تضامناً مع “نداء الوطن”

كتب نهاد المشنوق: 

يبدو أنّ “العهد القضائي” يستسيغ القراءة ويتجاهل السمع.

فبعدما فقد اللبنانيون الحقّ في تقرير مصيرهم، وباتوا وقوداً للحرب بين إيران وإسرائيل، لتستمرّ مهزلة استعمال القضاء في عملية قيصرية كبيرة لإجهاض الحريّات الإعلامية، عبر منع الصحافيين من أداء واجبهم المهني…

كيف يتحرّك “قضاء العهد” ضدّ جريدة “نداء الوطن” التي نقلت في عنوان صفحتها الأولى ترحيب لبنان بضيوفه الأجانب: “أهلا بكم في جمهورية خامنئي”؟

أليس السيد نصر الله من شبّه إيران بمخيّم الحسين (رضي الله عنه)، قائلاً إنّ “إيران هي قلب المحور” الذي يقع لبنان ضمنه؟ وأنّ قائده هو السيد الخامنئي.

إذا كان لا بدّ من السؤال، فالواجب سؤال حزب الله عن إعلان لبنان مقاطعة عسكرية إيرانية، وليس جريدة “نداء الوطن” التي نقلت الخبر، بأمانة صحافية لمّاحة.

إذا كان لا بدّ من استدعاء أحد إلى التحقيق، فالأولى استدعاء من أدخل إلى لبنان عميلاً إسرائيلياً عذّب المئات من اللبنانيين، من المذاهب والمناطق كافة، في معتقل الخيام، حين كان جزّار الخيام، وحيث يقول السجناء إنّه قتل بدم بارد الكثيرين من السجناء المقاومين الأبطال.

هذا العميل الذي دخل لبنان بتسهيلات عليا جداً، ضمن روحية إتفاق مار مخايل، الذي نصّت المادة السادسة منه، بتوقيع “حزب الله” و”التيار الوطني”، على العمل لعودة العملاء الإسرائيليين، في حين يقبع 1200 سجين “إسلامي” ، معظمهم دون محاكمة، فقط لأنّهم مسلمون سنّة يستسهل البعض إلصاق تهمة الإرهاب بهم لمجرّد وجود صورة على هواتفهم.

“نداء الوطن” هي اليوم في خطّ الدفاع الأوّل عن لبنان السيادة ، عن الحريّات العامة، عن الصحافة، عن حريّة الرأي والقول. و”نداء الوطن” اليوم هي قضية، وليست جريدة، وعلى اللبنانيين أن يتضامنوا معها، لأنّ إسكات الصحافة، ومنعها من الكلام، ومن ممارسة حقّها بنقل الأخبار، هو الدرك الأسفل لحريتنا جميعاً وليس لنداء الوطن فقط.

أخيراً إليكم هذه الصورة، التي تستقبل الداخلين إلى لبنان، على باب مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لافتة باسم جادّة الإمام الخميني، وبعدها يسلك زوّار لبنان جادّة حافظ الأسد.

سنكون مع كلّ الأحرار، في “نداء الوطن” وفي كلّ الصحافة الحرّة ومع كلّ الأحرار في معركة الحريّات، ولم ولن نقبل بأن يكون لبنان هو لبنان الخامنئي ولبنان الأسد.