“ثلاثية المشنوق” حجر أساس استراتيجية محاربة الإرهاب…عربياً

قالـوا عنه 25 فبراير 2015 0

يوم كانت مسألة محاربة الإرهاب لا تزال موضع “جدل بيزنطي” بين القوى اللبنانية، بين فريق قرر عبور الحدود تحت عنوان “المواجهات الوقائية”، وآخر يدفن رأسه في التراب رافــضاً الاعــتراف بوجـود “خطر داعشي”، كان نهاد المشنوق أول من “نظّر” لفلســفة “الحــرب الجديدة”.
استبق الرجل الدعوات المتبادلة بين الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصر الله لوضع استراتيجية وطنية لمحاربة الإرهاب، برسم خارطة طريق تقود إلى خطة، لا بدّ منها، لمواجهة “الميليشيات السوداء” التي تقتل وتذبح باسم الدين.
يومها عرض وزير الداخلية لثلاثية دفاعية يفترض أنّها حجر الأساس، أو “ألف باء” القاموس الجديد الذي لا بدّ من حمله واتباع قواعده لوقف الزحف الإرهابي. وتقوم هذه الثلاثية على أساس: التماسك الوطني، الحرفية الأمنية، والشجاعة الفقهية.
وها هو يحاول تعميم هذه الفلســلفة عربــياً لتكــون أرضـية “الحرب الكونية” بوجه الإرهاب، لا سيما في الدول العربية التي تعانــي أكثر من غيرها من المدّ الوحشي الزاحــف تحــت “الرايات الســوداء”، مع أنّ أوروبا وأميركا لم تعودا بعيــدتين عن هذا الخــطر، كما أكد في أبو ظبي.
وانسجاماً مع ثوابت رؤيته لمحاربة الإرهاب، يتعاطى الرجل بإيجابية لافتة مع مسألة الحوار مع “حزب الله”، تكاد تتناقض مع مواقف “ذوي القربى” الذين يطلقون نيراناً صديقة تسعى إلى التصويب على مائدة عين التينة، مع أنها محمية من الحريري ذاته الذي يبارك “اللقاءات السداسية” في ضيافة الرئيس نبيه بري كونها من “مقومات الاستقرار”.
وقد أكد المشنوق أنّ الحوار “حقق خطوات جديّة، ربما نصل، ربما لا نصل، لكنه حقق خطوات جدية، لأن الفريق الآخر لديه ثوابت مُختَلَف عليها من قِبَلِنا ومن قبل الكثير من اللبنانيين، لذلك فهو يُقبِل على التغيير الإيجابي في قراءته للوضع الداخلي ببطء”.
على صعيد آخر، علّق وزير الداخلية على الجدل الدائر حول آلية العمل الحكومي، داعيا الى «عدم الاستعجال وترك الامور تأخذ مداها من النقاش ولا بد من ان تصل الى مكان».
وفي دردشة مع “السفير” في أبو ظبي قال: “لماذا نحول كل عنوان الى مسألة اشتباكية، ولا بد من ايجاد صيغة متفاهم عليها ويجري التصويت على اساسها، ولماذا الاستعجال في الذهاب الى المشكل، البلد لا يحتمل، بينما التروي وتبادل الآراء يوصل الى نتيجة”.
اضاف: “هناك من يريد الامور يمينا وآخرون يريدونها شمالا، وهناك مادتان دستوريتان هما المادة 65 والمادة 56، فليأخذ النقاش مداه ونصل الى حل، اما اجتماع الحكومة فهذا امر آخر”.
وكان المشنوق وأعضاء الوفد المرافق غادروا أبو ظبي بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام، شارك خلالها في افتتاح معرض “ايدكس” للدفاع والأمن بحضور رئيس حكومة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأنهى زيارته بلقاء نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الاماراتي الشيخ سيف بن زايد آل نهيان.
وألقى كلمة في حفل عشاء تكريمي له، قال فيها إنّ “الحرب التي تخوضها المنطقة هي حرب من نوع جديد ولا أحد يستطيع أن يدّعي الخبرة فيها… هناك مثلث هو الوحيد القادر على مواجهة هذه المرحلة، أو هذا النوع الجديد من الحروب: البند الأول فيه هو القدرة على الحد الأدنى من التماسك الوطني.. الأمر الثاني هو الاحتراف الأمني، إذ إنّ الأمر لا يحتاج الى جيوش ودبابات وطيران إلّا بالحد الأدنى، فالتقنية العالية تحميك، وتجعلك قادراً على الحرب الاستباقية، وتعطيك معلومات وقدرة على المعرفة. والأمر الثالث هو الشجاعة الفقهية”.
يذكر أن المشنوق وصل أمس إلى القاهرة في زيارة تستمر يومين، ويشارك خلالها في مجلس أمناء “مؤسسة ياسر عرفات”.
سليمان: لا للرئيس الضعيف
من جهته، أكد الرئيس ميشال سليمان “ان لا “داعش” ولا غير “داعش” يقدر على لبنان، سمعتم ان “داعش” يريد أخذ ممر الى البحر من طرابلس وانها ستضع حواجز في جونية، والذي تبين انها أخذت ممرا الى جهنم من طرابلس”.
ورفــض في كلمة ألقاها في حــفل العشــاء الذي أقامه على شرفه مجلس العمل اللبناني في ابو ظبي مــقولة ان الرئيس ثمرة اتفاق مسيحي، وقال “الرئيــس مسيحي وهذه إرادة لبــنانية جامعة، لكن الرئيس ليس إنتاج المسيحيين بل هو خــيار وانتخاب لبــناني جــامع من كل الطوائف، الرئيس المسيحي في لبنان هو خيار وإرادة عربــيان ايضا وليس فقط خيارا لبنانيا”. ودعا الى منع وصول رئيس ضعيف “تهمه مصلحته ومصلحة اولاده وتوريث اولاده الســياسة وتعيــين أصهرته في المواقع”، وقال: “نريد رئيسا لبنانيا لكل لبنان غير مرتبط بمحور أو خط”.