الهجوم على المشنوق: “حرتقات” داخلية بـ”واجهة” إسرائيلية

قالـوا عنه 15 ديسمبر 2016 0
nohad-600x315
مادة إعلامية نشرها موقع “أورينت نيوز” صباح الثلاثاء اتهمت وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بالسعي للترحيل القسري للاجئين وبالتواصل مع رئيس نمكتب الأمن القومي في نظام الأسد اللواء علي مملوك لتحقيق هذه الغاية. هذه المادة التي سرعان ما حذفها الموقع، سبقها مادة أخرى نشرها موقع “النشرة”، تشير إلى أنّ الرئيس المكلف سعد الحريري سوف يستبعد الوزير المشنوق عن الحكومة أو عن حقيبة الداخلية أقله. فمن “يحرتق” على المشنوق في الداخل؟

قبل انقضاء 24 ساعة على تسريبات موقع النشرة الالكتروني والتي سرعان ما أكدت وسائل إعلامية عدم صحتها، فاجأنا موقع “أورينت” بمادة إعلامية اتهمت الوزير نهاد المشنوق بالسعي إلى ترحيل اللاجئين وأشارت خلالها إلى لقاءات جمعته باللواء علي مملوك.

الموقع الذي قام بحذف المادة وبتقديم اعتذار شبه رسمي للوزير بحسب ما علمت “جنوبية”، استند بمعطياته إلى المعارض كمال اللبواني، الذي أعاد نشر اتهماته على صفحته الخاصة في فيسبوك إذ قال: “أبلغتني مصادر غربية رفيعة أن وزير الداخلية اللبناني في حكومة حزب الله نهاد المشنوق قد أجرى اتصالات مع النظام السوري وينسق مباشرة مع علي مملوك لتنفيذ خطة ابعاد قسري للاجئين السوريين من لبنان باتجاه سوريا ، وقمت بالتحرك الممكن عربيا ودوليا لفضح هذا المشروع المناقض للمواثيق الدولية ولشرعة حقوق الإنسان … نرجوا أخذ الحيطة والحذر . كما نهيب بأخوتنا اللبنانيين ايقاف هذه الجريمة” .

وأضاف لاحقا: “عودة قسرية للاجئين من دون حل سياسي يعني تسليمهم للجلاد ليفعل بهم ما فعله بغيرهم … المشنوق محسوب على السنة في لبنان … ولا أدري إن كان البقية يقبلون وخاصة الشيخ سعد ، واللواء ريفي ، والسنيورة وغيرهم … أو بقية الوطنيين اللبنانيين الذين لا يتلقون تعليمات من قم”.

اللبواني الذي سبق وتبرأ منه “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بعدما زار اسرائيل للمشاركة في مؤتمر لمكافحة ما يسمى “الإرهاب”، ضمن مقال نشره على موقع المعهد الاسرائيلي للسياسة الخارجية والاقليمية («منتفيم»)، طالب إسرائيل بأن “تلعب دوراً أكبر في الساحة السورية، وأن تعمل على فرض منطقة حظر جوي في الجنوب السوري، وعلى استعمال الجولان كحديقة سلام وتعارف لسكان المنطقة الذين عصفت بهم الحروب”. وهو شكر دولة العدو على حنيتها وذلك بعدما منحته لقب “مانديلا سوريّة”، وذلك نتيجة لزيارته التي تكررت ثلاثة مرات إلى اسرائيل داعياً إياها للتدخل في الأزمة السورية. ها هو اليوم يصوّب سهامه الفيسبوكية ضد الوزير المشنوق في توقيت مثير للريبة.

نهاد المشنوق

لكن لماذا لم يصرّح اللبواني بما في جعبته في وقت سابق؟ ولماذا هذا التوقيت الداخلي والإقليمي، إذ أنّ هذه الاتهامات التي طالت وزير الداخلية والبلديات تأتي بين مناخ شعبي لبناني متعاطف مع حلب ومع اللاجئين لاسيما بعد النكسة الأخيرة، وبين مناخ سياسي على مشارف تأليف الحكومة وتشوبه العديد من التسريبات منها استبعاد المشنوق نفسه.

ولأن المشنوق هو الرابط بين المرحلتين، واستناداً لخلفية اللبواني، بات من الواضح أنّ ما يشاع في هذا المرحلة الدقيقة ليس إلا “حرتقة داخلية”. إلا أنّ المنصة لم تخدم التشويش المقصود إثارته حول المشنوق، هذا التشويش الذي تمّ اختيار منصة “ساذجة” له، وهو المعارض المطرود والمتهم بالعمالة لإسرائيل، وذلك تبعاً لمواقف هو نفسه صرح عنها. فهل هذه الحرقة مصظرها من داخل أجواء 14 آذار نفسها.

هذه الاتهامات والتسريبات ومصادرها تسقط اي شكوك حول أيّ من الأطراف اللبنانية بدءاً من حزب الله و وصولاً إلى التيار الوطني الحر، فالداخلية محسومة لتيار المستقبل، والمستفيد الوحيد هو من ينتمي إلى الخط الواحد والذي لغاية في نفس يعقوب يريد الحرتقى وفتح باب إعلامي لمحاولة إقصاء الوزير عن تشكيلة الرئيس المكلف.

من ناحية ثانية لا بد من التوقف عند الشخصية التي زج اسم المشنوق في ميدانها وهو “علي المملوك”. فالوزير الذي يقابل أهم الشخصيات الدبلوماسية في أميركا والخليج ودول أوروبية عديدة، هل هو في موقع الذهاب إلى مصر لمقابلة ضابط سوري؟!
لا سيما وأنّ جنوبية قد علمت من مصادر مؤكدة أنّ اللواء علي مملوك يزور بيروت من حين إلى آخر، ممّا يعني انّ هذه اللقاءات كان يمكن لها أن تعقد في المدينة نفسها دون التوجه إلى بلد آخر.

أخيراً، قرار ترحيل اللاجئين السوريين من لبنان ليس قراراً محلياً، ولا بيد المشنوق، هو قرار دولي تتشارك به عدة دول، واعتذار “أورينت” وحذف المادة، وخلفية اللبواني، تجعل أي دفاع عن الوزير لا مساحة له.. “قل لي من تحاور.. أقول لك ما صدقك”. ولو صدق المصدر لتمسك الموقع بما نشره ولو جرّه ذلك إلى القضاء.