الوطنية الكويتية مطالبة بحماية ديموقراطيتها التي ظهرت إبان الاحتلال العراقي بيروت

مقابلات مكتوبة 07 مايو 2009 0

مرشح الانتخابات اللبنانية أكد أن الكويت نقطة مضيئة في بحر الظلام الديموقراطي
وسام أبو حرفوش، الراي الكويتية

أعرب الكاتب السياسي المرشح للانتخابات النيابية اللبنانية الزميل نهاد المشنوق عن اعجابه بتجربة الكويت، معتبراً ان دفاعه عنها بمثابة الدفاع عن الصيغة اللبنانية ، داعياً “الكويتيين الى وقف جلد أنفسهم، فالتجربة الكويتية نقطة مضيئة في بحر الظلام الديموقراطي”، مؤكدا تمتعهم بأمير اشتهر بديبلوماسيته وحُسن ادارته السياسية، “وكل هذه المحاسن يجب الافادة منها”
وقال المشنوق، الذي كان شغل منصب المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري في حديثه مع “الراي” ان ” الوطنية الكويتية التي ظهرت ابان احتلال العراق للكويت مطالبة بحماية الديموقراطية النسبية وعدم المجازفة بها”، داعياً الى “الافادة من هذه الديموقراطية خدمة للكويت والمنطقة”، موضحا ان الكويت تملك تجربة قديمة نسبياً في الديموقراطية والانتخابات ، وهي تجربة غالية جداً في نظر كل شعب عربي… وهنا نص الحوار :

• كمراقب وكاتب مهتم بما هو أبعد من تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية وواقعها، كيف تقارب التجربة الكويتية وسط الصخب الذي يميزها أخيراً؟
ـ على الاخوة الكويتيين التوقف عن جلد أنفسهم أو التصرف كأنهم يعيشون وسط محيط التنافس فيه على الديموقراطية على أشده ، انهم يعيشون في محيط تظهر فيه الكويت نقطة مضيئة في بحر من الظلام الديموقراطي، وتالياً فإن استمرار تعاملهم مع نظامهم بمساوئه فقط من دون الاخذ في الاعتبار حسناته يجعلهم كمن يجلد نفسه، فهم يملكون تجربة قديمة نسبياً في الديموقراطية والانتخابات ، وهي تجربة غالية جداً في نظر كل شعب عربي، ولذا لا يجوز تبديدها وكأنها من باب تحصيل الحاصل، هذا غير صحيح وغير جائز وهذه مسألة حساسة جداً جداً جداً، انهم يملكون الوطنية بنسبة عالية جداً تجلت ابان الاحتلال العراقي للكويت، ويجب ان تظهر أكثر في حماية الديموقراطية النسبية، المعقولة والمقبولة، المنطقية والمقدور عليها، وليس محاصرتها بالمبالغات ، وغالباً ما أقرأ مقالات لسياسيين كويتيين أعرف بعضهم وأعرف انهم متحضرون وعصريون ولكن الحديث السياسي الذي أقرأه لا يعبّر عن عصرية ولا عن حداثة.
في الكويت يتمتعون بوجود أمير اشتهر بديبلوماسيته وحُسن ادارته السياسية ، فكان أقدم وزير للخارجية في العالم أو الثاني بعد (اندريه) غروميكو … وكل هذه المحاسن يجب الافادة منها وليس جعلها مكاناً للاشتباك والجلد وقهر الذات، وهذا الامر مسؤولية النخبة وليس مسؤولية العائلة الحاكمة فقط ، فالنخبة مطالَبة بالتعاطي مع المتغيرات ومع الحالات الاسلامية المحيطة واحتضانها واحتضان الاعتدال وتشجيع المدينين، وأنا من المعجبين بتجربة الكويت وأعتبر الدفاع عنها بمثابة الدفاع عن الصيغة اللبنانية، فكلتاهما من التجارب التي يجب الحفاظ عليها وتطويرها ضمن الممكن ومن دون المطالبات بالكبائر.

• الا تعتقد ان صعود ظواهر مثل التطرف والتشدد والتمذهب ناجمة عن أزمة المشروع العربي؟
ـ ناجمة عن أزمة النظام الاقليمي لا العربي، لكن ومن خلال ما أقرأه لم يتضح لي أن هذه هي الازمة الوحيدة ، وأعتقد ان آخرين ممّن ليسوا من الحركات السلفية أو المتدينين أو جزءاً من الظاهرة الاقليمية، لا يقلون حدة، فالحدة لا تقابَل بالحدة في السياسة ، لا بد من المواجهة السياسية لكن شرط الاخذ في الاعتبار محاسن التجربة الكويتية، ولولا هذه المحاسن لما أمكن للسلفيين والأصوليين التعبير عن وجهة نظرهم، وهؤلاء مدعوون للحرص على التجربة الكويتية للافادة منها في الاضاءة على أفكارهم في اتجاه المحيط والمنطقة، ولو كانت تجربة الكويت كأي تجربة خليجية أخرى، لما كان في امكانهم ايصال كلمتهم لأي مكان، لا المعارضة ولا الموالاة. وبهذا الكلام انا لا أدّعي الخبرة، بل الحرص.