المشنوق لـ”المدن”: التسوية أو المواجهة

قالـوا عنه 27 يوليو 2016 0
438

يشتاق الوزير نهاد المشنوق إلى الكتابة، كما يشتاق إلى الشام. لدى تناوله كلّ مفصل أو حدث سياسي أو ثقافي، يضفي عليه طابعاً أدبياً. نادراً ما يستذكر واقعة تاريخية أو شخصاً، من دون ربط ذلك بمقال أو مقطع من رواية أو نص نثري. الأحداث عنده، والأشخاص، مرايا كلمات. وهو، يصعب عليه أن يفصل بين نهاد الكاتب، والمشنوق السياسي.

العمل الإداري العام صعب. تخوّف منه في البداية، ففضّل وضع مخطّط يجنّبه الغرق في الأخذ والردّ على الطريقة اللبنانية. نجح في تجنّب الغرق بالتفاصيل. وضع أولويات منذ استلامه وزارة الداخلية.  دخل الحوار مع “حزب الله”، رتّب العلاقة مع الجيش، زار وزارة الدفاع، وضع خطّة للسجون، فكك الإمارة في رومية. وضع خطة أمنية، وها هو لبنان مستقر أمنياً، وسط منطقة تشتعل وكوكب يذهب إلى الجنون.

يعشق دمشق، الشام القديمة، فاستعان بحرفيين منها لنقش باب مكتبه. باب نهاد المشنوق شاميّ.

يتحضّر اليوم لتحديد أولويات جديدة، تكاد تكون أوسع من سابقاتها. أوّلها توضيح الخيار السياسي لـ”تيار المستقبل” وقوى الاستقلال والسيادة. ورشة “المستقبل” الداخلية ستحصل، لكنّ الأهم تحديد الخيار السياسي والاستراتيجي، لأنّ الانتظار يقتل ولا ينفع. لا بدّ من اتّخاذ قرار، إما وجهة جديدة وجريئة للوصول إلى التسوية، لأن البلد لا يمكن أن يحتمل، أو الدخول في مواجهة جديدة وكاملة، بلا أنصاف حلول ولا أنصاف تسويات: انتهينا من الانتظار القاتل ويجب ألا نبقى متفرجين على من يصنع السياسة.

الوضع جيّد نسبياً رغم الترهل. تكمن الإيجابية في الحفاظ على بعض المؤسسات واستمراريتها، والحفاظ على استقرار الوضع الأمني. يعتزّ ويفاخر باجراء الانتخابات البلدية في موعدها، و”الجميل” للناس وليس له: اللبنانيون عظيمون. لأن الناس كانت توّاقة للمشاركة في العملية السياسية، والدليل: نسب المشاركة المرتفعة. والآن بدأت الاستعدادات لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. هي حاصلة حاصلة، أيّاً يكن قانون الانتخاب، لكنّ الحراك السياسي لا يوحي بالتوافق على قانون جديد.

لا يحبّ أنصاف الحلول، ولا أنصاف التسويات أو أنصاف المعارك. نحن اليوم في موقع خياراته غير محدّدة، كمن ليس لديه عمل سوى الانتظار. وهذا لا يصلح في السياسة. هذا رأيه. إما الذهاب إلى التسوية أياً تكن، وإن كانت نتيجتها انتخاب الرئيس الممكن بعد نقاش وبعد ترشيد وترشيق حسابات الربح والخسارة، أو اتّخاذ خيار المواجهة الكاملة، لكن يجب الخروج من منتصف الطريق.