دبلوماسية اللحية البيضاء ..

مقالات 19 فبراير 2007 0

روايات كثيرة أحاطت بعودة الأمير بندر بن سلطان الى بلاده بعد أن عمل لمدة 23 سنة سفيراً للسعودية في واشنطن.
قال كثيرون إن نجم السفير السعودي يسير نحو الانطفاء، إذ أن تدهور السياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لا يترك مجالاً لتطبيق الكثير مما عرفه وعاشه في العاصمة الأميركية. ولم يعد هناك من مجالات عملية لتذكّر الانتصارات التي عاشها في البيت الأبيض مع الرئيس السابق ووالد الرئيس الحالي جورج بوش. ولم يعد هناك من إمكانية للدفاع عن سياسة الرئيس الحالي الأميركي في مستنقعات تمتلئ بالدم في العراق وتهدد الوحدة الوطنية الفلسطينية في فلسطين وتكاد تقف قاب قوسين أو أدنى من الاشتباك المسلح في لبنان.
ذهبت الروايات الى أبعد من ذلك حين صدر مرسوم تعيينه أميناً عاماً لمجلس الأمن الوطني السعودي. فاعتبر الرواة أن ميزان القوى الداخلي السعودي لا يشجع على اعتبار هذا المنصب أكثر من تسمية شكلية تعطي لصاحبها عنواناً كبيراً لم يكن موجوداً من قبل خصوصاً وأن لا هيكلية إدارية له ولا صلاحيات محددة لمن يترأسه. فإذا بالأشهر القليلة التي مضت على السفير الأمير تجعل من هذا الموقع المستحدث، مجمّع مهمات تجعله الأهم في المرحلة الحالية في المجالين الأمني والسياسي. وتبيّن أن الخريطة السياسية السعودية المتجددة مع الملك عبد الله بن عبد العزيز تفتش عن مثل الأمير بندر لتعطيه مثل هذا الدور.
بدا أن هناك ثنائياً يعمل بالتساوي والموازاة هما الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس المخابرات السعودية المقيم في الديوان الملكي والمشارك في معظم المحادثات الملكية، وهو أصغر سناً من الأمير السفير وهذا أمر له أهمية ملزمة بين أفراد العائلة الملكية السعودية. والأمير بندر الذي يداوم في الطائرة متنقلاً بين عاصمة وأخرى بقدر كبير من السرية، إن لم يكن في معرفة العاصمة التي يزورها فبالتأكيد في نتائج محادثاته التي يجريها مع قادة الدول.
***
السعودية نادراً ما تفرض ضرائب على السلع التي تستوردها، لكن ضريبة الكلام لغير المعني به، عالية جداً على حد قول الرئيس الشهيد رفيق الحريري. يعلم الأمير بندر الفارق بين واشنطن التي أمضى فيها معظم سنوات شبابه، حيث الكلمة المعلنة هي الحضور والوجود والتأثير وأن كل ما يُخفى يثير الشكوك والارتباك. وبين الرياض حيث الرؤوس خزان لما تسمع فلا ينتقل الكلام منها الى اللسان بيسر أو تباسط.
لم يكن من السهل نجاح شاب في أوائل الثلاثينيات من عمره في منصب دبلوماسي هو الأول بين العواصم لمدة 23 سنة مع هذا الكمّ الهائل من الأزمات التي عاشها. فلا يفقد تأثير الكلمة في عاصمة القرار الدولي ولا يتسرب منه ما يفقده رصيداً في عاصمة العمل الصامت أي الرياض.
لم يصدر كتاب في العالم الغربي عن الاحتلال الأميركي للعراق إلا وعلى صفحاته رواية أو أكثر عن دور أو أدوار لعبها الأمير بندر في صناعة القرار الأميركي. وآخرها كتاب بوب وودورد دولة الإنكار ، الذي نشر في كتاب سابق له عنوانه خطة الهجوم أن السفير السعودي اطلع على معلومات متقدمة عن خطط اجتياح العراق على التي يعرفها نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد.
الفيلم الذي لعب فيه دور البطولة مايكل مور عن هجوم 11 أيلول يتحدث عن أن الأمير السفير دعي لتناول العشاء الى مائدة الرئيس الأميركي في البيت الأبيض بعد يومين من الهجوم للتشاور. ويقول مور إن بندر قريب جداً من عائلة بوش الى حد اعتباره واحداً من العائلة. حتى أنه يلقب بينهم ب بندر بوش .
***
ليس هذا جديداً على الأمير الشاب الحاد السمرة المطلق لحيته البيضاء بدل اللحية السعودية الملونة عادة. إذ أن حياته كلها قامت على قدرته على اختراق عواطف الناس عامة وعقولهم أحياناً.
في الثامنة من عمره لفت نظر جدته لوالده الأميرة حصة السديري والدة الأشقاء السبعة الذين يسمون بالسديرية نسبة لعشيرتها ومنهم المغفور له الملك فهد والأمير سلمان أمير الرياض. والأمير نايف وزير الداخلية. وهي أي الأميرة حصة من أصحاب التقدير الشديد في العائلة المالكة السعودية وكلمتها لا ترد.
أخذته جدته من يده وقرّبته الى والده متجاوزة أعرافاً تقليدية تتعلق بالأصول البدوية الحادة السمار لوالدته.
يقول الأمير السفير عن والدته إنه تعلّم منها الصبر والدفاع عن النفس. بحيث أنه إذا أراد شيئاً ولم يحصل عليه فلا يخيب أمله ولا يستطيع أحد الاقتراب من عواطفه . ويكمل في حديث الى مجلة نيويوركر انه يزور والدته بانتظام، وأنها تعلمت على نفسها في سن متقدمة. واصفاً جدته الأميرة حصة بأنها مزيج من الأم تيريزا ومارغريت تاتشر.
***
كان على بندر أن يعمل بجهد، باحثا عن أن يكون ضرورة ولو من باب التسلية للاقتراب أكثر من والده. من أجل هذا الهدف انضم الأمير السفير الى كلية للطيران الحربي في بريطانيا بعد أن لعب بتاريخ ميلاده، إذ أنه لم يكن قد بلغ السن المحددة لقبول طلاب الطيران الحربي وهي 18 عاماً.
فعل كل ما يستطيع لإثارة انتباه مَن حوله، خاصة بعد أن أصبح والده وزيراً للدفاع ويستمتع برؤيته يقوم بألعاب بهلوانية في طائرته. أراد الزواج من ابنة عمه الملك فيصل. لا أحد تجرأ على طلب يد الأميرة هيفاء له. فما كان منه إلا أن ذهب بنفسه وحيداً ولبى الملك طلبه.
أكد الأمير سلطان في حديث لي في أوائل السبعينيات مدى فخره بنجله الطيار الجريء الى حد مخاطبة الملك فيصل وطلب ابنته للزواج. ساعد في ذلك أن والدة العروس الملكة عفت تستلطف بندر وهي على صداقة مع جدته لوالده الأميرة حصة.
***
وقف الكونغرس الأميركي في وجه صفقة طائرات حربية للسعودية بقيمة 5,2 بليون دولار. ذهب الأمير تركي الفيصل محاولا إقناع اللجنة المختصة في الكونغرس والتي يسيطر عليها النفوذ اليهودي فلم ينجح.
طلب تركي مساعدة بندر. ذهب عام 78 بصفته مبعوثاً لولي العهد الأمير فهد الى البيت الأبيض لمقابلة الرئيس جيمي كارتر. كانت النتيجة تبادل خدمات. كارتر طلب من بندر مساعدته على إقناع السناتور الأميركي الأول من أصل عربي جيمس أبو رزق بالتصويت لصالح اتفاقية قناة بنما. بالمقابل وافقت اللجنة المعنية على تزويد السعودية بطائرات مقاتلة متقدمة.
أعجب به الملك فهد وعيّنه سفيراً للسعودية في واشنطن عام .82 لم أكن أعرف في السياسة وأتوتر منها. ثم أصبحت الأمور مثل اللعبة الى حد الإدمان .
استطاع اكتساب لقب الصديق للرؤساء الخمسة الذين تعاقبوا على البيت الأبيض خلال مهامه كسفير: جيمي كارتر، رونالد ريغان، جورج بوش الأب، بيل كلينتون، جورج بوش الابن.
***
لا يمكن القول إن العامل السياسي وحده لعب دور المسهّل لتقرّبه من أسياد البيت الأبيض المتعاقبين. لكن أسلوبه الشخصي المغامر والآتي من عمله كطيار يجعله يغير على الموقع المحدد بدلاً من الدوران حوله، ليس بالضرورة أن يصيبه دائما وإنما لا بد من المحاولة المباشرة.
هذه هي الصياغة التي جعلت من بندر سفيراً استثنائياً لمدة 23 عاماً في عاصمة البيت الأبيض. لكن مراقبة متأنية للظروف والحروب التي حصلت خلال عمله كسفير، تجعلك تستنتج أن الأهداف تسعى إليه بدلاً من أن يجدها. بقي حسن طالعه مرافقاً له منذ أن كان في الثامنة من عمره وحتى الآن. وإلا فما تفسير إطلاق المعلق الأميركي الشهير عليه لقب Mr smoothee . ولماذا يقول عنه نلسون مانديلا إنه غير عادي، دافئ، مثقف مخلص. متواضع. أفتخر بأنني صديقه لأنه واحد من كبار صانعي السلام في أوقاتنا.
المرأة الحديدية مارغريت تاتشر تصفه بأنه يجعل الأشياء تحدث بدلاً من انتظار حدوثها. أنا فخورة بأنني صديقته.
في كتاب الأمير لمؤلفه وليام سيمبسون يقول إن بندر عاصر أهم الأحداث في ال25 سنة الماضية. لعب دوراً في عملية إيران كونترا. أقنع الرئيس ميخائيل غورباتشوف بالانسحاب عسكرياً من أفغانستان. نانسي ريغان استفادت من تحميله رسائل الى نافذين في الإدارة الأميركية. كولن باول يشارك هواياته خلال حرب الخليج. الأمير بندر عضو واقعي في مجلس الأمن القومي الأميركي. يُدعى الى الصيد مع عائلة بوش.
كل هذا صحيح. والصحيح أيضا أن مواقع على الأنترنت تنشر عن الأمير بندر روايات حول صفقات السلاح السعودية ودوره المالي فيها. ورواية عن دوره في تغطية عملية قامت بها المخابرات الأميركية في بئر العبد لاغتيال المرجع السيد محمد حسين فضل الله. حين قام الأمير السعودي بدفع تعويضات لذوي القتلى والجرحى مما اعتبر مساهمة منه في عملية محاولة الاغتيال نفسها.
خرج الأمير السفير من واشنطن عائدا الى بلاده وهو يقول لم يعد هناك من تلال للصعود إليها في العاصمة الأميركية . منهياً بذلك حقبة كان السفير السعودي يتصرف فيها على أنه ممثل لدولة عظمى مع ميزانية مفتوحة تقنع من لم يقتنع بالعمل الدبلوماسي.
***
هل تثمر هذه الخبرة في الصعود السعودي على التلال العراقية واللبنانية والفلسطينية؟
في شهر حزيران من السنة الماضية اتخذ الملك عبد الله قرارا باجتماع دوري يعقد بعد جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين من كل أسبوع. يحضر الاجتماع ولي العهد الأمير سلطان. وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. رئيس المخابرات الأمير مقرن بن عبد العزيز. الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان. ومستشارا الملك اياد المدني وزير الإعلام والشيخ إبراهيم العنقري ومن يرى الملك مناسباً حضوره.
لم تعط هذه الهيئة اسماً معنياً. لكن من الواضح أنها هيئة القرار في السياسة الخارجية للمملكة.
الأمر الأوضح كان أن العاهل السعودي الذي أمضى حياته عاملاً ومتبنياً للاستقرار العربي، لم يعد باستطاعته الاكتفاء بدور المراقب للسياسة الأميركية في المنطقة والتي تعرّض الأمن السياسي السعودي مع رفاقه في الأمن العربي لمخاطر لن تكون السياسة الأميركية بديلاً صحياً لها. ليس لطبيعة الصراع المذهبي الحاد في العراق. ولا لاحتمالات العنف بين حركتي فتح و حماس في فلسطين. ولا للتدهور السياسي الذي يعيشه لبنان وإشعاع خلافاته الى الخارج. بل أيضا لأن العاهل السعودي صبر كثيرا على الإدارة الأميركية ووجد أن بلاده مهددة على حدودها وفي الداخل والمطلوب منه أميركياً أن يصبر على ما لا طاقة له من الصبرعليه.
***
بالتأكيد وجد بندر نفسه غير قادر على الدفاع عن سياسة الإدارة الأميركية فهو يتذكر أنه في شهر آب من العام 2000 اتصل به ولي العهد الأمير عبد الله آنذاك في واشنطن محتداً ومستنكراً ما رآه على التلفزيون من أن جندياً إسرائيلياً يضرب امرأة فلسطينية، وعندما سقطت على الأرض أمسكت برجل الجندي فما كان منه إلا أن دفشها بقدمه. أمر بندر الموجود في منتجع أسين الأميركي أن يعود الى واشنطن حاملا الرسالة التالية: منذ اليوم لكم طريقكم. ولنا طريقنا. السعودية ستعمل وفق مصالحها الوطنية .
تلقى الوفد العسكري السعودي الموجود في العاصمة الأميركية أوامر بالعودة الى الرياض.
وصل بندر الى البيت الأبيض لمقابلة الدكتورة رايس رئيسة مجلس الامن القومي آنذاك قائلا: هذه هي الرسالة الأصعب التي حملتها في حياتي الدبلوماسية. ولي العهد لا يقبل بالتعرض للعائلات الفلسطينية. ويشعر بأنه لا يستطيع استمرار التعامل مع الولايات المتحدة. خلال 36 ساعة طار بندر الى الرياض حاملا رسالة من الرئيس بوش أنا أتعذب بعمق من تعرض مدنيين فلسطينيين للأذى. أنا أؤمن بالتأكيد في حق الفلسطينيين بحكم ذاتي والعيش بأمان وسلام في أرضهم .
لذلك تبنى بندر قرار الاجتماع المصغر القائل بضرورة قيام السعودية برسم خريطة سياسية لنفسها، تأخذ في عين الاعتبار مصالحها الوطنية والعربية أولاً.
هذا ما حدث منذ شهرين حتى الآن.
***
ذهب الأمير بندر في زيارة الى واشنطن لم يعلن عن مضمونها. سألت صديقا مطلعا مقيما في واشنطن عن نتائج الزيارة فأجابني: لا أحد يعلم. قابل الرئيس وعاد الى بلاده.
الأرجح حسب منطق سير الأمور ان الأمير بندر حصل على ضوء أخضر في مسألة تبني السعودية للمصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتي حماس و فتح ، بعد أن كان محظرا على السعودية بعد أحداث نيويورك التعامل مع حماس باعتبارها حركة إرهابية. وقد سبق أن رفضت السلطات السعودية السماح لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي ل حماس بمقابلة أي من المسؤولين أو الحصول على مساعدات، فاضطر الى الإقامة في دمشق والحصول على مساعدات من إيران.
لا شك في أن الأمير السعودي استعمل الكثير من قدرته على الإقناع وأيقظ تاريخ العلاقات بين البلدين من سباتها كتجاوز حاجز ل حماس المنتخبة في فلسطين.
أثبت الفلسطينيون قدرتهم الوطنية ووحدة قواهم في اتفاق مكة. وأكد الرئيس محمود عباس حكمته بقبول بتعبير احترام الاتفاقات الدولية وليس الالتزام بها في خطاب تكليف عباس هنية بإعادة تشكيل الوزارة.
لكن الأهم أن الرعاية السعودية للنص الفلسطيني تتجاوز بالتأكيد الموافقة الإسرائيلية، من دون موافقة أميركية معلنة وهذا بحد ذاته أول إعلان عن تقديم المصالح الوطنية على السياسة الاميركية.
لاكتمال هذه الخطوة، لا بد أن يكون الأمير بندر عرض صيغة معدلة لمبادرة السلام التي أعلنت في بيروت في العام .2002 وتشاور مع الرئيس الأميركي في الردود المطلوبة فور إعلانها في القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الرياض في أواخر الشهر المقبل.
***
الاستنفار السعودي هذا، جعل الايرانيين يسعون الى التقارب الى ما هو أبعد من التنسيق الأمني. فصارت الزيارات المتبادلة بين علي لاريجاني سكرتير مجلس الأمن القومي الايراني الى السعودية وزيارة الامير بندر وواحد من مساعديه، صارت الزيارات تتم بوتيرة سريعة.
كان الملك عبد الله صريحاً مع لاريجاني. شرح العاهل السعودي أهمية الالتزام بالعلاقات مع المجتمع الدولي، ووقف التدخل في شؤون الدول العربية، ما دامت هذه الدول لا تتدخل في شؤونكم . تم التنسيق وتشكيل اللجان بين الطرفين على قاعدة وأد الفتنة السنية الشيعية التي تصيب البلدين بكوارث كبيرة. ذهب الامير بندر الى طهران فقابل المرشد الأعلى السيد علي خامنئي.
ونقل عن المرشد الأعلى الايراني لطافته الشديدة مع الامير السعودي وتذكيره بأنه صديق لوالده. وانه يرى من موقعه الديني ان ما يحدث هو جريمة بحق الاسلام.
ارتاح المبعوث السعودي الى ما سمعه وقال للاريجاني: ماذا سنفعل بحلفائكم في لبنان أي حزب الله لا بد من إطفاء هذا الفتيل، وإيجاد صيغة حل تأخذ بعين الاعتبار الموافقة السورية. ذهب المسؤول الايراني الى دمشق. اجتمع 3 مرات بالرئيس بشار الأسد، دون نتيجة. إذ ان العنوان الرئيسي لصيغة التسوية اللبنانية هو المحكمة ذات الطابع الدولي والرئيس السوري لا يريد أن يسمع بها. ابتكر الجانب السعودي صيغاً متعددة، منها تأجيل تشكيل المحكمة حتى نهاية الشهر السادس كموعد نهائي بصرف النظر عن موعد انتهاء التحقيق. تجنب الموفد الايراني حمل هذه الرسالة.
***
على عادة الايرانيين لا يداخلهم اليأس، وهم يعلمون أن الموقف السعودي هو مدخلهم الى موقف عربي معارض للحرب الاميركية على ايران. لذلك استمهل لاريجاني باعتبار أن الرئيس الأسد سيزور طهران خلال أسبوعين، وقد انتهت الزيارة بالفعل يوم أمس.
سيستمر المسعى السعودي نحو التسوية اللبنانية. لكن لم تعد المحكمة بالمبدأ من ضمنها إلا بتعديلات لا تفرغها من مضمونها.
لذلك ذهب الامير بندر الى موسكو، لا لترتيب زيارة الرئيس بوتين الى الرياض والتي تمت واعتبرت تاريخية. بل لأنه أراد أن يستكشف الموقف الروسي من مسألة المحكمة، فإذا بالقيادة الروسية تبلغه أنها تلتزم قرارات مجلس الأمن الدولي وانها قدمت لسوريا ما تستطيع تقديمه. أما إذا كان هناك استحالة لتشكيل المحكمة وفق الاجراءات الدستورية اللبنانية، وتضامنت واشنطن وباريس لاعتماد التصويت على تشكيلها وفق الفصل السابع، فإن المندوب الروسي سيمتنع عن التصويت، تاركاً لمجلس الأمن الدولي حريته في اتخاذ القرار.
لا تقترب الادارة السعودية من السياسة الاميركية في العراق حتى الآن، تاركة للخطة الاميركية الأمنية محاولة تحقيق ما يسعون إليه من استقرار. لكن هناك معلومات متنوعة عن تحرك سعودي في اتجاه قوى سياسية متعددة وقبائلية متنوعة. في انتظار المشهد الاخير على الساحة العراقية وهو سيكون مختلفاً عمّا نراه الآن حسب الرأي السعودي.
هل هذا يعني أن الملك عبد الله وافق على قيامة للدور السعودي باعتباره قوة عظمى كما فعل الامير بندر ممثلا لبلاده في العاصمة الاميركية؟
من المبكر الاجابة عن هذا السؤال وإن كانت الحركة قد بدأت.. فقط لا غير…