حزب الله لا يملك قرار سلاحه الإيراني

مقابلات مكتوبة 26 مايو 2014 0

بيروت- خالد العويجان، الوطن السعودية

أكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، أن قرار استخدام ما وصفه بـ”السلاح الاستراتيجي” الموجود بحوزة حزب الله في لبنان، رهن حكم طهران، وأن اللبنانيين – بما فيهم الحزب – لا يملكون قرار استخدامه.
وكشف المشنوق في حوار مع “الوطن”، عن أن المرحلة المقبلة ستشهد نقاشا معمقا من قبل الحكومة، والأطراف التي تستحوذ على ذلك السلاح الذي يوضع في إطار ما يعرف بـ”المقاومة”، وسيتركز النقاش -بحسب الوزير- على إخراجه من المعادلة السياسية، وعدم استخدامه كأداة للضغط.
وعن أوضاع السعوديين في لبنان، قطع المشنوق وعدا بتوفير الأمن لكل مواطن سعودي يقدم إلى لبنان، وبحل ملف المعتقلين السعوديين، بمن فيهم الضالعون في معارك “نهر البارد”.

ملفات عدة تتعلق بالسعوديين في لبنان بحاجة إلى حلحلة، من المعتقلين السعوديين المتهمين بالانتماء لفتح الإسلام، الذي وضع كل ثقله في معارك “نهر البارد” الشهيرة، وصولاً إلى الضمانات السياسية والأمنية التي يحتاجها السعوديون في لبنان، فتحتها “الوطن” في حديث مع وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، في مكتبه بوزارة الداخلية في بيروت.
الوزير المشنوق، لم يتردد في إعطاء ضمانات “جدية”، وعلى كفالته الشخصية، بأن ينعم السعوديون في لبنان بالأمن والاستقرار، وألا يتعرضوا لأي مضايقات من أي نوع.
المشنوق قال “أنا متأكد أنه لن يحدث أي خطأ مقصود على الأقل. أنا كفيل أن الجو السياسي والأمني هو أكبر ضمانة لأن يأتي السعوديون. أعرف أن ذلك كلام كبير، لكن في المقابل أعرف أن أفضال السعودية وخادم الحرمين الشريفين كافية لأن تكون ضمانة بضمير وأخلاق كل لبناني تجاه السعودية”.
وزير الداخلية اللبناني المحسوب على تيار الرابع عشر من آذار، يعتبر من أشرس الشخصيات اللبنانية “المحاربة للإرهاب والتطرف” من قبل أي طرف كان. سنيا كان أو شيعيا، اعترف بوجود ما سماه بـ”سلاح إقليمي استراتيجي في لبنان”، لا يملك اللبنانيون حق التصرف فيه، وأشار بإصبع إتهامه إلى “طهران” التي وضعت هذا السلاح، وفق ما يعرف بـ”المقاومة” بحوزة حزب الله. وقال المشنوق عن المقاومة “المرحلة ليست مرحلة مقاومة”. كل ذلك وغيره في الحوار، فإلى نصه:

أهمية العلاقة مع الرياض
معالي الوزير هناك ملف لسعوديين معتقلين مضى عليه سنوات. ما الذي يمكن أن تقدمه لإنهائه؟
علاقتنا بالسعودية من أول وأهم العلاقات مع العرب. خلال أشهر قليلة سنحل ملفات منذ سنوات طويلة لم تحل. أصبح لدينا جهاز إداري جدي يستطيع العمل والمواكبة.

معتقلو فتح الإسلام
ماذا بشأن المعتقلين السعوديين المنتمين لفتح الإسلام ؟
فصلنا ملفهم عن باقي الملفات بجهد من رئيس مجلس القضاء الأعلى. وستتم محاكمتهم بتهم الإرهاب والقتل. لكن الآن نعمل على الحوادث البسيطة لنجد لها حلولا ونعجل في صدور الأحكام، وربما في وقت لاحق نسلمهم للسعودية.
هل يمكن أن يتم تسليمهم للسعودية واستكمال تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم؟
بعد مقاضاتهم وصدور الأحكام بحقهم، يمكن ذلك.

حرص خادم الحرمين
ماذا يطلب السعوديون لتمكينهم من العودة إلى لبنان، لا سيما أنك وعدت قبل فترة السفير السعودي بتوفير مناخ يناسب ذلك؟
السعوديون بحاجة إلى أمن وسلام لبنان على الدوام، وخادم الحرمين الشريفين يحرص على أمن لبنان واستقراره. وأفضاله وأفضال المملكة على بلادنا غير محصورة. آخر ذلك الهبة غير المسبوقة في تاريخ لبنان التي قدمها جلالة الملك عبد الله للبنان، والتي بلغت 3 مليارات دولار لدعم الجيش اللبناني. وسبق أن التقيت الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية في مراكش وأبدى استعداده وانفتاحه على بذل كل مساعدة تساهم في أمن واستقرار لبنان. أنا سأعمل وأبذل كل جهودي لتلبية كل ما يريده السعوديون حتى يأتوا إلى لبنان مطمئنين مع كل الضمانات الأمنية والسياسية.

“ضمانات أمنية وسياسية”
الضمانات الأمنية مفهومة، لكن ما الضمانات السياسية؟
هي ضمانات على أن يكون هناك تفاهم بأن لا أحد يتعرض لهم – أي السعوديين -. ومع ذلك، عليك أن تتذكر أن لبنان بالرغم من الاهتزازات الأمنية التي حدثت فيه، إلا أنه منذ ثلاثين عام لم يحدث لسعوديين أي أخطار في لبنان. ما يحدث ربما أخطاء فردية. في هذا البلد كل اللبنانيين يشعرون أن السعوديين أهلهم وأنهم أصدقاؤهم ومحبوهم، وبالتالي اللبنانيون لن يتركوا مجالا إلا يقدمونه لأشقائهم السعوديين. حتى ذلك في داخل الحكومة. وأنا دائما على اتصال مع سعد الحريري لمتابعة كل الأمور التي تحسن العلاقات. ومن موقعي كوزير داخلية لن أتردد لحظةً واحدة أن أضمن توفير الأمن للسعوديين ولغيرهم.

“ضمان جدي”
أفهم أن ذلك ضمان جدي؟
طبعا.. طبعا. وأنا مسؤول عن كلامي. أنا متأكد أنه لن يحدث أي خطأ مقصود على الأقل. أنا كفيل أن الجو السياسي والأمني هو أكبر ضمانة لأن يأتي السعوديون بكل أمن واستقرار. أعرف أن ذلك كلام كبير، لكن في المقابل أعرف أن أفضال السعودية وخادم الحرمين الشريفين كافية لأن تكون ضمانة بضمير وأخلاق كل لبناني تجاه السعودية. الآن لديكم امتحانات، لكن في إجازة ما بعد رمضان. جربونا.
لكن بلادكم تتعرض لنزوح كبير من قبل السوريين. ألا يؤثر ذلك؟
نحن ندرس الآن إمكانية الوصول إلى سياسة حكومية موحـدة تجاه السوريـين. عـلى أمل أن تنجز.

الضاحية تحت السيطرة
الخطة الأمنية التي نفذت في طرابلس ونجحت، ألا يمكن تعميمها على كل لبنان؟
لا. هناك مناطق في لبنان يوجد خلاف حول السلاح فيها. خاصة الجنوب. لكن هناك اتجاه إلى أن ما عادا المناطق الحدودية مع إسرائيل، كل المناطق اللبنانية الأخرى تدريجيا تتحول إلى واحات أمن وسلام.
بما فيها الضاحية الجنوبية؟
بما فيها الضاحية. ولكن بتفاهم وضمن استراتيجية وليس بخطة أمنية بسيطة. تعرف أن الضاحية الآن مضبوطة تماما من الجيش والأمن بسبب التفجيرات الأخيرة التي ضربتها التي سهلت للجيش وقوى الأمن أن يقوموا بمهامهم كاملة بالضاحية. أنا لا أقول إن هناك تفاهما حول السلاح وتحييده، لكن أقول إن هناك ضمانات سياسية كاملة بأن لا يستخدم هذا السلاح بوجه أي لبناني، وبالتأكيد أي عربي.
لكن لماذا السلاح موجود في الأساس؟
هذا شأن ومشكلة تحتاج إلى توافق سياسي كبير وهو غير متوفر حتى الآن. ضروري نعرف الفرق بين السلاح الاستراتيجي أو “الإقليمي وهو ليس سلاح لبناني”، والفردي في لبنان. السلاح الفردي تم تحييده. والأمور أحسن من ذي قبل. النقاش سيكون على السلاح الاستراتيجي والإقليمي في المرحلة المقبلة.

السلاح الاستراتيجي
ماذا قصدت بالسلاح الاستراتيجي أو الإقليمي؟
هو الذي له علاقة بالعنوان المستعمل “مقاومة إسرائيل”، ولكن هذا لا يندرج على بيروت وصيدا وطرابلس وغيرها من المناطق والضاحية أيضا، وبالتالي لابد للوصول إلى حل طبيعي وسلمي له.
استشعرت من ردك حول المقاومة أنك لا تؤمن بها؟
لا أعتقد أن الآن مرحلة مقاومة. وأنا أعود للقول لك، إن هذا سلاح إقليمي اللبنانيون أنفسهم لا يملكون قرار استخدامه. المهم هو إخراج السلاح من المعادلة السياسية وعدم الضغط به.
لماذا قلت إقليمي. من قصدت؟
أقصد إيران. هذه حقيقة وليس افتعاله. لكن هذا يحتاج إلى تفاهمات كبرى غير متوفرة. ربما تتوفر قريبا.

تفاهم سعودي – إيراني
تفاهم سعودي إيراني تقصد؟
بدايةً نعم، حتى التفاهم السعودي الإيراني يحتاج إلى أرضية دولية. هي غير متوفرة حاليا. والأزمة السورية جزء من هذه المعادلة. الصراع السوري بقلب لبنان. الحمد لله خلال ثلاث السنوات الماضية الأثر على لبنان من الأزمة محدود رغم كل ما يقال. الأزمة السورية حريق لم يصلنا بالرغم من استعاره، كل المساعي منعت وصوله.

حزب الله وصراع سورية
لكن هناك أطراف لبنانية ذهبت بإرادتها إلى سورية؟
هناك ليس أطرافا. هناك طرف واحد ذهب بكل ما يملك من قوة إلى المشاركة في أتون الصراع السوري. لذلك سمينا الحكومة حكومة ربط نزاع وأجلنا الخلاف حتى المرحلة المقبلة.
هناك أسر متضررة من ذلك الصراع، ذهب أبناؤهم هدراً لحرب لا يملكون فيها لا ناقة ولا جمل؟
حرام تذهب أرواحهم بحرب لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد في معركة خاسرة.
لماذا لا تتم مقاضاة حزب الله بما يقترف من جرائم؟
هذا أمر يقوم به المعنيون. يعني الحكومة اللبنانية ليست الجهة الصالحة لمقاضاة حزب الله. أما الأسر هذا أمر يعنيها.

قرار إقليمي
ماذا عن طرابلس معاليك. هل عاد الأمن إليها بشكل كامل؟
دعني أقول لك بمنتهى الصراحة، هناك قرار إقليمي بضبط الوضع في لبنان بشكل أو بآخر وهذه الحكومة نتاج هذا التفاهم. وهذا التفاهم يندرج على طرابلس وغيرها.
تنمية طرابلس
لكن على سياسيي طرابلس لوم كبير من الشارع الطرابلسي بتهميش المنطقة وعدم إنمائها؟
بالأمس وقعنا عددا من مشاريع التنمية في طرابلس. لكن الإنماء يحتاج وقتا لترى نتائجه.
طرابلس مدينة ذات طابع سني بالأغلبية. تتصور أنك قادر على توفير الأمن لا سيما بعد ظهور بعض صور الإرهاب المتمثل في ظاهرة أحمد الأسير. ألن يؤثر هذا على تنميتها؟
لا يمكن ربط التنمية في مثل هذه الظواهر. وسأعمل كل جهد لأن يرضى أهل طرابلس من خلال توفير الأمن. لدينا هم طرابلسي أكيد. هي قلب السنة وليس العاصمة. نحن مهتمون بها، وأنا شخصياً مهتم بهذا الأمر وتنمية طرابلس. وهناك وزيران في الحكومة لديهما ذات الاهتمام. هما وزير العدل والتنمية الاجتماعية. وأحب أن أقول نحن ملتزمون بتوفير الأمن لكل لبنان. وهذا أمر على كفالتي شخصيا.