حلقة استثنائية في ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن مع بولا يعقوبيان – العدالة آتية لا ريب فيها

مقابلات تلفزيونية 18 أكتوبر 2013 0

س- كان صديقك اللواء الشهيد وسام الحسن غداً ذكرى استشهاده الأولى أمنياً إذا راجعنا ما حصل هذه السنة إضافة الى إحصاء الدولية للمعلومات، كانت السنة من أصعب السنوات أمنيا على اللبنانيين، هل تعتقد لهذا الأمر علاقة باستشهاد اللواء وسام الحسن أو غياب اللواء الحسن؟
ج- هي أكثر نسبة تفجيرات وقعت في لبنان، ربما منذ عشرين سنة مرّت، اغتيال اللواء سام الحسن ومن اغتاله وهو معروف وليس سراً، اعتبر أنه يستطيع إدخال لبنان في مرحلة أمنية جديدة، أنه يتجرأ أكثر على قتل اللبنانيين يضع سيارات مُفخخة أكثر ويقوم بكل ما كان يترد بالقيام به قبل الإغتيال، والدليل عدد التفجيرات الكبير الذي وقع منذ سنة حتى اليوم في أكثر من مكان آخرها طرابلس والضاحية وليس أولها.

س- ذكرت أنه ليس سراً من اغتاله، ما المقصود بذلك؟
ج- رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال قالا علناً بأن اغتيال وسام الحسن هو نتيجة كشفه لمحور مملوك- سماحة، وهذا ليس سراً، وبطبيعة الحال لم يرتبك السوريون وعلى كلٍ هذا الخط الأمني دون أن نلف وندور في حلقة مفرغة، هناك خط سياسي يبدأ في طهران يمر في دمشق يصل الى لبنان والى الضاحية الجنوبية، هذا خط سياسي مُعلن، هذا التحالف هو محور سياسي وهو أيضاً محور أمني بكل بساطة وبكل وضوح، ولماذا اللف والدوران؟ ربما لا نعرف الإسم، وفي يوم من الأيام سيظهر ذلك، وأنا أكيد بأن شعبة المعلومات لن تترك هذا الموضوع، وأعتقد اني أسمح لنفسي أن أقول أني لا أملك معلومات، ولكن أنا أكيد بأن لدى الشعبة معلومات جدّية حول مسألة الإغتيال. أما توقيت إعلانه متى وبأي طريقة وبأي شكل هذا الأمر يعود إليهم، وهم لا يتحدثون عنه ولا يتداولونه حتى مع أقرب الناس إليهم، ولكن هم يعرفون تماماً من قتله وكيف قُتل وبأي طريقة. وعلى كل حال دليل كفاءاتهم العالية الجدّية واحترافهم التحقيقات التي توصل إليها سواء في طرابلس أو حتى في الرويس، الشيء غير المُعلن إنهم ساهموا بشكل جدّي أيضاً بسيارة الرويس وقبلها بئر العبد وحركتها وانطلاقها. وأعتقد إنهم يتصرفون على قاعدة أنهم يستطيعون الوصول الى نتيجة مماثلة التي وصلوا إليها في طرابلس من حيث كشف الأسماء والأشخاص والسيارات وحركتها بحرفية غير مسبوقة في لبنان، وبدون مُبالغة حتى في العالم العربي غير مسبوق.

س- واضح من الكلام الذي يُهمس حول هذه التحقيقات أننا نعيش في دولة مكشوفة ومرعوبة في نفس الوقت، واليوم كتب فارس خشان عن هذه المسألة ما حرفيته “يُقال ان التحقيق بملف اغتيال اللواء وسام الحسن توصل الى خلاصات حاسمة عن الجهة التي أقدمت على اغتياله، ولكن الإعلان عن ذلك يحتاج الى شجاعة قضائية بين هلالين قد لا تكون متوافرة في هذه المرحلة، ولذلك وحرصاً على الحقيقة تحتاج الأمورالى صبر حتى لا سير التحقيقات السياسية والخضوع والتسويات، إن صح ما يُقال” فهذا يعني ان الجهة التي تقف وراء اغتيال الحسن ليست المخابرات السورية التي يقودها اللواء المُطارد من العدالة اللبنانية علي المملوك إنما “حزب الله” مباشرة، ولو كان فعله هذا يصب في مصلحة المخابرات السورية التي أغضبها إقدام الحسن على كشف شبكة ميشال سماحة”؟
ج- رجعنا الى المحور.

س- ولكن لسنا مُتفقين على من في المحور؟
ج- لسنا مُتفقين لأن هذه عملياً تحتاج الى معلومات دقيقة، وأنا أعتقد ان كلمة حاسمة الواردة هنا ليست دقيقة، دعيني أقول ان هناك معطيات جدّية، ولكن بصراحة أنا لا أعتقد أنه تم تداولها مع أحد، بل محصورة في إطار ضيق جداً من المحققين المعنيين بمقتل رئيسهم ومؤسس جهازهم، وأنا أكيد أنهم سيصلون الى نتيجة وسيصلوا الى الأسماء والأشخاص ولكل الناس.

س- لكن من يقرأ بين التصاريح وبين السطور وبين الكلمات، وسنستمع بعد قليل لشهادتي الرئيسين سليمان والحريري، واضح أنهما يمتلكان معلومات ما قيلت لهم وكأنه فعلاً هناك خلاصات حاسمة؟
ج- بصراحة أنا لا أملك هذه المعلومات، ولكن، أنا متأكد بأن هذا الجهاز أو هذه الشعبة قادرة على أن تصل الى المعلومات الحاسمة والجدّية في الوقت المناسب وتُعلنها، وأنا لا أوافق على أنه ليس هناك من قضاء قادر، وإذا عجز القضاء هناك المحكمة الدولية التي أعلنت منذ أيام قليلة اسم المُتهم الخامس وصورته وشكله وتصرّفه ودوره في عملية اغتيال الرئيس الحريري، فالباب مفتوح.

س- لكن لم تُربط هذه القضية بالمحكمة الدولية؟
ج- أنا لم أقل إنها مُرتبطة، إنما أقول إذا عجز القضاء وأنا لا أوافق ان هناك عجز قضائي، هناك قضاة في لبنان يملكون من الشجاعة والمسؤولية واحترامهم لنفسهم ولوطنهم ولمسؤوليتهم يمكن أن يقوموا بهذه المهمة بكامل إرادتهم ورغبتهم، ولا أحد يمكن أن يفعل معهم شيء. لقد تعبنا من التهديدات، بالنتيجة كم واحد يمكن أن يقتلوا؟.

س- لكن قُتل من فرع المعلومات إثنان وسام الحسن ووسام عيد، وكاد سمير شحادة أن يستشهد؟
ج- نعم قُتل وسام الحسن ووسام عيد وحاولوا اغتيال سمير شحادة، وقُتل قبلهم الرئيس رفيق الحريري، ومع ذلك كل هذه الإغتيالات ماذا حققت؟ هل تراجع جمهور رفيق الحريري عن خياره السياسي؟ لم يحصل ذلك، وهل لا يزال جسم “14 آذار” قائم أم لا؟ طبعاً ما يزال قائم.

س- لكنه تعبان؟
ج- طبعاً تعبان، أكيد أكيد، ولكن ما زال قائماً ونحن نتحدث بعد كل هذه الإغتيالات، هذا الجمهور لم يُغيّر خياره السياسي ولا يزال مستمراً برأيه وباندفاعه، وفي كل مناسبة يظهر أكثر وأكثر ان الناس صافية وصادقة ومُخلصة، وإنها مستعدة للذهاب معنا الى الآخر. لا يمكن إلغاء الناس، كم واحد سيقتلون ومن سيقتلون، ولكن ماذا بعد؟ يظهر ان الأمور مستمرة، شعبة المعلومات مستمرة، عملها يظهر أكثر وأكثر.

س- في موضوع عمل شعبة المعلومات البعض يرى بالعكس ان هناك تغيير ما بالتكتيك وبالتعاطي، من قبل كانت تعمل بتوجُّس كبير، مثلاً في موضوع سماحة كان هناك تسجيل دقيق صورة وصوت إثبات دامغ خوفاً من أن حاول أحدهم التبرئة بطريقة من الطرق بكّلوها قبل إعلانها، ولكن في مسألة اغتيال قائد الشعبة وبانيها، هذا الرجل أيضاً في هذه الحالة كأن هناك خوف وتوجس من إعلان أي شيء، لأن الشعبة تعرف أنها مُستهدفة؟
ج- أنا لا أوافق، أنا أعتقد إنه لا يجد لا توجّس ولا خوف، هناك احتراف يجعلهم يتمهلون الى حين الإمساك بكل المعلومات بالصوت وبالصورة وبالإسم وبالحركة وبالفعل وبنوع السيارات ولون السيارات وعدده المُستعمل في العملية، حينها يصلون الى النتيجة التي يمكن وضعها أمام الرأي العام وأمام القضاة الشجعان ويؤخذ القرار المناسب في حينه.

س- هل هناك رأي عام غير مصطف مُسبقاً ومُقرر مُسبقاً؟
ج- نعم يوجد رأي عام في لبنان، والدليل أننا نجلس هنا ولو لم يكن هناك رأي عام في لبنان ما كان عندك برنامج وما كنت أنا ضيفك الآن لا يزال هذا الرأي العام قادر على التأثير، وأعود لأقول ان هناك شعبة قامت على الولاء للدولة وليس للأفراد.
كيف اغتيل وسام الحسن لنرجع الى البدايات، منذ متى مستمرة الحملة على شعبة المعلومات، وما هي المقالات التي كُتبت عنها، والإتهامات التي وُضعت فيها، والهجوم الشخصي على اللواء الحسن والذي استمر لأشهر وأشهر بالصحف؟ كل هذا رأيناه من قبل وليست المرة الأولى. قبل اغتيال الرئيس الحريري كان إعلام ما يُسمى الآن “8 آذار” يقوم بنفس الدور الذي قام به قبل سنة من اغتيال وسام الحسن، تشويه صورته وضربها واتهامه ونكران الأعمال التي قام بها، لو كان هناك عدل واحد بالمئة لكان جهاز كشف 36 شبكة تجسس لإسرائيل منها ثلاث داخل “حزب الله” لكانت صوره عند استشهاده يجب أن تُنشر من البقاع الى آخر الجنوب لأنك إذا فعلاً تحمل عنوان فلسطين كما تدّعي وتقول، فماذا تريد أكثر من جهاز لبناني لأول مرة في تاريخ لبنان يكشف 36 شبكة تجسس؟ ناس لهم علاقة بالحزب وناس لهم علاقة بسوريا ليس فقط بالحزب، ومع ذلك أنا أقول هذه المسيرة مستمرة رغم كل الضربات التي تطالها، أهم شيء باغتيال اللواء الحسن هو الإنكشاف الأمني، وهذا صحيح ولكن ليس هناك إنكشافاً شعبياً، خيار الناس ما زال هو خيار الدولة الذي كان يُعبّر عنه وسام الحسن، ووسام الحسن لم يكن يُعبّر “14 آذار” ولا عن آل الحريري، كان هذا إبن الدولة المعنية بأمن كل اللبنانيين، ولا مرة تصرّف على أنه مُتخلّي عن دوره أو دور جهازه تجاه أي لبناني من المعارضة من غلاة “حزب الله” من غلاة المتحالفين مع سوريا، لم يترك أحد إلا وعمل بضمير وبمسؤولية تجاهه.
اللبناني إذا انفرد بنفسه خمس دقائق يعرف حجم الجريمة التي ارتكبها بحق نفسه قبل ارتكابها بحق آخر، وإلا كيف يمكن لك أن تُشرك الجهاز نفسه بتحقيق سيارة الرويس؟.

س- هل فعلاً أشركوه أم هو أشرك نفسه؟
ج- هم أشركوه بطلب منهم، وتبيّن أنه قادر ويُتابع وجدّي ويعرف الأمور بالإسم وبالحرف وبالشخص وبحركة السيارة وبمن حتى داخل سوريا قام بالعملية.

بعد شهادة الرئيس ميشال سليمان باللواء وسام الحسن

س- استمعنا الى فخامة الرئيس ما هو تعليقك؟
ج- لقد أجاب على سؤالك عندما قال كل الذين إغتيلوا يربطهم مشروع الدولة، وكل الذين أغتالوا يربطهم مشروع ضرب الدولة، إذا كل المُغتالين الذين يربطهم مشروع الدولة موجدودين في كل مواطن لبناني من جمهور رفيق الحريري وجمهور “14 آذار”. لأن هؤلاء مشروعهم وحيد وواحد هو الدولة ومهما تبيّن ان هذا المشروع ضعيف ومهما تلقى من ضربات وليس آخرها اغتيال اللواء وسام الحسن، وتفجيرات طرابلس وتفجيرات الضاحية هي أيضاً جزء من مشروع ضرب الدولة ومعروف أيضاً من قام بهذا العمل.
كل هؤلاء الناس يؤكدون ما أقوله الآن، فخامة الرئيس بهذا الكلام الذي قاله تحدث عن كل اللبنانيين المعنيين بمشروع الدولة، ولو بدا هذا الأمر للحظات أو لأيام أو لأشهر بأنه ضعيف، ولكن هذا هو المشروع الوحيد الذي يستطيع الإنتصار في النهاية، ولا يمكن للقتل أن ينتصر الذي لم ينتصر في حياته، والجريمة لم تنتصر في حياتها ولا الغدر الذي ربما يكسرك أو يُتعبك ويوقفك ويؤخرك، ولكن الشيء الوحيد الأكيد والدائم أنه لن ينتصر.

س- ولكن الى متى؟
ج- أنا قلت ولو تأخر لأننا نعيش في منطقة كلها زلازل، ومع ذلك قبل أن تسألي حتى السؤال هو كيف ما زال هؤلاء الناس مع مشروع الدولة رغم كل الضرب ورغم كل القتل ورغم كل الإغتيالات، وكيف شخص بمستوى مسؤولية رئيس الجمهورية يقف ويتحدث إليكِ ويقول ان هذا المشروع هو الذي يَغتال رجاله، لكن المشروع مستمر ورجاله موجودين.

س- ولكن وجّهوا الى هذا الرئيس صواريخ، يعني أن الرئيس مُهدّد ويُقال إنهم يعدّون له الأيام متى سيغادر قصر بعبدا، يعني هناك قضم مُنظّم لمشروع وفكرة الدولة، وبعد ستة أشهر ماذا ستفعلون؟ أنتم مكشوفون كلياً.
ج- ليس هذا هو السؤال، بل السؤال هل بدّل الرئيس بعد الصواريخ قناعاته؟ وهل بدّل رأيه العلني بغض النظر عن قناعته في مكتبه أو في بيته؟ هل غيّر رأيه العلني؟ بل استمر صامداً ومتمسكاً بموقفه ومُتماسك واستمر بقول رأيه علناً. هذا أمر بالمقاومة السياسية، نحن لسنا مجموعة مسلحة ولا سنصل الى اليوم الذي نستعمل فيه السلاح، ولكن نحن كمجموعة سياسية نؤمن بالدولة التي تحدث عنها رئيس الجمهورية لا يمكن إلا أن ينتصر هذا المشروع، إنما الوقت هو الذي يجعلكِ تطرحين السؤال الى متى؟.

س- ليس هذا فقط، ولكن هم كل يوم يقولون له لن تبقى ولا ساعة بعد انتهاء ولايتك، بمعنى حتى الفراغ نفضّله على وجودك، فريق بكامله يقول هذا يومياً؟
ج- هو لن يرحل بعد كم شهر، وهذه وجهة نظرهم، ولكن ليس كل ما يقولونه قضاء وقدر، هم قتلوا رفيق الحريري- مع حفظ الألقاب- باعتبار أنه تنتهي الدولة ولم تنتهِ. وقتلوا جبران التويني وسمير قصير وقتلوا وقتلوا وقتلوا بيار الجميل وانطوان غانم.

س- ولكن الدولة انتهت اليوم لا أحد يشعر بأنه يعيش في دولة مكشوفين أمنياً وسياسياً؟

ج- أنا لا أقول لسنا مكشوفين، إنما أقول هؤلاء الناس الذين آمنوا بجبران وبالرئيس الحريري وبسمير قصير وبيار الجميل وانطوان غانم ووليد عيدو، كل من استشهد هؤلاء الناس ما زالوا موجودين ولا يمكن لأحد أن يلغيهم ولا أحد يستطيع قتل كل الناس، ربما يضعفون بعض الناس وفرض رأيهم بفترة من الفترات، ولكن لا يمكن أن يستمروا للأبد بظلم الناس، فلا ظلم يمكن أن ينتصر، الناس لم تستسلم، أنا وأنتِ لا سمح الله ربما نستسلم لأننا نشعر بأننا تعبانين في تفاصيل من حياتنا، ولكن الناس بعمومها أعود وأقول في “14 آذار” وفي جمهور رفيق الحريري لا زالت مؤمنة بالدولة، قد يكون صوتها أخف نعم تجلس في منزلها أكثر من الأول، نعم لا أنكر الضعف الإنساني أو التعب، ولكن لم يغيّروا قناعاتهم ولم يذهبوا الى قناعة أخرى ولم يستسلموا، على كل حال، ما حصل في شعبة المعلومات بعد اغتيال اللواء الحسن أكبر دليل بعد أن كانت الفكرة ان شعبة العلومات لن تبقى موجودة ولن تعمل ولا تصل الى أي إنجاز، فأتى ضابط سمّاه اللواء ريفي واللواء الحسن اسمه عماد عثمان استطاع خلال سنة من تحقيق عدّة أمور، وكأن الجهاز ما زال على رأسه وسام الحسن ويعمل 24 ساعة بمسؤوليته عن كل اللبنانيين، ويكشف أمور لم يكن بالإمكان كشفها لا من قبل أي جهاز آخر ولا بالوقت السريع الذي انكشفت فيه، وهنا أقصد سيارتي طرابلس، وسيارة بئر العبد والرويس هناك معلومات جدّية تحدث عنها اللواء ريفي في مقابلة منذ أيام لن أكررها، هناك معلومات جدّية استطاعوا الوصول اليها بكل المواضيع وبموضوع اغتيال اللواء الحسن سيصلوا الى معلومات جدّية وحاسمة يقررون توقيت إعلانها، وسيجدون قضاء شجاع يدعمهم. هذه الفكرة يجب أن تبقى حية، ويجب أن تستمر بتصديق ذلك وسنستمر لو بقي واحد منا مؤمن بما أقوله الآن معكِ، يبقى المشروع الآخر فاشل ومشروع إلغاء الدولة فاشل.
عنوان الدولة هو العنوان العميق للإنسان، لحياة الإنسان الذي يعيش في شريعة غاب ولو بدا لفترة ان جماعته أقوياء، فيستقوي على الآخرين أو عنده إحساس بالظلم فيشتكي على الآخرين مثل كل مشاكل الطوائف اللبنانية. ولكن ما من مكان تجتمع فيه المصلحة الإنسانية للشخص سوى الدولة، وثبُّت ذلك بالأيام، ونحن نتحدث الآن بعد ثامن سنة وليس ثامن شهر ولا ثامن أسبوع بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ما زالت الناس تقف عند خيارها الأساسي، قد تكون أقل اندفاعاً وأقل علانية نعم، ولكن ما زال خيارها السياسي هو الدفاع عن فكرها وعن حريتها وعن استقلالها.

س- البعض يرى ان الأمل كان ان مشهد “14 آذار” يستمر كشعب لبناني موحّد حول مصلحته الوطنية، حول تحصين ساحته وهذا هو أضعف الإيمان وليس انقسام كامل في البلد واعتبار ذلك إنجاز؟
ج- هذه الصورة المثالية وليس أضعف الإيمان، هذا أمر مثالي، ولكن كيف يمكن أن تكون هذه الصورة موجودة بوجود مشروع إيراني يبدأ في طهران ولا ينتهِ في لبنان، يحفر ويحفر في أساسات الدولة وأساسات سياستها وتعليمها وطبابتها وبأساسات شبابها، كيف يمكن أن تستمر هذه الصورة، لا يمكن أن تستمر، هناك أمر كبير نواجهه اليوم، لذلك أكرر لو بقي واحد منا مؤمن بمشروع الدولة هو الذي سينتصر لأن الآخر لا يملك غير الإعتداء، لا يملك المشروع، هو يملك تحالف مريض قائم على قتل الناس، قتل الناس في سوريا والعراق وفي لبنان وفي كل لبنان، وهذا المشروع لا يمكن أن يكون جزءً من المستقبل، هذا المشروع يستطيع الإعتداء.

س- وماذا عن مقاومة إسرائيل؟
ج- إسرائيل صارت من الماضي بالقرار 1701 عوض بسلامتك، عكلٍ كنا نعتمد على الكيماوي الآن رأينا بمقاومة إسرائيل أين أصبح الكيماوي.
بكل بساطة أنتِ تقاومين مشروع عنوانه الوحيد هو القتل، جيد أنه ما زال هناك ناس وما زالت شعبة المعلومات موجودة، وما زال هناك جمهور ورأي عام وإعلام، وهذا الإستديو موجود، وكل شيء نستطيع التعبير بواسطته عن وجهة نظرنا، ونقاوم نحن مشروع المقاومة الحقيقية، لأن المقاومة الحقيقية هي لنصرة الدولة وليس لنصرة القتل والغدر والسيارات المُفخخة.
هل سمعت أحداً من المشروع المقاومة المُمانع قال كلمة واحدة عما حصل في طرابلس؟.

س- كان هناك إدانات؟
ج- أين هذه الإدانات؟ أعطني نصاً أو كلمة واحدة عن 51 قتيل و500 جريح فيها إدانة للذي قام بالعمل الذي صار مُعلن.
س- لكن ليس هنا ثقة بما أُعلن؟
ج- لكن القاضي الذي أصدر مذكرة توقيف وليس الضباط.

س- ولكن لم يصدر الحكم بعد؟
ج- الحكم ربما يستغرق ثلاث سنوات، كل هذا الدم في الأرض وتقولي ننتظر الحكم، هناك اعترافات بالصوت وبالصورة وبلون السيارة وأي ساعة وأين نام وعن أي طريق ذهب وعاد، كل هذا ألا يستوجب إدانة؟.
س- ما زال هناك تشكيك وأزمة ثقة بهدا الحجم؟
ج- هذا ليس تشكيكاً بل حماية وتبرير للقتل في سوريا ولبنان.

بعد شهادة الرئيس سعد الحريري باللواء الحسن

س- أسألك حيث انتهى الرئيس سعد الحريري، هذه العودة الى لبنان البعض يعتبر أنكم تربطون بين اغتيال اللواء الحسن وكشف مخطط سماحة- مملوك، ولكن البعض يرى فيها رسالة بالسياسة لسعد الحريري شخصياً بأنه ممنوع العودة الى البلد، وكان هناك مشروع عودة قريب جداً؟
ج- لقد سمعت ماذا قال، أنا لا أعتقد ان هذه رسائل إذا أثّرت بشكل مؤقت لن تؤثر بشكل دائم.

س- لكن أياً كان مهما علا شأنه الإغتيال يطاله حتى يعود؟
ج- رغم كل الدم، ورغم كل الإغتيالات ورغم كل الإعتداءات، هل هؤلاء الناس الإستقلاليين الذين يدافعوا عن لبنان وعن استقلاله وعن سيادته وعن دولته، غيّروا خيارهم أم ما زالوا على قناعتهم وإيمانهم.

س- ولكن ممنوع أن يستمروا بالسياسة، ممنوع يتواجدوا في البلد؟
ج- أنا كنت أتفرج على الصور العائدة للواء وسام ان هذا ضابط يمكن أن يمضي حياته كما الكثير من الضباط بشكل عادي، لا أحد يشعر فيه ولا يفعل شيء ويترقّى بشكل عادي ويعيش بشكل عادي وأن يبقى الى جانب عائلته – حفظها الله- ولا يفعل أي شيء، فلماذا شخص مثل وسام الحسن قام بكل ما قام به؟ هل لأنه يريد الإنتحار أم لأن هذه قناعته وهذا إيمانه وهذا بلده وهذه دولته وهذا شعبه؟.

س- أليس لأنه أيضاً توجد حاضنة سياسية تتمثل بـ”تيار المستقبل” عندها مشروع ما؟
ج- أنا لا أقول ماذا سُنح له ليفعل، كان يمكن أن يُسنح هذا الشيء أقل او أكثر أيضاً لغيره، فماذا هو فعل؟ أولاً لأنه صاحب كفاءة، وثانياً لأنه صاحب قناعة، وثالثاً لأنه صاحب وطنية، ورابعاً لأنه مؤمن بالدولة. يوجد ناس كُثر في قوى الأمن والجيش وفي الأمن العام وأمن الدولة ومواطنين يجلسون في منازلهم لا نعرف عنهم ولا نراهم، ولكن هذه قناعتهم.

س- ننتقل الى الربط بين اغتيال الرئيس الحريري واغتيال اللواء الحسن، هل هذا الرابط قبل انتهاء التحقيقات والكشف عنها؟
ج- طبيعة العمل يعني الخبراء يقولون بأن طبيعة العمل مماثلة بحركتها وباتصالاتها وبسياراتها.

س- لكن الرئيس الحريري يقول الآن مستقويين، يعني معروفين ومكشوفين، يعني كأننا نقول أنه نفس الفريق الذي اغتال الرئيس الحريري المستقوي اليوم، والذي لا يُسلّم الأشخاص المُتهمين هو من اغتال اللواء الحسن؟
ج- بالسياسة أعود وأقول هذا المحور هو المعني، وهو القادر، وهو الذي لا يقوم إلا بالقتل، وهو المحور الإيراني- السوري مع “حزب الله” في لبنان من قام بالعملية، وما اسمه كم عمره وما هي السيارة التي استعملها، هذه معلومات سيأتي وقتها وتصل الى القضاء.
ما أحاول توضيحه إنهم ليسوا مرتبكين بتحالفاتهم القائمة على القتل، لقد اعتقل ميشال سماحة واعترف وصدرت مذكرة توقيف ووضع في السجن، هل سمعنا إدانة واحدة لمن وراء ميشال سماحة ولو إدانة واحدة، ما دام وراءه المسؤول الأول في الأمن السوري علي المملوك، هل سمعنا إدانة واحدة بإسم ميشال سماحة من كل قيادات “حزب الله” وفريقهم ومجموعتهم، هل سمعنا إدانة واحدة لمن هو وراء متفجرات طرابلس، هذا تحالف مع القتل، هذا ليس تحالفاً سياسياً ولا تحالف اجتماعي ولا تحالف فكري، هذا تحالف عنوانه الوحيد هو القتل.

س- المسؤول السياسي عن هؤلاء الأشخاص رفعت عيد قال: إذا كانوا فعلاً من ارتكبوا هذا الجرم في طرابلس يتبرأ منهم، أما إذا كانت فبركة فيجب حل فرع المعلومات؟
ج- أولاً يتبرأ من مَن؟ والآن لم تعد فبركة، فماذا فعل؟ هذا كلام سخيف لا طعم له أصلاً هو زعيم شارع.

س- لماذا لم تًنشر الصور كما حصل في ملف سماحة حيث وثّق الشهيد الحسن ملفاً متكاملاً بالصوت والصورة، لماذا لم تُنشر صور مرتكبي متفجرتي طرابلس؟
ج- بالتأكيد موجودين وستنشر في يوم من الأيام، فلماذا الإستعجال؟ طولي بالك لا مشكلة في نتشرها، ولكن لا أملك الجواب ولا أشك ولا لحظة بأن الملف مُماثل ومُبكّل وخالص.
هذا الموضوع رغم الجرح الكبير، السؤال ليس هنا، السؤال الى متى سنبقى حتى كمجموعات سياسية، أن تكون مجموعة سياسية مثل “قوة 8 آذار” لا تزال تُفاخر وتنتصر وتُعلن وتُبالغ بإعلانها انها صادقة بتحالفاتها مع آلة القتل في سوريا ولبنان، هذا سؤال يجب طرحه ويجب إيجاد الإجابة عليه، فلا يمكن لأحد أن يقول لي ان “حزب الله” جهة سياسية لبنانية يجب الجلوس معه والعمل معه والحكم معه، وفي نفس الوقت هو يُصر على تحالفه وعلى تغطية كل حوادث القتل المُعلنة مسؤولية الخابرات السورية عنها.

بعد شهادة اللواء عباس ابراهيم باللواء الحسن
س- سمعنا شهادة اللواء ابراهيم، هو قال “ان وسام الحسن أصبح معطى إقليمي ودولي، ربما دفع ثمن هذا الحجم، ماذا يعني هذا الكلام؟
ج- يذكّرنا بأيام مضت، اللواء عباس صديق وعزيز وقديم منذ الأيام التي ذكرها ما من شك ان اللواء الحسن لعب دوراً في المسألة الإقليمية باعتبار انه أصبح مُعتمداً من قبل كل رؤساء الأجهزة الأمنية في المنطقة، ولكن هذا المعطى كان لخدمة لبنان، وأنا لا أعتقد انه كان السبب الرئيسي لاغتياله.

س- البعض يقول انه دفع ثمن الثورة السورية ودعمها؟
ج- ما هو حجم هذا الدعم؟ ما هي الإمكانات والقدرات ومهما بلغت الى أين ستصل؟ نحن نتحدث عن جهاز لبناني وفق قيود وأوراق، فما حجم هذا الدعم؟ لذا لا نُبالغ في هذا الأمر.
ما أريد أن اقوله إنه لا أحد منا مُرتبك بدعم خيار الشعب السوري في حقه بالحرية والقدرة على التعبير، وبالحياة الكريمة وبدون قتل وبدون ظلم وبدون قهر، هذه مسألة لم يعد أحد مُرتبك بسببها ولا تستأهل أن نتراجع عنها أو التفكير بأنها صح أو خطأ، هي الصح وهي المستقبل لأنه لا أحد يستطيع أن ينتصر على إرادة الشعوب، هذا الكلام يبدو للحظة أنه جزء من كتاب أوجزء من مقال، ولكن بالحقيقة ما هو حجم دعمه للثورة السورية، بالتأكيد هو كان داعماً للثورة السورية. ولكن هل بمعنى إنه يستطيع نصرتها أو تغيير موازين القوى؟ هذه مبالغات.

س- حضرتك تضعه غداً بالعين التي تقاوم المخرز؟
ج- أنا أعتقد أنه العين التي قاومت المخرز، بمعنى قتاله ومقاومته من أجل الدولة اللبنانية لم يسبق لجهاز أمني لبناني ولا سياسي لبناني انه اتهم المسؤول الأول بالأمن السوري عن قتل لبنانيين، هذه عملية لم تحصل منذ العام 1943 لا بالسر ولا بالعلن، إنما هو تجرأ علناً وتجرأ بعده العقيد عثمان والضباط الذين معه بالقيام بكشف الدور السوري في قتل اللبنانيين وتفجير لبنان.

س- اعتماداً على اعتراف الوزير سماحة؟
ج- بناءً على اعتراف كل المشاركين بهذا الموضوع الأول والثاني سواء في طرابلس أو بما كان ينوي القيام به ميشال سماحة مع المخبر الذي أبلغ عنه المُسمّى ميلاد كفوري.
لم نعد نبحث عن حقائق، نحن ليس لنا خيار غير حرية سوريا، لأن هذا النظام لم يُقدّم لنا شيئاً منذ 30 سنة سوى القتل والدمار والتفجير، على الناس ان توقظ ذاكرتها، كفى الضياع باليوميات، هناك شيء أمامنا واضح ومُعلن، فلماذا نلف وندور حوله إذا كان صحيحاً أم لا”.

بعد كلام مجد الإبن الأصغر للواء الحسن

الأستاذ المشنوق- كل الكلام يصغر أمام كلام مجد بغض النظر عن كل الأمور، شاب بهذا العمر يفقد والده، وعنده ثقة بأن والده كان شجاعاً، وكان يُقاتل ويقاوم من اجل الدولة اللبنانية.

س- ولم يكن يستطيع أن يعيش بجانب عائلته هنا؟
ج- هو حفاظاً عليهم لأنه لم يكن يستطيع التنقل ولا الذهاب لزيارتهم لو كانوا موجودين في لبنان.

س- كما كان عندهم خوف من استخدامهم بأي طريقة من الطرق؟
ج- طبعاً للضغط عليه أو للتأثير عليه بشكل أو بآخر.

س- ذكر مجد ان اللواء الحسن كان يلعب “ريسك” كما كان يفعل في عمله حيث كان يُحاكي المخاطر؟
ج- صحيح لأول مرة أعرف هذه المعلومة، ولكن نحن عشنا مع بعضنا سنوات طويلة حوالى عشرين سنة، كنا على اتصال دائم، ولكن بكل الأحوال لن يذهب دم وسام هدراً، وهذا كلام ليس للشعر ولن يذهب دم أي شهيد من الشهداء هدراً، هذا شعب لبنان ما زال موجوداً وعلى قناعته وعلى رأيه وعلى قدرته على الدفاع مهما بدا للحظات أنه ضعيف أو خائف أو مُتراجع يعود ويقف ويصمد ويرى الحقائق كما هي، لأن الحقيقة الأخرى بشعة جداً، الحقيقة الأخرى الي نراها في سوريا ولبنان هي حقيقة القتل فقط، لا أحد يملك مشروعاً يقدمه كلهم يقتلونك أو يهدّدونك بالقتل ويريدون منك الموافقة على التخلي عن مشروع الدولة، هذا الأمر لن يحدث والأيام ستُبرهن بأن لبنان بصيغته وبفكرته وبشعبه أقوى من كل هذا القتل، وأقوى من كل أنظمة القتل وأقوى من كل أجهزة القتل.

س- اليوم بعد سنة على دفنه هل تعتقد بوجود أسرار وخفايا دُفنت معه؟
ج- هو تعاطى بالأساس بعنوان رئيسي بالأمن السياسي، ليس فقط الأمن بالمعنى الجنائي، وهو اتخذا خياراً سياسياً بالمعنى العريض، دفاعاً عن لبنان بكل لبنانييه بمعارضيه وحتى بالمجموعات القريبة من السوريين كانت علاقته بهم طبيعية، وكان يحميهم إذا كان من شيء أمني سيتعرضون له، يعني هو كان بهذا المعنى عين لبنانية وليس عيناً تتعلق بـ”14 آذار” أو “تيار المستقبل” أنا أتصوّر انه يجب أن تكون دُفنت معه أسرار لا أحد يعرفها خاصة أنه نوع من الناس الذين لا يكتبون .

س- لقد كان كتوماً؟
ج- هو بطبيعته كتوم، ولكن كان مع أصدقائه مرتاحاً واعتاد على الإعلاميين وعلى العلاقة والحديث معهم ويريحهم ويعرف ان المعلومات تهمهم وتخدم وجهة نظرهم، لكن هناك أمران يجب أن يكون الأساس للذكرى السنوية للواء الحسن:
الأمر الاول: ان هذه الذكرى يجب أن تكون حافزاً أو دافعاً لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة المُكلّف بتشكيل حكومة، لأننا لا نريد الفراغ ولا نحتمل الفراغ، ولم يُقتل وسام الحسن لكي ينجحوا بالفراغ، ولم يُقتل كل الشهداء لأجل أن ينجحوا بالفراغ، هذه مسؤوليتهم وهذه مع الفرص التي أضاعوها لا شيء يمنع من أن يستردوا المباردة وأن يتصرفوا بمسؤولية وطنية والمغامرة للوصول الى هذا الأمر.

س- ربما يفعلون كما تفعل شعبة المعلومات بتمرير هذه المرحلة الصعبة لكي لا يدخلوا لبنان في مجهول أكبر؟
ج- لا أعرف ما إذا كان بالمعنى السياسي إننا ذاهبون الى مرحلة أسهل، أعتقد بأننا ذاهبون الى مرحلة أصعب خاصة بالحديث عن المعارك المرتقبة شمالاً ويميناً.
الأمر الثاني أعود اليها: الإستمرار بالشراكة مع القاتل السوري لن تؤدي إلا الى خراب لبنان، ليس هناك من أحد يستطيع أن ينتصر على الشعب ولا أحد يستطيع أن ينتصر تحديداً على الشعب السوري.

س- هذه وصية للشهيد الحسن، كنتم تتحدثون بمواضيع كثيرة ماذا كان يقول؟
ج- كنا نتحدث عن مواضيع كثيرة وهو يعلم تماماً حجم هذا الحديث وكل الحديث عن هذه المعارك التي يحضرون لها ونقرأ عنها سواء في القلمون أو المناطق الحدودية والإنتصارات المنتظرة، هذه ليست انتصارات، أقول فقط لجمهور قيادة “حزب الله” وأسأل أين التحقيق باغتيال عماد مغنية، لماذا لا يُنشر ولماذا لا يقولون تماماً ما حصل ومن قتله وكيف، وما كانت الوسيلة؟ أم ان السياسة والتحالفات والجنون المذهبي يجعلهم ينسون عنواناً من هذه العناوين؟.
عندما اغتيل عماد مغنية في دمشق هم يعرفون تماماً ان هذه قصة يجب أن يتعاطوا معها بجدية أكثر بدل من الذهاب الى معارك مجنونة، لأن من قتل وسام الحسن سيظهر، ومن قتل رفيق الحريري سيُحاكم، وكل الذين قتلوا سيحاكمون عاجلاً آم آجلاً.

س- لكن عندنا شهداء قُتلوا منذ عشرين وثلاثين وخمسن سنة ولم يُعاقب أحد؟
ج- بظروف مختلفة وأوضاع دولية مختلفة، وبوضع لبناني مختلف، الآن هناك محكمة مسؤولة عن كل ملف وسيكون هناك قضاة لبنانيين شجعان ومسؤولين، كما تصرّفوا بقضية ميشال سماحة التي لم نكن نحلم بأن قاضي لبناني يتجرأ على توقيف وزير سوري سابق اسمه ميشال سماحة كان يريد تفجير الشمال والبلد.

س- ألا تعتقد ان اغتيال ضابط مثل وسام الحسن هو رسالة لكل الضباط والأجهزة الأمنية بوجود خطوط حمراء لا يمكنكم الإقتراب منها؟
ج- هل وصلت الرسالة أم لم تصل؟ برأيي لم تصل والدليل التصرّف الذي حصل في أحداث طرابلس وبتفجيرات طرابلس وبتفجيرات الضاحية، تؤكد ان هذه الرسالة لم تصل ولن تصل ولم يعد باستطاعتها الوصول مهما قتلوا ومن قتلوا لا يمكنهم قتل كل الناس.

س- وزير خارجية قطر أعلن الآن ان الوساطة القطرية أفضت الى إطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين في أعزاز؟
ج- الحمدلله على سلامتهم، هذه فرحة لكل اللبنانيين، هؤلاء أهلنا وإخواننا الحمدلله ان الجهد الذي قام به اللواء ابراهيم وكل اللبنانيين المعنيين بهذا الملف وصل الى خاتمة سعيدة وإن شاء الله يكونون بيننا جميعاً.
وأختم بكلمة واحدة إن شاء الله تكون خاتمة الخطف ويكون عنوان لكل اللبنانيين بالخروج من الأسر والإنطلاق نحو الحرية، وغداً في مهرجان الذكرى السنوية لوسام إن شاء الله يكونوا جميعهم هناك بكل شجاعة وبكل احترام وبكل صدق وبكل إخلاص، لأنهم فعلاً يُعبّرون عن رأي كل حر لبناني وعلى كل أرض لبنانية حرة.
أهمية الذكرى انها تُذكّرنا بمسؤوليتنا تجاه لبنان وتجاه استقلاله وتجاه حريته، وتُذّكر ان آلة القتل هذه وهذه تحالفات القتل لن تنتصر لن تنتصر لن تنتصر.

س- وردنا من العميد هاشم الأيوبي قصيدة شعر بمناسبة ذكرى وسام الحسن أتلوها عليكم؟
ج- خال الشهيد وسام كتب أيضاً مُعلّقة طويلة إن شاء الله تأتي الأيام تُطبع وتُنشر، وسام عزيز على لبنان وعزيز بشكل شخصي عليّ، الكثيرين أحبوه ويعرفوه وعاشوا معه ومن لم يعرفوه أحبوه وأحبوا ما عرفوه عنه من غيرة على الإستقلال وعلى الحرية.

أكرر الدولة ولبنان سينتصران، آلة القتل تستطيع فقط القتل ولا تستطيع أن تربح ومهما قتلت سيبقى لبنانيون مستمرون صادقون مخلصون مندفعون بالدفاع عن استقلال وسيادة البلد وحرية شعبه.
أنا أعرف ان الكلام الذي أقوله هو الذي يُرضي وسام وكان هو يُعبّر ويعمل له كل الوقت.
======