“انترفيوز” مع بولا يعقوبيان – “حزب الله” ينتحر في سوريا


س- 7 أيار الذكرى الخامسة كانت بالأمس، البعض يرى انه بعد خمس سنوات لم يتم الإعتذار كما طلبت مرة؟
ج- أنا طالبت دائما بالإعتذار .

س- لكن حتى اليوم لم يتم الإعتذار وحتى إنه لا يوجد على ما يبدو أسف لما حصل في 7 أيار؟
ج- الحد الأقصى الذي وصلوا إليه هو وصف ما حدث في 7 أيار بأحداث مؤسفة، يعني الإنتقال من اليوم المجيد الى الأحداث المؤسفة، هذا تطوّر محدود، ولكن أكرر الإعتذار من بيروت، هذه المدينة العظيمة التي احتوت كل الناس، والتي قبلت بكل الناس، والتي شرّفت كل الثورات، هذا اعتذار يُشرّف من يقوم به، ويُكبّر من يقوم به، ومن لا يقوم به ولا يُقدّم اعتذار لهذه المدينة يكون أصغر منها بكثير وليس أكبر منها، وهو من يصغر وليس المدينة من تصغر، ولا أهلها يصغرون، لذلك منذ اللحظة الأولى، منذ العام 2008 تحدثت عن ضرورة الإعتذار من مدينة بيروت.

س- مع جمالية هذه الشعارات ولكنكم ذهبتم الى تسوية في الدوحة، فمن يذهب الى تسوية كيف ينتظر من يعتذر منه؟
ج- نحن أخطأنا بالتسوية، وليست المرة الأولى التي أقول فيها ذلك، نحن جميعاً ودون استثناء ارتكبنا خطأ كبير بالتسوية، واعتقدنا ان هناك مجموعة أخرى في البلد يُعبّر عنها “حزب الله” تريد فعلاً الإستقرار والأمان والسلام لكل اللبنانيين، وإذ تبيّن العكس تبيّن إنهم لا يشرّفون توقيعهم، لأنه في اتفاق الدوحة المشؤوم، عندما حان الوقت استقال الوزراء العشرة الذين وعدوا ووقعوا من خلال ممثليهم في اتفاق الدوحة إنهم لن يفعلوا ولن يستعملوا الثلث المعطّل.
على كل حال، المفعول السياسي لـ7 أيار انتهى، لن تُشكّل حكومة على قاعدة اتفاق الدوحة لو صعدوا الى السماء ونزلوا الى الأرض، هذا موضوع انتهى الآن ولن يحصل لا بـ 7 أيار ولا في 7 أي شهر آخر، وهذا تعلُّم من درس الماضي، وكل واحد منا يتعلم من الظروف التي تمر فيه. ولكن إدّعينا إننا حاولنا ورغبنا بأن نُشرّف توقيعنا ورغبتنا بالسلم والأمن والإستقرار، وإذ دائما لا نُفاجأ ولكن يتبيّن إنه عملياً هذه مجموعة سياسية تذهب باتجاه مُخالف لكل أمن واستقرار وكل اطمئنان لكل اللبنانيين، لذلك لا تفاهم معها على قاعدة الدوحة تحت أي ظرف من الظروف، وهذا الأمر لن يتكرر في أي حكومة لا بالسلاح ولا بغير السلاح، كما يُقال “أعلى ما في سلاحهم يطلعوا عليه” فعملياً هم قاموا باتفاق الدوحة بالقوة، وهم عطّلوا الدوحة وتبيّن إنهم ناس لا يحترمون توقيعهم ولا يحترمون تعهداتهم ولا يحترمون رغبة اللبنانيين بالعيس بسلام وأمان.

س- رغم هذا الكلام البعض يرى إنه على العكس إنكم مجموعة لا تتعلمون من الماضي ودرس 7 أيار قد يكون الآن هنالك حاجة لدرس آخر مماثل كونكم مستمرون في نفس النهج ونفس الطريقة، تعتقدون ان “حزب الله” ضعيفاً وتهاجمونه بالسياسة لدرجة تمس أحياناً كما حصل في 5 أيار في الماضي، وهناك وضع شبيه اليوم؟
ج- أنا أتحدث الآن، وبعد التشاور مع كل القيادات المعنية في “14 آذار” وخاصة مجموعة المستقبل السياسية، وأنا لا أقول كلام إني اعتقد أو إني أظن هذا الأمر لن يتكرر لا بالسلاح ولا بغيره، ولا لأي سبب من الأسباب، نحن لم نتعلم فحسب، نحن “انكوينا” من هذه التجربة، والشعب اللبناني انكوى من هذه التجربة التي تسبّبت بكل الإهانات وبكل الضرب للدستور اللبناني.

س- لكن كلامك يدل وكإنه وقع الطلاق الكامل مع الفريق الآخر؟
ج- هذا يعود حسب الموضوع، فإذا كان هناك إمكانية للتفاهم في وقت من الأوقات ، أعتقد انه لم يعد وارداً على الإطلاق التفاهم على قاعدة ما يحدث في سوريا، وأنت جاوبت على كثير من الأسئلة في المقدّمة، لذلك لم يعد هناك مجال لأقول ما أريد أن أقوله، ولكن في كل الأحوال هذا ليس طلاقاً، هذا واقع، فعندما تُقرر مجموعة سياسية لأسباب غير لبنانية ولأسباب إيرانية مباشرة انها تستطيع القتال في سوريا وتُلوّث يدها بدم الشعب السوري، فكيف يمكن أن أتفاهم معها على أي قواعد ؟
في موضوع الحكومة واضح من المشاورات السياسية التي تجري والتي نُجريها إننا لن نشارك في أية حكومة مع “حزب الله” قبل الإنسحاب فوراً من القتال في الأراضي السورية، وهذا موقف حاسم وجدّي ونهائي.

س- جدي ولكن موقف جديد هذا الذي تقوله، ولكن الرئيس المُكلّف تمام سلام لم يكن يُفاوض على هذا الأساس؟
ج- الرئيس المُكلّف تمام سلام شخص مبدئي ويعرف القواعد الذي كُلّف على أساسها وهي قواعد قائمة على مرحلة انتقالية فيها ممثلين غير مُستفزين ولا يوجد فيها ثلث معطّل وغير مرشحين لقيادة مرحلة انتقالية بحكومة “سكر خفيف”، ولكن العودة الى صيغة أي حكومة سياسية تُشارك فيها كل قوى “14 آذار” مع “حزب الله” قبل الإنسحاب من سوريا وتلاوة فعل الندامة على تلويث اليد اللبنانية بدم الشعب السوري، هذا أمر غير وارد على الإطلاق.
هناك شيء اسمه قبل القتال في سوريا، وما بعد القتال في سوريا هي مرحلة جديدة لاعلاقة لها بما سبق، هناك مجموعة سياسية عسكرية لبنانية قررت لأسباب وهمية، مرة لأسباب مقامات دينية، مرة لأسباب تتعلق بالجغرافيا ومرة لأسباب تتعلق باللبنانيين المقيمين في الجانب السوري من الحدود اللبنانية- السورية ان تذهب وتواجه الشعب السوري دعماً لنظام قاتل ومجرم، فماذا ننتظر من هذا الشعب السوري أن يفعل في يوم من الأيام؟.

س- أنت تقول إذا توصل اليوم الرئيس تمام سلام لتشكيله حكومة كما يطرح 8+8+8 ما يعني سيجمع “تيار المستقبل” مع ممثلين من “حزب الله” مع حركة “أمل” وقوى “14 آذار”؟
ج- ليس فيها ممثلين مباشرين.

س- لكن ما الفرق بين ممثلين مباشرين وبين المباشرين ولا يكون مُرشحاً؟
ج- هناك فرق كبير بين أن يكون هناك تمثيلاً مباشراً وأن لا يكون مرشحاً الشخص يفرق تماماً طبيعته مختلفة.
س- لكن ألا يمكن أن يكون لكم كـ”تيار مستقبل” مرشحين أو أشخاص معروفين بانتمائهم الى “تيار المستقبل”؟
ج- ان القواعد التي وُضعت لتشكيل هذه الحكومة قائمة على أشخاص غير ملتزمين حزبياً، لهم هوى سياسي غير مُستفزين والتعابير هذه للرئيس المُكلّف، وغير مرشحين لقيادة مرحلة انتقالية وليس لتشكيل حكومة سياسية تتولى شؤون البلد ومستقبلها. مهمة الحكومة التي يتحدث عنها دائماً الرئيس المُكلّف هي الإشراف على إجراء الإنتخابات وليس الإشراف على تأسيس وضع سياسي جديد للبلد، هذا الوضع مختلف تماماً.

س- شرط الإنسحاب من سوريا هل ينطبق أيضاً في حال دعا رئيس الجمهورية الى طاولة الحوار؟
ج- طاولة الحوار التي يدعو إليها رئيس الجمهورية هي طاولة ضرورية لحفظ الإستقرار الوطني واستمرارها لا يعني المشاركة في أي هيئة من هيئات السلطة التنفيذية، هذه طاولة حوار يرعاها رئيس الجمهورية لتأمين المزيد من الإستقرار، ونحن دائماً حاضرون لتلبية دعوة رئيس الجمهورية مع بعض القواعد، ولن أقول الشروط، وهذه القواعد تتعلق بجدول الأعمال الذي بقي منه وضع سلاح “حزب الله” والإستراتيجية الدفاعية.
أما الأمر الآخر فهو وضع مختلف، نحن نتحدث دائماً على مسألة كبرى، هناك دم يسيل في سوريا يومياً، وهناك مجموعة سياسية مسلحة لبنانية تتخذ من شعارات وهمية كمقام السيدة زينب، وهذا المقام موجود منذ مئات السنين في سوريا، وهو محمي من الشعب السوري، أنت بماذا ستحميه؟.

س- لكن هناك أضرحة ومقامات تم التعرُض لها وفُجرّت في العراق وكربلاء؟
ج- صحيح جرى تفجير أو تدمير مقام في منطقة سورية، هذا صحيح، ولكن أريد أن أسأل وهذا سؤال لكل اللبنانيين وخاصة لجمهور “حزب الله” إذا لم يكن الشعب السوري يريد حماية هذا المقام فمن يستطيع حمايته؟ والى متى شهر إثنين ثلاثة أربعة وبعدها؟. برأيي ان الكلام عن حمايته بالقوة العسكرية من قبل قوى مذهبية لبنانية هو إعلانه هدفاً للتدمير.
أنت ماذا تقول للشعب السوري بأنك غير مؤتمن وأنت من بنى هذا المقام غير مؤتمن على حفظه وأنا من سيحميه، لنقل استطعت حمايته ولكن الى متى تستطيع ذلك وبأي قوة؟.

س- لكن يتحدثون عن مقاتلين غير سوريين ومعهم سوريين، عن تكفيريين يقاتلون في سوريا، وهؤلاء ممكن أن يكون لديهم فتاوى بأن هذا الأمر لا يجوز؟
ج- لكن من يواجه من؟ وأنت كيف يمكن أن تُحدّد ان من يواجهك هو تكفيري أو إيماني أو علماني أو يساري، كيف يمكن أن تُحدّده؟.

س- لكنهم هم يشهرون عن أنفسهم؟
ج- أنتِ تتحدثين عن شعب وليس عن موقع من مئات الأمتار يمكن تحديد من يدخله ومن خرج منه. ولكن السؤال انك أنت تعلن مواجهتك للشعب السوري، وهل كل من قام بالثورة تكفيريين وإرهابيين أم إنهم يطلبون العدالة والحرية والكرامة، لا يجوز اختصار الثورة السورية بتحديدها وتعيينها، وهل يُعقل تعيين شعب بكامله بأنه تكفيري إرهابي وقاتل؟.

س- ولكن هل تتوقع من شعب واقع في مشكلة أن يحمي مقاماً أو ضريحاً؟
ج- ولكن هذا الشعب هو من يحمي هذا المقام منذ 1400 سنة، وهو بالأصل مقام لكل المسلمين، وأنا على ما أعلم ان أهلي وغير أهلي وأصحابي كانوا ينذرون للسيدة زينب ولم يكونوا يعتبرون هذا مقام شيعي أو مقام سني، ولكن الآن حصل تعيينه مقام شيعي وأصبح حقاً حصرياً لـ”حزب الله” أن يحمي مقام شيعي، هذا المنطق لا يجوز، هذا تعيين هدف وليس حماية، هذا استفزاز لكل الشعب السوري. عندما تُلّوث يدك بدم الشعب السوري، ولن أقول غدا أو الشهر القادم أو العام المقبل، ماذا تكون تقول عن العلاقة بين هؤلاء الناس وبين الشعب السوري، سيأتي يوم وهذا الشعب سينتصر، أنت ماذا تقول لهذا الدم الذي تسيله؟ ماذا تقول لهؤلاء الأهالي الذين تفتخر بأنهم يرسلون إليك رسائل ودية بعد استشهاد أولادهم؟ والإستشهاد لأي هدف؟ هل الهدف بأن تفتح طريق الشام- حمص بريف القصير لربطها بالهرمل؟ هل هذا هدف وطني أو هدف مقاومة أو هدف شيعي أو إسلامي؟ كل هذا دم، وهذا الدم لا يُسبب سوى الحقد والخراب، فكيف يمكن لعاقل، منطقي، موزون، مسؤول وطني مسلم، مسيحي، تتري، كيف يمكن أن يُفكّر بأن باستطاعته تلويث يده بالدم السوري، ويمكن أن يسلم من ذلك؟ وكيف يمكن إقناعي بأن هذا ليس انتحاراً، هذا انتحار وخروج على النظام اللبناني وخروج على النظام السوري أياً كان النظام المقبل، حتى لو استلم اليسار العلماني، سيبقى هذا الجرح قائماً ولن يُحل إلا بالمزيد من الدم.
نحن نتحدث عن 7 أيار وفي مدينة محدودة وبخسائر محدودة، ولكن بخسائر معنوية كبيرة، مع احترامي لكل الشهداء الذين سقطوا في 7 أيار، ولكن عددهم واحد بالألف من الذين سقطوا سواء في ريف القصير أو في السيدة زينب أو حلب أو إدلب من اللبنانيين.
منذ خمس سنوات لا تمر مناسبة لا شعبية ولا خاصة ولا رسمية ولا سياسية ولا عامة إلا وجمهورنا يسألنا عن 7 أيار و”يُعيّرنا” بـ 7 أيار، فكيف في سوريا التي لوثت يدك بدم الشعب السوري؟ .

س- رغم كل ذلك واضح ان هنالك استراتيجية ليس فقط مجرّد تورّط لـ”حزب الله” في سوريا؟
ج- طبعاً أنا لم استعمل كلمة تورّط، ولكن توجد استراتيجية لا تؤدي إلا الى الإنتحار، استراتيجية إيرانية بسيطة.

س- أنت تُصعّد كثيراً تجاه “حزب الله”؟
ج- أنا لا أُصعّد، أنا أقول ما هو حاصل.

بعــــد الفاصـــــــل
س- التعليقات كثيرة جداً لم أكن أتصوّر الناس الى أين وصلت بالتعليقات عندما حضرتك تتحدث بهذه الحدّة وإحدى المستمعات تقول لك لا ترفعوا السقف كثيراُ ربما تأتي كلمة سر ونرجع ونأكل الضرب من جديد؟
ج- لن نلتزم بأي كلمة سر على حساب كرامتنا وحقوقنا، ليكن ذلك واضحاً وكفى الناس تعتقد اننا نقول الإثنين شيئاً ونُغيّره الثلاثاء، هذه مرحلة انتهت مع نهاية السين- سين ولن تعود ولن تتكرر اياً كانت الظروف ومهما كانت الأحوال.

س- بعض التعليقات تقول الرئيس سعد الحريري مدّ اليد منذ أيام ولم تتغير سياسة “المستقبل”؟
ج- أولاً الكلام قديم وقيل في باريس، وللحقيقة هو ردّ على سؤال وليس قراراً سياسياً، وهذا نتيجة نقاش وليس رأيي فقط، بصرف النظر، أنا رأيي الشخصي ربما يكون مؤيد أو مُخالف، ولكن نتيجة النقاش هو ما ذكرته، وهذا قرار نهائي لا عودة منه، لأن هذا القرار الذي يحفظ البلد ويحفظ كرامتها ويحفظ أمنها واستقرارها.
نحن مجموعة سياسية لا نملك السلاح ولا نريد السلاح، رغم ان هذا لا يرضي جمهورنا، نحن مجموعة سياسية نُعبّر عن معارضتنا بطريقة سياسية وواحدة من هذه الوسائل التي نعتقد انها تحفظ البلد وتحفظ أمنه واستقراره هو ضرورة الإنسحاب الفوري للمقاتلين من “حزب الله” من سوريا لأن الإيغال بدم الشعب السوري ليس لصالح اللبنانيين ولا المسلمين ولا الشيعة ولا الأمن ولا الإستقرار، هذا لا يُسبّب سوى المزيد من التوتر والمزيد من الطائفية والمزيد من المذهبية، ومن يريد الهرب من الفتنة لا يذهب للقتال في سوريا أياً كانت المبادرات، وأياً كانت المقامات، وأياً كانت الأسماء، أنت بهذا تدعم النظام، هناك طريق بين الشام وحمص يجب أن تُفتح، وهذه الطريق هي ريف القصير، أنت تُقاتل في ريف القصير للمساعدة على فتح هذه الطريق، فلماذا اللف والدوران؟.

س- ما الهدف من ذلك؟
ج- يُقال بأن النظام اتخذ قراراً بالإحتفاظ بالمدن وفتح الطرق بين هذه المدن وترك الريف للثوار، كم يستطيع ذلك لا أعرف، ولكن بالتاكيد من يساعده فهو يساعده على مزيد من الدم، لأن هذا النظام حتى لو احتفظ بكل مدن العالم لن يحكم سوريا.

س- لكن حتى الآن لا تزال مراكز المحافظات معظمها بيد النظام؟
ج- أنا لا أتحدث عن ثلاث أو أربع مدن، وليس عن مراكز المحافظات، نتحدث عن حماه وحمص وحلب والشام، الحد الأقصى والطريق بين هذه المدن فضلاً عن اللاذقية والمجزرة التي وقعت في طرطوس أول أمس هي جزء من التنظيف العرقي في منطقة بانياس، في منطقة الساحل، لأنه يُفترض من حمص الوصول الى الساحل جغرافياُ وهذه يعرفها الخبراء العسكريين أكثر مني.
أنا أقول هذا النظام مستحيل الوقوف الى جانبه والوصول الى نتيجة لعدّة أسباب:
السبب الأول: انه يستطيع أن يقتل ولكنه لن يستطيع أن يحكم سوريا في يوم من الأيام تحت أي ظرف من الظروف، هو يستطيع أن يقتل ما يشاء، فهو لا زال يملك السوخوي والسلاح الكيميائي وكل أنواع الأسلحة، هذا النظام لن يحكم الشعب السوري مرة أخرى، حتى لو وصل عدد الشهداء الى مئات الآلاف، وبالتالي ما الغاية من الوقوف الى جانبه سوى الإنتحار لأسباب إيرانية، والإيرانيين يؤكدون يومياً بأنهم ليس لهم مقاتلين في سوريا وإن لهم خبراء هناك منذ عشرات السنين لأن إيران دولة وليست مثل “حزب الله” أو أي تنظيم آخر، وإن انتقالها الى دولة أخرى يُرتّب نتائج في المجتمع الدولي وفي مجلس الأمن.
يقولون هذا نظام مقاوم، أي مقاومة هذه؟ الشعب السوري هو المقاوم وهو الذي دفع ثمن كل قطعة سلاح سورية وصلت للمقاومة، الشعب السوري هو صاحب الإعلان الرئيسي وصاحب المسؤولية الرئيسية، وهو دفع من دمه ومن حياته فهل يُعقل تخوين كل الشعب السوري لصالح النظام؟

س- لكن هل مازال هذا الكلام صالحاً حتى بعد قصف إسرائيل لمواقع النظام ودخولها على الخط؟
ج- يبدو إننا ننتقل من سوريا الى السعودية الى إسرائيل، ولكن الضربة الإسرائيلية بالمبدأ، بالتأكيد مُدانة، ونحن لا نقبل وقلنا في بيان “كتلة المستقبل” إننا نرفض ذلك، وطلبنا من جامعة الدول العربية الإجتماع واتخاذ جميع الإجراءات، ولكن أنا أسأل: الجيش الإسرائيلي يقوم بالإعتداء على سوريا منذ العام 73 حتى اليوم، وآخر هذه الإعتداءات عددها عشرة منذ العام 2003 حتى اليوم، ولكن ولا مرة سوريا ردّت وكل مرة يتحدثون عن التوقيت للرد وتعبير التوقيت هذا مأخوذ من حافظ الأسد، إننا نرد في الوقت المناسب، ولكن الوقت المناسب لم يأتِ منذ العام 73 حتى اليوم؟.

س- لكن الرد في لبنان أليس كافياً وتسليح “حزب الله” أليس رداً وتسليح “حماس” كذلك؟
ج- هذه نظرية مختلفة، هذا القتال على حساب الشعوب الأخرى ليس الرد، هذه السياسة التي تقول على غيري أن يدفع الدم ويُقاتل لحسابي هذا شيء مختلف.

س- وهذا ما تقوم به إيران مع “حزب الله”؟
ج- ولكن من قال إني أوافق على سياسة “حزب الله” حتى أوافق على غيرها.

س- لكن الدول القوية تقوم بذلك؟
ج- هذه ليست دولا قوية، هذه دول ضعيفة ونعرف ان الطيران الإسرائيلي حلّق فوق قصر بشار الأسد في اللاذقية فماذا فعلوا؟ وضربوا ما يُسمى بالمفاعل النووي منذ أشهر ماذا فعلوا؟ وضربوا في الشام واللاذقية ماذا فعلوا؟ فكفى مبالغة بهذا الموضوع، الضربة الإسرائيلية وضعت قاعدة جديدة للعلاقات العسكرية بين البلدين، إسرائيل أرادت أن تقول بهذه الضربة ما وافقنا عليه طوال سنوات طويلة من ان السلاح الإيراني أو السلاح السوري يأتي الى “حزب الله” في لبنان، هذه السياسة انتهت ولن نسمح بمرور أي سلاح متطور ونوعي وصاروخي من سوريا الى لبنان أياً كان مصدره، هذا بكل بساطة.
هذه عملياً قاعدة إسرائيل تسمح بها منذ سنوات طويلة، والآن وقفت إسرائيل وقالت كفى لن يكون هناك تصدير أسلحة للبنان سواءً أتت من إيران أو من سوريا أو مصنوعة في سوريا.

س- ألا تعتقد ان إسرائيل تلعب على خط التوازن هنا في الداخل السوري، لأن النظام حقق بعض التقدّم في الميدان؟
ج- دعينا نكون موضوعيين وعاقلين، وحضرتك تابعت ردود الفعل من اللحظة الأولى للقصف الإسرائيلي أو الإعتداء الإسرائيلي حتى الآن من أين أتت ردود الفعل؟ بالحد الأقصى قال الروس انه أمر مُقلق، وكما هو معلوم بالدبلوماسية هناك لغات بدرجات مُتعدّدة، وهذه أقل درجة ممكنة من الإهتمام، لأن الروس أصلاً يلتزمون القرارات الدولية، ونحن لا ننسى ان الروس ملتزمين بالقرار 1701 لأنهم صوّتوا معه ويلتزمون الـ1559 ويلتزمون بقرار تشكيل المحكمة الدولية لذلك دعموا التمويل، ولذلك أمن إسرائيل بالنسبة للروس هو مسألة أساسية يوافقون عليها ويحمونها. أنا واحد من الذين قابلوا نائب وزير الخارجية الروسي، وانا أعتقد وأكثر من اعتقاد إنه هو طلب من السيد نصرالله أن ينفي أن يكون “حزب الله” أو أي جهة يعرفها لها علاقة بالطائرة بدون طيار التي حلّقت فوق إسرائيل، لأن روسيا لا تستطيع حماية النظام السوري، وفي نفس الوقت تحمي إطلاق طائرة بدون طيار، أو القيام بأي عملية عسكرية ضد إسرائيل.

س- هذا خبر مهم؟
ج- ولكن هذا صحيح.

س- ربما ولكن أنت تقول إنه فعلاً الطائرة انطلقت من لبنان و”حزب الله” مسؤول عنها، وبوغدانوف طلب من السيد نصرالله النفي؟
ج- أنا أعتقد ان هذا الأمر حصل حماية للأمن الإسرائيلي، ومنعاً لزيادة التوتر اللبناني- الإسرائيلي، لأن روسيا ملتزمة بأمن إسرائيل، والموقف الروسي لا يقل التزاماً بأمن إسرائيل عن الموقف الأميركي، والموقف الروسي لا يقل سوءً بالنسبة للثورة السورية وبالنسبة للعرب من أي موقف إيراني أو حتى غربي آخر.
ما سمعناه من نائب وزير الخارجية الروسي للحقيقة يُعبّر عن أسوأ تقدير للثورات العربية ولحرية الشعوب العربية، لأنه هو نظام دكتاتوري، أي دكتاتورية مُقنعة قيصرية مُقنعة النظام الروسي، وبالتالي لا نستغرب أن يكون هذا موقفه، هو يلعب لعبة مصالح لا تهمه الشعوب العربية ولا الأنظمة العربية، هو يلعب لعبة مصالح متعلقة بأوروبا وبالدروع وبعلاقته بالولايات المتحدة، ونحن بالنسبة له تفصيل صغير يُبالغ ويزيد فينا ويُسبب بمزيد من الدم ويُسلّح الجيش السوري ويُسلّح النظام ويُسلّح القتل ويُسلّح الدم باعتبار ان كل السلاح الروسي الموجود في سوريا يُعادل السلاح المحدود الموجود عند الثوار والذين حتى الآن لم يستطيعوا إعطاب دبابة بمضاد للدروع جدي أو حديث، وبالتالي موقف الروس هو أسوأ المواقف التي يمكن أن نسمعها.

س- رغم ذلك بعض الصحف كتبت ان بوغدانوف طلب من “حزب الله” سحب المقاتلين من سوريا ولكن هذا الشيء لم يحصل، هل لديك معلومات؟
ج- لا أعتقد ذلك، وكلامه كان واضحاً بأن النظام السوري حُر بأن يستعين بمن يريد و”حزب الله” حُر بأن يتجاوب، وأنا كما قلت لم يكن موقفه دبلوماسياً بل موقف يُشجع على الدم وعلى القتل وعلى استمرار المعارك، ويُشجع على احتقار الشعوب واحتقار الثورات واحتقار الثورة في مصر واحتقار الثورة في ليبيا وفي تونس واحتقار الدول التي تدعم الثورات، وهو يُسميها مراحل انتقامية وليست مراحل انتقالية، وبالتالي له وجهة نظر لا علاقة لها لا بالدبلوماسية ولا بالسياسة لا بالحرية ولابالشعوب ولا برغبتها بالعدالة، لأن النظام عندهم ربما اعتادعلى غير ذلك تماماً.

س- هناك مخاوف لبنانية حقيقية من أن يكون هناك ضربة ما تًحضّر للبنان إسرائيلية ربما، والبعض يتطلع الى انه في توقيت مثل هذا التوقيت “حزب الله” يُقاتل الى جانب النظام السوري، فلماذا يُرسل طائرة فوق إسرائيل في لحظة انه غير مستعد لفتح جبهة جديدة؟
ج- منذ متى نسمع باحتمال الضربة العسكرية وبقوانا العظمى التي تستطيع أن تمنع وتدحر العدو الإسرائيلي من القيام بأي عملية عسكرية؟.

س- لكن رأينا ذلك في العام 2006؟
ج- صحيح أنا سألت منذ متى نسمع بذلك؟ هذا كان منذ اعام 2006 أي منذ سبع سنوات إسرائيل لم تضرب ولا “مقاومتنا” قامت بردع العدوان الإسرائيلي، فكفى نضع أنفسنا في موقع اختراع السبب واختراع مواجهته، هذا الكلام له حسابات وهو غير وارد بتقديري أنا حالياً، وكل الكلام عنه هو للتعبئة، وإسرائيل ليس لها مصالح غير مؤمنة في لبنان لكي تقوم بضربة عسكرية، فهناك القرار 1701 مُحترم ومُنفّذ وبالتالي ليس لديها اي سبب.

س- وماذا عن ردّ المقاومة الذي تحدثت عنه أكثر من جهة إيرانية نافذة؟
ج- أنت تقولين جهة إيرانية وليس أنا من يقول ذلك، ولكن أنا أعتقد ان الأولوية الآن هي لذبح الشعب السوري ولنصرة النظام السوري، ولا همّ لديهم بفتح جبهة أخرى لا في الجولان لأن وزير الخارجية الإيراني تحدث أيضاً عن المقاومة في الجولان، ولا في لبنان لأنه عندما تحدث نائب رئيس الأركان الإيراني عن ردّ المقاومة من لبنان هذا لن يحدث، وهذا لن يحدث، الأولوية الآن لنصرة النظام السوري المجرم القاتل على الشعب السوري، والباقي كله مؤجل الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.

س- في التعليقات الواردة هناك الكثير من التحيات والكثير من الإنتقادات.
ج- هذا طبيعي الناس الموجوعة تنقسم دائماً.

س- البعض يرى ان تدخّل “حزب الله” الى جانب النظام السوري يبدو فعالاً ويبدو حاسماً في بعض الأماكن عسكرياً على الأرض في حين دعمكم لثورة الشعب السوري منذ اليوم الأول بطانيات وحليب ومجرّد كلام باستثناء حالة الشيخ احمد الأسير وبعض الدين دعوا للجهاد؟
ج- كل هذا كلام خارج الموضوع، لنفترض ان القوى العسكرية لـ”حزب الله” تُحدث فرقاً في المنطقة الفلانية والمنطقة الفلانية وغيرها، ولكن الى متى يستمر ذلك، أنت تجلس في قلب الشعب السوري وهذا ليس عدواً ولا أنت ذاهب الى منطقة ستنسحب منها، بل أنت على الحدود معه، ولكن الى متى تستطيع أن تستثمر هذا التقدّم العسكري؟ هل يمكن استثماره سوى بالدم؟ هل تستطيع استثماره بالعلاقة الطيبة مع الشعب السوري؟ أنا سأذهب الى أبعد من ذلك، لنفترض لا سمح الله مليون مرة، هذا النظام نفسه انتصر هل سيقف الى جانب “حزب الله” أم الى جانب من تبقى من الشعب السوري؟ بالتأكيد سيقف الى جانب من تبقى من الشعب السوري.

س- والى جانب “حزب الله” الذي ساعد ببقائه؟
ج- لا يستطيع ذلك، عندما يسيل الدم لا يمكن أن يستطيع ذلك، حتى هذا النظام وهو لن يبقى، مستحيل ان يحكم سوريا حتى لو سالت شلالات من الدم، وهو يعلم ذلك و”حزب الله” وقيادته والسيد نصرالله يعرف ذلك.

س- إذاً الحرب اليوم كيف تُقسّم سوريا؟
ج- أي تقسيم هذا، ومن هو الذي سيُقسّمها؟ أولاً الخريطة التي يتم وضعها من الشام الى الساحل ليست خريطة تقسيمية، هي خريطة تضع خطوط تماس جديدة يعتقد النظام انه يستطيع الإحتفاظ بها، وهي المدن والساحل مع دعم من الحليف الشيعي في لبنان الذي يُعبّر عنه “حزب الله” وهو ليس كل الناس، الى متى ستعيش خطوط التماس هذه التي كل يوم تسيل فيها الدماء؟ فلماذا أذهب لتلويث يدي فيها؟ اريد أن أفهم لماذا؟
أما نحن كمجموعة سياسية ولا كتنظيم ولا كحزب ولا كاتجاه لم ندعم ولن ندعم ولن نقوم بأي دعم عسكري لأي جهة في أي مكان في العالم، وخاصة في سوريا، لآن هذا ولوج في الدم والدم لا يُسبب سوى الدم،ولم يُسبب حياة كريمة أبداً وخاصة أنت لا تقاتل إسرائيل، لا تُقاتل عدو، عندما كانوا يُقاتلون إسرائيل كنت أنا مُخالفاً لكل بيئتي ولكل الناس ووقفت معهم وقاتلت معهم بالكتابة وبالكلام وبالنص في الـ2006 كما لم أفعل في حياتي لأن إسرائيل موجودة، أما اللآن فلماذا عليّ أن أكون في نفس الموقع تجاه النظام السوري، وأي منطق هذا الذي لا يمكن إلا أن يكون منطقاً تقسيمياً لا علاقة له بالمقاومة، تقسيمي بمعنى شق المسلمين.

س- السيد نصرالله وحسب شرحه انه لن يدعوا النظام السوري يسقط في يد أميركا وإسرائيل والتكفيريين وقال انه لن يدع ووضع خط احمر؟
ج- ياسيدتي هذا ليس أول خط أحمر يضعه ويتم تجاوزه، هو تحدث عن خط أحمر في نهر البارد، أنا هنا أتحدث بالمنطق وليس بالرد، أنا أعرف موقف روسيا حيث بالأمس قال لافروف لا يهمنا من يحكم سوريا، ولا يهمنا شخص الرئيس الأسد، لأن وزير الخارجية الاميركي كان يقف الى جانبه فهذه مصالح دول لا اقرّرها ولا السيد حسن يُقررها، هذه مصالح كبرى مع فارق الأحجام، بطبيعة الحال، هذا كلام خارج الموضوعية وخارج المنطق وليس فيه اي حرص على اللبنانيين ولا على الشيعة أو المسلمين، هناك دم دم دم جيد، انك مختلف مع اللبنانيين على الحكومة وعلى قانون الإنتخاب وعلى المقاومة والسلاح، وهناك موضوع إسرائيل لكن لماذا اختلف معك على الدم السوري، فكيف يمكن أن أتفق معه على ذلك؟.

س- سماحة الشيخ صبحي الطفيلي الذي وجهت له التحية تحدث عن قرار إيراني استراتيجي بمساندة النظام السوري حتى النهاية، و”حزب الله” لا يريد ذلك وإنما يُنفّذ؟
ج- هذا رأيه ولكن هناك رأي آخر، وأنا أعتقد ان هذا الموضوع لا يجوز السكوت عنه ولا يجوز ان الشيخ صبحي فقط هو الذي يتحدث عنه مع احترامي لكلامه وتقديري لما قاله، أنا أعتقد ان هناك مسؤولية كبرى على الرئيس بري أن يتحدث عن هذا الموضوع، أنا أناشد الرئيس بري على الهواء انطلاقاً من مسؤوليته الوطنية وزعامته اللبنانية ومن دعوته للوحدة الإسلامية ومن إصراره على حماية منطقته وطائفته ومذهبه وناخبيه أن يكون له موقف علني من هذا الموضوع، من مسألة القتال في سوريا، وحتى من مسألة الطائرة، أنا سمعت انه غير موافق وإنه متوتر أو منرفز، هذا جيد، ولكن هذا الكلام يجب أن يظهر للعلن، لا يجوز أن يستمر الموضوع بين السُنة والشيعة أو بين السني والسني، يجب أن يكون له رأي وأياً كان رأيه يجب أن يتفضل ويقوله علناً، لأن الناس بالتأكيد تحترم رأيه.

س- لكن الرئيس بري حليف للنظام أكثر مما هو “حزب الله” حليف للنظام؟
ج- جيد، فليُعلن ذلك، ولكن أنا لا أوافق على هذا الوصف، وأنا أعرف الرئيس بري، وأعتقد ان وطنيته اللبنانية تتقدّم على أي اعتبار آخر.

س- لكن حركة “امل” خاضت حرب مع “حزب الله” من أجل النظام السوري؟
ج- أعتقد ان الدنيا تتغير والظروف تتغيّر والمواقف تتغيّر . وأعتقد ان لا شيء يتقدّم الآن ومنذ زمان على وطنيته اللبنانية وعلى حرصه على استقرار لبنان، وعلى أمن وأمان اللبنانيين لذلك أنا أناشده وأطالبه وأتمنى عليه بأن يظهر ويقول كلاماً علنياً عن هذه المسألة لأنها مسألة كبرى لن تدخل التاريخ فحسب، بل ستكتب التاريخ، تاريخ العلاقات بين اللبنانيين وبين المسلمين بين بعضهم، وبين السوريين واللبنانيين لسنوات طويلة طويلة طويلة منذ 5 سنوات منذ 7 أيار ولم ننتهِ بعد.

س- ألا تعتقد انك تدعو الرئيس بري الى إشكال شيعي- شيعي في المناطق؟
ج- أنا أدعوه لأن يقول موقفه علناً أياً كان موقفه، إنما أدعوه وأتمنى عليه وأناشده لأن يقول موقف علني مسؤول يثحدّد فيه خياراته ويقول للناس ماذا يجب أن يكون والى أين نحن ذاهبون وما هي الكلفة التي تترتب على قرار استراتيجي إيراني بوضع المسلمين بمواجهة بعضهم، بوضع اللبنانيين من طائفة إسلامية بوجه الشعب السوري أياً كان عدد هذا الشعب، أنا أدعوه الى أن يقول موقفه وإلا من الذي سيقول ذلك؟.
لو ظهر الرئيس الحريري الآن وقال كلاماً من أعلى ما يمكن بهذه المسألة، مع أنه أصدر بيان بذلك، ولكن سيبدو كلامه وكأنه مواجهة جمهور شيعي، ولذا أنا أريد أن يقول الجميع رأيهم بهذا الموضوع، ولا يجوز تجاهله، هذا يؤسس لخراب لبنان ولخراب العلاقات بين الشعبين الليناني والسوري.

س- أنت تزور الرئيس بري ويُقال ان بينكما علاقة وصداقة فلماذا لا تطلب منه ذلك؟
ج- أنا لم أناقشه في هذا الموضوع، ولم أقابله في الفترة الأخيرة، ولكن للحقيقة اردت مناشدته علناً لأن هذه مسؤولية كبرى لا يجوز التخلي عنها ولا يجوز اعتبارها إحراجاً، لا يجوز التحدث فيه.

س- لكن عند استقاله الرئيس ميقاتي ألا تعتقد ان الرئيس بري أعطى إشارة لقوى “14 آذار” عندما حيا الوسطية وقال إنه ذاهب في الوسطية مع وليد جنبلاط للآخر، ألم يكن بذلك يقوم بتموضع مختلف عن “حزب الله” ولم تتلقفوا هذا الموقف؟
ج- نحن تلقفنا ذلك وحبّة مسك، ولكن هذا موضوع آخر تماماً فقوى “14 آذار” على اتصال به وعلى تواصل معه وعلى نقاش معه وعلى تفاصيل معه، هذا موضوع آخر، أنا قلت لكِ الوضع ما قبل قرار القتال العلني في سوريا يختلف على قرار ما بعد القتال في سوريا، الموضوع اللبناني وتفاصيله صغيرة جداً أمام ما يحدث والوقائع التي تحدثنا عنها.

س- لقد تحدثت معك عن الدور السعودي والإنفتاح السعودي على “حزب الله” هل تصعيدك الآن ينسجم مع الإنفتاح السعودي على الأطراف اللبنانية جميعاً؟
ج- أنا أتحدث هنا على قواعد وأسس لا تصعيد ولا تنازل ولا اعتدال، هناك قواعد وأسس للعلاقة بين اللبنانيين بعد قرار القتال العلني في سوريا، والأمور اختلفت، لذا هذا ليس تصعيداً بل نتيجة الدم الذي يسيل في سوريا، هذا أولاً.
ثانياً: هناك مُبالغة بالحديث عن الدور السعودي أحياناً عن حسن نية وأحياناً عن سؤ نية.
فبعد أن دفنت إيران الإتفاق السعودي-ا لسوري، وبعد أن كذب بشار الأسد ما شاء ووصلت الأمور الى ما وصلت إليه لاحقاً، عملياً السياسة السعودية قائمة على الانفتاح على كل الأطراف اللبنانية التي تريد الإستقرار للشعب اللبناني، ونقطة على السطر. دعمه بالمعني الدبلوماسي لكي لا ندخل بالتفسيرات المُتعدّدة ، السعودية تتصرّف بواقع المسؤول والداعم لكل الجهات اللبنانية التي تريد الإستقرار لبلد ما، هذه السياسة السعودية بكل بساطة.
المُعلن منها هو التالي: الرسالة التي أرسلها خادم الحرمين الشريفين لرئيس الجمهورية والتي أبدى فيها اعتراضه الشديد على السياسة المُتّبعة من فئة من اللبنانيين، ومن ثم الرسالة التي حملها أمين عام مجلس التعاون عبداللطيف الزياني والتي اعترض فيها على تصرّف فئة من اللبنانيين تجاه سوريا وتجاه دول مجلس التعاون، ورسالتا التهنئة اللتين حملهما السفير السعودي الى الرئيس المُكلّف تمام سلام من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، هذا هو ما تقوم عليه السياسة السعودية، وهناك هيئتان للإغاثة تقوم بمساعدة اللاجئين أو النازحين السوريين، هيئتان سعوديتان، وهناك سفارة سعودية في بيروت تقوم بالإتصال بكل الأطراف وتتحدث إليها بضرورة دعم استقرار لبنان، لأن شعب لبنان يحق له أن يعيش بأمن وأمان، والسفير يسعى جاهداً لإظهار انفتاح على كل الأطراف، ولكن هذه ليست قاعدة سياسية، وأنا قرأت حديث للسفير السعودي منذ ثلاثة أيام قال فيه “ان انفتاحنا على “حزب الله” هو انفتاح مهني بمعنى دبلوماسي وليس قراراً سياسياً كبيراً، بمعنى إذا كان لدى الحزب مبادرة يودون نقلها للقيادة السعودية فنحن ننقلها”، ولكنه ليس قراراً بانفتاح سياسي وبتفاهم في السفارة على حسابنا.

س- ولكن الموقف مؤيد للحياد اللبناني؟
ج- لأنه هو يدعم الإستقرار عملياً، أنا قلت كل ما يدعم الإستقرار، ولكن إذا كان هناك فئة من اللبنانيين لا تريد فهو لا يلزمها ولا مُستعد للإختلاف معها بهذا المعنى، السعودي يتصرّف بأن أولويته بصراحة هي في اليمن، في البحرين، في سوريا قبل لبنان بكثير، وبالتالي تصرّفه في لبنان هو تصرّف دبلوماسي فقط لا غير.
هناك من ينفخ بالدور السعودي باعتبار إن أي نكسة قد تحصل فهذا يعني ان السعودي هو الذي خسر، وهذا ليس صحيحاً، لأن اللبنانيين هم الذين خسروا.

س- بالعكس يتحدثون عن وصاية سعودية اليوم على لبنان، وإن السعودية اختارت تكليف النائب تمام سلام وإن الأمر تم بمباركة سعودية؟
ج- هذه من الأكاذيب الشائعة وليس من الأخطاء الشائعة، هذه من الأكاذيب المقصودة، والمقصود من ورائها إنه إذا حصل أي شيء بتكليف تمام بك، يعني ان السعودية هي التي خسرت وهذا ليس صحيحاً.
أولاً: تسمية تمام سلام تمت بالتشاور بداية ونهاية بين رئيس الجمهورية وبين وليد بك، وكان تصرّفاً ذكياً من الإثنين بطرح إسم يُربك الجميع ويضع الجميع أمام صعوبة رفضه، هذا واقع، ومن يقول غير ذلك فهو لا يعرف ولا معه خبر، فلا نحن بدأنا بسميته، وأنا أتحدث هنا من موقع المسؤولية، ولا السعوديين هم من طرحوه، هم تبنوا تسمية فيها 124 نائب.

س- ولكن الـ124 ظهرت بعد ذلك؟
ج- هذا حصل في اليوم الثاني، ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، وعندما ذهب الى السعودية لم يُقابل أي مسؤول سعودي، لأنه عملياً السعودية لا تريد الدخول في الزواريب اللبنانية، ليسوا مُهيئين ولا وقت لديهم ولا يريدون التدخل باعتبارهم إنهم جهة.

س- لماذا طلب الوزير باسيل موعداً من السفير السعودي وذهب لمُلاقاته بعد ان كان هناك حملة على العربية السعودية؟
ج- هذا تصرّف دبلوماسي، وعادة الدبلوماسية السعودية ليست دبلوماسية مواجهة.

س- لكن الوزير باسيل طلب اللقاء؟
ج- ولكن هذا لا يعني ان السعودية تتحمل المسؤولية، والسعودية لديها الكثير من الأسباب لأن لا تستقبل الوزير باسيل، ولكن استقبلته باعتباره ممكن أن يصبح من العائلات المالكة، خاصة بعد الكتاب الذي أصدره عن نفسه باعتباره مُكتشف النفط، وهو من أنار الكهرباء، وهو من يُدرّس في الجامعات، وهو من السلالة التي تستطيع أن تفعل كل شيء، فعملياً السياسة السعودية قائمة على الإنفتاح وليس على المواجهة، ولكن القرار بتكليف تمام سلام وتسمية سلام وتشكيل حكومة هو قرار للبنانيين وليس للسعودية أي دور عميق فيه ولا جنس الوصاية ولا العلاقة.

س- ما هي خطتكم الأسبوع المقبل الجلسة العامة الساعة الحادية عشرة صباحاً في 15 أيار، ماذا سيفعل “تيار المستقبل”؟
ج- بداية كان المطران مطر زار الرئيس السنيورة وناقشه بضرورة إيجاد قانون مختلط باعتبار ان الستين مرفوض والأرثوذوكسي مرفوض، وهذا مسعى يقوم به البطريرك الراعي، خلال سفره يبدو انه كلّف عدّة مطارنة للإتصال بعدّة أطراف، ونحن ندعم ونُقدّر تقديراً عالياً الجهد الذي يقوم به البطريرك الراعي في هذا المجال، ولكن إذا لم نصل الى نتيجة واستمر القانون الأرثوذوكسي على جدول الأعمال فقط نحن لن نشارك في هذه الجلسة.

س- ستقاطعون؟
ج- سنقاطع ويُرجّح ان الحزب التقدمي أيضاً سيُقاطع.

س- يعني ستكون مقاطعة درزية- سنية تُفقد الجلسة ميثاقيتها؟
ج- نحن تيار عابر، نحن الغالبية سنية، ولكن معنا زملاء كثر من غير السُنة.

س- صحيح، ولكن أنا أتحدث بالنسبة للميثاقية التي يتحدث عنها الرئيس بري بالتحديد ويعتبر انه لا يمكن عقد جلسة غير ميثاقية؟
ج- لن تكون جلسة ميثاقية، ولن نوافق على مناقشة هذا المشروع لا من قريب ولا من بعيد.

س- ماذا لو بعض حلفائكم ساهموا في تأمين النصاب؟
ج- أنا لا أعتقد ان الأمور ستصل الى هنا، وباعتقادي من يؤمن النصاب لا يمكن أن يؤمن الميثاق. لذلك علينا الإتفاق على مسألة النصاب والميثاق، فمن جرّب مسألة النصاب بدون ميثاق في حكومة الرئيس ميقاتي رأينا ما هي النتيجة التي وصلنا إليها.

س- لكن عندما كان الرئيس بري يتحدث عن الحكومة البتراء مع خروج الوزراء الشيعة كان ردّ “المستقبل” آنذاك ان هذه حكومة ميثاقية لأن فيها مسلمين ومسيحيين؟
ج- هم خرجوا منها وليس لم يكونوا فيها.

س- لكن لم يتم تعيين بُدلاء؟
ج- لم يتم تعيين بُدلاء احتراماً للمراجع الشيعية، ليس لعدم وجود شيعة يقبلون، ولكن احتراماً لعدم تسمية المراجع الشيعية لوزرائها.

س- يعني هناك سابقة وحضرتكم كرستموها عبر الحكومة؟
ج- كلا هذه لا تُشبه بعضها، الحكومة شُكلّت بوزراء شيعة خرجوا ثم عادوا ثم خرجوا واستقالوا، وكان الموضوع يتعلق بالمحكمة الدولية، وهنا يختلف الأمر الذي يتعلق بقانون انتخابات يؤسس للحياة السياسية المقبلة في البلد، ونحن لن نحضر وسنُقاطع هذه الجلسة، وباعتقادي ان الكثيرين من الآن وحتى موعد الجلسة سيغيّرون رأيهم إن شاء الله، ونتمنى أن ينجح مسعى البطريرك الراعي والوصول الى قانون مختلط، لكن نحن بطبيعة الحال لا يمكن أن نذهب الى قانون عدا عن طبيعته الطائفية، هو يُقرر ان البلد شركة مساهمة، كل واحد يجب أن يحصل على أسهمه ويضعها في منزله وليس ان هذه شراكة وطنية، وليست شركة بل دولة وبلد ووطن الحديث فيه لا يتم على قاعدة الأسهم.

س- لكن هذا نظام المقاعد الطائفية؟
ج- المسألة ليست مقاعدهم، يتصرّفون تجاه الأمر على إنه أسهم، نحن لا نوافق على هذا المسار ولا على هذا التفكير، وأعتقد انه خطر على وحدة البلد وعلى طبيعة تكوينه وحتى على مستقبله، عندما يتحول الجميع الى حاملة أسهم كاملة واحد يحمل سهم إسلامي والآخر سهم مسيحي.

س- عمر بيروتي يسأل ما هو موقف “تيار المستقبل” من “القوات اللبنانية” وتبنيها للقانون الأرثوذوكسي؟ وايضاً كارول معلوف الزميلة تقول “القوات” و”الكتائب” يتهمون “تيار المستقبل” بالمراوغة لمدة سنتين في موضوع قانون الإنتخاب ما أدى الى قبولهم الأرثوذوكسي ما ردّكم؟
ج- أولاً لا أعرف أين تعبير المراوغة في السنتين الماضيتين، الموضوع كان يتعلق بمواجهة الحكومة الموجودة التي كانت فعلاً بتراء ولاغية سياسياً، أما لماذا لم يتم مناقشة قانون الإنتخاب منذ سنتين؟ أنا أقول إنه كانت هناك أولويات اخرى، أما موافقتهم على القانون الأرثوذوكسي فهي موضوع نقاش، وبصراحة هي موضوع نقاش غير إيجابي، لماذا اللف والدوران، نحن لم نوافق ولن نوافق وسنسعى كل جهدنا مع البطريرك الراعي ومع كل القوى ومع “الكتائب” ومع “القوات” أن نتفاهم على قانون منطقي وعاقل مختلط يُحقق أكبر كمية ممكنة من التمثيل الطائفي الذي يُريحهم، وبذات الوقت يؤكد على الشراكة الوطنية لكل المواطنين.

س- هل لديك شعور ان هناك تباعد بين مكونات “14 آذار” ويكبر يومياً أكثر وأكثر، وربما جلسة 15 أيار تكون سبباً إضافياً لهذا التباعد؟
ج- لكي أكون صريحاً أكيد يوجد جفاء، فالكل يتصرّف على، هذه كونفدرالية كل مجموعة تتصرّف فيها بحرية وحسب منطقها دون أن تأخذ بالإعتبار إمكانية التفاهم مع الآخر، لذلك أقول هناك جفاء شائع، ولكن الإتصال قائم، الهواتف شغالة والإجتماعات والموفدين ولا بد أن نصل الى شيء. فلماذا استعجال الأمور أو استعجال الشر كما يُقال؟

س- هل تؤيد مشروع الكتائب بتعديل الدستور وادخال الحياد مادة دستورية؟
ج- ابداً لا شيء يمنع ذلك ونحن داعمين وموقعين وملتزمين وداعيين لالتزام اعلان بعبدا ووسط الحرائق المتنقلة في المنطقة لبنان لا يمكن ان يكون إلا على الحياد.

س- هل هذا الحياد يشمل سوريا وشمل اسرائيل الصراع العربي-الإسرائيلي؟
ج- طبعاً يشمل سوريا اما الصراع العربي- الإسرائيلي تتحكم به القرارات الدولية فهناك اتفاقات منها اتفاق الهدنة بين لبنان واسرائيل والقرار 1701 وهناك مواضيع محدّدة.

س- لكن موضوع الحياد لا يتعلق بالإتفاقيات موضوع الحياد يعني بالتصويت اكان في الأمم المتحدة اذا كان هناك هيئة عامة في مجلس الأمكن هذه مسألة الحياد؟
ج- بالموضوع الإسرائيلي نحن لسنا على الحياد بالصراع العربي- الإسرائيلي، لكن انا أقول توجد قواعد تتحكم بالعلاقة بين البلدين الغير موجودة، ولكن توجد قواعد دولية سواء في مجلس الأمن الدولي وغيرها ولكن نحن اصلاً نلتزم بكل المواقف العربية في هذا المعنى.

س- اذا كان قانون الإنتخاب ما زال ضبابياً ولا قانون مختلط حتى اليوم توافقت عليه الأطراف، هل ستجري الإنتخابات؟
ج- نحن مصلحتنا ورغبتنا ان نسعى حتى آخر دقيقة للوصول الى تفاهم حول قانون انتخاب لأن عدم اجراء الإنتخابات وتأجيلها تأجيلاً غير تقني يعرّض لبنان الى فقدان مصداقيته الديمقراطية وحتى فقدانه لمصداقيته المالية اتجاه المجتمع الدولي وتصنيفه الاهتمامي سيختلف وطريقة النظرة اليه ستختلف هذه مسألة ليست بسيطة.

س- ولكن لبنان على مدى تاريخه اعجوبة اقتصادية؟
ج- انا اتحدث عن الإئتمان وبتصنيفه الإئتماني لأنه اذا لم يكن مجلس النواب موجوداً في لبنان فكيف يمكن ان يلتزم بدفع ديونه والتزاماته المالية الدولية.

س- تمدّدون للمجلس؟
ج- نحن ضد التمديد بالمبدأ واقول نحن نسعى وسنظل نسعى الى آخر دقيقة للوصول إلى قانون انتخابات مع تأجيل تقني لأن من غير المنطق القول بأن الانتخابات ستجري في حزيران أياً كان القانون وسيحصل تأجيل تقني يسمح بترتيب الاوراق ولأن تقوم وزارة الداخلية بعملها ولكن نحن سنسعى وأعتقد أن هناك الكثير من القوى السياسية قادرة على أن تعمل سويّة من 8 ومن 14 آذار للوصول الى قانون إنتخابات يحقق إجراء هذه الانتخابات

س- ألا تعتقد أنه لو ” بدها تشتي غيّمت ” يعني كنتم وصلتم إلى قانون”؟
ج – موضوع قانون الانتخابات معقّد دائماً يعني في كل تاريخ لبنان كانت دائماّ قوانين الانتخاب تأخذ جدلاً ومشاكل لأن الطبقة السياسية اعتادت منذ العام 1992 عدنا الى اجراء الانتخابات اعتادت هذه الطبقة السياسية ان تصل الى قانون انتخاب اما في اللحظة الاخيرة اما بالوصاية السورية التي كانت موجودة وبالتالي هذا ما اوصلنا الى نتيجة من هذا النوع ولكن هناك قوى سياسية الآن من 8 و14 آذار جدية في اندفاعها ورغبتها واصرارها على اجراء الانتخابات .

س- منطقياً وكما تقول ان الانتخابات لن تجري في حزيران ما هو مصير تكليف الرئيس تمام سلام في هذه الحالة الذي اتى لتنظيم الانتخابات كما يكرر هو ؟
ج- قواعد تكليف الاستاذ تمام هي تشكيل حكومة انتخابات فاذا حصل تاجيل تقني يمكن ان يشكل حكومة انتخابات ويماشي المرحلة التقنية او التأجيل التقني الى حيث اجراء الانتخابات اما إذا لم تحصل الانتخابات ولم يتم وضع قانون وحصلت مشكلة اكبر فبطبيعة الحال تمام سلام لا يستطيع الاستمرار وبالتفرّج على الشروط السياسية التي توضع عليه .
لا يستطيع تشكيل حكومة ولا يمكن ان يبقى يتفرّج وبطبيعة الحال سيجد ان قواعد التكليف لم تعد موجودة ويعتذر ويقول للشعب اللبناني وهو اعلن ذلك اسباب اعتذاره ومن عرقل التشكيل .

س- أنت تتكهن أنه قد يعتذر أم عندك معلومات ؟
ج- حتى رئيس الجمهورية في حديث لصحيفة لبنانية الاسبوع الماضي قال أنه قد يعاد تكليفه ولكن بطبيعة الحال إذا انتفت المهمة فهو سيعتذر وهذا امر منطقي وهو رجل مبدئي وليس من السياسيين الذين يدورون ويلفون هو صحيح تصالحي ولكنه مبدئي في نفس الوقت وهو يعرف ماهي القواعد التي كلّف على اساسها وهو يتصرّف بكل مسؤولية وصدق تجاه هذه القواعد .

س- إذا منذ الآن وحتى 19 أيار لم يستطع تشكيل حكومة هل يعتذر في هذه الحالة ؟
ج- اذا كان هناك إستحالة التفاهم على قانون انتخابات بطبيعة الحال هل يمكن ان يشكل حكومة استحالة التفاهم هذا غير ممكن فاذا كان هناك استحالة تفاهم على قانون انتخاب هذا يعني ان من يقاتل في سوريا قرر بانه لا حكومة ولا انتخابات وسيعطّل العملية الداخلية وهذا جزء من المواجهة أيضاً.

س- يعني في هذه الحالة نصبح لا انتخابات وحكومة تصريف اعمال تستمر في تصريف الاعمال ويدخل البلد في فراغ؟
ج- لكن المسار الديمقراطي لا يتوقف نعود الى المشاورات ويتم تكليف رئيس حكومة وفق قواعد محدّدة ويتصرّف على اساسها وهناك حديث لرئيس الجمهورية انه قد يعاد تكليف تمام سلام نفسه ولكن المشكلة ليست معنا المشكلة أن هناك صراع شديد حول المسار السياسي في البلد بشار الاسد ماذا قال في لقائه مع القوى الوطنية والديموقراطية اللبنانية التي ذهبت وقابلته هو تحدث عن اعتراض سياسة النأي بالنفس هو يريد سياسة انغماس لبناني بدعم النظام السوري يريد لكل اللبنانيين ان يلتحقوا بقوى حزب الله لدعم النظام السوري فكيف يمكن تشكيل حكومة وفقاً لهذه القاعدة والمسعى الوحيد المستطاع هو تجميع قوى سياسية تكون قادرة على الانقلاب على هذا الواقع واقرار قانون انتخابات يوصل اللبنانيين لاستمرار حياتهم البرلمانية رغم كل ما يقوم به النظام السوري ورغم كل ما تريده السياسة الايرانية ورغم كل مايُلزم به حزب الله من هاتين السياستين المخربتين للبنان ولسوريا وللعالم العربي .

س- هناك الكثير من تعليقات المشاهدين الذين يطلبون مني تمثيل رأي الطرف الآخر ويسألك ربيع القاضي ما ر|أيك بارساله مجاهدين من قبل شيوخ سُنة من لبنان الى سوريا ؟
ج- نحن قلنا عشرات المرات هذا الكلام لايجوز انا ذهبت وتحدثت من قلب صيدا بان هذه المظلومية اللبنانية – السورية السنية لا نحتاجها ولا الشعب السوري يحتاجها مع احترامي ومحبتي وتقديري للشيخ سالم الرافعي ولكلامه ولصدقه ولمبدئيته انا لا اوافقه على الاطلاق من ان الشعب السوري يحتاج الى مقاتلين وبان الثورة السورية يجب دعمها بالسلاح والمقاتلين من لبنان هذا يعرّض لبنان ويعرّض سوريا ويعرّض الثورة السورية ويضع اللبنانيين في لعبة دم سورية لايقدرون عليها لا في الحاضر ولا في المستقبل .

ردا على سؤال:
ج- انا قرأت البيان الذي صدر عن اللقاء او بيان ما سمي بجنيف هو يقول محاور يتحدث عن النظام بان يكون هناك محاور مفوّض وفعلي ليس شكليا والسلطة بيد بشار الاسد وهو الذي يقرر هو عليه اعطاء تفويض هل هذا الأمر وارد انا لا اعتقد أنه وارد ولكن الشاطر من يرفض قبل الآخر .

س- يسألك قاسم يوسف الا تعتقد أن حزب الله يعيش ازمة وجودية تقتضي تفهم هواجسه والتعامل معه على اساس عقلاني عبر منحه الثلث المعطل؟
ج- انا لا اريد لجمهور حزب الله الا ان يكون مرتاح وآمن ومستقر ومحب ولبناني وملتزم بما يريده دينياً انا لا خلاف ديني لي معه أنا اتحدث عن الموقف السياسي لايمكن ان يصيبه ضرر ولا يصيبني ولا يمكن ان يصيبني ضرر ولا يصيبه نحن شعب واحد في دولة واحدة مهما بالغنا بالكلام ولكن هناك مواقف سياسية عندما تصل الى الدم ولا يمكن ان ترفع الصوت هذا لا يعني ان هذه هواجس مشروعة الهواجس مشروعة كيف يمكن ان تحفظ امني وأمنه استقراري واستقراره حياتي وحياته وليس اني اريد ان اتفرج عليه ، يؤخذ بسبب سياسة ايرانية او اقليمية على الدم السوري وان اتفهم ان هذا أمر طبيعي هذا أمر غير طبيعي وهذا يخرب حياته وحياتي وليس حياته فقط او حياتي فقط.

س- لماذا هناك انطباع عند الناس بانكم تعط\ون اسباب تخفيفية عندما تريدون بالسياسة لاطراف معينة واطراف اخرى تهاجمونها؟
ج- نحن لا نعطي اسباب تخفيفية والرئيس بري لم يعلن مشاركة قواته ورغبته بدعم النظام السوري منذ سنين ونصف حتى اليوم لم يصدر عنه اي كلمة فيها اي دعم للنظام السوري او بمواجهة الشعب السوري كل كلامه عاقل وموزون منذ اللحظة التي بدأت فيها الثورة السورية والآن اعود واناشده لأني اعرف ان كلامه يؤثر ويحقق تفاهم وطني حول عنوان خطير من هذا النوع بدل ان يكون كلاما اما معارضا مرفوضا واما شخص يعتبرونه خارج جمهور حزب الله وخارج سياسة حزب الله .

س- حتى لو لم يُلب مناشدتك ولم يعلن موقف على كيفك من المسالة السورية ؟
ج- انا انتظر منه دائماً الخير ولا انتظر منه مثلك انه لن يفعل واعتقد ان هذه مسؤولية لن يتخلى عنها الرئيس بري ؟

س- حتى لو وقف الرئيس بري وقال ان القتال الى جانب النظام السوري اليوم ضروري وشرعي هل سيبقى هذا موقفك من الرئيس بري ؟
ج- سيكون موقفي منه مماثل لموقفي من قتال حزب الله في سوريا ومن سياستهم في هذا المجال .

س- ماهي المدة التي تراها بعد لكي تنتهي الازمة السورية او للنظام لأن يسقطوا وانت اسقطته مرات عديدة ؟
ج- ما زال رأيي هو أنه يستطيع ان يقتل ولا يستطيع ان يحكم النظام هو الذي يستطيع ان يحكم وليس من يقتل هذا النظام لا يعرف الا ان يقتل منذ اللحظة الاولى قلت لك ذلك في هذا المكان ان هذا النظام لن يحكم سيقتل ويستمر بالقتل وهو يعتقد انه يحسّن شروط التفاوض بينما ماهو واضح ان شروط التفاوض لا تتحسن وعلى كل حال هي لم تتحسن لان المعارضة لا تتحسن وان تشقق المعارضة يجعل من الصعب على اي طرف الاعتقاد بانه يستطيع تامين ظروف افضل لها للتفاوض ولكن هذا شعب عظيم مستمر في القتال رغم كل شيء سيبقى يدافع عن نفسه وعن حريته وعن كرامته وعن عدالته ويدفع الدم ولا يمكن الا ان نقف ونتمنى ان ينتصر ويربح ويحقق ما يريد الا نكون نسير بالمنطق الذي يقول ان هناك 18 مليون في سوريا تكفيريين وارهابيين وهناك خمسة ملايين نظاميين وهذا مخالف لكل منطق وكل عقل .