دعوة حكيمة لعالم مأزوم: نهاد المشنوق في تصريح لوكالة الانباء السعودية عن دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى عقد قمة اسلامية استثنائية في مكة

مقابلات مكتوبة 14 أغسطس 2012 0

ان الدعوة الحكيمة التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله- لقادة دول العالم الاسلامي لعقد قمة اسلامية استثنائية في مكة المكرمة في 26 و27 شهر رمضان المبارك، تأتي كحالة انقاذ لواقع الامة وما يتخبط فيها من اشكالات على المستويات كافة. وهذا ليس بعيدا عن سياسة المملكة الرشيدة التي عملت منذ انبلاجها على اطلاق المبادرات التي تصب في خانة التضامن والوحدة بين المسلمين، كحاضنة معطاءة، وكراعية تاريخية لمعالجة قضايا الامة وتفنيد مشاكلها والوقوف على الوسائل الناجعة لحلها والاطر السلمية المبنية على النصيحة والارشاد والدعوة والاسناد.

ان المشهد القائم لواقع العالم الاسلامي ليس بالمشهد الصحيح او الحميد، خصوصا مع تأزم الاحداث والتطورات في الوطن العربي اولا وفي العالم الاسلامي ثانيا. ان هذا الواقع المأزوم اكثر ما يحتاج اليه هو مثل هذه المبادرة الحكمية التي اطلقها جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، لتشريح هذا الواقع وايجاد سبل العلاج له، ويأتي ذلك، بعدما عجزت بعض الدول والحكومات العربية والاسلامية في معالجة قضاياها، ان كان على المستوى الانساني والاجتماعي كما هو الحال في القرن الافريقي كالصومال وموريتانيا والسودان واليمن. ام على المستوى السياسي مثل دول آسيا الوسطى وشرق اوروبا والهند الصينية وباكستان وغيرها، الى صراع الحق والباطل في سوريا وسط المطالبات المحقة في العيش بحرية وكرامة وسلام وسط حالة من الاستنزاف الدموي للشعب السوري وتدويل قضيته، والعمل على اخراجه من بوتقته العربية والاسلامية. وصولا الى القضية المركزية وهي قضية فلسطين التي لا ينفك عربي ومسلم على المطالبة بالتصدي للتعنت الصهيوني وممارساته العنصرية الحاقدة، مع اقفال كل مبادرات سلام جدية لعيش هذا الشعب بحرية وامان، والاصرار على سياسة الاستيطان، وقمع النساء والاطفال العزل. اضافة الى المتغيرات التي طالت الوطن العربي والاسلامي من مصر ولييبا وتونس، والمجازر بحق المسلمين في نيجيريا وميانمار والفلبين والصين وبورما. اضافة الى المخاطر المحدقة بلبنان والعراق وبعض الدول الخليجية الاخرى من “الفرسنة الكاسرة” على الوطن العربي وقضاياه.

فالعالم الاسلامي يعيش مرحلة تاريخية صعبة، تسفك فيها الدماء وتزهق الأرواح ، وتسعى بعض الشعوب في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي للخروج من عهود الاستبداد إلى الحكم الرشيد والاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني. من هنا تأتي قمة مكة المكرمة الاستثنائية للتأكيد على معنى التضامن الإسلامي، من اجل تجاوز حالة التشرذم والتمزق التي تعيشها الأمة، وكذلك العمل على إيجاد حلول لازمات تعصف بالعالم الإسلامي…
اننا نتطلع كأفراد من شعوب الأمة الإسلامية إلى أن تخرج قمة مكة المكرمة بقرارات شافية تطبق على أرض الواقع فيما يخص القضايا الحرجة التي يشهدها العالم الإسلامي، ونتمنى من زعماء العالم الإسلامي أن يظهروا الإرادة السياسية القوية من أجل تجاوز الأزمة، وأن يجنبوا العالم الإسلامي العنف والآلام، وأن ينفرج هذا الاحتقان وإذكاء الحوار السياسي بين الفرقاء، وأن تتم مواجهة العنف ليعود هذا العالم إلى بناء قدراته من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ان الدعوة الحكيمة تأتي من ضمن الدعوات المتكررة لخادم الحرمين الشريفين للاصلاح والمصالحة في علاقات المسلمين فيما بينهم، في نهج مبدئي اتبعته المملكة على الرغم من كل الصعاب.