حفل تكريم السفير اللواء الركن أحمد الحاج: الدولة قائدة قوى الأمن وليس لغيرها أن يقول ذلك

كلمات 07 أكتوبر 2016 0

unnamed

“القيادة هي الفن في أن تجعل من هدفك الشخصي مثالاً للآخرين”، هذا القول المأثور للماريشال الفرنسي فوش ، افتتح به اللواء الركن احمد الحاج دائماً درسه الاول كأستاذ مادة “فن القيادة” في المدرسة الحربية، نجح “القائد” الحاج في تجسيده فعلاً وممارسة في مختلف مراحل وحقبات مسيرته من المدرسة الحربية في الجيش مروراً بقوات الامن العربية وصولا الى قوى الامن الداخلي.

لم يبرع اللواء الركن الحاج فقط في تأدية مختلف المهمات والأدوار العسكرية والأمنية والديبلوماسية التي أوكلت اليه، بل تعرفون ونعرف أنّ يكون “قدوة في التفاني وفي شعوره السامي بالواجب” كما جاء في شهادة “معلم” المدرسة الشهابية الأوّل الرئيس اللواء الراحل فؤاد شهاب.


كان في خدمته جندياً قبل كلّ شيء وبقي جندياُ في كلّ شيء، متمسكا خلال كل المحطات المفصلية من حياته المهنية بالدولة
وبالمبادىء الاخلاقية والانسانية والوطنية وما فيها من انضباط وتجرد ومناقبية ونزاهة الى حد الزهد. ظهر ذلك جلياً حين طلب اعفاءه من مهام قيادة قوات الامن العربية وذلك لسببين: الأول معارضته تعدي سلطة الوصاية السورية في حينه على حرية الرأي والتعبير ومداهمة مقار الصحف والسبب الثاني احتجاجاً على تجاهل هذه السلطة له ولموقعه، ولمواقع كثيرين آخرين في تلك الفترة.

unnamed-7

اذا كان صحيحا، وهو صحيح، أنّ كل هذه المزايا تجلت في ممارسة اللواء الحاج مهماته في المؤسسة العسكرية، فلماذا بقيت قيادته لقوى الامن الداخلي كأنها الحقيقة الدائمة في شخصيته؟

اللواء الركن الحاج لم يكن اول مدير عام لقوى الامن الداخلي ولا آخرهم، جاء قبله وبعده عسكريون ومدنيون وامنيون عديدون الا ان قلة من أمثاله تركت اثراً واضحاً ومميزاً من بينهم اللواء ابراهيم بصبوص هذا الناسك القوي بتماسكه والعامل بجهد وبصمت على مدار الساعة وفي اصعب الظروف وأدقها، مع احترامي الأكيد والدائم للآخرين ممن تعاقبوا على هذا الموقع.

unnamed-1

الأكيد أنّ اللواء الركن الحاج “آخر الشهابين الأوائل”، كما يصفه أحد عارفي  تلك المرحلة، غرف من هذا الارث المتمثل بنهج التمسك بدولة المؤسسات من اجل إرساء بنيان قوى الامن الداخلي المادي والمعنوي والخلقي والاصلاحي. ومن أبرز تلك الانجازات تجديد معهد قوى الأمن في أيامه.

حضرة اللواء الركن الحاج،

أرى في عينيك فرحةَ النّظر في الحلّة الجديدة للمعهد الذي يبني أبناء الدولة من العسكريين.

بمناسبة الحديث عن المعهد، أودّ أن أعرب عن تقديري الخاص للجهد الذي يبذله العميد محمد الحجار من أجل بناء عسكري محترف جاهز وقادر على فرض القانون.

unnamed-2

ولأن النجاح بالنجاح يُذكر، بالتأكيد تسمع وتقرأ يا حضرة اللواء الركن الحاج، عن شعبة المعلومات وما يقال عنها ولها، وما تحقّقه من ريادة في اختصاصاتها المتعدّدة ونحن على مسافة أيّام من ذكرى اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن. مثلهم كمثل كل قطعات النخبة في قوى الأمن الداخلي.

إلّا أنّ الأهمّ أنّ في الشعبة رجالاً صدقوا في ما عاهدوا الوطن عليه، أوّلهم العميد عماد عثمان.

الدولة هي معلم هؤلاء الرجال وهي قائدتهم وليس لغيرها أن يقول بغير ذلك.

unnamed-4

هم أرجل الرجال، وقدوتهم شهادة الشهداء الذين دفعوا ثمن مسؤولياتهم الوطنية. ومنهم من أتى على ذكرى اللواء الحاج وهو الرائد وسام عيد.

وأخيراً أستعيد ما كتبه الرئيس الراحل الياس سركيس في رسالة وجهها الى “رفيق العمر”، كما يصفه اللواء الركن الحاج، لأردّد معه: ” أطلب اليه تعالى ان يحفظك للبنان، الاخ الوفي، الصامد، البعيد النظر، الكبير الرؤيا”.

unnamed-5

سعادة السفير، سيادة اللواء الركن،

 أدامك الله بصحة وعافية وأطال بعمرك، وشكراً من القلب لكل ما فعلت للبنان المدين اليك بالكثير الكثير.

عشتم ، عاشت قوى الامن الداخلي، عاش لبنان.

unnamed-6