“بكل جرأة” مع مي شدياق – السنة اللبنانية بدأت باغتيال الرئيس الحريري

مقابلات تلفزيونية 02 يناير 2007 0

س- بصفتك مستشار سابق للرئيس الشهيد رفيق الحريري، لو نظرنا الى الأمور بالعين المجرّدة، هل كان الرئيس الحريري على حق عندما أعطى بفترة ما، الأفضلية للحجر على البشر، وهل كان بالإمكان أنقاذ هؤلاء البشر إذا لم يكونوا يريدون إنقاذ أنفسهم، خاصة وانه يؤخذ على الرئيس الشهيد إهتمامه بإعمار الوسط التجاري وما رتّب على ذلك من ديون حسبما يدّعي أصحاب هذا الرأي؟

ج- أولا: أنا أعتقد ان هناك ضرورة أولا لإنقاذ جميع اللبنانيين ولا يوجد فرق بالإنقاذ بين لبنان وآخر.

ثانيا: الوسط التجاري بُني بالمال الخاص ، وليس بالمال العام، وبالتالي لم يرتّب أي ديون على الدولة اللبنانية، فهو بُني باستثمارات من لبنانيين وعرب، ووصل وقت الإكتتاب الى مبلغ أكثر مما هو مطلوب لذلك.

ثالثا:ان شهادتي بالرئيس الحريري مجروحة شخصيا ، ولكن أنا مضطر للقول انه لو كرر التاريخ نفسه، أو عاد الى الوراء، لكرر الكثير الكثير مما قام به ولن يندم، ولن يأسف على ما قام به، ربما يراجع بعض الأمور، وهذه عادة كل إنسان يتناول ملفات كبيرة بحجم إعادة إعمار لبنان سواءا بالسياسة أو بغير ذلك.

أنا لا أقرّ بنظرية انه إهتم بالحجر أكثر من البشر ، لأنني أعرف مدى الأموال التي صُرفت في مجال التعليم والصحة، وهذا انفاق على البشر وليس الحجر وبأرقام كبرى على مدى عشرين سنة تقريبا.

وعلى أي حال، أنا لا أعتقد ان الرئيس الحريري إغتيل لأنه يهتم بالحجر، بل لأنه كان يهتم بالبشر أكثر من الحجر، فلو كان يهتم بالحجر لما كانت هناك ضرورة لاغتياله. لكنه كان يهتم بالبشر وكان لديه مشروع سياسي، يعتقد ان لديه القدرة على تنفيذه، وكان يعمل على مراكمة قدرات سياسية للبنان لم تكن متوفرة من قبل.

س- هل هذه الهالة التي توفّرت للرئيس الحريري في فترة ما، هي التي أُريد إجتثاثها من جذورها، لأنها شكّلت ظاهرة بشكل أو بآخر، خاصة واذا نظرنا الى أندية رؤساء الحكومات في لبنان، لم يكن لأحدهم السطوة والهيبة التي كانت للرئيس الحريري، وربما هذا يخالف بعض الشيء زملاءه في أندية رؤساء الحكومات؟

ج- للحقيقة، ان القول الأنسب يختلف عن زملائه، وليس يخالفهم. أقول يختلف عنهم، لأن نظرته للبلد تختلف عن نظرتهم باعتقادي، إذا نظرنا الى الرئيس الحريري من الخارج نعتقد ان الثروة هي التي أوجدت هذه الهالة ، ولكن عندما نعرف الرئيس الحريري من الداخل نكتشف ان في شخصيته غنى وفي حركته قدرة ، وبنظرته للمشروع السياسي الذي يفكر به ما يجعلنا نعتقد ان الرئيس الحريري يستحق هذا المشروع، وبالتالي نلتقي معه على قيم أكثر مما نلتقي على ثروات مهما بلغ حجمها.

س- لماذا هذا النفور بين آل الحريري وآل الصلح ، ولماذا لا يعترف آل الصلح بآل الحريري، ولماذا يشعر آل الحريري بغصة عند الحديث عن آل الصلح، بمعنى لماذا لا يقّر أحدهما للآخر بأنه كوّن حيثية معينة على مستوى رئاسة الحكومة في لبنان؟

ج- قبل الإجابة على هذا السؤال أريد توضيح أمر ، هو أن المقارنة بين الفترة التي أتى فيها الرئيس الحريري الى الحكم والفترات السابقة، مقارنة ظالمة للذين سبقوه، وظالمة له لأن الذين سبقوه كانت ظروفهم مختلفة تماما، وظروفه أيضا مختلفة تماما، هو لا يشبه رئيس جمهورية مرّ بلبنان، ولا يشبه رئيس حكومة، لم يجد رئيس جمهورية، فإذا كان لم يجد رئيس جمهورية وقام بكل هذا البناء ، فكيف كان الحال لو وجد رئيس جمهورية؟.

أما في ما خص آل الصلح، فأعتقد ان الرئيس الحريري أتى الى لبنان في وقت لم يعد هناك أي شخص من آل الصلح يعمل بالسياسة، وللمناسبة أنا “صلحي” قبل أن أعمل مع الرئيس الحريري، وأعرف آل الصلح فردا فردا، فالمقارنة أو إعتبار ان واحدا أخذ مكان الثاني، غير عادلة لآل الصلح، الذين لم يبق منهم في العمل السياسي سوى الأستاذ منح الصلح والرئيس رشيد الصلح.

س- السيدة عليا الصلح لديها رأيها السياسي أيضا؟

ج- أعتقد أنها تعبّر عن رأيها في الكتابات التي تقولها، وهي ليست محرومة من قول رأيها بسبب آل الحريري.

س- ولكن لديها هذه القناعة؟

ج- نعم، لديها هذه القناعة، ولكنها ليست كافية لتمثيل الناس، فلا يكفي أن يكون الشخص مقتنع بنفسه لكي يمثل الناس. أنا أحترم السيدة عليا وأعرفها، وأعرف قدرتها على الكتابة، وكنت أقرأها منذ زمن، ولكن ليس لهذا الأمر علاقة بالتمثيل الشعبي. وتمثيل الناس مسألة مختلفة، فالسيدة عليا لم تحضر وتسكن في بيروت، وقالت للناس انها ممثلة لرغباتهم ولآراءهم، والناس رفضتها، أو إن آل الحريري تصدوا لها. هذا الأمر لم يحصل وغير صحيح، هي تكتب رأيا بين فترة وفترة، تعبّر عن رأيها بحدّة وبذكاء وبجرأة، ولكن هذا لا يعني تمثيل الناس. تمثيل الناس لا يتم إلا عبر ممارسة مباشرة ، بمعنى أنك لا تستطيع أن تقول بأنك تمثل الناس من دون أن تخوض الإنتخابات وأن تنجح في هذه الإنتخابات.

أنا لا أعتقد انه ما يزال هناك شيء إسمه بيت سياسي ، لأن البيت السياسي له مواصفات أهمها الإستمرارية ، بمعنى أنك مستمر في العمل ومازلت فاتحا بيتك للناس.

س- عندما يقول سعد الحريري، إذا كان هناك نزول الى السراي الحكومي ، فأنا قمت بواجباتي وإشتقت لوالدي وسأنزل، هل هذا يدل ان هناك نمطا شبابيا هو الذي يقرّب الشباب البيروتي من عامة الناس؟

ج- أولا سعد الحريري إستطاع تحقيق شعبية ربما فاقت شعبية والده، ولكن ما من شك، ان الأزمة الأخيرة جمعت الناس حوله، بطريقة تتجاوز أمورا كثيرة عشتها أنا على مدى 11 سنة بالعمل مع والده.

س- كيف دعا 14 آذار للنزول الى الشارع، في وقت كان الكثيرون، يطالبونه بالتروي؟

ج- لا أعتقد إنه في الفترة الأخيرة ، كان يتحمس للنزول الى الشارع، وهناك فرق بين أن يكون لديه رغبة بالنزول أو أنه متحمس ، هذه مسألة تستطيع أن تجلب بواسطتها الناس أكثر مما تستطيع إنزال الناس الى الشارع، وهي تتعلق بطبيعة القدرة على الحشد ، وهذا الأمر عندما أمّن أكبر حشد يمكن لأي زعيم سُني أن يحشده ، وهو إستطاع تجاوز شعبية والده في هذا الموضوع.

س- هل تعتبر ان حرب تموز، كانت الحد الفاصل بين النصف الحلو والنصف المر، بين الحلم الجميل والحلم البشع، الذي كان اللبنانيون ينتظرونه ؟

ج- أنا أفضّل القول بأن لدينا أجندة زمنية مختلفة عن العالم. النقطة الأولى ان السنة اللبنانية بدأت باغتيال الرئيس الحريري، ليس لأنه الرئيس الحريري، بل لأن حجم الحدث كبير لدرجة أننا دخلنا سنة سياسية جديدة لم تنته حتى الآن، ومازلنا مستمرين في تفاعلاتها وآثارها ، ومازال الحوار وكأنه يجري حول الضريح.

س- يعني الـ2006 إستمرار لـ2005؟

ج- نعم، قد تكون تغيّرت بعض الأشياء، ولكنها لم تتغير بشكل كامل، بحيث يستطيع فريق سياسي ان يقول انه حقق ما يريد وإستتب الأمن للبنانيين.

أنا سمعت كلام النائب حسين الحاج حسن، والنائب أحمد فتفت الذي جاء في التقرير منذ بعض الوقت، للحقيقة أنا أستغرب هذه الطريقة في الكلام، أنا أعتقد ان كل اللبنانيين أحسن من كل زعمائهم، وبالتالي حان الوقت لأن تتوقف هذه اللغة، التي لم يعد باستطاعتهم القيام بأي شيء آخر سواها. وهم يعرفون انهم لا يقولون شيئا، وان كلامهم لا يعني أحدا، إلا إذا كانوا يودون تجييش شعبيتهم طوال الوقت، سواء الدكتور فتفت او النائب الحاج حسن.

س- أنا كمراقبة أرى ان “حزب الله” عوّدنا في مرحلة معينة على انه لا يستعمل إلا الكلمات المنمّقة، ولا يخرج عن اللياقة بأي تعبير وبأي حرف، ولكن أصبحنا اليوم نرى حلفاء “حزب الله”، جماعة “حزب الله” ونواب “حزب الله” والمقربين من “حزب الله” لا يستعملون إلا لغة الأحذية وتعابير قلّة الشرف بحق الباقين ولغة المال النظيف، وكأن الباقين حرامية لماذا الإهانات للطرف الآخر؟

ج- أولا ، دعينا لا نواجه الأسلوب وكأنه إختصاص جهة وليس إختصاص جهة أخرى. أنا برأيي هذا الأسلوب بدأه الرئيس بشار الأسد في خطاباته ، وإستمر وإنتقل من سوريا الى عند السيد حسن، ومن ثم الى وليد بك ثم الى الشيخ سعد الذي يأكل سوريا صباحا، ويأكل إيران ظهرا، ومساء فليحسب ما مدى الشعبية التي حققها من جراء هذا الكلام.

س- لكن هناك فرقا بين التعابير السياسية وهي مشروعة، وبين هذا الدرك بالتعاطي السياسي الى أسفل السافلين؟

ج- هذا صحيح، ولكن لا يكفي أن نقول لكِ “الحق معك” لذلك فلننظر الى الأمر السياسي. إذاً، لو أردنا إعداد لائحة إتهامات تستند الى أسلوب التخاطب، فسنعدّ لائحة طويلة وليست عادية ، والآن لا نريد الدخول في مناقشات لن توصل الى أي نتيجة.

أريد أن أتجاوز هذا الأمر لكي أقول ان المشكل في البلد له طبيعة جدية، وإطار مختلف عن طبيعة النقاش الحاصل. نحن نشهد الآن صراعا بين محورين كما تقولين، سعودي -مصري مدعوم أميركيا من جهة ، وسوري – إيراني من جهة أخرى، ربما هذا الكلام صحيح، ولكن ودفاعا عن المشروع السعودي- المصري، أقول انه مشروع معتدل سياسي قادر أو راغب، بضبط الأمور وإيصالها الى بر الأمان.

أما المشروع السوري- الإيراني له طبيعة مختلفة تماما، وهو يقاتل الآن من أجل منع إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي. والصراع ليس في الشارع، ولا بالخطابات ولا على باب السراي. ان الصراع الحقيقي الدائر في البلد الآن، هو إستمرار لإغتيال الرئيس الحريري، هذا الإستمرار يؤدي الى ان يكون الصراع الآن، على المحكمة وليس تحت عنوان آخر، وكل العناوين الأخرى لاحقة لعنوان المحكمة وليست سابقة لها.

هناك صراع عربي ودولي حول المحكمة الدولية ، لأن هناك الكثير من الدول التي تعتقد ان هذه المحكمة، إنضباط أمني وسياسي ومعيشي للبنانيين، وهناك جهات أخرى تعتبر المحكمة، ومنها المحور السوري- الإيراني، انها محكمة سياسية مخصصة لمحاكمتها وللإفتراء عليها كما تدّعي. هذا هو الصراع الدائر الآن، ليس هناك من صراع آخر.

وهناك عناوين فرعية أخرى ، فما من شك ان قوى 14 آذار أساءت التعامل مع إنتصار “حزب الله” العسكري في جنوب لبنان، كل الدنيا إعترفت بالإنتصار العسكري، ما عدا بعض اللبنايين، فهذا أمر غير منطقي حتى بالعمل السياسي الطبيعي، وبالعلاقة الطبيعية.

س- هل تؤمن بالضمانات التي قد تعطيها سوريا حتى الآن، بموضوع المحكمة الدولية؟

ج- لا أحتاج الى ضمانات سورية بهذا الموضوع، وأنا أعرف ان هناك دولا تعترض بالمبدأ على مسألة الفصل السابع، وباعتقادي لو كان بالإمكان إقرار المحكمة تحت الفصل السابع، لكان حصل ذلك في مجلس الأمن. وأنا أعرف من مسؤولين معنيين بأمر المحكمة، ان مسألة الفصل السابع غير واردة لديهم ولا في الخارج، وبالتالي الموضوع لا يحتاج الى ضمانة سورية.

ما أريد أن اقوله دون الدخول في كل هذه النقاشات: هذه المحكمة ذات الطابع الدولي ستنشأ ..ستنشأ.. ستنشأ مهما حدث ، وهناك عدة أساليب أبسط بكثير من الفصل السابع، أو من أن ترسل الى مجلس النواب، مع إنعقاد دورة عادية لهذا المجلس، كما يقول الاستاذ نقولا.

س- في أي صيغة مختصرة يمكن ألا تكون تحت الفصل السابع، ويمكن الآن إقرار المحكمة؟

ج- لقد طُرحت صيغة ، وأنا كتبت عنها وهي ليست جديدة، بالإمكان تعديل ثلاث نقاط بالمسوّدة تسمح بعدم إلزامية مرورها بمجلس النواب، والمتعلقة بالبند المالي وبالمدة الزمنية، وما معناه تُجدّد سنة بدلا من ثلاث سنوات، وهناك مسألة قانون الإعدام، وبالتالي إذا تم شطب هذه البنود الثلاثة من المسودّة ، يمكن إرسالها الى مجلس الأمن، دون أن تمر في مجلس النواب.

س- هل صحيح ما يُثار من أقاويل، ان هناك من يقوم بتزويد نفسه بالسلاح، لمواجهة سلاح “حزب الله”؟

ج- أنا لا أدّعي العلم ، لأن العلم عند الله، ولكن أستطيع أن أؤكد على قدر معرفتي، بأن هذا الأمر لم يحدث ، ولن يحدث على الإطلاق، كفى دورانا حول الموضوع.

هناك خلاف على المسائل الأساسية في لبنان، ولكن كل الأطراف في لبنان تعرف حجمها الحقيقي، وتعرف قدرتها، وبرأيي ان الكلام الذي نسمعه منهم ، يعبّر عن رغبتهم وليس عن قدرتهم.

س- ماذا ينتظرنا بعد نهاية عطلة الأعياد، والكل يتحدث عن تصعيد ما في هذا الإطار؟

ج- دعينا لا نبالغ بالمواعيد التي تُطرح والتوقعات عما سيحصل ، ان كان بعد عطلة الأعياد أو أكثر أو أقل، لأن العناوين السياسية المختلف عليها معروفة، وأي تصعيد لن يأتي بنتيجة.

على كل حال، قبل أن أقول الخيار الأساسي الذي أريد قوله، لفتني اليوم انه وسط هذا الكلام والتصعيد، أعلن الرئيس السنيورة عن خطة إقتصادية تتعلق بمؤتمر باريس- 3 ، ربما ثمة من يأتي ويقول هذا المؤتمر لن يُعقد، ولكن رأيي أنه سيُعقد وسيجري الحديث حوله، وكأنه موضوع خلافي لبناني. ولكن الرئيس السنيورة تصرّف بمسؤوليته عن الحكومة اللبنانية ، بصرف النظر عن إستقالة وزراء طائفة معينة.

على كل أعود وأقول كلاما ربما يظهر إنه غير شعبي ولكنه حقيقة: ما نحتاجه بدون مواراة وبدون لف ودوران هو تسوية في العلاقات اللبنانية – السورية ، كيف نصل الى هذا الأمر ؟ أعتقد ان هذا هو البحث الذي يمكن أن يعطينا نتيجة ما. هل سنصل عبر تركيا أو عبر روسيا أو عبر الآخرين؟ لا أستطيع تحديد آلية الوصول.

س- إذا كانت سوريا ترفض فكرة المحكمة الدولية بالمبدأ، ماذا نفعل؟

ج- حسب قول بعض الرواة الجديين ، عُقدت هذا الأسبوع إجتماعات متعددة بين وزير العدل ومجموعة من “حزب الله” تمكن فيها مناقشة بعض النقاط المُطالب تعديلها، والتي سلّمها الرئيس الأسد الى الرئيس التركي، ومن الرئيس التركي سلّمت الى اللبنانيين، والمتعلقة بالرئيس والمرؤوس وبالتالي هناك نقاشات حول هذا الموضوع.

س- إذا تمّ تفريغ هذه المحكمة من مضمونها ، فما الفائدة منها إذاً؟

ج- أنا ناقشت هذا الموضوع مع مرجع قانوني، الذي إستغرب النقاش حول هذا الموضوع ، لأنه حتى لو تم حذف هذا البند أو شطبه، هو موجود في قانون العقوبات اللبناني، وبالتالي ليس ضروريا أن يحدّد هذا البند في نص إنشاء المحكمة، طالما انه موجود في قانون العقوبات.

أنا أتحدث عن تسوية تاريخية ، لا أقول اني أريد التنازل عن المحكمة، ولكن الفرق يكمن في ما أريده من هذه المحكمة؟ هل أريد إدانة الجهة التي يُفترض انها قامت باغتيال الرئيس الحريري؟ نعم أم لا؟ برأيي الجواب نعم، هل تريد محاكمة النظام السوري على هذه القاعدة؟ برأيي هذا غير ممكن.

س- هل تريد محاكمة من أعطى الأوامر لتنفيذ هذه العملية؟

ج- أريد ان تقوم المحكمة بعملها كاملا ، وفق القوانين المرعية الإجراء. أكرر المحكمة ستنشأ.. ستنشأ..

س- هل بإمكان المحكمة ان تصل الى أي مدى تريده من خلال تحقيقاتها؟

ج- المحكمة وصلت وإنتهى الأمر ولكننا نضيّع وقتنا.

س- ولكنها تُرفض؟

ج- من رفضها؟.

س- سوريا قالت نحن لا نعترف بها؟

ج- المحكمة أُقرت وإنتهى الأمر ، وأنا أنقل إليكِ محضر الإجتماع الذي عُقد بين الرئيس الأسد ورئيس الوزراء التركي، قال الأسد لأردوغان “لا تحفظات لدينا على المحكمة، ولكن لدينا تحفظات من “حزب الله” سنرسلها إليكم”.

س- لقد فصل تقرير بيكر وهاملتون بين الوضع في لبنان، وبين الحديث مع سوريا وإيران باستكمال تطبيق القرار 1701 وبنزع سلاح “حزب الله”، هل هذا ممكن وعلى ماذا تراهن واشنطن في العراق، وماذا يعني عدم تبني خيار تقسيم العراق، وإرسال المزيد من القوات الأميركية الى العراق ، رغم تخطي عدد القتلى الأميركيين هناك الثلاثة ألاف ، وهل شبح التقسيم أُبعد نهائيا عن لبنان، طالما لم يُعتمد في العراق؟

ج- سأروي قصة قديمة فيها شيء من الجواب، ففي سنة 1976-1977 كان هناك جزء كبير من اللبنانيين يعتقدون ان البلد سائر باتجاه التقسيم، وكانوا يتصرفون على هذا الأساس ، وكان بعض الأصدقاء يسألونني ، فأجيبهم لن يحصل التقسيم، لأنه لكي يحصل هذا في لبنان، يجب أولا تقسيم سوريا والعراق.

كنت في واشنطن منذ أسابيع وقابلت بعض الناس هناك، ولا أعتقد ان خيار التقسيم مازال واردا أو يمكن حدوثة عمليا.

س- حتى في العراق؟

ج- نعم حتى في العراق، لأن هذه مسألة أكبر من قدرة العراقيين أنفسهم، هل ننسى من يقع على حدود العراق؟ وهل ننسى ان هناك تركيا من جهة وإيران من جهة ثانية، بالتالي من قال ان الأتراك والإيرانيين عندهم رغبة و يوافقون على تقسيم العراق؟.

س- تركيا تدعم السُنة وإيران تدعم الشيعة؟

ج- هذا تبسيط للأمر، أنا أعتقد ان من يعرف جدية الموضوع الكردي على العراق، يعرف ما مدى جدية تركيا في عدم السماح بتقسيم العراق، تحت أي ظرف من الظروف ، وحتى الإيرانيون لا اعتقد انهم يفتشون على مزيد من الشيعة، فعندهم ماشاء الله ما يكفي.

س- هل صحيح ما يُقال عن تشييع السوريين أو دعوة السوريين الى التشيّع؟.

ج- لا أعتقد ان ذلك الأمر جدي، لأنه ليس من السهل على طبيعة السوريين وتديّنهم أن يحدث ذلك. وكل ما يُقال اليوم غير جدي بتاتا.