المشنوق في إفطار متخرجي المقاصد: بات الاعتدال هو الافضل ان لم يكن خيارنا الوحيد

عناوين رئيسية 04 يونيو 2017 0

 أقامت جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في بيروت إفطارها السنوي في فندق “فور سيزون”، في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الرئيس حسين الحسيني، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة النائب عمار حوري، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الوزير السابق وليد الداعوق، ممثل الرئيس تمام سلام الوزير السابق محمد المشنوق، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان القاضي الشيخ خلدون عريمط، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، ممثل وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف طلال الداعوق، ممثل سفيرة الولايات الأميركية اليزابيث ريتشارد محمد البرغوتي، النائبين محمد قباني وعماد الحوت، ممثل قائد الجيش جوزيف عون العميد بلال الشوا، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد عامر خالد، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم المقدم عماد دمشقية، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني فايز المقدم وسيم النقيب.

حضر أيضا نقيب المحامين انطونيو الهاشم، نقيب الصحافة عوني الكعكي، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، المديرة العامة لوزارة العدل القاضية خيرية ميسم النويري، ممثل نقيب المهندسين جاد تابت نائبه مغير سنجابة، رئيس مجلس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني، رئيس مجلس ادارة مؤسسة “ايدال” نبيل عيتاني، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، رئيس الجامعة اللبنانية- الاميركية جوزيف جبرا، رئيس جامعة بيروت العربية عمرو العدوي، رئيس جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في بيروت المهندس مازن شربجي، رئيس “حزب الحوار الوطني” فؤاد مخزومي، رئيس اتحاد العائلات البيروتية محمد عفيف يموت وشخصيات سياسية ورؤساء هيئات اجتماعية واعضاء الهيئة الادارية للجمعية.

بعد النشيد الوطني كانت كلمة لعضو الهيئة الادارية للجمعية خضر لاوند، ثم كلمة لشربجي قال فيها: “ها نحن على موعد جديد في شهر الصوم شهر الرحمة والمحبة والغفران شهر التضحية والايثار شهر الخير والطاعات، شهر السفر الى خالق الاكوان بقلوب خاشعة ونفوس متواضعة ممتلئين بالايمان ومتمسكين بمكارم الاخلاق زادا ومؤونة لسائر الايام . وما احرانا اليوم ان نسافر ايضا الى مرحلة جديدة في بناء الوطن ، ونخطو خطوات لتأسيس حياة سياسية متوازنة ومستقرة، تؤمن العدل والاعتدال والوئام وتثبت الشراكة والتضامن بين جميع المواطنين وتلك امانينا ورجاؤنا”.

أضاف: “في هذا الشهر الكريم يسعدنا ان نرى الخير والنبل يحملهما اصحاب الايادي البيضاء والقلوب الرحيمة من اجل مساعدة ابناء مجتمعهم وينفقون من مالهم مغتبطين وراضين وليس غريبا ان يكون بيننا اليوم رموز مشرقة من هؤلاء القوم مما لفتنا الى ضرورة التنويه بهم وتكريمهم في هذه المباركة كما سبق لنا ان كرمنا امثالهم في رمضانات سابقة. هذه الرموز هي هامات وقامات عالية وهمم جبارة تحاكي قمم الجبال عزا وكرامة وايثارا وعطاء، ما بخلت يوما عن تقديم يد العون لابناء بلدنا وما تخلت في الوقت ذاته عن مواقع الريادة في نشاطاتهم واعمالهم من مختلف مواقعهم الاجتماعية والاقتصادية والمالية والسياسية المشهودة لهم”.

وتابع: “الهيئة الادارية الجديدة المنتخبة السنة الماضية وعلى غرار الهيئات الادارية السابقة اقامت سلسلة محاضرات وندوات وورش عمل تناولت المعضلات الاجتماعية والتربوية والبيئية والاقتصادية والسياسية التي تواجه مسيرة الحياة في لبنان، وكذلك اقامت سلسلة دورات علمية وتدريبية متخصصة لكافة القطاعات المهنية، بالاضافة الى تنظيم رحلات داخلية سياحية وهادفة، يتعرف المتخرجون والمتخرجات خلالها الى معالم وطنهم ومواقع وبيئات منه”.

وقال: “من المعروف والمؤكد ان الجمعية ومنذ نشأتها قامت على مداميك الوطنية الشاملة والاعتدال والانفتاح على الآخر، والهوية العربية وايضا على الايمان بقدرات الشباب وعزيمتهم وهي لا تتأخر عن التعبير عن مواقف لها في الشؤون الوطنية والاجتماعية وتتفاعل مع اترابها من المؤسسات التي تعنى بالمتخرجين والاجيال الجديدة وكذلك مع مؤسسات اخرى من المجتمع المدني الناشط. ان التأخير في الاتفاق على قانون الانتخاب والشلل الذي نلحظه في عمل مجلس النواب انما هو يعود الى تقاطع المصالح الشخصية الداخلية والمصالح الخارجية المحيطة بنا والتي باتت معروفة من الجميع ولم تعد خافية على احد ونحن هنا نرى ان الاستمرار في هذا النهج وهذا الاسلوب لا يعطل فقط المؤسسات الوطنية وانما يهدد الى انقسامات شعبية نحن في غنى عن تداعياتها في حال حصولها لا سمح الله، لذلك ندعو كل القيادات السياسية الى الاتفاق بما تبقى من وقت على ترسيخ مفهوم المواطنة لدى جميع ابناء الوطن من خلال قانون انتخاب ينتج مجلسا نيابيا يمثل ارادة اللبنانين بحيث يكون عادلا ومتوازنا وضمن معايير واحدة منسجمة مع دستور الطائف الذي كنا نتمنى البدء بتطبيق مندرجاته فور الاتفاق عليه”.

أضاف: “ما ننعم به اليوم من صدى مبادرات سياسية ايجابية ناجحة قام بها دولة الرئيس سعد الحريري لهي تمهيد فعلي لتحقيق تطلعات كل اللبنانيين بقانون انتخاب جديد يكرس مبدأ العيش المشترك ويدعم وحدة ابناء الوطن ويصون المؤسسات الوطنية، كل المؤسسات الوطنية والمؤسسات الأمنية التي هي ذراع الدولة الصلب وعضدها المتين في تثبيت امن المواطن وامن الوطن. ولا يمكننا في هذا السياق الا ان نحيي جهود معالي وزير الداخلية نهاد المشنوق المستمرة والدؤوبة، وهو يقود هذه المؤسسات بحنكة وتعقل في اصعب الظروف التي يمر بها الوطن. وهو على رأس المؤسسة الأمنية التي وحدها تكفل الأمن والاستقرار وتعزز البيئة الاجتماعية والأقتصادية. فالواقعية التي تميز بها معالي وزير الداخلية انما هي قناعة فيه شخصيا وايمان أكيد بدور المؤسسة الأمنية صمام أمان البلد. قبل كل شيء”.

وتابع: “ان القضية الفلسطينية ستبقى هي القضية المركزية في الصراع بين المنطقة العربية ومغتصب فلسطين، اذ هي مصدر الحروب او السلام ومصدر الهزات او الاستقرار، ومصدر الاستنزاف او التراكم الحضاري، ونعرج هنا على حركة الاسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال، اذ نفذوا صياما مستمرا لا افطار فيه ولا سحور على مدى اربعين يوما، مطالبين فقط ببعض حقوق الاسرى الحياتية من دون أي مطلب سياسي، وبالرغم من ذلك تعنت العدو وأبى واستكبر.

وختم: “اليوم ليس بيننا من هو غير مقاصدي وما اجتماعنا في هذه الامسية الرمضانية الا دليل على ذلك، ومن اعراض هذا التواجد انك تنتسب الى لقاءات المقاصد وتشارك في ميادينها ذلك لان الذي يجمعنا في ظلاله كريم وجواد. اعاده الله علينا باليمن والخير والبركات وعلى لبنان بالسلام وعلى الامة العربية بالعزة والرفعة ومضاء العزيمة والثبات على الحكمة والرشاد، وكل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

تكريم

وكرمت الجمعية عددا من الشخصيات الذين قدمهم عضو الهيئة الاستشارية في الجمعية محمد بركات، وقدم المشنوق وشربجي دروعا تقديرية باسم الجمعية وهم: مخزومي، رئيس مجلس ادارة مصرف “فيرست انترناشيونال بنك” رامي النمر، جمعية البستاني الخيرية ممثلة بالسيد وليد البستاني، ندى الحاج حسين العويني، نزار شقير، صاحب محلات النصولي للمجوهرات عاطف النصولي.

مخزومي
وألقى مخزومي كلمة بإسم المكرمين قال فيها: “يسعدني أن أكون بينكم في غرة رمضان وفي ضيافة جمعية خريجي المقاصد الإسلامية في بيروت، التي تجمع الرواد الذين أفتخر بهم وأعتز أن أكون بينهم وواحدا منهم. لا بد لي بداية من شكر جمعية خريجي المقاصد التي تكرم اليوم على عادتها كل سنة من الشهر المبارك ثلة من الرجالات والنساء الخريجين والخريجات ومن الذين عبروا من بوابة المقاصد إلى العالم وأنا أتحدث اليوم باسمهم. لن أتطرق إلى السياسة ولا إلى حال البلاد، لكن من الأعمال الرمضانية الدعاء خاصة في هذه الأيام الحرجة والظروف والأزمات القاسية التي يمر بها بلدنا وكذلك أمتنا العربية فعلينا أن نكثر من الدعاء مصداقا لقوله تعالى”.

أضاف: “المقاصد عريقة عراقة الحرف والكلمة في لبنان فهي التي تأسست عام 1878 خرجت أجيالا، وأثرت في المجتمع اللبناني عموما والبيروتي خصوصا وأغنته بالكوادر والكفاءات القيادية التي احتلت أعلى المراكز وتحملت عبر التاريخ مسؤوليات جسام على مستوى الدولة وكانت على قدر المسؤولية. خرجت المقاصد نساء ورجالا هم رواد في مواقعهم وأعمالهم وبصمة الريادة واضحة أينما حلوا. لكن أين أصبحت اليوم؟ بل أين أصبحت مؤسساتنا الإسلامية؟ أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها غائبة. طبعا ينقصها الدعم ولا أخفيكم أن لبنان ليس على جدول أعمال الخارج العربي والدولي، لكن يمكن للجهود المشتركة أن تساهم في تفعيل مؤسساتنا، وحتى تفعيل دورنا في مؤسسات الدولة، علما أن عديد موظفي الدولة من بيروت بعد اتفاق الطائف لا يتجاوز 13 في المئة. وقد يكون السؤال، أين الكوادر؟ والمقاصد عبر التاريخ هي مركز بناء للكوادر التي نهضت بالدولة ومؤسساتها وكان لها باع طويل في لبنان التأسيس. ولا أخفيكم أن طموحنا أن يحصل الجيل الجديد ليس فقط على المستوى المقاصدي التاريخي من علوم ومعارف بل أيضا على أخلاقيات ومفاهيم نعتز بمقاصديتها ويحتاجها الوطن اليوم أيما احتياج مثل التسامح والصدق والنزاهة والتشارك والحوار”.

وتابع: “إن المقاصد خرجت أيضا وأيضا أبطالا شكلوا إشارة انطلاقة عهد الاستقلال والتغيير. واسمحوا لي أن أذكر عمي فؤاد أحمد فياض مخزومي الذي استشهد في منطقة البسطة خلال تظاهرة خرجت من المقاصد ضد الانتداب الفرنسي آنذاك في 13 تشرين الثاني 1943، واعتبر رحمة الله عليه من أوائل شهداء لبنان. فأين الشباب المقاصدي اليوم بل أين الشباب البيروتي، أين دورهم في المجتمعين المدني والأهلي؟ سؤال أعرف أن الإجابة عليه تتطلب مجددا بذل الجهود المشتركة لإعادة الدور المتقدم لمؤسساتنا والأمل لشبابنا. ونعتز أيضا أن جمعية المقاصد هي من أوائل من فكر بتعليم النساء وإعدادهن لتكن قوة في المجتمع، إذ أنشئت كلية البنات في منطقة الباشورة في بيروت عام 1878، أي في العام عينه الذي تأسست فيه بما يعني أن الاهتمام بالمرأة تزامن مع انطلاقة نشاطات المقاصد في التربية والتعليم بداية ومن ثم توسعت إلى المجالات الاجتماعية والصحية والرعائية والجامعية، وهذا دليل ومؤشر على أهمية تنشئة وتعليم المرأة وتعزيز دورها في المجتمع في فكر وذهنية الأوائل الكبار الذين أسسوا المقاصد”.

وقال: “إنني من على هذا المنبر المقاصدي، أدعو لنتعاون جميعا لاستنهاض المقاصد ومؤسساتها وخصوصا التعليمية. فإذا كان الحنين يشدنا إلى عز بيروت وتراث بيروت فإن المقاصد جزء لا يتجزأ من هذا التراث العريق عراقة عاصمتنا الغالية على قلوبنا. فلنعمل سويا من أجل أن نكمل مشوار الرواد من أسلافنا الذين أسسوا المقاصد بل شاركوا أيضا في تأسيس لبنان. إذا كنت أؤمن بأن المطلوب ذهنية جديدة لتنمية البلد فإنني أجد أن التمسك بتنمية المقاصد ومؤسساتها يخدم الوطن مجددا بقدر ما يخدم نهضة التعليم فيه. وهو أي التعليم حصن موارد لبنان البشرية من الشباب والشابات الذين يجب أن نحسن إعدادهم ليكونوا روادا ومبدعين في كل موقع ومجال”.

وختم: “نشكر لكم إدارة وعاملين استضافتنا في إفطاركم السنوي. ونشكركم مجددا باسمي وباسم المكرمين الأفاضل الثقة التي منحتمونا إياها”.

المشنوق
وكانت كلمة للمشنوق قال فيها: “لا قدرة لي على السيرة الذاتية التي وردت على لسان عريف الحفل في السيد فؤاد مخزومي، ولا على سيرتي الذاتية أيضا، التي أعطاني فيها عريف الحفل أكثر مما أستأهل بكثير. ما أحسنت القيام به هو ما تعلمته من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما أخطأت به هو ما تعلمته من نفسي. تكريم لي أن أتحدث بعد عميد الخير في لبنان، الذي ما إن سمعت العريف يذكر صفاته، حتى عرفت أنه محمد بركات، الذي استطاع أن يقنع المتبرعين، طيلة عمله لعشرات السنوات في الخير الإسلامي، استطاع أن يقنعهم أنه يخدمهم عند الله وفي مجتمعهم حين يقبل منهم تبرعاتهم لدار الأيتام. ورد على لسان من تحدثوا قبلي أسئلة وتساؤلات أود الإجابة عنها”.

أضاف: “أولا، قانون الانتخابات ستعقد خلال الأسبوع المقبل جلسة لمجلس الوزراء لإتمام إقراره. وهو القانون الذي يحتاج إلى ستة أشهر على الأقل لتنفيذ احتياجاته التقنية والإدارية، كونه يعتمد للمرة الأولى في لبنان على قاعدة النسبية. ما أستطيع قوله عن القانون إنه قانون عاقل ويتسم بالواقعية الشديدة، لكنه ليس عادلا. فالعدل في الدول المركبة مثل لبنان لا يمكن تحقيقه. وفائض الأوهام المسمى فائض قوة والمتنقل بين طائفة وأخرى، يجعل العدل أصعب في الدنيا ويترك لله في الآخرة تحقيقه. الحمد لله أن فائض القوة، رغم ما يسببه من أوهام، ينتهي على طاولة المفاوضات إلى اعتراف أصحاب الأوهام بأن شرط نجاحهم هو قبول الآخر، وإلا يكون صاحب الوهم يحدث نفسه فيعيد الصدى كلامه إليه. النقطة الثانية التي أود التحدث عنها هي وصفي بالواقعي والاعتدال. نعم الاعتدال والواقعية السياسية أكثر من ضرورة. قبل الوزارة لم أكن كثير الاعتدال ولا متمسكا بالواقعية. لكن بعد ما نراه حولنا من حرائق أقربها الحريق السوري، بات الاعتدال هو الأفضل إن لم يكن خيارنا الوحيد”.

وتابع: “كلنا نعرف الثمن السياسي للاعتدال وأولنا الرئيس سعد الحريري. ونعرف أنها سياسة غير شعبية بالمعنى الفوضوي، ولا تؤدي إلى تصفيق الجماهير وقوفا. لكنها مسؤولية الحفاظ على الدولة التي يعرفها أولا وقبل أي أحد آخر ابن مدينة عريقة مثل بيروت. هذه السياسة المعتدلة القائمة على تسويات عاقلة وهادئة ومسؤولة، وإن لم تكن عادلة بالمطلق من وجهة نظرنا. فبهذه السياسة نحفظ أنفسنا وبيئتنا وأهلنا وحتى مراكزنا المسؤولة، إلى أن تنجلي الصورة في المنطقة ونحدد فعلا ما نستحقه في نظامنا السياسي. الخيار الآخر هو الحرب الأهلية، وهو الأبسط. نقلب الصفحة فورا ونبدأ بقول كبائر الكلام، شتما وحدة وانفعالا. حينها ندخل في أتون النار الذي نعرف متى دخلناه ولا نعرف كيف نخرج منه. ربما في الشكل هناك شكاوى تتناولنا وبعضها صحيح. المسايرة لفلان أو علتان كلاميا لا معنى جديا لها. المهم هو المضمون. من ينتقد أو يشكو عليه أن يدلنا أين وضعنا توقيعنا على تنازل عن الثوابت. أكرر: نحن نؤسس لتسوية عاقلة ونعمل بهدوء بانتظار التسوية في المنطقة، وحين يأتي يوم الحساب سننتصر بالاعتدال الذي يملأ عقول هذه النخبة الخيرة من أهل بيروت”.

وقال: “علينا ألا ننفعل ونحن نرى القصف الروسي على منطقة تبعد مسافة نصف ساعة بالسيارة عن منطقة أخرى يقصفها الطيران الأميركي. أمام هذا المشهد ليس لنا غير الاعتدال سياسة دون أن نتنازل عن الثوابت. أخيرا، سمعت من أحد المتحدثين شكوى من تقلص الوجود البيروتي في الإدارات العامة. وهو كلام مصيب، لأن معظم الجيل الشاب من البيارتة لا يملك الخبرة الكافية لوسائل الدخول إلى الإدارة العامة. وهذا الأمر يحتاج إلى خبرة خاصة وجهد مختلف عن نيل الشهادة الجامعية. لا بد لهؤلاء الشباب أن يخضعوا لفترة تدريب دراسية تؤهلهم للدخول إلى الإدارة، وهو ما عمل عليه تيار المستقبل جاهدا حتى الماضي القريب، وجزء ولو يسير من مؤسسات أخرى مثل مؤسسة المخزومي. ويجب استعادة هذه الدورات من جميع المعنيين وأولهم تيار المستقبل، وهو ما نسعى إلى تحقيقه خلال فترة وجيزة. على الطامحين أيضا أن يدقوا الأبواب وأن يخلعوها عند الضرورة متسلحين بدوراتهم، وأولها بابي المفتوح، وباب بيت الوسط الذي تعرفونه جيدا. مثلما قلت سابقا فإن 125 شابا وفتاة نجحوا في امتحانات مجلس الخدمة المدنية للفئة الثالثة خلال الأشهر الأخيرة، منهم اثنان فقط من بيروت”.

أضاف: “مثال آخر على عدم الدقة في الشكوى: هناك اثنان عينا في مراكز عليا مسؤولة من البيارتة، أولهم من آل كريدية عين رئيسا لهيئة أوجيرو، والثاني من آل مخللاتي عين نائبا لمدير المخابرات في الجيش. وهذان من أصل خمسة من المسلمين الذين عينوا خلال عهد هذه الحكومة. لم نسمع لا تهليلا ولا شاهدنا فرحا ولا علق البيارتة لافتة تهنئة. هناك عدد آخر من حملة الشهادات من البيارتة تعرفت إلى كفاءاتهم خلال استقبالاتي المفتوحة، وسعيت، وغيري ممن سعى، إلى فتح باب توظيفهم في الإدارة العامة والقطاع الخاص. هذا كله من الماضي، أما الآتي فهو بناء 3 مدارس رسمية في بيروت يعمل الرئيس الحريري شخصيا عليها، وعلى غيرها من مشاريع الإعمار الموجودة في أدراج الإدارة. وهناك دورة مقبلة، خلال أشهر، لقوى الأمن الداخلي نأمل أن يكون فيها حصة وازنة لبيروت. والأهم أن باب التوظيف في الإدارات العامة كشف عن وجود ألف طلب من البيارتة معظمهم من الشباب والأقل من الفتيات. وهي داتا مهمة سنعمل على تبويبها بحسب الخبرة والشهادة وصولا إلى تأمين فرص عمل لنصفهم على الأقل خلال هذه السنة والباقي خلال السنة المقبلة. وأتمنى ألا يأخذ أحد على صراحتي”.

وختم المشنوق: “نحن في حضور جمعية عريقة هي جمعية متخرجي جمعية المقاصد التي جمعت كل هذه الوجوه الخيرة، بحداثتها ورقيها، ضمن إفطار كرمت خلاله خمسة من المتفوقين البيارتة في أعمالهم. سيرة كل واحد منهم هي عنوان النجاح لهم ولمدينتهم وهم قدوة لغيرهم. هم الحريصون على مدينتهم وبيروتيتهم وعنوان نجاحها الدائم والمستمر. أذكر أنه جاء صحافي من مصر أم الدنيا إلى بيروت في زيارة لمدة أسبوعين، ليكتب عند عودته أن مصر أم الدنيا لكن بيروت هي ست الدنيا. هذا بعد زيارة لأسبوعين، فكيف لو عاش فيها؟ عاشت بيروت، عاشت المقاصد وخريجوها. عاش لبنان”.