“انترفيوز” مع بولا يعقوبيان – معضلة تشكيل الحكومة قبل نهاية عهد الرئيس سليمان

مقابلات تلفزيونية 08 يناير 2014 0

س- يبدو إننا عدنا الى البث من المنازل مباشرة؟
ج- بسيطة إذا كانت هذه حدود المشكلة.

س- لكن أول مرة النائب نهاد المشنوق يظهر من منزله، رغم المشاكل الأمنية التي مرت في السابق؟
ج- أنا أُسلّم أمري لله طبعاً، ولكن الأفضل لوقت طويل أن نكون حذرين.

س- كنا نطب منك أن نبث من المنزل وأن لا تأتي الى الإستديو فكنت ترفض؟
ج- أنا أحب الإستديو ولا تنسي أني من أصول إعلامية.
على كل حال، أنتِ ذكرت في المقدمة تنازلات وكأنه حصل شيء ما وهو غير مُعلن، وهذا غير صحيح، الأمر بكل بساطة لكي لا نُبالغ ونذهب الى أمكنة لا أحد يريدها، ولقراءات سياسية غير دقيقة، نحن وجّهنا خمسة أسئلة لكل القوى المعنية الآن بتشكيل الحكومة سواءاً لرئيس الجمهورية أو للرئيس المُكلّف أو لوليد بك أو عبر وليد بك للرئيس بري، وهذه الأسئلة هي التالية، لكي نتحدث في صلب الموضوع وليس من حوله، ونبدأ بالأوصاف القاسية التي لا تُعبر فعلاً عن طبيعة الحوار الحاصل الآن:
السؤال الأول هو شكل الحكومة، عددها، شكلياتها، تفاصيلها.
السؤال الثاني يتعلق بالثلث المعطّل.
السؤال الثالث يتعلق بالبيان الوزاري
السؤال الرابع يتعلق بالمداورة في كل الحقائب الوزارية
السؤال الخامس حق الفيتو العادل، لكي أكون دقيقاً الفيتو العادل للرئيس المكلّف ولرئيس الجمهورية على أي إسم يُطرح عليهما من القوى السياسية.
عملياً هذه الأسئلة تُحدّد طبيعة تعاطينا مع تشكيل الحكومة، نحن لم نحصل على أجوبة حتى الآن، لأننا نريد أجوبة على الأسئلة الخمسة، وليس على سؤال أو إثنين أو ثلاثة أو أربعة نحن نريد جواب على الأسئلة الخمسة مجتمعة.

س- لكن ماذا تتحدثون في كل هذه المفاوضات؟
ج- لماذا لا تقتنعين بأن كل ما نتحدث فيه مُحدّد وواضح، أنا سمعت أستطيع أن أجيب على الأسئلة الخمسة من أي نشرة أخبار بالتلفزيون، ولكن هذا لا يعني ان هذه هي الحقائق. أنا أتحدث عن شيء مُحدّد وواضح، نحن لم نتبلغ رسمياً الإجابة النهائية والمحددة والواضحة بمسألة الثلث المعطّل وعندما نتبلّغ نقول رأينا، ولكن لا أستطيع أن أجيب استنادا لخبر بالتلفزيون أو لخبر بالصحيفة، هذه مسألة حساسة ودقيقة جداً وجدية لا تحتمل أن أسمع من التلفزيون أو أقرأ في الجريدة اسماً وأقرر التعليق عليه بالرفض أو بالقبول، هذا بالنسبة للسؤال الثاني.
ثالثا: البيان الوزاري غير وارد على الإطلاق مسألة الشعب والجيش والمقاومة، ووارد بإصرار وإلحاح وتأكيد إعلان بعبدا، ولكن إعلان بعبدا ماذا يعني؟ نحن عندما نتحدث عن إعلان بعبدا والحياد عن الصراعات الإقليمية، يعني هو تمهيد للإنسحاب من سوريا، نحن هذه هي قراءتنا السياسية وإلا لماذا البحث بنص البيان الوزاري؟.
رابعاً: المداورة في كل الحقائب وهذه ايضاً ننتظر الإجابة عليها.

س- اليوم شعبيا يُنظر الى هذه الخطوة في حال تمت الجلوس في حكومة واحدة رغم ان البعض يمكن أن يعتبرها جيدة للبلد، وتُخفف من الإحتقان ومن المشاكل، ولكن مسألة الإنسحاب من سوريا مسألة مهمة شعبياً خاصة لدى قواعدكم؟
ج- كل الموضوع ان يتحول هذا الشيء من شرط الى قاعدة تفاهم، فهناك فرق بأن يكون كشرط وأن يكون قاعدة تفاهم. عمليا أي جهة سياسية تحترم نفسها إذا أرادت الدخول الى الحكومة ويكون البيان الوزاري قاعدته إعلان بعبدا، فهناك ترجمة واحدة لإعلان بعبدا تتعلق بالحياد من الصراعات الإقليمية، وبالتالي الترجمة الفعلية لهذه الموافقة إذا تمت هو الإنسحاب من سوريا، أنا لا أقول انها تمت، بينما أنت تعتبرين انها حصلت، هذا الأمر لم يحصل بعد، رغم كل ما نسمعه أعود وأقول هذه الأسئلة لم نتسلم الإجابة عليها والمشاورات مع الحلفاء سارية المفعول، هم يريدون إجابات أكثر منا، وثالثاً عندما تأتي الإجابات نناقشها، ونُقرر هل نقبل أم لا، أما طرح الموضوع بأنه انتهى على الطريقة اللبنانية التقليدية بأن فلان وزير وفلان أخاط بدلة كحلية للصورة، هذا فولكلور. نحن الآن نتحدث بالدم، فكل يوم والآخر نفتش على صورة دم جديد للنقاش عليها.
س- لكن هناك نقطة مهمة جداً، بأن هناك أصوات من الفريق الآخر حتى من الوسطيين تقول اجلسوا على طاولة موحدة، هذا يعني مزيد من الدماء في البلد؟
ج- جيد والرئيس الحريري منذ ستة أشهر يُطالب بطاولة حوار، أعلن في عز الأزمة بأنه فور تلقينا الدعوة من رئيس الجمهورية للحوار فنحن مستعدون للحضور. وبالتالي لا مشكلة أمامنا بالحوار، نحن نتحدث الآن على الحكومة والجو الذي ذكرته في البداية عن تنازلات، حتى الآن لا شيء من ذلك وهناك نقاش حول أسئلة خمسة، وعندما نحصل على إجاباتها نناقشها ونُقرر على أثرها.

س- نهاد المشنوق السياسي المحنك الشاهد على تاريخ لبنان يعتقد بأننا في صدد حكومة خلال عشرة أيام؟
ج- إذا سألتني رأيي الشخصي خارج الإطار، أنا رأيي حرام لبنان تتشكل فيه حكومة من هذا النوع، هذا ظلم للناس.
بالأمس العماد عون يقول الموظفين كتّاب والإختصاصيين مستشارين، ولكن ما هي هذه الحكومة، هذه حكومة ممثلين لكل الأطراف السياسية، وكلما أراد أحدهم أن يشرب كباية ماء بالسياسة عليه أن يذهب الى قطبه ويناقشه ويرجع ونمضي الوقت على الطرقات رايحين جايين. فإذا كان الأقطاب معنيين بهذا الأمر بحجم الدمار وبحجم المشكل في البلد وبحجم المخاطر التي نتعرض لها في لبنان وسوريا والعراق، حيث الحريق موجود بكل أنواعه، عندي سؤال ما المانع من تشكيل حكومة أقطاب صغيرة تجلس على الطاولة وتتحمل المسؤولية؟ قد تقولين فلان لا يحضر لأسباب أمنية وفلان لا يقبل فلان يترأس عليه وفلان أطول من فلان، ولكن لا أحد أكبر من إنقاذ البلد أو أهم من إنقاذ البلد أو أطول من البلد ولا أعرض من البلد، فمن يريد أن يتحمل مسؤوليته في البلد وفي كل ما هو حاصل فيه فليتفضل ويجلس على طاولة مجلس الوزراء ويتحمل مسؤوليته.

س- تعني برئاسة الرئيس سعد الحريري؟
ج- كلا برئاسة الرئيس تمام سلام.

س- حكومة أقطاب؟
ج- رجعنا للشروط التفصيلية بأنه أقبل أن أجلس مع فلان ولا أقبل أن أجلس مع فلان، ما هذا الكلام؟ هناك مشكل كبير وحريق كبير في سوريا بدأ يطال لبنان في طرابلس وصيدا وبيروت وفي كل مكان، هل من أجل الوقوف في وجه هذا الحريق نستكثر الذهاب الى مجلس الوزراء؟ لماذا لا تُشكّل حكومة من 17 أو 14 وزيراً؟.

س- ما الذي يُغيّر تشكيل هكذا حكومة واقعياً؟
ج- هناك ضرورة لحكومة حيادية. أولاً ليس صحيحاً ان البلد ليس فيه حياديين، بل هناك الكثير من الأشخاص الجيدين في البلد وحياديين أحسن منا. ثانياً يقولون هذا يحتاج الى حكومة مسؤولة، إذا لا يأتي المسؤول نفسه على الطاولة منا أو من غيرنا فلماذا يأتي نهاد المشنوق ولا يأتي فؤاد السنيورة، ولماذا جبران باسيل وليس العماد عون، ولماذا انطوان زهرا وليس الدكتور جعجع، عندما نأتي الى حكومة أقطاب من 14 لا نعود نناقش لا البيان الوزاري، ولا الثلث المعطّل، ولا شكل الحكومة ولا المداورة، لأن حجم الحكومة وحجم الممثلين فيها يتجاوز كل هذه التفاصيل التي نناقشها.

س- إذا جلس هؤلاء الأقطاب اليوم هل يُتخذ قرار بالإنسحاب من سوريا، ينسحب “حزب الله” من سوريا؟
ج- هؤلاء انتخبهم اللبنانيون، ونحن وغيرنا طالعين على أكتافهم، فلماذا أكتافهم لا تحمل البلد؟ هلق بدي إنغش بحالي إذا انا موجود في مجلس الوزراء، أنا أكثر تمثيلاً أو قدرة على التفاوض، أو قدرة على القرار من الرئيس سعد الحريري، أو من الرئيس السنيورة؟ إبدأي بي قبل أن تبدأي بغيري، فليتفضلوا ويتحملوا مسؤولياتهم ومسؤولية تسميات وتفاصيل ودخول الزواريب والحريق على البلد، ليس فقط في البلد بل وصل الى الصالون، وما تبقى هو غرفة النوم لم يصل إليها بعد، أنتِ تُناقشين في مقاييس تقليدية لتشكيل حكومة تقليدية في ظرف طبيعي، فلا الظرف طبيعي ولا الوضع مقبول، والحريق واصل الى الصالون والحريق في العراق أكبر من سوريا وفي سوريا أكبر من لبنان، ومازلنا نناقش جنس الملائكة الوزاريين، فليتفضلوا أصحاب الرأي المُنتخبين ورؤساء الكتل ومن يمكنهم التقرير وقرارهم ساري في البلد، أن يجلسوا على طاولة مجلس الوزراء كما كانوا يجلسون على طاولة الحوار وليحاولوا إنقاذ البلد.

س- إذاً الآن سأًعصّبك إذا كنت اختصاصية، لماذا تصّرون على شرط ما وبعدها تبدأون بالتراجع عنه؟
ج- نحن لم نصّر على الشرط ولا تراجعنا عنه، نحن نحاول إيجاد مخرج سلمي يُنقذ البلد من الحريق السوري بوسائل سلمية وهادئة بعد اقتراب الحريق من غرفة النوم اللبنانية بعدما وصل الى الصالون.

س- هل التمهيد للإنسحاب من سوريا يُعتبر شرطاً مقبولاً؟
ج- أولاً أنا لا أوافق على تعبير شرط، أنا أقول هذا السؤال ينتظر الإجابة عليه بما يتعلق بإعلان بعبدا، أنا لم أتحدث عن الإنسحاب من سوريا باعتباره شرط أو هابط من السماء على المعنيين، أنا أسأل عندما نضع إعلان بعبدا بالبيان الوزاري كيف يُترجم هذا الإعلان، هذا إعلان مُسجل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية، ويتوقع كل الأطراف حتى لو طرف قال إنه أخطأ ووقّع، ولكنه وقّع فعملياً كيف يُترجم هذا الإعلان وقبل أن أحصل على الإجابة، لن أضع شروطاً وأعطي دروساً لأنه عملياً نحن نتحدث الآن على بلد منذ سنة حتى الآن هناك عمليتا اغتيال سياسيتين وهناك عمليتا اغتيال لقيادات المقاومة الآمنيين وأربع سيارات مفخخة إذا لم يكن أكثر انفجرت في الضاحية الجنوبية وفي مناطق أخرى، هذا كله لا يدفعني الى تحويل الشرط الى السؤال وتحويل الجواب الى مادة للنقاش؟ إذا كان هذا كله لا يوصلني الى هذا الإستنتاج أكون لا أتصرّف بمسؤولية، هذا أولاً.
ثانياً: لماذا مازلنا نُفتش بالتفاصيل اللبنانية، القواعد التقليدية لتشكيل الحكومات في لبنان والمتعلقة بالتمثيل وطبيعة التمثيل والطويل والقصير والناصح والنحيف كلها قواعد ليس هذا وقتها ولا هي مناسبة ولا توصل إلى نتيجة، ومادام أولئك مستشارين والآخرين يعيّنهم كتّاب، إذاً هؤلاء ممثلين فلماذا لا نأتي بالأصليين؟ فلماذا يريد الأصل تحميل الآخرين المسؤولية ويضع حاجزاً بينه وبين المسؤولية، تسمية فلان وزير أو فلان وزير.

س- مثلاً هل السيد نصر الله سيجلس في الحكومة؟
ج- ممثل الحزب في الحوار هو الحاج محمد رعد. نحن على بعد ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر بالحد الأقصى عن انتخابات رئاسة الجمهورية، هل هناك أكثر من أن يأتي الأقطاب ويجلسوا على طاولة مجلس الوزراء.

س- طرح حكومة الأقطاب هو طرح “14 آذار” أم نهاد المشنوق؟
ج- في موضوع الأقطاب هذا رأيي الشخصي ولا يمكن أن أحمّل غيري هذه المسؤولية، ولكن أستطيع القول بأنه لا يمكنني بمفردي فرض حكومة على البلد، إنما بالواقع السياسي حاولت كثيراً في موضوع الحيادية وهي الحل المثالي الذي يخرج حاجات الناس ومشاكلهم وتفصيلاتهم من الصراع السياسي، ويتحول الصراع السياسي على طاولة الحوار، هم قرروا إنهم يريدون حكومة لتسيير المعاملات، نحن لا نريد هكذا حكومة، نريد حكومة تُنقذ البلد.

س- بالسياسة وأرجو ان لا تقول لي إسألي “حزب الله” أنا أسألك أنت؟ لماذا قبل الآن “حزب الله” بصيعة 8+8+8؟
ج- مع ثلث معطّل أو بدونه؟.

س- هذه الصيغة ليس فيها ثلث معطّل وصيغة بدون وزير ملك أقول؟
ج- أعتقد ان كل ما سمعته حتى الآن لا يطمئن ولا يُجيبني على أسئلتي، وبالتالي لماذا أقبل بهذه الصيغة، إذا أردت أن أدخل بالتحليلات التي فيها ملاءة بالنفس وغرور قد أقول انهم اكتشفوا ان مشروعهم لا يُصلح وان حجم الهجمة عليهم أكبر من أن يستطيعوا تحمّلها، ويحتاجون لشرعية حكومة تحمي وجودهم، ولكن لماذا عليّ إقحام نفسي بهذه التفاصيل، لكي يرد عليّ السيد حسن ليقول ” نحنا لا نحتاج إليك ولا لتغطيتك ولا لحضورك”، وبعد شوي لبنانيتك. وبالتالي هم يُجيبون على الأسئلة المتعلقة بهم، ونحن نجيب على الأسئلة المتعلقة بنا. نحن كمجموعة سياسية عندنا هذه الأسئلة وعندما نحصل على أجوبة نجاوب، أنا شخصيا أقر وأعترف بأن كل هذه أفكار تقليدية في زمن غير تقليدي، وهناك حريق وصل الى صالونات كل اللبنانيين دون استثناء ووصل الى حد الإغتيال السياسي لحاكم كبير بلبنان مثل الدكتور محمد شطح، ولقياديين بالمقاومة اغتيلوا بعد منتصف الليل، ولسيارات مُفخخة اربعة خلال أشهر قليلة. أنا أدعو الأقطاب ليتفضلوا ويتحملوا مسؤولياتهم لأن هذا الظرف استثنائي وحالة استثنائية وخطر داهم على كل اللبنانيين.

س- لك تهنئة من مشاهد الأستاذ سجعان قزي على صراحتك وموضوعيتك وقدرتك على تقديم التموضع الجديد للمستقبل؟
ج- قولي له أنا أفضّل مشاهدة وليس مشاهد.

س- هل هناك من موقف جديد للمستقبل تقدمه بطريقتك؟
ج- ابداً والأستاذ سجعان جزء من نقاش جدّي حول هذا التصوّر لأنه إذا لم تأتِ الحكومة بالطريقة التي نراها مناسبة عندنا بدائل وخيارات ناقشناها مع حلفائنا ووضعناها على طاولة النقاش ويتم بلورتها، والأستاذ سجعان جزء منها والدكتور جعجع والرئيس الجميل والشيخ بطرس ومن سيدنا البطريرك، رغم كل الكلام الصغير الذي يُقال بمناسبة أو بأخرى، لكن نحن نُقدّر مرجعيته الوطنية لكل اللبنايين، والحوار ماشي بعدّة اتجاهات وليس باتجاه واحد على طريقة أما تشكيل الحكومة المعروضة عليك أو ان تذهب وتجلس في بيتك.

س- وعلى كل حال أنتم جلتم على كل هؤلاء الأطراف منهم البطريرك ومنهم الدكتور جعجع ورئيس الجمهورية بعيداً عن الإعلام، قُمتم بجولة أنت وبعض النواب الزملاء هل كان ذلك على علاقة بالحكومة؟
ج- أنا كنت مُكلّفاً من الرئيس السنيورة ومن الرئيس الحريري مع زملائي الأساتذة هادي حبيش وجان اوغاسبيان ونائب الرئيس فريد مكاري والدكتور فارس سعيد، وناقشنا طويلاً ما هي الخيارات التي أمامنا، فنحن لا يمكن أن نجلس مكتوفي الأيدي ننتظر الإغتيال الرابع أو الخامس، هذا الإغتيال الحادي عشر خلال ست سنوات مع حوالى 950 مواطن، وجاء للوكالة الدولية للأنباء ان عام 2013 هو العام الذي شهد أعلى نسبة قتل في لبنان منذ عام 1985 فضلاً عن 378 جريح والعام 2013 هو العام رقم 5 منذ بداية الحرب الأهلية في العام 1975 ، والعام رقم واحد بنسبة للقتلى منذ العام 1985، فعملياً علينا أن نتصرف بمسؤولية تجاه هذه النسب والأرقام، والتصرّف بمسؤولية تكون بضرورة جلوس الأقطاب الى طاولة مجلس الوزراء وتحمّل مسؤولياتهم، وسأستمر بتكرار هذه الجملة، بدل تحويلها على ممثليهم حتى يذهبوا ويجيئوا لعندهم باعتبار هذا عنده مخاطر أمنية وذاك يعتبر انه لا يقبل فلان أن يترأس .

س- الزعامات أكبر من البلد أحياناً؟
ج- لا زعامة أكبر من دم الناس، ولا زعامة أكبر من البلد رحم الله الرئيس رفيق الحريري الذي كان دائماً يقول ما في حدا أكبر من بلده.

س- كتبت مقالاً في 21/10/2013 بعنوان “أهل السنة والإلتباس”،انتهى المقال بعد تمهيد طويل وطرح للأمور ولما قاله ابوعشير الآن لناحية كل ما يحصل على الساحة السنية من عدم الوصول إلى خيوط بعد أي تفجير أو اغتيال فيما التفجيرات الأمنية الأخرى في مكان آخر يُكشف عن فاعليها فوراً. أنت تصل الى مكان في المقال تقول: “ألم يحقق التدخل العسكري لـ”حزب الله” في سوريا نظرية اننا شعبين متصارعين في دولة واحدة؟”..”لن يطول هذا الإلتباس بانتظار دولة لا تلوح في الأفق، كثير من أهل السنة القابضون على الأرض سينقلبون على صفتهم التاريخية”، أنت تتحدث عن صفتهم الهدوء،”لصالح أهل النصرة الممسكين بالتاريخ وسيذهب المعتدلون أو ما تبقى منهم الى منازلهم ومن يعش يرى؟”
ج- نموذج “ابوعشير” أمامنا، جد الاحفاد الثلاثة الذين استشهدوا في تفجير مسجد السلام في طرابلس، هو نموذج الإنسان الصادق والمؤمن والمُصر على ان الدولة تأخذ حقه، ولكن هذا النموذج يُعبّر عن حجم الظلم الواقع. إذا كان الذين وضعوا المتفجرات على طريق البقاع، وهم بذلك يستهدفون مقاتلي “حزب الله” الذاهبين الى سوريا للقتال الى جانب نظام مجرم في وجه الشعب السوري، قاضي التحقيق اياً يكن أصدر قرار طلب لهم الإعدام، ولكن ماذا طلب لمن ارتكب تفجير طرابلس؟ وماذا طلب لميشال سماحة؟ ماذا ينتظر؟ هذا ما أحذّر منه. هذا الإستمرار بالظلم، هذا الإستمرار بقلّة العدل، وهذا التراكم الذي بدأ سنة 2005 أنا أحذّر أحذّر أحذّر بأنه سيتحول الى انفجار كبير.

س- ولكنك أنت قلت أن هذا الأمر سيقضي عليكم؟
ج- أنا لم أقل ان هذا سيعطينا الفرصة.

س- يعني هذا إعلان استسلام؟
ج- كلا، نحن سنستمر ونحاول عبر المقاومة المدنية والسياسية، ونقول كل الكلام، ولكن هناك تطور تاريخي وحتمية تاريخية، حتى الآن جمهور رفيق الحريري وجمهور أهل السنة يتصرّف بنسبة 95 بالمئة منه و96 و97 بالمئة بمنتهى التعقل والهدوء والصبر والجلد والمطالبة بالدولة، ولكن في النهاية عندما تُحرج الناس من حقها بأحفادها وأولادها مثل “ابوعشير” ماذا ننتظر أن يفعلوا بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة؟.
لو افترضنا أني جلست معك منذ سنة وقلت لك انه خلال شهر أو أكثر، هناك ستة انتحاريين سترينهم، في السفارة الإيرانية، وعلى حاجز الجيش في صيدا، وعلى حاجز الجيش في مجدليون، وفي سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية، وهي كلها أعمال مّدانة، هل كنتِ لتصدقينني؟
عندما راجعت سجلات قوى الأمن وجدت ان صيدا منذ العام 2006 و2011 لم يحصل فيها أي حادث قتل مُتعمّد، وبعد سنة 2011 خرج منها انتحاريون لماذا؟.

س- الفريق الآخر يقول الفكر التكفيري وصل الى لبنان؟
ج- كيف وصل وما سبب وصوله؟ وما السبب الذي يدفع الناس للذهاب الى الموت؟ هل غير الظلم والقهر وتراكم الأخطاء وتراكم حكايات “ابوعشير”، وتراكم حكايات طرابلس؟ هل غير هذا الظلم يوصل هذا الفكر الى هنا؟.
س- لماذا تُتهمون بتغطية هؤلاء؟
ج- هذا كلام مثل تشكيل الحكومة، هذا كلام تفصيلي، السؤال الحقيقي هو ما الذي يدفع الشخص الى الموت؟ وما الذي يدفع سبعة أشخاص الى الموت والإنتحار مرة بوجه الجيش ومرة بوجه جمهور بريء في الضاحية الجنوبية؟ بالتأكيد الظلم والقهر والتراكم الذي بدأ منذ سنة 2005 ولم يتوقف حتى الآن.
نحن جزء من منطقة فيها مجموعة من القتلة والمجرمين سواءً في العراق أو سوريا أو لبنان.
عندما نسمع رئيس وزراء العراق العبقري نوري المالكي يقول بأن “الحرب عادت بين أنصار يزيد وأنصار الحسين” فأي قبور ينبشها هذا؟ وعن أي دولة يتحدث؟. وعندما يصل عدد القتلى على يد النظام السوري وبشار الأسد الرسمي والمُعلن حتى الأمس، وهو غير مؤكد، الى 130 ألف قتيل، 71 بالمئة منهم سقطوا ضحايا القصف. وعندما يصبح في لبنان 70 ألف عائلة سورية غير مصحوبة بأباء، و377 طفل سوري غير مصحوبين بأهل من النازحين، الى ماذا سيؤدي هذاالأمر؟.

س- كل هذا الظلم أطلقتم مقابله ما سمّاه الرئيس السنيورة المقاومة السلمية المدنية؟
ج- المدنية ومازلنا عليها، أنا لا أقول اننا نحن سنتحول، نحن لن نغيّر خطنا ولن نغيّر قناعاتنا، ولن نغيّر مدنيتنا، ولن نغيّر وسائل التعبير السلمي التي نتبعها، ولكن لا يمكن أن نتجاهل الآخر، ولا يمكن أن نتجاهل ماذا يُحدق هذا الظلم بالآخر.
أنتِ تقولين ان الفكر التكفيري دخل الى لبنان. فلنتكلّم بالوقائع، في 15/3/2011 بدأت الثورة السورية، ولكن متى بدأ دخول السيارات المُفخخة الى لبنان؟ لماذا لا يريد احد أن يعترف؟ لماذا لا أحد يعترف انه طوال سنتين من اندلاع الثورة لم تدخل ولا سيارة قبل إعلان السيد نصرالله بفخر انه سيقاتل الى جانب النظام السوري، لم تدخل ولا سيارة مفخخة، وكان ما أصابنا من الحريق السوري محدود جداً، وكل الكلام عن انهم ذهبوا للقتال في سوريا منعاً لقدوم التكفيريين، وإذ بهم أتوا بسبب القتال .
أنا أُدين كل تكفيري وكل إرهابي وكل انتحاري، أنا كجهة سياسية لا أستطيع أن أوافق لا من قريب ولا من بعيد على ذلك.

س- تقول سنتين لم يأتوا وعندما ذهب “حزب الله” لقتالهم سرّع بقدومهم، ولكن النظرية تقول انه لو لم يذهبوا للقتال هناك هؤلاء سيقوون على النظام وعندما ينقلبون على النظام سيتسلمون الحكم، وبالتالي يُصبح لبنان لقمة سائغة، وبالتالي حسب نظريتهم هم يدافعون عن لبنان بهذه الطريقة؟
ج-وحده الله، استغفر الله العظيم، وحده يستطيع إنقاذ هذا النظام، ولا أحد يمكن أن يُنقذه، لا مقاتلي “حزب الله” ولا المقاتلين العراقيين ولا أحد.

س- لكنه مازال صامداً واليوم المعارضة تُحارب داعش لا تُحارب النظام؟
ج- هذا سبب إضافي ليتأكد ان هذا النظام لا شيء يُنقذه، هذا النظام أصبح من الماضي، كل البحث عن الترتيبات هي لما بعد النظام، وكل قواعد جنيف 2 قائمة على جنيف واحد، وهو قائم على حكومة انتقالية أو هيئة انتقالية تأخذ كل الصلاحيات بما فيها الأمنية من الرئيس السابق لسوريا الذي مازال يجلس حتى الأن على دم شعبه، فكفى نتوهم بإنه إذا ذهب خمسة آلاف مُقاتل من لبنان يستطيعون حماية النظام السوري. أصلاً هل بإمكانهم حماية الحدود اللبنانية ومنع وصول سيارات مُفخخة؟ هم قاموا بكل الإجراءات الأمنية فماذا كانت النتيجة؟ قتل أبرياء وظلم ومزيد من التعنُّت ومزيد من الحدّة.
هذا الكلام لا يبني دولة ولا يمت الى العقل بصلة، وسيٌظهر التاريخ ان هذه السياسة هي التي ستؤدي لمزيد من الإرهاب من الطرف الآخر، السياسة التي يتبعون فيها للنظام السوري، والقائمة على اعتبار المعارضين السوريين إرهابيين، وحلال هدر دمهم. لأنه لا يمكنهم تعيين معارض مدني بإنه هدف للقتل أو هدف للقصف، إنما الإرهابي من السهل أن يقولوا انهم يريدون قتله أو قصفه.

س- كل هذا الظلم الذي يقع على مجموعة كبيرة من اللبنانيين حيث نسمع أصوات أهل السنة كل يوم بأنهم يتعرضون للظلم، هناك الكثير من الملفات العالقة، ولأنك كتبت عن “أهل السنة والإلتباس”، سؤالي هو: أترى ان لبنان ذاهب الى اكثرية سنية تتطرف الآن؟
ج- أنا لم أقل ذلك، أنا قلت استمرار الحريق السوري واستمرار الظلم اللبناني واستمرار القتال في سوريا، وفي حلقة سابقة معكِ قلت هذا الكلام إذا كنتِ تذكرين، انا قلت “قتال “حزب الله” في سوريا مستحيل إلا وأن يُحقق هدفين: الهدف الأول الإسراع بنقل الحريق السوري الى لبنان، والهدف الثاني ربط نزاع تاريخي بين الشعبين اللبناني والسوري أياً كان حاكم سوريا في المرحلة الآتية”. لكن هم غير قانعين، هم ذاهبون على أبسط كلام بأنهم “مش فاضيين نعملكم كفين”، يعني رومل لا يقول هذا الكلام، فعن أي بلاد يتحدثون وعلى أي قواعد وعلى أي إنسانية، أي فخر هذا ان الدم يجعلك أكثر قوة، وأي فخر بأن قتل الأبرياء يعطيك الحق أكثر؟ وأي فخر بالإستخفاف بالآخرين باعتبار انكم قوة عسكرية عُظمى؟ هذا كلام خارج التاريخ وخارج الجغرافيا وخارج الإنسانية وخارج البراءة.

س- إلا ان هذا الكلام أجلسكم في منازلكم منتبهين حذرين، وقد سقط لكم شهيد منذ عشرة أيام؟
ج- كل واحد منا يأخذ احتياطاته ولكنه أمر طبيعي وأمر إنساني، انه بعد ما حصل للدكتور شطح رحمه الله ويكون مثواه الجنة، ان يأخذ كل واحد منا احتياطاته بالحد الأدنى، ولكن لا أحد يُجلسنا في البيت ولا أحد يدفعنا للرجوع عن موقفنا السياسي ولا عن ثباتنا ولا عن إصرارنا، فإذا كان “ابوعشير” مع كل خسائره عنده كل هذا الإيمان فنحن الحمدلله بألف خير.

س- ماذا حقق برأيك اغتيال محمد شطح بالسياسة؟
ج- أنا برأيي انه حقق المزيد من الصمود والمزيد من القناعة والمزيد من قدرتنا على الإستمرار في طريق الحق، إذا كنا نحن المخطئين والعاجزين وغير قادرين ولا نُلبي مطالب الناس بالثأر ومطالب الناس بالسلطة، وبكل الأشياء الأخرى، وإذا كنا فاقدين صفة تمثيلية كما يدّعي الآخرين، فلماذا قُتل محمد شطح؟ ما عأساس ما منحرز، وبالتالي ما في ضرورة للتصفية. ولكن الحقيقة نحن معنا هذا القلم، وهذا القلم له توقيع، والبلد لا يمشي بدونه، هذا سبب قتل محمد شطح، وهو شخص يختلف عن غيره بأنه كما أسميته “موسيقار”، باعتبار انه فعلاً يجب الموسيقى وعنده “download” لكل أنواع الأغاني، مكتبة كاملة، ولكن هو أيضاً موسيقار بقدرته على شرح قضيته ببراعة شديدة. الصفة التي أُعطيت له انه معتدل، ولكن ماذا يعني معتدل؟ الإعتدال هو الإنتماء للبلد، أي واحد عنده حد أدنى من الحس الوطني فعلاً معتدل لأن هذه وطنية، ولكن الإعتدال لا يعني التنازل، محمد شطح كان شخصاً مبدئياً عنده قدرة فائقة وصبر شديد على أن يُعيد ويُعيد ويُعيد ليؤكد إيمانه بقضيته ويؤكد قدرته على شرحها، ويؤكد بلورتها، تصفيته رسالة لكل الناس بأنهم يمكنهم القتل، جيد تستطيعون القتل ولكن ماذا بعد فأنتم قتلتم من قبل؟.

س- إذا كان المطلوب إسكاتكم أو إرهابكم ألا تعتقد كانت الرسالة ستصل أكثر لو تم استهداف أحد الصقور؟
ج- هذا لا علاقة له بالصقور، أنا أعتقد ان محمد شطح كان صقراً بعقله والصقور ليسوا بالصوت العالي ولا بالعضلات، تكون صقرا بقدرتك أن توصل قضيتك إلى أكبر كمية ممكنة من الناس والدكتور محمد كان عنده قدرة لإيصال فكرته لكل الغرب ولكل المحافل الدبلوماسية بطريقة عاقلة ومنطقية ومُقنعة، خسارة كبيرة لا أعرف إذا كان بامكاننا تعويضها، ولكن بالتأكيد هذا لا يُغيّر من قناعاتنا السياسية ولا من موقفنا والدليل ان لا شيء تغيّر منذ اغتيال الدكتور شطح لليوم إلا ما يُنشر في وسائل الإعلام حول أوهام تتعلق بأننا قبلنا بما لم نكن نقبل به، لكننا لم نقبل، ونعتبر إعلان بعبدا هو قاعدة الإنسحاب من سوريا، كما هو قاعدة المشاركة، وبالتالي من يوافق على إعلان بعبدا مرة أخرى يجب أن يلتزم به، وهذا ما نقوله بطريقة مختلفة عن الطريقة السابقة. عندما نتذكر اللواء وسام الحسن رحمه الله، تحدثت في ذكراه السنوية، وقلت كلامي بحدّة وشدّة وبقسوة تُعبّر عن خسارتك لمن كان من أهلك، ومن كان صديقا حقيقيا، وتعبّر عن الظلم الواقع عليه سواء كرجل بارع أو مُبدع في مجاله الوطني الذي كان يعمل فيه، والدكتور شطح كان التالي. و11 ويصبحون 12 و13 و14 وهذا جمهور رفيق الحريري لا يغيّر قناعاته، ولا يُغيّر رأيه ولا يغيّر موقفه، ومن يعتقد ان القتل يأتي بنتيجة مخطىء.

س- لكن البعض يرى ان القتل يمكن ان يأتي بنتيجة والتهديد يمكن يؤدي الى نتيجة، إذا نظرنا اليوم الى وضع “14 آذار” ترى كيف كان في الـ2005 وكيف أصبح اليوم؟ وليد جنبلاط كان معكم أصبح حامياً للدروز بالمعنى السياسي وجزء من جمهوركم الذي كان معكم بيئة كاملة اليوم نرى انكم تخسرون الكثير من الأرض ويتحولون الى التطرّف ولا يرون ب”المستقبل” ممثلا لهم؟
ج- كيف يمكن أن نقدّر هذا؟ يعني هذه القناعات والقواعد التي تتحدثين عنها تستند الى ماذا؟

س- تستند حتى الى كلامك في “أهل السنة والإلتباس”، هذا مقال مُعبّر جداً عن واقع الحال؟
ج- أنا لا أتحدث عن “المستقبل”، أنا أتحدث عن أهل السنة والإلتباس سواءاً في العراق أوسوريا أو لبنان. المسألة أوسع بكثير.

س- ولكن هناك نقطة للأنت بالتأكيد توافق معي بأن أهل السنة كانوا في مكان وأصبحوا في مكان، بسبب كل الأسباب التي ذكرتها، يبتعدون أكثر وأكثر عن فكرة ثورة الأرز، ربما قسم من الجمهور على الأقل حتى من الجمهور المسيحي؟
ج- ما من شك اننا مُقصّرون مهما جربنا، هذا الجمهور أمامنا وليس وراءنا.هو يتقدم علينا بإرادته بالحرية وبالإستقلال والسيادة، أما القول بأن هناك تراجع فأنا لا أرى ذلك.
نحن أجرينا الإنتخابات في 2009 حيث لم يتبيّن ان هذا الجمهور على تراجع بتأييدنا وكل استطلاعات الرأي وكل من يتعاطى السياسة، يعرف ان تمثيلنا لا يزال هو الأول وهو القادر في أي انتخابات أن يأتي بأعلى النتائج ولو لم يكن ذلك، لماذا قُتل الدكتور شطح؟.

س- لكن القتل يزيد من التشرذم؟
ج- بالعكس الإغتيال يزيد من التماسك ومن القدرة على الرد، ويزيد من الإصرار على الموقف عملياً هذا ما حصل لا يوجد نتائج لا وقت اغتيال اللواء الحسن ولا اغتيال بيار الجميل، ولا اغتيال سمير قصير، ولا اغتيال جورج حاوي، ولا اغتيال جبران تويني، ولا كل الشهداء الذين ضحّوا من أجل لبنان، الخسارة لم تغيّر من موقفنا السياسي، ولا غيّرت برأي جمهورنا، والدليل الإنتخابات، قد يكون بعض الناس يشتكون وبعضهم لهم رأيهم وبعضهم يُعبّر بشكل حاد، هذا شيء طبيعي في نظام يعتمد حرية الرأي، نحن لسنا نظاماً دكتاتورياً ولا حزب ديكتاتوري، والكلام داخل مجموعتنا السياسية فيه أعلى مستوى من النقد وهذا أمر طبيعي.
منذ أسبوعين كنت في طرابلس ومررت على القلمون لشرب العصير في مطعم وكان مليئا بسيدات من الشمال، قالوا لي انهم يُخبئون ماء الزهر وماء الورد الى حين مجيء الشيخ سعد، فإذا كانوا يفعلون ذلك لرشّه بالزهر والورد، فلا أعتقد ان هذا الجمهور تراجع بموقفه، هناك طلعات ونزلات بسبب الحدّة السياسية، بسبب القدرة على التعامل مع الوقائع التي أمامنا.

س- كيف قرأت مكرمة 3 مليار دولار للجيش اللبناني أرسلها العاهل السعودي غير تسليح وتدريب وعتاد عبر الدولة الفرنسية؟
ج- خادم الحرمين الشريفين يرد بأحسن طريقة على كل الإتهامات التافهة التي تتعلق باتهام السعودية بالتفجيرات في لبنان، وهنا أريد استعمال تعبيراً فيه قلة ذوق (ياريت السعودية عندها عقل تفجير كان الوضع السياسي والميزان السياسي مختلف) السعودية ليس عندها أولويات في لبنان غير أولوية واحدة تُعبّر عنها بان التبرع هو لتسليح الجيش، لأن الجيش يجسّد فكرة الدولة، وهو المؤسسة الأمنية الأولى.والشكوى كانت دائما بأن الجيش لا يملك أولويات عسكرية لكي يقوم بدوره كاملاً لحماية الحدود سواءً بين لبنان وسوريا أو بين لبنان وإسرائيل.

س- هناك شكوى أهم من ذلك وهي ليس فقط لأنه لا يملك القدرة بل لا يملك أيضاُ الإرادة بأن يضبط الحدود أو يضبط مسائل معيّنة؟
ج- في فترة سابقة ربما لم يكن عنده إرادة كاملة، أعتقد الآن الأمور تغيرت لأن هناك دعم عربي واوروبي غير مسبوق للجيش .

س- هل يًغيّر شيء في المعادلة هذا الدعم؟
ج- طبعاً يُغيّر بتسليح الجيش، والجيش محل إجماع لبناني. مجموعة “8 آذار” وخاصة “حزب الله” تتعامل مع الأطراف السياسية بالمياومة كل يوم الصبح ينهضون ويحاسبون على رأيهم، ولكن لو جمعنا خطاباتهم عن الدعم للجيش يمكن تأليف عشرة كتب منها، بأن هذا الجيش الضعيف لا يستطيع أن يقوم بشيء لأن تسليحه ممنوع ونوعية الأسلحة محددة، ولكن الآن عندما أتاه السلاح أصبح هناك تشكيك بمهمة هذا السلاح، وهل هو كافِ أو غير كافِ، وأصبح الجميع خبراء بالتسليح، وكل الإعلام خبراء بالإمكانيات العسكرية، هذا لأنهم على استعداد لتخوين أي جهة تخالف توجهاتهم. ولكن الجيش اللبناني محل إجماع اللبنانيين هو مكان يلتقون فيه فيزيائياً، كل اللبنانيين داخله، وبالتالي هذه الخطوة السعودية خطوة يُراد منها إعلان دعم الدولة اللبنانية وليس أي طرف لبناني وليس أية جهة لبنانية وليس أية طائفة لبنانيةز الدعم الوحيد الذي أتى من خمس سنوات حتى الآن هو دعم الجيش اللبناني لأنه إذا تذكّرنا الرسالة التي بعثها خادم الحرمين الشريفين منذ سنة ونصف الى رئيس الجمهورية ذكر فيها نقطتين..

س- تحدث عن أهل السنة؟
ج- هو لم يسمّهم، ولكن قال انهم مُعرّضين للإستهداف وان فئة في لبنان وازنة تتعرض، ولكن في نفس الوقت قال نحن الدول المانحة ودول مجلس التعاون مهما فعلنا لكم لن تقوم هذه الدولة على قدميها طالما ان هناك جهة لبنانية تعمل ضد مصلحة الدولة وضد مصلحة لبنان وضد مصالح العالم العربي.
هذا التبرع المباشر أتى عبر فرنسا لأنه لا توجد ثقة بالحكومة، فذهب مباشرة الى مصدر التسليح ليُعبّر عن ترجمة لهذه البرقية بإننا نُدعم الدولة اللبنانية حيث يجب أن تدعم، ورئيس الجمهورية تجربته في الحكم السياسي في السنوات الأخيرة أعطته مصداقية كبيرة داخل لبنان وخارج لبنان، وجعلت الأوروبيين والعرب يتعاملوا معه باعتباره المرجعية الأكثر مصداقية في لبنان.

س- ماذا ستفعلون بالإستحقاق الرئاسي؟ حتى اليوم لا يوجد قرار؟
ج- أولاً لا يوجد قرار ولا يوجد نقاش حول هذا الموضوع، هناك موقف مبدئي بأننا ستقوم بكل جهد ممكن لإجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها، ولكن بالظروف التي نراها، لا أرى ان هناك إمكانية لحصولها. عندما تخبرنا وكالة الأنباء الإيرانية ووكالة فارس بأن المقاومة الإسلامية سترد على السعودية بالشكل المناسب، ولكن ماذا فعلت السعودية؟ استناداً لاتهام غير واقعي بتفجير السفارة الإيرانية؟ أولاً من فجر السفارة الإيرانية والأسماء من ورائها والمعنيين كلهم توفوا وغير موجودين، وبالتالي لا يوجد أي إثبات على الكلام الذي يقولونه هذا أولاً.
ثانياً: هم يتهمون كتائب “عبدالله عزام جيد”، ممكن أن يكون البيان الذي تبنّى الانفجار صادر عن “عبدالله عزام”، ولكن من بإمكاننا أن نسأل؟ كل المجموعة التي كانت في صيدا الأربعة أو الخمسة انتحروا في صيدا، والإثنان الباقيان فجرا أنفسهما بالسفارة و”ماجد الماجد” توفي.
وكالة فارس تقول ان المخابرات السعودية هي من قامت بالتفجير استناداً الى لاشيء، هذا تهديد للسعودية أكثر مما هو وقائع أولاً.
ثانياً: من هي “المقاومة الإسلامية”؟ هل هي “حزب الله”؟ هل أصبحت مهمة “حزب الله” الإنتقام من السعودية؟ ويريد الدخول الى الحكومة وأن يجري انتحابات رئاسية وانتخابات نيابية فكيف سيتمكّن من أن يعمل في العراق وسوريا والسعودية والبحرين ولبنان؟ كيف هذا الكلام؟ باعتقادي كل هذا توتير للوضع، وكل التهديد للسعودية لم يأتِ بنتيجة أيضاً معها. يحق للسعودية ولدول مجلس التعاون ان يكونوا شركاء كما عبّر الأمير تركي الفيصل بالمفاوضات حول النووي لأنهم موجودون في المنطقة، ومُعنيون مباشرة بأمنها وبالدور الإيراني السلبي والتقسيمي المُتّبع في كل مكان. لو كنا فعلاً نريد طرح عنوان استفزازي في ظروف صعبة من هذا النوع، لكنا طرحنا عنوان أنا استعملته من قبل، ولا أزال أعتبر انه العنوان السياسي الوحيد المفتوح أمامنا، وهو “تحرير القرار السياسي اللبناني من الإحتلال الإيراني”.
أيضا نقطة إضافية من أين جاء “ماجد الماجد”؟ هل هناك من يريد أن يقول من هو “ماجد الماجد”؟ هو شاب سعودي مُتطرّف انتمى للقاعدة ذهب الى افغانستان ثم خرج سنة 2000/2001 وذهب الى إيران وسكن هناك وسُجِن وأُفرج عنه لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل الى العراق لقتال الأميركيين، ومن بعدها إلى سوريا. ماجد الماجد سُجن في سجون النظام السوري لمدة شهرين ثم أُفرج عنه وأُرسل للقتال الى جانب التنظيمات الإسلامية، فهل يمكن أن نقول أنه سقط من السماء علينا؟

س- يعني مؤكد ان ماجد الماجد كان في السجون السورية؟
ج- طبعاً ومؤكد انه عاش في إيران ثلاث سنوات ومؤكد انه قاتل في العراق لصالح منطقه من جهة، وبدعم من الإيرانيين والمخابرات السورية في الوقت ذاته.
والمعلومات عن الثلاثة الذين تمّ اعتقالهم في المدة الأخيرة، الأردني في المطار والذي اعتقله الأمن العام، المعلومات أتت عنه من المخابرات الأميركية، ومدير الأمن العام لم يكذب في هذا الموضوع، هو رجل محترم، وقال ان مخابرات غربية ساعدت. والثاني الذي قتله الجيش في عرسال، أيضاً الأميركيين هم الذين أبلغوا الجيش بالمعلومات عنه وهو “خالد الحميد”. والثالث هو “ماجد الماجد” الذي تعقبه الاميركيون كذلك بشكل أو بآخر منذ دخوله الى لبنان، ولكن من أبلغ الأميركيين عن هؤلاء؟ هل سأل أحد؟ الأردني كان مسجوناً في سوريا، أتى الى لبنان وذهب الى المطار فألقي القبض عليه، فمن أبلغ عنه؟ و”خالد الحميد” أتى من سوريا إلى لبنان فمن أبلغ عنه؟ وكذلك ماجد الماجد أتى من سوريا الى عرسال، ومن عرسال الى جب جنين، ومن هناك الى مستشفى المقاصد.

س- ولكن التعاون السوري-الأميركي ليس جديداً؟
ج- أنا لا أقول جديداً، أنا أقول كيف تمت الأمور، فالأمور تمت بأن النظام السوري يُبلّغ الأميركي، يبيعون هذه الورقة، والأميركي يُبلّغ السطات الأمنية اللبنانية وهذه السلطات على اختلافها تقوم بواجباتها.هذا شخص مكث في إيران سنوات وعمل مع الإيرانيين والسوريين في العراق، ووجاء ليُقاتل في سوريا وفق قناعاته، طبعاً وضعه الصحي تدهور وعولج بطريقة بدائية ووصل الى عرسال مُنتهياً لا يقوى على الكلام، فانتقل من أول مستوصف الى ثاني مستشفى “من قريبو ” الى ثالث مستشفى وهو لا يقوى على النطق بكلمة واحدة. صار الآن مطلوب التشريح ومطلوب ومطلوب و”لا تقتلوا ماجد الماجد”، الله شاء أن يتدهور وضعه الصحي ولا يستطيع أن يفتح فمه. أنا سألت عدّة أطباء وعدّة قضاة وعدّة أمنيين قبل أن أقول هذا الكلام. منذ وصوله الى لبنان وهو بحالة صحية يُرثى لها، لم يسمع صوته أحد لا في عرسال ولا في جب جنين ولا في مستشفى المقاصد، وهو يحمل هوية سورية مزورة بأنه لقيط، حتى لم يذكر اسم والده على الهوية.

س- لكن لماذا يصر الفريق الآخر على هذه النقاط “لا تقتلوه” والآن “شرّحوه”؟
ج- هذا ما تريده إيران، وكالة فارس تقول المقاومة الإسلامية سترد على السعودية بالشكل المناسب.

س- لكنه مطلوب في السعودية؟ يعني أي سعودي لو كان ضد النظام ينفع أن يُستخدم؟
ج- كلا لا ينفع ولكن هم يريدون توجيه الإتهام، بدأ ذلك بأن تناول امين عام “حزب الله” السعودية واتهمها بعشرات الإتهامات، استناداً الى قضية “ماجد الماجد”، الموجود من أول العام 1985 على رأس قائمة المطلوبين في السعودية.
أعود وأقول هناك احتلال إيراني للقرار السياسي يُعبرون عنه بوسائل مختلفة، لذلك أنا أقول فلتأتي الأقطاب على طاولة مجلس الوزراء وتتحمل مسؤولياتها بهذه النقاط بالذات.

أسئلة المشاهدين
سارة عساف تسأل: كيف ممكن ل”14 آذار” أن يجلسوا في الحكومة نفسها مع القتلة عندما يصدر الحكم الدولي من المحكمة الدولية؟
ج- أولاً الإتهام الدولي مهمة المحكمة الدولية، وهذه المحكمة هي التي يجب أن تُحدّد طبيعة الإتهام، هل هو موجّه لأفراد أم يتجاوز ذلك الى المسؤولين عنهم أو الحزب المعني بأمرهم. ساعتها يُبنى على الشيء مقتضاه، وإلا أكون أتصرف بنفس الطريقة التي اُتهم فيها، بمعنى إني أسمع الرئيس بري منذ يومين يقول هذا عزل وإقصاء للطائفية الشيعية، منع “حزب الله” وعدم مشاركة “حزب الله” في الحكومة. إنما هم قاموا بما هو أقسى بكثير، نحن لم نفعل ما فعلوه، أقالوا سعد الحريري وأقصوا “14 آذار” بأمها وأبيها وبسنيتها ومسيحييها عن الحكومة عندما كلفوا نجيب ميقاتي بالطريقة التي كُلف فيها بالقمصان السود، بعد تأجيل المشاورات لضمان أكثرية الأصوات لصالحه، وبالتالي هم المختصون بالإقصاء وليس نحن، ولذلك حتى في موضوع المحكمة، نحن لا نذهب لا الى الإقصاء ولا الى الإلغاء، ننتظر قرار المحكمة وتحديد المسؤوليات وعندها نبني على الشيء مقتضاه.
ثانياً: نحن على نفس الموقف الذي أعلنت عنه، باننا أمام هذا الدم وأمام هذا التدهور بوضع البلد، حوّلنا الشرط الى سؤال، دعينا ننتظر الجواب، سواء فيما يتعلق بالبيان الوزاري، أو بالثلث المطّل، أو بترجمة إعلان بعبدا، وعندها نُقرر ونجاوب. فلا يُصدّقن أحد بأن الأمور انتهت والحقائب توزعت، وللحقيقة لست مُقتنعاً أبداً بأن الأمور وصلت الى هنا، وأعتقد انهم عندهم رغبة إعطاء الإنطباع بأنهم قدّموا أحسن التقديمات ونحن رفضنا أسوأ أنواع الرفض، فلا الأول صحيح ولا الثاني صحيح.

-الشيخ رضوان بلال المصري يسأل: الحزب لا يريد حكومة إلا على مقاسه، ولن يقبل إلا برئيس على المقاس، ماذا ستفعل قوى “14 آذار ان افتعل الحزب أحداث 7 أيار ولا تقول لي الجيش رجاءاً؟
ج- – 7 أيار لها ظروف مختلفة.

س- ولكن هناك تلويح بهذا الأمر كثيراً؟
ج- جيد لا بأس ما في مانع، يعني 7 أيار جديدة يمكن أن يحتلوا الشوارع والطرقات ولكن لن يحصلوا على توقيع.
عندما حصلت 7 أيار تُرجمت في الدوحة ولم تُترجم في رأس بيروت، وتُرجمت في الدوحة عندما كانت فرنسا وتركيا وقطر وإيران وسوريا الى جانب “حزب الله” بخطته العملية أولاً.
ثانياً: إذا عدنا الى حديث سليمان فرنجية يقول 7 أيار ليس نتيجة 5 أيار، 7 أيار نتيجة اتفاق فرنسي- سوري تبيّن بعدها بأن “14 آذار رفضته لذلك كان بحاجة الى عملية عسكرية. الآن أين تركيا وفرنسا وأين إيران وأين سوريا واين “حزب الله” يعني هذه مبالغات.
ثالثاً: نحن جهة سياسة حصلوا على توقيعها في الدوحة، هذا الأمر لن يتكرر بكل سلم وبكل هدوء وبكل بساطة لن نوقّع، لن يتجرأ أحد منا، والرجّال فيهم من يقدر يوقّع، فليريني وجهه.

س- على ماذا يوقّع؟
ج- على اتفاق جديد.

س- لكن الآن الحديث عن حكومة والأمر لا يحتاج الى دوحة، العمل داخلياً بدون مؤتمر؟
ج- هذه غير طبيعية أنتِ تتصرفين بأن الحكومة نتيجة عملية عسكرية، وهذا غير صحيح.

س- كلا دون الحاجة لعملية عسكرية؟
ج- الحكومة أمر طبيعي أن تتشكل ولكن وسط تساؤلات، وسط شروط ووسط قواعد وضعناها وننتظر الى أين سنصل فيها، وأنت بدأت الحلقة بأنهم تنازلوا.

س- نعم هناك تنازل مقابل تنازل لأنكم رفعتم السقف؟
ج- هذا الشيء لم يتم حتى الساعة.

س- ولكن بدأت التنظير له كأنك؟
ج- أبداً بالعكس فليأتنا الجواب على إعلان بعبدا، الموافقة على إعلان بعبدا وأنا على استعداد لعقد حلقة خاصة للتنظير لأهمية تطبيق إعلان بعبدا في الحكومة المقبلة، وليس عندي أي ارتباك في هذا الموضوع.

س- على كل حال هم قالوا إعلان بعبدا صار حبراً على ورق أكثر من مرة؟
ج- فكيف سيلتزمون به إذا كان حبراً على ورق؟

س- لو جاء الإلتزام اليوم بأنه سيكون هنالك انسحاب، هل هذا يكفي كشرط يُدرس؟
ج- فليأتي الجواب أولاً على نص إعلان بعبدا ولكل حادث حديث.

منال نافع تسأل عن صحة الخبر بأن لبنان مُقبل على اسبوعين يحملان الكثير من المخاطر الأمنية؟
ج- هذه تبشيرات إيرانية والإيرانيون أرادوا وضع الناس في هذا الجو. الأميركيون أيضا لم يقصّروا، الحريق السوري وصل الى صالون كل لبناني منذ أن ذهب مقاتلوا “حزب الله”. ياضيعان هالشهداء والضحايا يسقطون بالقتال الى جانب نظام يقاتل شعبه، وعلى كلٍ التاريخ غداً سيحكم.

بشارة سماحة يسأل: ماذا تنتظرون لإعلان العصيان المدني؟
ج- لكي أكون واضحاً العصيان المدني أسهل الحلول لكنه بشكل أو بآخر يعزز منطق انهيار الدولة. نحن ناقشنا في واحدة من الخيارات الممكن أن نصل اليها إذا لم يتم الإتفاق على الموضوع السوري وإعلان بعبدا والحكومة، نحن ناقشنا موضوع العصيان الدستوري لاننا لا نريد أن نساهم في تهديم بنيان الدولة وتدهور الوضع الإقتصادي أكثر مما هو متدهور، ودرسنا مع اختصاصيين واقتصاديين فوجدنا انه ليس من صالح الدولة ولا لصالح لبنان القيام بعصيان مدني.
هناك خطوات قبل ذلك ممكن أن توصل الى نتيجة، لكن هذه الخطوات مازالت بحال بحث مع كل الأطراف التي زرناها وناقشناها.

ميشلين ابوسمرا تسأل الإتفاق الأميركي- الإيراني ممكن أن ينعكس إيجاباً على لبنان؟
ج- أولاً لم يحدث، وثانيا مازالت الإجابة مبكرة حتى الآن.

س- كيف لم يحدث؟
ج- لم يحدث حتى الآن، والواضح ان عقل الحرس الثوري الإيراني لا يحتمل توزيع إيجابيات لا في لبنان ولا في سوريا ولا في العراق، هم يعتقدون ان هذه الفترة الفاصلة الآن قبل نهاية المفاوضات الإيرانية هي فترة يمكن أن يفرضوا فيها بالقوة شروطهم على الدول الثلاث، سيظهر مع الأيام ان هذا الأمر لن يتحقق لا في سوريا ولا العراق ولا لبنان، بكلفة عالية، بدم بجهد بصبر، ولكنه لن يتحقق. هذا مصيرنا وهذا قدرنا أن نبقى نقاوم ونقاتلز ونبقى مدنيين ونبقى سلميين وندفع ثمن ذلك، ولكن هذه شجرة السلم وشجرة المدنية في النهاية هي التي ستزهر.

س- هل تتلقى تحذيرات أمنية على غرار التحذيرات التي وصلت للزملاء؟
ج- لا اريد أن أتحدث عن هذا الموضوع بالإعلام، وأعتقد انه إذا كان هناك شيء جدّي أفضّل أن أتعامل فيه مع الأجهزة المعنية وليس على الإعلام، مع العلم ان هناك نظرية تقول ان الإعلام والإعلان هما جزء من الحماية، ولكن أفضّل عدم الخوض في هذا الموضوع.

س- من ضمن زياراتكم على بعض الشخصيات طبعاً زرتم البطريرك الراعي هل سألتموه ماذا قصد عن شطر الرئاسة؟
ج- ناقشناه طويلاً وكان موقفه كريماً وممتازاً ووطنياً بالدرجة الأولى وانتهى النقاش بأن قال: أنا قلت رأيي، ولكن أياً كان هذا الرأي فأنا أدعم أي قرار يتخذه رئيس الجمهورية في أي اتجاه، هذا تعبير عن رأي وليس موقفاً مواجهاً لرئيس الجمهورية.

س- لكن كلامه لا ينم أبداً عن دعم؟
ج- نحن ذهبنا لزيارته بعد هذا الكلام وليس قبله، وفي اليوم التالي صدر عن مصادر بكركي وقالت على تلفزيون “ام تي في” على ما أعتقد، قالت ان البطريرك يدعم أي قرار يتخذه رئيس الجمهورية في هذا الإتجاه، هو أكد لنا هذا الموقف ونحن ذهبنا لزيارته وأكدنا على مرجعيته الوطنية بكل الوسائل التي سنناقشها وأكملنا جولتنا على القوى السياسية الحليفة، وناقشنا كل المواضيع وأقول انه لا يفصلنا أشهر عن القرار سواءاً كان كبيراً أو صغيراً فهذه مسألة أيام أو أسابيع قليلة جداً لكي يظهر الجواب.

سؤال من فيصل النصولي: إذا لم يلحظ البيان الوزاري تبني الحكومة إعلان بعبدا بشكل واضح وصريح، هل ستشارك كتلة المستقبل بالحكومة؟
ج- طبيعي لن نشارك هذا ما بدأت كلامي به، ولكن مازال أمامنا تشاور مع الحلفاء، ف”المستقبل” بمفرده لا يأخذ قرارات من هذا النوع ولا بهذا الحجم، المستقبل الآن في طور النقاش مع الحلفاء وإيجاد صياغات مشتركة لكل المواضيع، ولكن الصياغات تستند الى الأسئلة الخمسة التي ذكرتها. ======