“بلا حصانة” مع جان عزيز – قتال “حزب الله” في سوريا تهلكة لا يجوز استمرارها

مقابلات تلفزيونية 12 نوفمبر 2013 0


المشنوق- جميل ما جاء في مقدمتك عن القهر والنحر والنهر والبحر.
س- أليس هذا هو الوضع؟
ج- ليس بدقة، ولكن التعبير جميل، أحياناً اللغة تتغلب على الشاعر.

س- يعني سجلت اعتراضك على المضمون، سنعود إليه مع إن حديثكم عن الشعور بالقهر هذه الفترة يطغى على كل أحاديث أخرى؟
ج- لكن هذا من باب الحرص أكثر من إنه إعلان قهر.

س- بالأمس النائب الدكتور فتفت استعمل المفردة بالحرف. قال: “شعور الجماعة السنية في لبنان بالقهر لم يعد يُحتمل”، وهذا ما شاهدناه في طرابلس؟
ج- بالتأكيد هناك أزمة، ولكن أريد أن أبدأ من نصف الكوب الملآن، هناك أزمة عبّر عنها زملاء والدكتور فتفت أحسن من يُعبّر، وأنا كتبت عنها مُتعمّداً لأول مرة منذ خمس سنوات باعتبار ان هناك صورة سياسية يجب توضيحها وتظهيرها، ولكن بالحقيقة كل كلامنا وتحديداً ما كتبته أنا قصدت منه بالتأكيد إنه يجب على الآخرين وخاصة “حزب الله” وربما غير “حزب الله” الإنتباه الى ان هذه السياسة المُتّبعة منهم بالتعامل معنا بشكل أو بآخر كتيار عريض، كأكبر كتلة نيابية، كمتنوع، كأهل السنّة، هذا التصرف لن يؤدي إلا الى الدمار، والدمار عندما يحل لا يكون محصوراً بجهة دون أخرى في لبنان، آن الأوان أن يتعلموا تاريخ لبنان بأنه لا انتصارات دائمة ولا هزائم دائمة، كلها مؤقتة وشكلية ووهمية، وكل من يصمد ويصبر هو في النهاية سينتصر، خاصة إذا كان منطقه سليماً وليس هو المُعتدّي. الإعتداء في لبنان لا يعيش، أنا أقرأ كتاباتك دائماً، أنت عندما تريد تكون دقيقاً جداً بالوصف بالكتابة، ولكن عندما تكون أمام معركة سياسية تخوضها بشكل تختلف.
هذا الوصف أو هذه المشاكل التي نمر فيها هي تعبير عن منطق لم يأخذ بالإعتبار لا تاريخ لبنان ولا حتى تطورات المنطقة، ومن يعتقد ان تطورات المنطقة في نتائجها النهائية هي لصالح جهة دون أخرى يكون لا يعرف المنطقة، ولا يعرف لبنان، ولا يعرف بالميزان الدولي كيف تنتهي الأمور. هناك خفة شديدة شديدة بالتعامل مع الإقليم ومع المحيط ومع النظام السوري.

س- لقد اختزلت كل الملفات بهذه المطالعة الإستهلالية؟
ج- أنا مُقتنع بأنه عملياً هذا القهر لا يمكن أن يؤدي إلا الى انفجار.

س- أنت تقول انه لا شيء في لبنان اسمه انتصار دائم وهزائم دائمة، وان من يُراهن على الوضع في المنطقة لا يعرف شيء، ولكن الفريق الآخر اتهمكم على مدى سنتين ونصف بإنكم تُمارسون هذا المنطق؟
ج- لنفترض أنا وأنت نتحدث جدّياً وبالتالي تعرف ان الكلام الذي يتحدث عن رهاننا هو كلام يُقصد منه التمهيد لرهانهم هم ولقتالهم هم ولعسكرهم.

س- لكن صدر عن فريقكم كلاماً بأن بشار الأسد انتهى وان من يحكم سوريا سيحكم لبنان؟
ج- دعنا نقول قولاً يستند الى نص، فالنص الذي يتعلق بأن من يحكم سوريا سيحكم لبنان، أكيد أنه لم يرد على لسان أي من فريقنا.

س- ولكن عندما يقول ان الحل في لبنان سيأتي مع سقوط بشار الأسد ما معنى ذلك؟
ج- هذا كلام أيضاً له تفسير آخر، دعنا نبدأ من النقطة الأولى.

س- لكن قبل أن نبدأ أعود الى القهر السني، أين ترى ذلك؟
ج- هذا مستمر أولاً عنوانه الكبير هو القتل، هذا القتل المستمر منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 حتى اليوم، الى حين تشكيل الحكومة الحالية، تكليف الرئيس ميقاتي في 25 /1/2011، هذا الأمر كله راكم وراكم من الأشياء ما لا يمكن تصوّره.
أعود لأذكّرك بأمور ثلاثة وقعت في شهر واحد التي ناقشتني فيها شفهياَ، موضوع العبّارة الأندونيسية الذي ذهب ضحيتها 80 شخصاً وموضوع التفجيرين في طرابلس سقوط 51 قتيلا و500 جريح عدا الأضرار، وإعلان المحكمة الدولية عن اتهام شخص خامس من آل مرعي بالمشاركة في قتل الرئيس رفيق الحريري، مرت هذه الاحداث وكأنها عادية، ومن يعتقد ان هذا التراكم لن يولّد انفجاراً يكون لا يعرف البلد ولا يعرف أهله.

س- لكن بالفعل الآن الأفرقاء الآخرون سيكون خطابهم جاهز للرد، المسيحي سيقول أيضا سقط لنا بيار الجميل وجورج حاوي وجبران تويني لماذا لم يعتبر ان هذا استهداف للمسيحي أو الشيعي عندما يقول إنه سقط عماد مغنية و1600 شاب شيعي في حرب تموز 2006 لماذا لم تعتبر ذلك استهداف لطائفة؟
ج- هنا الأمور لا تُشبه بعضها، أولاً نحن نتحدث عن شهداء “14 آذار” ونحن بالنسبة لنا هذا موقف واحد وليس منفصلاً عن اغتيال جبران التويني وبيار الجميل ولا سمير قصير أو جورج حاوي، وبالتالي لا تُشبه بعضها،ـ هذه عملية اغتيال مُحدّدة لأسباب سياسية من خط سياسي نؤمن به ودفعنا دم بجبران التويني وسمير قصير وبالآخرين، يعني الأمور لا تُشبه بعضها. أنا أقول ان الأمور أخذت بعد بداية الحرب في سوريا منحى آخر، أقبلنا أم لم نقبل، وأنت قلت ان أمراً ذو طابع مذهبي بدأ يظهر في لبنان، هذا صحيح، هذا الشيء بدأ وهذا يُراكم، والدم السوري سيتسبب بدم لبناني لا يمكن أن لا يحصل، ولكن من يتجرأ ويُقدم في سنة على تنفيذ عمليتين واحدة لم تحصل بسبب كفاءة وسام الحسن- رحمه الله، التي كُلف بها ميشال سماحة بعشرات المتفجرات ونقلها الى لبنان، والمسؤول عنها المسؤول الأول في الأمن السوري، وعملية تفجير السيارتين في طرابلس التي تبيّن أيضاً ان ضابطاً سورياً بالمخابرات مُتورط بالموضوع.

س- دعنا لا نستبق التحقيقات، وهنا دعنا نتحدث بالقانون؟
ج- أنا أقول ما هو مُعلن وهناك متهمين.

س- ليسوا متهمين لم يصدر بعد القرار الظني وهم مُشتبه بهم، لم يصدر الإدعاء بعد؟
ج- إذا أردت تسميتهم بالمُشتبه فيهم لا بأس، ولكن هذا مُوثّق بالصوت والصورة.

س- أيضاً رواية علي عيد؟
ج- رواية علي عيد رواية شخصية لا تستند الى عقله ولا الى تهذيبه، ولكن أنا هنا أتحدث عن واقعة صارت في ذهن الناس، ما هو انطباع الناس؟ انطباعهم ان هاتين السيارتين فجرتها المخابرات السورية في قلب طرابلس بواسطة تسعة أشخاص من مجموعة مُعيّنة وتنظيم سياسي مُعيّن لهم أسماء وعناوين. قد تقول انه قد يظهر ان نصف هؤلاء لا علاقة لهم، فهذا لا يُغيّر بالنتيجة السياسية، النتيجة السياسية إنه خلال سنة المخابرات السورية أرسلت علناً وصراحة متفجرات مع وزير سابق لبناني وأرسلت سيارتين لتفجيرها في طرابلس والتسبّب بقتل كل هؤلاء الناس، ومع ذلك تقول يجب معالجة الأمور بالحكمة والعقل، جيد، ولكن كم مرة يمكن معالجتها بالحكمة والعقل؟.

س- صحيح عندما نسمع ما سمعناه الأحد في طرابلس بحضور نواب من “المستقبل” يُقال “هذه المساجد التي فضحت من يزعمون انهم إسلام وما هم إلا أعداء للإسلام والسنّة فضحت الباطنيين المتمسكين بالأوهام”، من هوالمقصود؟
ج- دعنا نتفق على نقطة، هل كنت تنتظر رد فعل أقل من هذا الكلام؟ هذا ما أحاول أن أقوله لك.

س- طبعاً كنا ننتظر رد فعل وطني، المسيحيين منذ 1990 حتى الـ2005 نُكّل فيهم وعُذبوا وكنتم أنتم في السلطة، تصوّر لو ان المسيحيين في حينها حرّضوا كما يحصل الآن؟
ج- حبذا لو تأتي بالنصوص في ذلك الوقت، لأن النصوص في ذلك الحين لم تكن أقل من هذا النص. لقد قيل عند جميع الطوائف المسيحيين والسنّة والشيعة وأحياناً عند الدروز كلاماً عالي السقف لأسباب أمنية تتعلق بمشاكل طائفية، دعنا نعي ذلك. المعنى ان من لم يرَ ان هذا التوتر، هذا الحريق السوري حيث جهة لبنانية مُعلنة، فخورة، معتزة تُقاتل بتنظيمها السياسي والعسكري الى جانب النظام السوري بمواجهة الشعب أو جزءً كبيراً من الشعب، من لا يرى ان هذا الأمر سيؤدي الى هذه اللغة، يكون ليس حريصاً على نفسه ولا على البلد، ولا حريصاً لا على المسلمين ولا على المسيحيين.
أنت تُناقشني الآن في مقال كتبته أنا منذ شهر، كنت أتوقع أن الأمور تصل الى هذه اللغة.

س- قلت من يعش يرى؟
ج- نعم ليس بمعنى التهديد، بمعنى القراءة الواقعية للأمور، هذا دم الناس على الأرض، من فعل شيء لأهل طرابلس بمن فيهم نحن؟ من فعل شيء لطرابلس الموجودة على المذبح السوري منذ العام 85؟ كل يوم تُذبح على مدى 28 سنة ومن نفس الجهة، ماذا فعلوا لطرابلس؟ لماذا لا تتوقع أن يصدر عن طرابلس هذه الأصوات الحادة الناشزة عن الإجماع؟

س- لكن كيف تعايشت هذه الأصوات نفسها مع الجهة الذابحة كما سمّيتها؟
ج- دعنا لا نناقش بالجملة، بمعنى إنه كان هناك حالة تعايش مع الوصاية السورية من عشرات الأشخاص وعشرات الجهات، وأنا لست واحداً معهم، ولكن كل من سار في هذا الطريق ليس بالضرورة انه كان موافقاً ولا بالضرورة كان جزأً من هذا النظام.

س- لكن هذا أسوأ، هذه انتهازية سياسية؟
ج- كلا، ليست انتهازية سياسية، هذا واقعية سياسية، والذين لم يكونوا جزءً منها محدودين جداً جداً جداً بما فيهم أو ربما أولهم الجنرال عون والدكتور جعجع في وقت من الأوقات، ولا يمكننا الحكم على الناس. هناك شخص أُخذ الى السجن وبقي فيه 11 سنة هو الدكتور جعجع، وهناك جنرال نُفي الى فرنسا وبقي سنوات طويلة لا يمكنني الحكم عليهم باعتبار ان هؤلاء الناس لو كانوا بقيوا في لبنان كيف كانوا سيتصرفون؟ كان هناك حركة سياسية في ذلك الوقت وأنت كنت جزءً منها اتخذت موقف، ومستمرة ومستمرة ومستمرة بموقفها ولم تتراجع. إذاً لا تجوز المقارنة بمعنى هذه الحالة بأن تقول لي إنه لم يصدر في وقتها كلاماً حاداً له صفة مسيحية يُعبّر عن قهر أو عن ظلم أو عن غير ذلك، بالتأكيد صدر وبالتأكيد هناك عشرات النصوص.

س- التعبير عن القهر والظلم شيء ورفض الآخر شيء آخر؟
ج- أنت لا تتحدث عن بيان “كتلة المستقبل” أنا أقول لك تستطيع أن تُحاسبني باعتباري أُمثّل الجزء الأكبر عبر جمهور رفيق الحريري و”تيار المستقبل” أما أنا متوقّع بأن هذا الدم وهذا الإهمال وعدم المسؤولية والإصرار السوري وحلفائه على استعمال طرابلس كساحة لإرسال الرسائل لقتل الناس وتفجير المساجد طبيعي أن يولّد هكذا كلام. السؤال الوطني الحقيقي كيف يمكن معالجة هذا الموضوع؟ وليس السؤال بمعنى اتهامهم، لأن هذا الإستمرار بالقتل بعد سنة سيدفع شخص مثلي لنفترض أنا بالمنطق الوطني المعتدل، سيدفع شخص مثلي أما أن أذهب الى منزلي وبأنه لم يعد لي صفة تمثيلية في الشارع أو ان هذا الكلام هو الذي يجعلني أقف بين هذه الجماعة.
برأيي ان الطريق ليس مُقفلة، وهنا علينا العودة الى جوهر المشكلة، هناك مدرسة للسلاح نشأت في لبنان المعنى السياسي ودخلت الى الدولة وأمسكت بخناق الدولة واستمرت بغيّها وبقسوتها وبحدّتها وباعتبارها انها ليست جبهة لبنانية، بل مُعلنة انها جبهة إيرانية تلتزم سياسياً وعسكرياً وفقهياً بدولة خارج لبنان، هذه المدرسة الى أين ستوصل؟ إذا كنت أنت باحث تجلس وتُفكر وليس طرفاً سياسياً، كشخص عمل فترة طويلة من حياته بالبحث، قل لي ماذا ممكن أن توصل؟ ماذا تنتج هذه السياسة؟ هذه المدرسة ستنتج ما يشبهها ولا يمكن أن تنتج شيء آخر، ستُنتج ما يشبهها بنفس السياسة، بالسلاح، بالقدرة على الإعتداء. وبصراحة هؤلاء الجماعة لا يعرفون الإعتداء ولم يتعودوا بعد، وليس عندهم ما يمكن تسميته الجريمة المُنظمة، هناك مجموعات تقوم بردات فعل، ربما تغتال على حسب الخبر الذي سمعته في طريقي الى هنا، ولكن لا يمكن أن يكون هذا جزءً من تنظيم سياسي وعسكري مُتماسك.
هذه مدرسة ليس عندها هم سوى إلغاء فكرة الدولة من عقول الناس وإلغاء فكرة المؤسسات من عقول الناس، وتعتمد فقط على إنه أنا عندي فائض قوة كل فترة أُعبّر عنه بشكل أو بآخر، آخر تعبير وأحدث تعبير، وأقول تعبير هو الإعلان عن القتال في سوريا تحت شعار ان هؤلاء الستين أوالثمانين بالمئة من الشعب السوري، كل هؤلاء إرهابيين وتكفيريين، ولكن هؤلاء التفكيريين بمنطقك ومواجهتهم ستخلق مثلهم في لبنان، انت من تخلق مثلهم، أنت تخلق عدوك وليس خصمك، عندما تأتي وتتحدث بالسياسة كما تحدث بالأمس الحاج محمد رعد كلاماً ياماحلى كلام التكفيريين. سمعنا قطع روس وقطع أيادي، أنا أسأل ماذا سيخلق هذا الكلام، ماذا تستطيع أن تقول بالمنطقة بأكملها اسمها الشمال أو منطقة مختلطة الحمد لله اسمها البقاع أو بيروت الساكتة الصامدة أو الإقليم أو صيدا، حيث مشكلة سرايا المقاومة لا تزال تعل وتعل.
إذاً هناك مدرسة لا تنتج إلا هذا النوع من الكلام ولا تثمر غير تنظيمات وهمية عددها محدود، ولكن قدرتها على الضرر كبيرة جداً عند المجموعات الأخرى، ماذا كان يمكن أن يُنتج كلام الحاج من محمد رعد؟.

س- هل جاء كلام الحاج محمد رعد من العدم؟
ج- كلا، أتى من منطق إنه يستطيع أن يتحدّى واشنطن والرياض.

س- أنت رديت عليه مباشرة ولكن كلامه يقول “ان هناك من هو عجز عن مواجهتنا في بيروت، أحضر إسرائيل لقتلنا في بيروت ولم تنجح فذهب يلتف علينا في الشمال”؟
ج- هذه وجهة نظره.

س- لكن هناك وقائع؟
ج- أولاً هذه ليست وقائع، كلامي وقائع هذه وجهة نظر.

س- لكن كل الإعلام الغربي يقول انه طرفا من فريقكم ذهب الى سوريا قبل “حزب الله”؟
ج- بالتأكيد هناك جماعة من توجهنا السياسي من خطنا من تفكيرنا، إنما ليس من تنظيمنا ولا بقدراتنا ولا بإيحاء منا، ولا بأوامر ذهبت وقاتلت ولكن عدد محدود.

س- أنا لا أتحدث عن هؤلاء، إنما أتحدث عن زميل لك مُكلّف بشكل رسمي وهناك بيان صدر عن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، قال “هذا النائب مُكلّف بشكل رسمي”؟
ج- لكن هذا النائب مُكلّف على أي قاعدة إذا أخذنا النص؟

س- بالوقائع؟
ج- بالوقائع قال هو مُكلّف على قاعدة المساعدات الإنسانية، هذا يمكن أن تقول له أريد قطع رأسك ويدك؟

س- بالمقابل وبالوقائع هناك 17 وسيلة إعلام أجنبية في الفترة السابقة لدخول “حزب الله” في الحرب السورية سمّت هذا النائب على انه جزء من التسليح والتمويل للمعارضات السورية المسلحة؟
ج- أنا قرأت ذلك وفيها اتهامات وليس فقط تسمّيات، ولكن كيف يمكن المقارنة؟ أنا أقول هذا الجو موجود ولكن تأثيره الفعلي هو تأثير قليل جداً جداً، نحن نُبالغ بالأمر. بطبيعة الحال ما هي إمكانيات الرئيس الحريري مهما بالغنا أنه يستطيع أن يساعد في سوريا، ما هو قياس الرئيس الحريري إذا كان دول كبرى معنية بهذا الملف؟.

س- رأيهم إنه مُكلّف، إنه وكيل؟
ج- أولاً الأصيل موجود ولم يُكلّف أحداً، ألأصيل هو الموجود وليس الرئيس الحريري ولا الصديق والزميل العزيز عقاب هو الموجود، ياريت هناك إمكانيات بالمعنى السياسي أن تكون جزء حقيقي من هذه المعركة الدائرة، أما إذا كنت تُفتش عن تعليقة تُعلّق عليها بأنك دخلت المعركة لأن هناك مجموعة من التكفيريين تريد الدخول الى لبنان، فأنت بذلك تقول لهم إدخلوا الى لبنان، وهذا ما تبيّن الآن، فكم سيارة مُفخخة دخلت الى الضاحية الجنوبية؟ ثلاث سيارات، إثنتان انفجرتا والثالثة اكتُشفت في المعمورة، وبالتالي من اكتشف سيارة المعمورة؟ لقد قرأت منذ ثلاثة أيام ان شعبة المعلومات هي نفسها التي تابعت سيارة المعمورة ووصلت الى نتائج جدّية فيها، كما تابعت موضوع تفجيري طرابلس ووصلت الى نتائج جدّية بالإسم وباليوم وبالساعة.

س- فتحت موضوع التغييرات بالتفاصيل؟
ج- كلا، أنا أريد أن أقول شيئاً آخر، هذه الجهة نفسها التي قامت في طرابلس بواجباتها الوطنية، بمعنى التحقيق والوصول الى نتائج جدّية والتي قامت بواجباتها الوطنية ايضاً تجاه اللبنانيين الموجودين في الضاحية الجنوبية وكشفت ما يمكن تسميته بسيارة المعمورة التي لم تنفجر، هذه الجهة أليست هي نفسها المُتهمة والمُدّانة ؟ وهي نفسها التي يُقال عنها ما لا يُقال عن أي شيء آخر؟ إذاً كيف أنت تتعاطى بالسياسة إذا كان الآخر يُثبت لك كل يوم بأنه يرى بعينيه وإنه وطني لبناني، أنت ترد عليه بالإتهامات وبالظلم والإحتقار وبتحليل الدم، وبالتالي ماذا تنتظر من هؤلاء الذين التقوا في اجتماع طرابلس؟.

س- ليس طرابلس فقط فأنت بالمقابل تُمثّل جماعة أساسية لا بل مؤسسة للوطن وللكيان وبدونه لا تقوم هذه الدولة والآخر عنده ذات الوضعية؟
ج- ماذا تقصد بعنده ذات الوضعية؟.

س- يعني يُمثّل جماعة مُعيّنة؟
ج- هل أنكرت تمثيله، أنا أتحدث عن تصرفه، وان هذا التصرّف وهذا المنطق وهذا الكلام لا يؤسس إلا الى المزيد من المشاكل ولا يؤسس إلا لهذا المنطق الذي سمعته في طرابلس.

س- كلامك في ذكرى الشهيد داني شمعون “هناك خط أمني سياسي واحد في المنطقة هو الذي يقتل، هو الخط الذي يبدأ في طهران ويمر في دمشق وينتهي في الضاحية الجنوبية، وأي كلام آخر هو كلام فارغ”؟
ج- صحيح، لننظر الى كل الوثائق الجدّية حتى الآن في كل عمليات الإغتيال التي استطاعوا الوصول فيها الى نتيجة تجد إنه مُعلن مسؤولية هؤلاء الناس التي تأتي من الشام مُعلن، ومن قتلوا الرئيس الحريري مُعلن، ومن ارادوا اغنتيال مروان حمادة والياس المر وآخرين أيضاُ سيُصبح مُعلن، نحن نتحدث عن وقائع.

س- أنت قلت تنتهي في الضاحية الجنوبية؟
ج- نعم، أليس هذا خط سياسي واحد أم لا؟ هم يتفاخرون كل يوم بأنهم نفس الخط السياسي، نفس القرار، نفس الصندوق، نفس السلاح، نفس التوجه، أليسوا هم من يسمّون أنفسهم مقاومة وممانعة، هم من يقولون عن أنفسهم وليس أنا، من قال عنه محور؟ هو يقول انه من هذا المحور.

س- بالمقابل هل قلتم انكم تتميزون عن الخط الآخر، خط داعش، والنصرة هل أدنتوهم؟
ج- دائما نقول، وأنا أدنت احمد الأسير في وقت من الأوقات، في قلب صيدا، أولاً نحن جهة نصر على منطقنا بأننا نحن جزءً من الدولة ولا يمكن أن تكون في أي اتجاه آخر لا داعش ولا النصرة ولا في أي جهة دينية تستعمل الدين لتعمل بالسياسة، حتى لو كانت هي تحت هذا الشعار الديني ستقوم بتحرير فلسطين أو سوريا.

س- لكن أليس جوهر كل هذا الفكر السعودية التي تنتمون الى خطها السياسي؟
ج- أولاً السعودية دولة ليست مُصدّرة للأفكار ولا يجب وضعها بذات الموقع كإيران وإسرائيل أو أي دولة أخرى، السعودية تتعاطى مع الدول بأولويات استقرارها، وهذا ليس للدفاع عن الوهابية. لو السعودية تريد تصدير الفكر المُستعمل بكتابات محور المقاومة والممانعة تقصد الفكر الوهابي لتغيرت الصورة.

س- أنا قرأت الكتابات المصرية وكتابات تونسية هي تقول ذلك؟
ج- حتى أول أمس أين رأيت هذا الفكر مُنتشر في لبنان؟ وحتى قبل سنة أين رأيت هذا الفكر مُنتشر في سوريا؟ وحتى قبل ثلاث سنوات أين رأيت هذا الفكر مُنتشر في مصر؟

س- كان بالأول هناك توافق؟
ج- كلا، إنما هناك جهة سياسية تريد تعيين عدواً مماثلاً لهذا الإرتكاب من حيث الأيديولوجيا والقدرة والإمكانيات، هو يريد تعيينه وهذا غير صحيح، لا أستطيع أن أُصدّق للحظة بأن حركة مثل داعش أو النصرة لها علاقة بالسعودية من قريب أو من بعيد، أنا مقتنع بأن هذا الأمر غير صحيح. أما نحن كجهة سياسية، نحن نُدين كل استعمال للدين في العمل السياسي.
أنا عبّرت عن موقف من الإخوان المسلمين في مصر في وقت لم يكن أحد يتجرأ الحديث عنه.
أنا لست شخصاً كشخص، أنا أُمثّل فكر موجود عند الكثير من الناس سواء “تيار المستقبل” أو جمهور رفيق الحريري الواسع، هؤلاء الناس موجودون ومُقررون ونافذون حتى الآن، أما مدرسة السلاح المستمرة في غيّها وظُلمها وقهرها لا يمكن أن تخلق سوى مجموعات مثل التي سمعتهم ولا تنتظر مني أن أقول لهم إنه لا يحق لكم المطالبة بالقتلة والمطالبة بحقوقكم. لقد ظهر شخص قي جبل محسن مسؤول عن تنظيم قال فيه كلاماً تهديدياً.

س- وصلنا الآن الى السعودية؟
ج- لا بد من الرياض.

س- ماذا حصل في السعودية شكلاً ومضموناً؟
ج- هناك ثلاث نقاط مُعلنة وأنا لا أملك أي معلومات خاصة، النقاط الثلاث هي المُعلنة.

س- لكن لا أحد يُصدّق من المشاهدين ان نهاد المشنوق لا يملك شيئاً خاصاً عن الموضوع السعودي؟
ج- ربما من المُبكّر لذلك، إنما هناك ثلاث نقاط مُعلنة، الأولى تتعلق بالنازحين السوريين وقدرة لبنان على احتمالهم وعلى احتمال العدد حيث هناك مليون و20 ألف نازح سوري في لبنان اليوم حسب آخر الإحصاءات الرسمية للأمن العام، ولبنان إمكانياته محدودة والمساعدات التي أتت بهذا الإتجاه محدودة أكثر وأكثر، وبتقديري ان السعوديين يرغبون بالمساعدة في هذا الموضوع وان رئيس الجمهورية تحدث معهم بهذا الموضوع.

النقطة الثانية المُعلنة المتعلقة بالإستقرار والحرص السعودي على استقرار لبنان وكيفية التعامل وكيفية الوصول الى هذا الإستقرار لا ننسى إنه في وقت من الأوقات كانت السعودية أعلنت بالرسالة الشهيرة التي أرسلها الملك عبدالله الى رئيس الجمهورية حول غلبة فئة على فئة في لبنان، وان هذا التصرّف لا يمكن أن يُثمر أو يُنتج استقرار في لبنان.

س- أيضاً دخلت السعودية في وقتها باللغة المذهبية؟
ج- دون تسمية قالت جهة دون أخرى.
والنقطة الثالثة هي سياسة الإعتدال، دعم سياسة الإعتدال التي يُعبّر عنها من وجهة نظرهم أو أحد المُعبّرين بالتأكيد رئيس الجمهورية بالنسبة لهم هم يعتبرونه شيخ المُعتدلين – إذا صح التعبير- والآخر في الصورة وهو عنوان الحديث هو الرئيس سعد الحريري، بمعنى انهم تعمّدوا بتجاوز بروتوكولي غير مسبوق، وأنا فعلاً لا أملك معلومات، ولا أعتقد ان رئيس الجمهورية كان يعلم ذلك.

س- اليوم قيل إنه لم يكن يعلم ذلك؟
ج- لا أستغرب ذلك، ولكن هم تعمّدوا إرسال رسالة واضحة لكل الناس في لبنان بأن الكلام عن تخلّيهم عن منطق الإعتدال الذي يمثّله الرئيس الحريري وعن الرئيس الحريري شخصياً وإنه هناك خلافات مع أمراء وغير ذلك، بأن كل هذا كلاماً سخيفاً.

س- لكن هناك جانب آخر لقراءة الصورة بالشكل بأن العملية لا تتعلق بالرئيس الحريري بقدر ما تتعلق بأننا نحن نأمر في لبنان، أن نحن نُجلس من يريد الى جانب ميشال سليمان، بمعنى إنا نُجلس من نريد مكان ميشال سليمان؟
ج- بصراحة هم لا يفكّرون هذه الطريقة، ياريت يُفكّرون بهذه الطريقة.

س- بالتأكيد أنت تعرف أكثر مني في الطائف فكّروا وتكلّموا وقالوا الكثير من الكلام؟
ج- الطائف غير إدارة المسألة الآن، نحن نتحدث بعد 25 سنة فهذه مدرسة أخرى، قراءة أخرى وطبيعة أخرى للمرحلة والناس الذين يديرون المملكة السعودية الآن غير الذين كانوا أيام الطائف.

س- ولكن سعود الفيصل مازال موجوداً وهو الذي عنّف أو أنّب النواب اللبنانيين في ذلك الحين؟
ج- نعم ولكن في ظروف مختلفة تماماً الآن هناك تجاوز أُسمّيه تجاوز بروتوكولي واضح ومُحدّد، الهدف منه إرسال رسالة لكل اللبنانيين بعدّة أمور أولاً أنهم يدعمون الإعتدال ولا يدعمون التطرّف، حيث يُقال ان السعودية لها علاقة بهذه الجهة أو تلك في لبنان وخاصة في شمال لبنان أو البقاع وانهم يمّولون مجموعات سلفية وتكفيرية ومقاتلة عبر لبنان.
إذاً كانت رسالة بان خيارهم السياسي الواضح والمُعلن والذي يُحقق الإستقرار هو الإعتدال، هذا الإعتدال يُمثّله بطائفته وبجوّه السياسي، بتوجهه العام الذي يضم “14 آذار” هو الرئيس سعد الحريري.
الأمر الثاني انهم يعتبرون ان الرئيس الحريري عنصر مُساعد يدعم السياسة التي يُنادي بها ويسعى إليها ويعمل من أجلها الرئيس سليمان والتي تتعلق بإعلان بعبدا، بمضمونه السياسي ومضمونه الرمزي، لأن إعلان بعبدا يؤدي الى انسحاب “حزب الله” من سوريا فلا يمكن أن يوافق الحزب على إعلان بعبدا في وقت يُقاتل في سوريا.
إذاً هذا هو الكلام الواضح، أما حق الإمرة وحق القرار، أعتقد أن السعوديين أمامهم معارك أكبر بكثير من مسألة تتعلق بالرئيس سليمان والرئيس الحريري.

س- ماذا عندهم من معارك؟
ج- واضح انهم عندهم معركة كبرى تتعلق بسياسة أميركا بالمنطقة وبالمفاوضات الأميركية- الإيرانية، ومستقبل النظام السوري، وهذا واضح، والدليل عندما أتى وزير الخارجية الأميركي تحدث عن اليمن بمعنى ذهابه نحو مسوّدة جديدة للدستور والحوار، وتحدث عن لبنان .
س- تحدّث عن “حزب الله”؟
ج- تحدّث عن “حزب الله” وتحدّث عن سوريا، هو تحدّث عن اليمن ولبنان وسوريا تحديداً، وطبعاً عن مصر الذي كان زارها في السابق.

س- لكن هذه ملفات سعودية، و”حزب الله” ملف سعودي؟
ج- هذه ملفات معنية فيها السعودية، والسعودية لا تخفي سياستها، بمعنى اعتراضهم على الدور الأمني والعسكري لـ”حزب الله” في سوريا وهذا ليس سراً بل مُعلن، وبالتالي هم يعتبرون والكثير من اللبنانيين يعتبرون ان وجودهم العسكري في سوريا هو لا يُسبّب استقرار ولا يخدم الإعتدال.

س- لكن في المُقابل البعض يقول ان السياسة السعودية تملك لغتين: لغة رسمية علنية ولغة فعلية مضمرة، حتى ان صحيفة “نيويورك تايمز” منذ أسبوعين نقلت عن مسؤول سعودي “بأننا مُنخرطون بالتسليح والتمويل في سوريا بالتعاون مع لبنانيين محسوبين على فريقكم السياسي”؟
ج- ما نُشر في الـ”نيويورك تايمز” ليس فيه تعاون بل اتهام للبنانيين باتهامات، ولكن السعودية لا تنكر هذا الموقف ولكن مجرّد القول بأنهم يعتمدون على لبنانيين بمعركتهم بوجه النظام السوري، أقول لك كلا، لأنهم عندهم جماعتهم وعندهم قراءتهم، اللبنانيون ليسوا جزءا منها.
أنا بصراحة مع احترامي للزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية للسعودية، أنا من القائلين بأنه لا وجود لسياسة سعودية في لبنان، وهذا شيء جديد الآن، نحن منذ خمس سنوات مُنقطعين تماماً ولعدّة أسباب منها السين- سين وفشلها وكذب بشار الأسد عليهم وقراءاتهم للأمر، ومنها أمور أخرى، ولكن الآن تصرّفوا ووضعوا عناوين واضحة: النازحون السوريون، الإستقرار، الإعتدال وصورة الرئيس الحريري، ولاحظ الناس الذين زاروا الرئيس سليمان، فقد زاره وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وزاره رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله الأبن الأكبر للملك، وكلاهما معنيان بملفات المساعدات العسكرية والأمنية سواء للجيش الذي يعبّر عنه الأمير متعب أو لقوى الأمن والمؤسسات الأمنية التي يُعبّر عنها وزير الداخلية.
إذاً أخذوا صوت الإعتدال السياسي من وجهة نظرهم التي يُعبّر عنها الرئيس سعد الحريري، وقالوا نحن سندعم الدولة في المجال الأمني ولقوى الأمن وللجيش عبر الزوار الذين استقبلهم رئيس الجمهورية ويريدون المساعدة بمسألة النازحين السوريين. إذاً كل هذا ضمن منطق الدولة وليس خارج الدولة.

س- لماذا تحاول السعودية أخذ ميشال سليمان الى جانبها بهذا الكباش الذي تخوضه مع التسوية الأميركية – الروسية؟ هذا الكباش الذي بدا من مجلس الأمن الى سوريا الى مصر؟
ج- الرئيس سليمان منذ سنتين، منذ اللحظة الأولى التي اتهم فيها النظام السوري السعودية و” تيار المستقبل” بخوض الحروب برسالة السفير بشار الجعفري الى مجلس الأمن الذي ردّ عليه الوحيد هو رئيس الجمهورية، والذي ردّ على كل محاولات الإعتداء السياسي أو الدبلوماسي أو الأمني السوري على لبنانيين هو رئيس الجمهورية، وبالتالي السعودية ليست بحاجة لاستمالته لأي مكان، هو عنده أولوية تتعلق باستقرار لبنان، وقد عبّر عن وجهة نظره بشكل واضح ومُعلن، وله بنود علنية هو إعلان بعبدا، والسعودية دعمت هذا الإعلان علناً دون إرباك، وبالتالي الصورة عندهم هو الإعتدال ضمن الدولة، التسليح ضمن الدولة، المؤسسات الأمنية ضمن الدولة، الرئيس سعد الحريري ضمن الدولة، كل هذا واضح إنه في سياق واحد ان السعودية تدعم الدولة اللبنانية، أما كسب الرئيس سليمان لخط سياسي دون آخر مُخالف ، فهذا هو رأيه وهو يدعم وجهة نظره ولم يأخذوه الى وجهة نظرهم.

س- ما هي نتيجتها على مستوى الأزمة الحكومية لهذه الزيارة؟ هل ترى أي نتيجة سريعة وفورية؟
ج- من خلال معرفتي بالتوجه السعودي بأنهم لن يتدخلوا بهذا الموضوع، وسيتركون لما يمكن ان يحدث في الحوار بين الرئيس سليمان وبين الرئيس الحريري، وأنا أستطيع أن أجزم بأن الملك لم ينطق بأي كلمة بالموضوع الحكومي، أما إذا حصل من الآخرين فأنا لا أملك معلومات أكيدة.

س- إذا لم يتدخل السعوديون انتم ماذا ستفعلون؟ مازلتم ضمن السقف الواضح الذي أعلنته حضرتك والذي يبدو ان فريق “المستقبل” قد اعتمده بشكل كامل؟
ج- هذا المنطق الطبيعي لتطوّر الأمور، نحن ماذا نقول، ويبدو ان كل النقاش ينجر على الحكومة، ولكن ما قلته أنا لا علاقة له بالحكومة، قلت توجد شراكة وطنية في البلد، هذه الشراكة الوطنية لا تستقيم ولا تستمر بقتالكم داخل سوريا ورفضكم لإعلان بعبدا والتزامكم ما يمكن تسمّيته بولاية الفقيه في السياسة الخارجية، نحن لن نبقي على هذه الشراكة إلا ضمن الإنسحاب من سوريا، الإلتزام بإعلان بعبدا والإنكفاء الى الداخل بدل من التبرع بمعارك لصالح دولة إقليمية مثل إيران عندها مئة مشكل ومشكل في عشرات المواقع.
أنا في سبيل ذلك لا اقوم بمظاهرة ولا أحمل السلاح ولا أحرّض، أنا أقول هذه شروطي حتى أني لم استعمل تعبير شروطي، هذه قواعد الشراكة الوطنية، أنا مطلوب مني بكل هذا النظام الذي نعترف به انه في أي خطوة سياسية أو دستورية الى الأمام بأن أوقّع، أليس كذلك؟ انا أقول الآن هذا القلم لن يوقّع وليفعلوا ما يريدون.

س- لكن هذا الكلام سمعناه منكم أولاُ في الـ2005 وتبّين أنكم عدتم ووقعتم؟
ج- انا حاسبني على كلامي، لا تُحاسبني على كلام غيري.

س- ولكنك جزء من هذا الفريق؟
ج- أنا لم أكن موجوداً، انا انضميت الى هذه المجموعة في الـ2009، وعليك أن تُحاسبني منذ هذا التاريخ.

س- لكن ماذا إذا ردّ “حزب الله” عليكم بالنقاط الثلاث وقال” ان قواعد شراكته الوطنية معك هو: أولاً أن تُخرج الهجوم الأميركي-الإسرائيلي- الصهيوني على سوريا”؟
ج- أنا اقول كلاماً واقعياً هو يريد الذهاب الى الإتهامات وأنا في هذه الحالة لن أجيبه.

س- وإذا قال لك كما هو الآن يفتح معركة مع السعودية بأن السعودية متآمرة عليه؟
ج- السعودية لا تتآمر عليه ولا تتدخل بموضوعه، الموضوع الرئيسي يتعلق بسوريا وليس بلبنان إذا كان هناك خلاف معه على الأرض فهو على الأرض السورية وهو لبناني فإذا كان يريد ان يتصرّف على إنه غير لبناني، ويستطيع الإستمرار في حركته السياسية والعسكرية لصالح السياسة الإيرانية في المنطقة، يكون يضع نفسه في حالة اشتباك.

س- كان مشروعكم كما كتب دايفيد اغنايتس انه نذهب من هنا لإسقاط النظام السوري؟
ج- من أين الذهاب الى القصير؟ من هي هذه القوة دلّني عليها، او لنفترض واحد معه مئة شخص مُستعدّين للقتال في سوريا لصالح دايفيد اغناتيوس أو غيره، بالمنطق السياسي نحن نعرف بعضنا في البلد.

س- الأسبوع الماضي كنا نبحث على هذه الطاولة في موضوع آخر، رئيس بلدية القاع يقول في مشاع البقاع أصبح هناك 15 ألف شخص سوري من جهة سياسية مُعيّنة وبدأت عملية إعمار لهم هناك ليكونوا قاعدة فيهم جهاديين؟
ج- من هؤلاء الذين يتعمر لهم، أولاً تتحدث عن سوريين وليس على لبنانيين، وانا هنا جهة لبنانية وليس جهة سورية.

س- ولكن احتضان من أبناء بيئة مُعينّة في بلدة مُعيّنة؟
ج- ماذا سيفعلون بهم إذا وصلوا الى عندهم بوضعهم المأساوي نتيجة هذا النظام الذي يفتك بهم حيناً بالكيماوي وأحياناً بالمدفعية والدبابات والطائرات، وبالتالي بين التعامل معهم كنازحين أو التعامل معهم كثوار من يستطيع وضع هذا الخط الفاصل؟.

س- لا أحد؟
ج- كيف لا أحد، بلى الدولة .

س- أي دولة؟
ج- الدولة موجودة عندما تريد تكون موجودة.

س- يا استاذ نهاد وباخرة لطف الله في طرابلس الدولة حتى الآن لم تستطع أن تقول من أحضرها ولمن كانت قادمة منذ أكثر من تسعة أشهر؟
ج- لا أعرف إذا لم تستطع أو انها لا تريد أن تقول، ولكن أنا متأكد انها تستطيع ذلك، وأيضاً في أي مكان في العالم من يضع هذا الخط الفاصل؟

س- إذا كان هناك دولة؟
ج- مِن مَن سأطلبه؟ هل أطلبه من “حزب الله” أن يضع الخط الفاصل؟

س- بالتأكيد كلا؟
ج- إذا بالمنطق الذي تقوله هو يضع خط فاصل في مكان ما باعتباره انه جهة مسلحة عندها قدرة عسكرية، وهي داعمة للنظام في سوريا، وبالتالي هذا ماذا يُولّد؟ ألا يُولّد آخرين يضعون الخط الفاصل .

س- طبعاً؟
ج- إذاً من يكون المُسبّب ومن يوصّل الى هذه النتيجة؟.

س- لكن لماذا وضعتم هذا الأمر شرك لتأليف الحكومة؟ لماذا لا تذهبون الى الحكومة لمعالجة هذا الأمر؟
ج- نحن دعمنا مُعلن ولا تراجع عنه، ونعني ما نقول قبل السعودية وبعد السعودية، نحن مع خيار الشعب السوري بإقامة نظام ديموقراطي حر مستقل في سوريا وهذه مصلحة لبنانية ليس فقط مصلحة سورية، لبنان لم يرتح منذ 50 سنة بسبب وجود نظام أمني على حدوده، يُمارس عليه فوقية مُعيّنة ويُمارس عليه وصاية مُعيّنة ويُمارس عليه جيش لا أسمّيه مُحتلاً بل موجود في كل الحياة السياسية اللبنانية.
إذاً مصلحتي كلبناني وجود نظام ديموقراطي طبيعي ليس لديه شعور بالفوقية، لا يُمارس وصاية عليّ لا أمنية ولا سياسية، هذا الكلام عمره أكثر من خمسين سنة وبالتأكيد تعرفه.

س- لكن يجب أن لا يكون نظاماً تكفيرياً ولا إسلامياً أو نظام تابع لدولة إقليمية أخرى، ولا يكون على طريقة الرقة؟
ج- طبيعي وأكيد وحكماً لا يجب ولا نقبل ولن أُساعد ولن أُساهم ولن أسمح بقدراتي كشخص أُمثّل جهة سياسية في أي سياسة تكفيرية وفي أي سياسة دينية وأي سياسة لها عنوان ديني، موقفنا هذا واضح ومُعلن وليس جديداً. ونحن إذا كنا نخسر فبسبب هذا الموقف وإذا كنا نربح أيضاً بسببه، ولكن هذه مثل نظرية ان هذا النظام هو الذي يحمي الأقليات تحت الشعار الديني بوجه التكفيريين، وللحقيقة هو يحتمي بالأقليات وهو اخترع التكفيريين، أقرأ جريدة “الحياة” الصادرة يوم الأحد تجد اسم أُفرج عنه من سجن صدنايا منذ أسبوعين أو ثلاثة، وهو واحد من كبار التكفيريين في سوريا، وكل الأسماء المُعلنة جولاني والحمصاني، كل هذه الأسماء المُعلنة في داعش أو في النصرة، كلها اسماء كانت في السجون السورية، وكانت في السجون العراقية وأفرج عنها ونزلت الى الشارع لأن هذا ما تجيده، والنظام الذي أفرج عنهم هو من يريد أن يُعطي هذا الإنطباع الذي تفضّلت به.
يوجد مخطط واضح فلا نضحك على الناس، يريد تحويل الثورة الى خلاف بين تكفيري وبين نظام علماني، ولكن النظام نفسه هو من اخترع التكفيريين وهو الذي كان يُرسلهم الى العراق، فكيف فجأة في بغداد يفلت سجن طويل عريض كله تكفيريين ، فيه حوالى 600 هؤلاء الى أين ذهبوا؟
أنا لست خبيراً ولكن أقرأ مقالة الأستاذ حازم الأمين في “الحياة” يوم الأحد فيها جواب على كل الأسئلة، وأيضاً هذه مجموعات تخدم بعضها البعض لآن هذا منطق غيبي.
ألم تسمع السيد نصرالله أول أمس ماذا قال في خطبته؟ قال “نحن بخياراتنا الاستراتيجية لا نستعمل عقولنا فكيف هذا الأمر؟ فقط ونعود الى فقهائنا وهم يقررون ونحن نُنفذ ماذا يقولون”. فكيف واحد ممكن أن لا يستعمل عقله وباستطاعته أخذ القرار السليم.

س- ربما هذا اجتزاء أو قراءة خاصة؟
ج- كلا، عندي النص هو قال: “عندما نأخذ القرار أو نمشي في اي درب أو ندخل الى أي ساحة أو الى أي ميدان او الى أي قتال، نحن لا نلجأ الى عقولنا ولا الى علومنا ولا الى مستوانا العلمي، نحن نلجأ الى فقهائنا وكبارنا ومراجعنا الذين هم أعلى مستوى الفقاهة والعلم والإجتهاد والتقوى والورع والأمانة والوعي ايضا”.

س- يعني ولاية الفقيه؟
ج- أيضاً الجهة الأخرى نفس المنطق، ان الإسلام هو الحل وسألعن ابو كل من لا يُطلق لحيته أو لا يلتزم بأصول الشرع الحنيف بالشكل على الأقل ويريد أن يمنع ويسمح.

س- لكن الفرق ان الجهة الأخرى نفذت ما تقوله وعلى الأقل حسن نصرالله حيث هو موجود لم يفعل ذلك، بينما الجهة الأخرى اليوم اقامت دولة في الرقة؟
ج- نحن كجهة سياسية معنية بالشأن السياسي العلني، نحن نعارض أي تفكير سياسي له عنوان ديني، وهذا من باب الحرص على الإسلام وليس تنكّراً للإسلام.

س- ولكن بالتأكيد سيتم ضد النظام السعودي كدولة تيوقراطية؟
ج- ما علاقة ذلك بنا؟.

س- لكن هنا يقع الإلتباس؟
ج- هناك فرق فالنظام السعودي صوابه أو خطأه يُقرره الشعب السعودي.

س- كيف يُقرره؟
ج- بالطريقة التي تُناسبه، أنا لا أستطيع أن أُقرر نيابة عن الشعب السعودي، وهنا أنا أتحدث عن دولة جارة، أنا معني بالظلم والقهر الذي تسبّب به هذا النظام على طوال الخمسين سنة الماضية، أنا لا يمكن أن أقول ان النظام السعودي ظلمني أو قهرني أو أخطأ بحقي.

س- ولكن جوابهم سيكون ان النظام السوري كان فريقك يستفيد منه ولست أنت شخصياً؟
ج- أنا أتحدث هنا عن كل اللبنانيين ولبنان ككل، لا أتحدث عن مجموعة سياسية دون أخرى من هذا الظلم والقهر الذي وقع.

س- لكن لا يمكن أن نُضلل المشاهد إذا أنا الآن وضعت لائحة فيها أسماء أركان “14 آذار” ألم يكونوا مع هذا النظام؟
ج- تسعين بالمئة وأركان كل القوى السياسية في لبنان.

س- أليسوا صنيعة النظام السوري؟
ج- كلا، ليسوا صنيعة، دعنا لا نُبالغ ، يمكن القول تعاملوا معهم، البعض لجأ إليهم أو ارتهن لهم، ولكن أقول لك ان 90 بالمئة تعاملوا مع النظام السوري، ولكن كيف تتعامل مع الناس؟ هل هذا مقياس تعاملك مع الناس؟.

س- بالتأكيد، هذا أحد المقاييس بالتعامل، بمعنى ان هذا الذي يمكن أن يُنظّر للإحتلال السوري في لبنان إذا تركه في السلطة وممكن يُنظّر لحرب لبنانية على سوريا لكي يبقى في السلطة؟
ج- هذا منطق نحن خرجنا منه جميعاً في الـ2005 دعنا نكون واضحين.

س- كلا لم تخرجوا منهم، والدليل بالأمس كل الخطابات في طرابلس تحدثت عن أذناب النظام السوري وعملاء النظام، حتى أنتم مازال خطابكم في هذا النحو، فكيف يكون عميلاً عندما استطاع إخراج سوريا من لبنان؟
ج- الأذناب والعملاء وغير ذلك لا أعرف من قالها، ولكن هذا يتعلق بالمجموعات الملتهّمة بالقيام بأعمال تفجيرات.

س- أنا أقول على المستوى السياسي؟
ج- على المستوى السياسي هذا موضوع آخر، أنا أقول نحن كمجموعة سياسية تحديداً “14 آذار” وجماعتنا خرجوا في الـ2005 من كل هذا المنطق الى منطق “لبنان أولاً” باعتبار ان هذا خيارهم النهائي والأكيد، وسرنا في هذا الخيار. قد تقول لي انه سنة 1994 السياسي فلان كان يخص ضابط المخارات السوري الفلاني، أقول لك نعم هذا صحيح، وهل يمكن أن أكتب تاريخ البلد بغير ما هو؟ طبعاً كان هناك الكثير الكثير من الناس، ولكن أيضاً كان هناك الكثير من الناس غيّروا فكرهم ودفعوا حياتهم ثمناً لتغيير هذه السياسة، وقُتلوا وماتوا، يعني من كل الذين سمّيناهم ربما تجدهم في الصورة مع عبدالحليم خدام ومن كل الذين حاولوا قتلهم، وكل الذين قتلوهم كان يمكن أن تجدهم في الصورة. ولكن ناس قرروا ان خيارهم استقلال البلد، وخيارهم “لبنان أولاً” دفعوا ثمنه دماً.

س- مع فارق بسيط وهنا لا أتحدث عن الذين دفعوا دماً والذين نحترم دمهم كما تحترم دم كل الذين ماتوا، ولكن هنا أسأل ما هذه المصادقة والمفارقة، أن من يغيّر ويبقى في السلطة ولا بد من ثمن؟
ج- يبقى في أي سلطة؟.

س- في كل السلطات أما أن يبقى نائباً أو رئيس حزب أو زعيم طائفة أو إقطاعي؟
ج- رغم كل ما تقوله ورغم كل شكواك وربما شكواي الباقي في السلطة هو نتيجة انتخاب الناس له، هو لم يأتِ واحتل موقعه أياً كان هذا الشخص.

س- لكن جزء من هذه الإنتخابات تركيبات خارجية؟
ج- دائماً كانت الإنتخابات في أي بلد في العالم لها عناصر مُتعدّدة ومُتداخلة، هذا لايمنع ان هذا الشخص مُنتخب.

س- طالما الخلاف كبير الى هذه الدرجة بينكم وبين “حزب الله” لماذا لم تتمسكوا بمبادرة الرئيس نبيه بري في 31 آب عندمنا قال تعالوا نبحث في نزع التداخل اللبناني في سوريا ونذهب الى حكومة؟
ج- كلا، هو قال نذهب الى الحوار لنُقرر شكل الحكومة، وأنا اختصرت المبادرة وقلت بالتأكيد نيّة الرئيس بري إيجابية، ولكن الشكل الذي طرح فيه الأمور أو جدول أعمال المبادرة لا يوصّل الى نتيجة مثل جدول أعمال جلسات مجلس النواب الذي يضعه شرط لانعقاد الجلسة، وهذاأمر غير منطقي بصراحة، أنا أعرف الرئيس بري جيداً وافترض اني أعرفه جيداً جيداً، الحقيقة عملياً لا افهمه.

س- لكن ألا ترى ان مواقفكم بالموضوع الحكومي في تراجع؟
ج- كلا، أنا قلت لك هذا الظلم لن يوقّع.

س- كيف كلا، فقد بدأتم بـ لا تمثيل لـ”حزب الله” و8+8+8؟
ج- لم نبدأ إنما طُرح علينا 8+8+8 وعندما وافقنا عليها صارت لا تنفع وعلينا أن نذهب الى مكان آخر.يا استاذ جان الحوار معك مختلف عن الحوار مع غيرك، لأنك تملك الجزء الباحث في شخصك في تاريخ لبنان، ماذا قدّمت الطبقة السياسية كلها بما فيها أنا، ماذا قدّمت منذ العام 1990 حتى اليوم في الحكومات السياسية للناس وحاجاتها، نعم مرت فترة ثلاث أو أربع سنوات أيام الرئيس رفيق الحريري اشتغلوا بالبنية التحتية، بالطرقات، وبالمطار، وبالمدينة الرياضية، وهذه كانت أحلام المجانين الذي استطاع تنفيذ جزء كبيرـ لو لم يكن عنده أحلام المجانين كان سلّم منذ البدء ولم يُنفذ أي شيء. الآن يُقال ان البلد لا يمشي إلا بحكومة سياسية إنما هذا غير صحيح، وأنا قلت منذ اللحظة الأولى لتكليف نجيب ميقاتي لا يؤخذ البلد الى استقرار إلا بحكومة غير سياسية.

س- قراءتك لجوهر الطائف يسمح بحكومة غير سياسية؟
ج- نعم في ظروف استثنائية كالتي نعيشها اليوم، ماذا استطاعوا أن يفعلوا للناس غير ان صراعهم كبير لدرجة في داخل لبنان وداخل سوريا حول العناوين الإستراتيجية الى أين ستصل هذه الحكومة؟ وعلى ماذا يمكن أن تتفاهم؟ لا يمكن أن تتفاهم على شيء. ومع ذلك سبب من الأسباب التي تتعلق بكثرة الضغط على اننا ضد الحكومة عندما طرحت كنا مع الحكومة الحيادية وافقنا شكلياً على 8+8+8 فرفضوها ومطلوب 9+9+6 لن نقبل.

س- ولكن أنتم الآن تتراجعون؟
ج- نحن نبحث ليس بأعداد الوزارة ممكن ان تتألف حكومة لأسباب أخرى، نحن نبحث في قواعد الشراكة الوطنية لأنه دون هذه القواعد ما فائدة الحكومة؟ ومع ذلك أنا لا أعرف كيف يمكن قراءة تشكيل حكومة خارج هذه الإنقسامات العامودية الحادة.
ياسيدي الوزير جبران باسيل لنفترض ان 15 بالمئة ما يقوله تقنياً صحيح مئة بالمئة أو 85 بالمئة مما يقوله صحيح مئة بالمئة ما هو رد الفعل السياسي عليه؟

س- من عندكم؟
ج- كلا شو من عندنا، نحن جهة أساسية في البلد، نحن نصف البلد شومن عنا، يعني المسألة عندنا وعندكم، هنالك جهة كبرى في البلد مختلفة في السياسة.

س- جيد لكن إذا قام ميشال عون وقال لسعد الحريري لا حل بيننا ودعنا نذهب الى الطلاق الكامل ماذا تفعلون؟ هل تخربون البلد كما تفعلون الآن كما قال مروان حمادة في جلسة اللجان؟ يقول لباسيل “كل ما تقوله صحيح ولكن لن نسمح لكم باستخراج النفط لأسباب سياسية” هل هذا منطق بنّاء؟ أو كما قال الرئيس السنيورة بأن “كل الموضوع بأننا لا نثق بجبران باسيل”؟
ج- هل قال لا نثق بهذه الحكومة الرئيس السنيورة ؟ ولكن لنعود لكلامي، لنفترض ان 85 بالمئة مما يقوله باسيل صحيح بالسياسة اين هذه الـ85 بالمئة بالسياسة، هذه 40 بالمئة أنا أقول إذا الحكومة سياسية لا تؤدي إلا الى هذه النتائج مع العلم اني لست خبيراً ولم أقرأ بما فيه الكفاية بالمسألة النفطية لكي أُقرر ما هو الصح وما هو الخطأ، اعتبر ان هذه مسألة تقنية واستغرب تمادي السياسيين بالتعامل معها بدون معرفة جدية بالملف ، أنا لا أدّعي اني قرأته حتى الآن، إذاً ما هي الحكومة السياسية؟ الحكومة السياسية مشروع فشل في البلد.

س- إذا كانت هذه هي المواقف والوقت يقطع سريعاً سيذهب الإستحقاق الحكومي وسنصل الى الإستحقاق الرئاسي؟
ج- هذا ليس مؤكداً إلا إذا كان منطق الخسارة الكلية أو الربح الكامل هو السائد عند “حزب الله” تحديداً وهذا منطق غير لبناني ولن يستطيعوا الوصول اليه لا في سوريا ولا في لبنان، والأمور أمامنا واضحة لا انتصار كامل ولا هزيمة كلية.

س- لكن أنتم ألا تصرفون نفس الشيء؟
ج- نحن نقول كلاماً واضحاً جداً، نحن نقول اذا دعانا رئيس الجمهورية الى الحوار بحضور “حزب الله” نحن نحضر ونناقش، وهذا ما قاله الرئيس الحريري في خطاب علني ومُثبت، نحن وافقنا في فترة من الفترات على المشاركة مع “حزب الله” خلال الكلام عن 8+8+8 رفض المنطق، اذا ذهبنا الى 9+9+6 غداً تظهر صيغة أخرى، فقلنا لماذا الحوار حول الحكومة، هناك مسائل تتعلق بالشراكة إذا افقوا عليها فليشكّلوا الحكومة ويأخذوا ثلث عطّل، يأخذوا ثلثين معطّلين لأنه في النتيجة إننا لو سرنا بالـ9+9+6 لنفترض ماذا كنا لنحقق؟ سنحقق مسرحاً جديداً للنزاع نفسه الحاصل في الخارج داخل الحكومة.

س- تدير الأزمة أليس هذا أفضل من الفراغ؟
ج- لا موضوع جنيف سيتم غداً ولا التسوية الأميركية- الإيرانية ستمتد على كل الجهات المعنية وتُوزّع أسهم الأرباح على المشاركين فيها ولا الإتفاق السعودي- الإيراني حاصل في أي مجال من المجالات، ولا إلغاء السعودية وإلغاء مجلس التعاون تحديداً من الخريطة السياسية الدولية تُحقق أو ممكن أن يتُحقق. وبالتالي فلنأخذ هذه الأمور بعين الإعتبار ولنرى الى أين سنذهب؟ أما إذا قررنا اننا لا نرى كل هذه الأمور واننا نريد تكريس اتفاق الدوحة الذي يقول بالثلث المعطّل وبضرب النظام الدستوري اللبناني الذي لا ينص على كل هذا المنطق، تكون بذلك تقول انا لا أريد الحل، أيضاً على سيرة اتفاق الدوحة.
أنا قرأت مقابلة الوزير فرنجية في “السفير” كل الأدبيات السياسية لـ”حزب الله” ولفريق “8 آذار” بأن 7 أيار صارت نتيجة قرارات اتخذتها الحكومة في 5 أيار، ولكن هذا الوزير فرنجية هنا يقول حصل اتفاق قبل 7 أيار، اتفاق إقليمي برعاية فرنسية بين الرئيس الأسد وبين الرئيس ساركوزي في ذلك الحين يتعلق بالإنتخابات النيابية على أساس القضاء، وميشال سليمان رئيس جمهورية وحكومة بثلث ضامن، ولكن “قوى 14 آذار” لم تقبل فتأجلت الإستحقاقات واضطروا القيام بالعملية بما يرغم الجميععلى الذهاب الى مكان للتفاهم، وحصل 7 أيار وذهب الجميع الى الدوحة، ولو نفذت “14 آذار” الإتفاقات منذ البداية لما كان حصل 7 أيار.

س- هو قالها كما تقول ولكن الفرنسيين أعلنوها وإنه كيف في حينه طلب من أحد الأشخاص؟
ج- ياسيدي لنعتبرها قراءة سياسية وليس تاريخية هناك منطق وعقل يقول اني أنا بالقوة أستطيع الحصول على كل ما أريد.

س- لكن هذا ليس بالقوة بل بالإتفاق السعودي-الفرنسي- السوري؟
ج- كلا أبداً اسمح لي أنا كنت موجوداً وأستطيع أن أجزم في ذلك الوقت ان السعودية لم تكن في أي لحظة من اللحظات جزءً من هذا الإتفاق أو الموافقة عليه أو تسهيله، وكان الوزير خوجة موجود في البلد.

س- تقصد ان القطري والتركي في حينه كانوا في حرب مع السعودية؟
ج- طبعاً في ذلك الوقت نعم، ودخل الوزير خوجه على الملك عبدالله وقال له “ان هؤلاء يحضرون اتفاقاً، فأجابه “لنتركهم يفعلوا ما يريدون نحن لا نحتاج الى تيجان جديدة فوق رؤوسنا”، هذا ما قاله بالحرف.

س- هل سرتم يومها بالموضوع ضدهم وكنا موجودين في الدوحة، وكل الوقت الوزير حمد بن جاسم على الهاتف مع الوزير سعود الفيصل الذي كان يسأله عن البشارة؟
ج- ولكن لم تكن السعودية جزء أو مؤسس في الإتفاق، ولكن بعد أن حصل ساروا بهذا الإتفاق، ولكن هذا ليس اتفاقاً سابقاً.
أنا أكرر هناك عقل موجود في سوريا وفي لبنان عبر “حزب الله” يعتقد انه بالقوة المسلحة يستطيع أن يُغيّر كل شيء، وأن يفرض كل شيء، وأن يفعل بالدستور ما يريده، وأن يفعل بالنظام ما يريده، نحن نقول بكل بساطة وبهدوء وبدون مظاهرات وبدون سلاح لأننا لسنا أهل سلاح، سنبقى بانتظار الدولة، نحن ليس لنا خيار غير الدولة، ولكن نحن لن نوقّع بهذا القلم فقط، فلماذا اعتبارنا اننا نقف أمام الحلول، وبالتالي هم من يراهنون ونحن لا نُراهن على سقوط نظام ولا نُراهن على قوة إقليمية كبرى تدعمنا، والدليل هو اننا منذ خمس سنوات نجلس بدون أي قوة إقليمية تنظر إلينا، والآن لو حصل أي شيء، وهنا لا أتحدث عن زيارة الرئيس سليمان الى السعودية، بعد خمس سنوات أقول لو حصل أي شيء لا سمح الله وحصل أمراً عسكرياً أين تقبض هذا الأمر، هذا شيك بلا رصيد.

س- طبعاً أنا معك بأنه في لبنان لا شيء يتم بالقوة ولا يتغيّر أي شيء وفي لبنان لا أحد يربح على الآخر؟
ج- جيد، عليك إقناعهم بهذا المنطق لهذه الجماعة التي قررت انها تستطيع أن تفرض بالسلاح.

س- ولكن أنا أسألك أنت في المرحلة التي أصبحت فيها ضمن هذا الفريق ألم تكونوا قبل الـ2009 في خطاب وذهبتم بعد الـ2009 الى خطاب آخر؟
ج- نحن هل ذهبنا الى خطاب تصعيدي. نحن ذهبنا الى خطاب نريد من خلاله مصلحة البلد.

س- ولكن دائما هذا الخطاب الذي يريد مصلحة البلد ألا يتزامن مع انفتاح خارجي ومع تسوية إقليمية؟
ج- نتائج الإنتخابات كانت فرصة للتفاهم والرئيس الحريري اعتقد ان هذا الباب الذي نستطيع أن ندخل منه الى خلاصة وطنية، وتبيّن انك تتعامل مع مجموعة إيرانية لا علاقة لها بالوطن، عندما حصلت السين- سين وهنا لا نريد كتابة التاريخ، ولكن السين- سين في النتيجة الأخيرة تُعطّل لصالح منطق إيراني باعتبار إنه لا تتم تسوية فيها السعودية وسوريا ربما الأميركيين وإيران خارجها، وكانت النتيجة ان الملك بجلالة قدره جاء الى سوريا ولبنان، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ انهم كذبوا عليه وقالوا له لا يمكن أن نكمل معك لا في لبنان ولا في سوريا.

س- لكن وسيلة إعلامية قريبة جداً منكم لا بل تعتبر إنها الناطقة الأساسية باسمكم، كتبت الأسبوع الماضي “ان كل هذه العملية رتبها جيفري فيلتمان في بغداد عام 2010 عندما اتفق مع الإيرانيين على الخروج الآمن من العراق مقابل المالكي وإسقاط سعد الحريري؟
ج- لقد قرأت ذلك، ولكن ليس في صحيفة قريبا منّا، قرأتها في “الشرق الأوسط” في رواية مُحدّدة.

س- وبالتالي هناك تخوّف اليوم بأن فيلتمان جليس خامنئي يعود ويُرتب نفس التسوية ألبيس من مصلحتكم استباق هذه التطورات؟ وليد جنبلاط ترككم وهو يصوّب عليك بشكل مباشر؟
ج- كتر خيرو، ولكن وليد جنبلاط في مقابلته الأخيرة كان فعلاً متوازناً ودقيقاً وخريطته واضحة بصرف النظر عن تناولي الشخصي له أو تناوله الشخصي لي، يعني تبادلنا التناول ولكن خريطته كانت واضحة، أنت تقول ربما حصل اتفاقات علينا استباقها بتوافق لبناني، ولكن ما هي قاعدة التوافق اللبناني؟ هل القتال في سوريا؟ نحن لا نستطيع للتاريخ وللجغرافيا تحمّل دم الشعب السوري على يدينا، هذه مسألة تتعلق بتاريخ البلدين، هؤلاء يؤسسون لنزاع لن يتوقف على مدى سنوات، هذا الشعب السوري سيُحقق غايته في يوم من الأيام وسينتصر بشكل أو آخر بإسم أو بآخر، وهذا النظام رئيسه لن يبقى رغم كل ما يُقال.
هذا الشعب السوري كيف يمكن أن أنزع من تاريخه ومن ذاكرته ان هناك جهة عسكرية سياسية في لبنان ذهبت تُقاتل دعماً للنظام بوجه الناس، كيف تريدني أن أتجاهل هذا المنطق وتبسيط الأمور وان هذه الجهة ليست لبنانية. يجب العودة الى الأسس، هذه الجهة تُعلن بشكل نهائي ليس انها جزء من المحور فقط، بل بأنها جهة إيرانية وان خياراتها في لبنان محكومة بهذا الإعتبار فقط لا غير.
في السابق كان هناك اجتهاد يسمح بالتفريق بين المصلحة الإيرانية- السورية وبين الداخل اللبناني حيث هناك هامش حركة أو حرية فيه، الآن انتهى هذا الهامش، هذه الجهة مُعلنة ومُصرة ومُلتزمة سياسة إقليمية هي موضع نزاع كبير بين الدول العربية وبين العالم بصرف النظر عن أي تسوية يمكن أن تصل إليها هناك أمر كبير يحصل أمامنا وتريدني أن اصل الى توافق وطني على أي قواعد؟.

س- على القواعد التي تقولها لنُسلّم جدلاً، مع اني لا أوافق على ما تقوله، ولكن لنُسلّم جدلاً إذا كان ما تقوله صحيح، لكن أنت تريد أن تذهب مع طائفة لبنانية من مليون إنسان الى حرب؟
ج- أنا لا أريد الذهاب الى حرب، أنا أقول هناك قواعد للإستقرار.

س- أول قاعدة استقرار ان نجلس ونتحاور معه ونُشكّل حكومة تدير الأزمة؟
ج- أنا حاضر وقلت أذهب الى الحوار.

س- أنت مع ميشال عون مش قادر تتحاور، فكيف ستصل مع “حزب الله”؟
ج- كلا، هناك بداية كلام جدي بدأ بين الزملاء النواب في الكتلتين.

س- بالأمس الوزير السابق محمد شطح كان سيئاً بالإذن منه، ونحن نُقدّر كفاءته؟
ج- عمهلك عليه، ولكن ماذا قال؟.

س- لقد حاول تسفيه وتتفيه الحوار بأننا جئنا بقضايا كبيرة وهم أتوا ليناقشوا في أمور أخرى؟
ج- أنا لم أسمع هذا الكلام، ولم أسمع هذا التقييم لأني لم أطّلع على ماذا حصل في الجلسة.

س- أيضاً حضرتك في ذكرى الشهيد داني شمعون وكلامك في هذه المناسبة وهنا أنا أستغرب حضورك، تقول “التاريخ يقول ان هناك مغامراً مجنوناً أخذ البلد الى جنون أكثر وأكثر وانتهى بأنه سلّم لأول مرة في تاريخ لبنان القصر الجمهوري للجيش السوري؟
ج- أنا قلت نتيجة عملية عسكرية والآن أنت تعيدنا الى سنة 1990.

س- كلا، أنت قلت هذا في ذكرى داني شمعون منذ أسبوعين؟
ج- أنت الآن تُعيدنا الى نقاش لقراءة تاريخية .

س- هل هذا خطاب يؤمن الحوار؟
ج- أولاً بيني وبين الجنرال عون هناك سيرة قديمة وكتاب تاريخ صغير، هذا الكلام لا يُلغيه أولاً.
س- هل هذا للإستهلاك؟
ج- كلا ليس للإستهلاك، وأنا لن أناقش النص، ولكن قراءتي السياسية لمسألة اغتيال داني شمعون لما حصل عام 1990 هي قراءة مخالفة تماماً وللمناسبة.
كنت عونياً قبلك في تلك الأيام، والجنرال يعرف هذا الأمر، وأنا عندي قراءة تاريخية لا أعتقد ان الآن وقت نقاشها، بمعنى ماذا حصل عام 1990 أو لماذا حصل ذلك ومن سلّم ومن لم يُسلّم.

س- لكن هذا هو الكلام الآن؟
ج- هذا لا يمنع الحوار، دعني أقول ما أريده وأنت قل ما تريد، أنا أقول ان هذه المسائل الإستراتيجية هي قواعد الشراكة الوطنية، هذا القتال بين الشعبين السوري واللبناني ممثلاً بأي جهة ستأتي الى سوريا وممثلاً بجهة لبنانية موالية للسياسة الإيرانية، أنا لا أريد أن أفقدها وأنا لا يمكن إخراجها من لبنانيتها ولا يحق لي ذلك، ولا أقبل ذلك على نفسي، إذاً كيف يمكن أن أقبل منهم التسليم بهذا المنطق الذي لا يمكن أن يؤسس إلا لحالة نزاع دائمة مع الشعب السوري، هذا النظام قتل 140 ألف سوري وتسبّب وقتل بالكيماوي وبالقنابل الحارقة واستعمل كل أنواع السلاح على الشعب السوري، فلا يمكنني في لحظة من اللحظات أن أضع نفسي ولأي سبب من الأسباب بموقع المحايد تجاه هذا الأمر، والذين ذهبوا للقتال هناك يؤسسون شاءوا أم أبوا لنزاع طويل الأمد، وكل لبناني من الجنرال عون وغيره إذا فكّر لحظة بينه وبين نفسه سيجد أنما أقوله بالمنطق التاريخي الطبيعي للعلاقات بين الشعبين لأني لا أستطيع تغيير الجغرافيا، أي قراءة تاريخية لا يمكن أن توصل إلا الى أن يكون الشرط الأول، القاعدة الأولى للشراكة الوطنية هي الإنسحاب من سوريا، وهذا اختراع التكفيريين يمكن تأليف عشرة كتب حوله بافتعال التكفيريين من قبل النظام سواء داخل سوريا أو من السجون العراقية لا يجب تصديقه ولا الدخول فيه، ولا يجب القبول به، وأي لبناني لا يجب أن يقبل به. عندهم التزام إيراني يقومون بتنفيذه، أنا أصر وأدعو كل اللبنانيين الى رفضه ليس حماية لـ”حزب الله” بل حماية لكل لبناني لكل لبنان، لأن كل كلام آخر استمرار هذا القتال واستمرار هذا المنطق سيجعل المهرجان الذي حصل في طرابلس الذي هو تعبير عن مشاعر ناس موجودة وليس اختراعاً ولا افتعالاً.

س- بحضور نواب “المستقبل”؟
ج- بحضور نائب أو نائبين هذا صحيح.

س- وهذا مُعبّر جداً وكأن “تيار المستقبل” يقول أنا ألعب على هذا الوتر لأبتز الآخرين بأنه أما أنا أو التكفيريين؟
ج- هذا ليس لعباً هذه مماشاة ولكن هم كانوا قبل “المستقبل” وقبل نوابه وقبل كل الناس هم ذهبوا لأبعد من ذلك بكثير.

س- لكن لماذا على نوابكم أن يغطوا هذا المهرجان بالكلام وبالخطاب؟
ج- أنت الآن تناقشني لماذا حضر نواب “المستقبل” أو لماذا وصل الكلام الى هذا الحد؟ السؤال من الذي أوصل الامور الى هذا الحد الذي لا سقف له، أليس السبب القتل والدم والسيارات المُفخخة وعقل النظام السوري ومشاركة “حزب الله” في سوريا بالقتال هناك؟ أمر كبير أمامنا.

س- هل قال “حزب الله” مرة واحدة أنتم جزارين؟
ج- أنا لا أناقش النص، أنا أقول نحن لبنانيين حاضرين غداً صباحاً إذا دعانا رئيس الجمهورية للحوار ، للجلوس على الطاولة.

س- لكن كيف لنائب من “المستقبل” يقول جزار حارة حريك سيد عصابة القتل في حارة حريك؟
ج- أنا لم أقرأ هذا.

س- عن جد، وهذا من حرصنا على هذا الواقع؟
ج- ولكن يا أستاذ جان صدر القرار الإتهامي بحق المُتهم الخامس باغتيال الرئيس الحريري والمحكمة الدولية تقول ان هؤلاء الخمسة وقال بالنص المتعلق بمرعي ، قال كلاماً واضحاً ومُحدّداً بأن هذا الشخص ينتمي أو يلجأ الى “حزب الله” ولكن رأينا إنهم لم يُعذبوا أنفسهم بأن أنكروا أو قالوا كلاماً، فماذا كنت تنتظر من رد فعل حتى عن نائب؟.

س- عندهم قراءتهم الواضحة بكل موضوع المحكمة من شهود الزور حتى الإتصالات؟
ج- أين شهود الزور بعد سنتين ونصف في هذه الحكومة، أنا أقول من أوصل الأمور الى هذا الحد هو الشكل الذي أخذه تشكيل الحكومة، بالطريقة التي تمت والتي خلقت مزيد من عدم التوازن منذ 25/1/2011 بالنتيجة لا يمكن لهذا الكلام أن يوصل الى مكان بهذه الخفة، لماذا تبيّنت فجأة رغم اعتراضات جهات سياسية ان رئيس الجمهورية هو الميزان الحقيقي للاتجاه الوطني في البلد، مع انه نوّع باعتراضاته على أكثر من طرف لأنه بالنتيجة تصرّف بمنطق وطني لبناني عام يتعلق بالجميع.

س- لذلك أنتم مع التمديد له؟
ج- نحن بالمبدأ مع الإنتخابات لا يمكن أن تكون مع التمديد بالمنطق الطبيعي، أن تستطيع الوصول الى انتخابات بالتفاهم مع كل الأطراف والآن الحوارات المسيحية دائرة على كل الأصعدة للوصول الى تفاهم وليس الى تمديد، وبالتالي تسهلّون علينا الإنتخابات.

س- أنتم مع رئيس يُمثّل قواعد الشراكة الوطنية التي تضعونها للحكومة؟
ج- طبعاً طبعاً.

س- ما هي قواعد الشراكة الوطنية هل أن يكون رئيساً مسيحياً لا يُمثّل حقوق المسيحيين؟
ج- أولاً مجرّد انتخاب الرئيس بالثلثين وهذا المنطق وليس بالنصف زائد واحد.

س- يلزم نصاب الثلثين؟
ج- النصاب هو موافقة على الحضور ولكن ما أحاول أن أقوله بأنه ما دمنا نختار الرئيس بنصاب الثلثين، وبالتالي ستكون هناك مروحة واسعة بالتفاهم عليه وليست محصورة بجهة دون أخرى. تعبير القوة الذي تسمعه في هذه الأيام هناك خلاف عليه ماذا تعني القوة.

س- ليس بمعنى القوة بل يُمثّل؟
ج- جيد ماذا يعني، رئيس قوي .

س- قوي بتمثيله؟
ج- أنا لا يمكن أن أقبل إلا أن يكون قوياً بتمثيله لأني لست مُستعداً لأن أعاني أكثر وأكثر من الإختلال بالتوازن الذي يُعبّر عنه الآن بطريقة غير منطقية واليوم كلنا نشبه بعض السني والشيعي والمسيحي كلنا نستعمل تعابير فوق السطوح وأعلى، ولكن بالنتيجة من أجل قطعة أرض طرحنا مسألة الشراكة الوطنية فلان باع أرض لفلان، وفلان قبل وفلان لم يقبل، هذا هو المُتداول هذه الأيام. مصلحتي أنا كمواطن لبناني بأن يكون رئيس الجمهورية ممثل الى حد كبير لبيئته ولكن في نفس الوقت يحظى بتفاهم واسع لكي يتمكن أن يحكم بالجميع.
أنا أعتقد مثلاً ان الرئيس سليمان في السنتين الأخيرتين هو رئيس قوي وليس ضعيفاً رغم إنه إذا حصلت انتخابات لا يحصل فيها كما سيحصل غيره والمسألة هي حسب توصيف القوة.

س- بالنظام الديموقراطي القوة عندها تعبير واحد صندوقة الإقتراغ والورقة التي يضعها الناخب؟
ج- وإذا لم يكن نائباً.

س- لا تكون عنده القوة الديموقراطية اللازمة وإلا لا يمكن إسقاط مفاهيم ذاتية وخاصة؟
ج- ممكن أن يأتي رئيس جمهورية ليس نائباً ويكون قوياً وعنده تمثيل قوي.

س- المسألة ليست هذه، إنما بما يتعلق بفريق “المستقبل” حيث انه في الـ2005 كان هناك استحقاق شراكة مع المسيحي اختار أن يعطي غير مصلحته.
ج- لقد قرأت قراءتك للموضوع.

س- هذه المرة هل ستكررون ذات التجربة أم ستشاركون مع المسيحيين أو ستثيرون مشكلة مع الشيعة ومع الدروز ومع المسيحيين؟
ج- أنا قرأت الوثيقة التي قرأتها في اللقاء المسيحي ولكن أنت تقول في البند الثالث مسؤولية المسلمين في التغاضي عن الأصوليات وعن هجرة المسيحيين، لكن هذه مسألة تتعلق بالأنظمة وليس بالمسلمين.

س- لماذا؟
ج- الأنظمة أياً كانت صفتها إسلامية أو غير إسلامية.

س- لكن أليست مسؤولية مجتمعات ومثقفين؟
ج- كلا، أولاً المجتمعات والمثقفين لم يقصّروا بالبيانات بمواجهة الأصوليات، وبالتالي أنت تتهم بالتغاضي.

س- أنا لا أتهم أنا أطالب؟
ج- هذه ليست مطالبة، أنت قلت التغاضي عن الأصوليات.

س- بمعنى إنه مطلوب منهم عدم التغاضي عن هذه الأمور؟
ج- أيضاً في الورقة الوثيقة ذانها تقول مع التزامه تحييد لبنان، مع التزامه قضية فلسطين والصراع العربي- الإسرائيلي، أنا أوافقك ولكن من يُقرر ذلك؟.

س- الدولة؟
ج- كلا، ولكن أولاً الدولة، ثانياً استناداً الى الإجماع العربي والشرعية الدولية، وبالتالي لا أن يظهر غداً عشرة قرروا تحرير فلسطين من الشمال من وادي خالد وأصبح أنا مُلتزم بهم لأنهم أعلنوا تحرير فلسطين.
وهناك نقطة ثالثة تتعلق بخطاب الجنرال عون هو يتحدث عن المسيحية باعتبارها نوعية بينما هي قيمية، وبالتالي عندما كل وجودك قائم على القيم لا يمكن أن تكون مع هذا الجاري في سوريا من قبل جهة لبنانية.

س- هذا تقويل الآن؟
ج- لا يمكن فالمسيح هو الحرية لماذا صُلب المسيح أليس لمنعه من التعبير عن رأيه، إذا كان ليس تعبيراً عن الحرية هو تعبيرعن ماذا؟ فقط عن الصلاة؟ هو تعبير عن الحرية وبالتالي يجب أن نذهب جميعاً الى الحرية بمعناها المطلق بدون أمراضنا الداخلية.

س- اتفقنا في ختام هذا الحوار الجميل؟
ج- أنا وأنت دائما مُتفقين.

س- أشكر مشاركتك لأول مرة معنا ولكن بالتأكيد لن تكون الأخيرة؟
ج- إن شاء الله.
======