حلقة خاصة من أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري – اغتيال الشهيد وسام الحسن: لن نستسلم ولو بقي منا واحد

مقابلات تلفزيونية 20 أكتوبر 2012 0

س- من يعرفك ويعرف وسام الحسن ، يعرف نوع الصداقة الخاصة التي تربطك به؟
ج- رفقة عمر، رفقة عقل أهم من رفقة العمر، خسرت رفيقا لعقلي، خسرت رفيقا للمبادرة، خسرت رفيقا للتفكير السليم، خسرت رفيقا للتخطيط المبكر، خسرت رفيقا للوفاء، خسرت الكثير، المهم إن شاء الله لبنان يربح.

س- ماذا عن الغد حيث دفن وسام الحسن، هل يُدفن وسام الحسن غداً طبعاً ومرافقه أحمد صهيون الذي كان كخياله وأمين سره، وأيضاً صديق قريب من نوع خاص لوسام الحسن، غداً دفن وسام الحسن أم دفن “14 آذار”؟
ج- هذا الضريح الموجودون الآن أمامه يتبيّن أكثر وأكثر بعد سبع سنوات انه هو الفاصل بين الحق والباطل، لا يوجد أي قوة رغم كل الشهداء، ورغم كل الدم، ورغم كل ما حصل مازال هذا الضريح يُقرر بين الحق والباطل، غداً سيصبح هذا الضريح أقوى، وسيقرر أكثر وسيصبح صوت هذا الضريح مسموع أكثر، وسيكون هذا الضريح هو المقياس كما كان دائماً بين الحق والباطل، بين الوطنية وبين الخيانة، بين العمالة وبين الأصالة، وبين النذالة وبين الشرف.

س- من هو الخائن ومن هو النذل في هذه المعادلة؟
ج- كل القوى السياسية التي باعت نفسها مجاناً أو بأثمان رخيصة لسياسات إقليمية تبدأ بسوريا ولا تنتهي في طهران، وهذا كلام ليس جديدا ولا مفاجيء، هذا الكلام حقيقي وواقعي، عملياً نحن نعيش الآن تحت السيطرة السياسية الإيرانية والسيطرة الأمنية السورية، ولا يمكن تفسير هذا الإغتيال بأنه حادث.

س- أنتم ذهبتم الى هذا الإتهام في بيان الأمس؟
ج- هناك مضبطة اتهام موجودة عندكم على التلفزيون، على لسان ميشال عون وجميل السيد ومصطفى حمدان، جريدة “الديار” قامت بمضبطة اتهام منذ ثلاثة أشهر، وأنا أقول بصراحة هذه المضبطة الإتهام هي نفسها، ومضمونها نفسه التي أُقيمت للرئيس رفيق الحريري في تشرين الثاني 2003 على عكس كل الشائع، فليس جلسة التمديد التي تقرر فيها الإغتيال، بل جلسة الإغتيال هي الجلسة التي حضرها العميد غازي كنعان والعميد رستم غزالة والعميد محمد خلوف مع القاتل بشار الأسد، والتي أتهم فيها بكل الإتهامات التي وردت في صحيفة “الديار” طوال الشهرين الماضيين والتي وردت على ألسنة كل ما يدّعون إنهم يدافعون عن الوطن من خلال كلامهم، لست أنا من يقول ذلك، بل هم يقولون ذلك بكلام واضح وصريح، ارتكب جريمة كبرى وسام الحسن انه كشف 36 شبكة تجسس لصالح إسرائيل، لأول مرة في تاريخ الدولة اللبنانية، وكان يجب أن تُرفع صوره من صيدا للناقورة، وفي كل بيت في الضاحية، وإذا كان هذه هي المقاومة فهو أول مقاوم، وإذا كان هذه الوطنية فهو أول وطني، وإذا كان هذه المسؤولية فهو أول مسؤول.

س- يقولون إسرائيل قتلته؟
ج- ما هذا الكلام،؟ ما هذه المسخرة؟ هو لم يُقتل إلا عندما كشف إسرائيل الحقيقية وهي شبكة ميشال سماحة والتي فيها رئيس مكتب الأمن القومي في سوريا، المسؤول الأمني الأول وهو علي المملوك، وهذا محور سميته محور “سم” لأنه سماحة- مملوك، هذا الكلام ليس بسيطاً هو تجرأ أن يحمي لبنان من الإنفجارات السورية، وحماية لبنان من التجسس الإسرائيلي، وحماية لبنان من الإعتداء عليه، فهذه جريمة دفع ثمنها.

س- هل دفع ثمنها من السوري أم من الإيراني؟
ج- شعبة المعلومات هي جهاز الأمن الوحيد في البلد الذي لا يلتزم لا بالأوامر السورية ولا بالأوامر الإيرانية، ولا بالتحالفات مع أي حزب وتحديداً “حزب الله” أو غير “حزب الله” في لبنان.
كل الأجهزة الأمنية الأخرى تُنسّق مع السوريين ومع “حزب الله” ومع الإيرانيين ما عدا هذا الجهاز الأمني المسؤول عنه العميد وسام الحسن، قرروا انهم لا يمكن أن يتحملوه في البلد.
س- من الذي قرر؟
ج- في لبنان هناك خط واحد لا خطين، الخط السوري- الإيراني.

س- يعني هذا الخط السوري- الإيراني هو الذي قتله؟
ج- طبعاً لإزاحته من أمام هذا المشروع، لأن النظام السوري يسقط، ولا بد من إزاحة هذا الجهاز وتعطيله وضربه، لأنه في النهاية تجرأ على المقدسات، تجرأ على من لم يتجرأ عليه سابقاً.

س- عندما تقول المحور السوري-الإيراني هو الذي قتل وسام الحسن، فالترجمة اللبنانية بكلمة إيران هي “حزب الله” في لبنان؟
ج- أنا أتحدث بالسياسة، الخط السياسي يبدأ في طهران ويكمل في دمشق وينتهي في الضاحية الجنوبية حيث قيادة “حزب الله”، هذا خط سياسي واحد لا خطين ولا ثلاثة خطوط، وهم متفاهمون على انهم خط سياسي واحد وخط أمني واحد، أما من قام بعملية الإغتيال مباشرة فهذا ليس مدار بحثٍ، فأنا أتكلم بالسياسة، وبالسياسة هذا الخط هو الذي قام باغتيال العميد وسام الحسن، وأي كلام هو كلام غير واقعي وغير صحيح يحاول تخبئة أمور كنا نخبئها منذ سنوات، وكلما فعلنا ذلك كلما سقط شهيداً.

س- هذا السقف الذي تتحدث عنه لم نسمعه بالأمس في بيان بيت الوسط، ولا في بيان بيت الوسط الثاني التي حضرتك تلوته، واليوم نسمعه في هذه المقابلة؟
ج- القوى السياسية التي تجتمع في بيت الوسط متنوعة ولها آراء متعددة، وهذا شيء طبيعي، عند إصدار بيان عن مجموعة سياسية لا يمكن أن يكون بياناً فيه وجهة نظرك، وهنا أنا ولكي أكون واضحاً وصريحاً، أنا هنا أتحدث بإسم جمهور رفيق الحريري، أنا لا أُلزم أحد، أنا واحد من هؤلاء الناس، هذا رأيي وهذه قناعتي.

س- كثيرون اعتقدوا انك غادرت هذا الموقع؟
ج- لا أبداً، على كل حال لا شيء ساكن في ضميري أكبر من جمهور رفيق الحريري، الباقي وظيفة، ولكن ضميري هو هذا الجمهور، هذا الجمهور هو نفسه الذي يدفع أثمان يوماً بعد يوم، مرة تحت شعار الحوار، ومرة تحت شعار السكوت، جيد ولكن تتحاور لتكسب وتحاور لتأمن، وتحاور للوصول الى نتيجة، وتسكت لتأمن، وتبين انه حتى حق السكوت غير مُتاح لك، لأنك ترتكب جرائم كبرى بتحديد أهداف واضحة وعلنية وصريحة، بالطريقة التي تصرّف بها وسام رحمه الله، لم يسبق لأحد أن فعل ذلك، ولا أعتقد سيحصل ذلك لوقت طويل.

س- في هذه المقدمات الى أين ذاهبين بالعلاقة مع “حزب الله” ومع الفريق الآخر؟
ج- أولاً نحن لن نحاور أحد، ولن نجلس الى طاولة حوار تحت أي ظرف من الظروف، فلا يسالنّ أحد ولا يجاوبّن، لن يذهب أحد منا الى الحوار، هذا قرار مركزي عند “كتلة المستقبل” و”تيار المستقبل” وجمهور رفيق الحريري، أقول ذلك لكي لا يُضيّع أحد وقته، نحن لن نذهب الى أي حوار مع أي جهة دون تحقيق الشروط الثلاثة التي وضعناها اليوم.

س- لنذكّر بالشروط الثلاثة؟
ج- استقالة الحكومة التي تنفذ السياسة السورية وتحمي السياسة الإيرانية، ودعني أشرح ذلك، فمنذ شهر وحتى اليوم هناك ستة تصريحات إيرانية تتعلق بلبنان، واحد منها الخبراء والثاني ضرب من لبنان على إسرائيل، الثالث الطيارة، الرابع تصريح وزير الدفاع الإيراني، وغيرها، فهل صدر من الحكومة اللبنانية أي رد فعل سوى الجواب الفولكلوري بأن مدّعي الصفة نجيب ميقاني بحث عنهم ولم يجدهم.

س- تقول مدّعي الصفة؟
ج- طبعاً لأنه مدّعي صفة الوسطية ولكنه منذ 25/1/2011 حتى اليوم لم يشهد بالحق، ولم يشهد إلا على الظلم وعلى الكذب، والآن هو يشهد على الإغتيال، وسام الحسن هو من حمى نجيب ميقاتي وليس العكس، بماذا حماه لوسام الحسن بوظيفة، لا هو ولا غيره كان يتجرأ أن يأخذها منه، فليتفضّل ويُبدّل أشرف ريفي إذا كان يستطيع ذلك، وعلى ماذا هذا تربيح الجميلة كل يوم والثاني بأنه حمى وسام الحسن، بماذا حماه؟ هل حماه بوظيفة؟ كان يحميه على أن لا يُغتال، وكان عليه أن يتصرّف بما يُناسب جريمة قتل صديق وقف الى جانبك.
س- بماذا وقف الى جانبه؟
ج- وقف الى جانبه بكل المواقف السياسية، حاوره وكان يزوره ويناقشه ويدعمه، وكان يحاول إقناعنا به وأنا واحد من الناس، فهل تكون هذه النتيجة بأنه هو صديقه. وكل ما فعله انه تشاور مع رئيس الجمهورية.

س- هو ينتظر ردّ رئيس الجمهورية؟
ج- ليس صحيحاً، أنا سألت عن ذلك غير صحيح، رئيس الجمهورية لم يستمهله.

س- هل هذا يعني انه يكذب؟
ج- هذه أقل الصفات التي تُقال عنه، على كل حال، ليس صحيحاً أبداً، هو لم يستشر رئيس الجمهورية، هو تداول مع رئيس الجمهورية ولم يضع استقالته بتصرّف رئيس الجمهورية، وكل الكلام عن هذا الأمر غير صحيح، فلا يوجد استقاله معلّقة ولا استمهله رئيس الجمهورية.

س- كثيرون يسألون لماذا على نجيب ميقاتي الإستقالة؟
ج- لأنه يتحمل مسؤولية الخطأ الأكبر الذي ارتكبه عندما شكّل هذه الحكومة، فهو شكل حكومة فيها حزب مُتهم باغتيال رفيق الحريري، صدر القرار الإتهامي وهو موجود ماذا فعل تجاهه، سأل عنه تجاهله باعتبار اننا نقوم بتسوية جيد، إذا كانت التسوية تؤمن لنا الأمان والإزدهار والإستقرار فلا أمانع في ذلك، ولكن أين هذا الأمان والإزدهار؟

س- هناك رأي في “كتلة المستقبل” يقول على قاعدة التحاور مع نجيب ميقاتي نؤمن نوع من الإستقرار؟
ج- أين هو هذا الإستقرار دُلّني عليه، أنا أسألهم عبر التلفزيون، أين هو هذا الإستقرار؟ هل الإستقرار هو اننا لا نُقتل؟ ها نحن نُقتل، وها نحن نحفر قبرين لوسام الحسن واحمد صهيوني، فأين الإستقرار؟ هل الإستقرار المالي أو الإقتصادي؟ أين هو هذا الإستقرار دُلّني عليه، انا لا أرى هذا الإستقرار، الآن الخيار امامنا هو أما الفراغ وأما الإغتيال، أما الفراغ وأما الإفلاس، فلماذا وعلى ماذا الفراغ؟ كل هذه القوى السياسية العظمى التي تمسك هذه الحكومة لا تستطيع تشكيل حكومة أخرى محايدة؟ وهذه الآراء ليست موجودة فقط داخل الكتلة، بل موجودة عند آخرين، هناك آراء مُتعدّدة.

س- قلت أول نقطة هي استقالة نجيب ميقاتي، النقطة الثانية تسليم المتهمين الأربعة؟
ج- نعم، فلماذا تشكيل حكومة إذا كانت هذه الشراكة الوطنية غير قائمة على الأمان والإطمئنان والإستقرار وعدم الإغتيال، هناك أربعة متهمين مُعلنين من المحكمة الدولية موجودين، وهناك إقرار بوجودهم ومسؤولياتهم الأمنية داخل “حزب الله” فليُسلّموا الى المحكمة الدولية ويتولوا الدفاع عن أنفسهم وإلا فلا حوار، فليس هناك من شراكة وطنية تقوم على الإغتيال، ما هو حاصل هو قتل وقتل وقتل. الوضع عندنا كما هو حاصل في سوريا، فهناك بشار الأسد يقول للسوريين أما الدمار أما بشار، وهنا أما أن تقبلوا وأما أن نغتالكم، ولكن نحن لن نقبل حتى لو بقي منا واحد، لن نقبل لو بقي منا واحد لا مئة ولا مئة ألف ولا مليون لن نقبل، وهذا الباب مفتوح، أكثر مما حصل لوسام الحسن لن يحصل لأحد ولا يُهدّدنا أحد بشيء.
النقطة الثالثة: نحن طلبنا من أمين عام الجامعة العربية ومن امين عام الأمم المتحدة القيام بكل مسعى لأجل نشر قوات طوارىء دولية لمساعدة الجيش على الحدود اللبنانية – السورية، ألسنا مُتهمين بتهريب شاحنات السلاح الى سوريا، نحن نريد إيقاف ذلك، فما المشكلة في ذلك،
ويأتيني الجواب من أحدهم بأني أُقفل طريق السلاح لـ”حزب الله” سلاح المقاومة، أي مقاومة هذه وأي سلاح هذا الذي تريد إحضاره من النظام السوري، فإذا كان فعلاً حريص على لبنان، وحريص على الشراكة الوطنية في لبنان، وحريص على حياة اللبنانيين، وحريص على جمهوره في لبنان، يجب أن يُقرر بأن هذا البلد عليك أن تعيش فيه مع غيرك، وعليك أن تتفاهم فيه مع غيرك، ولا يكون التقاهم بالإغتيال ولا بالسلاح ولا بالتهديد.

س- هذا الكلام يُكرر مع كل اغتيال، هناك فريق أما انه لا يقتنع وأما إنه لا يسمع، كيف ستذهب معه بالنقاش لكي يُقنع؟
ج- هو يملك فائض القوة التي تخوّله أن يتجاوز القتل ويقوم بحرب طيران مع إسرائيل ويُعلن حرب دفاع عن النظام في قلب سوريا، باعتبار ان القرى اللبنانية منتشرة من اوستراليا الى كندا وأميركا الى القصير، يعني هناك شيء لم يعد طبيعياً ولم يعد مقبولاً.

س- يعني الى أين أنتم ذاهبون؟
ج- ذاهبون الى المطالب الثلاثة، إذا لم تتحقق هذه المطالب .

س- ماذا سيحصل؟
ج- لا شيء، فلا حوار، نحن جهة مقاطعة تماماً.

س- فقط لا حوار أم أيضاً لا انتخابات ولا حكومة؟ هل تذهبون الى تعليق الحياة السياسية أم تنجزون قانون انتخاب؟
ج- أولاً الحياة الدستورية شيء والحياة السياسية شيء آخر، نحن نُعلّق الحياة الحكومية، بمعنى اننا لا نعترف بهذه الحكومة، ولا نتعامل معها برلمانياً ولا بأي شكل من الأشكال، التي تفتح الباب أمام ما تفضّلت به عن الحوار الذي لا يأتي إلا بالإغتيالات، هذا أولاً.
ثانياً: الإنتخابات حق لا نتخلى عنه، هذا حق الناس وحق الشعب، حق الناس أن تُعبّر عن رأيها.

س- إذاً تُجرى الإنتخابات ثم يعود السلاح ويُغيّر النتيجة؟
ج- هذا الفرق بين السابق والماضي، بأن الدنيا تتغير، ولكن هم لا يقبلون ذلك، ما أقوله الآن هو ان هذا الإغتيال يريد أن يستبق الإنتخابات، ويريد أن يستبق سقوط النظام السوري في أن تُلغي آخر جهاز أمني لا علاقة له لا بالإيرانيين ولا بالسوريين ولا بأي تنظيم لبناني أياً كانت جهته، سيُحكى الكثير عن العميد الحسن، لكن العميد الحسن لم يُخطط لأحد ولم يُلاحق أحد.

س- لكن هناك ميشال سماحة؟
ج- هذا متآمر للقتل، نحن نتحدث بالسياسة الآن.

س- يُقال انه هو من ورّطه؟
ج- أبدا، فهناك عشرات الأفلام والصور التي تؤكد كل هذا الشيء، وكانت الأمور أكيدة لدرجة بأنه لا أحد يتجرأ أن يُشكّك فيها، ولكن استطاعوا أن يجعلوا القاضي يأخذ وقته، حيث يعقد جلسة تحقيق كل أسبوعين كأنه مشغول جداً، وكأنها قضية عادية وليس قضية تتعلق بأمن البلد ولا قضية تتعلق بالعلاقات بين البلدين، فهل يُعقل أن يُسمّى فيه المسؤول الأمني الأول وتُسمّى فيه مستشارة بشار الأسد ولا يؤخذ أي إجراء دبلوماسي؟.

س- من يتحمل مسؤولية التلكؤ القضائي؟
ج- لا أعرف من ضغط على القضاء، هناك من ضغط على القضاء، بالتأكيد لسنا من فعل ذلك، وبالتأكيد القوى السياسية المعنية بحماية النظام السوري هي التي تضغط على القضاء والتي برّدته كي لا أقول غيّرت رأيه، هي وضعته في الثلاجة.
أقول خلص، هذه المرحلة انتهت، قدّمنا الكثير، بعضنا تنازل وبعضنا استعجل وبعضنا تردد وبعضنا تسرّع فماذا كانت النتيجة سوى الإغتيال؟

س- للتذكير بكلامك عند محاولة اغتيال الشيخ بطرس حرب، عندما قلت في منزله وأنت في حالة انفعال، قلت للحاضرين من نواب وسياسيين، كنت تقول ماذا تنتظرون؟ هل تريدون أن نسير في الجنازة أو قبل الجنازة؟
ج- أنا قلت إذا أردتم أخذ موقف بعد الدفن فلا مانع من ذلك، كنت أجرّب أن أقول بأن تأخذوا موقف قبل الدفن، وهذا الكلام بدأ بعد محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع، وبعدها في محاولة اغتيال الشيخ بطرس، والحديث عن محاولة اغتيال الشيخ سامي الجميل.

س- في النتيجة وصلنا الى الدفن؟
ج- وصلنا الى الدفن وما حصل ان المسؤول عن الأمن هو من يُغتال، والسياسيين ينجون من محاولة الإغتيال، أنظر الى المفارقة حيث أحياناً الزمن يدور، طبعاً أنا لا أريد أن تصيب من جرت محاولات اغتيالهم أن تصيبهم وردة، ولكن النظر الى القدر كيف أن من كشف الكثير من الأمور ومن حذّر سامي الجميل، ومن تابع تحقيقات الدكتور جعجع، ومن كشف اسم الشخص الذي كان موجوداً في مصعد بناية مكتب الشيخ بطرس حرب، غداً سنأتي لدفنه، ولكن لن يُدفن معه الحق، وهذا الحق سيبقى قائم حتى لو بقي منا واحد.

س- تقول أنكم ستتخذون موقف بعد الدفن وغداً هناك دفن، الى أين تتجه “14 آذار” وأنتم استعملتم عبارة دم وسام الحسن برقبة نجيب ميقاتي، لكن أيضاً دم وسام الحسن في حضن “14 آذار” وهذا الدم الى أين ستذهبون به؟
ج- وطنياً برقبته، طائفياً برقبته، مناطقياً برقبته، على الصعيد الشخصي برقبته؟ هذا رئيس حكومة في يوم من الأيام سيُحاسب نفسه، لأن الناس لن تُحاسبه لأنها لن تجده لكي تُحاسبه.

س- ماذا تقصد لن تجده لكي تُحاسبه؟
ج- يعني لن يكون في البلد، الله يُسلمه، أنا أقول لن يكون في البلد، هو يعرف رؤساء الحكومات الذين سبقوه وتصرّفوا مثله ماذا كان مصيرهم، أنا لن أذكّره بهم هو يعرفهم جيداً، هو يعرف ماذا حصل لكل واحد منهم، وما سيحصل له ليس أقل مما حصل لهم.

س- منفى يبدو انك ترفع السقف كثيراً اليوم؟
ج- أنا لا أرفع السقف، أنا أمام حالة قتل، ماذا تريدني ان أفعل؟ لقد ذهبنا مرات ومرات الى الحوار قل لي ماذا نتصرّف.

س- الى اين ستذهبون بدم وسام الحسن غداً الجنازة والدفن؟
ج- غداًُ جمهور رفيق الحريري سينزل ليشهد للحق بوسام الحسن من كل مكان، من الشمال من البقاع ومن اقليم الخروب ومن بيروت ومن صيدا ومن كل مكان، لأن هذا الرجل أمضى حياته وهو يتصرّف بمسؤولية تجاه جمهور رفيق الحريري وخاصة تجاه كل اللبنانيين، أنا أعرف من غلاة الناس الذين لهم علاقة بالنظام السوري، ومن غلاة الناس الملتزمين بسياسة “حزب الله” لم يكن مكتبه مقفلاً أمامهم وكانت حمايته مؤمنة لهم.

س- إنما هو من أوصل بعبقرية وسام عيد بموضوع الاتصالات الى اتهام “حزب الله” أو كشف تورّط “حزب الله” في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟
ج- هذا عمله، ومن يعتقد ان هذه القضية انتهت هنا، فهي لن تنتهي هنا، والمحكمة ستبدأ وسيُجلبون الى المحكمة فأين سيذهبون؟ هذا كله كلام من الماضي، فهناك منطقة تتغير من أولها الى آخرها، لن يبقى قلّة من الناس يقررون مصير لا لبنان ولا سوريا ولا العراق ولا أي مكان، هذه أوهام ناس تعيش فقط بقدرة واحدة أكيدة وهي الإرهاب.
أنا أسأل عن هذا القارب الايراني أمس أمام الشواطئ السعودية، ماذا يعني قبل أيام من موسم الحج؟ هل هو زيارة ودية يحمل ورود؟.
هذا الإرهاب لن يعيش، يستطيع أن يقتل، ولكن لن يستمر ولن ينجح، ولن يحكم ولن يعيش لأنه مُخالف للطبيعة.

س- بالعودة الى السؤال الى أين تذهبون بدم وسام الحسن؟
ج- نحن نذهب بشكل واضح وصريح بأن تستقيل هذه الحكومة التي تُنفّذ السياسة السورية، وتحمي السياسة الإيرانية في البلد، هذه ليست حكومة محايدة، ولا تنأى بنفسها، هي تنأى بنفسها عن الحق وعن الوطنية.
الأمر الثاني إننا لن نترك باباً لا عربي ولا دولي إلا وسنقرعه دفاعاً عن رأينا وعن سيادة لبنان واستقلال لبنان.

س- لكنكم تركزّون الهجوم على نجيب ميقاتي للأسباب الموجبة التي عرضتها منذ لحظات، ولكن هناك مكوّنين آخرين في الحكومة في الفترة الماضية كنتم على علاقة نوعاً ما جيدة معهم، يعني فخامة رئيس الجمهورية الذي لديه وزراء محسوبين عليه في هذه الحكومة والذي لا يبدو انه راغب في تطيير الحكومة حتى الآن، والنائب وليد جنبلاط الذي يُخبرنا انه شتم بشار الأسد، وانه يأخذ بوليصة تـأمين للحكومة من خلال شتمه لبشار الأسد؟
ج- دعني أكون واضحاً ومُحدّداً، رئيس الجمهورية منذ سبعة اشهر لليوم انا قلت سابقاً وأكرر،
يشهد للحق لكل المواقف التي أخذها منذ اللحظة التي صدر فيها البيان الذي وُزع في مجلس الأمن، من قبل سفير النظام السوري، واتهم فيه السعودية وقطر و”تيار المستقبل” بـ”المنجانيق” الذي ظهرت صورته في الصحف. أما وزراء رئيس الجمهورية فلا يمكنهم تعديل الميزان لوحدهم، وموقفه السياسي حتى هذه اللحظة موقف حكيم ومُتمهل، ولكنه في الإتجاه الصحيح.

س- الإتجاه الصحيح بأن تبقى هذه الحكومة؟
ج- الإتجاه الصحيح لأنه حان وقت تشكيل حكومة، ولكن بهدؤ وبتروي وبالتشاور، وهذا موقعه وهو مؤتمن على الدستور ويدافع عن سيادة واستقلال البلد وحرية الناس.
أما الأستاذ وليد جنبلاط فهذه وجهة نظره لا أوافق عليها، ولا ضروري أن أوافق عليها، هذه كانت وجهة نظره منذ فترة طويلة بأن الأمن والإستقرار يكون بأن يُغتال وسام الحسن، ولكن لا يجوز التعرّض لـ”حزب الله” هذه وجهة نظره وستبيّن الأيام، وإن شاء الله دون حصول اغتيال ثانٍ إذا كانت هذه الوجهة نظر سليمة أو غير سليمة. بالنسبة للتعرّض لبشار الأسد فإن آخر طفل في درعا حمل يافطة ضد بشار الأسد، لم يعد هناك بطولات في ذلك. البطولات الحقيقية أن تكون معني فعلاً بأن تُدافع عن سيادة واستقلال البلد، لا أن تدافع عن استمرار احتلال البلد بالسلاح وبالسياسة وبالقوة والإلزام وبالترهيب وبالرصيف رقم 13 وبالمطار، هذا لم يعد بلداً يستطيع الناس الإستمرار في الحياة فيه بالتفاهم مع بعضهم.
نحن وضعنا شروط للشراكة الوطنية، إذا كان وليد بك يوافق على هذه الشروط فأهلاً وسهلاً به.

س- لماذا لا يستقيل؟
ج- لا أعرف حساباته لا أعرفها، ربما كان يمكن أن تكون سليمة قبل اغتيال صديقه الذي حذّره والذي يناقشه، وبالتالي قبل اغتيال العميد الحسن ربما كان هناك مناقشة لمدى أو لاحتمال صوابية موقفه. أما بعد الإغتيال فأعتقد ان عليه هو أن يُراجع موقفه وليس غيره أن يراجع موقفه، وعلى كل حال، إذا كان عنوان الإستقرار استمرار الإغتيالات لا لهذا الإستقرار، دعنا نذهب الى الفوضى أفضل.

س- في 14 آذار 2005 ارتكبتم خطيئة عدم الذهاب الى بعبدا لأسباب لن نرجع إليها؟
ج- ارجو أن تقول ارتكبوا خطأ، لأني لم أكن موجوداً في تلك المرحلة.

س- في الـ2012 هل سترتكبون خطأ عدم الذهاب الى السراي، لإخراج نجيب ميقاتي منها؟
ج- لندع الناس تُقرر ذلك.

س- إذا كنت أنا اليوم أكتب تقرير سياسي، رأي اليوم لـ”حزب الله”، سأقول أعتقد غداً سينزل 200 أو 300 ألف “يهوبروا” و”يصرخوا” ويطلعوا من الشارع وخلصت قصة وسام الحسن؟
ج- هذا لن يحدث، هذا بالسياسة لن يحدث، أما ماذا سيحصل حول السراي، هذا سيتقرر غداً أو الليلة هناك شباب رأيتهم على التلفزيون لا أعرفهم ولا اعرف الى أي جهة ينتمون موجودين هناك.

س- هي منظمات شبابية؟
ج- منظمات شبابية أعدادها تزيد وتزيد وتُعبّر عن رأيها بطريقة سلمية وديموقراطية.

س- ماذا عن المئة ألف أو المئتي ألف الذين سينزلون غداً؟
ج- هنؤلاء سينزلون لكي يشهدوا للحق.

س- هل سيخرجون أم سيبقون في الشارع؟
ج- أنا لا أقول يخرجوا أو يبقوا، من يريد أن يخرج فليخرج ومن يريد الذهاب الى السراي فليذهب، ولكن ليس بقرار ولا بنداء، هم يعرفون خياراتهم السياسية، وأنا لا أحدّد خياراتهم، هم يعرفون أحسن. على كلٍ، جمهور رفيق الحريري يعرف أحسن من كل قيادات “14 آذار” بدون استثناء يعرف خياراته وسياسته ومواقفه التي كانت دائماً الجمهور معه حق والقيادة دائماً تأخذهم بالإتجاه الخاطيء.

س- بالنسبة للاستحقاقات المقبلة، هل ستجري الإنتخابات في هذا الظرف وفي ظل هذه المعطيات؟
ج- كل ما قلته في السياسة وفي الحركة السلمية والديموقراطية لا يتناقض مع حق الشعب اللبناني بانتخاب ممثليه، ولسنا نحن من سيعطّل الإنتخابات، ولن نتسبب بأي فوضى تُعطّل الإنتخابات، نحن جهة سياسية سلمية ديموقراطية، تُعبّر بطريقة مدنية عن وجهة نظرها في كل مكان.

س- هل من أهداف جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن تعطيل الإنتخابات أو خلق مناخ لا يؤدي الى الإنتخابات؟
ج- لا، باعتبار ان دوره قد كبر، وهو صار على اطلاع وعلى صلة ومُعترف به في كل العالم ومُعتمد من كل العالم، وهذا ليس سراً، هذا مكتوب، يمكن تقرأه كخبر ويمكن تقرأه انه اتهام، هم يرونه اتهاماً وأنا أراه شرف وتكريم لمعرفته وخبرته واحترافه واحترامه، ولكن هذا لم يدفعه ولا مرة لأن يؤذي لبناني واحد، دائما كان همّه حماية كل اللبنانيين، والذي ذكرته حضرتك هو واحد من الكثير من الناس الملتزمين بـ”حزب الله” والملتزمين السياسة السورية والملتزمين السياسة الإيرانية، وكان هو جزء من أمنهم وليس جزءاً من التعرّض لأمنهم، على عكس كلامهم وعلى عكس موقفهم، وعلى عكس اغتيال وسام الحسن.

س- ربما هذا الخيار المهني أو الحرفي، ربما خيار غلط بالسياسة؟
ج- لا أبداً، هذا الخيار السليم، وهذا الخيار الذي يستمر،
لقد انكشف لبنان بشكل أو بآخر أمنياً بعد غياب الجهاز المستقل الوحيد الموجود في البلد، الذي كان معنياً بأمن كل اللبنانيين، وبراحة كل اللبنانيين، وبحياة كل اللبنانيين من كل اتجاه سياسي، فمن يعتقل 36 شبكة تجسس فيها سني ومسيحي وشيعي وتتري ونوري، ومن يعتقل ميشال سماحة الذي يعرف صلاته وغير ذلك، هذه من القصص التي تُحكى، وهناك الكثير من القصص لا تُحكى، والأعمال التي قام بها هذا الرجل، ولكن أقول ان هذا التوجه لم ينتهِ، ولا قوى الأمن انتهت، ولا قيادتها انتهت، ولا أصالتها انتهت، ولا احترافها انتهى، الخسارة كبيرة ولكن لو بقي منا واحد، هذا توجهنا وهذا قرارنا وهذا خيارنا، نحن لا نريد أن نتسبب بأذى لأي لبناني تحت أي ظرف من الظروف، ولكن هناك شروط وقواعد لكي تعيش الناس مع بعضها وضمن دولة واحدة، هذه الشروط والقواعد الآن غير متوفرة، وعلى الآخرين وخاصة “حزب الله” والقوى المؤيدة للنظام القاتل في سوريا أن تأخذ خيارها.

س- أريد ان أسأل سؤال، واريد جواباً معقولاً عليه، وهو هل هناك إجراء غير قسري لمعالجة الشذوذ الذي يمثله سلاح “حزب الله” في الحياة السياسية، بالإقناع أو بالحوار أو اللجوء الى الإجراءات القسرية؟
ج- ليس عندنا خيار المواجهة المسلحة، نحن لسنا من دُعاة السلاح.
س- كان هناك سلاح في الشمال وكان هناك دعوات نواب؟
ج- هذا السلاح غير موجه الى “حزب الله” ولا مرة كان موجهاً ضد “حزب الله”، هناك كلام ولكن ليس هناك سلاح موجه.

س- اليوم هناك نائبان واحد دعا للجهاد ونائب دعا للتسلح، معين المرعبي وخالد الضاهر؟
ج- أنت تعرف ان هذا كله يستند الى أسلحة فردية موجودة عند الناس بطريقة غير منظمة وغير محترفة وغير مدربة، يعني كلام عام عن ناس معهم سلاح، ولكن نحن كجهة سياسية ولا مرة شجعنا هذا الكلام، ولا نُشجع هذا الكلام، هذا أيضاً كلام غير شعبي، ولكن نحن مُصرين على خيارنا السلمي، وعلى خيارنا الديموقراطي، وعلى خيارنا الأهلي بأننا قادرون بقوتنا السلمية وبنظام ديموقراطي الدفاع عن أنفسنا والدفاع عن حرية اللبنانيين، وغداً جمهور رفيق الحريري سيكون موجوداً، وأنا أتوجه الى كل واحد منهم انزلوا ودافعوا عن حريتكم، ودافعوا عن أنفسكم وعن دولتكم، ولا تنزلوا لتدافعوا عنا ولا عن وجهة نظرنا، أنتم أهل الدولة وأنتم المسؤولين عنها.

س- لكن هؤلاء الناس كما نعرف، وهذا الجمهور مُصاب بخيبة أمل في مكان ما من أداء قيادته السياسية؟
ج- هو دائماً أحسن من قيادته السياسية، من زمان حتى اليوم، هذا الجمهور دائماً مخلص ووفي لقضيته وليس لقيادته السياسية، لحريته وليس لقيادته السياسية، نزوله الى الساحة لم تُعد رفيق الحريري رحمه الله، ولن تُعيد وسام الحسن، ولكن ستحمي من تبقى منا، الناس سيقولون نحن معنيون، نحن أحرار سندافع عن حريتنا وندافع عن قناعاتنا وعن قضيتنا.

س- لكن أيضاً لم تحمِ، فالناس الذي نزلت في 2005 و2006 و2007 و2008 لم تحمِ؟
ج- ولكن استمرينا وهذا دليل ان القضية أكبر من قيادة وأصدق من قيادة، والجمهوري أصدق وأوفى وأخلص لقضيته من إخلاصه لقيادته أياً كانت هذه القيادجة، هؤلاء يدافعون عن أنفسهم وعن أولادهم وعن مصيرهم وعن حريتهم وعن قدرتهم على قول رأيهم، لا يدافعون عن شهيد ولن يعيدوا هذا الشهيد . ليدافعوا عن أنفسهم لا أن يدافعوا عنا وهم أثبتوا في السبع سنوات الماضية لأنهم خلاصة الوفاء والإخلاص والعصبية الحقيقية والوسطية الحقيقية والوطنية الحقيقية.

س- لأن هناك من يقول انه من نتائج اغتيال وسام الحسن، القول للرئيس سعد الحريري، قتلنا كبير الأمن الذي تثق به ويعني قادرين نوصلك؟ هذه إشارة بأن تبقى خارج لبنان؟
ج- لا أنا أعتقد ان الرئيس الحريري سيكون أكثر جدية وأكثر اندفاع وأكثر قدرة الآن على المجيء الى لبنان وممارسة دوره الوطني، وهذا حقه ولا أحد يستطيع حرمانه منه،
قد تختلف معه أو تتفق معه وتُعبّر عن وجهة نظرك بشكل ديموقراطي وسليم، ولكن في النهاية هو مسؤول عن جمهور طويل عريض وعليه أن يتصرّف من موقع هذه المسؤولية.

س- هل اغتيال وسام الحسن اغتيال يتعلق بوسام الحسن بما يُمثل وسام الحسن بالقضايا التي يتابعها وسام الحسن، أم فاتحة اغتيالات وتفجير أكبر في لبنان، وهذا الشيء الذي لمح له الأخضر الإبراهيمي عندما قال النار ستأكل الأخضر واليابس؟
ج- أنا لا أستغرب أن يكون هناك سياسة سورية تقتل كل يوم، هم ارتكبوا مجزرة في معرة النعمان، في نفس الوقت الذي ارتكبوا مجزرة الأشرفية، والمجازر جزء من سيرتهم ، من حياتهم اليومية ولكن هذا ماذا ينفع في السياسة، برأيي لا ينفع بشيء ولا يغير شيء، والأيام ستبيّن ان وسام هو وسام على صدر كل اللبنانيين بمعرفته وبعلمه وبدقته وبموضوعيته وبعقله الهادي.

س- هل انتقل البركان السوري الى لبنان؟
ج- أنا أعتقد انه لم ينتقل، ولكن بالتأكيد النظام السوري يريد نقله، لذلك نحن منذ اللحظة الأولى ومنذ أشهر أنا طرحت موضوع قوات الطوارىء الدولية على الحدود، وهذه قوات طواريء لا لحماية “14 آذار” ولا لحماية “8 آذار” بل لتحمي المواطنين، فهل المتفجرات التي أحضرها ميشال سماحة هي كانت مُخصّصة لفتل “14 آذار”، كانت مخصصة لزيارة البطريرك الى الشمال، وكل الذين كانوا يمكن أن يُقتلوا كانوا سيكونون من كل الإتجاهات، من كل الطوائف، وبالتالي كل اللبنانيين معرّضين وكل اللبنانيين يمكن أن يتعرضوا لما تفترضه من همجية سورية مُقبلة علينا.
لبنان يستطيع أن يحمي نفسه بواسطة قوات طوارىء، بواسطة التزام كل القوى اللبنانية التي تريد فعلاً أن تُثبت انها لبنانية، ولا تملك أجندات تسليم خارجي يمكن بكل بساطة أن يقرروا: استقالة هذه الحكومة وتشكيل حكومة توافق حيادية، ويُسلّم المتهمين وبعدها نجلس مع بعضنا ونناقش كل المواضيع وكيف سنعيش مع بعضنا، وإذا لم يحدث ذلك لن يكون هناك حوار ولن يكون هناك استقرار، نحن لسنا معنيين بالفوضى الأمنية ولن نقبل ممارسة القوضى الأمنية بأي مجال من المجالات.

س- البعض يقول لا تتعبوا قلوبكم نجيب ميقاتي لن يستقيل؟
ج- الأيام بيننا لماذا العجلة، نحن لا نتعب، قلنا نحن ندافع عن بلدنا وندافع عن دم الناس.

س- لكن الرئيس ميقاتي قال اليوم كلاماً يشبه كلامكم، قال اغتيال وسام الحسن جاء في سياق الكشف عن تفجيرات كان يُعد لها؟
ج- أكمل كلامه، تابع كلامه لقد استدار أكثر من 700 دورة في كلامه، أنا عرفت أين بد أ ولكن لم أعرف أين انتهى. جيد ولكن ما هو التصرّف السياسي الذي قام به مادام لم بوافقوا له في مجلس الوزراء على تحويل الجريمة الى المحكمة الدولية، فكيف تصرّف سياسياً تجاه هذا الأمر؟ هو وافق بكل بساطة على إحالة القضية للمجلس العدلي،
وكلنا نعرف ان المجلس العدلي ولا مرة وصل الى نتيجة في أي قضية حُوّلت الى المجلس العدلي. فلماذا هذا الخطاب مادام لا يستطيع حماية خياره بإحالتها الى المحكمة الدولية، لا بل عندما مرة واحدة أخطأ وقال عن موضوع الطائرة وعبّر عن توافق وطني، أجابه وزير من “حزب الله” بأن هذا يُعبّر عن رأيه الشخصي، فلو كان يحترم موقفه ويحترم موقعه كان أجاب على هذا الكلام، وقال أنا الناطق باسم الحكومة، ولكن من يريد ان يعمل تسويات صبح وظهر ومسا استناداً الى تسويات جرت سابقاً لأنه دائماً يعيدها، يكون يرتكب الخطأ الذي ارتكبه غيره .

س- هذا توصيف لشخص، الى هذه الدرجة هو أسير سياسة الفريق السياسي الآخر؟
ج- هذا خياره هو ذهب الى أسره برضاه ولم يضربه أحد على يده.

س- هو يقول ان الرئيس السنيورة جلس سنة ونصف في السرايا وامام اعتصام طويل عريض ولم يُرف له جفن؟
ج- في ذلك الوقت كان رفيق الحريري مقتول، وكان فؤاد السنيورة مع حفظ الألقاب، عميعمل محكمة دولية وعمل المحكمة الدولية، ولكن هو ماذا فعل؟ السنيورة عمل المحكمة الدولية التي حوّلت قضية اغتيال رفيق الحريري الى قضية دولية كبرى، ولكن هو ماذا فعل؟ هل استطاع تحويل قضية صديقه الشخصي الى المحكمة الدولية؟ بل حوّلها الى المجلس العدلي.

س- لكن حتى الآن لم تقل لي كيف ستسقطونه؟
ج- نحن سنسقطه بالوسائل السلمية والسياسية وباستمرار المطالبة، وشرح قضيتنا للعرب وللعالم، نحن ليس لدينا شيء آخر نفعله ولن نحمل السلاح.

س- لكن المواقف الدولية والعربية مخالفة لرغبتكم؟
ج- لذلك يجب علينا أن نشرح قضيتنا ونرى هذا المسار، هناك رغبة دولية باعتبار ان اقبلوا بهذا الإستقرار، يعني الأميركيين يقولون حتى تنتهي الإنتخابات والفرنسيبين يقولون حتى ننتهي من صالون ما بعرف شو.

س- وكذلك قطر استقبلته قبل الإغتيال؟
ج- ما عندي تفسير للتصرّف القطري سوى رغبتهم العالية بالنكايات، ولا أملك أي تفسير جدي ولا أملك أي معلومات.

س- لكن جو الرئيس ميقاتي أو أحب أن يقول ان قطر تعهّدت بفتح أبوابها؟
ج- أولاً أنا سمعت هذا الكلام ولننتظر لنرى أكان صحيحاً أم لا، غداً سيظهر ذلك، ولكن في كل الأحوال نحن جهة،

نحن لبنانيين ونُمثّل أكثر من نصف اللبنانيين، ونحن لا نوافق على وجهة النظر القطرية بهذا الموضوع، ولا على أي وجهة نظر لا دولية ولا غيرها، نحن سنشرح قضيتنا بما يتناسب مع قناعاتنا ومع قراءاتنا للبنان كيف نراه، من دون سلاح، ديموقراطي ودولة مدنية ديموقراطية سلمية يعيش فيها الناس بشكل طبيعي بدون أن يتعرضوا للإهانة أو للاغتيال، هذا حق طبيعي وإنساني، وبالتالي هم يقولون فلتقع كل ستة أشهر عملية اغتيال، ولكن استقرار، وهذا يكفي ولكن أنا لا أقبل بذلك، وأنا ناقشت هذا الأمرمع سفراء أجانب كثر في هذا الموضوع، كذلك فعل الرئيس السنيورة مع سفراء الإتحاد الأوروبي، ومن حقنا أن نعبّر عن وجهة نظرنا ولا بد أن يظهر مع الوقت من هو المحق.

س- الرئيس ميقاتي سيجلس مع أقطاب طاولة الحوار للبحث في المسائل؟
ج- نحن لا نحاور الرئيس ميقاتي ولا نجلس الى طاولته، ولا علاقة لنا بخياراته ولا بتفسيراته ولا بآرائه.

س- هناك قطع للعلاقة مع الرئيس ميقاتي؟
ج- لم تكن هناك علاقة معه لكي نقطعها.

س- لكن الرئيس السنيورة كان يلتقيه بشكل يومي؟
ج- من زمان لم يعد يلتقيه، هذه مرحلة مرّت لم تؤدِ الى نتيجة.

س- منذ متى انقطعت العلاقة بين السنيورة وميقاتي؟
ج- لا أعرف ، ولكن في كل الأحوال لا يُدافع عنه ولكن هذه مرحلة انتهت.

س- إذاً لا حوار؟
ج- حتى تحقيق ما ورد في البيان بموافقة كل القوى السياسية التي هي: استقالة الحكومة وتسليم المتهمين.

س- يعني أنتم تقاطعون الحكومة اليوم؟
ج- نعم، وانا أتحدث هنا بإسم “كتلة المستقبل” و”تيار المستقبل” أما القوى السياسية الأخرى لا أستطيع أن أعبّر نيابة عنها، عليك أن تسألها.

س- هذا ليس خيار “14 آذار”؟
ج- للحقيقة لم أسمع لا من الكتائب ولا بنسبة اقل من القوات هذا الرأي، وأنا أعبّر عن فريقنا السياسي ولا يمكن إلزام الآخرين، عليهم هم أن يختاروا، وعليّ أولاً أن أُقنع وليد بك بالعودة من المؤقت حيث قال ابتعدت عن “14 آذار” مؤقتاً.
هذه الحكومة ليست عنواناً للإستقرار، ولا نحن سننزل بقواتنا المسلحة للقتال مع أحد، نحن نريد السلام والأمان، لكن أيضاً نريد العدل والكرامة، كل التجربة السابقة لم تنتج غير المزيد من الشهداء، فلا الحوار أوقف الإغتيال ولا العلاقات الشخصية أوقفت الإساءة، ولا أوقفت النهب والسرقة ولا المرافىء ولا الأرصفة.

س- لنفترض انكم حشدتم غداً 200 أو 400 ألف في الشارع، السيد نصرالله يقول مليار أو مليارين لن يغيّر في الواقع من رأينا بشيء؟
ج- ليس لدينا مليارين لحشدهم، ولا نطلب منه تغيير موقفه من النظام السوري، فليبقى على موقفه إذا كان سياسياً، أما إذا كان موقفاً قتالياً فهذا أمر مختلف عليه، هو مواطن لبناني ومسؤول لبناني ولي الحق في الإختلاف معه والتعبير عن وجهة نظري، لكن هو ذهب أبعد من ذلك بكثير، هو ذهب لنظرية لا تركب على قوس قزح، وهي انه يستطيع إرسال شاب من الجنوب وشاب من البقاع للقتال في قرية لبنانية في الأراضي السورية.

س- لكن صديقك الرئيس بري تبنّى هذه النظرية، وقال من حق اللبنانيين المقيمين في سوريا المدافعة عن أنفسهم؟
ج- من حق اللبنانيين المقيمين في سوريا الدفاع عن أنفسهم، وأنا أسال اللبنانيين الذين قتلوا أو استشهدوا هل هم مقيمين هناك أم ضيوف ومقاتلين؟ ولكن دليل تشييعهم انهم ضيوف ومقاتلين وليسوا مقيمين هناك.

س- لياقة أنت تعتبرهم شهداء؟
ج- هم يسمونهم شهداء، وأنا لا أريد الدخول في مشارعة دينية أو بتفسير ديني، هؤلاء مقاتلين أتوا من مناطق أخرى، مما يعطي الحق أيضا لطوائف أخرى للدفاع عن نفسها، وبالنهاية إذا كانت كل طائفة ستصبح متصلة بسوريا بطائفتها بالنظام السوري وطائفته، فأعتقد ان الميزان ليس لصالح السيد نصرالله.

س- أيضاً هناك خوف ان الأمور تذهب الى مكان آخر، وهناك خوف من ان الجناح السلفي أو الجناح الجهادي يكبر بشكل أو بآخر؟
ج- هذه مثل قصة ان هنا نصف الدنيا وإذا لم يعجبك “قيّس” أكيد السلفيين موجودين.

س- هناك من يقول اننا ذاهبون الى معركة سياسية أقوى وبسقف أعلى، وهناك من يقول ذاهبون الى السلاح، مارأيك؟
ج- نحن الخيار الأكثري، نحن حتى اللحظة، حتى انتخابات أخرى متفاهمون مع الناس، ونُعبّر عن وجهة نظرهم، ونحن لن نذهب الى السلاح، ومن قال هذا الكلام ليس السلفيين للحقيقة، ولكن عبّروا عن انفعال بصدق تجاه اغتيال العميد الحسن الذي هو صديق الجميع وعزيز على الجميع وحمى الجميع.

س- كما بدأنا الحلقة مع وسام الحسن نختم، لماذا تتنهد ؟ لماذا هذا التنهد القوي؟
ج- لقد قلت لك أني فقدت رفيقاً.

س- لقد قلت لي خارج الهواء لقد انكسر ظهري؟
ج- انكسر عقلي، انكسر رفيق لعقلي، ستمر عليّ سنوات طويلة، لوسام الكثير عليّ، الكثير الكثير من المحبة والوفاء والإخلاص والإحترام لعقله السياسي، ولكننا مستمرون مستمرون، لن نغيّر ولن نبدّل من أجل وسام وقبله من أجل انطوان غانم ووليد عيدو وجبران تويني وسمير قصير وبيار الجميل وقبله من أجل الرئيس الحريري مستمرون ولن نغيّر، نحن في النهاية الذين سنربح وسننتصر، وسينتصر رفيق الحريري وسينتصر وسام بعقلهم وبتوجههم وبقرارهم الحر المستقل حيث كل الإتهامات أصغر بكثير من أن تطال واحد منهم.

س- قلائل الذين رأوك بلحظة عاطفية من هذا النوع؟
ج- أمثال وسام ليسوا كُثر أيضا قلائل، وليسوا كُثر مثل رفيق الحريري على الأقل الذين أعرفهم، منذ سبع سنوات والرئيس رفيق الحريري موجود هنا ومازال هو المقياس، هو الفاصل، هو القرار، هو الحق ، هو الباطل.

س- الآن أتذكر غسان تويني رحمه الله عندما قال في لحظة وفاة جبران يقول فلندفن الحقد والثأر؟
ج- أنا أعتقد إذا راجعت كل كلامي لا تجد فيه لا حقد ولا ثأر، بل ثأر للبنان ولسيادة لبنان ولاستقلال لبنان. حيث نحن والرئيس الحريري أولنا نحن ضمانة بأننا لن نذهب لا الى السلاح ولا الى الفوضى، ولكننا مستمرون في الدفاع عن الحق وعن الإستقلال والسيادة مهما سقط لنا شهداء، ولو بقي منا واحد من كل جمهور رفيق الحريري الذي هو أكبر بكثيرمن “المستقبل” ومن “14 آذار” وأكبر بكثير بانتشاره في كل مكان فيه لبناني في العالم.

س- بديهي ستكون غداً موجود ولن أسألك إذا كنت ستكون موجوداً بين المشيعين؟
ج- صعب كثير عليّ أن أكون موجوداً في وداعه.
س- متى تحدثت معه آخر مرة؟
ج- منذ يومين أو ثلاثة من قريب جداً.
على كل حال سيندم قتلته جداً لأنهم أيضاً قتلوا جزءً من حمايتهم وجزء من أمنهم، فلا يعتقدوا انهم يستطيعون أخذ البلد بالأمن وبالقتل وبالإغتيال، كل من حاولوا قبلهم لم يأخذوا البلد وهم لن يأخذوه.

س- استاذ نهاد شكراً على هذا اللقاء؟
ج- لقد صعّبت عليّ الموقع، وصعّبت عليّ التوقيت، والى اللقاء غداً مع كل جمهور رفيق الحريري.

========