ذكرى اغتيال داني شمعون وعائلته: الحياة الوطنية تنتصرعلى ليل الاغتيالات الطويل

كلمات 12 أكتوبر 2013 0

قرأت عشرات الصفحات في اليومين الماضيين عن داني شمعون وعائلته وعن الرئيس شمعون، الله يرحم من لم يعد معنا، ووجدت ورقة فيها احصائيات عن مجموع الاغتيال السياسي في لبنان منذ 1943 لغاية اليوم، هذا البلد الصغير فيه حياة سياسية ناشطة، وقع فيه 220 اغتيال ومحاولة اغتيال سياسي منذ الاستقلال حتى اليوم، الرقم لا يصدق، ونستغرب كيف ان الحياة السياسية لا زالت مستمرة.
قرأت عن الرئيس داني وعائلته وحاولت ان احصي عدد من الارقام منذ سنة 1990 لغاية اليوم، ووجدت ان هناك 26 اغتيالاً سياسياً غير المواطنين الابرياء خلال 23 سنة الماضية. واذا عدنا سنتين الى الوراء يصبح العدد 35، لان الرئيس رينيه معوض وغيره اغتيلوا قبل سنة 1990.
عندما نرى الرقم الاول والثاني نستغرب كيف ان الحياة السياسية مستمرة وكيف تسير حياة الناس ، وعندما وصلت الى هنا اليوم ورأيتكم ورأيت حركة الاستقلال والقوات والكتائب والتقدمي والمستقلين والمستقبل وكل الجهات السياسية الموجودة تأكدت ان الحياة الوطنية لا تزال بخير وهي التي ستنتصر.
هذا ليس كلاماً كبيراً، هذا كلام حقيقي لان هذه الصورة على سعة القاعة اليوم اكبر بكثير من أن يمنعها أي أحد من الاجتماع، وان يقال فيها كل الكلام الصادق والحقيقي، وكما قال الاباتي العناد في الحق والثبات على الموقف، هذه مدرسة كل اللبنانيين.
هذه ليست مدرسة الوطنيين الاحرار فقط بل مدرسة كل اللبنانيين لانه اذا لم يكن الصليب حرية لمَ الصلاة، الصلاة حرية.
هل هناك ضرورة ان نسأل من قتل كل الذين ماتوا منذ 1980 لغاية اليوم؟ لا حاجة لانه ببساطة هناك نظام واحد واتباعه هو النظام السوري القادر على قتل كل الذين قتلوا، وعدم تسميته لا يخلّص احداً، ولا يوفر دم أحد، بالعكس يستمر القتل. لغاية الاسبوع الماضي السيارتين المفخختين في طرابلس، ولم نتأكد بعد من ارسل السيارتين الى الضاحية.
ولكن هناك ضابط لم يرتبك بالقيام بعشرين اجتماع مع الكثير من اللبنانيين ليكلفهم بجريمة ادت الى مقتل 50 شخص ومئات الجرحى وخسائر لا تحد في المدينة العزيزة علينا جميعاً طرابلس.
لا يجب ان نرتبك امام الحقيقة، هناك خط امني وسياسي واحد في المنطقة هو الذي يقتل ولا يتورع ولا يهمه اي شيء، هو هذا الخط الذي يبدأ في طهران ويمر في دمشق وينتهي في الضاحية الجنوبية، واي كلام آخر هو كلام فارغ لا يوصل الى نتيجة، ولا يغشكم احد او يغشنا بأن هناك تسويات واتصالات واجتماعات، وأن هناك كباراً في العالم يجتمعون ليقرروا مصيرنا. في الماضي اجتمعوا كثيراً ولم يقرروا يوماً على حساب كرامتنا الوطنية.
سجنونا ونفونا وأخرجونا من البلد وقتلوا منا كل الذين يعتقدون انهم يجب ان يقتلوا، ومن المؤكد ان هناك لائحة لم تكتمل، ولكن هذا لا يمنع ابداً ان الكرامة الوطنية، ولو مرت ايام او اسابيع او اشهر، تبين ان هناك من قتل ومن اختلفوا ومن زاح عن الدرب، ولكن في النتيجة كان الموضوع ينتهي ان نجتمع في مثل هذه القاعة وربما اكبر واكبر واكبر ونقرر ونقول بأن كرامتنا الوطنية هي البند الوحيد الذي لا نتخلى عنه اياً كان المتفقون ومهما كان حجم الاتفاقات لا في لبنان ولا سوريا ولا في اي بلد عربي او دولي كبير او صغير.
تجربة لبنان منذ 1943 اثبتت ذلك حصلت تسويات كثيرة ولكن لا يوجد تسوية على حساب الكرامة الوطنية، دائماً كانت تنتهي ولو تأخرت ولو انظلمنا او قهرنا ولو تبين للحظة ان الظلم والقهر هو الذي يحدد مستقبلنا.

النقطة الثانية التي اريد ان اتحدث عنها، بسبب وجودي في قاعة الشهادة المسيحية، هناك كلام كثير يتكلم عن ان هذا النظام القاتل هو الذي يحمي الاقليات الحقيقة بكل بساطة هو يحتمي بالاقليات، ويقتل دون ان يفرق بين اقلي واكثري، وعندما يأتي الحديث الى الحماية، هو الذي يطلب الحماية من الاقليات في لبنان وفي سوريا وفي كل العالم.
لسوء الحظ هناك لبنانيون يساعدونه، ويعتقدون ان هذه السياسة هي التي تحمي لبنان، مع العلم ان لا تاريخهم ولا تاريخ 13 تشرين، يؤكد ان لا الاشخاص ولا سياستهم من يحمي لبنان.
التاريخ يقول ان هناك مغامراً مجنوناً أخذ البلد إلى جنون اكثر واكثر، وانتهى انه سلم لاول مرة بتاريخ لبنان القصر الجمهوري للجيش السوري ، لمن يريد ان يتذكر عام 1990.
هناك الكثير من الامور القاسية التي يمكن ان نتحدث عنها، ولكن ليس هذا المجال.

ما اريد ان اقوله ان لا يوجد شيء اسمه بالمعنى الحقيقي اكثرية واقلية، والدليل ان كل الاحزاب التي تجتمع في لبنان لم تناقش يوماً على هذا الاساس، لان هذا الاساس هو اساس مرضي لا يبني دولة ولا يؤسس لمجتمع ولا يؤمن لا الوضع الاقتصادي ولا الوضع الامني ولا الوضع السياسي، فلا يغشنا احد بأن بعد 100 الف قتيل و 1300 قتيل بالسلاح الكيميائي في سوريا، إن هذا النظام هو النظام الذي يحمي الاقليات وحلفاءه في لبنان يركضون معه لحماية الاقليات ولا اعرف اذا كانوا يقصدون بأنهم يريدون حماية الست زينب او الست اسماء بقتالهم في سوريا.
باختصار، بحضرة الشهادة المسيحية اقول اذا كان هناك من ظلم فهو يقع علينا كلنا، واذا كان هناك من حق فهو حق لنا جميعاً، واذا كان هناك من استقرار فهو استقرارنا جميعاً، ومن يفكر بغير ذلك يكون كهذا المغامر المجنون الذي أدخل قوات احتلال الى القصر الجمهوري لاول مرة في تاريخ لبنان.
وشكراً.
.