اليوم الثاني للزيارة الرسمية للندن: الأولوية لرفع جهوزية مطار بيروت ولا خيار إلا موجهة التطرّف

الأخبار 22 مارس 2016 0

تداعيات الوضع الأمني في ضوء تفجيرات بروكسيل الإرهابية كانت حاضرة في لقاءات وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع المسؤولين البريطانيين خلال اليوم الثاني من زيارته الرسمية إلى لندن.

وأكّد المشنوق أنّ الأولوية التي سيعطيها فور عودته إلى بيروت ستخصّص لمعالجة الثغرات الأمنية في مطار بيروت: “نظراً لخطورته، فالثغرات فيه قد توازي تلك التي كانت موجودة في مطار شرم الشيخ، وتسبّبت بتفجير الطائرة الروسية، وذلك حسب التقارير الغربية”. وشكا المشنوق من أنّ “التجاوب كان محدوداً في مجلس الوزراء الذي لم يأخذ في عين الاعتبار حجم الأخطار وانعكاساتها السلبية على سمعة مطار بيروت الدولية”.

وأشار إلى أنّه التقى قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط، الموجود حالياً في العاصمة البريطانية للقيام بدورة تدريبية، وأعطاه التعليمات اللازمة “بضرورة رفع الجهوزية الأمنية في مطار بيروت إضافة إلى الطلب من مختلف الأجهزة الأمنية رفع أقصى درجات الحيطة والحذر وتشديد الإجراءات الاحترازية”.

المشنوق شدّد، بعد لقائه وزيرة التنمية الدولية جوستين غرينينغ، في حضور كبار معاونيها ومدير الإدارة المشتركة في الوزارة العميد الياس الخوري، على أنّ “الخيار الوحيد لمواجهة الإرهاب هو بالمزيد من التعاون الأمني والتنسيق بين مختلف الجهات الأوروبية والعربية والدولية لمواجهة التطرّف”.

وقد بحث معها “أمن مطار بيروت، وأكّدنا أنّه خلال أسابيع قليلة، وبناء على مشاورات مع رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير المالية علي حسن خليل، ووزير الاشغال العامة غازي زعيتر، سيكون لهذا الموضوع أولوية وسنعمل على معالجته”.

وكشف أنّ “أساس البحث مع غرينينغ كان كيفية تنفيذ مقرّرات مؤتمر لندن للدول المانحة والجزء المتعلق بلبنان. وهي من المسؤولين المتحمّسين جدا لتحقيق تقدّم جدي لمعالجة أزمة النازحين السوريين في لبنان”.

وقال إنّه بحث معها “مقترحات عدّة قبل وصولي إلى لندن، في اللجنة الوزارية، منها متعلّقة بإقامات النازحين السوريين وإمكانية إعفائهم من الرسوم، أو إتاحة فرص عمل لهم وفق قانون العمل اللبناني، لكن الأمر يحتاج إلى تواصل أكثر ومناقشة إمكانيات تحقيق ذلك، بالطبع دون أن نقايض هذا بأيّ مطالب”.

وأضاف: “هم يفترضون وجود الكثير من الاستثمارات التي يمكن أن توظّف في قطاعات استراتيجية داخل لبنان، كما فعلوا في قطاع التعليم، لتشجيع الدولة اللبنانية على مزيد من تسهيل وجود النازحين السوريين بشكل سلمي وآمن، لأنّ التعليم والصحّة يشجّعان النازح والمواطن على أن يكونا أكثر انتماء إلى الارض المتواجدين عليها، وأكثر حرصا على أمنها وسلامتها، فكما تعلمون الأمن هو سيّد الكلام”.

وأكمل المشنوق: “أكّدنا على ضرورة استمرار التعاون الأمني القائم على أعلى المستويات مع البريطانيين ومع الأوروبيين بشكل عام، وتفعيله، وأوضحنا أنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية تقوم بعمل جديّ في مواجهة الإرهاب، يقدّره البريطانيون، وعلى أنّ خيارنا الوحيد الآن، الحقيقي والفعلي، بعد الذي حصل وقبل ما يحصل، هو مزيد من التصميم على مواجهة هذا التطرّف، بالتعاون مع المجتمع الدولي، ومع الدول العربية، ومع كلّ جهة تريد مواجهة هذا التطرف… خيارنا الوحيد هو المزيد من المواجهة”.

وتابع: “منذ ثلاثة أشهر وأنا أولي الوضع الأمني في مطار بيروت عناية خاصة ومتابعة دقيقة. وقد طرحتُ الموضوع في مجلس الوزراء وتم تخصيص مبلغ من الهبة السعودية الثانية التي توقفت، وكان الهدف سدّ الثغرات في بعض المواصفات الأمنية والتقنية المطلوبة. وأكثر الذين ساعوني في هذه القضية هو الرئيس نبيه بري الذي أرسل إليّ تقريراً أعدّته اللجنة الأمنية البريطانية التي زارت بيروت، وفيه إشارة إلى نقاط الضعف في المطار”.

واعتبر المشنوق أنّ “الخيار الوحيد المطروح أمامنا هو مطالبة وزارة المالية، فور عودتي إلى بيروت، بتمويل العقود الضرورية لإجراء التلزيمات اللازمة، وذلك بالتفاهم مع وزارة الأشغال العامة. وينبغي علينا الاعتراف بوجود عقبات إدارية مستمرّة منذ 20 شهراً تقريباً، حالت دون إجراء تلزيمات أخرى ضرورية، إن على صعيد تجهيز سور المطار أو في شراء معدّات وتجهيزات تقنية متطوّرة للكشف عن الحقائب. وهذه التلزيمات مموّلة من الخزينة اللبنانية في الأساس وهي عالقة في سراديب ودهاليز الإدارة نعرف من أين تبدأ لكن لا نعرف أين تنتهي. وفي كلّ مرّة أاراجع المعنيين كنت أتلقّى الجواب نفسه”.

وتابع: “لمستُ خلال زياراتي أوّل من أمس، قبل تفجيرات بروكسيل، في وزارة الخارجية البريطانية ومقرّ مستشار الأمن القومي، حال الاستنفار الأمني الذي هو في أعلى مستوى. بحيث كانت لدى الأجهزة الأمنية البريطانية معلومات مسبقة عن إمكانية وقوع عمليات تفجير، وبناء على هذه التوقعات كانت الإجراءات الأمنية مشدّدة للغاية”.

ثم انتقل الوزير المشنوق، يرافقه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والعميدان الخوري وضومط، إضافة إلى رئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان والعقيد خالد حمود، إلى مطار لندن سيتي، حيث أجروا، مع كبار مسؤولي النقل الجويّ وأمن المطارات، جولة تفقّدية على مختلف التجهيزات المتطوّرة لضمان سلامة الطيران وأمن المسافرين.