتمام سببه سياسيون، لا يرى النظام السوري في حركتهم الا التآمر وفي كلامهم الا الاعتداء وهو رد فعل أكثر مما هو فعل وفي أهدافهم إلا الانتصار للسياسة الأميركية في المنطقة.
هل اتخذّ اللبنانيون قرار الحرب الإسرائيلية على بلدهم، فأتوا بالعدو ليدمّر ما على أرضهم ويهجّر اهلهم ويحقّق فيهم خسائر بشرية ومادية لا حد لها ولا حصر. اذا كان الجميع يعلم ان القرار بالحرب أميركي وأن الحكومة الاسرائيلية تحيّنت فرصة خطف الجنديين الإسرائيليين من داخل الخط الأزرق في الجنوب، فما هي مسؤولية الحكومة اللبنانية أو الجمهور الذي يدعم استقرارها؟
كيف لأحد أيا كان ان يفترض انه على اللبنانيين التحفظ عن القرار الدولي 1701 الناشر لقوات الطوارئ الدولية على الحدود اللبنانية الاسرائيلية والراعي لاستقرار الجنوبيين في أرضهم. ام انه كان متوقعا تشجيع الاستمرار في الاعتداء الاسرائيلي، كما كانت الحسابات التي أخطأت بعدم حصول الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في العام ,2000 أو بالأحرى عدم الرغبة في الانسحاب؟
كيف يُطلب من لبنانيين ان يوافقوا على تكذيب لجنة التحقيق الدولية او ان يساعدوا في تزوير محاضرها او أن يطلبوا منها غير ما في دفاترها، هذا اذا كان لهم حق المطالبة؟
بالطبع، هي محكمة سياسية اذ ان الاغتيالات العشرة التي حصلت وانقذ الله ثلاثة من اهدافها هم مروان حمادة ومي شدياق والياس المر هي جرائم سياسية وليست جرائم جنائية فقط. هذا قرار أكبر من لبنان وأوسع من خريطته وأقدر من قواه السياسية مهما بالغنا في قدراتها. هذا وصف للتفاصيل وإن كانت كبيرة. أما الأساس فهو ان لبنان كان يعيش حالة حرب معلنة مع سوريا منذ اغتيال الرئيس الحريري لا تكتفي بالسياسة مجالا، بل تصل الى حياة اللبنانيين تدميرا لاستقرارهم واتهاماً باغتيال ممثليهم السياسيين. أقول كان لأن هذا الصراع دخل مرحلة جديدة هي بداية الانقلاب باغتيال النائب وليد عيدو في الاسبوع الماضي.
الانقلاب على الحكومة التي يرفض النظام السوري وجودها وسياساتها ورجالها. فاغتيال النائب وليد عيدو، العضو في كتلة المستقبل، هو رسالة واضحة لا لبس في ترجمتها الى سعد الحريري وحلفائه وممثلهم في السلطة الرئيس فؤاد السنيورة، بأن استمرار الحكومة اللبنانية في اجراءات تشكيل المحكمة الدولية سيواجَه بمزيد من الاجراءات الانقلابية التي تعطّل عمل الحكومة وتهزّ أمل المواطنين باستقرار ولو جزئي لحياتهم.
النائب عيدو، رحمه الله ونجله خالد ومن معهما، هو الثاني في الاغتيالات السياسية من الطائفة الأكبر في لبنان بعد الرئيس الحريري، والثاني من كتلة سعد الحريري بعد النائب جبران تويني.
اسمح لي بأن أتجرّأ وأقول ان اغتيال النائب عيدو يعطي صورة واضحة عن العلاقات السورية السعودية. اذ مهما تجنّبنا القول، فإن كتلة تيار المستقبل لبنانية التمثيل، سعودية الهوى.
تقديري ببساطة التقدير وليس أكثر أنه لا تعديل في الميزان السياسي نتج عن الانتصار العسكري للمقاومة في حرب تموز، بل بالعكس ذهب الحوار الى مزيد من الحدة والاشتباك. ولا نتائج مباشرة وواضحة للحضور السوري في قمة الرياض والموافقة على المبادرة العربية للسلام. ولا سماع لما يطمئن القيادة السورية من المبعوثين الاوروبيين الذين توالوا على زيارة دمشق. ولا تواصل لبنانيا قادراً على الاقناع بعد سلسلة من التجارب. فكان القرار بالانقلاب، ليس على الحكومة وسياستها فقط، بل على حياة اللبنانيين واستقرارهم وأمنهم.
يفتقد اللبنانيون صورة الأخ الأكبر في الدولة السورية، فلا يجدونها، حتى لا أصف بأكثر من ذلك فأخطئ بحق عروبتي.
***
سيدي
ما إن همّ سعد الحريري وحلفاؤه بالخروج من ارتهان حركتهم وقدرتهم للمحكمة الدولية، وأمِل المواطنون برحابة العمل السياسي الطبيعي والمنفتح، حتى جاء اغتيال النائب عيدو ليعيدهم جميعا ومعهم نحن المواطنين الى أَسر ولاية الدم والثأر. وبعد ان اعتمد النائب الحريري سياسة الدعوة الى الحوار، ولو لأيام، عملا بالآية الكريمة وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكّل على الله ، صار اليوم لا يجد ما يقوله غير لغة التهديد والوعيد والدخول الى حيث لا يجوز له الدخول، أي الداخل السوري. طفح كيله فتجاوز خريطته.
ما ان بدأ طرف اطمئنان يظهر على وجه وليد جنبلاط حتى ذهب الى حديث القاتل والمقتول، باعتباره لا سمح الله قتيلا. فماذا يُطلب من قتيل؟
أرخى الرئيس نبيه بري حبال نشاطه الحواري، بعد ان كاد ينشط، ولو بما لا يتجاوز الحوار الى نتائج، وارتد الى داخل أكثر قاعات منزله عمقا، بدلا من الوعد بالخروج الى الهواء الطلق.
قيادة حزب الله التي كان لكم القرار الأول لمسؤول عربي غير سوري، بلقاء أعضاء من كتلتها النيابية خلال زيارتكم الرسمية الأولى، الى لبنان بعد طول غياب، وفي قريطم الصغير الجميل مقر إقامتكم، حيث كان لي موقع المتابعة عن كثب لأهمية مثل هذا القرار في حينه؛ قيادة الحزب بنت قصورا من القلق، ارتفعت أبراجها الى حد السماء، بعد ان اكتشفت قدرة خصومتها مع لبنانيين آخرين على تشويه يكاد يقرب الى الالغاء، للقدرات التي أظهرها المقاومون في جنوب لبنان في وجه الهجوم الاسرائيلي.
لا بد من ان شيئا من هذا القلق صحيح. وبالتأكيد شيء من هذا التوتر مبرّر، والقليل من التآمر متوفّر. لكن هذا كله يواجه بالانغلاق على القلق لينمو ويزداد بدلا من الانفتاح والحوار وليس اشتراط النتائج المسبقة.
تلتزم قيادة الحزب التفاهم السعودي الايراني بمنع الفتنة المذهبية، لكنها لا تعد وهي صادقة بذلك بمواجهة القرار السوري في الشأن اللبناني فتلتزم الصمت أو تأخذ الاشتباك الكلامي في اتجاه آخر.
المواطنون اللبنانيون التزموا بيوتهم. وضعوا أولادهم في أحضانهم. سكن الخوف من اليوم قبل الغد محاجر عيونهم.
أردتم في مسعاكم السياسي سعد الحريري جانحا نحو السلم، ووليد جنبلاط قادرا على الاطمئنان، ونبيه بري مبادرا للحوار في الهواء الطلق، وتخفيض منسوب الهواجس والقلق عند حزب الله ، وضمان استقرار اللبنانيين.
حدث العكس تماما. فشلت حرب مخيم نهر البارد التي أشعلتها مجموعة فتح الاسلام المدّعية لسلفية في غير زمانها ومكانها بسبب قدرة قيادة الجيش اللبناني على ادارة الاشتباك داخل حدود معينة وبغطاء سياسي لبناني وفلسطيني. فلم يتمدّد الاشتباك لا في السياسة ولا في الأمن. فكان اغتيال النائب وليد عيدو هو الجواب. قبل أن يقرّر بالأمس مسلحون مجهولون إعادة سيرة قذائف الكاتيوشا من جنوب لبنان إلى المستوطنات الإسرائيلية للمرة الأولى منذ صدور القرار الدولي الذي أنهى الاعتداء الإسرائيلي على لبنان.
هذا وصف واقعي لحال لبنان، وحالة أهله، وقضاء وقدر سياسييه.
***
هل أبدو مجازفاً سيدي لو قلت إن الانقلاب الذي بدأ في لبنان ردا على قرار المحكمة الدولية، الذي تجاهل الموافقة السورية على بنود قمة الرياض، أخذ شكلا آخر في غزّة باستيلاء مسلحين مقنّعين لا يظهر من حركتهم إلا اعتداؤهم على أهلهم واحتلالهم لإداراتهم كأنهم غرباء أو انهم ليسوا على أرضهم، أي حركة حماس . ومتى؟ في ذكرى النكسة. لعلّهم أرادوا تأكيد استحقاقنا لها.
هل تبدو مبالغة في كلامي لو قلت ان في لبنان خبرات ارهابية تراكمت على مدى السنوات وتكرّر الحروب وكثرة التدريب العملي، يستطيع من يريدها ان يستعملها للتصدير الى حيث يشاء، وهناك دائما من يريد. وإن العمل من أجل لبنان هو دفاع طبيعي عن المسعى العربي بقدر ما هو دفاع عن الانظمة العربية وبقدر ما يتحقق للبنان من أمان واستقرار تكون الانظمة قد حققت أمنها واستقرارها.
ففي الوقت الذي اعتقلت القوى الامنية اللبنانية في شمال لبنان ارهابيين من جنسيات عربية مختلفة، بينها سعودية واماراتية، كانت صور اعتقالات لارهابيين سعوديين من قبل السلطات الامنية لبلادهم مع متفجرات وخرائط ومخططات لتفجير محطات ضخ نفطية، تظهر على الصفحات الأولى من الصحف العربية.
هل أغامر بالطلب اليكم يا سيدي خادم الحرمين الشريفين إعلان حالة طوارئ سياسية عربية مواجهة لسوريا تفرض عليها الحُرم الدبلوماسي لو اضطر الأمر، ويلزم القيادتين السورية واللبنانية بعلاقات طبيعية بين البلدين، تعطي لسوريا ما يهدّئ من أمنيّة سياساتها، وتؤمّن للبنان استقراره الطبيعي، بدلا من الحديث المريض عن نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية السورية.
لبنان دولة صغيرة. ومهما كانت مناعة صيغته، لا يقدر على الحياة في صراع دائم مع دولة عربية كبيرة مجاورة كسوريا. لكن ليس لسوريا ايضا مصلحة ولا قدرة على دفع مزيد من اللبنانيين نحو الحماية الدولية فيزداد قلق نظامها، وتضاف الى الرغبة في معاداتها، القدرة على تلبية هذه الرغبة.
يعرف كل من يتابع سياستكم مدى مرارتكم من السياسة الاميركية في العراق وفي فلسطين وفي لبنان، وربما في غيرها من الدول. ويسجّل لكم قراركم الحوار الصريح المباشر والصادق مع القادة الايرانيين حول مشروعهم السياسي ومخطّطاتهم النووية.
لكنكم تعلمون ان لا الأول سيتراجع عن سياسته ولو فشلت، ولا الثاني سينكفئ عن عناد مشروعه رغم ما سببته المواجهة بينهما حتى الآن من أضرار وما ستسبّبه لاحقا. بالتأكيد وصلتكم التصريحات المطمئنة لرئيس مجلس النواب الايراني المهدّدة بقصف القواعد الاميركية في دول الخليج، التي نفاها بعد ذلك.
فما العمل؟
الجهد منكم. القرار لكم. الأمل كبير بكم.
أطلت عليكم. ما فعلت ولا كتبت ولا استنجدت لولا معرفتي برغبة اللبنانيين قبل رغبتي، وبثقتهم قبل ثقتي، بأن فيكم الحكمة والمكانة المصانة رغم كل العواصف والعروبة الهادفة والساعية دائماً لما فيه استقرار أصغر العرب لبنان وطمأنينة متوسّطه الذي يعتقد انه بهجومه على لبنان يأتي بالادارة الاميركية صاغرة الى دمشق.
اني ارى الحرائق مقبلة علينا جميعا.
أغثنا أغاثك الله وحماك…
سلمتم لأمتّكم…