حليم…

مقالات 03 يوليو 2006 0

التقيت النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام أربع مرات منذ انضمامي الى فريق عمل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 1988.
المرة الاولى في منزل الرئيس الحريري في دمشق. وهي كانت من الزيارات النادرة للمسؤول السوري الى منزل الرئيس الحريري. تمت إعادة ترتيب الصالون الأرضي من المنزل في العاصمة السورية إذ لم يكن يستعمل الا قليلا واتخذت كل الاحتياطات اللازمة لاستقباله. دخل الرجل الذي عرف لبنان “مآثره” اكثر مما عرفتها سوريا. قصير القامة. أحمر الوجه. بسيط الحركة. ليس في الظاهر من شخصيته ما عرف عنه من حدة واستئثار بالسلطة او بأصحاب السلطة. رحبنا به. صاحب المنزل وعبد اللطيف شمّاع وأنا. ودار حوله ابو طارق كبير مرافقي الحريري رحمهما الله.
بدا لي ان عنده شيئا من الود تجاه الشمّاع وأبي طارق. لم يخصّني بما خصهما به من كلمات لطيفة. إذ أنه معارض لوجودي الى جانب الرئيس الشهيد منذ اللحظة الاولى لعملي، لاتهامه لي بأنني مناصر للزعيم ياسر عرفات في كتاباتي ومعارض للموقف السوري من الزعيم الفلسطيني.
اجتمع خدّام بالحريري لمدة لا تزيد عن النصف ساعة قبل ان يترافقا الى مزرعة العماد حكمت الشهابي رئيس الأركان السوري الذي ينقل عادة الرسالة “التي لا رد لها” من الرئيس حافظ الأسد. بدا أنهما متفقان على صياغة الجواب.
المرة الثانية كانت في بيروت التي زارها ضيفا على منزل الحريري وعلى سياسته ايضا. كان فرحا بصديقه الذي أوصله الى رئاسة الحكومة ومنتشيا من تحلّق الناس حوله على الطريقة اللبنانية. يطلب من واحد ان يهتم بشراء ثياب له. ومن آخر ترتيب مواعيده. ومن ثالث ان يتصل بنجله الأكبر جمال ليأتي به الى واحد من المواعيد.
يكاد قريطم الصغير الجميل لا يسعه من كثرة فرحه. إذ ان ما يحاط به في لبنان من اهتمام وتكريم ودلال لا مثيل له في أي مكان آخر.
رمى في البحر اللبناني الهائج وقتها على خلاف بين الرئيسين الهراوي والحريري صخرة تناثرت لتصيب كل الاتجاهات. “الرئيس الحريري باقٍ في منصبه حتى العام 2010. إذ لا نمو ولا استقرار من دون استمرار المسؤولين في موقعهم. والدليل على ذلك النظام السوري”.
لم أعرف ما إذا كان يريد توجيه رسالة الى الهراوي تفكّ بالمطرقة السورية عقدة خلافه مع الحريري، او انه أراد إظهار استخفافه بالمعارضة حينذاك، او الأمرين معاً.
ذهب لمقابلة الرئيس الهراوي وعاد ليطلب مني بحضور الرئيس الحريري الاتصال بالقصر الجمهوري وطلب موعد من رئيس الجمهورية لأنه أي الرئيس يريد استيضاح بعض الامور مني عن الحملات الاعلامية والسياسية التي تشن عليه.
ارتبكت. لم أعتد مناقشته من قبل في مثل هذه الامور من جهة، ومن جهة اخرى هو من هو وضيف الرئيس الحريري فبماذا أجيبه؟ أجبته بأنني سأحاول. أدار ظهره ومشى نحو صالون المنزل يرافقه الحريري.
كانت العزة تأخذني وتصعد الدماء الحارة الى رأسي في خلافات الحريري مع الهراوي، إذ كانت الاعتداءات السياسية تنزل عليه من كل حدب وصوب وحين يردّ تأتي التسوية من دمشق لتقول ان خلافكم يؤثر على “الأمن القومي” وما عليكم الا المصالحة. وفوق هذا وذاك يأتي خدّام الى بيروت ليعلن بقاء الحريري حتى تاريخ لا يملكه إلا الله دون الأخذ في الاعتبار ما يسعى اللبنانيون إليه من إنعاش للمؤسسات الدستورية التي تقرر بقاء رئيس الوزراء او ذهابه. بقي تأريخه هذا مضرب مثل من أمثال المعارضة التي وجدت فيه صيدا ثميناً “لديموقراطية” السياسة السورية التي يمثلها خدّام.
دقائق ويعود الرئيس الحريري الى مكتب منزله حيث كنت أجلس ليسألني عن الموعد مع الهراوي. أجبته بأن خطوط القصر الجمهوري مشغولة. لم يبتسم وألزمني بطلب الموعد وهو إلى جانبي.
ذهبت مساء اليوم التالي لمقابلة الرئيس الهراوي وعدت بمصالحة دون مضمون ولا صحة ولا منطق.
المرة الثالثة كانت في ديوان منزله في بانياس مسقط رأسه بعد قيام الرئيس الحريري بواجب التعزية في القرداحة بوفاة باسل النجل الأكبر للرئيس الأسد. استقبلنا بالدشداشة السعودية دقائق دار الحديث فيها عن ملابسات حادث السيارة الذي أودى بباسل الأسد، ثم اختلى بالرئيس الحريري لدقائق اخرى وتابعنا طريقنا الى بيروت جواً من اللاذقية.
المرة الرابعة كانت في الثاني من تشرين الثاني في العام 1998. استقبلني في مكتبه في دمشق كجزء من تسوية شكلية لإخراجي من عملي ومن لبنان لمدة خمس سنوات، بعد استقبال شكلي ايضا من اللواء غازي كنعان في منزل المرحوم سعيد فريحة في شتورا حضره الرئيس الحريري. إذ ان كليهما في استقبالهما لي علنا ينفيان الاتهامات الرائجة حينذاك عن “جاسوسيتي”. بدا خدّام في ذلك اللقاء أنه أصبح خارج السلطة، وإن كان لا زال في موقعه كنائب لرئيس الجمهورية السورية. أسئلته عن لبنان، عن الحريري، عن كنعان، أوضحت لي بما لا يقبل الشك انه خارج صورة ما يجري. لكنه لا يزال يكتم في صدره حدّة مؤجلة.
لم يبهرني الرجل في أي من المرات التي قابلته فيها. لم أر فيه مشروع سلطة أو مشروع دولة. كل ما هناك أنه موفد سوري إلى “الغابة اللبنانية” يستمد نفوذه من صلته بالرئيس الأسد. لذلك بدا أن الموقع الذي كان يشغله لم يشغر بغيابه لأنه كان شاغراً في الأساس. وهكذا حال كل المسؤولين السوريين الذين تفرّغوا لإدارة الشأن اللبناني.
لم تتح لي الفرصة ان أناقشه في كثير من الأمور العالقة ومنها قرار خروجي من لبنان، إذ لم يكن باستطاعتي مقاومة هذا القرار منفردا في حين وافق عليه الرئيس الحريري. شعرت بأننا على طرفي نقيض في التفكير السياسي سواء فيما يتعلق بلبنان او بمستقبل الحكم في سوريا في الوقت الذي بدا فيه آنذاك الدكتور بشار الأسد يتقدم بخطى سريعة نحو القصر الجمهوري في دمشق. وبدا ايضا أنني أدفع ثمن الماضي وليس المستقبل من الأوضاع في البلدين.
إذ أنني منذ العام 96 لاحظت كما الكثيرين غيري ان لبنان السياسي ينقسم حول مسألة لا يجوز للحياة السياسية اللبنانية ان تنغمس فيها بصرف النظر ما إذا كانت على حق أم لا، وهي الخلافة في سوريا.
تركت معركة التمديد للرئيس الهراوي في العام 95 في وجه انتخاب العماد إميل لحود رئيسا للجمهورية انقساما حادا وثأرية عمياء في لبنان لا يزال البلد يدفع ثمنهما حتى اليوم.
اعتبرت المجموعة الصاعدة في دمشق وعلى رأسها الدكتور بشار ان التمديد للهراوي هزيمة مؤقتة ألحقها بها السيد خدام المتحالف مع الرئيس الحريري وان على الجميع ان يدفع الثمن ولو تأخر التحصيل.
منذ تلك اللحظة أعلنت الحرب السياسية والاقتصادية في بيروت ولم تنته حتى الآن.
ما أن مرت أشهر على التمديد حتى تبين أن خدام يستبعد تدريجيا عن الملف اللبناني.
حليفه الآخر المسؤول عن المتابعة الميدانية للسياسة السورية في لبنان اللواء غازي كنعان بدأ في تنفيذ التعليمات التي تأتيه من الرئاسة مباشرة دون الأخذ بعين الاعتبار موقف خدام منها او رغبة العضو الثالث في لجنة لبنان العماد حكمت الشهابي.
الفارق ان الشهابي استوعب القرار بسرعة وبدأ بالتراجع عن التدخل في الملف اللبناني. بينما كان خدّام يخطط يوميا لاستعادة دوره في لبنان وفي سوريا. ذهب في زيارة رسمية الى السعودية. واخرى مثلها الى فرنسا. بالطبع مهّد للزيارتين ونظمهما الرئيس الحريري.
كان يُقدم ويتراجع بحسب درجة حرارة استيعاب الرئيس حافظ الأسد لحركته.
أوصى جازماً بعدم مقابلة الرئيس الحريري للدكتور بشار رغم تلميح الرئيس الأسد الأب بذلك للحريري ثلاث مرات. وكذلك فعل هو إذ لم يجمعه بالطبيب المقبل على الرئاسة الا مأدبة غداء أقامها اللواء كنعان في لبنان.
كان واضحا انه يريد ان يحافظ على تمرده غير المعلن على قرار الرئيس الأسد.. كيف لا يفعل ذلك وهو الذي أمضى خمسين سنة من حياته في حزب البعث الحاكم في سوريا ناجيا من 4 محاولات اغتيال عراقية وفلسطينية على حد قوله حين حدوث المحاولات؟
ولد خدّام في العام 1932 في بانياس المدينة الواقعة على البحر المتوسط. والده محمد سعيد خدام شيخ معمم. تعرف الى الرئيس حافظ الأسد في بداية الخمسينيات حين كان طالبا في كلية الحقوق وانضم الى الاتحاد الطلابي الوطني لسوريا.
دخل الى الجيش ضابطا في الاحتياط. وشارك في ملاحقة القوميين السوريين فكمنوا له في قرية صافيتا في جبال العلويين لكنه استطاع النجاة والهرب في “تريلا” زراعية.
عند انتهاء خدمته العسكرية التحق بالجمارك السورية موظفا الى ان وصل حزبه الى الحكم في 8 آذار 1963. فعين محافظا لحماه حيث جرت في أيامه الاشتباكات الاولى بين الاخوان المسلمين والدولة في العام 64.
أقيل من منصبه باعتباره مسؤولا عن هذه الأحداث فتفرغ للمحاماة وعُيّن محامياً للاتحاد العمالي. ثم عين محافظا للقنيطرة في العام 66 لمدة ثلاث سنوات. سقطت خلالها القنيطرة في يد الاحتلال الاسرائيلي في حرب ال 67 وبدأ الانقسام داخل الحزب بين صلاح جديد صاحب الرأس الأحمر كما كان يسمى وبين حافظ الأسد المنظم الهادئ الصبور حول نتائج الحرب. كان خدام الأول بين اثنين من المدنيين ساندا حافظ الاسد. الثاني محمد حيدر نائب رئيس الوزراء وزير الاقتصاد لاحقا.
تمّ نصف الانقلاب الاول بانتحار عبد الكريم الجندي رئيس المخابرات العسكرية. تمت التسوية في حكومة تسلم فيها خدام وزارة الاقتصاد حتى العام 70 تاريخ تسلم الرئيس الاسد الحكم فأصبح خدام المدني الاول الى جانب حافظ الأسد متسلما وزارة الخارجية ثم نائبا لرئيس الوزراء ثم نائبا لرئيس الجمهورية في العام 84.
مارس مهمة التسويق العربي للسياسة الخارجية السورية بوحشية كلامية لا سابق لها في العالم العربي. فحقق من النفور والعداوات في الدول المعتدلة ما لم يسبقه اليه أحد. دخل على الملف اللبناني منذ اليوم الاول بسلاحه الثقيل وهو الحدة في علاقاته الى حد يقارب الإهانة. عاصر الرؤساء سليمان فرنجية. الياس سركيس. أمين الجميل. الياس الهراوي. وبقي على موقفه في موقعه لا يتزحزح. جريء. يتعالى على رفاقه. لا يتفاعل مع الرأي الآخر. يقسو على الآخرين بموجب حقيقة غير مؤكدة.
يعرف ان الحزب الحاكم انتهى منذ ان سيطر عليه العسكر على حد تلميحه. لكنه وجد في اجتماعات أمناء الفروع والمحافظات منبرا ليتحدث فيه عن غياب الحرية عن الحزب. وليطلق شعار ان المسجون لا يدافع عن سجانه. وان التحرير خيار استراتيجي بينما السلام واحد من الخيارات. لم يلاحظ أنه بدأ يقول كل هذا الكلام بعد العام 96 وأن مفعوله بدأ يتراجع إذ هو أحد كتبة التاريخ الذي يعترض عليه. عندها قاطعه الأسد الأب لمدة سنتين ولم يعد يرد على اتصالاته.
لا يملك نقطة ارتكاز ثابتة في تفكيره. يصفك بأحسن الأوصاف حينا. ويطلق عليك أقساها حينا آخر. تأخذه الحدة في الموقف الى أقصى اليمين لتعيده الى أقصى اليسار.
يخلع ثياب المسوّق للسياسة السورية حين يحتدّ ليلبس عباءة الناقد الأكبر للسياسة نفسها.
يمسك بتجربته في السلطة الى حد خنقها حين لا تناسبه مجريات الأحداث. صيّاد يمارس هوايته يوميا حين يكون في بانياس لكنه لم ينتبه الى ان يده لم تعد قادرة على التصويب بالبندقية. أخطأ الهدف.
كل ما سبق هي شهادات من أصدقاء له عاصروه طويلا. ثلاثة لبنانيين وعربي واحد.
عمل في الملف اللبناني لسنوات طويلة واضعا نصب عينيه قسمة الطوائف على بعضها البعض. وهي السياسة الانكليزية التي ورثها اليهود عنهم.
كان له استثناء واحد هو رفيق الحريري. إذا صح فالزمان صحيح واذا اعتل فالزمان عليل كما يقول المتنبي. ففي الوقت الذي اعتبر ان هذه العلاقة نقطة القوة الوحيدة الباقية له بعد استقالة العماد حكمت الشهابي في العام 98، في هذا الوقت كشف عن نقطة ضعف شديدة له داخل النظام السوري هي الحريري نفسه.
اندفع في استعمال سلاحه الأخير الى حد فقدان التوازن. الرئيس الأسد الأب ومن بعده الدكتور بشار تركاه على سجيّته دون تدخل مباشر منهما. الاول لرحابة صدره ومعرفته بأن الامور ستعود الى نصابها التاريخي بينهما، حتى سمّاه مرجع لبناني بمعاوية بن أبي طالب. اي انه جمع بين دهاء معاوية ورحابة صدر الإمام علي. أما الدكتور بشار فقد تركه في منزله مستشيرا له في بعض الاحيان محافظا على كل انواع التكريم البروتوكولية تجاهه لمدة خمس سنوات.
حاول خدام خلال هذه السنوات الخمس ان يقدم خدماته المفتعلة دون جدوى تذكر الا المخالفة لما يقوله داخل الحزب. خاض معركة النظام في وجه المنتديات الفكرية التي انتشرت في سوريا فبدا وكأنه هو الذي أوحى بإقفالها.
حين حان موعد انعقاد مؤتمر حزب البعث في العام الماضي كان قد جاء اوان قطافه من على شجرة السلطة.
فُتحت كل أوراقه دفعة واحدة: فساد أولاده الثلاثة. جمال وجهاد وباسم والثروات التي يملكونها. ابنه البكر يحمل جنسية سعودية حصل عليها بواسطة الحريري. وعشرات الملايين من الدولارات له ولشقيقيه من نفس المصدر. السياسة التي اتبعها في لبنان واثرها على سوريا. التقلّب في الموقف من سياسة سوريا في المنطقة. حتى وصل الكلام الى داخل منزله.
لم يشفع له انه رجل محافظ. لا يخرج من منزله الا الى مكتبه والعكس. لم يقدّروا قراءاته المتنوعة. كان واضحا انه اصبح رمزا لمرحلة يريدون التبرؤ من فَضَلاتها.
وإذا كان لغيره ان يُطلَق عليه نفس الصفات في سوريا فانه لم يقصّر ابدا في تأكيد هذه الاتهامات عليه بقوله ان اولاده راشدون ويعملون في السوق مثلهم مثل غيرهم.
الا ان الآخرين عدا واحد او اثنين من الضباط لم تنلهم “لعنة المال اللبناني” القادم من السلطة مثله.
كان واضحا ان التضارب في الموقف السياسي سهّل أيضاً القضاء على خدام داخل الحزب.
ذهب وفد من المؤتمر القومي العربي الى دمشق بعد احداث الحادي عشر من ايلول بأسابيع قليلة. قابلوا خدام فخرجوا بانطباع ان المنطقة العربية سقطت بيد السياسة الأميركية وان لا خيار غير الاستجابة لهذه السياسة. ثم ذهبوا الى القصر الجمهوري حيث استقبلهم الرئيس بشار الأسد شارحا الخريطة الجديدة للمنطقة، مستكشفا آفاقها، مقدّرا لمصاعبها، متوقعا ما وصلنا اليه.
قال الرئيس الأسد للوفد في العام 2001 ان المخطط الأميركي سيبدأ في افغانستان ويكمل نحو العراق ونتائج هاتين الحلقتين ستقرر الدور السوري والملف الايراني. أكمل الرئيس الأسد حديثه بأننا لن نتراجع عن الثوابت لأن كلفة المواجهة أقل بكثير من كلفة الاستسلام.
اشتبكت القراءتان السياسيتان. فذهب حليم وهو اللقب الذي كان يناديه به حافظ الأسد للملاطفة الى باريس ليكمل قراءة سياسية خاطئة وقديمة بالتحالف مع صدر الدين البيانوني أمين عام الاخوان المسلمين في سوريا، الذي تحدث في الوقت الخطيئة عن علاقات مع اسرائيل بعد تحرير الأرض.
حزبي سوري قال لي عندما سألته عن هجرة خدام: “لو بقي في سوريا وقال ما قاله ودخل السجن لكان كلامه أكثر فعالية وتأثيراً في سوريا وفي لبنان. لكنه اختار ان يذهب الى باريس ليمضي بقية حياته. يترك منزله صباحا فلا يجد من يقول له صباح الخير بالعربية”.