“بموضوعية” – “الارض، الشعب، والمؤسسات”

مقابلات تلفزيونية 16 سبتمبر 2013 0


س- نبدأ انطلاقاً من تصريحين أو بالأحرى كتابتين الأسبوع الماضي كما يبدو في “تيار المستقبل” احترفتم الكتابة؟
ج- هذا كان نتيجة الوجع.

س- إذاً مقالة للرئيس السنيورة ومقالة للرئيس الحريري، وكأنه عند الرئيس السنيورة هناك دعوة للرئيس اوباما الى أن يتحرك سريعاً في سوريا، بينما عند الرئيس سعد الحريري نوع من اليأس من المجتمع الدولي، وتحديداً من الرئيس الأميركي أو من الإدارة الأميركية، ما هو السبب؟
ج- للحقيقة القراءة السريعة للرسائل تُعطي هذا الإنطباع، ولكن إذا دققنا برسالة الرئيس السنيورة، الواضح انه يدعو الولايات المتحدة الأميركية لقيادة مسار جديد في المنطقة ودعم قوى الإعتدال في الوقت الذي تشكو فيه من قوى التطرّف التي تُسبّب أكثر وأكثر عنواناً لمزيد من الحرب سواءً في سوريا أو في أي منطقة في العالم بوجه المجموعات التي تُتهم بالإرهاب من قِبل الإدارة الأميركية والتي بمعظمها هي قوى إسلامية بشكل أو بآخر.

س- لكنه يريد ضربة ضد النظام إذ قال “تدّخل في سوريا يا سيدي الرئيس”؟
ج-” قيادة مسار جديد هو حماية لسوريا والعالم العربي من التفكك، ويمكنه القيام بذلك عبر دعم قوى الإعتدال وتعزيز معنويات المعارضين السوريين الذين نزلوا الى الشوارع في بداية الثورة يُطالبون بتغيير سلمي” هذا هو النص.
وعندما تقول تعزيز معنويات المعارضين، أكيد لو سألته هو لا يُمانع من تسليح المعارضين، وأكيد لو سألتني رأيي، أنا أضع تعبير تسليح المعارضة بأسلحة نوعية تواجه هذا الهجوم الناري غيرالمسبوق.
ان أحسن جيش في المنطقة لديه ذخيرة ما يكفي لمدة أربعة أشهر، الجيش النظامي السوري أو كتائب بشار الأسد تُقاتل منذ ثلاث سنوات، يعني حجم الذخائر وحجم السلاح وحجم قطع الصيانة وقطع الغيار التي تُعطى للنظام لا سابق لها ولا مثيل وطبعاً من قبل روسيا.

س- ولكن إذا استعمل النظام أسلحة بهذا الحجم، يعني استعمل أسلحة ضد أسلحة؟
ج- كلا، هذه الطائرات التي ترمي براميل متفجرة على الناس، هل تقصف أسلحة؟ هناك 116 ألف قتيل حتى الآن المسجلين بشكل رسمي في سوريا، وهذا غير طبيعي، لكن دعنا نعود الىموضوع المقال، هذا المقال لم يدعُ الى عمل عسكري، ولكن لو كنت أنا لكنت دعيت الى تسليح المعارضة.

س- يعني تعتبرالمقال معتدل؟
ج- أنا أعتبر ان هناك استعمال له في غير محله، هو فيه وصف لطبيعة النظام ليست جديدة ويستأهل أكثر هذا النظام، وفيه دعوة لمسار جديد وليس فيه دعوة للحرب، وليس من طبيعة الرئيس السنيورة الدعوة الى الحرب. فالوضع أقسى بكثير وأوجع بكثير وأبشع بكثير مما ورد في مقالة الرئيس السنيورة.

س- لو أخذنا المقالة بالقانون الدولي شخصية سياسية لبنانية تدعو رئيس دولة أجنبية الى التدخل في دولة عربية، لا يزال لبنان الرسمي على الأقل يعترف بها، ان هذه الدولة وهذا النظام بالنسبة الى الدولة اللبنانية هو النظام الشرعي، وبالتالي هناك خرق للقانون الدولي؟
ج- الرئيس السنيورة ليس رئيساً للحكومة اللبنانية، هو شخصية سياسية معارضة، وبالتالي من حقه أن يقول رأيه بالمواضيع، ولكن تفسير المقال على أنه دعوة لإعلان الحرب وللضربة ليس في محله، أنت تعرف ان مشاعر الناس أقسى بكثير مما ورد في مقال الرئيس السنيورة.
س- مشاعر قسم من الناس لنكن موضوعيين؟
ج- دعني أقول مشاعر قسم كبير من الناس أقسى مما ورد في المقال لأنه ما من أحد يحمل ضميراً ويرى هذا الحجم من قتل الأطفال والنساء، والآن هناك استعمال كبير للسلاح الكيماوي لأنه في النتيجة طريقة القتل مختلفة، ولكن الشهداء الذين سقطوا رسمياً 116 ألف عدا المفقودين والمعتقلين.

س- ولكن هنا يُقال ان هذا أمر يؤخذ عليكم، يعني تكتبون بأنكم حزينين على الشهداء والضحايا، ومن ناحية ثانية وكأنكم كنتم قلباً وقالباً مع توجيه الضربة العسكرية الى النظام، ونعرف ان أي ضربة عسكرية لن تُوفر الناس ولا سيما الأبرياء؟
ج- لنكن صريحين، أنت تعرف ان جمهورنا بغالبيته العظمى بالتأكيد مُشجّع لضربة من هذا النوع بسبب وجعه وألمه وبسبب الجراح التي لم تندمل بعد عن جسمه من النظام السوري في الثلاثين سنة الماضية، ولكن لم يصدر عن “كتلة المستقبل” أو عن أي وسيلة من وسائل “تيار المستقبل” أي كلمة تتعلق بتوجيه الضربة أو عدم توجيه الضربة، دعنا نكون صريحين،. أما أن تُحاسب الناس على مشاعرها في غرفها أو في جلساتها المغلقة، بالتأكيد هناك سوانا رأيهم من هذا الرأي، وهذا رأي الناس، إنما هل صدر عنا موقف رسمي مُحدّد يُشجّع أو يدعو الى الضربة فلا أعتقد انه صدر، وأنا أعود وأقول أنا لو قرأت المقال قبل أن ينشره الرئيس السنيورة بالتأكيد كنت دعيت لتزويد المعارضة بالسلاح ودعم التوازن بوجه آلة القتل الهمجية التي يتعرض لها الناس.

س- ولكن في مقالة الرئيس الحريري أكثر من دعوة التي عنونها بـ”ماذا لو” يعني يبدو محبط ويائس وحزين لأن الضربة لم تتحقق، لأنه شعر او استشعر ان هناك صفقة ما تتم بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وبالتالي هذا الأمر اخرجه عن طوعه وكتب “ماذا لو” وبالتالي أدان المجتمع الدولي على هذا الموضوع؟.
ج- أنا لم أتحدث بالهاتف مع الرئيس الحريري حول هذا الموضوع، ولكن اعتبر ان هذا المقال رسالة الى المجتمع الدولي، هو أراد أن يوجه رسالة من موقعه من أن التدخل الدولي غير عادل ولا يأخذ بعين الإعتبار مئات آلاف الناس من القتلى ولا يأخذ بعين الإعتبار أي دولة من الدول الصغيرة أو أي شعب من شعوب الدول الصغيرة الممكن أن يتعرض لأقسى همجية ممكنة، وهذا كلام طبيعي في جو نعيشه، تقول لي بسبب إحباط، أقول نعم، ولكن أيضاً هو صرخة موجوع وصرخة موجوع على الناس وليس صرخة موجوع على انتصار فئة على فئة في لبنان.
دعنا ننتبه الى أمر: نحن دخلنا بالموضوع المحلي، ودخلنا في التفاصيل، ولكن يجب أن نعترف أن حجم التطورات في المنطقة وفي العالم سواءً بما يتعلق بسوريا أو بالمنطقة العربية أصبح أكبر منا بكثير، صرنا نحن أرقام صغيرة جداً بمعادلة كبيرة جداً والتي يعمل فيها دول كبرى تأثيرنا على قرارها محدود وقدرتنا على مواجهتها محدودة، ولا نملك سوى الصرخة والمقال لكي نعبّر عن وجهة نظرنا فيها، ولكن هذا لا يعني ان الإنسان يجب أن يستسلم بل يجب أن يُعبّر ويستمر ويقول ويرفع الصوت لما يراه مناسباً لوجهة نظره، أو حقه، ولكن ما حصل من نزع الكيماوي إذا افترضنا أنه حدث ذلك وهو بتقديري هزيمة كبرى للنظام السوري يلغي دور سوريا الإقليمي نهائياً، يُلغي التوازن الذي نادوا به طوال 40 سنة.
على كل حال إذا كان المجتمع الدولي موافق على استمرار تزويد النظام بهذه الكمية الكبرى الخيالية من السلاح والذخيرة ليُقاتل شعبه بالطريقة التي تتم فيها، فعلى الأقل أن تكتب هذا المقال الذي كتبه الرئيس الحريري.

س- ولكن فيه استقالة من المجتمع الدولي حيث يؤخذ عليكم إنكم دائماً في “تيار المستقبل” على الأقل منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري دائماً تُركزون على العدالة الدولية، عدالة المجتمع الدولي، فجأة لأن النظام العالمي لم يضرب سوريا صار هناك نوع من الإستقالة والإدانة حتى للمجتمع الدولي؟
ج- لماذا لا تستعمل تعبير ان المجتمع الدولي لم يساعد لإنقاذ الشعب السوري؟ لماذا تُسميها ضربة سوريا؟ لماذا لا نُسميها مساعدة على إنقاذ هذا الشعب من الحجم الذي يعيش فيه بواسطة القصف المدفعي والجوي والبري والبحري وكل أنواع وسائل القتل بطيعة الحال، هي صرخة وجع موجّهة للمجتمع الدولي.
تسألني أنه كان هناك ضرورة للتعبير على طريقة الرئيس السنيورة أو الرئيس الحريري؟ أقول لك لا أعرف لأني لم أناقش هذا الأمر لأني لم أعرف به مُسبقاً، ولكن عندما نُشرت قرأت في كل واحد ما أراد أن يقول بدون مبالغة وبدون اتهامات ولم أستغرب الوضع عند الرئيس الحريري.
س- هل قرأت خسارة رهان ما؟
ج- كلا، أولاً لم يكن عندنا رهان على سوريا، بمعنى على ضرب النظام السوري أو إسقاط النظام السوري بالمعنى المطلق، نحن نعتقد منذ اللحظة الأولى وقلنا ذلك عدّة مرات بأن قيام نظام ديمقراطي في سوريا فيه حريات واقتصاد حر وغير ذلك يحمي لبنان، نحن عانينا 30 سنة من الإحتلال السوري للبنان، وعانينا 30 سنة من الظلم والقهر وتدمير لكل المؤسسات السياسية والدستورية سواءً في زحلة أو طرابلس أو كل ما قام به الجيش السوري في ذلك الحين. وقيام نظام ديمقراطي باقتصاد حر وطبيعي في سوريا تًعبّر فيه الناس عن رأيها، وتتصرّف بشكل طبيعي يُسقط صفة الهيمنة عن النظام السوري التي لم يستعملها سوى تجاه لبنان، أو لم يمارسها سوى تجاه الشعب اللبناني فضلاً عن الشعب السوري.
أولاً هذه مصلحة لبنانية، ثانياً هناك ظلم طبيعي وكبير واقع على الشعب السوري نتفرّج عليه، كل يوم، كل يوم، كل يوم هؤلاء مئات آلاف الشهداء والمعتقلين والمفقودين أليسوا شعباً سوريا، وبالتالي من الطبيعي أن نتعاطف معهم، هل تتعاطف مع بورما ومع فييتنام ولا تتعاطف مع أقرب دولة لك؟ أما الرهان على تغيير الوضع في سوريا بطبيعة الحال سيؤدي الى تغيير ميزان القوى في لبنان، أنا أقول انها من الأوهام.

س-عندما كُلّف الرئيس ميقاتي لم تكن قد بدأت الحوادث في سوريا، وهو أتى في لحظة إقليمية كانت سوريا وإيران مرتاحتان؟
ج- جيد، ولكن بعد ذلك استمر سنتين ونصف ولكن لم تتحسن ظروفنا.

س- لأنه لم يسقط النظام السوري بالعكس صمد؟
ج- ولكن هناك الكثير من المتغيرات الدولية والإقليمية ليست في صالح قوى “14 آذار” حدثت منذ سنتين ونصف حتى اليوم، فعملياً التجربة فشلت أم لم تفشل؟ باعتراف التي ركّبوها “حزب الله” و”8 آذار” التجربة فشلت.

س- فشلت من الداخل؟
ج- ولكن في نفس الوقت لم تُغيّر بالمعادلة الداخلية، يعني عادوا بعد أن قاموا بكل الأعمال وجلسوا سنتين ونصف وانتهت بنتيجة إنهم يريدون حكومة وحدة وطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري، كيف ذلك وأنت تقول انك مُنتصر وقادر وفاعل والخ..؟

س- البعض يقول ان من أنقذكم في اللحظة الأخيرة كقوى “14 آذار” الحوادث في سوريا، يعني كانوا بدأوا يمسكون بمفاصل السلطة وقد تحقق هذا الأمر في بداية 2011، ولكن أتت اللفرصة الذهبية الحوادث في سوريا؟
ج- أنا اقول لنستعمل المثل ما علينا وليس ما لنا، لكي أقول أن أي تغيير في سوريا فلبنان بلد مُعقّد ليس سهلاً نتيجة أي ظروف أن تفرض تغييراً كبيراً وأن ينجح ويعيش هذا التغيير الكبير، لنترك الأوهام التي تعيش شهر أو 2 أو 3 لا يمكن أن تؤسس، لأنه لو كانت تؤسس كان الوضع الشاذ الذي مررنا به مع حكومة الرئيس ميقاتي، كان تأسس نتيجة شيء، ولكن لم تؤسس لشيء.
الآن ما يحصل في المنطقة والعالم كبير لدرجة ان كل الناس تراجع نفسها، وتراجع حجمها، كل واحد ليرى كم هو قياسه في هذه اللعبة الكبيرة ، لأني سمعت مقدّمتك مقابل زحلة موسكو ومقابل عنجر واشنطن، ولكن بالنتيجة هذه حالة مرضية لا توصل لنتيجة، علينا أن نجلس بهدوء ونُفكّر ونرى الى أين الأمور ذاهبة؟، وكما قلت في مُقدّمتك عند تغيبر الدول عليك أن تحفظ دولتك على الأقل، الى هذا الحد حجم الأزمة وحجم المشكلة، وأي كلام لبناني طالع نازل وعلى الطريقة التقليدية، وبالشكل وبالسخائف وبالصغائر. أنا أعتقد ان هذا كلام غير وطني ولا يريد لا للبلد أن تستقر ولا لشعبه أن ينعم، لأنه بدلاً من أن نجلس نبحث الآن في لبنان ما هي العدّة التي تضمن لنا الحد المعقول أو الأدنى من الأمن والأمان والإستقرار في فترة انتقالية لا يزال أمامها وقت نسبياً طويل، ما زلنا الآن في فترة انتقالية بانتظار إطفاء الحريق السوري، كيف سنحمي أنفسنا وكيف نحمي بلدنا، على ماذا سنتفق وعلى ماذا نختلف؟ هل نستطيع تنظيم خلافاتنا؟ هذا الكلام المسؤول أما الإنتصار لهذه الجهة والهزيمة لتلك الجهة كلام فارغ. في لبنان كل الناس تبقى لا أحد يذهب، ولا أحد يُغيّر، ولا أحد ينتفي دوره، كل الناس تبقى ممثلة لجماعتها مع كل شيء سواءً كان معها حق أو لا، وتضييع الوقت الرهان على كبائر ستحدث وتغيّر، أكثر مما حصل ماذا سيحصل بعد؟.

س- عند تغيير الدول احفظ دولتك، وعند تغيير الدول يجب أن تحفظ مقاومتك، هذا ما يقوله “حزب الله” إنه في زمن تغيير الدول ليس الوقت الآن لإسقاط ورقة المقاومة؟
ج- أين إسقاطها؟.

س- إسقاطها من المعادلة؟
ج- أين لاحظت سقوط المعادلة، أنا سمعت كلام رئيس الجمهورية وكان كلامه واضح بأن إعلان بعبدا لم يتناول دور المقاومة من خلال الإستفادة منها ضمن الدولة اللبنانية للدفاع عن لبنان واللبنانيين.

س- لكن إعلان بعبدا أسقط ثلاثية أو على الأقل لم يورد ولم يُثبّت ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وهذا الأمر كما قال عنه اليوم الشيخ نعيم قاسم؟
ج- أنا لم أسمع كلام الشيخ قاسم.

س- هو قال ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة تعمّدت بالدم والتضحيات وهي سبب قيامة لبنان المستقبل ولا تحتاج إذناً من أحد، فهي روحنا وواقعنا وحياتنا، ومن أراد أن يقتلها يعني إنه يريد أن يقتل أرواحنا ،وهيهات منا الذّلة وليجربوا حظوظهم إذا أرادوا؟
ج- بعيد الشر عن روحه، ما في لزوم يضحي بروحه، هو أرسل المقاومة الى سوريا ضد الشعب السوري وترك الجيش والشعب هنا في لبنان، كما قال الرئيس الحريري في خطابه. هذا كلام لا يأخذ بعين الإعتبار، كل ما قلناه من قبل هذا كلام تقليدي، لو أحد يريد التعبئة العادية والبدائية على مسألة خلافية كبيرة بين اللبنانيين، وهو حوّل المعادلة الى معادلة إنسانية وهي معادلة سياسية أما مُتفّق عليها أو مُختلف عليها إذا كان هناك مقاومة فيجب أن تكون من ضمن الدولة اللبنانية، وإذا كان لا يثق بالدولة اللبنانية لا يمكن أن نقيم دولة له بمفرده، ولا نقبل منه دولة منفصلة عن الدولة اللبنانية، هذا حقنا ولن نذهب بكلام هيهات منا الذلة، هذا كلام بدائي وتعبوي ليس له أي من كلام حقيقي سوى ان كيف تجلب اللبنانيين على منطق موحّد يحمي قدرتهم جميعاً على المقاومة وليس قدرة طائفة أو مذهب أو مجموعة.

س- لكن هذا الكلام كان كلاماً موحّداً في ظل عدد من الحكومات وحكومات شاركت فيها قوى “14 آذار”؟
ج- أول حكومة بعد الدوحة استعملت السلاح في كنف الدولة، وثاني حكومة وهي حكومة الرئيس الحريري استعملت ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، وأعتقد ان الرئيس الحريري لم يندم على شيء بقدر ما ندم على هذه المعادلة.

س- يعني نادمون اليوم؟
ج- أكيد وهذا خطأ كبير في السياسة لأن هذه المكوّنات الثلاثة لدولة واحدة، الشعار الحقيقي في لبنان تاريخياً منذ قيامه هو الشعب والأرض والمؤسسات، وليش شعب وجيش ومقاومة، الجيش جزء من الدولة، الشعب هو مكوّن الدولة والمقاومة إذا كان هناك من ضرورة للإستفادة منها.
وكما قال رئيس الجمهورية في بيانه منذ أيام فهي من ضمن الدولة وفي كنف الدولة، وليس خارج الدولة. وعلى كل حال تجربة قيامهم بقرارات منفردة بحجم الذهاب الى سوريا وإرسال النخبة من المقاتلين الى سوريا كان ذلك لمقاومة من؟ ومن قاومت في القصير والست زينب؟.

س- لا يمكن بالنسبة لكم العودة الى هذه الثلاثية؟
ج- لا يمكن العودة لأن هذه الثلاثية هي معادية لقيام الدولة، معادية لفكرة واحدة يجتمع عليها اللبنانيون.

س- يعني كانت قوى “14 آذار” ضد قيام الدولة عندما وافقت على هذه الثلاثية؟
ج- برأيي أخطأوا، ولكن علينا تناول الأمور بهدوء، هذه المعادلة لا تبني دولة، هذه المعادلة تبني الوضع الذي نعيشه اليوم، وأحسن مظاهره هي الأمن الذاتي المنتشر والذي سيصبح موضة في كل مكان يقع فيه انفجار.

س- انطلاقاً من هنا لا حكومة؟
ج- إنطلاقاً من هنا القواعد التقليدية التي تقول بأن موافقة الأطراف المسبقة على مشاركتها في الحكومة وعلى صياغة البيان الوزاري لن تؤدي على الإطلاق لا من قبل الرئيس سليمان ولا من قبل الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة. الرئيس سلام لم يُكلّف لتشكيل حكومة على الطريقة التقليدية اللبنانية، وهو يعرف ان الظروف الدولية المحيطة فيه ستحوّله بعد وقت الى وضع أصعب وأصعب وأصعب، وأنا أعتقد أنه يجب أن يضع مهلة لنفسه، أي يقول أنا بعد شهر أو إثنين أو ثلاثة إذا لم أستطع تشكيل حكومة يجب أن أستقيل .

س- البعض يقول يعتذر عن التأليف والبعض يقول كان يجب على الرئيس سلام أن يعتذر عن التكليف منذ تبيّن أنه لا انتخابات نيابية، لأنه أتى في فترة الإعداد للإنتخابات النيابية كانت كل الامور تشير بأن هذه الإنتخابات ستحصل، وبالتالي عندما تغيّرت المعادلة كان عليه الإعتذار؟
ج- صحيح، ولكن بذات الوقت هو أخذ في فترة لاحقة للتمديد للمجلس وتأجيل الإنتخابات، أخذ ما يمكن تسميته فئة سياسية من الأطراف التي سمّته واستمر، ولكن استمر وفق مفاهيم ومعادلات لا يمكن أن تُشكّل حكومة في لبنان في الظروف التي مررنا بها منذ التمديد حتى اليوم، يعني إذا ما حصل في طرابلس وعبرا وفترة السماح، الأيام الأولى لتكليفه لم تجعله يتفاهم مع رئيس الجمهورية على صيغة للحكومة تأخذ بعين الإعتبار قراءة سياسية لكل الأطراف وتمون على كل الأطراف، وتأخذ من كل الأطراف ما لا يريدون إعطائه لا يمكن أن يُشكّل حكومة، يعني لا يوجد أي مبرر عند الرئيس المكلّف أن يقبل تشكيل حكومة وفق معايير تقليدية تقول بسؤال الأطراف أولاً عن الأسماء، ثانياً عن الحقائب، ثالثاً عن الأعمار، رابعاً عن البيان الوزاري.

س- أعتقد أنه أخطأ؟
ج- أنا أعتقد انه اعتمد معايير تقليدية لن تؤدي الى نتيجة.

س- يعني أخطأ؟
ج- أخطأ بالتقدير، أخطأ بالقراءة السياسية لا أعرف، ربما هو اعتقد ان ذلك أسلم له أو للبلد، أنا لم أسمع منه حتى هذا الجو، ولكن كشخص مُتابع أعرف انه لا يمكن تشكيل حكومة بالمعايير التقليدية، هو شخص محترم ولائق وابن بيت عريق في السياسة، ولكن الأيام تتغيّر وعلينا أن نتغيّر معها، ربما هو لا يريد المبادرة، وربما لفترة رئيس الجمهورية لم يُلبّه لا أملك معلومات، وربما في فترة كان رئيس الجمهورية يريد ، أنا لا أملك يوميات هذا الموضوع، ولكن بالصورة العامة إذا لم يُغامر فلن تُشكّل حكومة في لبنان الى أن ينتهي الوضع في سوريا.

س- يعني تدعو الرئيس سلام لأن يُغامر؟
ج- هو يعرف رأيي بهذا الموضوع، أنا أدعوه وأدعو الرئيس سليمان الى المغامرة، ولكي يكون ضميري مرتاح أدعوه الى المغامرة المحسوبة وأما أن يضع مهلة، اي انه بعد شهر أو شهرين إذا لم أستطع سوف أستقيل، ولكن لا يجوز بقاء الوضع على ما عليه، الآن عندنا ثلاثة رؤساء حكومات، رئيس حكومة ممنوع من العودة لمئة سبب وسبب، هو الرئيس الحريري، وعندنا رئيس حكومة تصريف الأعمال وهناك مشكل كبير منذ تكليفه حتى اليوم، وعندنا رئيس مكلّف غير قادر على تشكيل حكومة، وهذا غير مقبول بموضوع رئاسة الحكومة ولا في وضع البلد، عندك مئة مانع حتى لا تُشكّل ويجب أن يكون عندك 200 سبب لكي تُشكّل وتُغامر وإلا تكون انخلطت الأوراق في البلد، ولا يجوز الإستمرار بالوضع على ما هو عليه.

س- إذا كنتم أنتم أم الصبي وبالتالي حريصين على تشكيل حكومة لماذا لم تماشوا مبادرة الرئيس بري الذي قال انه في طاولة الحوار يُبحث في شكل الحكومة؟
ج- نحن قلنا عن مبادرة الرئيس بري واليوم كان الإجتماع إيجابي وجدي مع الوفد النيابي الذي زارنا في مكتب الرئيس السنيورة، نحن قلنا ان المسائل الإجرائية وهي شكل وتشكيل الحكومة والبيان الوزاري وتطويع خمسة آلاف عسكري والوضع الإقتصادي والإجتماعي، هي مواضيع إجرائية تقوم بها الحكومة، وبالتالي هو شغلته أن يجاوب على هذه الأسئلة.

س- لقد قال الرئيس بري ان من يخلط بين شكل الحكومة وتشكيل الحكومة ربما ضعيف باللغة العربية، وهذا طبعاً لا يتعلق بكم ولكنه يتكلم بالمطلق، هو يقول شكل الحكومة؟
ج- شكل الحكومة هو اتفاق سياسي لا يكون على طاولة الحوار، أيضاً ما هو شكل الحكومة أصلاً لأسباب كثيرة وغير دقيقة، وبعضنا ومنهم الرئيس مكاري صرّح بأنه بصفته الشخصية يؤيد تشكيل حكومة سياسية من ثلاث ثمانات يتمثل فيها “حزب الله” وكل الأطراف الأخرى، فما كان الجواب؟ أميركيين إسرائيليين خونة، قتلة، مجرمين، ونريد الثلث المعطّل والمعادلة المضحكة المبكية جيش وشعب ومقاومة.

س- تعتبرها ثلاثية مضحكة؟
ج- طبعاً هذه الثلاثية سقطت نهائيا عندما وصلت قوات “حزب الله: العسكرية الى سوريا، فأي مقاومة في سوريا ومقاومة مَن؟ هل مقاومة الشعب السوري أياً كانت طبيعة الشعب أو طائفته أو مشاكله، أنت دخلت بفرقة عسكرية ممثلة في الحكومة وفي مجلس النواب، بقرار استراتيجي بآلاف المقاتلين في معركة لا يمكن أن تُفيدك بشيء غيرالخراب، هذه ورقة بيد الإيرانيين للمفاوضة عليها.

س- هل ستبقون ضد مبادرة الرئيس بري؟
ج- نحن نعتبر مبادرة الرئيس بري واليوم كان واضح في بنودها الأربعة المتعلقة بالحدود اللبنانية- السورية وبالسلاح وبأوجه خروج كل الأطراف اللبنانية من سوريا وببحث موضوع سلاح المقاومة على الحدود، لأن هذه خاضعة للنقاش وحاولنا أن نستفهم حولها لأنها مخالفة للقرار 1701، هذه مواضيع تُبحث على طاولة الحوار، وإذا دعانا رئيس الجمهورية ، الرئيس الحريري سبق واعلن اننا سنُلبي دعوة الرئيس سليمان الذي يضع جدول الأعمال.

س- والبند المتعلق بشكل الحكومة؟
ج- هذا غير وارد.

س- يعني بالنتيجة أسقطتم بشكل أو بآخر مبادرة الرئيس بري؟
ج- كلا أبداً الرئيس بري ليس متمسكاً بها، الرئيس بري يقول هذا إقتراح للمناقشة وليس نصاً مُقدّساً تأخذه كله أو تتركه كله، قال هذا اقتراح للمناقشة وهذا الحوار يتم برعاية رئيس الجمهورية.

س- يعني قبلتم بكل البنود ما عدا هذا البند؟
ج- قلت ان البنود الإجرائية شكل الحكومة والبيان الوزاري والتطويع، وهو أمر إجرائي البحث ففي حماية الحدود الأمر الإجرائي تتخذه السلطة الإجرائية، لذلك هو وضع اقتراح للمناقشة وهذا الإقتراح ستتم مناقشته ثنائياً بيننا وبينه ومستمرين نحن بالمبدأ مع الحوار، بعضنا يقول الحوار قبل أوالحكومة قبل، بطبيعة الحال الأفضل أن تكون الحكومة قبل، ولكن إذا كان الرئيسان المعنيان بالحكومة بعد خمسة أشهر لم يتوصلوا الى الصيغة المناسبة للمغامرة وفرضها على اللبنانيين فيعني واضح ان الحوار سبق الحكومة ليس بسببنا ولا بسبب الرئيس بري، بل بسبب قراءة سياسية مختلفة بيننا وبين الرئيس سليمان والرئيس سلام، وأعود وأقول مبدأ الحوار نوافق عليه ونلتزمه وقلنا أكثر من ذلك، عندما يدعونا رئيس الجمهورية نحن نذهب الى الحوار دون نقاش.

بعد مداخلة لكمال اللبواني عضو الإئتلاف السوري
المشنوق- للحقيقة الأستاذ كمال يُعبّر عن الوجع وعن واقعية شديدة، ولكن أنا أقول ان الثورات تمر بطلعات ونزلات، ولكن أنا عندي ثقة ان الشعب السوري لن يستكين وسيستمر في القتال رغم ضعف إمكانياته ولكن سيستمر وسينتصر، هذا نظام لن يقوم مرة أخرى أياً كانت المعادلة الدولية، وأياً كانت الدول المتدخلة، الفرق فقط هذا الشعب حرام وظلم من المجتمع الدولي أن يتركه يدفع ثمن أكثر ولو ثمن انتصاره، لا شيء يجعل هذا النظام يبقى ويستمر ويحكم، انتهى هذا النظام بمعنى قدرته على الحكم، عنده قدرة على القتل صحيح، ولكن النظام كآلية حكم انتهى ولن يعود أياً كانت الإتفاقات وأياً كانت أشكال السلاح الذي يُعطى له أو الذخيرة لأنهم لا يستطيعون إعطاءه شعب يحكم.

س- وماذا بالنسبة لما قاله عن احتلال فارسي واحتلال “حزب الله”؟
ج- ليس فيه من جديد هذا الكلام واضح، وأصلاً جزء من الإتفاقات الموضوع المتعلق بـ”حزب الله” ويتطوّر الامر، هذا النظام لم يتخلَ عن الكيماوي فقط، تخلى عن كل الآليات التي لها علاقة بدعم أي عمل ضد إسرائيل، سواءً “حماس” أو “الجهاد الإسلامي”، اما موضوع “حزب الله” فهو موضوع يُبحث مع إيران وليس مع روسيا فقط أو مع النظام السوري، لم تعد سوريا لاعباً إقليمياً، صارت ساحة لكل القوى الدولية، والآن واضح أنه تم وضع اليد عليها بشكل محكم من قبل الولايات المتحدة والإتحاد الروسي، ولكن هذا لا يُغيّر النتائج بتقديري أنا، ولا يُغيّر قدرة الشعب على الإستمرار، أنا لا أقول كلاماً شعرياً، هذا الشعب دفع ثمناً كبيراً جداً ثمن ثورته وحريته وقدرته على التعبير، ولن يتخلى أياً كان الموقف الأميركي، وأياً كان الموقف الروسي، من هو على الأرض هو الذي يفرض نفسه، ومن هو على الأرض هو الشعب وهو بالنتيجة الذي ينتصر.

س- ولكن نتحدث عن الشعب السوري وكأن هذا الشعب وحده، وكأن كل العالم ضده، فيما النظام هو الذي يقول هذا الأمر، هذا النظام يقول انه انتصر على العالم، صمد في وجه العالم ثم انتصر انطلاقا من صموده؟
ج- هذه مثل 67 عام 67 بمعنى ان الأرض ذهبت ولكن بقي النظام، وهنا سقط مئات آلاف من الشعب ولكن هذا الإنتصار الذي يتحدث عنه النظام، أنا لا أقول لا أوافق، لن ينتصر هذا النظام، هذا النظام صار من الماضي بكل مكوناته، إذا تريد فتح هذا الملف هناك كلام كثير، ولكن أنا أتحدث عن هذا الموضوع، بمعنى احتمالات الكلام الذي قيل أو الإحتمالات التي تتسرّب بوسائل الإعلام من بعض الجهات الدولية حول طبيعة الإتفاقات المرحلية والفترة اللاحقة، كل البحث هو عن النظام المقبل وليس هذا النظام الحالي الذي لا أحد يبحث كيف يحفظه. السؤال هو هل يُشارك في المفاوضات حول التسوية؟ الجواب واضح انه خلال المداولات الجارية أن يكون هو في المفاوضات وبعدها تبدأ المفاوضات معه وتنتهي من دونه هذه النظرية ما مدى صحتها لا اعرف.

س- هذا اقتناعك؟
ج- هذا يتسرّب عن إمكانيات أوعناوين واحتمالات الإتفاقات، الأستاذ كمال يقول لن نشارك، هذا يعني إنه لا يوجد طرف آخر يحاورونه في جنيف أو في أي مؤتمر آخر.

ردا على ما قاله اللبواني إنهم سيدخلون الى لبنان ويفتشون عن السلاح الكيماوي الذي تُقل الى “حزب الله”؟
المشنوق يقول: يا أستاذ كمال خدنا بحلمك شوي، لسنا بحاجة لأن نُفتّش ولا بحاجة لزنودكم ما شاء الله عليكم، في المكان يقولون الحجر بمطرحو قنطار، انتم معنيين بسوريا وبقدرتكم في سوريا، أما لبنان فاسمح لي لا بحاجة للتفتيش من قبلكم ولا بحاجة للتدخل من قبلكم، نحن قادرون إن شاء الله أن نقوم بواجباتنا تجاه أهلنا، ونقوم بدورنا تجاه هذا الموضوع، هذا يعني فيه شويّة مبالغات بالكلام لا توقيتها مناسب ولا مضمونها يؤدي الى أي نتيجة.

س- هل عندك معلومات عن نقل السلاح الى “حزب الله” السلاح الكيماوي؟
ج- مع احترامي للأستاذ كمال أنا أستطيع التأكيد أنه مستحيل دخول هذا النوع من الأسلحة الى لبنان لاسباب كثيرة، أولها ان هناك رقابة دولية وهناك جهات معنية لن تسمح لا للحزب ولا الحزب عنده قابلية على استعمال الكيماوي في أي مجال، وأنا أستغرب ان كل النقاش الحاصل لم يذهب الى الموضوع الرئيسي وهو موضوع الكيميائي والعقوبات الدولية وذهبنا الى أمور أخرى خارج الموضوع، أنا أحترم رأيه ومعلوماته، ولكن معلوماتي أنه لم يتم أي نقل لهذا النوع من السلاح، وهناك رقابة أكثر من جدّية في هذا المعنى، وإذا كان تم شيء فهو ضمن الأراضي السورية وليس الى لبنان.

رداً على مداخلة أخرى لكمال اللبواني
المشنوق- لا يجوز أن يصل الأمر الى هذه المقاربة، إذا كان هناك من متطوعين فهذا أمر نابع من نفسهم، أما “حزب الله” فهو جهة عسكرية سياسية أخذت القرار الاستراتيجي للذهاب بآلاف المقاتلين لقتال الشعب السوري هذا أمر آخر. وأنا أُطمئن الأستاذ كمال وأتحمل مسؤولية كلامي ومعلوماتي انه لا يوجد شيء اسمه مرور أي نوع من أنواع السلاح الكيماوي من لبنان حتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أضمن للغد، ولكن هناك مسؤولين في الدولة اللبنانية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية وقائد الجيش تحديداً يتحملون مسؤوليتهم في هذا المعنى، ويقوموا بواجباتهم، والدولة اللبنانية قادرة على محاسبة أي لبنان ولو لفترة لاحقة تُسبب بأي أذى بالعلاقات بين لبنان وبين الشعب السوري، دعنا نترك الأمور بالتوجه الى كل الشعب اللبناني من قبل الإئتلاف الذي نعتبره الممثل الحقيقي للشعب السوري، ودعنا نترك الأمور لوقتها ولا نستعجل الأحكام لأن هذا الأمر، النصر نصر الشعب السوري كفيل لوحده بهزم كل الآخرين ولو لم يتحرك أحد من مكانه.

الدكتور بسام ابو عبد الله مدير معهد الدراسات الإستراتيجية في دمشق يقول- نحن نحترم إرادة الشعب اللبناني هذا شأن يخص لبنان، وهناك تيارات لبنانية منذ بداية الأحداث أرسلت مسلحين وأسلحة وتم ضبط المئات الذين أتوا من مناطق عكار. لا يمكن للبنان أن يكون بصحة جيدة طالما ان سوريا في وضع صعب، وبالتالي واهن كل من يتحدث باسم الشعب السوري، سعادة النائب المشنوق قال الشعب السوري، أرجو أن نتخلص من هذا وقل جزء من الشعب السوري ولا يحق لأحد أن يتحدث بإسم الشعب السوري، الرئيس فؤاد السنيورة ناشد الرئيس أوباما لضرب سوريا.

ابو عبد الله- جزء 30 أو 40 لكن لا تتحدث باسم الشعب السوري.
المشنوق- لا تزعل من العد بسيطة، السؤال ليس هنا، السؤال أنك ايضا تُطلق الشعب اللبناني على جزء كبير من الشعب اللبناني أوصاف ونعوت تتعلق بـ”حزب الله” ودوره ، هذه مسألة مُختلف عليها لبنانياً لا يمكن أن تُقررها من عندك ولا يمكن لك أن تفرض على اللبنانيين خياراتهم ورأيهم.

ابو عبد الله- هذه وجهة نظري
المشنوق- جيد لكنك تُخاطب الشعب اللبناني وتقول للبنانيين الوضع كذا وكذا، الآن الموضوع يتعلق بسوريا، الآن الموضوع في سوريا وليس في لبنان، الموضوع يتعلق بالقرارات الدولية التي اتخذت بحق النظام السوري، والمشكل الكبير الدولي الذي تم وضع اليد عليه بحيث ان سوريا تحوّلت من لاعب إقليمي رئيسي الى ساحة لقوى دولية لا قدرة لا للسوريين ولا للبنانيين ولا لأي من الآخرين أن يخالفوا ما يأتون به وما يُقررونه. والمعادلة الدولية وضعتنا الآن تحت يدها ولم تضع خياراتنا أمامنا، ووضعتنا جميعاً تحت يدها بسبب الخيارات الدولية.

ابو عبد الله- ما هو السبب؟
المشنوق- السبب هو قيام النظام السوري باستعمال سلاح مُحرّم دولياً قبل أن نصل الى الأجندة الدولية التي بحق النظام السوري، أكيد هناك أجندة دولية وأكيد مطلوب من النظام السوري أن يتخلى عن تحالفه مع إيران و”حزب الله” هذه وقائع وليست مواد للمزايدة على أحد، ولكن قدرة دول المنطقة على مخالفة أي قرار دولي بحجم الإتفاق الروسي-الأميركي يعني قدرة معدومة، اسمح لي نحن لسنا دول قادرة على مواجهة اتفاقات بهذا الحجم واعتبارها أنها مكرمة من الروس أو من الأميركيين بأنهم قبلوا بوضع يدهم علينا أو يضعوا يدهم على مقدراتنا وعلى إمكانياتنا.

ابو عبد الله- أنا أتحدث عما قاله الرئيس سعد الحريري، اما حساباتنا خاطئة أو لم ندخل في الحسابات، أنتم حساباتكم خاطئة ولا تدخلونه في الحسابات هذه هي المعادلة ببساطة.
المشنوق- نحن لا ندّعي أننا نحن نستطيع تغيير الحسابات الدولية.

ابو عبد الله- لكن الرئيس سعد الحريري ادّعى وقال أريد المجيء عبر مطار دمشق.
المشنوق- عندما تقول ان الرئيس الحريري أو غير الرئيس الحريري، الحريري قال هذا الأمر يتعلق بنصوص وبدون أن ندخل بالكلام الشخصي، نحن نتحدث عن نصوص مُحدّدة لا أنت تملكها ولا أنا أملكها.

ابو عبد الله- بل أملكها.
المشنوق- لا تملكها الآن، الآن على طاولتك فلا يجب أن نُدخل أنفسنا في كلام لا يُقدّم ولا يؤخر.
ابو عبد الله- تياركم هو الذي دعا الرئيس الحريري للعودة عبر مطار دمشق.
المشنوق- هذا الكلام غير صحيح نُشر في الصحف ولم يُنسب الى أحد، هذه الثورة السورية أو ما يجري في سوريا هي مسؤولية الشعب السوري وليست مسؤوليتنا، كلام الصحف لا يجوز تحويله الى وقائع ثابتة، إذا عندك نص واضح تعالى نُناقشه.

ابو عبد الله- وماذا عن رسالة الرئيس السنيورة للرئيس اوباما؟
المشنوق- لا تحكيني من الذاكرة ولا افتراضات إذا عندك نص أنا لا أريد ان استعمل كلام لأحد، أنا أقول إذا كنت تملك نصاً تقرأه للمناقشة فانا حاضر للمناقشة، أما أن تستعمل من الذاكرة عبارة منقولة عن صحيفة أو منقولة عن هذا قال، هذه مثل الكلام عن معلولا أننا جئنا نُحرركم من الصليبيين أنا قرأت كل النصوص وشاهدت كل الأفلام وأنا أُدين كل جهة دخلت على معلولا لو كان ابن عمي واحد منهم، ولكن لم نشاهد لا نص ولا فيلم ولا حرف يقول بأننا نريد أن نفعل بالصليبيين فدعنا نستعمل نصوصاً واقعية سليمة.

ابو عبد الله- النصوص الواقعية موجودة بفتوى مفتي السعودية عندما طالب بتدميرالكنائس، يا أخي لا تُدافع عن السعودية هم من يقودون التيار التكفيري في هذه المنطقة، تيار بندر في السعودية.
المشنوق- يا دكتور أنت أخذت عدّة دول في طريقك، نص الفتوى لمفتي السعودية نص غير دقيق، وأنا اليوم بالذات قرأت عدّة دراسات بعضها تفترض أنه يتحدث عن الجزيرة العربية وعدم وجود كنائس فيها، ولكن يا دكتور لا يوجد نص مُثبّت بهذا الموضوع، هذا الكلام الذي يصدر من شخص سواء رجل دين أو رجل سياسي يحتاج الى نص إذا كان أمامك نص تقرأه أنا مستعد لمناقشته.

بعد مداخلة أخيرة لكمال اللبواني
المشنوق- أفهم موقف الدكتور كمال وأفهم حرقته ووجعه، ولكن لا أعتقد انه قد يحصل أي اجتماع في جنيف بدون الإئتلاف، وبالتالي يمكن أن يكون هناك معارضة مختارة أومنتقاة من النظام السوري حتى يحاورها النظام السوري.
س- يعني تنصحهم أن يشاركوا؟
ج- لا أعرف هم يعرفون ظروفهم أكثر مني، ولكن يمكن أن يضعوا شروطهم ووضع إطار للتفاوض آخذ بعين الإعتبار بأن موظفين في الدولة، ولكن مُبكّر الآن الإجابة عن هذا الموضوع، فموضوع جنيف ليس غداً أو بعد غد.
هناك اتفاق دولي تم وضع تصوّراً ما، هم وضعوا إطاره ولم يضعوا تفاصيله، وهذه التفاصيل بحاجة الى نقاش وتأخذ وقتاً طويلاً، ولكن ليس من ضمنها بقاء النظام وبقاء الأسد، هذا أمر واضح، الروسي يريد موقع لنفوذه وإعادة صورته الى المنطقة والعالم بأنه شريك في القرار السياسي الدولي، وقد حقق تقدّماً في هذا المجال. الإيراني هو الذي يريد إبقاء النظام السوري حتى الآن، وهناك طرفان اليوم بدأ بالدخول على المفاوضات بكل أنواعها، والمفاوضات تحتمل كل الإحتمالات، الروسي واليوم أعلن الرئيس الأميركي انه تلقى رسائل مباشرة من الرئيس الإيراني الجديد المُنتخب في إيران حسن روحاني ووجّهت له دعوة الى فريضة الحج الى السعودية، فهناك تطورات كبيرة تحصل، الإستعجال بالأحكام المُسبقة عليها لا يأتي بنتيجة، أنا أفهم الدكتور لبواني وأفهم وجعه وألمه وأؤيد كل ما قاله، وهذا حقه بأن يكون القرار الأساسي للائتلاف أو للمعارضة في مستقبل سوريا، ولكن اليد الدولية ثقيلة واليد الدولية تريد أن تكون شريكة، ما هو الشكل الذي تتخذه الأمور في النهاية لا أعرف. هناك جسم سياسي بدأ يكتمل بالإئتلاف وهناك جسم عسكري بدأ ينشأ ، هنا جسم بدأ يكتمل وجسم عسكري خارج النصرة والقاعدة وبلواتهم الجيش السوري الحر بدأ ينشأ الآن كما نقرأ ونتابع كم يحتاج من الوقت لإثبات نفسه على الأرض، لأن من هو على الأرض هو الذي يفاوض لا أحد يستطيع إلزامه ولا أحد يستطيع أخذه رغماً عنه، الفرق بأن يقتنعوا مُبكّراً بأن هذه المفاوضات لن تؤدي الى بقاء النظام أو الأسد أو أنهم يريدون الآن تنفيذ هذه القاعدة، هذا النقاش من المبُكر الإجابة عليه، فهناك الكثير من المفاوضات الروسية- الأميركية والإيرانية- الأميركية وإيرانية- سعودية ستفتح الباب أمام آفاق أما أن تفتح الباب أمام مأزق أكبر من الذي نعيشه.

س- اليوم هناك قراءة في لبنان انه انطلاقاً من وجود أطراف مُتضررة من بداية الحل في سوريا ربما يؤدي ذلك الى أعمال أمنية في لبنان؟
ج- من هي الأطراف المُتضررة في لبنان؟.

س-المتطرفون والتكفيريون؟
ج- هؤلاء ليسوا عنصر قرار وقدرتهم على القيام بأعمال أمنية محدودة، وممكن أن يقوموا بشيء ما لا أنفي، ولكن هم ليسوا جزءُ من القرار الاستراتيجي، الجزء من القرار الإستراتيجي هي القوى اللبنانية الرئيسية التي اتخذت قراراً منذ اللحظة الأولى من إنها ليست ذاهبة نحو التفجير.

س- لكن البعض يقول ان المملكة العربية السعودية مُتضايقة مما حصل؟
ج- مما مُتضايقة؟.

س- من الإتفاق الأميركي- الروسي، يعني كانت تُفضّل أن يتم التوصل الى..؟
ج- بالتأكيد هناك الكثير من الدول العربية تراجع الآن علاقاتها بالإدارة الأميركية بسبب الموقف الذي اتخذته.

س- ومنها السعودية؟
ج- بالتأكيد ومنها السعودية لأن هذا الذي يحصل في سوريا كبير ووحشي ومجرم لدرجة أنه لا يمكن لأحد أن يتحمله.
السعودية دولة قائدة تعتبر نفسها على الأقل قائدة في العالمين العربي والإسلامي، وبالتالي تعتبر نفسها مسؤولة- بالمناسبة ولا مرة مسؤول سعودي ادّعى إنهم يدعمون المعارضة في سوريا من أجل الديمقراطية بل يدعمون المعارضة في سوريا للخلاص من نظام لا همّ له سوى قتل الناس وتدمير بلده.

س- ألا يمكن هذه الدول العربية التي تُراجع علاقاتها مع أميركا أن تستغل الساحة اللبنانية لتوجيه رسائل؟
ج- السعودية لا يمكن أن تتصرّف تجاه لبنان إلا بالمسؤولية عن السلام والإستقرار، أي كلام آخر هو كلام غير واقعي وغير حقيقي، أولوية سياستهم في مصر وثاني اهتمام في سوريا، لبنان لا يعنيهم إلا بأمنه واستقراره.

س- توجيه رسائل الى النظام السوري وحلفائه بالسياسة على الأقل، يعني يُصبح عنكم تشدّد بالموضوع الحكومي وبطاولة الحوار؟
ج- عندنا تشدّد وطني بالموضوع الحكومي، أعود وأقول عندما تبيّن ان هناك بعض الجهات في “14 آذار” قابلة بحكومة 8+8+8 التي لا فيها تشدّد ولا فيها تحفّظ ، فيها اعتراف في غير مكانه وزمانه، ومن رفض هو “حزب الله” والذي رفض هو الذي لا يريد أن تقوم قائمة لأي مؤسسة من مؤسسات الدولة طالما الحريق السوري مستمر.

س- هل صحيح ان الرئيس الحريري أخطأ من جديد بقبوله بموضوع 8+8+8، يعني حصلوا منه على موضوع 8+8+8 وعندما حصلوا على هذه المعادلة قالوا يريدون ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة؟
ج- أنا لم أجد في أي مكان قبول من الرئيس الحريري بهذه الصيغة.

س- سُرّب من اتصالات سياسيه معه وفي وسائل إعلامية؟
ج- ليس هناك أي قبول علني ولا سري جازم وحاسم لا من الرئيس الحريري ولا من غير الرئيس الحريري بصيغة 8+8+8 حصلت قصة لن أكررها الآن.

س- ما هي؟
ج- ما حصل أمران: الأول إعلان الرئيس مكاري على مسؤوليته الشخصية والثاني أحد الفرقاء الرئيسيين في “14 آذار” ذهب متطوّعاً بإبلاغ رئيس الجمهورية في زيارة وإبلاغ الرئيس المكلّف على الهاتف بأن “14 آذار” وافقت على 8+8+8 وهذا الأمر لم يتم.
س- من هو هذا الشخص أم أنه فريق؟
ج- طبعاً شخص يُمثّل فريق، هذه تفاصيل، ولكن ما أقوله أن من رفض ليس “14 آذار”، من رفض وأعلن وشتم وما قرأته الآن ونقرأه منذ أيام للشيخ نعيم باعتبار هذه من الجرائم الكبرى التي لا يجوز التفاوض عليها.
على كل حال، أعود واقول الوضع في المنطقة وفي لبنان أكبر من كل أطرافه الداخلية، وبالتالي على الناس أن تروق وتهدأ وتُفكّر بماذا ستفعل، وتهتم بمصالح الناس والدخول على المدارس وتهتم بالكهرباء والماء والطرقات.

س- كيف ستهتم مع حكومة تصريف أعمال؟
ج- هذا ما أقوله مع حكومة جديدة تأخذ بعين الإعتبار قدرة الرئيسين على فرضها على كل الأطراف اللبنانية. لن يُشكّلا حكومة – أُكرر- ضمن المعايير التقليدية لتشكيل حكومة، وتشكيل حكومة تأخذ بعين الإعتبار الكثير من مطالب كل الفرقاء، أعتقد ان حجم ضررها أقل بكثير من الضرر الذي يعانيه المواطن الآن والذي تُعانيه الهيئات الإقتصادية والعمال في ذات الوقت كأنهم شركاء.

س- بالعودة الى موضوع مرّ عليه بعض الزمن الذي يتعلق بالتفجيرات في طرابلس والتفجير في الضاحية، لفت تصريح لك بأنك اتهمت النظام السوري بالتفجيرات التي حصلت في لبنان بينما البعض اعتبر ان ما حصل هو نوع من حروب استخبارات بين الإستخبارات ربما سوريا في طرابلس واستخبارات دولة عربية أخرى في الضاحية؟
ج- المقصود السعودية.

س- طبعاً؟
ج- على طريقة بيان كتلة “حزب الله”

س- هذا ما قرأناه وانطلاقاً من هذين الأمرين أن الحرب جولة رُبحت هنا وجولة رُبحت هناك وبالتالي رجعنا الى نوع من انواع التعدّد وعفى الله عما مضى؟
ج- انا اتهم النظام السوري بتفجيري طرابلس ومع الأيام ان شاء الله سيظهر ذلك انه هو ايضاً مسؤول بشكل او بآخر عن التفجير في الرويس.

س- ماذا تقصد مسؤول بشكل او بآخر؟
ج- سيظهر ذلك بالتحقيق اصلاً شعبة المعلومات والمخابرات و”حزب الله” اعتقد انهم يسّبقون بشكل كامل في هذا الموضوع صحيح نحن لا نريد ان نلاحق السوريين الى بلادهم، ولكن نحن لن نقبل سواء كان سوري او اياً كان جنسيته ان يشتغل بلبنان او بأمن لبنان بقدر استطاعتنا ما دام هناك تعاون بين الأجهزة و”حزب الله” متجاوب مع الآخرين للتفاهم حول تحييد لبنان بقدر الإمكان عن التفجيرات فهذا دليل ان الأمور اصعب على النظام السوري ولكن هذا لا يمنع ان يستمروا بارسال المتفجرات لانه ليس لديهم شيء آخر لارساله، هذا النظام ليس امامه سوى التسبب بمزيد من المتفجرات، موضوع التطويع في قوى الأمن والجيش خارج اقتراح الرئيس بري، يجب ان يتم في اول حكومة تشّكل في لبنان لضبط الوضع وضبط الحدود اللبنانية- السورية، نحن دعونا منذ اكثر من سنتين واول نائب دعا وقاتل من اجل نشر الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية مثل اليونيفيل هو النائب معين المرعبي الذي طالب الى ان بُحّ صوته والآن تبين ان هناك ضرورة وحيث هناك نقص بالعسكر يجب ان نحمل ويجب على كل اللبنانيين تحمّل هذه الفاتورة وهذه الميزانية لحماية بلدهم من الحريق السوري.

س- البعض قال انه من التغيرات التي ظهرت ان عملية توقيف الشيخ هاشم منقارة لا تستند الى ادّلة دامغة؟
ج- اولاً لا اريد مناقشة القضاء الآن بمسألة توقيف او عدم توقيف الشيخ هاشم منقارة لأنه بالتأكيد هو يعرف بمعنى انه عرٍف مرة وانا لا اقول انه مشارك، ولكن الموقوفين الآخرين موجود التحقيق عند كل الأجهزة وعند القضاء العسكري من الإجتماعات التي عقدوها مع الضابط السوري وربما هم لم ينفذوا والمنفذ شخص آخر، ولكنهم شاركوا بالإعداد في سبع اجتماعات خاصة احمد الغريب الذي اجتمع بالنقيب السوري في طرطوس وكانت واضحة الأهداف المحدّدة وطريقة العمل، طبعاً لن يجتمعوا مع احد في الضاحية لإرسال سيارة ولكن الأيام ستظهر والتحقيق سيظهر من الذي قام بهذا العمل.

س- يعني ما زلت على اتهامك؟
ج- طبعاً ولم اغيّر واعتقد ان الأيام ستثبت اكثر وأكثر اني مُحق، دعنا نتفق ان وفي وضع هذه السيارات اراد منها افتعال فتنة واراد اتهامات متبادلة على الطريقة التي حضرتك ذكرتها، السعودية لا ترسل سيارات متفجرة الى خصومها فالسعودية لبنان ليس على جدول اولوياتها لا بالأمن ولا بالسياسة غير ما يعنيه من استقرار والأمن والأمان لكل اللبنانيين.

س- لكن كل يوم نقرأ انه على رأس اهتمامات الأمير يندر الذي يتولى الملفات الساخنة، الموضوع اللبناني يعني صار عنده الملف السوري بالأولوية وايضاً يتم هذا الأمر من اهتمام بالملف اللبناني؟
ج- هناك شيء في الإعلام الأجنبي الغربي والإعلام اللبناني والإعلام العربي منذ فترة حتى الآن هناك اسطورة اسمها الأمير بندر بن سلطان مهما قلت عنها، ماشي الحال ومهما قلت بالجيد او بالعاطل الناس يعتبرونها جزء طبيعي من تخطيطه، انا اعود وأكرر بقدر ما اعرف فأنا لا اعرف الكثير ولكن اعرف ان الملف اللبناني بتفاصيله ليس على اولوية اهتمام القيادة السعودية، غير بما يعني استقراره وامن وامان اهله، فلا عندهم سياسة ارسال سيارات مفخخة، ولا سياسة تعطيل وتشكيل حكومات كما يحكى وهم ليسوا في هذا الوارد، آن الآوان أن نقبل بأننا لا نشغل الكرة الارضية، هناك ثورة في مصر طويلة عريضة يتم على اساسها تركيب نظام جديد وهناك ثورة عظيمة في سوريا شعب شبه اعزل يقاتل بلحمه الحي بوجه آلة دمار همجية لا يتوقف تزويدها بالذخائر الروسية والقنابل الروسية والسلاح الروسي وكل آلات القتل وهناك سلاح كيمياوي ووصلت الأمور للحد الذي يتجاوز كل تخيّل وبالتالي لماذا الامير بندر او القيادة السعودية مشغول بالها بتشكيل حكومة صحيح إذا كان يخدم لبنان تشكيل حكومة اللبنانيون يشكلّوها .

س- هل عندك خوف من عدم حصول الانتخابات الرئاسية ؟
ج- عندي خوف جدي ولكن لا أريد التبكير بالأحكام عندي خوف عميق وجدي باحتمال اجراء انتخابات رئاسية صعب جداّ خاصة في موضوع الثلثين في ظل الحالة الانتقالية التي لا نعرف تماماً إلى أين ذاهبون وما هو الشكل النهائي للتسوية في سوريا إذا كان هناك من تسوية وما هو ثمنها وما هي الهدايا التي سيرسلها لنا النظام السوري من المتفجر ات لزيادة توتير الوضع في لبنان لأنه لو كان النظام السوري يثق بأي طرف لبناني رئيسي يقبل معه بهذه المتفجرات كان لاسمح الله حزب الله أو أي حزب آخر قد نفّذ ، ولكن هذا دليل بأن نظام اقتل في لبنان لا يجد له من يدعمه ويساعده حتى داخل الأحزاب الحليفة مثل حزب الله وغيره من الاحزاب .

س- هناك نوع من انواع البرودة بتلقف المواصفات والشروط التي وضعها الدكتور سمير جعجع في ما يتعلق بالرئيس المقبل للجمهورية؟
ج- بالعكس أنا سمعت كلاما كثيراً ايجابياً ومتفهماً ومادحاً بالمواصفات التي وضعها للدكتور جعجع .

س- أين سمعتها في اوساط تيار المستقبل ؟
ج- سمعتها أيضاً في الاذاعة وعلى التلفزيون ولكن الآن هل حجم الأزمة والمقبلين عليه من إحتمالات تسوية ومع ما يعني ذلك من إهتزازات ومشاكل هل يؤدي إلى إنتخابات رئاسية؟ أنا بصراحة رأيي الشخصي أشك كثيراً بأن يحصل هذا الأمر في موعده أما ما هو البديل لا املك الجواب .

س- هل يمكن أن يكون البديل التمديد للعماد ميشال سليمان ؟
ج- لا اسمح لنفسي التبكير بالاجابة حول هذا الموضوع ما زال الوقت مبكراً والافضل نقدر بالرئيس سليمان ومع الرئيس سلام بأن نصل إلى تشكيل حكومة تكون الحد الادنى من ضمانة للوضع في البلد لأنه إذا استمروا بالأخذ بالحسبان التهديدات التي يسمعونها او الكلام الكبير الذي يسمعونه نكون نعرّض البلد لوضع أصعب بكثير من التهديدات.

س- ايضاً بكلام الدكتور جعجع طلب من الرئيس سعد الحريري العودة الى لبنان ؟
ج- ونحن ايضاً مع الدكتور في هذه الدعوة وأنا أعتقد أنه لا توجد رغبة عند أحد بقدر رغبة الرئيس الحريري بالعودة .

س- إذاً ما السبب الذي يمنع اليوم؟
ج- أعتقد أن لديه معلومات أمنية أو ظروف أكبر بكثير من التي تعرفها .

س- ولكن ماذا لو عاد إلى لبنان واستقر في مكان واحد ؟
ج- اولاً اذا كانت تسألني فأنا من دعاة عودته بالأمس قبل الغد وهو يعرف هذا الأمر ولكن أنا أتكلم عن قراءته هو للأمر وأنا لا استطيع أن اتحمل المسؤولية الأمنية اما بالمعنى السياسي بالتأكيد وجوده أكثر من ضروري كلنا بحاجة اليه وهو الزعيم الرئيسي لتيار المستقبل .

س- الم يؤثر غيابه على نبض وعصب تيار المستقبل ؟
ج- ما عندك شك في ذلك ولكن أكيد أن حجم غيابه اكثر بكثير من الضرر الذي تحقق . الحمد لله لا يزال هذا الجسم السياسي الى حد كبير سليم وجدي ولكن ايضاً تعبوا وتعرّضوا للامتحان تقريباً كل يوم.

س- وماذا عن العلاقة مع الحلفاء انطلاقاً من الازمة التي مررتم بها كقوى 14 آذار وخاصة في ما يخص قانون الانتخابات؟ هل غيمة وعبرت ام المشكلة لا زالت حاضرة على الطاولة ؟
ج- مرحلة قطعت وكل الناس تتصرف بمسؤولية وعلى رأسهم الدكتور جعجع في هذا الموضوع والرئيس الحريري مستوعب وقادر على الاحتواء. والتفاهم على إتصال بالجميع أما عودته او عدم عودته مسألة فعلاً من الصعب اسداء النصيحة فيها ولكن من حيث الرغبة بالتأكيد بالتأكيد يجب أن يكون موجوداً.

س- ماذا عن موضوع الأمن الذاتي الذي ظهر بالأمس في زحلة ؟
ج- موضوع الأمن الذاتي كله عنوان لتأكيد افلاس الدولة، الأمن الذاتي لا يحمي أحد ولا في حياته حمى أحد الأفضل هو المزيد من التطويع بدل تطويع حارس بلدي تطويع عسكر في الجيش اللبناني وتطويع عسكر في قوى الأمن الداخلي .

س- ولكن الشيخ نعيم قاسم يقول أن الدولة قالت لهم أنها لا تستطيع .
ج- الدولة لا تستطيع بسبب العدد ولكن هذ الأمر لا يعيش كم مشكل وقع حتى الآن اليوم ورد في عشرين “ايمايل” واتصال بأن مجموعة من داريا تم توقيفهم والتحقيق معهم 6 ساعات لانهم فقط من داريا أنا أفهم أنه حصلت مرة ان وقع انفجار في داريا وتبين ان هناك شيخ مصري وراءه، ولكن هل هذا الأمر يسري على كل واحد يحمل هوية من داريا وبالأمس صحافية زميلتكم من الأنوار ايضاً اشتباك كل يوم كل يوم، هذا العقل لا يأتي بالأمن، هذا ياتي بالإشتباك وهذا يُظهر الدولة بأضعف صورها، اذا كنا نريد ان نتحدث عن الأمن فالبيت الأبيض أُخترق والبنتاغون كذلك كنا نريد التكلم بالأمن المطلق، الأمن هو الأمن السياسي هو ان تكون مع خيارات شعبك منفتح على الآخر وان لا تكون قد وضعت نخبة شبابك في سوريا تضحي بهم من اجل نظام لن يبقى ولا يستطيع ان يعطيك ما فكّرت به طوال السنوات الماضية في اي يوم بعد اليوم.