“اليوم السابع” مع محمود سعد – محكومون بالأمل

مقابلات تلفزيونية 12 فبراير 2006 0

س- هل حصل تراجع في أحلام الشباب بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟
ج- بالتأكيد حصل تأثير محدود لأحلام الشباب اللبناني، لا بد من الأخذ بعين الإعتبار بأن لبنان في الأساس هو بلد هجرة، ولا يستطيع إستيعاب كل المهارات، أو كل المعرفة التي يتمتع بها شبابه في كل مجال. ولكني أعتقد أن روح التحدي لدى اللبنانيين أقوى بكثير من روح بعض الإحباط الذي ظهر مع بعض الشبان، وروح التحدي التي يدعمها العلم والمعرفة ، روح التحدي التي يدعمها شخص رفيق الحريري.

هناك جانب يتعلق بمؤسسة الحريري التي تولت تعليم عشرات الآلاف من الطلاب. أولا أريد أن أحدّد ان مؤسسة الحريري خرّجت 36 ألف طالب جامعي خلال 20 سنة ، وهذا رقم خيالي، إذ أن دولا كبرى لا تستطيع أن تقدّم مثل هذه المنح، لهذا العدد من الطلاب.

مثلا من باب المقارنة، دول المعسكر الإشتراكي كلها بمجموعها خرّجت 24 ألف طالب لبناني قبل أن ينفرط عقد مجموعة الدول الإشتراكية.

إذا هناك جيل إسمه جيل رفيق الحريري، هذا الجيل لديه قدرة أكبر على التحدي والإستمرار والوجود وإظهار ان ما قام به الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يذهب سدى.

س- الكلام الذي تقوله الآن يسبب إحباطا أكبر لدى الشباب ، لأن غياب دولة الرئيس ، ثم هذا التخبط الذي يحدث في لبنان الآن من إنفجارات وعدم إستقرار سياسي بالضرورة أثّر على أحلام الشباب، وأثّر على طموحاتهم، لأن دولة الرئيس الحريري كان عامل إستقرار، وكان عامل حلم ، لا بد ان يؤخذ الشباب بحلم واحد. هل هناك حلم واحد الآن في بيروت، حلم نهضة لبنان، أم محتاج تغذية لكي يعود، أو محتاج نشاط سياسي لبناني لكي يبثوا في الشباب روح هذه الدعوة؟
ج- أولا ، دعنا نجزئ الموضوع، روح التغذية اللبنانية لا تزال متوفرة عند كثير من اللبنانيين، ليس بالضرورة هم الناس الذين يظهرون على التلفزيون كل يوم، هذا أولا.

ثانيا: الخلافات السياسية اللبنانية ليست خلافات طارئة، وبالتالي تعوّد عليها اللبنانيون وهي لا تشكل خطرا حقيقيا لمفهوم المواطنية اللبنانية، هذه مسألة مختلفة هي طارئة، ويعني دائما أيام حُكم الرئيس الحريري لمدة عشر سنوات أو 15 سنة، كانت موجودة وكانت متفاعلة ومتصاعدة.
الأمر الثالث: ان رفيق الحريري رحمه الله، هذا الشهيد ، هو واحد من اللبنانيين الذي كان إستثناءا بتصرّفه ونجاحه، ولكنه ليس آخر اللبنانيين، لأن اللبنانيين قادرون بطبيعة زمنهم وتراثهم ومعرفتهم ، لبنان بلد مصدّر للمعرفة، وربما معروف ان معظم المهاجرين اللبنانيين الشباب هاجروا بسبب فرص عمل، وليس فقط بسبب خوفهم من وضع أمني أو من إنفجار.

أنا لا أنكر أهمية التأثير الذي يحدثه الإنفجار على اللبنانيين، ولكن كونهم يعرفون من يقوم بهذا الإنفجار، وكونهم يعرفون بأن صمودهم هو جزء من الرد على هذا الإنفجار، فأنا أعتقد أن الكثير منهم سيصمد وسيقاوم وسيثبت مرة أخرى ، أن رفيق الحريري هو واحد من اللبنانيين، وأن هناك الكثير من الناس الذين يرون فيه رفيق الحريري المقاوم، الصامد، صورة لحركتهم ولمستقبلهم.

س- هل أنت مطمئن ان حلم الشباب يمكن أن يعود وينهض شباب لبنان، ويبني لبنان مرة أخرى ، وينهض لبنان، هل أنت متفائل؟
ج- أنا من خلال تجربتي في الحياة ، وتجربتي اللبنانية ، أعتقد ان اللبنانيين لم ولن يفقدوا لا القدرة ، ولا الأمل على العمل من أجل مستقبل أفضل لبلدهم ولهم شخصيا.

=======