المشنوق من قامات الزمن الجميل

قالـوا عنه 26 أغسطس 2016 0

Nouhad_Machnouk_-8_ph-_Nasser_Trabulsi_119073_large_458071_large

جديرٌ بالاصغاء والانتباه، الوزير نهاد المشنوق عندما يتحدَّث في الشؤون والشجون اللبنانية، كونه يملك الى جانب المعلومات القدرة على التحليل والرغبة في الصراحة. ولديه، كذلك، ما يؤهله لوضع حقائق الأمور والتطورات والأحداث أمام المواطن بكامل الحرية. وبكل وضوح ودقَّة وثقة. بل بكل ما لها وما عليها. وكما لا يستطيع كثيرون جلاء غموضها.

إنها شهادة بعد فترة تأمّل ومتابعة مزمنة، وحديثة، ومستمرَّة: قِلَّة هم الذين يقفون وقفات هذا الرجل، هذا الوزير، عندما يكون النظام والكيان والصيغة والاستقرار في الدقّ. فإنه لا يتهاون. ولا يتردد في تشريح ما يُقال وما يُقصد. فهو يتقن فن التشخيص للداء، ووصف الدواء، والكلام المكمِّل وبتأنٍّ ودقَّة.
فاصغوا اليه حين يتحدَّث عن الوضع الداخلي بكل معطياته ومستجداته، وأهداف الذين يحرصون على طبخ الأزمات وفبركة التعقيدات، خدمةً لأهداف ومآرب شخصانيَّة. ولا تعيروا اهتماماً لأقوال بعض الموتورين المغرضين الأنانييّن، الذين لا يتورعون عن زج البلد في المآزق سعياً الى مآربهم وتحقيق أوهامهم الشخصيانية المفضوحة من زمان وزمان…
فالوزير المشنوق من عاداته وتقاليده أن يضع النقاط على الحروف، من دون انحياز أو استجابة “لمتطلبّات المرحلة”. لا بدَّ أنه يتمتع بالكفاية العالية سواء في حقل وزارته، أم على المستوى السياسي في البلد بصورة عامة. ودفاعاً عن الحقيقة والنظام ووطن الثماني عشرة طائفة.
وكم يبدو رجل دولة من طراز راسخ الإرادة والمعرفة، حين يتصدّى للذين أعمت الشهوات قلوبهم وعقولهم ونفوسهم.
تابعته بمواكبة يومية، وفي مختلف الحالات والمواقف، فأدهشنى بصلابته ورؤيته وتوازنه في الشدائد.
بواقعيَّة واعية وصلبة، أعلن نهاد المشنوق على الملأ، وبالصوت الملآن “أننا فريق لا يبحث عن مرشَّح، بل عن رئيس للجمهورية نصون بوجوده وقيادته سلامة الدولة وهيكلها. وليكن ذلك معلوماً للقريب قبل البعيد: نحن في المستقبل لسنا فريقاً يتلهّى بلعبة المرشحين، ولا بأيَّة مسائل جانبيَّة”.
فالهدف الواضح أمام الوزير المشنوق وفريق “المستقبل” أن المشكلة الكبرى التي تتفرَّع منها كل هذه المشكلات والتعقيدات اليومية، إنما هي متصلة مباشرة بالفراغ الرئاسي الذي لا حياة طبيعيَّة للبنان الا بعد معالجته و”ملئه”.
وحده، وزير الداخلية، يعرف كيف يتصدَّى لممتطي التخريب واعتماد أسلوب قديم يتكئ على وضع العصي في الدواليب. شارحاً للجميع “اننا كبلد بتنا على مفترق طرق دقيق وحسَّاس. إننا نبحث بقيادة الرئيس سعد الحريري في تحديد الخيارات الاستراتيجية للمرحلة المقبلة”.
انه من قماشة أولئك الرجالات الذين أضفوا على السياسة في الزمن الجميل فنَّ الأصول، وفنون اللعب معها