النائب غير المنضبط

قالـوا عنه 25 أغسطس 2009 0

لم يكن ينقص نهاد المشنوق النيابة ليبرز في السياسة وفي “لعبة” الموقف. بل جاءته النيابة تتويجاً، بانتظار التتويج الحكومي الآتي لا محالة، في المستقبل القريب أو البعيد.
فمنذ قرّر الترشّح الى الإنتخابات النيابيّة بالتفاهم مع النائب سعد الحريري و، يُقال، بمباركة من دولة عربيّة غير خليجيّة تربط المشنوق علاقة جيّدة بمسؤولٍ فاعلٍ فيها، الى أن بلغ البرلمان عضواً في كتلة “المستقبل” النيابيّة، برز المشنوق كشخصيّة سياسيّة تملك هامشاً من الإستقلاليّة والإقدام في مواقفه ما أتاح له انتقاد “الإجتماع الأمني” الذي شارك فيه ممثّل عن “تيّار المستقبل” وإطلاق أكثر من موقف متميّز عن كتلته، آخرها الموقف الإنتقادي للنائب وليد جنبلاط.
قبل النيابة وصلت “لقمة” المنصب الوزاري الى “فم” نهاد المشنوق عند تشكيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الحاليّة، إلا أنّ الوزارة طارت بعد أن طار المشنوق قادماً من إجازة في الخارج بعد أن أُبلغ بأمر الحقيبة الوزاريّة.
بدأ نهاد المشنوق عمله مع الرئيس رفيق الحريري في إقرار القانون التأسيسي لشركة “سوليدير” في مجلس النواب، قبل تكليف الشهيد الحريري بتشكيل حكومته الأولى في العام 1992. ثم أصبح مستشاراً سياسيّاً للرئيس، من العام 1988 وحتى العام 1998، تاريخ إلزام الأمن السوري له بالتخلي عن عمله ومغادرة لبنان لأسباب تتعدّد الروايات عنها، فصار يتنقّل بين باريس والقاهرة، لمدة خمس سنوات قبل عودته إلى بيروت، في العام 2003.
كتب في صحف متعددة بينها: “النهار” و”السفير” اللبنانيّتين، و”الحياة” العربية، و”الوطن” السعودية. قبل ذلك، ساهم المشنوق في تأسيس “اللقاء الاسلامي” برئاسة المفتي حسن خالد في العام 1983، وهو الهيئة السياسيّة الأهمّ في منتصف الثمانينات التي دعت الى إنهاء الحرب الداخليّة وعُرفت بمعارضة سوريا.
اغتيل رئيسه المفتي حسن خالد والنائب ناظم القادري، وأُبعد الرئيس تقي الدين الصلح إلى باريس، وتوفي هناك. فسافر المشنوق للإقامة في قبرص ومن ثمّ الى باريس، في أواخر الثمانينيّات
بدأ المشنوق حياته المهنيّة في صحيفة “بيروت المساء” التي أسّسها السياسي والصحافي الراحل عبدالله المشنوق، ثم عمل في مجلة “الحوادث” الأسبوعيّة حيث تتلمذ على أيدي الراحلين سليم اللوزي ومحمد جلال كشك.
تخصّص في قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، حتى أصبح من المراجع المعتمدة مهنيّاً، بسبب علاقته الوثيقة بالقيادة الفلسطينيّة وغيرها من القيادات العربيّة.
كما كتب في “الأسبوع العربي” و”الصيّاد” و”الانوار” و”الدستور” وراسل “المنار” اللندنيّة من بيروت الى أن استقرّ في “النهار العربي والدولي” حتى 1983، تاريخ تفرّغه للعمل في اللقاء الاسلامي.
لمع المشنوق كاتباً بقدر ما يلمع حاليّاً نائباً، وهو ككاتب أو كمستشار أو كنائب يبقى مثيراً للجدل تحوم حوله وحول علاقاته السياسيّة أقاويل كثيرة يصعب الجزم في مدى صحّتها. إلا أنّ ما يمكننا أن نجزم به هو أناقة الرجل في الكلام وبراعته في التحليل… أمّا مواقفه السياسيّة فمسألة تحتاج الى نقاشٍ لأنّ الإجماع على موقف أحد السياسيّين اللبنانيّين بات من صنف العجائب.