“الى أين ؟” – لماذا إزاحة رفيق الحريري؟

مقابلات تلفزيونية 13 فبراير 2006 0

س- لماذا قُتل رفيق الحريري تحديدا ؟
ج- أولا، أنا أُعجبت بالسؤال ، لأنه في اللحظة الأولى التي قُتل فيها كانت الناس تسأل من قتل رفيق الحريري، وكان دائما همي، لماذا قُتل رفيق الحريري؟ في ذلك الوقت أنا قلت ان قتل الرئيس الحريري بهذه الطريقة هو لإزاحته من أمام مشروع سياسي معين، وليس من أجل الثأر منه لخطوات سياسية قام بها في الماضي.

المشروع الوحيد الذي كان مطروحا على الطاولة في ذلك الحين ، وأنا إجتهدت فيه ، ولا أدّعي ان هذه معلومات، بل إستنتاجات، هو المشروع الإيراني الذي بدأت بوادره تظهر أكثر فأكثر ، الذي يمتد من طهران الى بغداد، ومن بغداد الى دمشق ، ومن دمشق الى بيروت. هذا المشروع لا يستطيع أن يكون ساري المفعول بسهولة، لو كان الرئيس الحريري حيا، وموجودا في موقعه السياسي، وأكرر القول أن هذا إجتهاد، وليست معلومات على الإطلاق. مع الوقت وحتى اليوم ، رغم كثرة المناقشة حول هذا الموضوع مع كثير من الأصدقاء في بيروت، وحول العالم، ومنهم خبراء، ومنهم صحافيون، وحتى أمنيون، لم أجد إجابة أخرى لماذا قُتل؟ غير ما قلته في بداية جوابي.

س- البعض يقول منذ إغتيال الرئيس الحريري إن سبب إغتياله أنه كان رجلا كبيرا جدا، وبالتالي أرادت دمشق إزاحة هذا الشخص الذي بات في الفترة الأخيرة يعاندها؟
ج- أنا لا أوافق على هذه النظرية بأن قتل الرئيس الحريري أسبابه تتعلق بالعلاقات بين لبنان وسوريا، أو بخلافات شخصية بينه وبين بعض المسؤولين السوريين. أنا لم أر الأمور في البداية بهذه الطريقة، المسؤولية السياسية في حينها وقعت على سوريا، وليست المسؤولية الجنائية، وهناك فرق بين المسؤوليتين، واللبنانيون بغالبيتهم حمّلوا سوريا مسؤولية سياسية. أما المسؤولية الجنائية فالجواب عنها لدى لجنة التحقيق الدولية، وانا لا أستطيع الجزم بهذا الموضوع.

س- يُقال ان هناك مشروع سايكس بيكو يحضّر للمنطقة ، ما رأيك؟
ج- أنا أدّعي وبعد الكثير من البحث، والتمحيص والإتصالات والأسئلة حول هذا الموضوع، منذ سنة حتى الآن، أدّعي أن الأمور لا تسير بهذا الإتجاه.

س- كان للرئيس الحريري رؤية ، وكان له دوره إن كان على صعيد لبنان أو على صعيد الوطن العربي، عبر علاقاته الدولية الكبيرة التي كان يتمتع بها، هل تعتبر الرئيس الحريري زعيما دوليا؟
ج- أنا لا أعتبر ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري زعيم دولي، فهناك مبالغة كبيرة حول حجم الرئيس الحريري، الذي هو في النهاية وفي البداية، رئيس وزراء لبنان ، ولا يمكن النظر الى الرئيس الحريري رحمه الله، من دون أن نراه رئيسا لمجلس وزراء لبنان. عندما تسلّم رئاسة الحكومة كانت له علاقات دولية بالرئيس الفرنسي، وكانت له أيضا علاقات مع السعوديين، نقطة على السطر، وليس أكثر من ذلك.
ومن خلال رئاسته لمجلس الوزراء، وأنا أدّعي أنني رافقته سنوات في تلك المرحلة، أنشأ علاقات عربية ودولية.
في الحقيقة هو كان وجها من الوجوه العربية البارزة جدا حول العالم العربي، ولكن الكلام عنه بأنه زعيم دولي غير دقيق.

س- هل تقصد أنه لو لم يكن رئيسا للوزراء، لما وصل الى هذه العلاقات؟
ج- طبعا، لما كان وصل الى هذه العلاقات، ومثلا هناك الكثير من رجال الأعمال في السعودية، وفي العالم يملكون ثروات أكبر من ثروة الحريري، وربما عندهم رغبات للعمل في الشأن العام، ولكنهم لم يستطيعوا إقامة مثل هذه الإتصالات والعلاقات العربية والدولية. هذه مسألة مختلفة، ولا ننسى أن رؤساء الدول في العالم أناس جديون، وليس لديهم المتسع من الوقت لمقابلة رجال أعمال، فهم لديهم رجال أعمال محليين أحجامهم تكفي لإستقبالهم، إذا كان الأمر يتعلق بالجانب المالي فقط.

إذا، الرئيس الحريري رحمه الله، هو رئيس وزراء لبنان، أتى الى هذا المنصب وعمل على تعزيزه، وتعزيز علاقاته العربية والدولية من هذا الموقع، وليس من أي موقع آخر، هو لم يأتِ الى رئاسة الوزراء وفي جيبه كل علاقاته العربية والدولية، بل أتى الى رئاسة الوزراء ومعه صداقة شخصية برئيس بلدية باريس في ذلك الحين، الذي أصبح رئيسا لفرنسا بعد ذلك ، وهو جاك شيراك. وطبعا صلته بالعائلة المالكة السعودية، إذ أنه عاش عندهم لسنوات طويلة.

س- إذا تؤكد ان الرئيس الحريري عندما تبوأ مركز رئاسة الوزراء، لم يكن لديه علاقة سوى مع الرئيس الفرنسي؟
ج- ربما كان له علاقة مع آخرين، ولكن هذه الشبكة من العلاقات نشأت بعد وصوله الى سدّة رئاسة مجلس الوزراء اللبناني، على الأقل، أنا أعرف الجانب العربي والجانب الإنكليزي والجانب الأميركي والجانب المصري، كل هذه علاقات نشأت بعد وصوله الى رئاسة مجلس الوزراء، فلذلك دعينا لا نحمّل الأمور حتى لا نخلق أسطورة ثم نقتلها.

إذا، عندما يكون الرئيس الحريري زعيما دوليا فربما نجد مئة سبب وسبب لقتله، ولكن هو لم يكن بهذا الوضع، هو كان صديقا لنادي الكبار، وليس عضوا في نادي الكبار. فهذا النادي بيوته ليست مفتوحة أمام أي احد في الشرق الأوسط، يعني لا يستطيع رئيس مصر رغم حجم مصر الكبير وتأثيرها في الشرق الأوسط، أن يكون عضوا في نادي الكبار، ولا يستطيع العاهل السعودي أن يكون عضوا في نادي الكبار، وبالتالي الرئيس الحريري لم يكن بهذا الحجم الذي يبرر ويعطي عشرات الأسباب لقتله ، أو لإغتياله في نفس الوقت، فدعينا نحدد حجمه ، وبعدها نتفق على سبب اغتياله ، هو زعيم لبناني كبير، وزعيم عربي كبير إستطاع أن يُنشىء زعامة عربية كبيرة لم يسبق لرئيس وزراء لبنان أن وصل إليها، إلا ربما رياض الصلح في ظروف مختلفة تماما عن الظروف التي نعيشها، وهو أيضا صديق لعدد كبير من رؤساء الدول ، أنشأ معهم صداقة بعدما تسلّم رئاسة الحكومة في لبنان.

س- لكن على الصعيد العربي معروف ان الرئيس الحريري كان له دور في العراق، وفي فلسطين، وفي نصرة القضايا العربية، هل هذا أيضا وهم؟
ج- أنا أدّعي بأنه كانت للرئيس الحريري صلات بكل هذه الدول ، ولكن لم يكن له دور، هذا أيضا مبالغة ، عندما نقول ان الرئيس الحريري عنده جهد أو لديه الوقت للإهتمام بكل هذه القضايا دفعة واحدة. نعم، هو أنشأ علاقة مؤخرا مع أياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق، وكانت له أيضا علاقات فلسطينية متواضعة وقليلة، وكانوا يتشاورون معه ببعض الأمور، فأنا لا أحب المبالغة بمسألة الأحجام، على الأقل على الصعيد الشخصي.

سؤال من متصل بالبرنامج: أستاذ نهاد أنت بدأت الحلقة بتحليل تتحدث فيه عن مخطط إيراني يشمل لبنان، فهذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها أن الإيرانيين هم من يرسمون الخطط وليس الأميركيين، مع أنه معروف ان الأميركيين هم من يرسمون ويخططون للمنطقة؟
ج- أنا لم أقل هذه معلومات، أنا قلت عندي إجتهاد سياسي، وأنا لم أنفِ الدور الأميركي أو المسؤولية الأميركية، أنا قلت إجتهادي السياسي ينص على أن هناك مشروعا سياسيا مطروحا في المنطقة، وهو قائم على هذا الهلال ، ما يسمى بالهلال ..

س- هل تقصد الهلال الشيعي؟
ج- أعتقد ان إستعمال كلمة شيعي تعبير غير سياسي وغير لائق، فأنا أعتبره مشروعا إيرانيا وليس مشروعا شيعيا.

س- لكن يشمل أطراف شيعية؟
ج- يشمل أطراف شيعية وغير شيعية، فعندما نقول سوريا، هل سوريا شيعية؟.

س- تقصد النظام في سوريا ، حيث النظام علوي؟
ج- العلاقات السورية – الإيرانية أوسع من الكلام المبّسط حول العلاقة بين النظام بالتحديد، أو بين النظامين هي أوسع من ذلك بكثير ، وهي ليست جديدة، وأعتقد ان عمرها اليوم أكثر من 20 سنة ، وهي علاقات وثيقة جدا.

س- معروف ان الرئيس الحريري كان يعتبر بأنه سفير لسوريا في بعض الأحيان لدى الدول العربية التي يتميز بعلاقات جيدة معها، فمن خلال معرفتك الدقيقة ، هل تعتقد بأنه كان هناك شيء سيء بين الرئيس الحريري وسوريا، يدفع سوريا الى إرتكاب جرم بهذا الحجم، بتصفية الرئيس الحريري؟
ج- بالتأكيد، وهذا أمر واضح ومعلن، أنه كان هناك علاقات سيئة بين الطرفين، ولكن كما قلت في البداية، أنا لا أعتقد أن إغتيال شخص بحجم الرئيس الحريري سببه علاقات سيئة مع هذا الطرف أو ذاك.

س- إذا أنت تخالف الرأي القائل بأن سوريا متهمة؟
ج- كلا، أنا لا أخالف ، ولكن أنا لا أقول ان العلاقة السيئة التي كانت موجودة في فترة بين الرئيس الحريري وبين القيادة السورية، والتي كانت موجودة ، ولكن أنا لا أعتقد ولا أقتنع بأن هذه الفترة بهذا السوء من العلاقة، يؤدي الى إتخاذ قرار بالإغتيال.

س- كيف ترى الحياة السياسية اللبنانية الحالية؟
ج- أنا أعتقد أن الحياة السياسية الحالية لها أسباب معينة، أولها وأهمها الإنتخابات التي تمت، والتي لم تتم بظروف طبيعية، ولا بقانون طبيعي، ولا بعناوين طبيعية، ولا بمفاهيم طبيعية ، ولا بتقسيم طبيعي، وبالتالي هذا القانون الذي سُمي في وقتها قانون المرحوم اللواء غازي كنعان، والذي تمت إنتخابات عام 2000 بموجبه، والذي أصلا وُضع على مقاييس سياسية لأشخاص محددّين لا يمكن إلا أن يأتي بالوضع السياسي الذي نعيشه حاليا.
ومع إحترامي لكل رأي مخالف لما أقوله، أنا أرى ان مسألة الأكثرية والأقلية في لبنان كلاهما وهم، ففي لبنان لا مكان إلا للإعتدال ، ولا مكان إلا لحسن الإدارة السياسية، ولا يهم أن تكون من الأكثرية أو الأقلية.

ونحن نرى ان كلمة أكثرية تُستخدم دائما، فالمعترض يستخدمها والذي يعتقد انه يملكها يستخدمها، ولكن الحقيقة لا احد يملكها.، لأن الأكثرية نتجت عن قانون إنتخابات غير طبيعي، وليس لأنهم لا يمثلون الناس، ولكن القانون لا يتيح تمثيل طبيعي للحياة السياسية اللبنانية وبالتالي أنتج نظاما سياسيا هجينا.

مثلا، في ما يتعلق بالرئيس لحود، لو كان النظام السياسي ناتجا عن إنتخابات طبيعية، ولها قانون إنتخاب طبيعي، لكان لديه طريقة أسهل للتفاهم حول مسألة بقاء الرئيس لحود أو عدم بقائه. إنما الذي حدث هو العكس تماما، وهو أنه لا يمكن التفاهم على أي عنوان، لأن كل طرف يعتقد أنه يملك ما لا يملكه ، يدّعي امتلاك ما لا يملكه، الآن لو تمت إنتخابات مبكرة على قاعدة النسبية، لوجدنا ان الكثير من الموازين قد تغيّرت وسوف تتغير الكثير من التصريحات، إذا هذه حالة هجينة لأنها وليدة نظام قانون إنتخاب هجين، ولا يمكن أن نشهد إستقرارا سياسيا على قاعدة الشكل السياسي الذي نراه الآن إستحالة.

س- بالعودة الى التحقيقات بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معلوم ان ميليس قدّم تقريرين قبل الإستقالة، ويقول فيهما أن ثمة أدلّة على تورط لبناني وسوري في هذا العمل الإرهابي.
ميليس إستقال وتركنا مع اللبنانيين نتساءل إن كان هناك أدلّة موثقة وموجودة على سوريا لماذا لا ينقشع هذا الغبار، ويوجّه الإتهام، ويتحول الى إدعاء وتُنشأ هذه المحكمة ويرتاح الجميع، ما الذي يعرقل ذلك؟
ج- أعتقد أنه في وصفكِ هناك تبسيط للأمر، سواء للتحقيق أو للشهيد رفيق الحريري. أنا بدون الدخول في تفاصيل،لا أدّعي المعرفة فيها، أنا لا أملك أي خيار غير الموافقة على عمل لجنة التحقيق الدولية، وإلا أكون قد قررت بيني وبين نفسي بأني محقق آخر، ويجب أن أشارك في تحقيق من نوع آخر للوصول الى نتيجة من نوع آخر أيضا.

أنا لا أملك أي خيار تقني أو مادي، ولا سياسي إلا لجنة التحقيق، بصرف النظر عما تقوله هذه اللجنة ، وأنا قرأت تقريري القاضي ميليس، وأدّعي أن لي بعض الصلات ببعض القضاة اللبنانيين ممن هم على صلة بموضوع التحقيق، لم أشعر ولا مرة أنهم يشكّكون في ما تقوم به لجنة التحقيق سواء التقرير الأول أو الثاني، أو بالعمل الذي يتابعه الآن القاضي براميرتس.

س- من عرقل عمل ميليس ولجنة ميليس، مادمت على صلة بالتحقيق؟ ولماذا يسير التحقيق ببطء؟
ج- هذه مسألة أجابوا عنها في لجنة التحقيق، وأنا قرأت في الجريدة نقلا عن مصدر مسؤول في لجنة التحقيق قوله، أن الوقت الذي إحتاجته هذه الجريمة من التخطيط بلغ 14 شهرا، وبالتالي يقول: أعطونا على الأقل مهلة موازية للخروج بنتائج نهائية وحاسمة مع أدلّة.

س- وزير الإعلام السوري الدكتور مهدي دخل الله قال في تصريحات نشرت في 24 الشهر الماضي، أنه لو كان لدى ميليس أي شيء يدين سوريا لما كان إستقال ، ألا ترى أن هذا الإستنتاج منطقي؟
ج- أنا أعتقد لو كان إستنتاجه صحيحا لكان إستمر وزيرا للإعلام.

س- بالنسبة للمعلومات التي أدلى بها عبدالحليم خدام، هل يحق لمنشق سياسي عن نظام أن يدلي بمعلومات؟
ج- لا يمكن حصر الشهادة بالمحايدين ، والشهود يكونون من كل الأطراف ومن كل الأطياف.

أنا لا أدّعي العلم في مسألة التحقيق، أنا أقول ان أمامنا خيارا واحدا نلجأ إليه لمعرفة الحقيقة، هو لجنة التحقيق الدولية والقضاة اللبنانيين المتعاونين معها، وأنا عندي ثقة مطلقة بالقضاة اللبنانيين، تحديدا الذين على الأقل أعرفهم شخصيا، بأنهم يملكون من المصداقية والنزاهة والأخلاق والشرف، ما يمنعهم من توجيه أي تهمة لأي طرف، دون أن يكون بين يديهم أسباب موجبة وجدية لتوجيه هذا الإتهام.

س- على كل نحن نعلم ان القضاء اللبناني لا يملك كل المعلومات المتوافرة لدى لجنة التحقيق؟
ج- هناك روايات كثيرة حول التحقيق، هناك حوالي مليون رواية.

س- هل تشعر أن هناك معطيات جديدة لدى المحقق الجديد سيرج براميرتس وأيضا فريق عمل جديد ، هل تعتقد بأن مهمة براميرتس ستكون أسهل من مهمة ميليس؟
ج- بالمعنى السياسي كلا، لديه العقبات السياسية ذاتها التي واجهها ميليس، وهذه لن تتغير لأنه تم تغيير رئيس اللجنة. والمؤكد ان براميرتس ذهب الى نيويورك ليبحث أولا وثانيا وثالثا بمسالة الإستماع الى المسؤولين السوريين، وكيفية مواجهة الرفض السوري، هل بدعوة مجلس الأمن؟ هل بطريقة ثانية؟ أنا لا أعرف الى أين وصلوا؟ والحديث عن المحكمة الدولية مازال مبكرا لأن الأمور في بداياتها الشكلية.

س- يُقال ان إنشاء المحكمة الدولية قد يستغرق ثلاث سنوات؟
ج- أنا سمعت مطوّلا من وزير العدل، أن المحكمة لا تحتاج الى وقت طويل، بل تحتاج لنقاش لبناني مع الأمم المتحدة، بحيث يتم التوصل سريعا لشكل هذه المحكمة وإنشائها.

س- هل تجد في تفكير الشيخ سعد الحريري تفكير الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟
ج- أعتقد ان الشيخ سعد لا يستطيع أن يتأثر بغير والده، ولكن هل ينجح في هذه التجربة أم لا ، هذه مسألة يلزمها وقت للحكم عليها.

س- كيف تستثني الأطراف الدولية والإقليمية التي لها أطماع واضحة جدا، وتحتل بلادنا منذ العام 1948 وقبلها كثير من الإنتدابات، وتستحضر الإيرانيين الذين ان صحّ وكان لهم مشروع، فهو مشروع متواضع ووطني، وإذا كان الرئيس الشهيد يدافع عن “حزب الله” في المحافل الدولية فكيف يقتلون رفيق الحريري؟
ج – أنا لم أقل ان الإيرانيين قتلوه، إنما قلت إنه قُتل من أجل مشروع كبير ، أجتهد في أن هذا هو المشروع، وأنا لست متأكدا ، هذه مسألة أجتهد فيها ولا أملك أية معلومات، وأنا قلت أن هناك مشروعا إيرانيا كبيرا واضحا في المنطقة ، وممكن أن يكون الرئيس الشهيد واحد من الجهات القادرة على تعطيله أو على إعاقة تقدمه.

س- أين لبنان الآن، فقد خرجت القوات السورية، هل نحن تحت وصاية دولية، رقابة دولية ، حماية دولية؟
ج- نحن لسنا تحت وصاية دولية ولا حماية دولية، وهذا كلام أعتقد انه مبالغ به كثيرا، أنا أعتقد أننا كوطن أصبحنا في وضع وطن سيد مستقل عنده نسبة عالية من الحرية، ولكن كدولة هناك سوء إدارة سياسية للمجموعة الموجودة الآن، لا تسمح بإظهار الدولة، بما يتطابق مع مفهوم الوطن السيد المستقل الحر.
هناك مشكل جدي في لبنان إسمه الإدارة السياسية بعد الإنتخابات التي تمت، وأنا قلت هذا الكلام في بداية الحديث.

س- من يفترض ان يمسك بهذه الإدارة السياسية، لكي يكون البلد وقد إستلم البلد 14 آذار؟
ج- أبدا، 14 آذار لم تستلم ، ما حدث في 14 آذار هو إنقلاب لم يكتمل.

س- هل لم يكتمل بسبب بقاء الرئيس لحود؟
ج- طبعا، هذه مسألة أساسية وإستراتيجية بالتوقيع على المراسيم ، هناك مشكلة بالبنية السياسية الحالية للبلد.

س- ألى أين تتجه؟
ج- برأيي الشخصي أنه دون إجراء إنتخابات وفق قانون جديد للإنتخابات، دون إجراء إنتخابات مبكرة على هذا الأساس لا يمكن للوضع السياسي أن يكون سويا.

س- هل يمكن للمحقق براميرتس أن يحقق شيئاً في المدة المتبقية البالغة أربعة أشهر فقط؟
ج- لا جواب.