المشنوق في حوار شفاف مع “اللواء”: أدعو رئيس الجمهورية لجعل أمن بيروت بنداً وحيداً على طاولة الحوار

مقابلات مكتوبة 30 أغسطس 2010 0

عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب نهاد المشنوق كان أول من اطلق شعار “بيروت آمنة وخالية من السلاح” إثر أحداث عائشة بكار العام الماضي، واليوم بعد أحداث برج أبي حيدر والبسطة والنويري تجددت المطالبة السياسية والشعبية بجعل “بيروت خالية من السلاح”، وهي مطالبة ينادي بها اليوم الكثير من القوى السياسية والفعاليات، من أجل حفظ أمن واستقرار العاصمة الحاضنة لجميع اللبنانيين بكافة تلاوينهم الطائفية والسياسية·
فنائب بيروت الذي وجد كغيره من اللبنانيين في احداث برج ابي حيدر ومن ثم عودة الظهور المسلح الى شوارع وزواريب العاصمة أن ذلك يشكل تهديداً فعلياً لأمن اللبنانيين وإمتهاناً لكرامة العاصمة وأهلها، وبداية خطر حقيقي على الاستقرار والسلم الاهلي خاصة، وأن مشاهد حرب الميليشيات في أحياء وزواريب بيروت إبان ما سمي بالحرب الأهلية في سبعينات القرن الماضي ما زالت حاضرة في الذاكرة مع كل ما خلفته من خراب ودمار وقتل للحياة وإلغاء لدور العاصمة بيروت·
“اللواء” إلتقت النائب نهاد المشنوق وأجرت معه حواراً حول أحداث الأيام الماضية وخطورة تداعياتها·
فقال: “أحداث برج أبي حيدر تكرار لأحداث عائشة بكار ومن 7 أيار وهي استهوان واستباحة لبيروت وإهانة لكرامة أهلها وتخريب لأرزاقهم”
وتساءل: “ماذا تفعل المقاومة في برج ابي حيدر والبسطة حيث لا قيادات ولا مربعات أمنية ولا حدود مع إسرائيل وعليهم ان يعترفوا باخطائهم”·
وقال: “أنا مع المقاومة ضد إسرائيل، ولكن بيروت ليست مكسر عصا يحركون فيها السلاح متى يشاؤون، وبيروت ليست يتيمة، لها أُم ولها أب وأهل معنيون بها وهم من جميع الطوائف والمذاهب”·
وقال: “أدعو رئيس الجمهورية لجعل بيروت وأمنها بنداً وحيداً أمام هيئة الحوار، ولا يمكن ان نتعايش مع هذا السلاح والسلطة لا يمكن ان تكون وسيطاً بين متنازعين على حياة الناس”·
وأعلن “إن الحريري رئيساً للحكومة لغاية 2014 وهو زعيم الأكثرية السنية والنيابية”·
كانت أحداث الثلاثاء الماضي أليمة جداً، كيف قرأت أبعادها؟ ومن هو المستهدف؟
– ان احداث الثلاثاء الماضي هي احداث عائشة بكار نفسها قبل سنة، وهي احداث 7 أيار نفسها قبل سنتين·· اي انها استباحة واستهوان استباحة المدينة وإهانة كرامات أهلها وتخريب ارزاقها وممتلكاتها وخراب بيوت الناس·
ماذا تفعل “المقاومة” وسلاحها في المناطق التي حدثت فيها الاشتباكات؟!! فهناك لا وجود للمربعات الأمنية ولا لقيادات أمنية وليس هناك مناطق حدودية مع اسرائيل· وإذا المقاومة مستهدفة في برج ابي حيدر اقول بأنها هي التي تستهدف نفسها· فهم لا يعرفون التفريق بين استهداف نفسهم وبين استهداف غيرهم لهم، فهذه مشكلتهم وليست مشكلة المدينة·
المدينة، ليست “مكسر عصا”، حتى يقرروا متى يشاؤون هم وسلاحهم ان يقوم بما يريد تحت شعار انهم يقاتلون اسرائيل!! فهذا كلام ليس له علاقة بالمنطق ولا بالفعل ولا بمصلحة حزب الله ولا لمصلحة احد·
هذه المدينة، ليست مدينة يتيمة، فلهذه المدينة أم وأب وأهل· وأهلها معنيون بها وهم من كل الطوائف والمذاهب والجهات· إذاً، لا أحد يستهدفهم وإنما هم يستهدفون انفسهم ويجب عليهم الاعتراف بذلك وعليهم الاعتراف بأنهم أخطأوا وعليهم هم المطالبة بنزع السلاح من بيروت·
ليس هناك أي مبرر، او عاقل او منطقي او مقاوم شريف وعروبي صحيح ومسلم ملتزم يقبل ان يكون هو وسلاحه شغله الشاغل، إهانة المدينة وأهلها واستباحة كرامات الناس كل سبعة اشهر، وأنا اقول بأن هذا الامر لا يجوز القبول به او الاستمرار به وليس هناك اي تراجع عن الدعوة لبيـروت منزوعة السـلاح·وهذه الدعوة بدأتها منذ أحداث عائشة بكار ولم يحصل التجاوب لها بسبب موقف وزيرا الدفاع والداخلية وكل القوى السياسية في ذلك الوقت·
إهانة الناس
ولكن هناك أن أكثر من جهة تملك السلاح وليس حزب الله فقط؟
– أنا أقصد نزاع كل السلاح من كل الاطراف دون استثناء، اي سلاح غير شرعي في بيروت الإدارية هوسلاح لا عمل له ولا هدف له غير استباحة كرامة الناس وتخريب ارزاقها وممتلكاتها وإهانة أهل المدينة·
فليس هناك مبرر لسلاح لدى أي جهة في بيروت لأي سبب من الأسباب·
في وقت من الأوقات قبلنا بالسلاح حيث انهم قالوا ان لهم ترتيبات تتعلق ببيوت او مراكز قيادات المقاومة في الضاحية الجنوبية· أما الباقي فغير منطقي وغير سليم ولا يجوز القبول به·
انا شخصياً، كنت وما زلت حتى هذه اللحظة مع سلاح المقاومة في مواجهة اسرائيل حيث يجب ان يكون، فلكل موضوع عنوان ولا احد يخلط العناوين بعضها ببعض·
لا اعتقد ان هناك جهات لها رغبة او مصلحة بالاقتتال· هناك جهة واحدة رئيسة على الاقل وهي التي بحوزتها السلاح وهي التي تطلق النار·
أما الجهات الأخرى فهي جهات محدودة العدد والتأثير والسلاح· وبالتالي الخطوة الرئيسة التي يجب القيام بها هو ان يدعى رئيس الجمهورية شخصياً هيئة الحوار لمناقشة وضع بيروت وتكون هي البنود الوحيد على جدول الاعمال الآن·
في هذه المدينة هي 75% من الاقتصاد اللبناني وبالتالي كل اللبنانيين معنيون بها تضم اكثر من 40 بالمئة من سكان لبنان وتضم كل الطوائف والمذاهب بأعداد كبيرة وبالتالي ليس من الممكن ربط الأمور بسلاح المقاومة·
اعتذار من أهل بيروت
هناك وجهة نظر تقول بأن حزب الله وقع في كمين في بيروت·
– جيد، هذا دليل سوء الإدارة· إذاً عليهم تغيير الادارة، والاعتذار عن ما جرى وسحب السلاح من المدينة، عندها لا يمكن لأحد ان ينصب لهم كميناً·
ما اقوله هو نداء الى كل الجمعيات الاهلية والمدنية وكل المجموعات الاقتصادية واهل المدينة ان تتحرك سلماً للمحافظة على كرامتها وأرزاقها وأولادها·
الصورة التي شاهدناها الثلاثاء الماضي على التلفاز من أبشع الصور التي يمكن ان تخطر ببال الأمهات والأطفال·· إلخ
· أخطاء ثمينة واستغلال
صدر إتهام من بعض قيادات حزب الله تقول بأن هناك استغلال رخيص لما جرى، الا يوجد استغلال للحادث؟
– هناك أخطاء وجرائم ثمينة حصلت واستغلال رخيص· نحن نقبل بذلك·
ولكن لنتحدث عن الجرائم الثمينة قبل ان نتحدث عن الاستغلال الرخيص·
من الذي يستَغل هذه الحوادث؟!!
لقد خرج واحد منهم اتهم الرئيس فؤاد السنيورة، فالرئيس فؤاد السنيورة كان موجوداً حينها في الكويت ولم يكن على علم بكل هذه التطورات، ولم يتصل فينا ولم يأخذ موقفا من هذا الموضوع·
الاستغلال الرخيص هو الاتهامات التي يوجهها أناس من هؤلاء لأشخاص ليس لهم علاقة ولا وارد البحث في قدرتهم على المسؤولية ولا بعروبتهم ولبنانيتهم·
دور الرئيس سليمان
أين السلطة السياسية، وكذلك الأمنية، ودورها من الاحداث ومعالجة تداعياتها؟
– الدور الفاعل للسلطة يكون بتحقيق إجماع حول هذه القضية في هيئة الحوار الوطني، نحن لم نناشد الحكومة، نحن ناشدنا لجنة الحوار الوطني الذي يُفترض ان تضم كل القوى السياسية برؤسائها ومسؤوليها الكبار· وفخامة الرئيس يجب ان يكون كخطابه البارحة، يستمر بمسؤوليته عن ما قاله في الأمس، فلا يمكننا ان نتعايش مع هذا السلاح في المدينة في الوقت الذي هناك تصرف الوسيط من القوى الامنية العسكرية بين متنازعين على حياة الناس·
كما يجب البحث بدور القوى الامنية ومسؤولية قوى الامن الداخلي تحديداً قبل مسؤولية الجيش ومسؤولية الجيش ايضاً، اذا كان الجيش يتحجج بالقرار السياسي فالجيش مكلّف من مجلس الوزراء منذ فترة طويلة بحفظ الامن·، وإذا كان يريد المزيد من تثبيت تكليفه فهذا الامر ممكن ان يتم عن طريق هيئة الحوار·
أعود وأكرر، على رئيس الجمهورية الالتزام بما قاله ويُكمل ما قاله ويدعو الى هيئة حوار للبحث ببيروت: مدينة منزوعة السلاح، نحن لن نتراجع كمجموعة سياسية عن هذا الامر مهما حدث، واذا لم نجد جواباً سنطرح الثقة في مجلس النواب بوزيري الدفاع والداخلية في مجلس النواب·
هناك ضباط مقصرون في حفظ امن الناس ما لم تجر معاقبتهم فعلى الوزراء المعنيين تحمل المسؤولية امام مجلس النواب وهذا قرار مركزي·
هل هناك تصور واضح لنزع السلاح؟
– لا اريد ان اضع نفسي في موضع من عليه وضع تصور ورسم خطط·
أنا بموقع المؤمن بأن هذه المدينة عظيمة تستحق الحياة وأهلها أناس كِرام·
الجيش والشعب والمقاومة لها إطار واحد هي الدولة اللبنانية، ليس هناك مكونات مستقلة اسمها مكوّن الشعب ومكوّن الجيش ومكوّن المقاومة·
لمصلحة مَنْ تعميم الفوضى؟
– ليس لمصلحة احد، سوى لاسرائيل ليس هناك مصلحة عربية و لا محلية بتعميم الفوضى·
لا مربعات أمنية ولا محتل
هل الكلام الجاري حالياً بقوة حول السلاح هو لتحييد المسار عن الحملة التي تستهدف القرار الظني؟!·
– ما دخل هذا بذاك؟! لماذا نفترض مؤامرات ومخططات؟·
هناك تفسيرات عدّة لهذا الأمر، هناك تفسير يقول بأنه صراع أميركي – إيراني، وأنا لا اقبل هذا التفسير، هل بيروت منطقة أميركية والضاحية منطقة إيرانية؟! فالمنطقتان لبنانيتان·
هناك أسباب موجبة، يقول <حزب الله> بأنها مربع المقاومة وقياداته (المربع الأمني) نحن وافقنا عليه مؤقتاً·
أما مدينة بيروت فلا وجود لمربعات أمنية فيها، وليس هناك محتل لمقاومته·
الشهود الزور والقرار الظني
في ما يتعلق بشهود الزور والقرار الظني، ماذا يمكن أن تفعل السلطة والقوى الصديقة؟·
– القرار الظني هو مسار دولي لا علاقة لأي من اللبنانيين به ولا لأي من العرب ولا لأي قوى إقليمية، فلا أحد يستطيع منع صدور القرار الظني· هذه أوهام موجودة لدى اناس لا يمكنهم تصور صدوره· القرار الظني هو قضاء وقدر·
كل ما نستطيع قوله “إن هذا القرار الظني يجب أن يكون مثبتاً بأدلة دامغة لا يرقى إليها الشك، أكثر من ذلك لا أحد يستطيع أن يطلب”·
اما قضية شهود الزور، فهي محاولة لبحث موضوع جانبي، في الوقت نفسه الموضوع ليس هو شهود الزور بل الموضوع هو: هل لبنان يستأهل ان يكون لديه قرار ظني؟! القرار الظني هو تأكيد لحق النّاس بأن تعيش باستقرار وأمان ومنع الاغتيال السياسي، القرار الظني سببه قيام محكمة هي المرجعية لمسألة الاغتيالات السياسية·
حتى صدور القرار الظني، ليس هناك من أحد مُدان وليس هناك من أحد بريء· فكل ما قيل حول القرار الظني هو كلام افتراضي لا يستند إلى أي وقائع·
وهناك مسار سائر وهو الوثائق والادلة التي تحدث عنها السيّد حسن نصر الله بما يتعلق باتهام <اسرائيل> والتي تطلب المحكمة الدولية المزيد من الوثائق والمعلومات حولها لدرسها ولتقول رأيها بها·
حان للسيد حسن نصر الله أن يعلم أن كلامه منذ شهر حتى الآن موجه للعنوان الخطأ، وما عليه الا التوجه إلى رئيس الحكومة والاجتماع معه للتباحث معه بدلاً من مخاطبته تلفزيونياً·
لبنان والمحكمة الدولية
ولكن “حزب الله” يقول بأنه لا يعترف بالمحكمة الدولية؟·
– ليس المطلوب منه الاعتراف بالمحكمة الدولية· كل اللبنانيين لا يمكنهم تغيير أو تعديل أي أمر· لقد فرحنا فعلاً بالقمة الثلاثية التي عقدت لأن هذا تصرف عالي المسؤولية من الملك عبد الله بن عبد العزيز ومن الرئيس السوري بشار الأسد تجاه حفظ الاستقرار في لبنان والتعامل مع أي من المستجدات بطريقة مدنية وسلمية وليس بطريقة عشوائية· ليس هناك من جهة قادرة على منع المحكمة الدولية أو على صدور القرار الظني· والدليل موقف وزير الخارجية السوري الذي قال بأن هناك محكمة دولية، واذا ثبت اتهام أي سوري فنحن سنحاكمه بتهمة الخيانة العظمى·
لن نسمح لأحد بأن يقرر عنا أن لبنان دولة فاشلة ومواجهة للمجتمع الدولي!·
السعودية سددت ما عليها للمحكمة بعد زيارة الملك للبنان، وبالتالي تصرف الملك عبد الله بمسؤولية كبيرة تجاه المجتمع الدولي وتجاه الاستقرار اللبناني·
الحريري رئيساً لغاية 2014
لقد قال السيّد نصر الله في خطابه الأخير “نحن لا نريد إسقاط الحكومة في الشارع وعندما نريد نستطيع ذلك في البرلمان”··· ما رأيك؟·
– لا ادري ما هي حساباته في هذا الكلام، ولكن إذا استمرت الأمور بهذه الطريقة وبهذا المنطق وبهذه المناقشة العقيمة، اعتقد أن علينا نحن إسقاط الحكومة·
وفي ما يتعلق بنزع السلاح من بيروت واسقاط الحكومة أو عدم اسقاطها من أي جهة كانت، لا تغيّر واقعة لن تتغير وهو أن سعد الحريري هو رئيس الحكومة اللبنانية حتى عام 2014 إلى حين اجراء انتخابات نيابية جديدة وهو زعيم الأكثرية السنية والاكثرية البرلمانية وهذا واقع لا يمكن لأحد أن يغيره سوى بالانتخابات
· ومن يراهن على أن موقف وليد جنبلاط في مجلس النواب هو جزء من حركة الدعوة إلى الفوضى يخطئ في رهانه، فجنبلاط موقفه مبدئي من سلاح المقاومة، وهذا بالتأكيد جزء من استراتيجية الاستقرار ودوره سيبقى مؤسساً في ضرورة الوحدة الوطنية وحفظ كرامة المدينة وأهلها·
هل ما زالت الأغلبية النيابية على حالها؟·
– ان إسقاط الحكومة يحتاج لحسابات مختلفة عن الأرقام والأعداد فقط· فالمسألة معقدة أكثر من هذه الحسابات قليلاً، كما أن تمثيل سعد الحريري للغالبية العظمى من المسلمين السنة لا يتغير في مجلس النواب بل يحتاج إلى اكثر من ذلك لكي يتغير·
اعود إلى التأكيد على موقف وليد جنبلاط واؤكد هنا أن حركة أمل ورئيسها نبيه برّي هو رئيس مجلس النواب وقد حرص أثناء الاشتباكات شخصياً على منع عناصر حركته من التدخل وهو سيكون دائماً في موقع الحريص والمسؤول عن استقرار وكرامة المدينة
· هل تخشى من فتنة بين اللبنانيين؟·
– استطيع القول بأني قلق، ولكن رهاني كبير جداً على أن المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والمؤسسات الاقتصادية جديرة بأن تقوم بدورها لحماية مدينتها وحماية كرامة أهلها وحماية سلمها الأهلي·
وهذه تجربة يجب أن تطبق وعليهم كلهم تحمل مسؤولياتهم من دون استثناء، ويتصرفون بوعي وإدراك وبإصرار من دون التخلي عن أي من العناوين السياسية الكبرى التي هي: سلاح المقاومة، عروبة لبنان، اتفاق الطائف، الدستور··· الخ· فهذه مسائل ليست مطروحة للنقاش· فاللبنانيون مؤهلون ويستأهلون العيش بطريقة آمنة وكريمة·