المشنوق ل”الحياة” : العروبة ضمانة الاعتدال لأن البديل مزيد من التطرف

الأخبار 25 مارس 2016 0

اعتبر وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن مواجهة التطرف في المنطقة لا يمكن ان تنجح إلا من خلال تأكيد رابطة الانتماء العربي، وقال: العروبة هي التي تحدد هوية أبناء المنطقة إزاء الهويات الإقليمية الأخرى، سواء كانت فارسية ام تركية، كما ان العروبة هي الضمانة الوحيدة لاستعادة التوازن في المنطقة والحفاظ على الاعتدال، لأن البديل هو الذهاب الى مزيد من التطرف الطائفي والمذهبي.

وكان المشنوق زار مكاتب جريدة الحياة في لندن أمس، حيث استقبله رئيس التحرير غسان شربل وكبار العاملين في الصحيفة. وعرض المشنوق نتائج المحادثات التي أجراها مع وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي وعدد من المسؤولين في رئاسة الحكومة ووزارتي الداخلية والخارجية البريطانيتين فضلاً عن مسؤولين في أجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب. وأشار الى التعاون المشترك بين لبنان وبريطانيا في الحقل الأمني وفي مجال تبادل المعلومات، مثنياً على المعونات التي تقدمها بريطانيا للبنان، سواء لدعم الجيش على الحدود السورية ام من خلال دعم قوى الأمن الداخلي، إذ بلغت المعونة المقدمة لها 13 مليون جنيه استرليني (نحو 20 مليون دولار)، اضافة الى مشاركة بريطانيا في مساعدة معهد تدريب ضباط وعناصر قوى الأمن الداخلي.

وتحدث المشنوق عن الدور المهم الذي تقوم به شعبة المعلومات واستخبارات الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية الأخرى في مكافحة التهديدات الارهابية، مشيراً الى الأخطار المتصلة بنشاط هذه التنظيمات. وقال: إن دخول سجن رومية اثبت وجود اتصالات بين هذه التنظيمات تمتد من عرسال الى عين الحلوة وصولاً الى مدينة الموصل العراقية. وأكد ان هذا الوضع أصبح الآن تحت السيطرة.

وفي حديثه عن الوضع الأمني في مطار بيروت، اشار الى اهتمام المسؤولين اللبنانيين بسد الثغرات في هذا المجال، وذكر ان كلفة تطوير وتحديث أجهزة المراقبة في المطار لا تتجاوز 30 ميلون دولار، وأن هذه العملية سيتم تنفيذها في أسرع وقت.

وكان المشنوق زار المعهد الملكي للبحوث الدولية – تشاتام هاوس في لندن، وشدّد على أن لبنان واحد من الدول القليلة التي نجحت في إجراء عمليات استباقية في مواجهة المجموعات الإرهابية، مشيراً إلى أن الأفكار الفيديرالية التي يطرحها البعض لن تحل المشاكل بل على العكس ستسبّب العنف والحروب لأجل غير مسمى.

ودعا المشنوق إلى حماية منطقتنا من جميع أنواع التطرف والإنفصال، مذكّراً بأن إيران وحزب الله يعطلان انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، من خلال امتناع نواب حزب الله وحلفائه عن النزول إلى 37 جلسة انتخاب حتّى الآن.

وأكّد أن (الرئيس السوري) بشار الأسد لن يوافق على أن الانتقال السياسي في سورية سينتهي من دونه، قبل وصول التهديد إليه داخل عاصمته. وقال: كل اللبنانيين سيجدون صعوبة جدية في إنشاء علاقة جديدة وصحية مع أي شكل من أشكال النظام الجديد في سورية، لافتاً الى ان تدخل حزب الله في سورية ترك ندوباً كبيرة في العلاقة المستقبلية مع سورية والسوريين.

ولفت الى ان اللبنانيين لا يريدون تحسين العلاقة مع دول الخليج من أجل الحصول على المال، بل لأننا نؤمن بأنه يجب استعادة الثقة بحكم التاريخ الطويل لأننا نهتم بهذه العلاقات

ودان المشنوق بشدة الهجمات الإرهابية على العاصمة البلجيكية.

واعتبر المشنوق انه منذ 30 سنة، لم تتوقف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال تصدير ثورتها من طريق الإرهاب والميليشيات والطائفية، وهي تستخدم لبنان قاعدة خارجية للعمليات، لتدريب المقاتلين وإرسالهم إلى مختلف أنحاء العالم. وقال: في عام 2015، تم تفكيك 8 خلايا من الحرس الثوري الإيراني في 8 دول بين أفريقيا والخليج العربي وأوروبا. ويشارك النظام الإيراني في سياسات توسعية نحو بلاد الشام والخليج العربي من خلال الاعتماد على الميليشيات الخارجة على الدولة، مثل حزب الله وميليشيات عراقية، لافتاً الى انه للمرة الأولى في تاريخنا، ينظر إلينا على أننا نعارض الإجماع العربي وهذه هي نتيجة مباشرة للتدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية.

وخلال مأدبة عشاء أقامتها على شرفه سفيرة لبنان لدى بريطانيا إنعام عسيران وحضرها عدد من الشخصيات البريطانية واللبنانية في مقدّمهم وزير الأمن البريطاني جون هايس، دعا المشنوق اللبنانيين الى أن يعرفوا أن المساهمة البريطانية المالية الجديدة هي إعلان كبير عن ثقة الحكومة البريطانية بالحكومة اللبنانية وبأداء قوى الأمن الداخلي والأمن العام والجيش، وتوجه إلى اللبنانيين قائلاً: رغم كل ما تسمعونه ورغم كلّ شكواكم، لا يزال لبنان بخير، رغم ما يحصل في محيطه، ولا يزال صامداً وقادراً. وأكد أن النظام السياسي لا يمكن أن يعمل من دون رئيس، لذلك فهو دائماً على حافة الانهيار.

وكان التقى المشنوق في مقر إقامته النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس.

ورأى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يرافق المشنوق، أن الوضع في مطار بيروت غير مقلق، والأمن في لبنان ممسوك، وهناك تنسيق بين الأجهزة الأمنية.

وقال لـ إم تي في: الوضع في المطار ليس مخيفاً إلى درجة الذعر، لكنّه في حاجة إلى تطوير تجهيزاته الرقابيّة، وسبق أن ذكرنا أن أي مرفق حيوي تتم حمايته هو في حاجة إلى تطوير الإجراءات القائمة فيه. وفي حين لم ينف وجود خلايا لـ النصرة و داعش على الأراضي اللبنانيّة، أكد أنّ الأجهزة الأمنيّة بالمرصاد