“انترفيوز” – النظام السوري مسؤول عن تفجيرات طرابلس والضاحية

مقابلات تلفزيونية 04 سبتمبر 2013 0


س- المفارقة اليوم ان أصحاب العمل أضربوا اليوم في لبنان طلباً لتشكيل حكومة، وهذا مطلب دائم لكم؟
ج- هذا ليس مطلباً لنا، هذا مطلب كل اللبنانيين، وأصلاً الهيئات الإقتصادية تُمثل كل اللبنانيين لأنها تضم كل الإتجاهات وكل الطوائف، والرئيس عدنان القصار والرئيس محمد شقير وغيرهما لهم دور كبير ومسؤول في تقدير العواقب والمخاطر التي يتعرض لها البلد بالمعنى الإقتصادي.
لو رجعنا الى الوراء منذ العام 2005 وما بعد ذلك، كل التعطيل الذي وقع وإقفال البلد راكم وراكم حتى وصلنا ان هناك أرقام جدّية وتقديرات جدّية تقول ان نسبة النمو في الـ2013 ناقص واحد. بعدما كنا 6 أو 7 أو 9 في سنوات سابقة، وبالتالي هذا تصرّف مسؤول من قبل جمعية تجار بيروت ومن غرفة التجارة ومن الرئيس القصار ومن كل الشباب المعنيين بهذا الأمر.

س- أيضاً رئيس الجمهورية يقول إنه بانتظار حكومة جامعة عاجلة يُقدّمها الرئيس المكلّف تمام سلام لكي يوقّع عليها؟
ج- المقارنة هنا مختلفة بالموضوع الإقتصادي، الإخوان الموجودين في الهيئات الإقتصادية لديهم صورة واضحة تماماً الى أين تسير الأمور في البلد، وعندهم مخاوف جدّية ليس على مصالحهم بل على مصالح كل اللبنانيين، فماذا يعني التحقيق لـ8 ساعات أو 12 ساعة مع دبلوماسي سعودي أو دبلوماسي كويتي على طريق المطار؟ أو مع لبنانيين أتوا من طرابلس لاستقبال أهلهم أو ربما مع لبنانيين أتوا من الخارج لزيارة أهلهم في لبنان، ماذا يُسبّب هذا الأمر؟ يتسبب بمزيد من الرعب والمزيد من التهديد والمزيد من وضع لبنان في حجر سياسي يؤدي الى خراب اقتصادي.
س- لكن أنتم جزء من هذا الخراب لسبب بسيط وهو ان الرئيس المُكلّف طرح صيغة 8+8+8 البعض يرى ان رئيس الحكومة هز جزء من “14 آذار” وبالتالي عندكم ثلث معطّل وأكثر فلماذا تمنعون “8 آذار” من أن بكون لها ما تملكونه في الحكومة وليس أكثر؟
ج- قبل أن نصل الى مقولة الثلث المعطّل موجود عندنا أو غير موجود السؤال ماذا يُحقق للبلد وماذا حقق الثلث المعطّل للبلد؟ الثلث المعطّل أقال سعد الحريري من الحكومة، هذا الفضل الوحيد الذي استطاع فعله منذ اتفاق الدوحة حتى اليوم وفيه مخالفة لكل ما جرى الإتفاق عليه في اتفاق الدوحة.

س- يعني يعطي شراكة حقيقية في الحكومة؟
ج- الشراكة لا تكون بالتعطيل، الشراكة تكون بالبناء وبالإتفاق وبالنقاش وتكون بالحوار، التعطيل لا يؤدي الى شراكة.

س- لنُسميه الثلث الضامن؟
ج- ضامن لمن؟ من له الحق بضمانة أكثر من غيره؟.

س- أنتم عندكم الضمانة؟
ج- كلا، نحن ليس عندنا ضمانة والرئيس المكلّف سبق وقال إنه إذا استقال وزراء “8 آذار” سيستقيل، يعني لا يمكن إعطاء أكثر مما أعطاه في هذا المعنى، لذلك موضوع الثلث المعطّل ليس وارداً، أنتِ قلتِ في المُقدّمة بأننا وافقنا على حكومة من 8+8+8 .

س- الأهم من ذلك والأهم من كل شيء، كلامك حرفياً في 8/5/2013 في هذا البرنامج تقول: “لن نشارك في أي حكومة يشارك فيها “حزب الله” قبل انسحابه من سوريا وتلاوة فعل الندامة عن تلويث أيديهم بدم الشعب السوري”، اليوم كل الأجواء العكس إنكم وافقتم على مشاركة “حزب الله” والطرح أصبح في مكان آخر؟
ج- هل لديك تصريح من أي أحد بالموافقة؟,

س- هذا الجو موجود في كل الصحف ولم ينفه أحد، ورئيس الجمهورية قال حكومة جامعة فيها “حزب الله” وكرر هذا الكلام أمام السفراء ولم يعترض أحد؟
ج- نحن أولاً لم نقل لا احتراماً لرئيس الجمهورية، ولكن رئيس الجمهورية يقول إنه يريد تشكيل حكومة دون العودة الى أي من الأطراف، بالتالي من غير المطلوب موافقتنا المسبقة على أي صيغة من الصيغ التي يُفترض ان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يتفقان عليها لتشكيل حكومة.

س- لكن ألا ترفضون الجلوس على الطاولة مع “حزب الله”؟
ج الجلوس على الطاولة في مجلس الوزراء أم على طاولة الحوار؟ هناك موضوعان مطروحان في البلد الآن هناك جدل كي لا أقول خلاف حول أولوية الحوار على الحكومة أو الحكومة على الحوار.
رئيس الجمهورية قال انه سيدعو الى الحوار بعد الحكومة، وهناك رأي آخر يقول ان الحوار يجب أن يكون قبل الحكومة، وهذا ما طرحه الرئيس بري، وهناك آراء داخل “14 آذار” أيضاً فيها اجتهادات بعضها لصالح الحوار كأولوية وبعضها لصالح الحكومة كأولوية، لذلك نحن لم يصدر عنا رسمياً حتى الآن ومن كل قوى “14 آذار” بشكل واضح وصريح الموافقة على المشاركة في أي حكومة بما فيها الخطاب الأخير للرئيس الحريري الذي قال فيه “اننا كلنا خارج الحكومة”، ولم يصدر أي كلام عن “كتلة المستقبل” ولا عن أي من حلفائها أو في أي من بياناتها يعطي موافقة مُسبقة على أي صيغة من صيغ تشكيل الحكومة، هناك أجواء نعم، أجواء تستند الى كلام الرئيس بري واجواء تستند لكلام رئيس الجمهورية.

س- هناك أجواء تستند على فيتو سعودي كان موجوداً على مشاركة “حزب الله” ورُفع مؤخراً، وهذا الجو الذي عاد به موفد وليد بك جنبلاط من السعودية؟
ج- لقد قرأت ذلك، ولكن آخر هم الآن بالأولويات عند السعوديين هو الموضوع اللبناني والحكومة وشكل الحكومة ومن يشارك فيها، انتِ تقولين ان وليد بك سمع من السعوديين موافقة على مشاركة “حزب الله”.

س- هذه اجواء الصحف بأن هناك عدم ممانعة وقبل ذلك كان هناك فيتو لإشراك الحزب في الحكومة والأن لم يعد موجوداً؟
ج- لم يصدر عن السعوديين على حد علمي وعلى حد ما سمعت منهم أي فيتو مباشر أو أي موافقة مُسبقة مباشرة على إشراك أو عدم إشراك “حزب الله” في الحكومة.

س- إذاً من وراء هذا الكلام الذي حضرتك قلته في حلقة، وأكثر شخص عبّر عنه حضرتك، ولكن من بعدك أكثر من شخص كرر هذا الكلام وقال لن نجلس مع “حزب الله” على طاولة واحدة قبل الإنسحاب من سوريا؟
ج- أنا قلت هذا الكلام لأن هذه قناعتني، ولم أقل هذا الكلام لأني أُمثّل جهة سعودية.

س- أنت تحدثت بنون الجماعة، قلت لن نشارك؟
ج- أنا أتكلم كموقف سياسي، أنتِ تنتقلين من السعوديين الى “المستقبل” إذا كنتِ تقصدين “المستقبل” الرئيس الحريري كان واضحاً قال “إننا كلنا في خارج الحكومة لأنه إذا حضر الموضوع السوري على الطاولة فهذا يُخلق اشتباك كبير، يعني أنا استعملت تعبير حاد بينما الرئيس الحريري استعمل تعبيراً ألطف بالوصف، والقول ضرورة تشكيل حكومة من غير أو ما يمكن تسميته من غير الملتزمين حزبياً من كل الأطراف، وبتقديري ان هذا الموقف لم يتغيّر، لأن التغيير الحقيقي ان وليد بك مازال يعتقد وطرح على السعوديين وعلى غير السعوديين تشكيل حكومة مع ثلث معطّل لـ”حزب الله” لأن المرحلة تفترض وغيره من الكلام في هذا المعنى.

س- ليس مشاركة بل مع ثلث معطّل هل اقنع الأطراف التي تحدث معها بذلك؟
ج- واضح انه لم يُقنع أحد، وإلا كانت تشكّلت الحكومة، هو له وجهة نظر تستند الى المخاطر التي تعيشها البلد، ولكن ليس بالضرورة تكون نفس القناعة عند كل الناس، ولكن بمعنى إنه لم يُغيّر موقفه في هذا الموضوع، هناك الكثير من التشويش حول هذا الموضوع.
رئيس الجمهورية أو الرئيس المكلّف أو التيار الوطني الحر أو كل الجهات السياسية لم تستطع التفاهم على صيغة واحدة بمفهوم تشكيل الحكومة أو معايير تشكيل الحكومة، رئيس الجمهورية في كل محاولاته لتشكيل الحكومة وهي محاولات صادقة ونابعة من حرصه على عدم حصول فراغ في أي مرحلة من المراحل المقبلة، ووجوب حكومة فعالة تعمل، يريد موافقة مُسبقة لحصول هذه الحكومة على أكثرية التصويت داخل مجلس النواب، يعني الثقة والتي لا تُحققها سوى مشاركة كتلة جبهة النضال برئاسة وليد بك ولن يحصل على موافقة مُسبقة.
الرئيس تمام سلام يريد موافقة مُسبقة أيضاُ على شكل الحكومة، يعني موافقة مُسبقة من وليد بك أو رضا أو شيء من الرضا من الرئيس بري على شكل الحكومة، وشيء من الموافقة على شكل الحكومة مُسبقاً أيضا لـ”كتلة المستقبل” وهو لن يحصل على أي منها.

س- تقول لن يحصل على موافقة لا منكم ولا من وليد بك ولا من الرئيس بري، يعني كأتك تقول للرئيس سلام شكّل ولكن نحن نؤمن هذه الثقة لو لم نوافق على الشكل مُسبقاً؟
ج- أولاً لا يمكن أن نوافق مُسبقاً، يجب أن نعرف شكل الحكومة وبعدها نُقرر إعطاءها الثقة أم لا.
ولكن أنا أقول لن يحصل على موافقة مُسبقة لأن طبيعة الأزمة وطبيعة الصراع وطبيعة المشكل الذي يكبر أكثر وأكثر في لبنان وأكبر وأكبر وأكبر في سوريا لا يمكن أن يؤدي الى حصول موافقة مُسبقة من أي طرف سياسي، على أي شكل من أشكال الحكومة، المشكلة ان كل الطرق التقليدية لتشكيل حكومة في لبنان لم تعد نافعة ولا قادرة ولا فعالة لتشكيل الحكومة، المجال الوحيد الذي كان مُتاحاً مرّت فرصة أو أكثر أو فرصتين كان بالإمكان تشكيل الحكومة بالإتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة حيث سينزعج الكثيرين في بادىء الأمر، وفي النهاية الكثيرين سيقبلون وما دون ذلك لن تُشكّل حكومة في لبنان، إذا كنا ننتظر أن يُصبح لبنان أولوية بالإهتمام السعودي وتُصبح عندنا موافقة مُسبقة من أكثرية لا تكتمل إلا بوليد بك ونوابه وتُلزم مُسبقا الرئيس الحريري بشكل من أشكال الحكومة أو التيار الوطني الحر بالحقائب التي عنده فيها مشكلة، هذا لن يحصل.

س- لكن أنتم في صيغة 8+8+8 لن تُعطلوا الثقة ويبدو ان كلامك فيه تراجع عن موقفك المعروف؟
ج- أولاً أنتِ تتحدثين عن وجود 8+8+8 أنا أقول هذه الصيغة غير موجودة.

س- لنفترض ان هناك 8+8+8 ؟
ج- لن أُجيب على سؤال افتراضي.

س- ولكن هذا الموجود وما أطرحه ليس افتراضياً؟
ج- هذا افتراضي ولو كان موجودا وسيحصل فأين هو؟ لماذا لم يُعلن؟

س- لم يُعلن لأنه حتى اليوم هناك طرف أساسي في البلد يرفض إنه لا يكون له الثلث المعطّل أو الضامن في الحكومة وهو “حزب الله” وحلفائه؟
ج- وسيبقى هذا موقفه.

س- إذا كان هذا الطرف معروف موقفه ولن يقبل بدون الثلث المعطّل يبقى موقفكم غير واضح؟ لماذا لا تعطوا هذا الطرف الثلث لكي تُخففوا من أضراركم وخسائركم لأن هذه الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي لو كانت تصريف أعمال تفعل كل ما تريد وأنتم في الخارج، وبالتالي يقبلون ان يأخذوا 9 وزراء وتأخذوا انتم وحلفائكم كل الباقي، ويبدو رئيس الجمهورية ووليد بك اقرب لكم وتمام سلام جزء منكم، لماذا لا تقبلون بهذا معادلة، أي 15-9؟
ج- المسألة ليست عددية، فالسياسة ليست بالعدد، الثلث الضامن كما تُسميه وأنا أُسميه ثلث معطّل هذا ليس له من مهمة سوى تعطيل البلد، وليس مهمة بناء البلد، وهذا عنده تجربتين في حكومتين سابقتين، ماذا حقق فيهما بعد الدوحة؟ ماذا تحقق في الحكومتين؟.

س- حقق نمو 9 بالمئة؟
ج- هذا كان بقوة الدفع السابقة التي استمرت وليس بالجهد الذي بُذل بعد اتفاق الدوحة، والجهد المبذول بعد اتفاق الدوحة بالكاد حافظ على الموجود بدون تحقيق أي إضافات عليه، ولكن هذا مهمته تعطيل البلد من أولها الى آخرها.
أنتِ استعملت تعبير لماذا لا تُعطيه؟ أولاً أنا لا أريد أن أُعطيه ولا أريده أن يعطيني وبالنتيجة أنا لا اريد.

س- أنت أخذت بطريقة مُقنعة؟
ج- كلا، أنا لا أتفق معكِ، وقد قلت ان الرئيس المكلّف أعلن انه مستعد للإستقالة مع وزراء “8 آذار” إذا استقالوا فكيف يمكن أن نقول انه مُلتزم بـ”14 آذار” هذا غير صحيح، ورئيس الجمهورية موقفه متوازن وليس التهور لصالح هذه الجهة أو تلك بالمسائل الداخلية، موقف الرئيس موقف متوازن ومنطقي وعاقل، وبالتالي وليد بك أثبت حتى اليوم التزامه بما يعتقد هو انه ضمانة للأمن في البلد أن يكون عندهم أولوية أو أفضلية بالثلث المعطّل، وبالتالي هذه المجموعة التي قلتِ انها تُحسب بحركتها على “14 آذار” هذا غير صحيح، هذا الثلث هو ثلث معطّل للبلد، نحن لن نقول نقبل أو نرفض لأن موضوع الثلث المعطّل غير وارد على الإطلاق وموضوع الشعب والجيش والمقاومة أيضاً كنص في البيان الوزاري بالنسبة لنا غير وارد على الإطلاق، ورئيس الجمهورية أعلن بأنه أبلغ كل الأطراف بأنه لا يقبل بالثلث المعطّل ويعتبر إعلان بعبدا هو العنوان الرئيسي للبيان الوزاري، وبالتالي كل هذه الأجواء المرمية في الصحف هي أشياء ليست أكيدة ولا صلبة، بمعنى ان هذه الجهة وافقت وهذه الجهة رفضت، أيضاً صدرت أجواء منذ أيام بأن “حزب الله” وافق على حكومة من دون ثلث معطّل واحتمال مناقشة نص البيان الوزاري، وهذا صدر بعدما زار الحاج محمد رعد رئيس الجمهورية في بيت الدين، ولكن بالأمس صدر في الصحف جو مُخالف تماماً بأنهم يريدون الثلث المعطّل وشعب وجيش ومقاومة ونقطة على السطر، وبالتالي ما تبنين عليه ليس صلباً ويتغيّر كل يوم.

س- الى متى يبقى الرئيس تمام سلام مُكلّفاً؟
ج- البلد كله في مأزق لا يمكن لأحد أن يدّعي انه ليس في مأزق أو يدّعي انه يُحقق أرباح، كل الناس تخسر وكل مواطن الآن عنده مشكلة بوضعه الإقتصادي وبوضعه الأمني، فكيف يمكن أن يكون هناك أحد يربح من خسارة كل الناس، لا أحد يربح، كل اللبنانيين الآن في وضع متأزم، وتكليف تمام سلام هو جزء من الازمة الآن ولم يعد جزءً من الحل، بدأ باعتباره انه جزء من الحل وانتهى بسبب الظروف الإقليمية وبسبب الكبائر الحاصلة في المنطقة وفي العالم حول الجرائم التي وقعت وتقع كل يوم في سوريا انتهت بأنه صارت جزءً من الأزمة، حيث يحاول هو ورئيس الجمهورية معالجتها.

س- الى متى؟ أين الخط الأحمر؟
ج- برأيي الشخصي كلاهما لن يُشكّل حكومة بالطرق التقليدية، وبالعودة الى كل الأطراف هذا لن يحصل إذا لم يخرجوا بمغامرة وطنية مختلفة، مقاييسها مختلفة، أوجهها مختلفة، وقدرتها على تجاوز كل الأطراف، أكرر كل الأطراف لتشكيل حكومة لن يُشكلا حكومة.

س- يعني أنت تدعوهما الى تشكيل حكومة من دون العودة الى أي طرف؟
ج- أنا لا أدعوهما إنما هما يقولان نريد أن نفعل كذا.

س- أنت تقول مُفترض أن يفعلوا ذلك؟
ج- أنا أقول ان هذه الطريقة الوحيدة لتشكيل حكومة، غير ذلك لن تُشكّل حكومة.

س- لكن تقول البلد مُعطّل ومشلول وهذا صحيح، ولكن يمكن أن تساهموا في إزالة هذا التعطيل بتخفيف الشروط على الرئيس المكلّف؟
ج- نحن ليس لدينا أي شرط، والرئيس الحريري عبّر عن رأينا جميعاً بالقول في خطابه بشكل واضح نحن كلنا خارج الحكومة لكي لا تنفجر الحكومة منذ أول اجتماع.

س- ومن أين نأتي بالناس؟
ج- البلد مليء بالكفاءات والمعرفة والإختصاص.

س- لكن كل هؤلاء أليسوا مُسيسين أو منحازين لاي طرف؟
ج- هناك فرق بين من يكون مُسيّساً وبين من يكون ملتزماً .

س- ممكن أن يكون غير حزبي ولكنه يُفضّل طرف على طرف آخر؟
ج- لا شيء يتقدّم على وطنيته، ولا شيء يتقدم على الصح والخطأ عنده.

س- هل يمكن أن نُسمّي أنا وأنتِ ثلاثة أشخاص؟
ج- للحقيقة هناك عشرات الأسماء نُشرت في الصحف ولم تكن غريبة، ولكن ليس هنا المكان المناسب لتسمية وزراء، لقد تمت تسمية الكثيرين، ولكن لا أريد إحراج أحد، ولكن هناك ناس من كل الطوائف وكل الجهات وكل الأهواء، ولكن ليس لديهم أي التزام حزبي والآن يبدو هذا إنه خارج سياق البحث، ولكن ما هو سياق البحث؟.
رجعنا الى حيث بدأنا منذ اليوم الأول، ثلث معطّل وثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، يعني ما بدّك تشكّل حكومة هذا بكل بساطة، أنت لا تريد تشكيل حكومة، تريد المحافظة على الوضع الحالي كما هو الى أن تظهر المتغيرات في المنطقة بعد الحدث الكبير الذي ينتظره الجميع في كل مكان وهو الضربة الأميركية.

س- أو لكي يتعب الجميع وإعادة الحياة لحكومة الرئيس ميقاتي وأن يحصل ضغط لإعادة التئام هذه الحكومة للمصلحة اللبنانية العليا؟
ج- نحن أبلغنا جميع الجهات بما فيهم رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال وكل الناس المعنيين بأن هذا الأمر غير وارد ومُخالف للدستور ولا يجوز التفكير فيه حتى.

س- مروان العلي يسألك: لماذا يستمر النائب نهاد المشنوق بمحاباة الرئيس نبيه بري وهو يعلم تمام العلم انه يمثل خطراً على الوطن مثل خطر السيد حسن نصرالله؟
ج- فليسمح لي الأستاذ مروان بالإجتهاد واختلف معه يجب أن يكون هناك تعدّد بالآراء، أنا لا أعتقد ان الرئيس بري يُمثل خطراً على الوطن، بالعكس هو جزء من صمام الأمان في البلد.

س- حضرتك ناشدت الرئيس بري من هنا من هذا البرنامج أن يعطي رأيه من الأحداث في سوريا؟
ج- هل قرأت مبادرته؟.

س- لكنه لم يخرج عن الإجماع الشيعي حتى في المبادرة التي قرأتها؟
ج- الرئيس بري هو السياسي الوحيد من فريق “8 آذار” الوحيد الذي استعمل تعبير وسائل إخراج التدخلات اللبنانية في المسألة السورية هو الوحيد، ولم يطرح غيره أحد السؤال حول مشروعية أو عدم مشروعية التدخل العسكري لـ”حزب الله” في سوريا ضد الشعب السوري ولو بصياغة لائقة غير الرئيس بري.

س- هناك أيضاً كلام عوني أكثر من تعبير عوني؟
ج- لكي أكون واضحاً ليس من الجنرال، أنا أقول كلاماً دقيقاً لم يطرح الجنرال مبادرة ولم يُعلن رفضه أولاً، وثانياً لم يطرح مبادرة بأن تعالوا نجلس نناقش هذا الموضوع باعتبار إننا نرفضه، ربما تكون معلوماتي عن كلام الجنرال ليست دقيقة، ولكن هذه المبادرة موجودة، أمامي مبادرة الرئيس بري تنقسم الى قسمين قسم إجرائي يعني شكل وبيان الحكومة.

س- بالنهاية إجراء دستوري؟
ج- طاولة الحوار ليست مكانا لبحث لا شكل ولا بيان الحكومة، ثانياً هي ليست مكاناً تُبحث فيه تطويع خمسة آلاف عسكري لنشرها على الحدود، وليس المكان لحوار حول قانون الإنتخاب، هذه مكانها ليست طاولة الحوار ولكن هناك جانب آخر من المبادرة هو جانب وطني المتعلق بالسلاح وبالإستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان وبوسائل إخراج التدخلات اللبنانية في المسألة السورية.
أنا أعتبر ان هذه جرأة كبيرة منه وإنه يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار وليس من الضروري ان تأخذ المبادرة كما هي، ولكن أيضاً لن نرفضها كلها، هذا بكل بساطة، وعلى كل حال، أعود وأقول نحن في “14 آذار” حتى داخل “المستقبل” هناك أكثر من رأي في هذا الموضوع، وليس رأيي هو السائد ولا رأي غيري هو السائد، هناك نقاش حول هذا الموضوع وهناك قراءة تُناسب الأخ مروان علي وهناك قراءة تُناسب قناعتي.

س- حضرتك معجب بالمسألة السورية؟
ج- هذه مسألة استراتيجية بتكوين البلد الآن، الرئيس بري قال لـ”الشراع” ان التدخل العسكري اللبناني في سوريا مثل عصفور يحط على ظهر فيل، بمعنى ماذا يؤثر فيه مهما كان حجمه ومهما كانت قوته لن يؤثر بالفيل ولا أعتقد انه كان يقصد 30 شخص من طرابلس أو من الشمال الذي من الممكن إنهم يشاركون بل يقصد آلاف المقاتلين ل،”حزب الله” الذين يعتبرهم انهم عصفور يقف على ظهر فيل. أنا لا يمكن أن أتجاهل هذا الواقع ولا يمكن لي إلا أن اعترف فيه كقاعدة للحوار.

س- حضرتك تعطف كلامه عن العصفور والفيل الذي هو كلام يُخفف من وطأة هذه المشاركة، وبالتالي ليس رفضاً ولا استهجاناً؟
ج- أنا لم أقل رفضاً، أنا قلت لا يؤثر، وأنا قلت في البداية ان هذا تعبير لائق ودبلوماسي.

س- ولكن بالمبادرة ربما يريد ان يجتمع على هذه الطاولة لإقناعكم بصوابية خيار “حزب الله” بالدخول والدفاع؟
ج- كل من يعرفه ويعرفه كل عاقل، يعرف ان هذه المسألة ليست فيها صوابية، لأنه لو وجد فيها صوابية كان دافع عنها، هو لم يأتِ على سيرتها ولا مرة.

س- هل يُعقل أن يخرج بهكذا مبادرة دون التنسيق مع الحزب، خاصة في النقطة السورية؟
ج- هم لا يقبلون بالمناقشة، هم يعتبرون أنفسهم يدافعون عن لبنان، فكيف يمكن أن يقبلوا بمناقشتكم بهذا الموضوع وينتظرون التاريخ لكي ينصفهم والشعب اللبناني لا يهمهم، بل يهمهم التاريخ لكي ينصفهم.

س- لكن الرئيس بري يُفترض انه حليف ويحترمونه ويحترمون موقعه، الا يستمعون إليه في هذه النقطة؟
ج- أعتقد ان ما ورد هنا ليس مُنسّقاً مع أحد، هذا اعتقاد ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً، ولكن أنا لا أقول انه لا يُنسّق مع “حزب الله” وإنه ليس حليفهم السياسي، لكن أنا أقول هناك عنوان رئيسي يتسبب بمشكل كبير في البلد هو القتال داخل سوريا، الرئيس بري يدعو الى حوار حوله ليس لأنه يوافق عليه، أولاً لأنه لم يصدر منه ولا حرف بالموافقة، وأقول أكثر من ذلك، هو أبلغ جهات عربية ودولية بأنه لا يوافق على هذا القتال، وانا لا أريد الدخول في تفاصيل لا توصل الى مكان.

س- إذاً هذه معلومات خاصة بأن الرئيس بري أبلغ جهات دولية وإقليمية انه لا يوافق على القتال في سوريا؟
ج- هو يقولها بطريقة النكتة، عندما يقول عصفور يحط على ظهر فيل، هل يعني انه يقول ان العصفور يقوم بعمل عظيم ومؤثر بالفيل؟ يكون يقول بشكل أو بآخر على طريقته، اعتراضه على هذا الموضوع، هو على كل حال ولا مرة أتى على سيرة منذ سنتين ونصف لليوم بكلمة لصالح النظام السوري.

س- لكن هناك الكثيرين يصرّون على هذه الناحية بانه مؤثر فعلاً جداً ليس وجود “حزب الله” فقط كقوة لأنه ضمن منظومة إيرانية تعمل في سوريا وتحافظ على بقاء النظام وعلى تقويته هذا واقع أم لا؟
ج- أنا أعتقد ان كل القوى التي تتحدثين عنها بالمعنى العسكري لا تستطيع أن تُحافظ على النظام، تستطيع أن تُقاتل في معركة في موقع مُحدّد وتُحقق فيه تقدّماً أو صموداً أو قدرة على البقاء للنظام، ولكن لا القوات الإيرانية ولا قوات “حزب الله” تستطيع تغيير الميزان العسكري بشكل جدّي في داخل سوريا، وسوريا مساحاتها كبيرة جداً، والقدرة على الإنتشار تحتاج الى مئات آلاف العسكريين غير المتوفرة عند أحد، ومن يدّعي انه سوبرمان في هكذا مواضيع، أعتقد انه يظلم نفسه ويظلم الشعب السوري مرتين، المرة الاولى إنه يقتله والمرة الثانية يدّعي انه سوبرمان عليه.
س- أعود الى مبادرة الرئيس نبيه بري، هل تعتقد انها انتهت أم ممكن أن تعود بعض الأطراف الى هذه النقطة، بالتحديد هل يمكن أن تأخذ جزءً منها؟
ج- طبعاً يمكن أن أجاوبه بأني موافق على 1-2-3 وارفض 1-2-3 بدل رفضها كلها بالمبدأ وفي ذات الوقت ماذا أُقدّم من بديل.
س- إعلان بعبدا؟
ج- رجعنا الى نفس الموضوع، هو تحدث عن إخراج التدخلات وليس بحثها، بالتالي هذا الأمر يصب في إعلان بعبدا وليس العكس، دعينا نكون منطقيين.
س- وماذا عن النأي بالنفس؟
ج- هذا كله يؤدي الى نفس المكان.
س- حضرتك كنت تُسمّيها لعي بالنفس، اليوم تطالب بالنأي بالنفس؟
ج- لأنها لم تمارسها باعتبارها نأي بالنفس، هي مارست التدخل بالأمر السوري سواءً عبر وزير خارجية سوريا المؤقت في لبنان عدنان منصور، أو عبر قتال “حزب الله” داخل سوريا، هذا ليس النأي بالنفس، ماذا يمكن أن نُسمي موقفه في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة والتهديدات التي يطلقها لتأديب القوى العظمى في لبنان، كل هذا هل هو نأي بالنفس، هذا لعي بالنفس، هذا كله كذب من أوله الى آخره، وبالتالي المطلوب النأي بالنفس عما يحصل في سوريا، ولكن نأي بالنفس حقيقي وليس انتقائياً بأن تختار ما يُناسبك وما لا يُناسبك لا تشارك فيه، كفى ضحك على الناس، هناك حرب في سوريا قائمة يُشارك فيها حزب لبناني مُسلّح باعتباره انه يحمي لبنان من التكفيريين، لا أعرف إذا كان هناك من يقتنع بهذا الكلام.

س- حتى بعد أن ضرب هؤلاء التكفيريين في الرويس وبئر العبد حيث اتهم السيد حسن نصرالله التكفيريين بضرب الرويس وبئر العبد وتحدث عن معطيات ومؤشرات؟
ج- قرأت ذلك في خطابه، ولكن أين هي المعلومات التي تقول ان هؤلاء الناس قاموا بعملية التفجير ونوع السيارة ومن أين أتوا والى أين ذهبوا؟ أين هي هذه المعلومات ولماذا لا تزال سرية حتى الآن؟.
لقد أعلن عن المتفجرات في شتورة والبقاع والهرمل واطلاق النار على الجيش وشبكة داريا، ولكن لماذا لم يُعلن عن هاتين المتفجرتين، وبالتالي ما هو حجم معلوماتهم عنها، السيارة التي انفجرت في بئر العبد سيارة لا تُستورد الى لبنان، ممنوع استيرادها في لبنان.

س- هي من نوع “كيا” كيف لا تُستورد الى لبنان؟
ج- شركة “الكيا” موجودة في البرازيل وتركيا وكوريا والتي يستوردها لبنان من كوريا، أما هذه السيارة فقد اتت من مكان آخر، أي البرازيل أو تركيا، بمعنى تصديرها وبأنها لا تدخل من هاتين الدولتين.

س- أفهم ان وكيل “الكيا” في لبنان لا يستوردها من هناك؟
ج- صحيح.

س- عادة تتهمون سوريا؟
ج- أنا لا أريد الدخول في اتهامات لا أملك أدلّة عليها، أنا أعرف فقط هذا الجانب.
أما إذا كان عندهم معلومات كاملة حول التكفيريين ونوع السيارة وكيف انفجرت في بئر العبد التي لم تؤدِ الى سقوط شهداء، فلتُعلن هذه المعلومات.
والآن سيارةى الرويس صاحبها سجين اشتراها من سيدة لم يدفع لها ثمن أو دفع بالتقسيط، وفي النهاية باعها في بريتال لشخص اسمه “ابوطرطق” من آل طليس أو لقبه “أبوطرطق”، ووصلت الى هناك، ولكن من بريتال الى أين ذهبت وهي سيارة “بي.ام دبليو”؟.

س- الى أين ذهبت؟
ج- لا أعرف هل أنا من يجاوب .

س- جوني عبدو قال الأسبوع الماضي ان سيارة دخلت الى سوريا وعادت هل هي هذه السيارة؟
ج- أنا أتحدث في حدود ما أعلم، هذه السيارة ذهبت الى بريتال وطبعاً مسيو “ابوطرطق” موجود في بيئة وفي منطقة يمون عليها الحزب لكي لا أقول مسؤول عنها الحزب.

س- لكن لا نريد اتهام شخصية معروفة في بريتال والكل يعرف ان بريتال مكان تقطع فيه الكثير من السيارات؟
ج- أنا لست مسؤولاً عن اتهامه، أنا مسؤوليتي الحصول على جواب، هذا الرجل صدرت بحقه 500 مذكرة توقيف، يعني الدولة لا تستطيع القبض عليه، بالتأكيد الحزب يمكن أن يصل اليه ويحصل على المعلومات، دعينا نتفاهم على الحد الأدنى وهذه المعلومات إذا اكتملت يجب إعلانها، دعينا ننزع كذبة التكفيريين عن ظهر الناس، لأن التكفيريين موجودين في المخابرات السورية، أرسلوا السيارات المفخخة الى طرابلس، هؤلاء ألم يكونوا تكفيريين، الى أن أظهر التحقيق عكس ذلك،هناك سيارة وصلت الى بريتال هي التي انفجرت في الرويس وتسببت بالشهداء والضحايا والدمار.

س- الم تكن مسروقة هذه السيارة؟
ج- أبداً وصلت اليه من الذي اشتراها، وبالتالي بعد بريتال الى أين ذهبت؟
س- ولكن ألم يُعتقل هذا الشخص؟
ج- هذا شخص بحقه عشرات مذكرات التوقيف.
س- شخص بحقه 500 مذكرة توقيف بسرقة سيارات أو بقصص مشابهة؟
ج- لا أعرف ولكن ما أسأله هل هذا الأمر يدخل في دائرة التكفيريين أولاُ، وثانياً ألا يستأهل الناس أن يعرفوا ماذا جرى في هذا الموضوع، من هو هذا الشخص والى أين أرسل السيارة ولمن باعها؟.
س- ألا يمكن لأي جهاز أمني أن يعتقل هذا الشخص؟
ج- لو استطاعوا اعتقاله كانوا فعلوا ذلك من قبل أن يحصل ما حصل.
س- هذه المعلومات الا تعتقد انها موجودة لدى الأجهزة الأمنية؟
ج- أنا متأكد إنها موجودة لدى الاجهزة الأمنية، ومتأكد انها موجودة لدى الأجهزة الأمنية في “حزب الله” ومتأكد انها موجودة عند كل المعنيين بهذا الأمر، أنا أقول ان كلام وزير الدفاع وكلام السيد حسن عن إنهم تكفيريين ومعروفين بالإسم، وكلام “كتلة الوفاء للمقاومة” بأنها مخابرات دنيئة إقليمية التي قامت بذلك، لديهم كل المعلومات لماذا لا يقولون لنا من فعل ذلك.

س- هم يتحدثون عن السعودية؟
ج- أين السعودية هل موجودة في بريتال؟ الوحيدين الموجودين في بريتال وطلوع هم المخابرات السورية.

س- إذا صحّت مقولة بريتال، لماذا الحزب يسكت ويتوقف أمام معلومات؟
ج- هذا السؤال يُوجّه لهم وليس لي، استضيفي أحد منهم ليجاوب على هذا السؤال. ويقول لنا هذا التكفيري الذي ذهب من بريتال الى أين وصل؟ أما رمي الكلام على السعوديين وتحقق مع دبلوماسيين سعوديين باعتبار ان البلد فيها أمن ذاتي فهو افتراء واعتداء.
أنا أريد أن أسأل سؤال: لا سمح الله الف مرة، وأنا اعتبر ما حصل في الضاحية أصاب كل لبناني لا أحد يدّعي انه يصيب جهة في لبنان دون أخرى، هذه كذبة فكل الناس تُصاب.
أعود وأقول لا سمح الله مليون مرة، لو دخلت سيارة ثالثة ماذا نفعل بعد الأمن الذاتي، هل أمن إلهي؟ البيت الأبيض يمكن أن يُخترق.

س- ولكنهم يحاولون؟
ج- مهما حاولوا هذه الأمور لا تؤدي الى النتيجة، ما يؤدي الى نتيجة هو الشفافية ومواجهة الأمور كما هي، ان يُقال ما حصل تماماً في هذا الموضوع، أين ذهبت السيارة وليس ان التكفيريين فعلوها، هو يقول ان أحدهم موقوف لماذا لا يُسمّيه ويُسمّي الآخرين؟ لماذا اللف والدوران ورمي الإتهامات والقول مخابرات دنيئة، لماذا لا يُحدّد بالإسم ولتحمّل الناس مسؤولية، إذا عندك معلومات فلتقل ان فلان الفلاني كلف فلان بالموضوع الفلاني.

س- لا أريد أن أُسمّي الناس، ولكن أسماء كثيرة ذُكرت وقالت وتحدثت عن أدوار حتى للأمير بندر ولشخصيات مُعيّنة وكتبت في صحيفة “الأخبار”؟
ج- الأمير بندر الله يوجه له الخير أصبح مثل الأسطورة كل ما تقوله عنها يمشي الحال بالخير، بالشر، وبغيره يمشي الحال، السعودية ليست في وارد أي عمل من هذه الأعمال ولا لبنان على خريطتها.
على كل حال، انا أقول معلومة دقيقة تتعلق بالسيارة وصلت الى بريتال وتابعت سيرها هناك وهي السيارة نفسها التي انفجرت في الرويس فليجاوبوني ويجيبوا اللبنانيين الى أين ذهبت وأين تفخخت وكيف فُجرّت؟ والكلام عن الأمير بندر أو غيره من المسؤولين السعوديين افتراء سياسي ليس له أي معنى في حياة الناس التي أُصيبت، ومُعيب إذا كان لديهم معلومات جدّية رمي الكلام من هذا النوع.

س- تتهم الحزب بأنه يخفي على ناسه وبيئته وعلى المجروحين معلومات يملكها؟
ج- أنا أفترض انهم على الأقل جديين في هذا الموضوع وعنده معلومات فليعلنوها.

س- هل هناك من رابط مع متفجرتي طرابلس؟
ج- كلا، الرابط الوحيد، الأمر الجدّي في موضوع طرابلس، الواضح هو جامع السلام المواجه لمنزل اللواء ريفي، السيارة معروف من أين أتت وكم مرة بيعت من فلان الى فلان الى أن استلمها شخص شبيّح كبير من قرية سورية اسمها “ربلة” اسمه خضر لطفي أتى واستلمها وأدخلها الى سوريا وفخخها وأعادها.

س- ممن استلمها؟
ج- ممن باعه إياها، يعني استلمها من نفس المجموعة المتخصصة ببيع السيارات المسروقة.

س- عندك اسم الشخص الذي استلمها وفخخها وأعادها؟
ج- نعم ومن باعه إياها شخص من آل شمص، هذه المعلومات يعرفها الحزب ومخابرات الجيش وفرع المعلومات والأمن العام، أنا لا أقول أسرار لا أحد يعرفها، ونوع السيارة “فورد” وهذا نُشر في الصحف، وهذه السيارة ذهبت الى سوريا. ويبقى السيارة التي انفجرت أمام مسجد التقوى حتى الآن عُرف نوعها، ومازالت التحقيقات جارية لمعرفة كيف أتت. إذاً هناك ثلاث سيارات أو على الأقل سيارتين مُعلنتين واضحتين لا تخضعان للنقاش وصلتا الى بريتال وأكملا طريقهما الى الداخل السوري، وهما سيارتا “الفورد” والـ”بي.ام” واحدة “الفورد” ذهبت الى خضر لطفي وسيارة بئر العبد لا نعرف لمن ذهبت، نحن نريد أن نعرف لمن ذهبت؟ ونريد أن نعرف هؤلاء التكفيريين إذا صار خضر لطفي شبيّح النظام السوري تكفيري، دعونا نعرف وكفى لف ودوران، وهذا تسبب بخمسين شهيد في طرابلس، وبالتالي دعونا نتحمل مسؤوليتنا بهذا المعنى.
س- أنت مع نظرية الفاعل واحد؟
ج- أنا سأقول شهادة للتاريخ “حزب الله” لا يريد فتنة في لبنان، رغم كل الكلام الذي قلته، ولكن هذا لا يعني ابداً اني أتهم الحزب أو أوافق على اتهامه بأنه يريد فتنة في لبنان، هو لا يريد فتنة في لبنان، ولكن النظام السوري يريد الفتنة في لبنان رغماً عنا ورغماً عن “حزب الله”.

س- ولكن اتهمته عندما تقول انه ذهب الى بريتال هذه المنطقة الخاضعة لسطوة الحزب، هذا اتهام مباشر على الأقل بإخفاء معلومات؟
ج- هؤلاء في بريتال بيع وشراء السيارات بالنسبة لهم كشرب القهوة عندنا، لا تفرق معهم لا الزبون البائع ولا الشاري، انا أقول انهم يستطيعون الحصول على معلومات، أنا لا أتهمهم، ولكن أنا أتهم النظام السوري بأنه يريد افتعال فتنة سنية- شيعية في البلد وهو من وضع سيارة الرويس، وبالتأكيد هو من وضع سيارتي طرابلس في مسجد السلام ومسجد التقوى.

س- اليوم تم إخلاء سبيل الشيخ هاشم منقارة أيضاً في هذه المسألة، الشيخ احمد الغريب لازال موجوداً والتحقيق معه، ولكن اللافت ان الشيخ منقارة قال “ان ما سُمي باعترافات الغريب ليست صحيحة وهو أنكرها لأنه كان تحت الضغط النفسي؟
ج- قبل أن أتحدث عن هذا الموضوع أود لفت النظر الى أمر، أنا سميت شخصين من عائلتين بالتأكيد أحترمهما وأُقدرهما، وفي كل عائلة هناك مشكلة، وانا أقصد الأشخاص بأسمائهم وليس بعائلاتهم.
الأمر الثاني ضغوط نفسية؟ أنا ما أعرفه وقرأته في الصحف بأن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية شارك في جزء من التحقيق مع أحمد الغريب، وكانت تعليماته وملاحظاته الخطية بأنه لا يوجد هناك أي نوع من أنواع الضغط خلال التحقيق، فهذا الكلام عن الضغط النفسي كلام مطاط، لأنه عليك إحضار أطباء نفسيين ليُثبتوا ذلك.

س- لكن هناك تحقيق بدون ضغط نفسي؟
ج- لا أعرف ماذا يعني الضغط النفسي، ولكن لكي أكون واضحاً أنا أعرف أو اطلعت من خلال الكثير من القراءات والإتصالات بأن الشيخ منقارة زاره احمد الغريب وقال له أول مرة انه مطلوب منه الدخول في موضوع تفجير سيارات في طرابلس ونصحه بأن لا يقوم بهذا العمل وطلب منه مراجعة اللواء علي مملوك، ولكن الشيخ منقارة لم يسأل نفسه السؤال هل راجع الغريب المملوك أم لا؟ هذا أولاً.
ثانياُ: هو عقد ثلاث اجتماعات، أي احمد الغريب اجتمع ثلاث مرات مع النقيب محمد علي مسؤول المخابرات في طرطوس من أجل ترتيب التفجير، ثلاث اجتماعات من أصل أربعة من بعد كلام منقارة، فهل له علاقة مبدئياً أم لا؟ أنا لا أريد الإدانة أو الحكم عليه، ولكن بالتأكيد القصة بدأت معه وربما انتهت مع غيره، ولكن لا أحد يعقد أربع اجتماعات مع ضابط للمخابرات لمخطط تفجيري في مدينة عظيمة مثل طرابلس، وبعدها ينكر أي علاقة وأن كل ما اعترف به كان تحت الضغط النفسي.
أيضاً من خلال كتم الشيخ منقارة للمعلومات لأنه لم يُبلغ أي جهة بما حصل مع الشيخ الغريب، كتم المعلومات جريمة يُعاقب عليها القانون. أما إذا كان هناك ضغوط سياسية أدت بأن يُعيّن السيد نصرالله ملكاً على عرش المقاومة الآن على باب المحكمة العسكرية وهو خارج، ماشي الحال مقبول هذا الضغط السياسي ولكن نتائجه ليست مقبولة، لأنه عملياً لا يمكن أن ينكر أنه يعرف وغدا ستظهر الأيام ذلك، ولا يمكن أن ينكر احمد الغريب بأنه عقد أربع اجتماعات، ثلاثة منها بعدما ابلغ الشيخ منقارة.
ثالثاً: مصطفى حوري منذ البدايات عرض نفسه أن يكون مخبراً ولكنه يملك معلومات، واحمد الغريب تحدث معه بالموضوع.

س- لماذا تمّ الإدعاء عليه إذا كان مُخبراً؟
ج- أنا أعتقد إنه تصرّف في فترة المُخبر بطريقة لا توحي بالثقة، بمعنى دخل وخرج كثيراً بمعلومات مضروبة وغير دقيقة وتراجع، فاعتبروا انه لم يكن أهلاً للثقة لأنه يبدو بالتجارب أو بالإمتحانات ووسائل التأكد من المعلومات، لم يكن مساعداً فيها في الفترة التي سبقت التفجير، لذلك لم تؤخذ معلوماته بشكل جدّي في البداية.

س- سأل هذا السؤال اليوم الشيخ منقارة بأنه إذا كان فرع المعلومات يملك المعلومات التي أعرفها لماذا لم يتحرك؟
ج- لم يتحرك لأنه تصرّف بطريقة توحي بأنه يريد الإبتزاز أكثر مما يعطي معلومات جدّية.

س- يعني لم يُصدّقوه؟
ج- لم يُصدّقوه وجرّبوه وأخضعوه لوسائل الإمتحانات أو لطرق تجعله صادقاً أم لا، وتبيّن إنه لم يكن صادقاً الى ان وقع الإنفجار. أنا لا أقول إنهم المسؤولين عن وضع السيارات، ولكن ما أقوله عندما يعقد أحمد الغريب أربع اجتماعات تمهيدية لمسألة السيارات والمتفجرات في مدينته ومنطقته مع ضابط في المخابرات، وحتى الآن هو لم يقل انه اجتمع مع اللواء علي المملوك، مع العلم أنه أشِاد بصداقته له.

س- هو اعترف بأربع اجتماعات؟
ج- نعم وواحد من هذه الإجتماعات بعد إبلاغه للشيخ منقارة، وعندما تواجهوا مع بعض كان كلامه واضح، وهذا لا يمنع ان الشيخ منقارة نفى أمامهم، إنما كان كلامه واضحاُ، وكل ما استطاعوا قوله ان الضغط النفسي أدى الى الإعترافات، فإذا كان الضغط النفسي يأتي باعترافات بقضية سقط فيها 50 شهيداً و500 جريحاً لا أعرف ما هي الضغوط النفسية على شيخ من هذا النوع، ولكن هناك شهادة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بأنه لم يتعرض لأي عملية ضغط.

س- واعتقد ان هذه شهادة أيضاً بأنه لم يحصل تعذيب؟
ج- هو لم يستطع القول سوى إنه تعرّض لضغط نفسي، بمعنى انهم صرخوا عليه وخاف، وهو له علاقة بالعمل العسكري والأمني ويعمل مع المخابرات السورية وفخور بعلاقاته مع المخابرات السورية، وإلا ربما لولا هذا الضغط النفسي لما كانت ليعترف لأنه في البداية كان بحجم كل الأجهزة وأهم من كل الأجهزة ويستطيع كل شيء.
س- لكن هناك مجموعة في “8 آذار” تعرف نوعاً ما بواطن الأمور أو تدّعي ذلك، تقول بأن هذه تلفيقة سياسية لأن هذه الجماعة ضد “تيار المستقبل” سياسيا في المنطقة؟
ج- الأمر الآن بيد القضاء وانتهى دور فرع المعلومات والأجهزة الأمنية، وعلى القضاء العسكري أن يُقرر فهل أصبح الآن القاضي ابوغيدا والرئيسة شبطيني والقاضي صوان والقاضي صقر في “14 آذار”؟.

س- لكن الضغوط ألا يمكن أن تُكمل؟
ج- أعتقد ان حدود القدرة على الضغط هذا حجمها لا أكثر ولا أقل، لأن كتم المعلومات يحتاج الى أكثر من شهادة، وعلى كل حال غداً التاريخ سيُحاسب الشيخ منقارة إذا كان فعلاً كتم معلومات. وانا هنا لست في موقع القاضي، انا أتحدث عن وقائع أدّعي معرفتها ويجوز أن تكون غير صحيحة، فلنترك القضاء يقول عكس ذلك، ولكن من يضع دم شهداء على الأرض في طرابلس كما حصل والجرحى بالمئات في كل مكان، طويلة على رقبة مين ما كان، تبرئة مين ما كان مما حصل حتى تظهر الحقيقة ، وأهل طرابلس أقدر مني ومن كل من يتدخل في هذا الموضوع بتحصيل حقهم بطريقة قانونية، وغداً الأيام ستُبيّن ذلك.

س- هل تربطها بما سُمي مخطط سماحة- مملوك؟
ج- أنا لا أربطها فحسب، بل هي ذاتها، هي نفسها، انا قرأت حديث بشار الأسد لصحيفة “الفيغارو” منذ ثلاثة أيام، نفس الحديث الذي أدلى به منذ سنتين، الشعب السوري كل المعارضة السورية تكفيرية وهو الوحيد على حق ولا أحد من الآخرين، كل المعارضة خائنة وتكفيرية، وكل الشعب السوري المعارض إسرائيلي وأميركي، وهو فقط على حق، فمن يُفكّر هكذا بالسياسة، يُفكّر بالأمن كذلك بنفس الطريقة، هناك مناطق واقفة بعينهم مثل عرسال ومجدل عنجر وطرابلس وربما مناطق آخرى، كل مرة يريدون إيجاد طريقة لتعطيلها باعتبارها موقع مُتقدّم بدعم الثورة السورية على الأقل في العلن وليس بأي طريقة أخرى.

س- لأنهم يتهمون فرع المعلومات بقضية اعتقال محمد صالح حول قضية المخطوفين التركيين؟
ج- هم يعرفون أكثر مني ومنك بدون الدخول في التفاصيل إنهم يعرفون من حيث المعلومات من قام بالعملية، هم يعرفون أكثر مني ومنك، ولذلك انتهى الكلام، أخذ مداه لعدّة أيام وانتهى في هذا الموضوع وهم يعرفون من الذي خطف وكيف تم الخطف؟.
على كل حال الخطف الذي حصل في أعزاز هو ظلم وقهر ورذالة من أي كان فعل ذلك بالمعارضة السورية أو بالمعارضة الإلهية، وخطف التركيين رذالة مُماثلة وخطأ مُماثل وإرتكاب مُماثل لأن الدولة التركية لو كان باستطاعتها إنهاء هذا الموضوع كانت فعلت ذلك وكسبت معنوياً، وبالتأكيد لا علاقة لها بالأمر، وهذا ظلم مُماثل لظلم اللبنانيين المخطوفين في أعزاز.

س- حضرتك كنائب في “كتلة المستقبل” هل تؤيد الضربة الأميركية لسوريا؟
ج- قبل ذلك أريد أن أسأل لأن هذا سؤال سببه الضربة الأميركية المُفترضة ما سببها ألا يريد أحد أن يسأل؟

س- معروف سببها؟
ج- الموضوع هو ان هناك 1423 شهيد سقطوا في يوم واحد بغاز السارين في بلد حتى الآن قُتل فيه حسب آخر الإحصاءات مئة وعشرة آلاف ومئة وثلاثة وعشرين زائد مئات الآلاف من الجرحى زائد سبعة ملايين مهجر داخل سوريا وخارج سوريا، قبل أن نصل الى الضربة الاميركية دعونا نسأل ماذا حصل للناس؟ من سيدافع على هؤلاء الناس عندما نظام ظالم يقصفهم بالسارين. وعلى كل حال تقارير الفرنسيين يقول ان هذه المرة الثالثة يُستعمل فيها، استعمل في ريف إدلب واستعمل في منطقة أخرى، ولكن بطريقة خفيفة جداً بواسطة هليوكوبتر، الآن استعمل ضد منطقة مدنية تحسباً لاختراق عسكري. لذلك قبل أن نصل الى الضربة الأميركية علينا أن نسأل من سيُدافع عن هذا الشعب؟ وكلنا نجلس مكتوفي الأيدي نتفرج نحن والغرب وكل العالم والعرب على هؤلاء الناس، المواطنين الأبرياء المدنيين وضعوا بالصف كما يصف الشخص أغراضه وصناديقه وملفوفين من سيُدافع عن هؤلاء؟.
س- ربما يأتي الترياق من اميركا؟
ج- إن شاء الله يأتي الترياق من جهنم، من سيُدافع عن هؤلاء قولي لي من سيُدافع عن هؤلاء الناس؟ ومن سيمنع النظام من إعادة استعمال نفس السلاح على آلاف المدنيين في مناطق أخرى.

س- هناك مواطن أميركي يقول هذه ليست مسؤوليتي؟
ج- أنا أعرف ان هناك انقسام، لكن أنتِ تسألي عن رأيي أم رأي الأميركيين؟.

س- أنا سألتك عن رأيك ولم تقل لي رأيك هل أنت مع الضربة؟
ج- يجب على المجتمع الدولي أن يمنع هذا النظام من استعمال هذه الأسلحة وذبح المدنيين وقتلهم وكفى ما يحصل لهم، هذا الشعب السوري، هذا الشعب العظيم الذي يُقاتل منذ سنتين ونصف، وفي النهاية بسبب الضعف استعمل عليه السارين فلو كان النظام قوياً هل كان ليستعمل السلاح الكيماوي؟.

س- استعمنا الى كلام الأستاذ حسن منيمنة يقول ان الضربة مُحتمة، أكثر التقارير تؤكد ذلك، ولكن حتى الآن الموقف الروسي داعم جداً والى الآخر للنظام السوري؟
ج- ولكن الليلة صدر أمر جديد عن الرئيس بوتين قال فيه انه إذا ثبُت بأن النظام هو الذي استعمل الكيميائي فلا مانع لدي من حل عسكري عن طريق مجلس الأمن.
س- إلا أنه أضاف ان النظام لم يستخدم ذلك وهناك إصرار روسي؟
ج- هذه وجهة نظرهم منذ اللحظة الأولى، ولكن على الأقل فتح باب الإثبات.

س- لكن السفير الروسي في لبنان زاسبيكين ينتقل من تلفزيون الى تلفزيون أيضاً يُكرر هذا الكلام؟
ج- ليس عنده من عمل سوى ذلك وهو مضطر للدفاع عن سياسة حكومته.

س- أين الإثبات الدافع الذي يضع مجلس الأمن أمام إعلان استخدام الكيميائي في سوريا من قبل النظام؟
ج- الى أن تظهر نتائج المختبرات في لاهاي، حتى الآن هناك ثلاثة أدلّة مُعلنة من ثلاث جهات: الجهة الأولى المخابرات الفرنسية التي حدّدت تماماً نوع الغاز المستعمل، وحدّدت أيضا وهذا هو الاهم صعوبة وتقنية استعماله وتركيبه على صواريخ بحيث لا يمكن لأي ضابط أو عسكري أن يقوم بهذه المهمة، إنما تحتاج الى خبراء مُتخصصين، وهم يؤكدون في هذا التقرير نوع الغاز ونتائجه، وانه استعمل مرتين قبل ذلك في منطقة ريف إدلب وفي منطقة ريف الشام .
الأمر الآخر انهم يؤكدون ان أجهزتهم جمعوا عيّنات طبيعية تراب وبول ودم وبقايا الذخائر ومصابين وتاكد لهم من خلال التحاليل التي أُجريت ان المادة المُستخدمة في هذا الإعتداء كانت السارين.
الطرف الثاني هو ما نشرته اليوم “ديرشبيغل” بأن رئيس المخابرات الألمانية أبلغ مجموعة صغيرة من المُتخصصين الحقوقيين والضباط “بأننا نحن رصدنا مكالمة بين مسؤول كبير في “حزب الله” وبين سفارة إيران في برلين يقول فيها المسؤول في “حزب الله” بالتسجيل بأن بشار الأسد فقد أعصابه وقام بمصيبة واستعمل الغاز السام”.
الجهة الثالثة أو الخبر الثالث السابق بأن هناك وحدة إسرائيلية رقمها 8200 مُتخصصة بالتنصّت على المخابرات والإتصالات العسكرية سلّمت الإدارة الأميركية تسجيل صوتي للأوامر التي أُعطيت بين المسؤولين العسكريين في النظام السوري لاستعمال صواريخ في هذه المنطقة بسبب خوفهم من إختراق عسكري قد يحدث، وبالتالي هذه الجهات الثلاث على الأقل المُعلنين حتى الأن والموجودين بالتأكيد ربما هناك أشياء أخرى، ولكن نحن لا نعرفها ولا أحد سيُبلغنا إياها، إلا إذا “ابوطرطق” داخل على الغوطة.

ولكن لماذا فعلها بشار الأسد؟ لأنه لا يعرف ان يفعل سوى ذلك، هو لا يعرف سوى أن ينفعل وإعطاء الأوامر من هذا النوع الى ان وصلت الأمور الى هنا، وأعود وأقول حديثه قرأته اليوم للـ”الفيغارو” فمن غير المعقول أنه يُكرر نفس الكلام الذي قاله منذ اليوم الأول للقتال. هل يُعقل أن يُعيد نفس الكلام الذي قاله في اليوم الأول للثورة بعد 30 شهراً وبعد مئة وعشرة ألاف وأربعمئة وثلاث وعشرين شهيداً سورياً، فهو لا يعرف سوى الجُمل التي يحفظها عن التكفيريين منذ اليوم الأول الى اليوم.

س- لكن الخوف أن يكون هذا هو البديل؟
ج- هناك قلق لأن تعبير الخوف مُبالغ فيه، وعلى كل حال هناك مساعي أكثر من جدّية الآن تقوم الى خلق جهة سياسية جدّية ومعنية وتتصرّف بطريقة سليمة وتُمثّل الثورة السورية وهي الإئتلاف الوطني والتي حركتها وحركة رئيسها مختلفة عن كل التجربة السابقة، ولا توجد خلافات وشتائم وانقسامات، يعني هناك حالة هدوء لجسم سياسي تمثيلي وهناك محاولات جدية بأن يكون هناك جهة عسكرية أيضاً تكون مرجعية لكل قوى الثورة الخارجة عن التكفيريين والمعارضة لهم، أيضاً هناك جهد جدّي في هذا المعنى يُحقق نتائج بفضل المخابرات الدنيئة (يضحك) التي يترأسها الأمير بندر بن سلطان.

س- يعني هناك تورّط سعودي في سوريا؟
ج- هناك تحالف عربي جدّي مُعلن بين الكويت والإمارات والسعودية والأردن.

س- حسن يحيى على الفايسبوك يسألك: اتفق معه على ان النظام السوري غير ديمقراطي على الرغم أن الديمقراطية ليست هي الهدف،ة فهل البديل هم الذين يكفّرون الناس ويذبحونهم، وهل يتمنى أن يراهم في لبنان؟
ج- لا الشعب السوري ولا الشعب اللبناني سيقبل لا بتكفيري ولا أحد يذبح أحد، هؤلاء التكفيريين مجموعة موجودة محدودة العدد ومحدودة التأثير رغم كل ما يقال، هدف النظام هو تحويل الثورة السورية أو تحويل صورة الثورة السورية كلها الى تكفيريين، وهذا غير صحيح وغير دقيق، والأيام ستُبيّن ذلك وليست الأيام البعيدة، هذا الجسم السياسي والجسم العسكري الذي ينشأ الآن يُثبت أنه قادر على إدارة الثورة السورية وقادر على الدفاع عن الشعب السوري في المجالين العسكري والسياسي، وان التكفيريين ليس لهم تأثير عليه، قد يحصل مشكل هنا أو هناك، هذا طبيعي بعد 30 شهراً من الثورة والقتل والدمار والتخريب، ولكن اذا استمرينا ننظر بعين بشار الأسد بأن كل الثورة السورية وكل المعارضة السورية تكفيرية نكون نخدمه لأنه هو من يريد من كل الغرب ومن كل العرب ان لا يروا سوى هذه الصورة.

س- كيف ستتلقفون أي ضربة أميركية على سوريا؟
ج- بالتأكيد أولاً لن نكون سعداء ولا مسرورين.

س- بس شوي؟
ج- كلا بصراحة لا أحد يفرح بالقتل وبالموت، ولا أحد يفرح بأن يحصل لسوريا ما حصل، ولكن أعود وأقول ان السبب بما حصل وسيحصل هو هذا النظام وقدرته غير المحدودة على القيام بأعمال إجرامية مثل استعمال غاز السارين لقتل الناس.
ثانياً: هذا الموضوع لا علاقة له بالمعادلة الداخلية في لبنان ولا أحد يستفيد منه ولا أحد يخسر منه.
س- منذ متى ذلك؟
ج- بالتجربة.

س- بالتجربة لو أردت ان أذكرك؟
ج- ما شأني بعواطف الناس في غرف نومها انما بالتجربة الفعلية هذا الأمر لا يجوز ولا يصح ولا يفيد استغلاله في المعادلة الداخلية، نحن ما زلنا على كلامنا بقصة سوريا انه لا بد من حل سياسي، ولكن بدون رئيس آلة القتل، وبالداخل نحن موقفنا هو ذاته ضرورة انسحاب “حزب الله” عسكرياً من سوريا لأن هذا الحريق سيدخل الى لبنان والدليل ما طالب به الرئيس بري بأننا بحاجة الى خمسة آلاف عسكري لمنع الناس من الدخول والخروج من هذا الحدود وتجلب الحريق معها.

س- هناك تقارير تقول انه اذا حصلت الضربة الأميركية “حزب الله” قد يرد من الأراضي السورية وليس من لبنان؟
ج- انا بصراحة لا أعتقد بأن هذا الجو جدّي، أنا سمعت كلاماً من مسؤول إيراني كبير، أسمح لنفسي عدم تسميته، كلام دقيق بأن هذا سيعرّض الأمن الداخلي لإسرائيل، يعني عمليات أمنية في الداخل وليس صواريخ وإطلاق صواريخ، إيران لن تستعمل ولا حتى “حزب الله” ولا سوريا ضرب إسرائيل بالصواريخ في الوقت الذي يجب ان نتذكر ان حليفهم الرئيسي روسيا ملتزمة بأمن اسرائيل، مصدر السلاح ومصدر الذخيرة ومصدر الدعم هو روسي، روسيا ملتزمة كلياً في جنوب لبنان بالقرار 1701، وملتزمة كلياً بإتفاقية فك الإشتباك على الحدود السورية- الإسرائيلية.

س- الا أن روسيا ايضاً تُحذّر الى ان الضربة ممكن ان تؤدي الى حرب شاملة؟
ج- أنا لا يهمني الكلام العام، أنا أعرف ان الروس يتصرفون بدقة تجاه الأمور التي التزموا بها، وبالتالي لن يوافقوا ولن يسمحوا ولن يشجعوا على القيام بأي عملية عسكرية صاروخية على إسرائيل أما أن يقوموا بعمليات ضد سفارات فهذا وارد، عمليات أمنية ذات طابع استخباري.

س- لا تورّط لبنان برأيك كساحة؟
ج- لبنان في اللحظة التي دخلت فيها قوات “حزب الله” الى سوريا تورّط بهذا الموضوع، وكل ما يحصل هو تأجيل الإنفجار حول هذا الموضوع، ولكن لبنان تورّط بواسطة سياسة اللعي بالنفس التي أوصلتنا الى هنا.

س- فكّر معي لحظة بهذا السيناريو ان تكون الضربة شكلية جداً محدودة محدّدة زمنياً وهذا كلام لكيري، لأهداف لا تسعى لاسقاط النظام، ألا تعتقد انه يمكن ان يخرج الرئيس بشار الأسد اقوى من هذه الضربة وبطل قومي بأنه بعد غارات أميركية لا زال موجوداً ويعتبر انه انتصر بمعنى من المعاني انه قاهر الأميركيين؟
ج- بطل قومي عن ثلث الشعب المهجر، أليس مبالغة هذا الوصف أو بطل قومي عند الناس الذين أهلهم وأقاربهم وبيوتهم وقراهم ومدنهم تدمرّت وقتل أهلهم.

س- حتى الآن الأهداف المعلنة للضربة لا تُكسر ظهر النظام؟
ج- انا قرأت مقالاً او حديثاً في صحيفة “لوموند” لرئيس أركان الجيش الفرنسي يقول فيه كلاماً واضحاً ومُحدداً عن الأهداف التي يجب العمل عليها وهي ثلاثة اهداف:
1- شبكة الإتصالات
2- المطارات ومخازن الأسلحة
3- قواعد الصواريخ.
ولا أعتقد بعد هذه الضربة انه يدّعي انه خرج منها قوياً لأنه اذا كنا ننتظر قصف مخازن كيماوية، فهذه مخازن تعرّض كل المحيط من حولها ولا أعتقد ان أحداً عنده استعداد لذلك، كما قرأت ان رئيس الأركان الفرنسي حدّد حتى الأشياء المخبأة تحت الأرض عشرات الأمتار لأن هناك نوع محدّد من الصواريخ التي تحملها الطائرات والتي تستطيع ان تصيب الأشياء المخبأة هذه.

س- ولكنهم يقولون الهدف تأديبي؟
ج- تأديبي خلال تسعين يوماً! أنا لا أريد الدخول في التفاصيل ولكن الواضح ان ما تحدث عنه وزير الخارجية الأميركي أمام الكونغرس والذي ذهب فيه الى السقف الأعلى، أي الدخول البري، أراد أن يكون خيار الدخول البري ضمن صلاحياتهم حتى لا يحصل عليه، ولكن أن يحصل على كل ما تبقى، واضح من كلامه إنه يريد أن يحصل على الحد الأدنى من الصلاحية دون الدخول البري. لذلك لا يجب أن نتوسع بالمسألة العسكرية، ولكن قصة ان النظام سيخرج قوياً، أعتقد انه احتمال غير وارد على الإطلاق، لأن هذا النظام لا يملك سوى الظلم ولا عنده قوة يضيفها على قوته سوى القتل.

س- سؤال على “التويتر” من خالد النصولي: هل صمت “حزب الله” على الضربة الأميركية لسوريا سببه ان متفجرة الرويس قد حُضّرت في سوريا مثل متفجرتي طرابلس؟
ج- لو حضرنا منذ بدء الحلقة ما كان ليسأل هذا السؤال، هذا موضوع نحن طلبنا الجواب عليه في متفجرة الرويس، وحدّدنا ماذا نعرف وماذا عليهم الإجابة، ثانياً هم أدانوا الضربة الكيميائية أياً كان مُطلقها، ثالثاً: هم ليسوا صامتين من قال ذلك؟.

س- لكن لا نلاحظ نبرة عالية وصوت عالٍ بأن “حزب الله” سيرد هو كـ”حزب الله”؟
ج- إيران متكفلة بالأمر.

س- لكن “حزب الله” لا يقول بأنه سيفعل؟
ج- وهل تنقصه معارك داخلية لكي يُناقش فيها، فهو لا يمكن أن يُدين الضربة الكيمياوية ويرفض نتائجها.

س- أيضاً هناك نظرية تقول ان البديل عن بشار الأسد مرة جديدة يخيف ويعيق الغرب، وأكثر من ذلك هناك استفادة كبيرة للعالم كله وحتى الأقطاب المتصارعة بوتين وأوباما وغيرهما يرون ان هذه الساحة نرسل إليها كل المتطرفين ويُستنزف “حزب الله” فيها وكل طرف يجد سبب ما في استمرار الحرب تخدمه أكثر من إنمائها وإقفالها على غد غير معروف، أيضاً إسرائيل أكبر مستفيدة من الفوضى في سوريا لأن استقرارها وازدهارها يقوم على الفوضى حولها؟
ج- لنرجع ايضا للأسد، هذه النظرية تحتاج الى تدقيق بمعنى الإفتراض بأن ملايين السوريين صاروا تكفيريين، أكيد هناك مجموعات تكفيرية، ولكن من يقول إنهم أكثرية ومن يقول إنهم يقررون الحاضر أو المستقبل.

س- أنا لا أتحدث عن السوريين إنما عن هؤلاء المقاتلين الذين يأتون من الخارج؟
ج- مهما كانت جنسيتهم.

س- أقول هذا يريح الغرب ويُناسب الغرب؟
ج- لكن هذه اللعبة تمت تجربتها في دول أخرى بأنك تُصدّر المشكلة عند غيرك اعتقاداً بأنها لن ترجع إليك، النظام السوري نفسه نسينا إنه كان يُصدّر الى العراق في فترة الإحتلال الأميركي، كل جماعة القاعدة من كل الجنسيات وكل الإنتحاريين من كل الجنسيات والآن رجعوا إليهم .

س- لكن في إطار مختلف كلياً؟
ج- لكن بنفس الناس، أنا أتحدث عن الناس الذين ذكرتهم.
س- اليوم إذا وصل الغرب الى تسوية في جنيف، لحل الأزمة في سوريا، هل يعتقد من يُفكّر بعقل غربي بارد بمصلحة قومية له بأن هذا أفضل لأمنه القومي أم إنه تبقى هناك ساحة مفتوحة تستقطب الجميع؟
ج- كلمة مفتوحة يعني مفتوحة عند الجميع، لا يمكن أن تكون مفتوحة عند جهة واحدة، ولكن لا تستطيع البقاء في سوريا، هذا النوع من العقل لا يبقى في مكانه، تنتهي معركته فيذهب الى معركة أخرى، وبالتالي لا تكون قد تخلصت منه بل تكون قد شجعته وقويّته وأعطيته قدرة، وبعدها تفاجأ به بأنه عاد إليك، يعني من أتى من ألمانيا أو فرنسا أو من روسيا، هذا الى أين سيعود عندما يريد العودة، يعني ما في حدا يمكن أن يقضي على كل الناس دفعة واحدة، هذه النظرية مثل نظرية في فترة من الفترات عندما ذهب أسامة بن لادن ومجموعته الى أفغانستان، عادوا الى السعودية والى الدول العربية، فعملياً هذه النظرية في أساسها ليست صحيحة.

=====