الوفاء باتجاهين

قالـوا عنه 24 أبريل 2009 0

قبل انتهاء مهلة سحب الترشيحات منتصف ليل أول من أمس، انسحب من السباق مرشحون من الأرمن، ففاز من بقي، وهما أرمنيان، بالتزكية.
كان من المتوقع وفق ما اتفق عليه في الدوحة، ان ينسحب جميع المرشحين الشيعة باستثناء واحد، وجميع المرشحين السنّة باستثناء واحد، لكن هذا الامر لم يحصل .اذ انسحب ثمانية من المرشحين الشيعة وواحد من السنّة، وهذا يعني ان القوى السياسية لم تلتزم بالاتفاق، او ان بعض المرشحين لا يرغب في الانسحاب .وكما هو معروف، فإن الدائرة الثانية لبيروت تضم أربعة مقاعد موزعة كالأتي: سنّي واحد، شيعي واحد، أرمنيان .وقد تم الاتفاق على تجنيب هذه الدائرة معركة انتخابية قد تتحول الى معركة نارية او بالسلاح الابيض، على ان يكون المقعد الشيعي من حصة “حزب الله” (تنازل عنه لحركة “أمل”) والمقعد السني لتيار المستقبل.
إذاً، يطرح هذا الواقع، تساؤلا مقلقا عما يجري في بيروت الثانية، ولماذا بقي من بقي، وهل لأحد من المرشحين ان يقرر خوض معركة (محسومة النتائج) من دون حماية او تشجيع طرف سياسيظ.
يبتسم الزميل نهاد المشنوق، المرشح التوافقي في دائرة بيروت الثانية اذ يسمع هذا التساؤل، ويتطلع الى البعيد البعيد.
يعرف اصدقاء نهاد ان المقعد لن يزيد الكثير الى رصيده الشخصي الذي ما انفك يزيد عليه منذ السبعينيات وصولا الى توليه موقع المستشار الاعلامي للرئيس الراحل رفيق الحريري، مروراً بموقع المستشار الاعلامي للرئيس الراحل تقي الدين الصلح.
ويعرف اصدقاء نهاد انه لم يزل على قراره بأن يحفر الجبل بإبرة المثابرة وتراكم المعرفة والاطلاع وتوسيع قاعدة الصداقات.
أصدقاء نهاد المشنوق ليسوا قلقين. ولعلهم ارتاحوا اذ تأكدوا بأن الوفاء إنما يكون في محله، اذا كان في الاتجاهين.