“انترفيوز” مع بولا يعقوبيان – ما بعد كشف ميشال سماحة ليس كما قبله

مقابلات تلفزيونية 12 سبتمبر 2012 0

س- هل يفكك ضيفنا الليلة بعض طلاسم السياسة اللبنانية، وهو القارىء الجيد والمتابع الجيد للحياة السياسية اللبنانية منذ حوالي أربعة عقود؟
ج- لقد حمّلتني كثيراً أربعة عقود من المعرفة.

س- كان هذا من بداية السبعينات وكنت شاباً صغيراً؟
ج- يمكن القول متابعة أكثر من معرفة.

س- أيضاً حملتك لمسألة فك طلاسم السياسة اللبنانية وخباياها ، الناس تتساءل اليوم ماذا حصل؟ كانت المشاكل دائرة منذ أكثر من أسبوعين ولم نكن نعرف ما هو المصير، ثم فجأة رأينا ان هناك دولة موجودة تضرب في كل الأماكن، وسمعنا مواقف للمسؤولين، مواقف قوية حتى باتجاه دول، كان هناك استيهاب بالتحدث عنها فماذا حصل في الفترة الأخيرة ومن الرئيس سليمان تحديداً؟
ج- من الواضح ان زيارة قداسة البابا عنصر رئيسي للحركة الأمنية الأخيرة، لأنه لا يمكن القول انك تضمن زيارة قداسة البابا الى لبنان في وقت هناك استعراضات يومية على الشاشات حول الخطف والمزيد من الخطف وتهديدات بالخطف بشكل مسرحي مهين للبنان ومهين للمخطوفين والخاطفين.
الأمرالثاني هو أني أعتقد بأن الموضوع التركي ليس موضوعاً بسيطاً، فتركيا دولة في حلف الناتو وعندما تخطف مواطنين أتراك تكون بذلك تتحمل مسؤولية كبرى تجاه مجموعة استثنائية من حيث القوة والقدرة في العالم، فهذا خطأ كبيراً وليس بسيطاً، وكان منذ اللحظة الأولى واضح ان هذا خطأ استراتيجياً وليس تفصيلياً،

ومسألة لا تتعلق بين لبنان وسوريا أو بين مجموعة خاطفة لبنانيين ظلماً في حلب في أعزاز أو ابن المقداد الذي خُطف في ريف دمشق أو لا أعرف في أي منطقة بالضبط، هناك عناصر عدّة دخلت على الموضوع قررت توقيف هذه المرحلة المسرحية.

أنا أعتقد انها فترة نقاهة من المسرحيات التي تعرضنا لها التي شوّهت عقلنا وشوّهت صورتنا وتفكيرنا وشوّهت مستقبلنا ، حتى نحن ننسى ان أمراً كبيراً حدث في لبنان لا سابقة له منذ العام 43 وهو ان دول رئيسية في العالم العربي استدعت رعاياها من لبنان ومنعتهم من زيارته، هذا دليل نقص كبير وحاد وجدي بعمل الحكومة بالذات حول مسألة الوجود العربي في لبنان، ولو كان وجوداً سياحيا هذه مسألة تتعلق بمسؤولية رئيس الحكومة شخصياً، ولا أبالغ إذا قلت ان العرب عندما ينظرون الى لبنان ينظرون الى رئيس الحكومة السني، ولا ينظرون الى أي رئيس آخر كأولوية للمراجعة أو أولوية للضمانة أو أولوية للدفاع عنهم.
لقد صدرت تعليمات لرعايا خمس أو ست دول عربية بالخروج من لبنان ولم نسمع كلمة استنكار جدية ولم نسمع أي موقف جدي يُدافع فيه رئيس الحكومة عن الوجود العربي في لبنان، هذه مسألة ليست بسيطة، هذه مسألة استراتيجية بعلاقات لبنان العربية.
واضح انه بعد عودته من السعودية قرر رئيس الحكومة الإحتماء بالحكومة وليس حمايتها لأنه ذهب وقام بجولة بالعلاقات العامة علىكل القوى التي اختلف معها واتهمها واتهمته وتناولها وتناولته سواء “التيار الوطني الحر” أو بالرئيس بري أو بممثلي “حزب الله” في الحكومة، فهو جاء ليحتمي بالحكومة لأنه واضح ان الزيارة لم تعطِ النتيجة التي كان يتوقعها.

س- أليس هناك أكثر من ذلك ، بأن هناك كلمة سر تقول هذه الحكومة باقية وترجمها بالسبع أرواح، وهناك نفحة ما بأن الجماعة باقون مهما حاولتم في “14 آذار”؟
ج- باعتقادي انه يُهدّد أكثر مما يصف، فهو يُهدّد من لا يريدون هذه الحكومة ويقول لهم ان هذه الحكومة باقية وبسبع أرواح، نحن كجهة سياسية معنية مُصرّين على ان لا تبقى هذه الحكومة، وسوف نبذل كل جهد في كل مجال سياسي مدني وسلمي وشعبي لكي لا تبقى هذه الحكومة من الآن وحتى الإنتخابات، هذه أوهام لأن بقاء الحكومة هو بقاء للأزمة واستمرار للمواجهة التي لا هو ولا حكومته يمكنهم تحمّلها، والوقت سيُبيّن أكثر وأكثر بأن هذه الحكومة ستذهب .. ستذهب.. ستذهب وقبل الإنتخابات.

س- هناك رأي يقول انه بالعكس إذا ذهبت هناك أزمة، إذ لا يمكن تشكيل حكومة أخرى؟
ج- هذه نظرية أيضاً فيها تهديد النظام اللبناني، نظام واضح ومحدّد ويستطيع بسهولة أن ينتج حكومة بشكل مناسب.
س- لكن آخر ثلاث حكومات استمرت تشكيلها ستة أشهر؟
ج- لا بأس، ولكن أنت تطلبين ان أختار بين الفراغ والشلل، يعني تفضل واختار أما هذه الحكومة مع الشلل رغم كل ما يحصل أمنياً وقطع الطرقات وقطع طريق المطار الخ.. وأما الفراغ. رأيي على عكس الشائع ليس هناك من فراغ بذهاب هذه الحكومة، وتتم مشاورات نيابية عادية كما كان يحدث دائماً وتُشكّل الحكومة التي طرحناها ولا زلنا عند اقتراحنا فيها، وهي حكومة من الإختصاصيين المحايدين تستطيع إدارة شؤون البلاد.

س- كيف تدير شؤون العلاقة مع سوريا هذه الحكومة التي تقترحها هل تلجأون الى سياسة النأي بالنفس؟
ج- دعينا نتحدث بشكل مبسط، هناك شيء اسمه مرحلة قبل ميشال سماحة بالعلاقات اللبنانية – السورية وبعد ميشال سماحة هذه المرحلة السابقة لا تُشبه اللاحقة بشيء سواء في هذه الحكومة أو بغير هذه الحكومة، المذكرة التي تقدّمت بها “14 آذار” لرئيس الجمهورية الذي عتب علينا بأنها وُجهت له، ولكن نحن وجهناها لفخامة الرئيس باعتباره المرجع الدستوري الأول في البلد، في مقدمة الدستور هناك شيء واضح ومُحدّد يُلزم لبنان بعدم المساس بأمن سوريا ويُلزم سوريا بعدم المساس بأمن لبنان.
سوريا بعملية ميشال سماحة، بالمسؤول الأمني الأول فيها وبمعرفة رئيس النظام السابق كما أُسمّيه بموجب التحقيقات التي قرأناها، هذا العمل يُعتبر مسّ حقيقي بالأمن اللبناني، من جهاز الرئيس الأمني في سوريا، وبالتالي يترتب عليه أمور مُحدّدة. الشائع وما يقوله رئيس الحكومة وبعض الوزراء ان هذه المسألة قضائية، هذه ليست مسألة قضائية فقط، هذه مسألة سياسية وسيادية أيضا، وبمعنى هو لا يجوز التصرّف سياسياً وسيادياً تجاه المئة وعشرين كلغ متفجرات التي أحضرها ميشال سماحة الى البلد بالتفاهم مع اللواء علي مملوك، لا يجوز التصرّف سياسياً بأن الأمور كما كانت بالأمس، الأمور تغيّرت ولذلك أمر طبيعي أن يكون هناك تعليق للاتفاقيات الأمنية.

س- لأنه أصبح هناك دليل قاطع؟
ج- أولاً هناك دليل قاطع.

س- لماذا لا يمكن بقاء الحكومة مع ان كل المؤشرات تشير الى أنها باقية؟
ج- لا أريد مناقشة المؤشرات، لأن المؤشرات هي ما يظهر في الإعلام وما لا يظهر في الإعلام، هناك قوى مع هذه الحكومة أنا لا أستطيع أن أنكر ذلك،

هناك قوى دولية غربية تدعم استمرار هذه الحكومة تحت شعار الإستقرار، ولكن أين هذا الإستقرار الذي يتحدثون عنه؟ هذا كلام نحن قلناه للجهات المعنية وهناك قوى عربية بالتأكيد لا تريد هذه الحكومة أن تبقى، وبالتأكيد قراءتها مختلفة وبالتأكيد نظرتها لرئيس الحكومة مختلفة، ولكن لا تُعبّر بطرق حادة ولا تعمل إعلام بهذا الموضوع.
بالعودة الى موضوعنا الرئيسي، واجبات أي حكومة معنية بسيادة لبنان وبكرامته السياسية أن تتخذ إجراءات مُحدّدة وواضحة نتيجة العملية التي انكشفت: أولاً: هناك 69 اعتداء واضح وصريح ومُحدّد على قرى ومواطنين لبنانيين وبيوت لبنانية على الحدود اللبنانية- السورية، لذلك نحن طالبنا بكل بساطة بتعليق الإتفاقيات الأمنية وسحب السفراء بين البلدين، وطرحنا موضوع قوات دولية.

س- لماذا يغض الطرف حزب الله؟ عن مسألة سماحة والآن جميل السيد، إذ يبدو ان لا مواقف حتى الآن تُهدّد وتُخوّف وتُخوّن بهذا الإتجاه؟
ج- ولكن اللواء جميل السيد يُهدّد ويُخوّن ويُخوّف.

س- حضرتك دخلت على مسألة مرحلة سماحة؟
ج- مرحلة ما قبل سماحة.

س- صحيح وتقول ان هذه المسألة تقود الى قطع علاقات وتتحدث عن قوات يونيفل، وتتحدث عن اتفاقيات أمنية مع سوريا وإلغائها أو تعليق العمل بها، ألا تعتقد ان الوضع القائم اليوم هو أفضل من الوضع الذي تدعو اليه الذي يعيد لبنان ساحة، واليوم لبنان مُحيّد نوعاً ما على الأقل أمنياً؟

ج- كيف يكون مُحيّداً أمنياً بوجود 69 اعتداء على الأراضي اللبنانية، وهناك عملية موصوفة وموقفة أرسلها المسؤول السوري الأمني الأول في لبنان لخلق فتنة في الشمال.

س- لكن ألا ترى انكم تستدرجونه أكثر بهذه المواقف؟
ج- لبنان يمكن أن يكون أحسن وأفضل ، ويمكن أن يكون مُحيّد أكثر، فأي منطق يقول اني لا أريد أن أنشر قوات طوارىء دولية من أجل عدم معاداة الدولة السورية، فأي دولة سورية هذه وأي نظام سوري؟ هذا النظام قاتل والموثق حتى الآن ان هناك 30 ألف شهيد وهذا عدا عن 75 ألف مفقود.

س- ولكن لا يقتنع أحد بأن هذا ما تريدونه من مواقفكم هذه القناعة أنكم تريدون منطقة عازلة؟
ج- أولاً نحن لا نستطيع إنشاء منطقة عازلة ولا المجتمع الدولي يريد إنشاء منطقة عازلة، هذا الأمر يتعلق بمجلس الأمن وبالفيتو، نحن ليس لنا أي عمل من استعمال قوات الطوارىء الدولية لإنشاء منطقة عازلة.

س- يمكن أن تكون منطقة مهيأة لمرحلة مقبلة؟
ج- ليس نحن من يقرر في هذا الأمر، لو كان هناك قرار من مجلس الأمن فليس بحاجة لمذكرة من “14 آذار”.

س- لكن “حزب الله” يتهمكم اليوم بأنكم لستم هذه القوى السيادية لكي يأتمنكم على البلد بهكذا مطالبات؟

ج- “حزب الله” يتهم بكثير من الإتهامات ولكن عملياً هو لا يقول شيئاً منطقياً، لأنه عملياً يقول اني أريد أن تكون الحدود مفتوحة لمزيد من السلاح يأتي من سوريا، أنا لا أفهم يأتي من سوريا لمن؟ هو لا يزال يريد أن يُغرق نفسه وبلده وطائفته وبيئته أكثر وأكثر بالحريق السوري، نحن نقول اننا نريد وضع حد لانتقال الحريق السوري الى لبنان، وهذا ليس له علاقة بالمنطقة العازلة، هذا كلام أولاد صغار. بالسياسة هم يعرفون ان هذا لا يوصل الى منطقة عازلة، ولكنهم يقولون نحن نريد مزيداً من الإلتزام ومزيداً من الالتصاق والإغراق بالنظام السوري.

س- ما زلنا نتحدث عن القوات الدولية؟
ج- هناك البند رقم 14 في القرار 1701 يطالب بمراقبة الحدود ونشر قوات دولية على الحدود الشرقية، هذا الكلام لا يتعلق بأحلام وهذا لا يحتاج الى تصويت على عكس الشائع، هذا يحتاج الى مشاورات، وليتشاور الأمين العام وليتخذ قرار بغير ذلك، فلماذا الإفتراض مسبقاً بأن المؤامرة جاهزة، فالمؤامرة الحقيقة هي الإستمرار والإمعان أكثر وأكثر بدعم النظام السوري، بالتزام النظام السوري بإلصاق لبنان بهذا الحجم وهذا الكم من الجرائم التي تُرتكب من قِبل النظام السوري بحق شعبه.

س- ولكن أنت أول من تحدث عنها وأول من صرّح عنها، ولذلك أسألك انه اليوم على الحكومة اللبنانية أن تطلب من مجلس الأمن أو الأمين العام نشر هذه القوات؟
ج- هذا طبيعي وأنا لم أفترض عكس ذلك، نحن قلنا بدأنا بفخامة الرئيس باعتباره المؤتمن على الدستور وهذا نص دستوري يتعلق بالعلاقات اللبنانية- السورية والأمنية، وإذا لم يستطع فخامة الرئيس إقناع الحكومة نحن لن نترك بابا إلا وسندقه سواءً في الجامعة العربية أو الأمم المتحدة لنطالب بإبعاد الحريق السوري عن لبنان.

س- ألا يتطلب نشر قوات دولية موافقة سورية؟
ج- يمكن اتخاذ قرار بدون العودة الى سوريا بظروفها الحالية وبمشاكلها الحالية فلا يمكن القول اني أريد أن أجلب سلاح من النظام السوري الى لبنان.

س- ورّطوه؟
ج- أبداً، نحن لم نطلب منه شيء، نحن توجهنا اليه باعتبار عنده موقف متميّز عن الحكومة بهذه المسألة، وبالتالي طالبناه بما نراه مفيداً في حالة البلد ولأمن البلد ولأمن الناس ولأمن أهلنا في الشمال الذين يتعرضون كل يوم للقصف، ونحن المتهمون بتهريب السلاح، نحن نريد أن نوقف هذا الأمر، فهل نكون نحن من يريد إثارة المشاكل، نحن نريد إبعاد المشكل عن لبنان، استمرار الحريق السوري سيؤدي الى المزيد المزيد من المشاكل للبنان.
لكن نحن كقوى “14 آذار” سنتقدم بمشروع قانون الى مجلس النواب نطالب فيه بتعليق الإتفاقيات الأمنية بين لبنان وسوريا، لأن هذا حق مجلس النواب، نحن نعلم هذا الحق وفخامة الرئيس قال هذا الكلام، ونحن نعرف هذا الحق ونحن لجأنا أولاً الى فخامته.

س- لماذا تستعجلون هذه العناوين، ألا ترون انه يمكن أن يأتي وقتها في مرحلة ثانية؟
ج- بعد سنة ونصف من الثورة في سوريا نكون نستعجل.؟

س- أنا أتحدث عن هذه النقطة بالنسبة للوضع الموجود في لبنان والإنقسام الموجود تطرح مسائل هناك فريق ثاني لن يعطيك إياها ومعروف انه لن يعطيك إياها؟

ج- أنا لا أطلب من الفريق الثاني إعطائي إياها، أنا أطلب من اللبنانيين سماع وجهة نظري وسماع وجهة نظره لأن هذه مسألة ليست مذهبية ولا طائفية، لا يمكن لأحد أن يأخذ طائفة بأمها وأبيها من لبنان على حريق النظام السوري، حتى شعار الممانعة والمقاومة هذه مسألة كبيرة، هناك بعض الناس مثل السيد هاني فحص والسيد علي الأمين والشيخ صبحي الطفيلي قالوا كلام واضح ومُحدّد في هذه المسألة، فأنت لا يمكن أخذ الشيعة باعتبارهم حطب للنظام السوري تحت شعار الممانعة والمقاومة، هذا كلام صدر عن لسانهم، بأن هذا إغلاق لخط المقاومة من سوريا، نعم إغلاق لإغراق لبنان بحريق سوريا، ولتعريض لبنان لمزيد من عمليات الخطف والمشاكل والتشريد والتدمير، فكيف يمكن انهم ما يزالون يفكرون بإظهار نشاطهم مع النظام السوري وكأن شيئا لم يحدث هذا من جهة، من جهة ثانية هناك شيء يتعلق بالأمن اللبناني، ما حصل مع ميشال سماحة لا يجوز أن يمر باعتباره حادث عادي، وهذه ليست مسألة قضائية، أعود وأقول سياسية وسيادية، ومشروع قانون تعليق الاتفاقيات الامنية سيقدّم الى مجلس النواب لنرى من هو السيادي ومن هو غير السيادي بالتصويت، هذه ليست مسألة مذهبية أو طائفية.

س- بمعنى ان أحداً لم يحتضن مسألة الوزير سماحة، صدر بيان ثم تم ضبضبة كل المسائل ولم نسمع حتى تصريح؟
ج- من هو الذي يحتضن القتل ، هذا قتل.

س- لكن هذا لبنان ايضا هناك مسائل معينة تُحتضن؟
ج- لا أحد يستطيع احتضان الفتنة والقتل، هذه فتنة كانت مُحضّرة لزيارة البطريرك الراعي الى الشمال، فكيف سيحتضنونها؟ بالنهاية هذه ليست مسألة بسيطة.

س- اليوم هناك كلام عن تسجيلات موجودة لدى فرع المعلومات عن الحديث الذي دار في سيارة سماحة بينه وبين اللواء السيد؟
ج- هذا موجود.

س- هذا موجود ولكن عندك بعض المعلومات ان فيها ما يُورّط جميل السيد؟
ج- أنا سمعت اللواء السيد بالأمس، للحقيقة ذكّرني بإعلان أشاهده على التلفزيون دائماً عن واحد من جماعة وسائل الإتصال الحديثة الجالس في كونتينر يُلصق لعب وصور يعيش في العالم الإفتراضي فيأتي من يصرخ به ويطلب منه الخروج الى العالم الخارجي الحقيقي، وبالتالي كلام اللواء السيد يُشبه هذا الجالس في هذا الكونتينر لا يريد الخروج الى الخارج والإعتراف بالحقائق الجديدة، ولا يعترف بأن هذه السياسة وصلت الى مكان وانتهت.
هو يتحدث كلاماً من الماضي فهو سجن اللواء ريفي والعميد الحسن وشتم رئيس الجمهورية وحمّله المسؤولية، شتم رئيس الحكومة، شتم قوى “8 آذار” وشتم قوى “14 آذار” وبالنهاية طرح إقامة جبرية لميشال سماحة حتى انه كان سيطالب باعتذار اللبنانيين منه، هذا كلام فيه جنون سياسي.

سنتحدث عن الرئيس بري لاحقاً، ولكن أود وأقول وأؤكد على ان هذه مسألة سيادية وسياسية والتباسط فيها واعتبارها مسألة قضائية كلام سخيف أولاً.
هذه تستوجب موقف ولو لمرة نحسم فيه طبيعة العلاقات بين لبنان وسوريا، فلا يجوز لأي نظام المقبل أو السابق أو الحالي أن يتجرأ على قتل اللبنانيين بالطريقة التي كانت مقترحة بـ120 كلغ متفجرات وتكون النتيجة ان فرع المعلومات والعميد الحسن هما المتهمان وليس ميشال سماحة ناقل المتفجرات.

أما في موضوع التسجيلات فأنا أعرف جزء منها بسيط، لأن هذه مسألة، ان هذا العالم الأمين الكبير العظيم الطبيعي الجبار القادر اللواء جميل السيد جالس في المقعد الأمامي للسيارة وعلى المقعد الخلفي يوجد صندوق صواعق كما قرأنا بالتحقيقات هو بريء، أو يعرف، هذه مسألة أنا أسأل فيها القضاء، أنا لست من دعاة الإتهام المجاني، ولكن بالتأكيد هناك تسجيلات بأنه هو رشح وليد جنبلاط بأن يكون الأول على لائحة الاغتيالات في حديثه مع ميشال سماحة.

س- ولكن كان هناك حديث يدور عن لائحة اغتيالات وهو رشّح أن يكون الأول فيها وليد جنبلاط؟
ج- نعم.

س- هذا كلام فيه كيدية؟
ج- أبداً هذا طبيعة عمل الذي يُحقق، فيُحقق مع المجرم، هناك أشخاص اعتقلهم فرع المعلومات وكانوا من جماعتنا من “تيار المستقبل” ومتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل ولم يُقصّر بحقهم، لذا فلنترك كلام الكونتينر هذا، دعونا نخرج الى الحقيقة ونرى الدنيا على حقيقتها ونتحدث عن المستقبل، أما هذا الكلام فهو كله عن الماضي.

س- هل سيتم احتضانه برأيك سياسياً من الفريق الذي لمّح انه سيكون الى جانبه؟
ج- لن يستطيع أحد أن يحتضن احتمال التفجير الذي كان سيحدث في الشمال وقتل النائب خالد الضاهر وشقيقه وآخرين وزيارة البطريرك وتفجير البيوت والكنائس،

لا أحد يستطيع، هذا كلام لا يمكن لأحد تحمله في لبنان لأنه يكون كمن يأخذ لبنان فعلا الى فتنة ويُشجع على مزيد من القتل على الأقل الأطراف المعنية اللبنانية بما فيها القوتين الرئيسيتين سواء “حزب الله” أو “تيار المستقبل” ولكي أكون واضحاً لا يريدان فتنة داخلية في لبنان.

س- قلت انكم لا تريدون أي فتنة في لبنان، ولكن أنت من الصقور الذين سقفهم مرتفع جداً ودائماً تتحدث عن المشروع الإيراني وتُحذّر من هذا المشروع الإيراني، البعض يشعر ان في كلامك استدراج لفتنة ما وكأنك تقول أشرف الناس أو فريق ما من الناس، هؤلاء المشروع الإيراني في لبنان؟
ج- ليس أنا من يقول ولكن أول أمس الجنرال يحيى صفوي مستشار المرجع الأعلى العسكري ظهر على التلفزيون وقال ان لبنان فضلاً عن سوريا، طبعاً لبنان جزء من الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة، و”حزب الله” في لبنان عمق الدفاع هو سيتولى ضرب إسرائيل في حال تعرّضت إيران لضربة إسرائيلية.

س- أيضاً العماد ميشال عون تحدث بهذا المعنى عن فتح جبهة ثالثة؟
ج- يستطيع العماد عون أن يقول ما يريده من أجل الإنتخابات، ولكن عندما يقول الجنرال صفوي هذا الكلام فأنا آخذ هذا الكلام على محمل الجد وليس على محمل الإنتخابات، نحن لا نستطيع ولا نرغب ولا نقبل ولا نتحمل أن نكون جزءاً من الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة، هذه الإستراتيجية لا تسبّب إلا الإنقسام في لبنان، ولا تُسبب إلا الإنقسام في العالم العربي، ولا تُسبّب إلا الفرقة بين الطوائف والمذاهب في العالم العربي، وقيادة “حزب الله” تتبناه باعتبار ان هذا الكلام فيه تعليمات من المرجع الأعلى أو من ولاية الفقيه، نحن لا نريد ولن نقبل وسنواجه هذه المسألة بكل الوسائل السلمية والسياسية، نحن لا نريد .. لا نريد.. لا نريد أن تكون هناك ولاية فقية سياسية في لبنان، أما ولاية الفقيه الدينية فكل واحد على دينه حُر،

ولكن ولاية الفقيه السياسية وتحميل لبنان مسؤولية الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة، فلا أنا أتحملها ولا أعتقد ان اللبنانيين أو الغالبية العظمى تتحملها، ولا أعتقد ان إخواننا الشيعة الموجودين في كل مكان من لبنان عندهم هواية تحمّل الحِمل الإيراني كله على أكتافهم، هذا كلام لا علاقة له بلبنان ولا بطبيعة لبنان ولا باللبنانيين، هذا هو المشروع الإيراني الذي أعترض عليه.
ما هي إيران؟ اليوم قرأت 37 بالمئة من الشعب الإيراني تحت خط الفقر، هذه الدولة والشعب ذو الحضارة العظيمة، 37 بالمئة تحت خط الفقر، وبمشروع نووي لمواجهة كل العالم.
نحن لسنا جزءا من الإستراتيجية الإيرانية ولا نتحملّها، ومن كان عليه الإجابة في هكذا حالة هو الحكومة اللبنانية، لأن الحكومة تتحمل مسؤولية ما يطرحه علينا من دور مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة.

س- البعض يراكم كفريق انكم جزء من الإستراتيجية السعودية، عمق دفاع للسعودية، والفريق الآخر هو الإستراتيجية الإيرانية؟
ج- سأجيب ببساطة، ياليتنا جزء من الإستراتيجية السعودية، على كل حال أولاً السعودية منكفئة عن الوضع في لبنان منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد تجربتهم عندما أتى خادم الحرمين وهو يحمل سنين عمره ومعه بشار الأسد الى لبنان اعتقاداً منه انه يُساهم في استقرار لبنان، وإذ ثبت ان بشار الأسد واحد كذاب ولا يلتزم بأي عهد ولا يفي بوعد وانتهت بأن السعوديين انسحبوا من الساحة السياسية اللبنانية كطرف راعٍ لمسيرة الاستقرار.

س- ولكن هذا يعطي نقطة ربح لبشار الاسد في لبنان عندما ينكفيء فريق داعم لفريق؟
ج- ربما، ولكن على كل حال كانت السعودية تريد الإستقرار للبنان، تحمّل خادم الحرمين ما لا يتحمله أحد من كلام بشار الأسد ومن شتائم بشار الأسد، وتجاوزها في قمة الكويت وقام بمصالحة وأتى به الى لبنان.
أيضاً هناك تجربة أمامنا تؤكد ان السعودية لا تسعى إلا لاستقرار لبنان بكل قواه السياسية بما في ذلك جمهور “حزب الله” وهي لا تخالف طائفة أو بيئة أو مجتمع في لبنان.
نحن لسنا جزءا من الإستراتيجية الإيرانية، لا نقدر ولا نرغب ولا نتحمل وفي كل الأحوال، هذه مسألة انقسامية حادة جداً جداً في لبنان وفي العالم العربي.

س- يعني المطلوب من الرئيس ميقاتي كما يُقال ما هو أكثر بكثير وهو يتلكأ أو يحاول وأكثر من شخصية تحدثت عن ذلك، ان الرئيس ميقاتي أتى على أساس بشار الأسد قوي وتم انقلابه، أخرج الرئيس الحريري من لبنان ولن يعود، وكانت المفاجأة الكبيرة الربيع في سوريا الذي لم يكن يتوقعه الرئيس ميقاتي؟
ج- ولكن ماذا حصل بعد ذلك؟ هو شكّل نفس الحكومة التي كان يجب تشكيلها بعد اسبوع والتي كان مطلوب منه تشكيلها وتصرّف سياسياً بطريقة داعمة للنظام السوري في الجامعة العربية وفي مجلس الأمن الدولي وبكل المحافل حتى أول أمس الى ان استعمل تعبير الشعب السوري الشقيق، بعد 30 الف شهيد تذكّر ان هناك شعب سوري شقيق وليس نظاماً سورياً شقيقاً، فهل هذا كثير أن يتذكر ذلك بعد سنة ونصف؟ هل هذا عظيم وفظيع وجبار ويحمي لبنان؟ ما يحمي لبنان هو التمسك بالمبادىء والتصرف وفق مصالح اللبنانيين الحقيقية وهي منع انتقال الحريق السوري الى لبنان،

تعليق الإتفاقيات الأمنية كي يكون درسا لأي نظام سوري يفكر سابقاً أو لاحقاً أو حاضراً بإرسال المزيد من المتفجرات، سحب السفراء.
السفير السوري تحدث عن قوى “14 آذار” باعتباره ابن خالتهم وانه سفير معني بتقييم القوى السياسية سواء كانت طويلة أو قصيرة، عريضة أو نحيفة، صغيرة أو كبيرة، اين يوجد سفير يتحدث بهذه الطريقة إضافة الى انه يعتبر نفسه شريكاً في الحكم وليس سفيراُ لدولة أخرى.
عندما قاتلنا من أجل علاقات دبلوماسية، قاتلنا باعتبارها علاقات بين دولتين تحترمان بعضهما، وهذا موجود في مقدمة الدستور، وبالتالي التصرّف على أساس ما بعد سماحة يجب أن يكون مختلفاً تماماً عن ما قبل سماحة.

س- والمعاهدات والمواثيق الدولية تعلو على الدستور حتى هي أعلى وأسمى من الدستور؟
ج- زدتيني علماً.

س- كلا لم أزدك علماً ولكن هناك معاهدات تكون أعلى وأسمى؟
ج- صحيح، ولكن من تصرّف بموجب هذا الأمر، نحن سنستمر بالمذكرة، أعود وأقول سنقترح مشروع قانون في مجلس النواب وسيجد أكثرية وستفاجئين بأنه سيجد أكثرية بتعليق الإتفاقيات.

س- بعد خبريتك اليوم للوزير جنبلاط؟
ج- هذه ليست خبريتي، أكيد هو يعرف أكثر مني بكثير، ولكن ليس هذا الموضوع بل الموضوع انه كفى، هناك شيء يجب أن يكون مُحدّد وواضح بدون فتنة داخلية وبدون إشكالية،
نحن قلنا حكومة محايدة، لم نقل حكومة مواجهة، هذه الحكومة هي حكومة مواجهة، ولو كانت حكومة محايدة وتصرّفاتها السياسية سليمة وتحمي اللبنانيين لما اضطر رئيس الجمهورية لأن يكون مختلف عنها بنصّه السياسي، ولما اضطر الى اتخاذ المواقف السياسية التي اتخذها لحماية البلد وحماية المواطنين فيه من هذه السياسة التي أخرجت العرب من لبنان والتي تريد المواجهة الدائمة والمستمرة للشعب السوري لصالح نظام قاتل ومجرم.

س- قلت ان وزير خارجية هذه الحكومة هو وزير خارجية الدفاع عن النظام السوري؟
ج- صحيح، وهو يتصرّف على هذا الأساس.

س- تقول يجب أن نتعلم من الرئيس بري دروس الوطنية وتقول عن وزير الخارجية وكيله في الوزاره انه وزير الدفاع عن النظام السوري، فكيف ذلك؟
ج- أولاً، وكالة الوزير للرئيس بري رأيك وليس واقعاً.

س- هل يمكن أن تقول انه ليس من سمّى الوزير منصور وزيراً للخارجية؟
ج- برأيي الشخصي كلا، ربما أكون على خطأ. دعيني وضّح موقفي من الرئيس بري لمرة ولا كل المرات، أولاً: أنا أعترف أمام كل الناس انه عندي ضعف شخصي تجاه الرئيس نبيه بري وهذا شيء إنساني طبيعي.
ثانياً: أنا واثق ومقتنع بأن الرئيس بري ليس جزءاً من المشروع الإيراني في البلد. أنا أعتقد ان رغبة الرئيس بري وحقيقته وطبيعته أن يكون جزءاً من المشروع اللبناني، بيننا وبين الرئيس بري هناك 7 أيار لكي يكون الحساب صحيح، حركة “أمل” شاركت باستباحة المدينة في 7 أيار.
نحن أهل دولة تفكيرنا هو العدالة، نحن لدينا ملفات قضائية وقانونية تتعلق بمعظم الناس، لن أقول كل الناس الذين شاركوا في 7 أيار، ونحن لم نتقدّم بهذه الملفات منعاً لتفسيرها بأنها تهديد ولإحداث فتنة، ولكن في الوقت الذي نجده مناسباً سوف نتقدّم بهذه الملفات دون أن نستثني أحد من حركة “أمل” أو من “حزب الله” أو من الحزب القومي.
إذاُ هناك أربعة عناصر في العلاقة مع الرئيس بري واضحة، المختلف عليه هناك ملفات حوله، والمتفق عليه اجتهاد شخصي مني ورأي شخصي مني قد أكون مخطئاً، قد أكون صائباً ولكنني مُصر على هذا الرأي والهوى الشخصي حقي.

س- لا أعرف أي رسالة توجهونها كنواب لـ”تيار المستقبل” كشخصيات سنية معتدلة للأشخاص المناوئين لخط “حزب الله” والرئيس نبيه بري عندما تفيضون بهذه الطريقة؟
ج- دعيني أكون واضحاً، أنا قرأت مقالات اعتراض وأقدّر من كتبها، أنا بتعاملي مع الرئيس بري في النهاية أنا أتعامل وأحترم الناخب الشيعي لأن هذا شخص مُنتخب وكتلته مُنتخبة، أنا لا أستطيع إنكارها بصرف النظر عن تحالفات “المستقبل” أو “14 آذار” مع شخصيات أقدّرها وأحترمها وآخذ برأيها في كل الأمور.

س- الشيء نفسه ينطبق على “حزب الله” وعنده شعبية أكبر وناخب أكبر؟
أنا حدّدت نقاط الخلاف، أنا قلت “حزب الله” جزء من الإستراتيجية الإيرانية، وأنا لم أقل ذلك بل الإيرانيين و”حزب الله” قالوا ذلك، فأنا لا أستطيع ولا أوافق ولا أقبل بهذا المشروع، وقلت عن الرئيس بري النقاط الأربع التي تُحدّد نقطة الخلاف التي ليست فيها مسامحة ولا نسيان، ولكن بتقديري انه ليس جزءاً من الإستراتيجية الإيرانية والهوى شخصي.

س- في حديث للرئيس سعد الحريري نُشر اليوم في جريدة “لوموند” الفرنسية سُئل كيف يكون التدخل في سوريا عسكرياً أم دبلوماسياُ؟ فأجاب: لن تنجح الدبلوماسية فالدماء تسيل كل يوم أكثر وأكثر، المطلوب هو التدخل، أنا أفهم هناك تعقيدات مع روسيا والصين، ولكن هناك اليوم توازن قوى بين النظام والمعارضة التي لا تملك أسلحة متطورة؟
ج- أعتقد انه يطالب بتسليح متطوّر للمعارضة لكي تستطيع التقدّم وإنشاء مناطق عازلة بنفسها دون الحاجة الى قوات خارجية.

س- ربما عنوان المقال يؤدي الى التباس بأنه يُطالب بضربة عسكرية على الطريقة الليبية؟
ج- كلا، كلامه واضح وليست المرة الأولى التي أسمعه، هو واضح في مسألة تسليح المعارضة بأسلحة نوعية سواء مضادة للطيران أو مضادة للمدرعات بحيث انها تستطيع حماية نفسها وحماية المناطق الموجودة فيها، حين يتم قصف قرى وبلدات بالميغ 23 ، تقصف المدنيين والنساء والأطفال، ولا يمكن مواجهتها بالأر.بي.جي، أو ببندقية كلاشنكوف.

س- لكن للأمانة يضيف الرئيس الحريري انه إذا أُعطيت الأسلحة للمعارضة التي تحتاج إليها ستتمكن من الفوز بسهولة؟
د- لا أعرف إذا بسهولة، ولكن بالتأكيد تتمكن من تحسين وضعها، هذا شعب منذ سنة ونصف يواجه عارياً.. عارياً ليس معه أحد، هذا شعب عظيم فإذا أُعطي قليل من الأسلحة النوعية بالتأكيد سيعمل فرق كبير جداً.

س- تقول للأستاذ عماد الدين أديب: الرئيس السوري أما قاتل أو مقتول، لا تنحي ولا مفاوضات ولا أي شيء؟
ج- من يعرف طبيعة النظام السوري لا يمكن أن يتوقع منه لا إصلاح جدّي ولا تغيير جدّي.

س- ولا تسوية؟
ج- ولا تسوية، هذا نظام غير خاضع للإصلاح منذ اللحظة الأولى، قلت هذا الكلام. الرئيس اليمني بعد سنة ونصف كان على يديه دم محدود جداً وحتى قبل الذهاب الى السعودية احترق بالقصف حيث أصيب بالمسجد واضطر للذهاب للمعالجة في السعودية، فكيف بشخص يديه ملطخة بدماء عشرات آلاف الشهداء ممكن أن يذهب الى تسوية أو منطق أو عقل هؤلاء مجموعة قتلى ضباط عسكريين لا يفكرون إلا بالقتل وبعد حادثة تفجير دمشق لم تعد هناك اعتقالات بل قتل، فكيف هذا ممكن أن يكون يفكر بمصالحة شعبه أو يجلس مع شعبه في يوم من الأيام هذا شيء مستحيل.

س- ماذا لو لم يسقط هذا النظام؟
ج- سنبقى الى جانب الشعب السوري داعمين معنوياً وإنسانياً وبأعلى صوت سنبقى الى جانب الشعب السوري وهو يقاتل للوصول الى حريته وعدالته وكرامته.

س- لكن مخططاتكم السياسية وعملكم السياسي ألا يُشير الى ان النظام ساقط غدا وبعد غدٍ نتكلم؟
ج- ابداً نحن ذاهبون الى الإنتخابات، نحن من دُعاة الإنتخابات.
س- حتى لو بقي النظام السوري ولم يسقط؟
طبعاً، نحن من دُعاة إجراء الإنتخابات في وقتها المحدد.

س- ستجري الإنتخابات ؟
ج- ولماذا لا تجري؟.

س- لأن هناك مشاكل كبيرة في البلد والرئيس الحريري لم يرجع حتى اليوم الى بيروت ولدواعي أمنية؟
ج- أنا أراهن انه سيعود قبل نهاية العام، أراهن على هذا الأمر.

س- هذه معلومات أم تحليل؟
ج- سمّها ما شئت، لا يجوز ولا يمكن أن يبقى بعد رأس السنة خارج لبنان أياً تكن الظروف.

س- رغم هذا السيف الأمني المسلط الواضح؟
ج- هذه ليست ظروفه بمفرده هي ظروف كثير من الناس الموجودة، وأعتقد ان هذه رغبته، وأعتقد ان رغبته بالعودة أقوى بكثير من أي شيء آخر في الخارج،

ولكن هناك ظروف منعته طوال هذه المدة، إن شاء الله مع الوقت تكون أكثر صحة وأكثر سلامة ظروفه ويعود.

س- على أي قانون انتخابات ستجري هذه الإنتخابات؟
ج- نحن مع كل قانون يريح حلفاءنا المسيحيين أو يريح المسيحيين جميعاً إذا كانوا متفقين.
س- حتى لو كان حسب الدوائر الصغيرة؟
ج- أي قانون يريح المسيحي عموماً وحلفاءنا المسيحيين خصوصاً نحن معه.

س- يعني لست مع الطائف في هذه المسألة؟
ج- بالمبدأ أولاً نحن مع الطائف بكل مندرجاته إذا كان هذا الأمر فيه استحالة نحن نريد أن يكون المسيحيين مرتاحين ومطمئنين وقادرين على التعبير عن أنفسهم بكل الوسائل الإنتخابية الممكنة إذا اتفقوا، وإذا اختلفوا فنحن مع حلفاءنا في هذا الأمر.

س- هناك أسئلة كثيرة طُرحت على “الفايسبوك” أعتقد أنك أجبت عليها وهناك سؤال عن رئاستك للحكومة ماذا تقول؟
ج- أولاً هذا موضوع افتراضي، وهناك لاءات ثلاث كي تتحقق رئاسة الحكومة معي، هناك لاءات ثلاث تسبقها :
الأولى: أن يكون الرئيس الحريري غير راغب.
الثانية: أن يكون هناك فيتو رئيسي على الرئيس السنيورة.

بكل بساطة أقول انه طبيعي أن يضعف الإنسان تجاه هذا الأمر ولكن هذه مسائل مبدئية لا يجوز المزح فيها، هذه المسألة تُقررها الأكثرية برئاسة الرئيس سعد الحريري، وأي كلام آخر هو كلام خارج الموضوع وخارج المنطق وخارج الإنتخابات، هذا كلام واقعي ومنطقي والمنطقي ان هناك انتخابات، هناك زعيم للأكثرية، وهذه الأكثرية مع هذا الزعيم هي التي تُقرر ماذا تريد ومن تريد، أما التحليلات والإفتراضات والعواطف من الناس أشكرهم عليها.
س- هناك سؤال عن مواقف ابنك صالح المشنوق، هل تؤيد شطحات صالح المشنوق كما جاء في السؤال؟
ج- أنا عندي كل تقدير لنضج وفهم ومعرفة صالح للمسألة العامة السياسية، قد أختلف معه بنقطة أو أتفق معه بنقطة، هذه تفاصيل ، ولكن بالخط العريض أنا مؤيد ومُعجب بمواقفه.

س- أيضاً سُئلت عن دبلوماسية اللحية البيضاء ، كتبت عن الأمير بندر مقال قديم البعض اعتبر انك تستشرف المستقبل؟
ج- أنا أعتقد ان تعيينه الأخير هو اعتراف بصوابية سياسته ولا ننسى انه انكفأ في فترة المبادرة للمصالحة مع سوريا والتجربة مع الإيرانيين، وكل هذه السياسة التي لم توصل الى نتيجة، فتعيينه بتقديري وتقدير أصدقاء يعرفون الوضع السعودي أكثر مني، ان هذا اعتراف بصوابية السياسة وضرورة اعتمادها، هو شخص مبادر سريع البديهة، صبور بذات الوقت وقادر، سمعته تحميه لان يغير الكثير من الأمور بالنظرة السياسية.

س- البعض يراه انه من الصقور؟
ج- دعيني أقول انه من الصيادين الذين يجيدون الإصابة.

س- لفتني أنك أصبحت سيادياً بعد خروج الفلسطينيين من بيروت وهناك من يعتبركم أصبحتم سياديين بعد خروج السوري أيضاً؟
ج- هذا نضوج بمرحلة اعتراف بحق لبنان عليك بالكامل، بعقلك وبسياستك وباستقلالك وسيادتك على أرضك، هذا أمر طبيعي، وهذا لا يعني ان الواحد يتخلى عن دعم القضية الفلسطينية أو حق الفلسطينيين بالعودة، ولكن هناك فرق بين أن يحمل لبنان بمفرده هذا العبء كل الوقت وبين أن تدعم القضية في فلسطين.

س- في العام 82-83 مرحلة اللقاء الإسلامي ماذا كان دورك في اللقاء الإسلامي؟
ج- كنت أصغر واحد فيهم، يعني أنا كنت نديم أو رفيق للرئيس تقي الدين الصلح، وبنسبة أقل للشهيد الشيخ حسن خالد المفتي الصادق والدائم بعقول المسلمين، كانت الهيئة السياسية المدنية الوحيدة التي نشأت وسط غابة السلاح تُطالب بالإستقلال والسيادة والحرية وبطريقة تراكمية.

س- ماذا تقول عن الرئيس تقي الدين الصلح؟
ج- هذا الحكيم الكبير الذي اسمه تقي الدين الصلح كان مدرسة، ولكن مدرسها صوتها “واطي” وليس عالياُ، تعمل الكثير من الحسابات وأحياناً تعمل حسابات لدرجة أن لا تعود تفعل ولكن عنده من المعرفة والحكمة والدقة ومن تاريخ لبنان ما لا يعرفه أحد ولن يعرفه أحد.
الرئيس تقي الدين الصلح رحمه الله، اخترع مع المفتي الشهيد ايضاً حسن خالد اخترعوا صيغة مدنية كانت فريدة من نوعها في ذلك الحين بوجود السلاح والمسلحين،

والسوري والفلسطيني قرروا الإنسحاب من الشارع وإنشاء هيئة مدنية بورجوازية تجتمع في دار الإفتاء كل أسبوع وفي الإجتماعات العشرة الأولى كان يظهر وكأنها مجموعة عاجزة غير قادرة على التأثير بالحدث، بالتراكم تبيّن انهم أكبر مجموعة مدنية سياسية لبنانية استقلالية حقيقية لدرجة انه انتهت في العام 88-89 باغتيال المفتي خالد واغتيال ناظم القادري ونفي تقي الدين الصلح الى باريس لمدة ثلاثة أشهر حيث توفي هناك، وتبيّن مدى أهميتها وتأثيرها، ولكن باتباع سياسة التراكم وليس سياسة الصدمة المباشرة.

س- هل مازلت من مؤيدي سياسة التراكم أم أصبحت من جماعة الصدمة المباشرة؟
ج- لكل وقت ضروراته، وفي هذه الفترة أنا من مؤيدي سياسة الصدمة، ومررت لفترة طويلة بسياسة التراكم ولكن لم تؤدِ الى نتيجة.
على كل حال، أنا لا أمثّل الجميع، هناك آخرين ربما يفكرون بسياسة التراكم أو بسياسة أكثر حدّة مني أو أكثر مواجهة أو صادمة أكثر، ولكن لبنان برأيي يحتاج الآن الى سياسة سلمية صادمة وليس أمنية أو عسكرية صادمة.

س- يعني العصيان الدستوري التي طالبت بها تقع في هذا الإطار؟
ج- طبعاً ولكن لم يوافق عليه الزملاء والإخوان الموجودين باعتبار اعجابهم بخطاباتهم في المجلس، وعندما تعمل مع مجموعة تضطر الأخذ برأي الأكثرية، ولكن على كل حال هذا الإمتحان سيظهر في مجلس النواب.

س- يسيطر عليك أحياناً طيف الرئيس تقي الدين الصلح ببعض المسائل أم تشعر بأنك أميل الى طريقة وأسلوب الرئيس رفيق الحريري، ربما بالتفكير؟
ج- أعتقد أني أعيش الآن حالة الرئيس الحريري.

بعد الإنتقال مباشرة الى باريس لنقل تصريح الرئيس سعد الحريري بعد لقائه الرئيس الفرنسي.

س- ما هو تعليقك؟ انت قلت إنه لقاء استثنائي وطاولة استثنائية؟
ج- يظهر من شكل الطاولة انه ليس استقبالا لرئيس وزراء سابق.

س- المسألة السورية بالتأكيد كانت على الطاولة رئيسة؟
ج- بالتأكيد كانت رئيسة وكان لبنان بطبيعة الحال على طاولة البحث، أنا لا أملك أي معلومات ولكن واضح من طريقة الإستقبال الإستثنائية بالبروتوكول ان هناك قرار فرنسي بتكريم الرئيس سعد الحريري وتصرّف الرئيس الفرنسي الحالي على هذا الأساس سواء بالشكل أو بالمضمون، الواضح ان الرئيس الحريري يطمع أكثر بدعم للشعب السوري، وهذا طبيعي أمام المجازر التي يتعرض لها، وان الموقف الفرنسي متطور ولكن ليس الى القدر الذي يريده الرئيس الحريري.