الملك عبد الله بن الحسين لـ”السفير”: معنيون باستقرار لبنان

مقالات 18 يونيو 2008 0

عمّان :
الضباب السياسي يلفّ العاصمة الأردنية. فللمرة الاولى منذ زمن طويل يعود السؤال التقليدي الى توهّجهه. لو حصلت التسوية ماذا سيحّل بالفلسطينيين المقيمين في الأردن. هل يعودون من حيث أتوا. ام أن التسوية لا تطالهم، فينتسبون الى حيث يقيمون مع ما يعني ذلك من اضطراب في الهوية الاردنية .ماذا لو حصل العكس أي لا تسوية فلسطينية ـ اسرائيلية وهو الواقع الحالي. ما هي السياسة المنتظرة لمواجهة العجز العربي والتراجع الاميركي والتعنّت الاسرائيلي ؟كيف يتعامل الأردن مع المشروع الايراني المتقدّم، الموافق على المفاوضات الاسرائيلية ـ السورية والمشجّع على الهدنة بين “حماس” في غزة والاسرائيليين. ماذا سيفعل الاعتدال العربي في وجه قوى الممانعة ولو اللفظية منها.هل حان وقت الاعتراف بانسداد الأفق امام سياسة التفاوض والبحث في البدائل .هذه وغيرها من الاسئلة تزيد من الضباب السياسي في عمّان عاصمة البلد المحاط بسوريا من جهة والعراق من جهة أخرى واسرائيل من جهة أولى. بينما ينقسم تعداده السكاني بين فلسطيني يريد العودة الى ارضه وأردني يريد له ولغيره هوية وطنية، آمنة، لا تعصف به حدود الأزمات التي تشكّل جغرافية الأردن.
لا يصل الضباب الى “الحسينية” نسبة الى الراحل الحسين بن طلال، وهي تسمية المبنى الجديد الذي لم يكتمل لمكاتب العاهل الأردني الشاب. يجد العاهل الهاشمي الشاب في الاسئلة قناعة لمزيد من الاندفاع نحو العالم. لا يترك باباً الا ويدقّه دفاعا عن قناعاته ومصالح نظامه في الوقت نفسه. الاندفاع ميزة من مزايا الملك الشاب. لو سألت أحداً من معاونيه عن عدد رحلاته السنوية الى عواصم العالم لاحتار في الاجابة اذ ان العاهل الاردني يستسهل اجراء المواعيد الرئاسية والملكية ويستسهل أكثر ركوب الطائرة الى حيث يريد الذهاب .
بعد تسع سنوات في الحكم عرف العاهل الاردني ان قدره هو ان يواجه العواصف مهما قويت رياحها وعلا صوت ضجيجها. انما اولويات هذه المرحلة بالنسبة له تختلف عن السنتين الفائتتين. تراجع انتظار فوائد السياسة الاميركية وتقدّمت ضرورة العمل العربي المشترك. وصار لا بد من فتح الأبواب العربية على بعضها البعض. انتهت المقابلة مع الملك عبدالله الثاني في “الحسينية” ليطير بعدها مباشرة الى جدّة. لم يجد وقتاً لتغيير بذلته الا في الطائرة. اذ ان ما رأيته عليه من ثياب هو غير ما ظهر في صور استقبال العاهل السعودي له، حاملا معه قَدَرَه وتفاؤله وثباته على أفكاره التي مهما ارتبكت لا تجعله يلجأ الى اليأس.عاد العاهل الاردني الى بلاده بعد ساعات لأقع أنا في “دعوة” وزير بلاطه الملكي الدكتور باسم عوض الله “مولّد الأفكار الدائم” ومدير الاعلام الملكي أمجد عضايلة الذي زاده موقعه حذرا. وان لم يأخذ منه صبره وهدوءه . فكانت هذه الاسئلة والأجوبة مع ملك صار أليفا مع العواصف الى حد التمييز بين أصوات رياحها.

الاعتدال العربي :
تعقد منذ سنتين اجتماعات لقيادات الدول “المعتدلة” ووزراء خارجيتها ورؤساء أجهزتها الأمنية. ألا ترون أن هذا السياسة وصلت إلى طريق مسدود. وما هي خياراتكم الآن؟
لا أشك أن أوضاع المنطقة صعبة للغاية. لقد بذلنا على مدى السنتين الماضيتين جهودا كبيرة من أجل التركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها قضيتنا الأولى وأساس الصراع في المنطقة، وكنا نؤكد للأميركيين والأوروبيين وغيرهم أن حل هذا النزاع هو مفتاح الحل للنزاعات الأخرى في المنطقة. سنواصل جهودنا واتصالاتنا مع أشقائنا العرب، ومع الولايات المتحدة وإسرائيل للتأكيد على ضرورة إحراز تقدم في عملية السلام. وقد تحدثت مؤخراً مع عدد من قادة الدول من بينهم رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون والرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي ومع عدد آخر من قادة الدول الأوروبية لتقف إلى جانبنا من أجل دعم العملية التفاوضية لتحقيق نتائج قبل نهاية هذا العام.وخلال لقاءاتي مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين لمست أنهم متفائلون بالرغم من أن المؤشرات والمعطيات على الأرض لا تدل على ذلك. ولكن علينا أن لا نستسلم ويجب أن نواصل الضغط في اتجاه تحقيق السلام. هذا هو خيارنا الإستراتيجي الذي لن نتراجع عنه مهما تراجع الدور الأميركي في المنطقة وتناقصت الثقة العربية فيه. ومهما أوجدت السياسة الإسرائيلية من عقبات سواء في المستوطنات الجديدة أو في غيرها من قضايا النزاع. وهذا هو العنوان الرئيسي للمشروع العربي الذي نعمل عليه منذ أكثر من ثلاث سنوات، آخذين في الاعتبار أننا بحاجة إلى العمل أكثر من أي مرحلة أخرى وضمن روح الفريق الواحد كي نضمن نتائج ايجابية.
أمّا في لبنان، فبالرغم من قلقنا إزاء ما جرى من أحداث مؤسفة، إلا أننا نعتبر ما حصل في الدوحة بداية جيدة، نأمل أن تقود إلى انفراج كامل وتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. لكن في المقابل ما زالت هناك تساؤلات كثيرة فيما إذا كانت المشكلة قد انتهت، أو لم تنته؟ وما هو الدور المطلوب من الدول العربية لمساندة لبنان ووحدته، وسيادته؟ وكذلك الوضع في غزة. هل ما نراه هو هدنة بانتظار تطورات نجهلها أم خطوة على طريق الحل. هذه هي الأجوبة التي نسعى للحصول عليها بالتشاور مع القيادات العربية حتى لا نفاجأ بما لا نريده لا في لبنان ولا في فلسطين ولا في العراق.إنني على اقتناع تام بأهمية وجود تنسيق أكبر بين دول الاعتدال.
وقد قمت أول من أمس بزيارة للمملكة العربية السعودية وبحثت مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العديد من الموضوعات المتعلقة بالوضع العربي بشكل عام. وتناولنا بشكل خاص مستقبل العلاقات بين الدول العربية والعراق وعلاقات دول الاعتدال أيضاً مع سوريا. وقد وجدت لدى خــادم الحرمين الشريفين ما عهدته دائما فيه من مسؤوليــة وجديــة وإخــلاص تجاه معالجــة التطــورات في المنـطقة.دعني أؤكد لك أن هناك مواضيع نناقشها بكل شفافية ووضوح وايجابية مع أشقائنا السعوديين والمصريين وعدد من دول الخليج بخصوص الأوضاع في فلسطين ولبنان والعراق وكيفية التعامل معها من منظور عربي يخدم مصالح أمتنا العربية.

العراق:
ماذا بشأن إعادة السفير الأردني إلى بغداد؟
سوف نرسل سفيرنا إلى بغداد قريباً، لأننا نؤمن بأن علاقاتنا مع العراق يجب أن تسير بشكل إيجابي وتخدم مصالح البلدين. وقد أجرينا الأسبوع الماضي في عمّان مباحثات مفيدة وقيمة مع رئيس وزراء العراق نوري المالكي، وأعتقد أن كلنا خرج مرتاحاً للإجراءات المتفق عليها لتحسين وتقوية العلاقات بين البلدين.لقد تشرفت بمقابلتكم قبل سنة في بيت الأردن، وكنتم جلالتكم وقتها تتحدثون عن التنسيق الرباعي وبعد ذلك تطور إلى سداسي. والظاهر الآن انه ثنائي. ويبدو أن التنسيق المصري السعودي أقوى بكثير من التنسيق الأردني في إطار المجموعة ذاتها … والحديث الآن عن العودة إلى التنسيق الثلاثي … فما قول جلالتكم في هذا الشأن؟إنني أرى، وعلى العكس من ذلك، أن التنسيق الأردني المصري السعودي هو اليوم أقوى من أي وقت مضى. فالاتصالات واللقاءات بيني وبين خادم الحرمين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك وقادة دول عربية أخرى متواصلة ولم تنقطع، وتجري في إطار من الصراحة والشفافية. ما يهمنا كدول معتدلة هو التعامل مع قضايانا العربية من منظور عربي وبعيداً عن أي تدخل إقليمي أو أجنبي.

هل يعني هذا الأمر أن هناك تضامنا قويا؟
بالتأكيد، هناك تضامن، أما القوة والفعالية فمتروكة للنتائج. ونحن قلوبنا مفتوحة دائماً للاستمرار في التنسيق والتشاور مع الأشقاء العرب، وليس مع الدول التي ذكرتها وحسب بل مع جميع الدول العربية وبما يصب في خدمة قضايانا ومصالحنا المشتركة بالاعتماد طبعا على رؤية وتصور واضح في هذا الشأن لنتمكن من تعزيز العمل العربي المشترك، وتحقيق التضامن الفعلي وحل مشاكلنا بأنفسنا.وإنني اليوم على قناعة بضرورة العمل كفريق واحد، وأن نعمل سوياً ومع إخواننا في سوريا أيضاً، لنخرج بإستراتيجية واضحة وتصور موحد، لحل كل المشاكل التي تواجهنا.

ولكن هناك مدرستين الأولى تقول بإمكانية العمل العربي من دون سوريا، والثانية لا ترى العمل العربي ممكناً من دونها؟
سوريا جزء أساسي من العالم العربي وركن حيوي في العمل العربي المشترك. لقد خرجت من لقائي مع الرئيس بشّار، خلال زيارتي الأخيرة لدمشق، بانطباع أنه يسعى إلى تحسين علاقاته مع الدول العربية، ويعمل من أجل تحقيق التضامن بين الدول العربية.إنني أؤكد لك أن الدول العربية إذا استطاعت أن تفكر بنظرة إستراتيجية ووضعت خططا واضحة ومحددة، سنتمكن من توسيع قاعدة العمل والتنسيق والتشاور ليشمل اكبر عدد من الدول العربية.إن التحديات والمشاكل التي تواجهنا سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان أو السودان لن تحل بلغة المجاملات بل بالعمل المخلص الجاد، والتضامن الحقيقي وتشخيص المشكلة بشكل دقيق، وعلى العموم فإننا اليوم ندرك المشاكل التي تواجهنا ونعلم أسبابها ودواعي استمرارها، ولكننا في نفس الوقت أيضاً ندرك الحلول لها ونعرف ما هو المطلوب عمله من الجميع.
عندما أتذكر حديثكم جلالة الملك في الكونغرس وأقرأ خطاباتكم وآخرها في كلية ودرو ولسون وأكسفورد، واضح من تحذيراتكم أنه لا يوجد شخص يستطيع أن يعطي درجة أعلى من التحذيرات… طيب إذا لم يتجاوب المجتمع الدولي وخاصةً الإدارة الأميركية … والوضع الإسرائيلي والعربي مثل ما تفضلتم، عند ذلك تكون سياسة حماس هي الأصح في مواجهة هذه الوقائع الجديدة؟
لقد سمعنا مؤخراً كلاماً وتحليلات صحافية وسياسية كثيرة حول تراجع دول الاعتدال وخط الاعتدال في العالم العربي. ولكن قبل الإجابة دعنا نحدد ما هو الاعتدال؟ أليــس هو توفــير الأمن والاستــقرار لشعــوبنا، وبناء المســتقبل الأفضل، وإعادة حقوقــنا المشــروعة بعيداً عــن لــغة العــنف والحـروب الــتي ما جلــبت غــير الــكوارث والهــزائم؟وإذا كان يؤخذ على دول الاعتدال أن لديها قنوات اتصال وتفاوض مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ففي المقابل بدأ الطرف الآخر باتباع ذات النهج! أليس هذا نجاحاً إذا لمنطق الاعتدال. فسوريا اليوم تفاوض الإسرائيليين على إعادة أراضيها المحتلة وهذا تطور إيجابي وتوجه ندعمه، وجهات أخرى تسعى للتهدئة والهدنة مع إسرائيل، وآخرون يسعون للتهدئة عبر مبادلة الأسرى. إذاً المنطق ـ خارج سياق الخطابات ـ يكاد يكون واحداً. فأين التراجع برأيك!

فرصة لأميركا
على كل حال، السياسة الأميركية في المنطقة لا تساعد عمليا؟
كنا نأمل بعد زيارة الرئيس بوش الأخيرة للمنطقة وخطابه في شرم الشيخ أن يحصل اختراق كبير فيما يتعلق بالعملية السلمية، ولكن ساد الشعور في الشارع العربي بخيبة الأمل وتكون انطباع بعدم الجدية في تحقيق السلام.ولكنني اعتقد أن الفرصة لا تزال متاحة أمام السياسة الأميركية للدفع باتجاه تحقيق تقدم في عملية السلام ومساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على تجاوز العقبات والصعوبات التي تعترض العملية التفاوضية حول جميع قضايا الوضع النهائي بهدف إحداث تقدم على الأرض يلمسه الفلسطينيون ويحيي آمالهم في إقامة دولتهم المستقلة واستعادة حقوقهم المشروعة.

الحوار مع سوريا
لنتحدث عن تجربتكم من خلال الحوار مع القيادة السورية، والتي أثمرت علاقات ثنائية جدية. ولكن لا زالت سوريا، بالمعنى العام للأمور، في المشروع الآخر. والسؤال هنا هو إذا كانت سوريا تفاوض سياسيا، وحماس تفاوض على الأمن، و”حزب الله” يفاوض على الأشلاء والأسرى. إذا لا يوجد اعتدال وغير اعتدال، بل هناك مشروعان سياسيان مختلفان، وكل واحد له وجهة نظر مختلفة، ويبحث عن نتيجة. هل ترى أن هناك تطورا في المنطق السوري في هذا الاتجاه؟
كما ذكــرت ســابقاً فإن التقارب بــين المشــروعين وارد. وأود التأكيد أن العلاقــة بيــني وبــين الأخ الرئيـس بشــار الأسد والحـمد لله قوية جداً والعلاقــات بين البلديــن علــى المســتويات المختــلفة متمـيزة. هناك تحديات في سوريا وأيضا في الأردن، وهناك تفهمّ مشترك إزاءهما، ونعمل معاً في البلدين لمواجهتها. إنني أؤكد هنا أنه لا غنى للأردن عن سوريا، ولا لسوريا عن الأردن، فالروابــط بين البلدين والشعبين تاريخية. وعودة إلى سؤالك حول المنطق السوري، وإن كان قد تغيّر؟ فهذا موضوع مرتبط بمصالح كل بلد، لكن لا غنى لسوريا عن أمتها العربية وعمقها العربي، وبغض النظر عن علاقات سوريا مع إيران أو غيرها يبقى العمق العربي هو الأساس. وأعتقد أن المستقبل سيكون أفضل بالنسبة لعلاقات الدول العربية مع بعضها البعض.

كيف تنظرون إلى المفاوضات السورية الإسرائيلية؟
ما لمسناه لغاية الآن أنه لا يوجد جدية لدى الإسرائيليين، وحتى في الموضوع الفلسطيني، وبدأنا نلمس عراقيل وعقبات عديدة يضعها الإسرائيليون مثل موضوع الاستيطان وغيرها لمماطلة قيام الدولة الفلسطينية، ورغم ذلك لن نستسلم ونأمل أن نلمس تقدما حقيقيا على الأرض وجدية في التعامل مع المفاوضات سواء مع الفلسطينيين أو مع السوريين.

هل تعتقد أن إيران ستسمح باقتراب النظام العراقي من الدول العربية؟
أعتقد أنه يجب أن نستغل الفرصة ونمد أيدينا إلى العراقيين وندعم علاقاتنا كعرب مع العراق، ولا مجال للتردد أو تأجيل المبادرة باتجاه العراق حتى لا نخسر هذا البلد وشعبه. إنني أرى أن هناك تحسنا طرأ مؤخراً لا سيما في الشق الأمني والمشاركة السياسية. وعلينا كــدول عربــية أن نستغل الفرصة اليوم لدعم العراق وإعادته إلى محيطه العربي، خاصة مع تشديد الحكومة العراقية وملاحقــتها المليــشيات والجماعات الخارجة على القانون والمرتبطة بالخــارج. والتي استــهدفت تــقويض أمن واستقرار العراق.إن مسؤولية بناء علاقات قوية بين الدول العربية والعراق هي مسؤولية مشــتركة تتحــملها الدول العربــية والعــراق، فغياب الدور العربي وعدم الحضور الفـاعل للعـرب في العــراق تستفيد منه جهات أخرى.وقد أصبح العــراقيون، من أكراد وسنة وشيعة، أكثر إدراكا لأوضاعهم ومستقبلهم المشترك من قبــل. كما أنهم يدركون كذلك ضرورة مد يد التعاون مع بعضــهم البعض، وهذا يصب في الدرجة الأولى في مصلحتهم جمــيعا. إنــني أرى أن هنــاك تفاؤلا في الموضوع العراقي، كما أن نجاح العرب في التعامل بايجابية مع العراق سيعزز من هذا التفاؤل.

من اجل لبنان
لماذا كان رد الفعل الأردني أقل بكثير من الرد المصري والسعودي على ما حدث في لبنان؟
في الأردن نحن نعمل دائما، ولا ندعي الفضل لأنفسنا. لقد تحدث رئيس الوزراء فؤاد السنيورة معي خلال احداث لبنان الأخيرة وطلب مني التدخل والمساعدة في تشكيل اللجنة العربية لحل الأزمة، وبذل الأردن جهودا لكي تكون هذه اللجنة مشكلة من دول عربية مؤثرة، وتمكنا بالفعل من إقناع دول عربية أخرى للانضمام لهذه اللجنة التي كان لها دور مهم ورئيسي في التوصل إلى صيغة الحل التي تم التوافق عليها. وكانت المشاركة الأردنية في هذه اللجنة بمستوى وزير خارجية حرصاً على دور وحضور أردني فاعل.في الموضوع اللبناني، الأردن معني بشكل دائم بالحفاظ على استقرار وسيادة لبــنان وعلى سبيل المثال كنا أول من أصر على ضرورة الانسحاب الإسرائـيلي الكامــل من مــزارع شــبعا، وفي مختلف لقاءاتنا مع الأطراف الأميركــية والإسرائــيلية والدولــية بشكل عام كنا نضع هذا الموضوع على رأس أولويــاتنا، وعمــلنا بشــكل متواصل مع إخواننا في لبنان والعالم العــربي من اجـل تحــقيق هذا الــهدف بالسرعة الممكنة.

لمست من خلال متابعاتي أن الأردنيين قلقون إزاء المستقبل خاصة إذا لم يكن نتيجة العملية السلمية قيام دولة فلسطينية؟
لقد تعودنا على مثل هذه التسريبات الإعلامية والتحليلات السياسية ولا نخشى على مستقبل الأردن، ونحن متفائلون بأن الأردن الذي جابه تحديات عديدة سيمضي لتحقيق مستقبل أفضل، فهذا البلد وجد ليبقى، والأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين.لقد تعايشنا مع الصراع العربي الإسرائيلي على مدى نصف قرن، ودافعنا عن حقوق الأردنيين والفلسطينيين وسنبقى راسخين في مكاننا، مؤمنين بعدالة قضــيتنا، وبحــق الشعب الفلســطيني في دولة وهوية فلسطيــنية مســتقلة على أرض فلسطين. والفلسطــينيون لن يقــبلوا بديلاً لوطنــهم فلسـطين.وعلى إسرائــيل أن تعي هذه الحقــيقة وتـسلّم بالوجود الفلسطيني وبحتمية التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

حوار أجراه الزميل نهاد المشنوق مع الملك الأردني عبد الله الثاني