خطبة الوداع.. أم الفوضى؟

مقالات 14 نوفمبر 2005 0

في الروايات الكثيرة المنقولة عما سمّي بلقاء التمديد المشؤوم بين الرئيسين الشهيد رفيق الحريري والدكتور بشار الأسد جزء لم يتم التركيز عليه يتحدث عن تاريخية العلاقة بين الرئيس الحريري والرئيس حافظ الأسد. يقول أحد الرواة الموثوقين ان الرئيس الشهيد ذكّر الدكتور بشار بأنه ظل على علاقة تحالف وثيقة طيلة عشرين سنة مع والده رحمه الله، وأنه ما رفض له يوماً طلباً اقتناعاً منه ببعد نظره وحكمته السياسية وتاريخية زعامته، وذلك في محاولة من الرئيس الحريري لإنعاش ذاكرة الرئيس الشاب حول الخدمات السياسية الكبرى التي قدمها للنظام السوري طوال تلك السنوات، وللتخفيف من الروح الصدامية التي سادت جلسة الربع الساعة الشهيرة. لم تنفع المحاولة كما هو معروف بل جاءه الجواب واضحاً وصريحاً: “أنا أعرفك منذ أربع سنوات فقط لا غير. أكمل حديثك مع رستم”. قصد إنهاء المقابلة وترك “التدبير” للعميد رستم غزالة رئيس جهاز الأمن السوري في لبنان آنذاك والمطلوب الآن للتحقيق من قبل لجنة التحقيق الدولية مع خمسة من زملائه في جريمة اغتيال الرئيس الحريري.
في خطابه يوم الخميس الماضي على مدرج جامعة دمشق بحضور كبار المسؤولين السوريين في الداخل وتظاهرة منظمة مؤيدة مسبقاً لما سيقوله في الخارج، بدا الرئيس الأسد وكأنه يريد كتابة تاريخ سوريا من جديد في المجالات العربية والدولية مع مرور شكلي على الوضع الداخلي. لم يعجبه تاريخ بلاده منذ الاستقلال حتى الآن فجاء باثنين أحدهما مستشار سياسي أستاذ جامعي في الأصل، والثاني أستاذة جامعة ووزيرة شفعت ترجمتها لها تاريخياً في منصبها الوزاري.
طلب منهما أن يضعا أفكاره على الورق دون مزجها مع أي مرجع تاريخي حديثاً كان أم قديماً.
نفذا الطلب الرئاسي فجاء على قاعدة ما يراه هو أنه التاريخ وليس بناء على قراءة متعمقة للتجربة التي أعطته شرعية الوجود في مقر الرئاسة السورية.
قراءة التاريخ
تجاهل أن الرئيس حافظ الأسد تسلّم الحكم في سوريا في العام 1970 من مجموعة يطلق عليها لقب »أصحاب الرؤوس الحامية” لحدّتهم وتطرفهم في مواجهة التطورات الدولية. فإذا به بعد ثلاث سنوات يرفع علم سوريا عالياً ليخوض حرب تشرين في العام 1973. ومهما تكاثرت الروايات حول التباين المصري السوري في رواية الحرب ونتائجها السياسية، فإن الامر المؤكد أن هذه الحرب أعطت شرعية للنظام وللحزب الحاكم تجاوزت “حماوة الرؤوس” السجينة، مظهرة قدرة النظام على استحقاق صدارة القرار الدولي في دول المشرق البعيدة عن مصر. استعمل هذه الشرعية للدخول الى لبنان، مسلِّحاً جميع المتقاتلين، “متفهماً” مسألة الأقليات اللبنانية، واضعاً يده على أكثر العناصر الجدية في النزاع العربي الاسرائيلي أي القيادة الفلسطينية المقيمة في لبنان. دخل مع الموارنة وبقي مع الشيعة حليفاً استراتيجياً لسياسته.
أكمل دوره على قاعدة لا يأس ولا قنوط كما جاء في خطابه في العام 1976.
حمل إليه السفير الاميركي في السنة نفسها شروطاً اسرائيلية تتعلق بطبيعة الانتشار وأنها لن تسمح بتجاوز القوات السورية خطاً معيناً.
قال كلاماً كبيراً في خطابه في 20 تموز العام 1976 عن رده على السفير الاميركي. لكن القوات السورية لم تتجاوز جسر الأولي على مدخل مدينة صيدا وهي المسافة التي طلبتها اسرائيل بعد ذلك من المقاومة الفلسطينية قبل اجتياح 82، أي أربعين كيلومتراً عن الحدود اللبنانية الاسرائيلية.
حافظ الرئيس الأسد على التزامه الجغرافي هذا لمدة ثلاثين سنة.
لم يترك لزيارة الرئيس السادات الى القدس أن تأخذ دوره أو أن تنتقص من مكانة سوريا. خرج الجيش السوري من لبنان في العام 82. بدأ يتحين الفرص ويقاتل مع حلفائه المحليين الى أن عاد “المراقبون” السوريون الى بيروت في منتصف الثمانينيات. جاء مؤتمر الطائف برعاية سعودية أميركية. شارك في تسهيل مهمة المجتمعين.
أرسل جيشه الى الكويت لتحريرها من الغزو العراقي في العام 1990 الى جانب القوات الاميركية، فإذا به يعود على حصان أبيض الى لبنان لمدة 15 سنة.
أخذ الهدوء والاستقرار من دوره الدولي. أمّن عملية انتقال سلمي في السلطة في سوريا الى نجله الدكتور بشار في العام 2000.
اقتنع بالتحالف مع الثورة الايرانية منذ اللحظة الأولى. وضع في حسابه أن للثورة مستقبلاً كبيراً في العالم الاسلامي وفي حركاته المتطرفة خاصة. رافق قيام الدولة برعاية وود. مدت إيران سوريا بكل المساعدات الاقتصادية المتوفرة عندها وأهمها النفط في كل الفترات الصعبة. الحليف الايراني الآن بصرف النظر عن الرأي العربي به هو الحليف الاول لسوريا. لا يمر شهر إلا وتجد مسؤولاً إيرانياً كبيراً يزور سوريا. وزير الخارجية السابق كمال خرازي كان يمضي معظم وقته بين دمشق وبيروت. آخر الزيارات المستغربة ولكنها تؤكد التحالف هي زيارة علي لاريجاني مسؤول الملف النووي الايراني الى دمشق. تبنى “حزب الله” حتى تم تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة. لا شك بأن الكثير من السوريين والعرب لم يكونوا مرتاحين أو مؤيدين لسياسة الرئيس حافظ الأسد، لكنهم ومعهم المجتمع الدولي لم يستطيعوا إلا الاعتراف بالمهارة السياسية العالية للرئيس السوري آنذاك. حتى غلاة معارضيه وهم كثر لم يُنكروا عليه استحقاقه لهذه الصفة.
قد يبدو هذا الكلام عن الرئيس حافظ الأسد مستغرباً في هذه الفترة من التوتر السياسي اللبناني والحذر العربي من المشروع الايراني. لكن هذه صفحات ستدخل التاريخ دون عواطف المعارضين لسياسته في كل مكان.
التجربة المستثناة؟؟
التاريخ استفادة، ليس ذاكرة فقط. لماذا تجنب الرئيس بشار الأسد الاستفادة من هذه التجربة؟ البعض يقول ان خطابه موجه الى الداخل. تضامن الجمهور السوري مع قيادته بعد خروج جيشه من لبنان بحماسة والتزام، بخاصة أن الرئيس السوري تحدث عن أخطاء يجب معالجتها في خطاب أمام مجلس الشعب. مرت أشهر. لم تظهر الاخطاء ولا كيفية معالجتها. بدأ الجمهور يقتنع بما يسمعه حول مسؤولية سورية عن اغتيال الرئيس الحريري. خفّت الحماسة، كثرت التساؤلات، اشتد القلق أمام منظر مجلس الأمن الدولي يجتمع لمناقشة التعاون السوري مع لجنة التحقيق الدولية. الرسائل الهاتفية في دمشق تتحدث عن خلافات عائلية في طريقة معالجة المواضيع المثارة. بين الاسماء المطلوبة للتحقيق اللواء آصف شوكت زوج شقيقة الرئيس الاسد ورئيس المخابرات العسكرية.
آخرون يعتقدون أن الرئيس الاسد وجد نفسه أمام طريق مسدود فإما التسليم بكل ما هو مطلوب أميركياً بتضامن دولي وصل الى حد تصويت الجزائر على القرار 1636، وإما رفض كل شيء. لا مجال للمساومة. قرر الرفض وإبلاغ الجميع بذلك علناً…
أي القراءتين أصح؟
إن مراجعة دقيقة لتطور النص السياسي والادارة الدبلوماسية والأمنية في السنوات الخمس الماضية تدل على أن الرئيس الأسد قرر إحالة كل المفاوضات الدولية وقرارات مجلس الأمن الى جدول أعمال “المؤامرة”، وهي الصفة العمياء التي تعطيها الادارة السياسية لأي فشل يصيبها.
على قاعدة هذه “المؤامرة” يشتد عصب العائلة، يشتد عضو “الأمن سيد الأحكام”. يصبح الحزب هو الشعب أو العكس.
نبدأ من النهاية كما يقال. القرار 1636 واضح لجهة صلاحيات لجنة التحقيق الدولية في التحقيق مع أي سوري ترى ضرورة لاستجوابه على الاراضي السورية أو في أي مكان آخر تختاره اللجنة. هذا قرار دولي لا يخضع للاجتهاد.
مرجع قانوني كبير يقول ان استجواب المحققين الدوليين للضباط السوريين الستة المطلوبين في دمشق يعرّض التحقيق لعدة عقبات:
أولها ان المحقق لا يستطيع طلب توقيف أي منهم بواسطة القضاء السوري اذا اشتبه بتورطه. المكان الوحيد الذي عقد مع اللجنة مذكرة تفاهم حول هذا الموضوع هو لبنان. واذا ما حدث أن وقّعت مذكرة تفاهم مع سوريا بالمضمون نفسه فيقتضي هذا الامر نقل ملف التحقيق كاملاً الى دمشق أو الى أي مكان آخر وهذا غير وارد عند اللجنة.
ثاني هذه العقبات ان اللجنة تريد مواجهة هؤلاء الضباط بشهود لبنانيين وسوريين. من المستحيل برأي المرجع القانوني أن توافق اللجنة الدولية على نقل الشهود الى سوريا لأسباب أمنية وسياسية،
ثالث هذه الاعتبارات ان تسعة اشهر من التمهل لفتح التحقيق السوري في اغتيال الرئيس الحريري لا يشجّع ابداً على رغبة السلطات السورية بالوصول الى نتيجة لهذا التحقيق.
المشكلة ذاتها تنطبق على مصر او على الجامعة العربية او اي مكان في العالم. مقر التحقيق هو لبنان، ملفات التحقيق في لبنان. هناك ايضاً بعض الشهود الذين لم تغامر اللجنة بإحضارهم الى لبنان فكيف إلى سوريا.
الاسد: لو ذهب ضباطي الى لبنان فلن يعودوا..
لم يأخذ الرئيس الأسد هذه الوقائع القانونية بعين الاعتبار حين تحدث إلى الرئيس المصري والى امين عام جامعة الدول العربية.
اعتبر مجيء الضباط السوريين الى لبنان للتحقيق معهم رداً دولياً على الحكم السوري للبنان في السنوات الماضية.
قال لصديق له استقبله منذ اسبوع: لو ذهب الضباط الى لبنان. فلن يعودوا! أنا اعلم ذلك لن أغامر بإرسالهم تحت اي ظرف من الظروف. توقيف هؤلاء الضباط يعني انهيار الهيكلية الأمنية للجيش السوري. لن أفعل ذلك على الإطلاق لا بقرار من مجلس الأمن الدولي ولا بغيره من القرارات.
إذاً لا تحقيق مع ضباط سوريين لا قبل 15 كانون الأول ولا بعد ذلك من وجهة نظره على الأقل. وصل الدور إلى عائلة الحريري رئيساً شهيداً ونجلاً وتياراً وإعلاماً.
اعتبر الرئيس الحريري الإبن البار في عهد الوصاية السوري على حد تعبيره. لن نعود الى التاريخ الذي يقول إن الحريري الإبن البار للقومية العربية حين كان هناك مَن يرعاها في سوريا. لكنه منذ العام 2000 اصبح الشاة السوداء للنظام الجديد بكل متفرّعاته الأمنية والسياسية.
هناك روايات لا تُحكى عن علاقة الرئيس الحريري بالقيادة السورية منذ تسلّم الدكتور بشار الحكم بعد والده. فلماذا يفتح الرئيس على نفسه هذا الباب؟ ألا يكفيه ما لديه من أبواب مفتوحة.
لماذا لا يحدّد الرئيس الأسد الاموال والمناصب والمقالات وساعات البثّ التلفزيوني التي يتحدث عنها؟ لا يكفي مقال واحد للتعميم. ولا مقابلة تلفزيونية كافية لجعل الجميع في لائحة الأسعار.
الإصلاح هو الجواب على كل اللبنانيين والسوريين وكتّاب المقالات ونجوم التفلزيونات. كيف يمكن للإصلاح السياسي ان يجعل سوريا تهتزّ ودون ضوابط على حد قوله؟ كيف يمكن العيش في العصر الحديث باعتبار الإصلاح الاقتصادي مطلباً لغير القيادة السورية؟ ألا يتذكر الرئيس الأسد شيئاً من خطابه يوم الانتخاب؟ ألا يعلم ان كل موقوف سياسي سيتحوّل الى قضية دولية، مع العلم ان المعتقل لم يرتكب جريمة غير قول رأيه؟
ما الذي يمنع الرئيس الأسد من الحوار مع هؤلاء المعتقلين او المفرَج عنهم، يسمعهم، يستمعون إليه، يتحمّل مسؤولية حريتهم البناءة، وليس السجن الذي يهدم كل ذرّة خير في قلوبهم؟
علامات في الوطنية للسوريين!!
كيف يمكن لرئيس سوريا ان يعطي علامات في الوحدة الوطنية لشعبه، ويدعو الى رفع مستواها. بعد أن يقول إن هناك مواطنين سوريين في الحسكة بعشرات الآلاف لا يحملون جنسية بلدهم، وإن المختصين يقومون بوضع المعايير منذ العام 2002 لمنح الجنسية لمن يستحقّ؟
يتذكّر الذين يعرفون دمشق منذ عشرات السنين وجوه المعارضة العراقية في ذلك الزمان تدور بين مكاتب المسؤولين. بعضهم مقيم وأغلبهم زائر.
الآن هم الحكام في بغداد. والمخاطر كثيرة على حد قول الرئيس الأسد، منها الفتنة الداخلية ومنها التقسيم ومنها عروبة العراق، كلها مخاطر على دول جوار العراق.
كيف أفادت سوريا من المعارضين الذين رعتهم طوال سنوات هذه المفاهيم؟
رئيس الحكومة العراقية يسمّي بالصوت والصورة أشخاصاً سوريين او مدرّبين في سوريا متورّطين في عمليات عسكرية تبدأ ضد الاحتلال الأميركي وتنتهي بموت العراقيين.
الجواب السوري: نحن لم ندِنْ العمليات ولم ندعمها. مؤكداً دعوة المسؤولين العراقيين الى عدم التهيّب من زيارة سوريا للتنسيق.
القصف العشوائي للبنان..
للبنان الحصة الاكبر في الخطاب. بدا الرئيس الأسد وكأنه يقصف عشوائياً كل ما يتذكّره عن لبنان في سنواته الخمس بالمعنى الشخصي وبالمعنى العام.
اعتبر الانتخابات النيابية الأخيرة خطوة لم تكتمل نحو التدويل. ثم هدأ الحديث الى القول بأن سوريا ولبنان يعيشان جنباً الى جنب. هذا هو قدرهما ضعف أحدهما ضعف للآخر، كما ان قوته قوة للآخر. عاد مرة اخرى الى التصعيد بالحديث عن 17 ايار جديد يسقطه تماسك القوى الوطنية، وعلى رأسها المقاومة التي حمتها سوريا.
ألا يبدو هذا الكلام وكأنه يتحدث عن تاريخ قديم. فلا الذين صنعوا 17 ايار لهم مقعد مؤثر في السياسة اللبنانية، ولا الذين أسقطوه ضعفوا الى حدّ السماح به. عروبة لبنان يحميها شعبه، وقد فعل ذلك مراراً وتكراراً. الخطر هو على سوريا التي قال الرئيس الأسد إن أي ضرر سيصيبها سيطال الدول البعيدة وأولها الذي أتى بالمستعمر.
الانطباع الاول عن الخطاب بعد قراءة متعمّقة أن لا علاقة له بالحداثة، بل هو خارج سياق السياسة المتبعة والمعترف بها حتى في الدول العربية. وما الحديث عن المقاومة أو الفوضى إلا تهديد للشعب السوري وليس للمجتمع الدولي. فكيف تواجه الخارج إذا لم تجمع حولك الداخل؟
وداع ثلاثي..
يقول دنيس روس مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق في عهدي الرئيس كلينتون والرئيس بوش الأب ومؤلف كتاب “السلام المفقود” إن الدكتور بشار الأسد لا يملك قدرة الالتفاف ولا معرفة الحدود السياسية التي وضعها والده والتي يجب أن تُحترم.
ويضيف في مقال بعنوان “لحظة الحقيقة لسوريا” ان نظام الرئيس الأسد يقف على رجله الأخيرة. ما هي البدائل؟ تزيد من عدم الاستقرار في منطقة مفتوحة على الفوضى.
يدعو روس الرئيس الأسد الى تغيير استراتيجي في موقفه من العراق، لبنان، دعم الحركات الاسلامية في إسرائيل. لكنه لا يراهن على ذلك. بل يراهن على عدّ الأيام للنظام بعد ان يتوقع تحالفاً عسكرياً سنياً علوياً يمسك بالنظام، غير ديموقراطي لكنه يخفّف من عزلة سوريا.
مصدر روسي رفيع المستوى يؤكد ما جاء في مقال روس. أكثر من ذلك يقول: لو نفّذ الرئيس الأسد كل ما هو مطلوب منه لمدّدت له سنتان حتى نهاية ولايته فقط لا غير.
الرئيس المصري حسني مبارك يقول لمسؤول عربي يسأله عن مسعاه بين دمشق وواشنطن إنه يعطي نفسه نسبة ثلاثين في المئة من الحظ لنجاحه في وقف الفوضى السورية، خاصة ان الجناح المتشدّد في الادارة الاميركية بشأن سوريا أصبح أكثر قوة من قبل.
في اللغة الأميركية، في اللغة الروسية، باللهجة المصرية. يبدو خطاب الخميس الماضي وكأنه خطبة الوداع على الطريقة السورية.